logo
#

أحدث الأخبار مع #رحلة

رحلة ابن فضلان.. من بلاط بغداد إلى مقابر الفايكنغ وجحيم يأجوج ومأجوج
رحلة ابن فضلان.. من بلاط بغداد إلى مقابر الفايكنغ وجحيم يأجوج ومأجوج

الجزيرة

timeمنذ 18 ساعات

  • علوم
  • الجزيرة

رحلة ابن فضلان.. من بلاط بغداد إلى مقابر الفايكنغ وجحيم يأجوج ومأجوج

في غرفة تتوسط أخرى، على الطريقة العتيقة التي اعتمدها سكّان وسط آسيا قديما لحفظ الدفء، كان يستلقي وحيدا على حصير سميك، في رحلة تكاد تكون مستحيلة نحو أقاصي الشمال، حيث تنقطع الأخبار، وينتهي العالم المألوف. كان أزيز الرياح الباردة يقرع صدره المرتجف، وبدنه المكدود قد احتضن ذاته بشدة فوق الأرض، متدثّرا بأغطية الفرو الثقيلة، فبدا وجهه كأنما التصق بالوسادة الخشنة من شدة البرد. وبرغم ما هو فيه من حال يرثى لها، آثر أن يدوّن فصول واحدة من أندر الرحلات التاريخية، فكتب من بلدة نائية بأقصى غرب أوزبكستان، تطلّ على نهر جيحون العظيم الذي ينبع من جبال بامير، ويصبّ في بحر 'آرال' (بحيرة خوارزم)، قائلا إن 'بابا من الزمهرير قد فتح عليها'، فلا يهطل الثلج إلا وريحه عاصفة، وإذا أراد الرجل أن يكرم ضيفه أوقد له نارا يستدفئ بها، 'هذا إذا بالغ في برّه وصلته'، على حد تعبيره.1 كان ذلكم أحمد بن فضلان، مبعوث الخليفة العباسي المقتدر بالله، وقد خرج في بعثة استجابة لطلب بلغار الفولغا (الصقالبة)، الذين التمسوا المساعدة من الخليفة في صد الخزر، وأن يأتيهم من يعلمهم ويفقههم في أصول الدين، فلم يكن قد مضى وقت طويل على إسلامهم. وكانت البعثة انطلقت في صفر 309 هـ، الموافق يونيو/ حزيران 921م، وسلكت طريقا طويلا مرّ بعدة مناطق تاريخية، منها همدان والريّ ونيسابور ومرو وبخارى، ثمّ ساروا بمحاذاة نهر جيحون إلى خوارزم عند بحر آرال، ثمّ عبروا صحراء أوست أورت ثم خاضوا لجة نهر يايق، حتى وصلوا إلى حوض الفولغا، حيث جمهورية تتارستان الروسية اليوم. وقد دوّن ذلك في كتابه 'رسالة ابن فضلان في وصف الرحلة إلى بلاد الترك والخزر والروس والصقالبة'، فأجاد الحديث عن أحوال أمم انقطعت أخبارها، تعيش في أصقاع نائية عند حدود العالم المتمدّن، وتحدث عن عدد من القبائل التركية البدوية القاطنة في آسيا الوسطى، وبعض الشعوب المنغلقة على ذاتها في أوروبا الشرقية مثل البلغار والخزر، وخصّ بالوصف المفصل الشعوب الروسية، وكانوا يومئذ من الشعوب الإسكندنافية المقيمة على ضفاف الفولغا. فوضع إرثا بشريا قيّما للغاية، تستند عليه اليوم جميع المصادر الحديثة. وقد استفاض ابن فضلان في شرح كثير من عادات تلك الشعوب الغريبة، من مأكل ومشرب وملبس وطقوس جنائزية، فوصف حرق جثة أحد الزعماء مع جاريته بطريقة مروعة، وتحدث عن العلاقة بين الملوك والحاشية، وكان أول من وصف الفايكنغ، كما سجّل فصلا عن يأجوج ومأجوج، جامعا بين الدقة في وصف الشعوب والسرد الغني بالتفاصيل. رحلة ابن فضلان.. نافذة نادرة على شعوب الشمال تعد رسالة ابن فضلان من أبرز وأقدم النصوص الجغرافية والأدبية، التي وصلتنا عن شعوب شمال أوروبا وشرقها في نهاية الألفية الميلادية الأولى، ومع أن نص الرحلة لم يصل إلينا كاملا بخط يده، فإن أجزاء كبيرة منه حفظت ضمن كتاب 'معجم البلدان' لياقوت الحموي (ت: 626هـ – 1229م) وكتاب 'آثار البلاد وأخبار العباد' لأبي عبد الله القزويني (ت:682هـ – 1283م). وكان أن أول استكشاف أوروبي لجزء من نصوص ابن فضلان على يد المستشرق الروسي 'كريستيان مارتن فرين' عام 1823، بعنوان 'تقارير العرب عن الروس في العصور القديمة'.2 وفي عام 1923، اكتشف المؤرخ التركي 'زكي وليدي طوغان' مخطوطة أكثر اكتمالا في مكتبة 'العتبة الرضوية' بمدينة مشهد الإيرانية، وتُعرف المخطوطة باسم 'MS 5229″، وتعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وتحتوي على نسخة أكثر تفصيلا من رسالة ابن فضلان، مع أنها لا تزال غير مكتملة، فهي تنقطع عند وصفه لشعب الخزر.3 وقد ترجمت الرحلة إلى عدة لغات، وصدرت منها عدة طبعات عربية محققة، منها طبعة إحسان عباس، وكذلك ترجمة سمير اليوسف عن دار الجمل. أما في الإنجليزية، فقد صدرت بعنوان 'ابن فضلان وأرض الظلام' (Ibn Fadlan and the Land of Darkness). فضلا عن الحقائق العلمية، فإن السرد الأدبي في رسالة ابن فضلان لم يخلُ من الحس التشويقي والأسلوب القصصي، وكأنها ملحمة درامية يعيش فيها البطل لحظات تحبس الأنفاس من عالم الخيال العلمي، مارّا على عدة محطات تختلط فيها المشاعر من دهشة وخوف، ويستطرد الكاتب في وصف حاله بين تارة وأخرى، وكأنما يريد أن يعيش القارئ تلك الرحلة مرافقا إياه. أحمد بن فضلان.. صفحة من التاريخ لم يسلط عليها الضوء لم نجد مصادر تاريخية تتحدث عن أحمد بن فضلان نفسه، فليس معروفا منصبه ولا تفاصيل عن حياته، حتى أن عمره من الأمور المجهولة تماما، كما أن رحلته لم تشتهر إلا على لسان بعض المؤرخين، منهم ياقوت الحموي، الذي نقل عنه مقتطفات. ووفقا لطبيعة المهمة التي وكلت إليه، فإن المؤرخين يفترضون أنه كان يجب أن يحمل خصالا واضحة، مثل الحكمة والحنكة والقوّة البدنية والقدرة على التحمل، وأيضا أن يكون عالما وفقيها، وأن يكون رجلا نيّرا ذا ثقافة مقبولة، ودليل ذلك وصفه المتأني للبلدان والتقاليد التي شاهدها عيانا. كما أن مظهره الخارجي كان ينبغي أن يتسم ببعض الوقار والهيبة، ذلك لأنه مبعوث الخليفة العباسي، لمقابلة ملوك الصقالبة والخزر والروس. انطلق الوفد تلبية لطلب من حاكم الصقالبة 'ألمش بن شيلكي'، الذي أشهر إسلامه حديثا، وأراد إقامة حلف مع الدولة العباسية، يُعينه في مقاومة سطوة دولة الخزر اليهود، الذين فرضوا عليه التبعيَة لهم. وكان هدف السفارة التي جهزها الخليفة العباسي أن تحمل إلى حاكم الصقالبة هدايا وأموالا، ليبني بها مسجدا وحصنا يحتمي به من هجمات الخزر، وأن يرافقها فقهاء ومعلّمون يلقنون أهل بلغار تعاليم