logo
#

أحدث الأخبار مع #زيدأحمدالمحيسن

في باكستان- من فيض الذاكرة إصدار جديد للدكتور زيد أحمد المحيسن
في باكستان- من فيض الذاكرة إصدار جديد للدكتور زيد أحمد المحيسن

الدستور

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • الدستور

في باكستان- من فيض الذاكرة إصدار جديد للدكتور زيد أحمد المحيسن

عمان عن دار الخليج للنشر والتوزيع، عمّان، صدر حديثًا كتاب جديد للدكتور زيد أحمد المحيسن بعنوان «في باكستان.. من فيض الذاكرة»، وهو عمل سردي يتجاوز حدود التوثيق، ليشكل في جوهره رحلةً فلسفية في عمق التجربة الإنسانية في زمن الغربة، حيث تتقاطع المعاناة بالشغف، والاغتراب بالاكتشاف، والحنين بالمعرفة. يأتي هذا الكتاب بمثابة دفتر ذاكرة مفتوح، يكشف فيه المؤلف عن ملامح مرحلة مفصلية من حياته، عاشها على أرضٍ غريبة الشكل والمذاق واللغة، لكنها لم تلبث أن أصبحت وطناً آخر في القلب والعقل. فالذاكرة، كما يرى الدكتور زيد، ليست مجرد خزّان للأحداث، بل هي مرآةٌ تعكس كيف تشكّلت الذات في لحظات التحول، وكيف صاغت البيئة الجديدة نسغ الشخصية، وزادت من تفرّعها وامتدادها. يمزج المؤلف في سرده بين نبض الحياة اليومية وهموم طالب العلم، بين واقع المدينة وسحر اللغة، وبين صرامة التحديات ورقّة الذكريات. ومن خلال أسلوبه السلس والعميق، يستعرض تجاربه الحيّة في مدن باكستان المختلفة، بدءًا من العاصمة إسلام آباد الهادئة، إلى لاهور المتدفقة بالتاريخ والثقافة، إلى كراتشي الصاخبة، وملتان ذات العبق الروحاني، وبيشاور التي تشبه متحفًا حيًّا، وصولاً إلى حيدر آباد، المدينة التي يتكلم فيها النهر بلغة الذاكرة القديمة. في كل محطة من هذه المدن، لا يكتفي الكاتب بوصف المكان كحيّز جغرافي، بل يُحوّله إلى مساحة للتأمل في فلسفة المكان والهوية. فكل سوق شعبي، وكل طبق تقليدي، وكل زقاق عتيق، يصبح مدخلاً لفهم أعمق للحياة كما تُعاش لا كما تُروى. ينقل لنا المؤلف تفاصيل دقيقة عن المجتمعات المحلية، عن الناس الذين التقاهم، عن الأحاديث العفوية، والأطعمة التي تذوّقها، وحتى عن المواقف الطريفة التي أضفت على تجربة الغربة لونًا إنسانيًّا خالصًا. لكن الكتاب لا يكتفي بالمشاهد الخارجية، بل يغوص في البنية الداخلية للذات المغتربة، متأملًا في تحولات النفس أمام تحديات اللغة، وصراع التكيّف، ومخاضات الإدراك، حيث تتحول قاعات الجامعة إلى ساحاتٍ للصراع من أجل البقاء والتميّز، وتتحول الصحبة والحوارات الفكرية إلى نوافذ تنفتح على الذات والآخر، على الثقافة والانتماء، وعلى حرية التفكير في بيئةٍ مشبعةٍ بالاختلافات والتماثلات. وإن كان لكل رحلة بُعدٌ مكاني، فإن لهذه الرحلة أبعادًا روحية وثقافية واجتماعية تتجاوز جغرافيا باكستان لتلامس الوجدان الإنساني في كل مكان. ففي الغربة، يكتشف الإنسان كم هو مملوء بالوطن، وكم هي الأشياء الصغيرة التي يظنها عادية، تتحول إلى أيقونات شوق ومعنى عندما يغيب السياق ويظل الشعور حاضرًا. ومن هنا، يشكّل هذا الكتاب شهادةً أدبيةً وفكرية عن تجربة الاغتراب من الداخل، دون تزييف أو بطولات زائفة، بل بلغةٍ صادقةٍ تنبع من القلب وتستقر في القلب. «في باكستان.. من فيض الذاكرة» ليس مجرد سرد لرحلةٍ مضت، بل هو تذكيرٌ بأن الذاكرة قادرة على أن تمنح المعنى لأقسى اللحظات، وأن الكتابة عن الغربة قد تكون أحيانًا عودةً ثانية، ولكن أكثر وعيًا، إلى الذات، وإلى الوطن، وإلى الإنسان الذي كنّاه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store