أحدث الأخبار مع #روكفلر


عكاظ
١١-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- عكاظ
السعودية تقود العالم في الأوقاف البيئية
تابعوا عكاظ على تُعد السعودية الدولة الأغنى بالعالم في قيمة الأوقاف البيئية، بحسب ما أوردته الهيئة العامة للأوقاف في سلسلة «معلومة وقفية»، في تأكيد على أن المملكة، تبني نموذجاً فريداً يربط بين العطاء المستدام وحماية البيئة. ويعكس التوجه المتقدم فهماً راسخاً لدور الوقف كأداة تمويل مجتمعي تدعم الاستدامة البيئية وتخدم أهداف التنمية المتوازنة، وفق رؤية وطنية شاملة. وتشير تقديرات المؤسسات الدولية، ومن بينها البنك الدولي ومنصة الاستثمارات البيئية الخضراء، إلى أن حجم الإنفاق العالمي على المبادرات البيئية المدعومة من المؤسسات غير الربحية والوقفية تجاوز حاجز 10 مليارات دولار سنوياً. وتشمل هذه المبادرات مشاريع لحماية التنوع البيولوجي وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة وصون الغابات ومواجهة التغير المناخي. وأفادت مؤسسة «روكفلر» للأعمال الخيرية الاستشارية، بأن أكثر من 5000 جهة وقفية ومنظمة مانحة في مختلف دول العالم خصصت جزءاً من أصولها لدعم القضايا البيئية، مع تسجيل معدل نمو سنوي لهذا القطاع بلغ 8.7%، نتيجة تزايد وعي المجتمعات بأخطار التدهور البيئي. وتبرز المملكة، بنموذج رائد من الأوقاف البيئية، إذ تعمل الهيئة العامة للأوقاف على تمكين المجتمع من الإسهام في حماية البيئة عبر تمويل مبادرات تشمل تشجير المناطق الجافة ومكافحة التصحر ودعم مراكز البحث والتعليم البيئي وتمويل مشاريع إعادة التدوير والطاقة النظيفة وحماية الحياة الفطرية وتأهيل المحميات الطبيعية. وتأتي الجهود ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي وضعت الاستدامة البيئية أحد أعمدتها الأساسية، وأعادت تعريف مفهوم الوقف ليشمل الاستثمار في البيئة والمستقبل، إلى جانب الدور التقليدي في التعليم والصحة والخدمات المجتمعية. أخبار ذات صلة الهيئة العامة للأوقاف.


الرجل
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الرجل
عرض منزل دارث فيدر للبيع مقابل 3.35 مليون دولار
تم بيع قصر فريد من نوعه في مدينة هيوستن بولاية تكساس، يُعرف باسم "منزل دارث فيدر"، وذلك بفضل تصميمه اللافت الذي يشبه خوذة الشخصية الشريرة الشهيرة من سلسلة أفلام "حرب النجوم". المنزل المكوّن من أربع غرف نوم وخمسة حمامات، صُمّم بأسلوب يشبه مقاتلة شبح، ما جعله واحداً من أبرز المعالم المعمارية في المنطقة. مالك جديد بخطط فنية جريئة اشترى النحات الشهير إنريكي كابريرا القصر مقابل 3.35 مليون دولار، ويخطط لتحويله إلى مساحة عرض لأعماله الفنية. ويعتزم كابريرا تثبيت تمثال ضخم لثور يبلغ طوله 16 قدماً وتكلفته 2.7 مليون دولار أمام المدخل، مع تغيير اسم المنزل إلى "منزل الثور الأسود – The Black Bull House". مساحة هائلة وتصميم داخلي فريد يمتد المنزل على مساحة 7,000 قدم مربعة، ويقع على قطعة أرض تبلغ مساحتها 18,000 قدم مربعة في منطقة ويست يونيفيرسيتي. يضم المنزل سلالم زجاجية عائمة، ونوافذ تمتد من الأرض حتى السقف، بالإضافة إلى غرفة معيشة غائرة. كما يتميز بأرضيات مصممة بأشكال هندسية من الخرسانة والحجر الأسود المصقول يدوياً. من فكرة معمارية إلى تحفة فنية المنزل صُمّم في الأصل بواسطة جراح التجميل الدكتور جان كوكير، أحد محبي سلسلة "ستار وورز"، حيث رسم بنفسه تصوراته الداخلية والخارجية، وعمل مع