الإسلام. وقد ضمّت البعثة 4 أعضاء، وهم: سوسن الرسي، ويبدو من نسبته أنه من بلاد الروس. بارس الصقلابي، ويدل اسمه على أنه سلافي. تكين التركي، وهو يجيد لغات الأتراك المتعددة. ابن فضلان، وهو رئيس الوفد، وكان يجهل اللغات الأجنبية كما ذكر.4 ولا يبرز ابن فضلان بطلا أساسيا في الرحلة، ولم تعكس كتاباته محاولة لبناء مجد أدبي لنفسه، بل إنه شارك في نصوصه تفاصيل مرافقيه، ذاكرا إياهم في مواضع عدة، متجاهلا أن يكون محور السرد الروائي. وقد يظن البعض بأن ما دوّنته يداه ربما كان تقريرا عن الرحلة للخليفة، بصفته سفيرا. مسار الرحلة التاريخية من بغداد غادرت بعثة ابن فضلان مدينة بغداد، عاصمة الدولة العباسية يوم 11 صفر سنة 309 هـ، الموافق 21 يونيو/ حزيران 921 م. وقد سلكت البعثة طريق خراسان، وهو من أشهر طرق الرحالة في تلك الحقبة، ويمتد عبر سلسلة جبال زاغروس في غرب فارس، ثم يمر بجبال ألبرز شمال إيران، ويتوغل في الهضبة الصحراوية شرق البلاد، حتى يصل إلى آسيا الوسطى. واصلت البعثة مسيرها حتى بلغت مدينة بخارى، وكانت يومئذ عاصمة الدولة السامانية، فأقاموا فيها مدة طويلة في انتظار المال لمتابعة الرحلة، ويعزى هذا التأخير إلى أن الخليفة المقتدر بالله لم يسلّم الأموال المخصصة للصقالبة مباشرة إلى الوفد، بل أوعز بأن تقتطع من خراج 'أرثخشمثين' الواقعة في ولاية خراسان. لكن المكلّف بتسليم ذلك الخراج كانت قد اعتقلته السلطات السامانية، فحال ذلك دون وصول المال، فاضطر ابن فضلان ومرافقوه إلى استئناف مسيرتهم دون الموارد المنتظرة، تحاشيا لخطر حلول فصل الشتاء. توجه القوم إلى نهر جيحون، ثم عبروا إلى مدينة الجرجانية في إقليم خوارزم، فتوقفوا عدة أشهر أيضا، ثم استأنفوا السير باتجاه هضبة 'استشورت'، وهي صحراء قاحلة بين بحر آرال وبحر قزوين، وقد لاقوا فيها بعض قبائل الترك. ثم وصلوا إلى مدينة بلغار -المعروفة اليوم باسم قازان- على ضفاف نهر الفولغا، وذلك في 14 مايو/ أيار عام 922م. ووفقا لمسار الرحلات التاريخية، فالرحلة من بغداد إلى بلاد البلغار له مساران محتملان؛ أما الأول فهو الأقصر والأسرع، ويمر عبر جبال القوقاز في أذربيجان وأرمينيا، وصولا إلى سواحل بحر الخزر (قزوين)، ومنه إلى الفولغا. وأما المسار الثاني الذي اختارته البعثة، فكان أطول بكثير، ويدور عبر خراسان وبلاد ما وراء النهر، أي المناطق الواقعة حاليا في تركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان، قبل أن يصل إلى بلغار. وقد فضّل هذا الطريق الأطول لتجنب عبور أراضي دولة الخزر اليهودية، التي كانت تسيطر على معظم أجزاء الطريق الأول، وكانت في نزاع سياسي وعسكري مع البلغار، فاستعصى المرور عبر أراضيها بأمان. كما أن الطريق الجبلي عبر القوقاز كان وعرا جدا، ولا يمكن اجتيازه إلا من ممر باب الأبواب، أو مدينة دربند، فكان ذلك مما زاد صعوبة الخيار الأول. ووفقا لما دوّنه ابن فضلان بنفسه، فإن مسار الرحلة كان على النحو الآتي بهذا التسلسل.5 وبذلك فإن المسافة التقديرية بلغت نحو 5 آلاف كيلومتر، وهو مسار خط الذهاب فحسب، أمّا تاريخ الرجعة وخطّ سيرها فليس معروفا، لأن خاتمة الرسالة قد فُقدت. ويرجح البعض بأنه عبر أراضي الخزر في طريق عودته إلى بغداد، لما ينسب إليه من وصف دقيق لمدينة أتيل، وهي عاصمة الخزر التاريخية، وتقع اليوم قرب مدينة أستراخان جنوبي روسيا. انتظار الإعدام عند قبائل الترك البدوية مر ابن فضلان بعدة مدن إيرانية، ومكث فيها مكثا طويلا، لكنه لم يكلّف نفسه عناء الكتابة عن الشعوب الفارسية، ربّما لأنهم معلومو الطباع آنذاك، ويعيش كثير منهم في ظل الدولة العباسية، فوجودهم أمر مألوف، أما ما أتى من مناطق واقعة فيما وراء النهر فهو ما كان يشد انتباهه أكثر. وقد صادف عددا من قبائل الترك البدوية، كان لهم حضور بارز في كتابه، لما لمس فيهم من اختلاف كبير في العادات واللغة والدين والمعيشة. وقد قدّم وصفا دقيقا لطباعهم وأسلوب حياتهم، عاكسا دهشة مثقف مدني جاء من بغداد، عاصمة الخلافة العباسية، ووجد نفسه في قلب مجتمعات لا تزال تعتمد على الترحال، وتعتمد في معيشتها على الرعي وتربية المواشي، وتعيش في خيام متنقلة تسمى اليورت. وقد قال إن قبائل الترك البدوية تميّزت بالقوة والبأس، وكانوا أهل قتال وفروسية، لا يعرفون الاستقرار ولا البناء، ويتنقلون بين السهوب والجبال بحثا عن الماء والكلأ، وتتعدد لهجاتهم وأزياؤهم وتقاليدهم، وتختلف باختلاف كل قبيلة، بل إن بعضهم كان لا يفهم الآخر، مع أنهم أبناء أصل واحد. وبرغم ما بدا من خشونة في طباعهم، فقد لاحظ أن بعض القبائل قد بدؤوا يدخلون الإسلام، لكن فهمهم للدين سطحي، فكانوا يخلطون بينه وبين عاداتهم القديمة. وكان ذلك دافعا آخر للبعثة، التي أوكلت إليها مهمة تعليمهم أصول العقيدة والشريعة. وذكر ابن فضلان في هذا الصدد: ومنهم من يزعم أنّ له 12 ربا؛ للشتاء رب، وللصيف رب، وللمطر رب، وللريح رب، وللشجر رب، وللناس رب، وللدواب رب، وللماء رب، ولليل رب، وللنهار رب، وللموت رب، وللأرض رب، والرب الذي في السماء أكبرهم، إلا أنّه يجتمع مع هؤلاء باتفاق، ويرضى كل واحد منهم بما يعمل شريكه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. ورأينا طائفة منهم تعبد الحيات، وطائفة تعبد السمك، وطائفة تعبد الكراكي (طيور مائية كبيرة)، فعرفوني أنهم كانوا يحاربون قوما من أعدائهم فهزموهم، وأن الكراكي صاحت وراءهم، ففزعوا وانهزموا، فعبدوا الكراكي لذلك، وقالوا: هذه ربنا وهذه فعالاته، هزم أعداءنا. فهم يعبدونها لذلك.6 وحين وصلت البعثة إلى إحدى القبائل التركية، أبلِغوا بأنهم رسل من 'ملك العرب' إلى ألمش بن شلكي، الذي هو صهر زعيمهم، فشكك زعيم القبيلة بقولهم، ونادى وجهاء قومه مستشيرا إياهم، ودار نقاش بينهم. وعبّر الزعيم عن شكه في نيات البعثة، وقال إنهم لم يشهدوا في تاريخهم مرور رسل من أي