logo
#

أحدث الأخبار مع #سوشيالميديا،

تحطيم الآلهة... الـ"سوشيال ميديا" وإعادة اكتشاف عبدالناصر والقذافي
تحطيم الآلهة... الـ"سوشيال ميديا" وإعادة اكتشاف عبدالناصر والقذافي

Independent عربية

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

تحطيم الآلهة... الـ"سوشيال ميديا" وإعادة اكتشاف عبدالناصر والقذافي

اللعبة لم تعد فقط لعبة التسجيلات النادرة أو الوثائق التي يكشف عنها بعد عشرات الأعوام، أو حتى استدعاء إرث قديم معروف ومحاولة نشره على أوسع نطاق، ولكنها وجهة نظر جديدة تضع عنواناً رئيساً ربما كان بعيداً تماماً من شخصيات سياسية أو حتى روحية بعينها... غاندي كان عنصرياً، وعبدالناصر له وجه آخر أكثر اعتدالاً، والقذافي كان استشرافياً. وقد تكون بعض تلك الأوصاف غير دقيقة أو تحمل بعضاً من المبالغة، ولكن ما يرسخ في الذاكرة الجمعية الـ"فيسبوكية" أو الشبكية (نسبة إلى شبكات الـ"سوشيال ميديا")، عادة ما يكون على هذه الشاكلة، وبخاصة بالنسبة إلى جيل لم يعاصر إرث هؤلاء، إلا أن الملاحظ بقوة أن هذه الوسائل أسهمت بقوة في إعادة تقديم وتعريف بعض الزعماء الغائبين عن المشهد للجمهور، ورسم صورة ذهنية مختلفة لهم. من غير المنصف أبداً اختزال بعض الحكام الذين قضوا أعواماً طويلة في مناصبهم، وتبنوا مواقف بناءً على ما يرون أنه يصب في مصلحة بلادهم وفقاً للظروف وقتها، في مجرد بضع كلمات تقدم في سياق ما، فالسياسة فن مضاد للجمود وهي ابنة المرونة والمراوغة، كما أن الحكم الموضوعي بعيد تماماً من طبيعة ما يسمى "الرأي العام" غير المتخصص، الذي ربما يسمع جانب لا بأس به منه هذه التفاصيل للمرة الأولى، في حين أن كثيراً منها كان معروفاً للمتابعين والمهتمين، ولكنه لم يواجه بتلك الجلبة وقتها، لأن السر في السياق والظرف التاريخي. كذلك هناك من يعتقد أن التجادل في شأن شخصيات كانت فاعلة ومؤثرة في زمن مضى مجرد لعبة إلهاء جديدة، لكن الثابت أن كل حلقة مرتبطة بأخرى، من ثم ما يسميه فريق معين إعادة اكتشاف قد يكون كذلك تماماً بالنسبة إليهم من دون أدنى مبالغة، مهما اختلفنا حول دقة هذا الوصف من عدمه. عبدالناصر ساداتياً الفهم العميق للحاضر يلزمه متابعة دقيقة لما مضى، ولعل التسجيل الأخير الذي يُتداول للرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر (1918-1970)، ويعود تاريخه إلى 55 عاماً مضت، واحد من أكثر التسجيلات التي أحدثت ضجة لما يتمتع به الرجل من مكانة كبيرة في وجدان شرائح متعددة من الجماهير العربية. هو بنظر الكثيرين الثائر القومي العروبي صاحب الكبرياء الذي يقف مع القضايا العربية بكل قوته، ولديه ثبات لا يلين وأحلام بالعدالة للشعوب وكراهية للاحتلال بجميع صوره، سواء كان عسكرياً أم ثقافياً، وحواره مع الرئيس الليبي معمر القذافي (1942-2011)، الذي لا تزال أصداؤه حاضرة، وربما لم يهز صورته في هذا الصدد، ولكنه أوضح بالنسبة إلى بعض من غير المتخصصين أو من غير المطلعين تماماً على تاريخه الشخصي والسياسي وجهاً آخر له، أكثر هدوءاً وواقعية وصراحة، بعيداً من