مهندس معماري لتحويل رؤيته إلى واقع. هذا الشغف الشخصي دفعه للإصرار على شراء العقار بعد محاولات عديدة. مرت عملية بيع المنزل بمراحل معقدة، حيث عُرض في السابق عام 2021 دون أن يجد مشترياً. وقد استلم وكيل العقارات واشنطن هو، نجم برنامج "House of Ho"، مهمة بيعه، لكن لم تكلل جهوده بالنجاح. وفي النهاية، أعاد المالك السابق جون جَنكن زمام المبادرة إلى يده ليبيع العقار لكابريرا. توافق بين التصميم والرؤية الفنية يتناغم الطابع الزاوي الجريء للمنزل مع الأسلوب الفني الذي يعتمده كابريرا في منحوتاته، التي سبق أن شملت أعمالاً بارزة مثل تمثال "التفاحة الحمراء الكبرى" قرب مركز روكفلر في نيويورك، و"الثور الذهبي" في حي ميتباكينغ ديستريكت. مرافق إضافية فاخرة يضم المنزل كذلك مرآباً واسعاً يتسع لأربع سيارات، بالإضافة إلى حوض استحمام ساخن، مما يجعله مثالياً للحياة الفاخرة والفن المعماري المعاصر.


Independent عربية
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- Independent عربية
البحث الاكاديمي العربي: متى نغادر الأطلال؟
بالقياس إلى غالبية الجامعات العربية، فإنّ ما ينجز من أطروحات جامعية عليا (على الأقل في أقسام العلوم الاجتماعية والإنسانية) يأتي في إطار الهوامش، أو المثاقفة الجوفاء، أو الاستخدامات اللغوية الشائعة، أو الأحكام الفقهية التي استقر عليها الوعي الديني، وما عاد البحث فيها والخوض في مائها يقدم إضافة نوعية إلى السلوك العام لطائفة المؤمنين. قبل سنوات، أعلنت جامعة كامبريدج عن نيتها منح درجة الدكتوراة لأحد الباحثين، الذي كُلف بالعمل على مشروع علمي متخصص يهدف للمحافظة على قوام قوالب الشوكولاته بحالتها الصلبة في المناطق ذات المناخ الحار. عمل، بلا ريب، يخدم البشر، وينفع الناس، ويبقى في الأرض، رغم أنه يتصل بموضوع قد لا تعتبره جامعاتنا ذا أهمية أو جدوى؛ فهي، جلها، مشغول بالأطروحات الجامعية التي تتحدث عن قضايا تنخرط في إطار اللهو العقلي، وثمة أقسام للغة العربية ينهمك طلبتها في البحث عن استعمالات "حتى" أو "لو" وسوى ذلك من موضوعات لا تنتسب إلى الترف بمقدار انتسابها إلى تصنيع العجز، ووضاعة التفكير، وقلة حيلة الباحثين والمشرفين عليهم. العلم ما نفع طلاب في امتحان الجامعة اللبنانية (خدمة الجامعة اللبنانية) ويروى عن الإمام الشافعي قوله "ليس العلم ما حفظ، إنما العلم ما نفع"، ما يستدعي ربط الأطروحات الجامعية بحاجات المجتمع. فالجامعات العريقة تنسق مع الحكومات والقطاع الخاص، لربط البحث العلمي بمتطلبات الحياة والمجتمع وحاجات السوق، وهذا يبدأ من الشكولاته، ولا ينتهي بالثقافة والفنون والدراسات الاجتماعية السبرية للبطالة (تصل نسبتها بين الشباب العربي 30 في المئة) والعطالة والفقر، ودوافع الانتحار والتمييز الجندري، وكيفية الاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي، لا لكتابة الأبحاث في نصف ساعة، بل لتوظيف هذه الطاقة العبقرية في إنتاج معرفة تقلل نسبة الغباء فيما نفعل أو ما نقول. عند إنشائها عام 1913 حددت مؤسسة "روكفلر" الأميركية (Rockefeller Foundation ) رسالتها بأنها تهدف إلى تعزيز ارتقاء البشر في جميع أنحاء العالم، وأنّ قاعدتها المعرفة، وأنها تلتزم بالعمل على إثراء حياة الفقراء والمهمشين في العالم بأسره ودعم معيشتهم. لهذا قامت المؤسسة التي أنفقت زهاء ربع مليار دولار أعمالها الخيرية، من ضمنها تأسيس مدرسة جونز هوبكنز للصحة العامة، ومدرسة هارفارد للصحة العامة، وهما