سلطان، لا هو ولا أجداده، وإنه يظن أن الخليفة دبّر خدعة وأرسلهم ليحرّضوا مملكة الخزر على مهاجمتهم. لذلك اقترح أن يقتل الرسل وتقسم أجسادهم إلى نصفين، وتؤخذ ممتلكاتهم. لكن رجلا آخر قدّم اقتراحا أقل عنفا، فقال إنهم ليس لهم أكثر من أخذ ما يحمله الرسل من أموال، وتركهم يرحلون عراة، ثم تدخل ثالث، فقال إن لديهم أسرى محتجزين لدى ملك الخزر، فاقترح الاحتفاظ بالرسل، واستخدامهم لتبادل الأسرى لاحقا. ودام هذا الجدل والمفاوضات بينهم 7 أيام، ذاق فيها وفد ابن فضلان خوفا شديدا، وكأنهم ينتظرون حكما بالإعدام. وفي النهاية، قرر القوم إطلاقهم وتركهم يمضون.7 عجائب وغرائب في بلاد الصقالبة حطت البعثة بعد لأي في بلاد الصقالبة، بمدينة بلغار المدرجة اليوم ضمن قائمة التراث التاريخي، فكان الملك بانتظارهم، وتركهم يرتاحون 4 أيام من عناء السفر الطويل، الذي استغرق نحو عام كامل. يصف ابن فضلان أول ليلة قضاها في تلك البلدة، فيقول إنه قبل غروب الشمس بساعة، لاحظ احمرارا شديدا يملأ الأفق (الشفق القطبي)، وسمع في السماء أصواتا غريبة تشبه الهمهمة العالية، فرفع بصره فرأى سحبا حمراء كأنها نار قريبة منه، تنبعث منها تلك الأصوات. 'ومن رسومهم أنه إذا وُلد لابن الرجل مولود، أخذه جدّه دون أبيه، وقال: أنا أحقّ به من أبيه في حضنه حتّى يصير رجلا. وإذا مات منهم الرجل ورثه أخوه دون ولده.' في وصف الصقالبة وفي وسط تلك الغيوم رأى أشكالا تشبه الناس والحيوانات، وبعضها يحمل أسلحة تشبه الرماح والسيوف، بل يبدو أن مجموعتين منها تتقابلان كأنهما جيشان يتقاتلان، فشعر بالرعب هو ومن معه، وبدؤوا بالدعاء والتضرّع، وكان أهل البلد يضحكون من خوفهم، ويستغربون من رد فعلهم. ثم انتقل لوصف طول النهار في تلك المناطق، فقد لاحظ أن النهار يمتد طويلا، ويقصر الليل جدا، ثم ينعكس الحال في الشتاء. وفي الليلة التالية جلس يراقب السماء، فلم يرَ سوى عدد قليل من النجوم، نحو 15 نجما فقط، ولم يختفِ الشفق الأحمر الذي يسبق الغروب، بل بقي ظاهرا طوال الليل، فصار الظلام خفيفا، لدرجة أن الإنسان يستطيع تمييز الآخرين من مسافة تزيد على مدى رمية السهم. كما لاحظ ظاهرة غريبة للقمر، فلم يكن يرتفع عاليا في السماء، بل يظهر قليلا ثم يختفي عند الفجر. وحدثه الملك أن في مناطق أخرى -أبعد شمالا- قوما يسمون 'ويسو'، ليلهم لا يتجاوز ساعة واحدة. ويذكر ابن فضلان أنه لم ير أكثر من الصواعق في بلدهم، وإذا وقعت صاعقة على بيت لم يقربوه، بل يتركونه على حالته وجميع من فيه، من رجال ومال وغير ذلك، حتى يتلفه الزمان، ويقولون: هذا بيت مغضوب عليهم. يقول في الرسالة: ولقد أسلم على يدي رجل، يقال له طالوت، فأسميته عبد الله، فقال: أريد أن تسمّيني باسمك محمدا، ففعلت، وأسلمت امرأته وأمه وأولاده، فسموا كلهم محمدا، وعلمته 'الحمد لله'، و'قل هو الله أحد'، فكان فرحه بهاتين السورتين أكثر من فرحه إن صار ملك الصقالبة. سُكر وقذارة.. عادات الشعوب الروسية والفايكنغ من المعلوم أن ابن فضلان هو من القلائل الذين تحدثوا عن الروس المنحدرين من الشعوب الإسكندنافية، أو من يسمون شعوب 'الفايكنغ'، مع أنه لم ينطلق شمالا ولا غربا بعد أن بلغ مدينة بلغار، فلم يدخل الأراضي الروسية، بل لقيهم في أراضي البلغار، حين أقبلت قوافل تجارية روسية محملة بالجواري والفراء والنبيذ عند ضفاف نهر 'إتل' (أو نهر فولغا). وفي وصفه الخارجي لهم، قال إنه لم ير قوما أتمّ خلقا منهم ولا أقوى بنية، شبههم بالنخل من طولهم وضخامتهم، وكانت بشرتهم تميل إلى الحمرة، وشعرهم إلى الشقرة. لا يلبسون الملابس الشرقية كالقراطق أو الخفّات، بل يلقون على أجسادهم قطعة من قماش، تغطي أحد شقي البدن، وتخرج الذراع الأخرى، بأسلوب يذكّر باللباس الجرماني أو الإسكندنافي القديم. ويحمل كل رجل منهم سلاحه في جميع الأوقات؛ فأس وسيف وسكّين لا تفارق جسده، وكانت سيوفهم مميزة ذات صفائح مشطّبة، يرجّح أنها من صناعة فرانكية. 'ولا بدّ لهم في كل يوم من غسل وجوههم ورؤوسهم بأقذر ماء يكون وأطفسه.' في وصف طباع الروس والمثير في مظهرهم الجسدي هو ما لاحظه على أجسادهم من وشوم خضراء تمتد من الأظافر حتى العنق، نقشوا بها رسومات لأشجار وصور غريبة، ربما تمثّل رموزا دينية. أمّا حليّهم المفضلة، فخرز أخضر يقال إنه من الخزف الصيني أو من زجاج السفن، يعلّقونه في عقود لنسائهم، وتصل قيمة الخرزة الواحدة درهما، مما يدل على علو قيمتها الرمزية لديهم. وقد أثار اشمئزازه طقس النظافة الجماعية لديهم، فهو أغرب ما وصفه، إذ تجلب الجارية في الصباح قصعة ماء واحدة، يغسل فيها السيد يديه ووجهه وشَعر رأسه، ويمتشط ويبصق ويمتخط في الماء. ثم تمرَّر القصعة لمن يليه، فيفعل مثل ذلك، وهكذا إلى أن يتداولها جميع من في البيت، ومع أن الأمر قذر، فقد كان عادة يومية لا يتخلفون عنها. وعند وصولهم إلى أرض البلغار، كان أول ما يفعلونه إقامة شعيرة وثنية في موضع يشبه المعبد البدائي، يتمثّل بتمثال خشبي كبير له وجه إنسان، تحيط به تماثيل أصغر وأخشاب طويلة مثبتة بالأرض، فيسجد التاجر الروسي للتمثال ويخاطبه بوصفه 'الإله'، يقر أمامه بما جلبه من جوارٍ وفراء، ويتقرب له بخبز ولحم وبصل ونبيذ، ثم يدعوه أن يرزقه بتاجر غنيّ يشتري بضاعته بلا مماطلة ولا نقاش. ومن عاداتهم المروّعة أيضا، أنهم حين يمرض أحدهم يبعد عن الجماعة، وتُنصب له خيمة على طرف المعسكر، يترك فيها مع قليل من الخبز والماء ولا يقترب منه أحد، حتى يتعافى أو يموت. فإن مات أحرقوه إن كان حرا، أو تركوه تأكله الكلاب والطيور إن كان مملوكا. وأما العقاب فكان وحشيا، إذ يعلّق السارق على شجرة، ويترك معلقا حتى تتحلّل جثته من المطر والريح. وكان ابن فضلان يعلّق على إدمانهم للنبيذ. فقد قال: وهم مستهترون بالنبيذ يشربونه ليلا ونهارا، وربّما مات الواحد منهم والقدح في يده. القارب المقبرة.. طقوس فظيعة ترعاها نار