وفق "ويكيبيديا"، اثنتان من أوائل مدارس الصحة العامة في الولايات المتحدة. وساعدت "روكفلر" في تطوير لقاح الحمى الصفراء، وأتاحث المجال لاحتضان العلماء المضطهدين في بلدانهم، وأفسحت لعقولهم أن تشع في مناخ من الابتكار والتخطي. النسبة الضئيلة الأرقام الآتية من مراكز الأبحاث تشير إلى أنّ نسبة الإنفاق على البحث العلمي في العالم العربي، لا تتعدى 1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، على الرغم من أنّ وعياً جديداً بدأ يتبلور في دوائر صنع القرار العربي بأنّ البحث العلمي هو خشبة النجاة، في عالم تقل فيه الموارد التقليدية وتشع الأفكار التي تبحث عن موارد بديلة، وأكثر إنتاجية، وأشد رفقاً بالبيئة والطبيعة والجهد البدني البشري. جَلد الذات إلى حد إسالة الدم لا يجدي نفعاً، لذا فإنّ تأمل انبعاث النهضة العربية (المتأخرة) في الإنفاق على البحث العلمي، بمقدار الإنفاق على الجهود العسكرية، ربما يقود إلى أن تغيّر الجامعات العربية أولوياتها وتتجه في أبحاثها إلى ما ينفع ويحسن حال الدول والمجتمعات، لأنّ تعريف المعرّف وإعادة شرح "لامية العرب" للشنفرى، والنبش في التاريخ لإثبات أنّ عالِماً عربياً قبل ألف سنة اكتشف علاجاً للسرطان، هو من قبيل إضاعة الوقت، وعدم الإحساس بالقوة الضاغطة للزمن. الأرقام الآتية من كوريا الجنوبية تفيد بأنّ نسبة نفقات البحث والتطوير في الناتج المحلي الإجمالي بلغ 4.96 في المئة. ونستذكر كوريا الجنوبية لأنها تنتمي (أو كانت) لما يسمى العالم الثالث، وكانت إلى ما قبل سبعة عقود من أفقر البلاد في آسيا، وبلغت آنذاك نسبة الأمية فيها أكثر من 90 في المئة من السكان، وكانت، وكانت.. وكل ما كانته من شأنه أن يثبط العزائم، ويمنع الهمم من الوثوب، لكنّ الدولة الخارجة من الحروب والاحتلالات التي أنهكتها، أنفقت في عام واحد أكثر من 21 مليار دولار على مشروعات البحث والتطوير. وقررت أخيراً أن تستثمر زهاء 410.4 مليون دولار أميركي، في قطاع واحد فقط، وهو تطوير التكنولوجيا الحيوية الأصلية، كما نقلت وكالة الأنباء الكورية "يونهاب" عن وزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتخطط الوزارة لتخصيص نسبة كبيرة من هذه الموازنة في مشاريع البحث والتطوير التي تركز على الأدوية الجديدة والمعدات الطبية والطب التجديدي، وكذلك تطوير التقنيات الاستراتيجية الأساسية للبيولوجيا، بما في ذلك البيولوجيا التركيبية وعلم الأعصاب المتقدم، وإنشاء منظومة للأبحاث الرقمية. كوريا الجنوبية محاطة بالتهديدات الوجودية المباشرة، لكنها لم تهدر مواردها في سبيل التسليح والعسكرة، كما يحدث في بلاد أخرى كثيرة، بل ظلت تعمل وتبتكر وتنافس وتفرض شخصيتها، وهذا خير وسيلة للدفاع عن الذات والوجود. النموذج الكوري الجنوبي مغرٍ جداً للمقاربة، والاستفادة من التجربة المشعة، لاسيما في مجاليْ التعليم والزراعة، فهاتان المعضلتان كانتا علة البلد الفقير، وأصبحتا خلال عقود قليلة واحدة من روافعه الشاهقة. لقد أدركت هذه التجربة العبقرية أن إطعام الأفواه وإشباع العقول يسيران بشكل متواز. وتلك كانت الشرارة التي قدحت نار التحدي. تلك بلاد نهضت، لأنها حدقت في المستقبل فأدركته وانخرطت فيه وأبدعت ونافست، ولم تُطل النظر في المكان، ولم تنصب على أطرافه خيام الحنين، والشوق إلى زمن كانت شمس المعرفة تشرق من ضواحيه. الشمس انحسرت الآن عن تلك الحضارة، كما هو حال الأزمنة المتبدلة. ومن الأجدى أن نغادر الأطلال ونسكن في المستقبل.