ضخمة اختصت بعض القبائل الروسية بمراسم جنائزية مرعبة، ومراسم دفن تميّزوا بها دون غيرهم من الشعوب المجاورة، ألا وهي الدفن بالقوارب، فكان الميت يوضع في قارب ثم يحرق فيه، وقد كتب ابن فضلان شرحا مفصلا لهذه الطقوس، ونقل مشاهداته لمراسم دفن أحد الزعماء الروس، وكان قد أحب أن يراها بعينه. يقول في الرسالة: وكان يقال لي إنهم يفعلون برؤسائهم عند الموت أمورا أقلها الحرق، فكنت أحب أن أقف على ذلك، حتى بلغني موت رجل منهم جليل، فجعلوه في قبره، وسقفوا عليه عشرة أيام، حتى فرغوا من قطع ثيابه وخياطتها. روى ابن فضلان أن من طقوس تلك القبائل، أن الفقير يحرق في قارب صغير يصنع له، أما الغني، فماله يقسّم على 3 أجزاء؛ جزء لورثته، وآخر لتجهيز الثياب الجنائزية، والثالث لصناعة النبيذ الذي يشرب يوم الاحتراق، وهو يوم تقتل فيه إحدى الجواري نفسها لتحرق معه، تعبيرا عن الولاء. فحين يموت رئيس القبيلة، يعرض على الجواري والغلمان مرافقته في الموت، فإذا قبل أحدهم، لم يعد له حق التراجع، وغالبا ما تكون إحدى الجواري هي من تبادر، كما حدث في هذه الحالة، فقد أعلنت إحداهن رغبتها في الموت مع سيّدها، ومنذ ذلك وُكّلت بها جاريتان تخدمانها وترافقانها في كل مكان، حتى غسلت رجليها، كأنما تطهّرها لرحلة الآخرة. وفي الوقت ذاته، بدأ الناس يحضرون الطقوس، وتشمل تجهيز القارب الكبير، ورفعه من النهر، ونصب أعمدة الخشب حوله، ثم بناء قبة مزخرفة عليه فُرشت بأغطية الحرير، ووضعوا في داخلها سريرا مبطنا بالمساند، استعدادا لوضع الجثمان. كما تظهر هنا امرأة عجوز تسمّى 'ملك الموت'، وهي المسؤولة عن إعداد الجثمان والقتل، فتخيط الكفن، وتضطلع بإتمام الطقوس الدموية، ويصفها ابن فضلان بأنها ضخمة، ذات ملامح مخيفة. وبعد مضي الأيام العشرة، أخرج الجثمان من القبر، وكان قد تغيّر لونه إلى السواد بسبب برودة المناخ، لكنه لم يتحلّل. وأُلبس ثيابا فاخرة من حرير، وزيّن بقبعة سمورية مرصعة، ثم جلس على السرير داخل القبة في وضع مهيب، وأحيط بالمأكولات والنبيذ، ووضعت بجانبه أسلحته. ثم إنهم ذبحوا بعض الدواب قربانا داخل القارب، منها كلاب وبقرات ودجاج وأحصنة. أما الجارية، فقد اقتيدت إلى السفينة يوم الحرق، وقدّمت أساورها لامرأة الموت، وقلائدها للجاريتين اللتين خدمتاها. ثم أُعطيت النبيذ، فغنّت وشربت مودعة رفيقاتها، ودخلت القبة، فطرحت إلى جوار مولاها، وأمسك بها رجال، ولفّت المرأة العجوز حبلا حول عنقها، وهي تغرز في صدرها خنجرا عريض النصل. ولم يعلم ابن فضلان هل ماتت الجارية خنقا أم طعنا؟ ثم تقدّم أقرب الناس إلى الميت، وأشعل نارا في الحطب الموضوع تحت السفينة، عاريا يمشي إلى الخلف، ثم اجتمع الناس كلّهم يحمل شعلة، يلقونها على السفينة حتى اشتعلت بأكملها، واندلعت النيران في الجثمان والجارية والأمتعة. ثم هبّت ريح قوية، فرأى الجمع علامة على رضا الآلهة، وفسّروها بأنها محبة الرب له، جاءت لتسرّع وصوله إلى 'النعيم'. في الختام، بُني على موقع السفينة المحترقة تلة مستديرة، وغرست فيها خشبة كبيرة، كُتب عليها اسم الميت واسم ملك الروس، في مشهد ينطوي على مزيج من الفجيعة والأسطورة والرمزية. وكان ترجمان ابن فضلان يحدث رجلا، فقال له: أنتم يا معاشر العرب حمقى. فقلت: لم ذلك؟ قال: إنكم تعمدون إلى أحبّ الناس إليكم وأكرمهم عليكم، فتطرحونه في التراب، وتأكله التراب والهوام والدود، ونحن نحرقه بالنار في لحظة، فيدخل الجنة من وقته وساعته. في ذكر يأجوج ومأجوج من العجائب ما تطرّق إليه ابن فضلان، في ذكر أقوام ظنّ أنهم يأجوج ومأجوج، فقد ركب مع القوم حتى بلغوا نهر إتل، وهو أطول نهر في أوروبا، ففوجئوا برجل غريب الهيئة هائل الطول، بلغ طوله 12 ذراعا، ورأسه كأكبر القدور، وأنفه يزيد على شبر، وعيناه واسعتان جدا، وأصابعه طويلة يتجاوز طول كل منها الشبر. أصاب الرعب الجميع من منظره، وحاولوا الحديث معه، لكنه لم يردّ عليهم بكلمة، بل ظلّ يحدّق فيهم بصمت. أخذ ابن فضلان يستفسر ويستفتي في أمر ما شاهدوه، فجاءه الرد بأن هذا الرجل من قوم يأجوج ومأجوج، الذين يسكنون على شاطئ بحر يفصلهم عن بقية الناس، وهم عراة، يعيشون على هيئة البهائم، ويخرج الله عزّ وجل لهم كل يوم سمكة من البحر، فيأخذ كل منهم منها ما يكفيه ويكفي عياله، فإن زاد على حاجته، أصيب هو وأهل بيته بأوجاع في البطن، وربما هلكوا جميعا، وبعد أن يأخذوا كفايتهم، تعود السمكة إلى البحر، وهكذا شأنهم كل يوم وفقا لما جاء في الرسالة. وقد قال إنه يقال إن بين الناس وبين يأجوج ومأجوج بحرا من جهة، ومن الجهات الأخرى جبالا تحيط بهم، وسدا عظيما يحول بينهم وبين المخرج الذي اعتادوا أن ينفذوا منه. ثم سأله أحدهم أن يرافقه إلى حيث اقتيد أحد أولئك الرجال العمالقة، وقد ربط في شجرة عالية حتى هلك، فوافق وذهب يتفحص الأمر بنفسه. فلما وصلوا إلى غابة عظيمة كثيرة الأشجار، بلغوا فيها شجرة كانت عظام الرجل ورأسه قد سقطت تحتها. فنظر ابن فضلان فإذا رأسه كالوعاء الكبير، وأضلاعه أعرض من جذوع النخل، وكذلك عظام ساقيه وذراعيه، فبهِت من ضخامة خلقه، ثم انصرف من المكان متعجبا.8 [1] ابن فضلان، أحمد. رحلة ابن فضلان إلى بلاد الترك والروس والصقالبة. تحقيق: د. سامي الدهان. الطبعة الثالثة. بيروت: مكتبة الثقافة العالمية، 1987م. ص51 [2] ابن فضلان، أحمد. رحلة ابن فضلان إلى بلاد الترك والروس والصقالبة. تحقيق: ي. كراچكوفسكي، ترجمة: صلاح الدين المنجد. بيروت: دار صادر، 1959م. [3] مكتبة الرضوية، مشهد (التاريخ غير معروف). المخطوطة رقم 5229. الاسترداد من: [4] ابن فضلان، أحمد. رحلة ابن فضلان إلى بلاد الترك والروس والصقالبة. تحقيق: د. سامي الدهان. الطبعة الثالثة. بيروت: مكتبة الثقافة العالمية، 1987م. ص42 [5] نفس المصدر السابق. ص43 [6] نفس المصدر السابق. ص73 [7] نفس المصدر السابق. ص69 [8] نفس المصدر السابق. ص95