المدى
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- المدى
اليكم 'السر' وراء حب ترامب للرسوم الجمركية!
عندما تدهورت ثروات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التسعينيات، واحتاج إلى زيادة أمواله بسرعة، كان عليه أن يبتكر طرقاً جديدة لجذب الاستثمارات. وبناءً على ذلك، أبحر بيخته الفاخر 'ترامب برنسيس' البالغ طوله 282 قدماً (85 متراً) إلى آسيا، في محاولة لاستقطاب الأثرياء اليابانيين. لم تكن هذه المرة الأولى التي يبحث فيها ترامب عن مشترين أو مقرضين يابانيين لمشاريعه. فقد ظل طوال الوقت يتطلع إلى اليابان ويشعر بقلق من هيمنتها الاقتصادية المتزايدة على الأسواق العالمية. في عالم العقارات الشرس في نيويورك، كان ترامب يراقب عن كثب في ثمانينيات القرن الماضي موجة شراء طوكيو للعقارات الأميركية الشهيرة، ومنها مركز روكفلر. ومن هنا، نشأت نظرته للعالم بشأن التجارة وعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها، حيث بدأ تعلقه بالرسوم الجمركية باعتبارها أداة فعالة للتفاوض التجاري. تقول نائبة الرئيس التنفيذي السابقة في منظمة ترامب، باربرا ريس: 'كان لديه استياء شديد تجاه اليابان'، موضحة أنه كان يرى في رجال الأعمال اليابانيين عباقرة. في أواخر الثمانينيات، في وقت لم يكن فيه ترامب قد طرح اسمه بعد كمرشح رئاسي، ظهر في برنامج 'لاري كينغ لايف' على قناة سي إن إن ليعبر عن استيائه من سياسة الولايات المتحدة التجارية. ومن هنا بدأ ترامب في التشكيك علنًا في سياسات بلاده التجارية، واصفًا إياها بأنها تخدم مصالح حلفاء الولايات المتحدة على حسابها. وفي إحدى المقابلات مع أوبرا وينفري، قال ترامب: 'لن أقبل بتجارة حرة عندما تقوم اليابان بملء الأسواق الأميركية بمنتجاتها، بينما تجعل من المستحيل ممارسة الأعمال التجارية في اليابان.' ويعود هذا الاستياء إلى صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات، حيث كانت اليابان تشكل منافسة شرسة للصناعة الأميركية. في عام 1987، وبالتزامن مع ظهور كتابه 'فن الصفقة'، بدأ ترامب في اتخاذ موقف هجومي ضد سياسات التجارة الأميركية، فكتب رسالة مفتوحة نشرت في ثلاث صحف أميركية كبرى تحت عنوان 'لا يوجد شيء خاطئ في سياسة الدفاع الخارجية الأميركية لا يمكن علاجه بقليل من الشجاعة.' في تلك الرسالة، ادعى ترامب أن الدول مثل اليابان كانت تستغل الولايات المتحدة لعقود، مستفيدة من حماية عسكرية أميركية رخيصة تكمن في الدفاع عن نفسها. وقال ترامب في رسالته: 'اليابانيون، الذين لا يواجهون عوائق تكاليف الدفاع، بنوا اقتصاداً قويًا وحيويًا مع فوائض غير مسبوقة.' وكان يرى أن الحل يكمن في فرض الرسوم الجمركية على هذه الدول. هذا الموقف عُدَّ في وقت لاحق بمثابة مقدمة لفلسفته السياسية التي تقوم على فرض الضرائب والرسوم الجمركية على الحلفاء الغنيين. ويعتقد ترامب أن هذه السياسات ستكون مفيدة لمصالح الولايات المتحدة في سياق الاقتصاد العالمي المتنافس. وفي مقابلات لاحقة، أكد ترامب أنه سيضغط على حلفاء بلاده لتقديم 'نصيبهم العادل' في العلاقات التجارية. ويعتقد أن فرض الرسوم الجمركية ليس فقط وسيلة لتوليد الإيرادات ولكن أيضًا أداة فعالة لتهديد الدول الأخرى إذا لم تستجب للمطالب التجارية. وقد أشار المفاوض التجاري السابق كلايد بريستويتز إلى أن ترامب لم يقدم حلاً عمليًا لمشاكل التجارة، بل اعتمد على الاستعراض السياسي من خلال فرض الرسوم الجمركية، معتبراً إياها أسلوبًا للظهور بمظهر القوي في السياسة العالمية. ومع مرور الوقت، هُدِّئت المخاوف بشأن صعود اليابان، وأصبحت اليابان اليوم حليفة للولايات المتحدة، في حين أن الصين أصبحت المنافس الأبرز في مجال التجارة الدولية. وعلى الرغم من تقلبات السياسة العالمية، بقي ترامب متمسكًا بأفكاره التجارية، مدافعًا عن فكرة أن التجارة العادلة هي التي تضمن فرصًا متكافئة لجميع الأطراف. وعلى الرغم من الدعم الذي حصل عليه ترامب من بعض الجمهوريين، إلا أن آرائه عن التجارة الحرة ما تزال مثار جدل بين الاقتصاديين والسياسيين، إذ يرى البعض أن هذه السياسات قد تضر بالاقتصاد الأميركي على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بتهديدات زيادة الرسوم الجمركية.


الأيام
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الأيام
كيف أشعلت اليابان شرارة حب ترامب للرسوم الجمركية الذي دام 40 عاماً؟
Getty Images دونالد ترامب وزوجته إيفانا ينزلان من يخته في نيويورك عام 1988 عندما تدهورت ثروات، دونالد ترامب، في التسعينيات واحتاج إلى زيادة أمواله بسرعة، أبحر بيخته الفاخر "ترامب برنسيس" البالغ طوله 282 قدماً (85 متراً) إلى آسيا، على أمل أن يجذب أثرياء اليابان. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يبحث فيها رجل الأعمال عن مشترين أو مقرضين يابانيين لمشاريعه. في عالم العقارات الشرس في نيويورك، كان ترامب يشاهد عن قرب من ناطحة سحابه في الجادة الخامسة، موجة شراء قادتها طوكيو في الثمانينيات، حين استحوذت على علامات تجارية وعقارات أمريكية شهيرة، بينها مركز روكفلر. عندها، تشكلت نظرته للعالم بشأن التجارة وعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها، وبدأ تعلقه بالرسوم الجمركية، وهي ضريبة على الواردات. وتقول نائبة الرئيس التنفيذي السابقة في منظمة ترامب، باربرا ريس: "كان لديه استياء شديد تجاه اليابان". وتضيف أنه كان يشاهد بغيرة كيف كان يُنظر إلى رجال الأعمال اليابانيين على أنهم عباقرة. وتوضح أنه كان يشعر بأن الولايات المتحدة لم تحصل على ما يكفي لقاء مساعدة حليفتها اليابان في الدفاع العسكري. واشتكى ترامب، مرارا، من مواجهته صعوبات في إبرام صفقات مع مجموعات كبيرة من رجال الأعمال اليابانيين، وقال: "سئمت من مشاهدة دول أخرى تستغلّ الولايات المتحدة". كان من الممكن أن يكون اقتباس ترامب هذا مأخوذا من عام 2016، لكنه في الواقع من أواخر الثمانينيات عندما ظهر في برنامج لاري كينغ لايف على قناة سي إن إن، في وقت طرح اسمه لأول مرة كمرشح رئاسي محتمل. وبعد مشاركته فلسفته التجارية في كتابه الصادر عام 1987 بعنوان "فن الصفقة"، شن ترامب هجوما على سياسات الولايات