شاب بلجيكي يقطع آلاف الكيلومترات على دراجة لأداء الحج
شاب بلجيكي يقطع آلاف الكيلومترات على دراجة لأداء الحج

صحيفة سبق

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • صحيفة سبق

شاب بلجيكي يقطع آلاف الكيلومترات على دراجة لأداء الحج

عند منفذ حالة عمار الحدودي شمال المملكة العربية السعودية، وعلى حافة الحدود الأردنية، توقفت عجلات دراجة الشاب البلجيكي أنس (26 عامًا)، بعد رحلة استثنائية استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر، قاطعًا خلالها آلاف الكيلومترات، وعابرًا تسع دول أوروبية وعربية، في طريقه إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. على مدى أكثر من ثلاثة أشهر، عبر أنس الرزقي طرقًا ممتدة بين مدن وقرى في أوروبا والشرق الأوسط، من بلجيكا مرورًا بألمانيا، والنمسا، وإيطاليا، والبوسنة والهرسك، وغيرها من بلدان القارة العجوز، وصولًا إلى تركيا، حيث اجتاز مضيق البوسفور إلى الضفة الآسيوية، وصولا إلى الأردن، حيث استقبلته وجوهٌ طيبةٌ وقلوبٌ مفتوحة في كل محطة توقف عندها. "واجهت تحديات لا تُحصى: من تقلبات الطقس إلى الشعور بالوحدة أحيانًا، لكن ما كان يمدّني بالقوة دائمًا هو الدعوات الصادقة والابتسامات الدافئة ممن قابلتهم في طريقي"، هكذا روى أنس تفاصيل رحلته بابتسامة صادقة. وعند دخوله الأراضي السعودية، لم يستطع أنس إخفاء تأثره؛ توقّف قليلًا ليتأمل الطريق الممتد أمامه، كأنه يحاول احتواء لحظة اقترابه من حلمه الكبير."إنها لحظة لا يمكنني وصفها بسهولة، شعرت بأنني أقترب من حلمٍ عشتُ سنواتٍ في انتظاره. الآن، كل ما يشغل بالي هو الوصول إلى أقرب نقطة أمام الكعبة، تلك اللحظة التي سأرى فيها الكعبة للمرة الأولى"، قال أنس بصوتٍ مفعمٍ بالترقب والأمل. استُقبل أنس، لدى وصوله، من قِبَل عددٍ من قيادات ومنسوبي شركة "إثراء الخير"، إحدى شركات "إثراء الضيافة القابضة"، الذين احتفوا به كنموذج ملهم. الدكتور أحمد بن عباس سندي، رئيس مجلس إدارة شركة إثراء الضيافة القابضة، رحّب بأنس بحرارة، قائلًا: "رحلة أنس تذكّرنا بأن الحج شعيرة تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، وتعزز مسؤوليتنا تجاه تطوير منظومة استقبال تليق بضيوف الرحمن مهما تنوّعت ظروفهم وطرق قدومهم." أما الأستاذ محمد خان، الرئيس التنفيذي لشركة "إثراء الخير"، فقد رأى في قصة أنس نافذة لفهمٍ جديد، قائلًا: "هذه التجارب الشخصية تعلّمنا الكثير كمقدّمي خدمة. حجاج اليوم يتطلعون إلى رحلة متكاملة تبدأ من بلدانهم، وتستجيب لاحتياجاتهم الخاصة والمتنوعة، وهذا هو ما نسعى لتقديمه." فيما أضاف الأستاذ حسن سروجي، الرئيس التنفيذي لبرنامج الحج المباشر في شركة إثراء الخير: "أنس لم يقطع المسافة على الدراجة وحده، بل فتح طريقًا جديدًا للحوار والتواصل مع الشباب المسلم في الغرب. لقد تعلّمنا منه بقدر ما تعلّم من رحلته، وسنأخذ هذه التجارب في الحسبان ونحن نخطط برامجنا المستقبلية."