المتحدة التجارية في مقابلات عامة. وفي مقابلة مع أوبرا وينفري في برنامج "أوبرا شو"، قال ترامب إنه سيتعامل مع السياسة الخارجية بشكل مختلف من خلال جعل حلفاء البلاد "يدفعون نصيبهم العادل". وأضاف أنه لا توجد تجارة حرة عندما "تغرق" اليابان السوق الأمريكية بمنتجاتها، لكنها تجعل "من المستحيل ممارسة أعمال تجارية" هناك. Getty Images دونالد ترامب وزوجته إيفانا في برنامج أوبرا وينفري في أبريل 1988 وتقول جينيفر ميلر، أستاذة التاريخ المشاركة في كلية دارتموث، إن آخرين شاركوا ترامب مخاوفه بشأن الاقتصاد في ذلك الوقت. وقدمت اليابان منافسة للصناعة الأمريكية خصوصاً في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات. ومع إغلاق مصانع في الولايات المتحدة، ودخول علامات تجارية يابانية جديدة إلى السوق، كان المحللون يتحدثون عن تفوق اليابان على الولايات المتحدة باعتبارها الاقتصاد الرائد في العالم. وتقول ميلر: "إن ترامب بات رمزا لكثير من الناس الذين كانوا يشككون في القيادة الأمريكية في النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وما إذا كان يخدم مصالحها". وقبل ظهوره مع أوبرا، أنفق ترامب نحو 100 ألف دولار لنشر "رسالة مفتوحة" في إعلانات على صفحة كاملة في ثلاث صحف أمريكية رئيسية. وكان عنوان الرسالة: "لا يوجد شيء خاطئ في سياسة الدفاع الخارجية الأمريكية لا يمكن علاجه بقليل من الشجاعة". وقال في الرسالة إن اليابان ودولا أخرى كانت تستغل الولايات المتحدة لعقود. ويدعي أن "اليابانيين، الذين لا توجد أمامهم عوائق تتعلق بالتكاليف الضخمة للدفاع عن أنفسهم (طالما أن الولايات المتحدة سوف تفعل ذلك مجاناً)، بنوا اقتصادا قويا وحيوياً مع فوائض غير مسبوقة". ويعتقد ترامب أن الحل الواضح هو "فرض الضرائب" على هذه الدول الغنية. وكتب أن "العالم يضحك على ساسة الولايات المتحدة بينما نحمي سفناً لا نملكها، وهي تحمل نفطاً لا نحتاجه، ومتوجهة إلى حلفاء لن يساعدونا". وبحسب ميلر، فإن الإعلان كان بمثابة مقدمة قوية لرؤية ترامب في السياسة الخارجية. واستند الإعلان إلى الاعتقاد بأن الحلفاء مستغلون، وأن النهج الليبرالي الدولي الذي هيمن منذ الحرب العالمية الثانية كان ضعيفاً وأحمقاً في عالم تنافسي. والحل، حسب رأيه، يكمن في سياسة تجارية أكثر عدوانية وحمائية. ميلر تقول: "أعتقد أن هذا أحد الأسباب التي تجعله يحب الرسوم الجمركية، ليس لأنها تتماشى مع أيديولوجيته القائمة على المعاملات فقط، بل أيضاً مع إحساسه لنفسه، المرتكزة بعمق على كونه رجل صفقات ناجحاً". وتضيف "كما أن الرسوم الجمركية يمكن التهديد بها، ويمكن فرضها على دولة أخرى." ترأس كلايد بريستويتز، المفاوضات مع اليابان، أثناء إدارة ريغان بصفته مستشاراً لوزير التجارة. وقال بريستويتز الذي كان منتقداً لسياسات التجارة الحرة منذ فترة طويلة، إنه لا أحد جاد فكرياً كان منتمياً لترامب أو لنهجه المبسط في ذلك الوقت. وقال إن الرئيس لم يقدم حلاً حقيقياً للمشاكل التي أثارها. ورأى أن "الرسوم الجمركية نوع من الاستعراض الذي يمكنك من خلاله القول: انظروا ماذا فعلت، لقد ضربت هؤلاء ... وهكذا يمكنك أن تبدو كشخص قاسٍ. لكن مدى فعاليتها هو أمر مفتوح للنقاش". ويعتقد بريستويتز أن المشكلة الحقيقية آنذاك والآن، أن الولايات المتحدة لا تملك سياسة تصنيع استراتيجية، رغم شكواها من التجارة غير العادلة. وهدأت المخاوف بشأن صعود اليابان بمرور الوقت، والآن أصبحت الدولة الآسيوية حليفة للولايات المتحدة. لكن الصين هي المنافس الشرس للولايات المتحدة في قطاع الشركات. واستقبل ترامب رئيس الوزراء الياباني في المكتب البيضاوي باعتباره أحد أول زواره الأجانب. Getty Images ترامب ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا لكن فلسفة دونالد ترامب لا تزال كما كانت عندما كان مطورا عقاريا شابا، ولا يزال يؤمن بقوة التعرفات كأداة للضغط على الدول الأخرى لفتح أسواقها وتقليل العجز التجاري. يقول مايكل سترين، المختص الاقتصادي في معهد أميركان إنتربرايز المحافظ، إنه "يقول هذا طوال الوقت لأي شخص يستمع إليه كلما سأله أحد، وهذا صحيح منذ 40 عاما. ومن باب الإنصاف له، فأنت تعلم أن هذه طريقة طبيعية جداً للنظر إلى التجارة الدولية". ويقول إن الطلاب غالبا ما يشاركون ترامب تفكيره الذي يبدو لهم بديهيا بشأن الاقتصاد، وأحد التحديات الكبرى التي يواجهها الأساتذة هو إقناعهم بأن فهمهم خاطئ. ويوضح سترين أنه على الرغم من سيطرة ترامب على الحزب بموقفه الذي قلب عقوداً من تبني الجمهوريين للتجارة الحرة، فإنه لا يعتقد أنه نجح في إقناع المشرعين المتشككين وقادة الأعمال والاقتصاديين. لكن نقاط الخلاف تظل قائمة، وهي آراءه بأن الواردات الأجنبية سيئة، وأن حجم العجز التجاري هو مقياس مفيد لنجاح السياسة، أو أن الحالة المثالية للاقتصاد الأمريكي استيراد سلع لا يمكن تصنيعها في الولايات المتحدة فقط. ويعتقد سترين أن التهديدات بزيادة الرسوم الجمركية على حلفاء الولايات المتحدة ستؤدي إلى تقليص الاستثمار وإضعاف التحالفات الدولية. ويعتقد جوزيف لافورجنا، كبير الاقتصاديين في المجلس الاقتصادي الوطني، خلال ولاية ترامب الأولى، أن التركيز على التعرفات الجمركية كان ضيقاً للغاية ولم تكن هناك محاولات كافية لفهم الصورة الكبيرة لما يحاول ترامب تحقيقه. ويقول إن الرئيس يريد تحفيز الصناعة المحلية، وخصوصاً التصنيع عالي التقنية. ويشرح أن الإدارة تشعر أنها تستطيع تشجيع المزيد من الشركات على القدوم إلى الولايات المتحدة باستخدام التعرفات، إلى جانب إلغاء القيود، وطاقة أرخص ثمنا، وخفض الضرائب على الشركات، إذا أقرها الكونغرس. ويضيف: "أعتقد أن الرئيس ترامب يفهم شيئاً مهما للغاية، كونه رجل أعمال ورجل معاملات، وهو أن التجارة الحرة رائعة من الناحية النظرية، لكن في العالم الحقيقي تحتاج إلى التجارة العادلة وهذا يعني تكافؤ الفرص". ويراهن على أن ترامب على حق. إذ إن قلة من الجمهوريين عارضوا الرئيس علناً لأنه يطالب بالولاء لأجندته. ومع ذلك، فإن بعض الذين التزموا الصمت يفهمون أن ناخبيهم يمكن أن يتأثروا بارتفاع الأسعار، ويأملون أن يتمكنوا من إقناع ترامب بعدم متابعة تعريفاته المحببة.