كيفية حزم حقيبة الظهر لرحلة مغامرات
كيفية حزم حقيبة الظهر لرحلة مغامرات

سائح

timeمنذ 6 أيام

  • سائح

كيفية حزم حقيبة الظهر لرحلة مغامرات

الاستعداد لرحلة تنزه طويلة يتطلب أكثر من مجرد حجز التذاكر وتحديد الوجهات. فاختيار الأغراض المناسبة وتعبئتها بطريقة منظمة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في راحتك واستمتاعك طوال الرحلة. هذا الدليل سيساعدك على تنظيم حقيبتك بذكاء، وتوفير المساحة، وضمان حمل الأساسيات دون إثقال كاهلك بأشياء غير ضرورية. اختيار حقيبة الظهر المناسبة أول خطوة تبدأ بها هي اختيار الحقيبة المناسبة. لا تنخدع بالحجم الكبير ولا تتجه للحقيبة الصغيرة جداً – الحجم الأمثل يتراوح بين 40 إلى 70 لتراً، ويكفي لرحلة طويلة دون أن يكون عبئاً ثقيلاً على ظهرك. من الأفضل تجربة الحقيبة في متجر متخصص، حيث يمكنك ضبط الأشرطة واختبار مدى توافقها مع جسمك. ويفضل اختيار حقيبة بوجود إطار داخلي ودعائم للخصر تساعد على توزيع الوزن. ولا تنس حقيبة الظهر الصغيرة اليومية، فهي ضرورية للرحلات القصيرة والتنقلات السريعة. احرص على أن تكون خفيفة الوزن وقابلة للطي، حتى لا تشغل حيزاً كبيراً داخل حقيبتك الرئيسية. تنظيم المحتويات باستخدام مكعبات التعبئة وأكياس الضغط لضمان تنظيم أغراضك وتوفير المساحة، فإن مكعبات التعبئة (Packing Cubes) وأكياس الضغط (Compression Sacks) أدوات فعالة جداً. فهي تتيح لك تقسيم ملابسك حسب الاستخدام أو الأيام، وتساعد على حماية ملابسك من الاتساخ والرطوبة، كما أنها تسهل الوصول إلى الملابس دون بعثرة كل شيء. ولتخزين أدوات النظافة والمستحضرات، من الأفضل استخدام حقيبة شفافة ومقاومة للماء. هذا يسهل المرور من نقاط التفتيش الأمنية، ويمنع التسربات داخل الحقيبة. اختيار ملابس متعددة الاستخدامات بدلاً من حمل كمية كبيرة من الملابس، من الأفضل التركيز على ما يُعرف بـ"خزانة الكبسولة"، أي مجموعة ملابس محايدة اللون وقابلة للتنسيق فيما بينها. هذه الطريقة تتيح لك ارتداء نفس القطع بطرق مختلفة، وتخفف من وزن الحقيبة. من القطع العملية التي يُنصح بها: وشاح كبير أو شال يمكن استخدامه كغطاء للكتفين، أو كوسادة، أو حتى كمفرش خفيف. كذلك، احرص على اختيار طبقات متعددة تناسب درجات الحرارة المختلفة، خاصة إذا كنت ستتنقل بين مناخات متنوعة. المستلزمات الصحية والراحة الشخصية حقيبة الإسعافات الأولية أمر أساسي، لكن لا داعي للمبالغة في محتوياتها. خذ الضروري فقط: لاصقات جروح، مسكنات، مضادات للحساسية، علاج للغثيان والإسهال، والأدوية الخاصة بك إن وُجدت. ولا تهمل راحة نومك: سدادات الأذن وقناع العين ضروريان في الرحلات الطويلة والنُزل المشتركة. وإن كنت ممن يصعب عليهم النوم، فزيت اللافندر الطبيعي يساعد على الاسترخاء ويسهّل النوم في بيئات غير مألوفة. حقيبة أدوات بيئية صديقة للبيئة في ظل التوجه المتزايد نحو السفر المستدام، من المهم تقليل الأثر البيئي. زجاجة ماء قابلة لإعادة التعبئة، ويفضل أن تحتوي على فلتر مدمج، ستغنيك عن شراء عبوات بلاستيكية. واستبدل أدوات الطعام البلاستيكية بأدوات من الخيزران. كذلك، استخدم واقياً شمسياً صديقاً للشعاب المرجانية، ومناشف قماشية بدلًا من المناديل المبللة. كما يُفضل استخدام أدوات صحية قابلة لإعادة الاستخدام مثل كأس الحيض أو الفوط القماشية، مما يوفر المساحة ويقلل النفايات. تنظيم الأجهزة الإلكترونية والترفيه حتى إن لم تكن رحّالة رقمياً، فإن الهاتف الذكي وشاحنه ضروريان، إضافة إلى بنك طاقة ومحول كهربائي عالمي. إن كنت تحمل أكثر من جهاز مثل الحاسوب المحمول أو الكاميرا أو القارئ الإلكتروني، فخصص لها حقيبة صغيرة لحمايتها وتنظيم ملحقاتها. نصيحة مهمة: قم بتحميل التطبيقات والخرائط التي تحتاجها مسبقاً لتجنب مشاكل الاتصال في الأماكن البعيدة. الأمان والوثائق الاحتياطية السلامة تأتي أولاً. تأكد من قفل حقيبتك الصغيرة بقفل صغير، واحمل قفلاً أكبر لخزائن النُزل. واحتفظ بنسخ رقمية وورقية من جواز سفرك، التأمين، ورخصة القيادة. يمكنك حفظها على USB صغير أو على السحابة في حال فقدان الوثائق الأصلية. أشياء يُفضل عدم أخذها ليست كل الأشياء ضرورية. تجنب حمل كيس النوم (غالبية النُزل لا تسمح به)، مجفف الشعر والكعب العالي (ستكتشف أنك لا تحتاجها)، ووسادة الرقبة (ما لم تكن قابلة للنفخ). تجنب أيضاً حمل أشياء ثمينة ذات قيمة عاطفية كبيرة، فهي غير قابلة للاستبدال إذا ضاعت. أما المنشفة العادية، فيفضل استبدالها بمنشفة من الألياف الدقيقة (ميكروفايبر) لتجفيف أسرع وأقل حجماً، رغم أن بعض المسافرين ما زالوا يفضلون المنشفة القطنية. الخلاصة لكل مسافر أسلوبه الخاص، لكن التنظيم والاقتصاد في التعبئة يصنعان الفرق. إذا كنت متردداً في أخذ شيء ما، خذه معك، وإن وجدت أنه عبء لاحقاً يمكنك التبرع به أو إرساله بالبريد إلى المنزل. السفر تجربة شخصية، فاختر ما يناسبك وكن مستعداً للمرونة.

ماذا تحزم في حقيبتك عند السفر إلى إسبانيا؟
ماذا تحزم في حقيبتك عند السفر إلى إسبانيا؟

سائح

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سائح

ماذا تحزم في حقيبتك عند السفر إلى إسبانيا؟

سواء كنت تخطط لرحلة حضرية في مدريد وبرشلونة، أو تتبع طريق الحج "كامينو دي سانتياغو"، فإن اختيار ما يجب أن تحزمه يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في راحتك واستمتاعك. إليك دليلاً عمليًا لما يجب وضعه في حقيبتك، استنادًا إلى المواسم، الثقافة المحلية، والأنشطة المختلفة. أولاً: قاعدة ذهبية – لا تكثر من الأمتعة من الأفضل السفر بخفة. التنقل عبر القطارات، الحافلات أو الشوارع المرصوفة بالحصى سيكون أسهل بكثير مع حقيبة صغيرة. كما أنه يُفضل ترك مساحة للهدايا التذكارية، أو إحضار حقيبة قابلة للتوسيع يمكنك تسجيلها لاحقًا عند العودة. الملابس المناسبة: ارتدِ الأنيق العملي إسبانيا تميل إلى الأناقة، لذا: في المدن: اختر الملابس ذات الطابع "الرسمي العصري" ( Smart Casual ). تجنب ملابس الرياضة، الملابس الشفافة أو المكشوفة بشكل مفرط. ). تجنب ملابس الرياضة، الملابس الشفافة أو المكشوفة بشكل مفرط. للأماكن الدينية: يجب تغطية الكتفين والركبتين عند زيارة الكنائس، المساجد أو الأديرة. للمناسبات الخاصة: مثل الأعراس أو المهرجانات، يميل السكان المحليون لارتداء ملابس أنيقة جداً، فاستعد لذلك. نصيحة: الأحذية المريحة للمشي ضرورية في كل الأحوال. حسب الموسم: ماذا ترتدي في كل فصل؟ الصيف (يونيو - أغسطس) ملابس خفيفة، قطنية ومناسبة للحرارة. في الشمال (مثل إقليم الباسك أو غاليسيا)، قد تكون الليالي باردة، لذا أحضر سترة خفيفة. ملابس السباحة، قبعة، وواقي شمسي إذا كنت تخطط للشاطئ. لا ترتدِ ملابس السباحة خارج الشاطئ – فذلك غير مقبول ثقافيًا. الخريف (سبتمبر - نوفمبر) الطقس معتدل ولكن الأمطار تبدأ في أكتوبر. احضر سترة مضادة للماء أو مظلة قابلة للطي. ليالي أكثر برودة، فكن مستعدًا بطبقات إضافية. الشتاء (ديسمبر - فبراير) الطقس بارد، خاصة في الشمال والمناطق الجبلية. جهّز معطفاً دافئاً، وشالات، وقفازات. بعض المنازل لا تكون مدفّأة جيداً، لذا لا تنسَ جوارب صوفية لتدفئة قدميك في الداخل. الربيع (مارس - مايو) طقس متقلب بين الدفء والمطر. احضر طبقات متعددة (تيشيرت + سترة)، ومظلة صغيرة. بحلول مايو، يبدأ الجو في الدفء، لكن مارس وأبريل قد يشهدان أمطارًا متفرقة. الأجهزة والإلكترونيات: محولات الكهرباء تستخدم إسبانيا مقابس من النوع الأوروبي ذي الشقين ( Type C أو F ). أو ). في جبل طارق، قد تحتاج إلى محول بريطاني (ثلاثي الشق). الشواحن والمحولات متوفرة في المدن، لكن من الأفضل إحضارها معك من البداية. النقود والدفع: هل تحتاج إلى كاش؟ معظم المتاجر والمطاعم تقبل البطاقات. من الأفضل أن تحضر مبلغًا بسيطًا من النقد، خاصة للأسواق الصغيرة أو بعض المقاهي. يُفضّل السحب من أجهزة الصراف الآلي للحصول على سعر صرف أفضل. البقشيش (الإكرامية) ليس شائعًا، ويكفي ترك يورو أو اثنين عند الحاجة. أشياء لا تُنسى جواز السفر + نسخة احتياطية. تأمين السفر. الدواء الشخصي. أدوات النظافة الشخصية. حقيبة صغيرة ليوميات الرحلة. قفل أمان للحقيبة. خاتمة: جهز حقيبتك بذكاء واستمتع بإسبانيا التخطيط المسبق يجعل رحلتك أكثر راحة ومتعة. لا تقلق إن نسيت شيئًا صغيرًا – معظم ما تحتاجه متوفر في المدن الإسبانية، لكن التجهز الصحيح من البداية يمنحك وقتًا أكثر للاستكشاف والاستمتاع.

دليلك الشامل لاختيار نوع تأشيرة السفر السياحية المناسبة لكِ
دليلك الشامل لاختيار نوع تأشيرة السفر السياحية المناسبة لكِ

مجلة سيدتي

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • مجلة سيدتي

دليلك الشامل لاختيار نوع تأشيرة السفر السياحية المناسبة لكِ

قد تكون حقيبة السفر أول ما تبدئين في تحضيره عند التخطيط لرحلة جديدة، لكن الحقيقة أن الرحلة تبدأ قبل ذلك بكثير، وتحديداً من لحظة اتخاذك القرار بشأن نوع التأشيرة التي ستدخلين بها إلى وجهتك. فاختيار التأشيرة ليس مجرد إجراء شكلي أو ورقة رسمية، بل هو قرار له أثر مباشر في حرية تنقلك ومدة إقامتك وحتى شعورك بالراحة والأمان في أثناء السفر. كثير من المسافرات يقعن في فخ عدم الانتباه للتفاصيل الدقيقة المتعلقة بالتأشيرات؛ فبين تأشيرة تسمح بدخول لمرة واحدة، وأخرى متعددة الدخول وثالثة إلكترونية يمكن استخراجها من المنزل، قد يبدو الأمر متشابهاً على السطح، لكنه يحدد تماماً كيف ستبدو رحلتك من الداخل. على سبيل المثال، قد تختارين تأشيرة لا تسمح لكِ بإعادة الدخول بعد مغادرة البلد، فقط لتكتشفي لاحقاً أنكِ بحاجة لتعديل مسارك بالكامل أو دفع مبالغ إضافية لإعادة التقديم. الأمر لا يتعلق فقط بالمال أو الوقت، بل بالثقة والاطمئنان. تأشيرة دخول لمرة واحدة تُعَدُّ تأشيرة الدخول لمرة واحدة من أكثر أنواع التأشيرات شيوعاً بين المسافرات، خاصة من يخططن لرحلة قصيرة أو زيارة محددة الوجهة. هذا النوع من التأشيرات يسمح لكِ بالدخول إلى الدولة المستضيفة مرة واحدة فقط خلال فترة صلاحيتها. بمجرد دخولكِ البلاد، تكونين قانونياً في وضع سليم حتى انتهاء مدة التأشيرة، ولكن بمجرد خروجك منها، حتى لو قبل انتهاء صلاحيتها؛ تُعتبر التأشيرة لاغية، ولا يمكنك العودة مجدداً إلا باستخراج تأشيرة جديدة. ما يميز هذه التأشيرة أنها غالباً ما تكون أسهل في الحصول عليها وأقل تكلفة من نظيرتها متعددة الدخول، وهو ما يجعلها خياراً مثالياً للرحلات ذات الوجهة الواحدة أو لمن يخططن لقضاء عطلة لا تشمل التنقل بين بلدان مختلفة. مع ذلك، هناك بعض القيود التي يجب أن تأخذيها في الاعتبار. تأشيرة الدخول الواحدة لا تمنحك المرونة لتعديل مسارك إذا قررتِ، مثلاً، زيارة بلد مجاور ثم العودة؛ ما يعني أن التخطيط المسبق هنا ليس رفاهية بل ضرورة. تخيلي أن تُضطري إلى تغيير خططك بسبب ظرف طارئ فتغادري الدولة، ثم تكتشفي أنكِ لا تستطيعين العودة دون إجراءات جديدة؟! لذا، هذه التأشيرة مناسبة أكثر لمن لديهن جدول سفر ثابت وواضح، من دون نية للمغادرة والعودة. إن كنتِ تفضلين السفر السريع البسيط، من دون الحاجة للتنقل أو تغيير الخطة؛ فهذه التأشيرة خيارك الأمثل، لكنها تتطلب أن تكوني دقيقة جداً في تنظيم جدولك من البداية. تأشيرة متعددة الدخول إذا كنتِ ممن يعشقن التغيير وتحبين أن تحتفظي بمرونة تنقل كاملة في أثناء السفر؛ فإن تأشيرة متعددة الدخول هي ما تبحثين عنه. هذا النوع من التأشيرات يسمح لكِ بدخول الدولة والخروج منها أكثر من مرة، خلال فترة صلاحية محددة قد تمتد من بضعة أشهر إلى عدة سنوات. لا تحتاجين مع كل دخول إلى تقديم طلب جديد؛ ما يوفر عليكِ عناء التكرار والرسوم الزائدة، خصوصاً إذا كانت رحلتك تتضمن المرور بين أكثر من بلد والعودة إلى نقطة البداية، مثل جولة أوروبية أو رحلة عمل موسعة. الميزة الأهم في هذه التأشيرة أنها تمنحك مساحة للتصرف بحرية وهو أمر مريح للغاية في حالات السفر الطويل أو الظروف الطارئة. قد تجدين نفسك مضطرة للسفر فجأة ثم العودة لاحقاً، أو ترغبين في استكشاف بلدان مجاورة ثم العودة للبلد الذي بدأتِ منه. كل ذلك ممكن من دون الحاجة إلى أي ترتيبات إضافية، بشرط أن تظلِّي ضمن إطار الصلاحية الزمنية للتأشيرة، وأن تحترمي القوانين المحلية المتعلقة بمدة الإقامة في كل زيارة. لكن تأشيرة متعددة الدخول ليست دائماً الخيار الأسهل؛ إذ غالباً ما تكون شروط الحصول عليها أكثر صرامة وتتطلب إثباتات إضافية مثل جدول سفر دقيق، حجوزات مؤكدة، أو حتى سجل سفر سابق. كما أن تكلفتها عادة أعلى من التأشيرات الأخرى؛ لذا فهي الأنسب للمسافرات كثيرات التنقل أو المهنيات أو من لديهن شبكة علاقات أو مصالح بين عدة دول. إذا كنتِ تخططين لرحلة مرنة وطويلة المدى؛ فهذه التأشيرة تمنحك حرية حقيقية لا تُقدَّر بثمن. تأشيرة عند الوصول تأشيرة الدخول عند الوصول هي واحدة من أكثر الخيارات سهولة في ظاهرها، لكنها تتطلب وعياً كبيراً عند استخدامها. كما يوحي اسمها، تمنحك الدولة المستضيفة التأشيرة فور وصولك إلى مطارها أو أحد منافذها الحدودية، من دون الحاجة لتقديم طلب مسبق. هذا النوع من التأشيرات مثالي للمسافرات اللواتي يقررن السفر في اللحظة الأخيرة، أو لا يمتلكن الوقت أو الإمكانية للتعامل مع الإجراءات الورقية الطويلة؛ فكل ما عليكِ هو تجهيز المستندات المطلوبة، وهي جواز سفر سارٍ، صور شخصية، حجز فندقي، تذكرة عودة والتوجه إلى كاونتر التأشيرات في المطار، حيث يتم استخراجها خلال دقائق. وعلى الرغم مما يبدو من سهولة في الإجراء؛ فإن التأشيرة عند الوصول تحمل بعض المخاطر الخفية. أولها أن بعض الدول تُغير سياساتها في أي وقت؛ ما يعني أن الاعتماد الكامل على إمكانية الحصول على التأشيرة عند الوصول قد يُعرضكِ لرفض الدخول من دون سابق إنذار، خاصة إذا لم تكوني مستوفية للشروط. ثانياً، بعض المنافذ تكون مزدحمة جداً وقد تُضطرين للانتظار لفترات طويلة في طوابير الهجرة. وهناك دول تشترط دفع رسوم نقدية فقط؛ ما يعني أنكِ بحاجة لتحضير المبلغ مسبقاً بعملة البلد المحلي. هذه التأشيرة تناسب من يخططن لزيارة وجهات معروفة بسياسات استقبال سياحي مرنة وغالباً ما تكون دولاً في جنوب شرق آسيا، إفريقيا، أو بعض الدول العربية. لكنها تتطلب أن تكوني متأكدة بنسبة 100% من توافر كل أوراقك وأن تتحققي من الموقع الرسمي للسفارة قبل السفر مباشرة. هذه التأشيرة مثالية للمغامرات، ولكن بشروط. التأشيرة الإلكترونية في السنوات الأخيرة، أصبحت التأشيرة الإلكترونية الخيار المفضل للكثير من المسافرات، خصوصاً اللواتي يفضلن التحضير المسبق والسفر بأقل قدر ممكن من الورقيات والإجراءات اليدوية. eVisa هي تأشيرة تُستخرج بالكامل عبر الإنترنت، من دون الحاجة للذهاب إلى السفارة أو القنصلية وتصل غالباً عبر البريد الإلكتروني في غضون أيام، أو حتى ساعات في بعض الدول. كل ما عليكِ فعله هو ملء استمارة إلكترونية، رفع المستندات المطلوبة، مثل جواز السفر والصورة الشخصية ودفع الرسوم ببطاقة مصرفية. ما يجعل التأشيرة الإلكترونية مميزة هو سهولة التقديم، وشفافية الإجراءات وسرعة الرد. ولأن الطلب يتم من المنزل، تصبح هذه الوسيلة مثالية للنساء اللواتي يعملن، أو من لا يفضلن التعامل مع مكاتب خارجية أو مواجهة الروتين الرسمي. كما أن كثيراً من الدول أصبحت تعتمد هذا النظام لتسهيل حركة السياحة، وتحديداً في آسيا، أوروبا الشرقية وبعض الدول الإفريقية. مع ذلك، يجب أن تنتبهي لبعض التفاصيل. بعض مواقع الاحتيال تُقلد مواقع رسمية وتستغل حاجة المسافرات؛ لذا تأكدي دائماً من أنك تقدمين عبر الموقع الحكومي للدولة المقصودة. أيضاً، تأكدي من المدة المسموح بها للوجود داخل الدولة، فبعض eVisas تُمنح لمدة قصيرة فقط، وأي تجاوز قد يؤدي لغرامات أو منع دخول مستقبلي. إذا كنتِ تخططين للسفر إلى دولة تقبل هذا النوع من التأشيرة؛ فاحرصي على تقديم الطلب قبل موعد السفر بـ10 إلى 15 يوماً على الأقل. إنها الوسيلة الأكثر راحة وتوازناً بين البساطة والأمان القانوني وتُناسب المسافرات اللواتي يفضلن التخطيط والهدوء قبل المغامرة. الإعفاء من التأشيرة الإعفاء من التأشيرة هو الحلم الذي تتمناه كل مسافرة: دخول الدولة بلا تأشيرة، بلا أوراق وبلا رسوم، وهو ما يتحقق بالفعل لمواطني بعض الدول التي تجمعها اتفاقيات ثنائية أو ترتيبات دولية مع وجهات معينة. مثلاً، مواطنات دول الخليج يمكنهن دخول كثير من دول أوروبا وآسيا من دون تأشيرة مسبقة والبقاء لفترة محددة، غالباً 30 إلى 90 يوماً، للسياحة أو الزيارة فقط. لكن، وعلى الرغم من أن الإعفاء من التأشيرة يبدو مثالياً، فإن له شروطاً يجب احترامها. أهمها أن فترة الإقامة تكون محددة وواضحة وغالباً لا يمكن تمديدها. كما أن الغرض من الزيارة يكون محدداً: السياحة، أو الزيارة العائلية، لا العمل أو الدراسة. ومن الضروري أن تحملي معكِ في الرحلة مستندات تدعم غرض سفرك مثل حجز فندق، تذكرة عودة، تأمين صحي، وربما حتى إثبات مادي يدل على قدرتك على تغطية مصاريفك. ويُفضَّل دوماً أن تتحققي من الموقع الرسمي للدولة التي تسافرين إليها؛ فشروط الإعفاء تختلف من دولة لأخرى وأحياناً تُعدل من دون إشعار. كما أن بعض الدول، على الرغم من الإعفاء، تطلب تعبئة نموذج إلكتروني قبل السفر، مثل نظام ESTA الأمريكي. الإعفاء من التأشيرة مثالي للرحلات السريعة أو المفاجئة، أو للنساء اللواتي يسافرن بكثرة ولا يردن القيود الورقية، لكنه لا يعفيكِ من مسؤولية معرفة القوانين المحلية واحترام المدة المسموحة. نصائح مخصصة للمسافرات بغض النظر عن نوع التأشيرة التي تختارينها، يبقى الأهم أن تتعاملي معها بوصفها جزءاً من منظومة أمانك الشخصي في أثناء السفر. أول خطوة لذلك، أن تُدركي أن القوانين تختلف من بلد لآخر، وما هو مقبول في بلدك قد يكون مرفوضاً في وجهتك. لذا؛ من المهم جداً أن تطلعي على القوانين المحلية، خصوصاً تلك التي تخص النساء، مثل اللباس، التنقل والإقامة. في بعض الدول، لا يُسمح للمرأة بالإقامة في بعض الأماكن بمفردها من دون تصريح، وفي أخرى تُفرض قواعد لباس صارمة في الأماكن العامة. ثانياً، احرصي دائماً على حمل نسخ إلكترونية وورقية من جواز سفرك، التأشيرة، حجوزات الفنادق وتذاكر الطيران. هذه المستندات ليست فقط لإجراءات الدخول، بل تساعدكِ في حال تعرضتِ لأي فقد أو مشكلة. ومن الجيد أيضاً أن تُسجلي لدى السفارة أو القنصلية الخاصة ببلدك في الوجهة التي تزورينها، خاصة في الدول التي تمر بظروف استثنائية. كما يُفضَّل أن تُخططي لرحلتك بوقت كافٍ وتُقدمي على التأشيرة مبكراً، خاصة إذا كنتِ تسافرين في موسم ذروة. ولا تنسي أن تكوني على دراية بمكان سفارة بلدك في الوجهة وأرقام الطوارئ وخط المساعدة للسائحات إذا كان متاحاً. وأخيراً، تذكَّري أن تأشيرتك ليست مجرد تصريح دخول، بل هي بداية لرحلة آمنة، محترمة، مليئة بالتجارب الجميلة؛ فاختاريها بعناية، وعيشي الرحلة بكامل حريتك وثقتك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store