الصورة التي صُدِّرت للرجل. الرئيس المصري الراحل في هذا التسجيل، الذي يعرف المخضرمون في عالم السياسة أنه ليس جديداً ويتوافق مع بضعة تصريحات سابقة موثقة جاءت على لسانه، قدم صورة في نظر مجموعة من المتابعين قريبة من خلفه أنور السادات (1918-1981) في ما يتعلق بالرغبة في وضع أسلحة الحرب جانباً وحقن الدماء واستعادة الأرض، ومحاولة إيجاد طريقة لعدم استعداء الأميركيين الذين يؤازرون إسرائيل مهما كانت خطاياهما وعدوانها، حتى لو كانت هذه الطريقة هي الاعتراف بإسرائيل بل والسلام معها، في حين أن الرواية الشائعة لدى محبي عبدالناصر أن قرار السادات بالموافقة على بنود معاهدة "كامب ديفيد" يُعد خطيئة كبرى، تجعله بعيداً بمراحل من رؤية وتوجه وأفكار عبدالناصر، على رغم كونهما كانا صديقين مقربين سياسياً وإنسانياً. إعادة تصدير الواقع لم يكن حديث الرئيس عبدالناصر انهزامياً بقدر ما كان واقعياً ويدلل على رغبته الشديدة في استعادة سيناء، التي كانت محتلة آنذاك، كما أنه جاء خلال فترة حرب الاستنزاف الشديدة الوطأة وقبل أن يتخذ الرئيس القادم بعده (السادات) قرار الحرب ومن ثم الانتصار بثلاثة أعوام، عندما كان عبدالناصر وُرِّي الثرى. أستاذ الإعلام الدولي والصحافة بجامعة "دنفر" الأميركية كريم الدمنهوري، يرى أنه "بصورة عامة تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في إعادة تصدير الواقع"، مشيراً إلى مصطلح متداول يفسر هذا التوجه هو "مجتمع ما بعد الحقيقة، أي إن الحقيقة لم تعد مهمة ولا ثابتة، فكل فصيل لديه الحقيقة التي يتبناها. في الولايات المتحدة مثلاً وعلى المستوى السياسي، يتناول الليبراليون أمراً ما بمنحى معين فيما المحافظون يتناولونه بمنحى مناقض تماماً". ويعتقد الدمنهوري أن أكثر نظرية في مجال الإعلام تلائم هذه الظاهرة هي نظرية الأطر أو التأطير الإعلامي، أي وضع إطار ما لقضية أو حقيقة محددة لتظهر على غير طبيعتها أو بصورة منحازة، مما ينعكس على إدراك المتلقي، وقد يؤثر في توجيه الرأي العام بصورة كبيرة ما إذا اعتُمد على فكرة الضغط والتكرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام متعددة. رد الاعتبار بالعودة إلى السياسيين العرب، فقد نال السادات نصيباً كبيراً مما يمكن تسميته إعادة التقديم أو إعادة الاكتشاف بالنسبة إلى جماهير الـ"سوشيال ميديا"، والحديث هنا بالطبع لا يضم المتخصصين بل هؤلاء الذين يستشعرون جديداً في اللقطات التي تُتداول، ويُعاد تغليفها بعناوين براقة موجزة، تسهم بالفعل في التأثير بل وتحويل الآراء. والأمر يبرز بصفة قوية عادة مع ذكرى انتصارات حرب أكتوبر باعتباره قائدها، إذ تُفند لقاءاته التلفزيونية التي كان يُظهر فيها تحدياً وفراسة ومكراً خلال حديثه عن ومع المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين. ووصل الأمر إلى قراءة رسائل ملابسه وماذا كان يقصد من زخرفة ربطة عنقه، وهناك من تحدث عن ذكائه في إدارة اللعبة مع إسرائيل، إذ استعاد سيناء ووقع اتفاقاً ملزماً عدم الاعتداء، نظراً إلى أنه كان يعلم أن القوة الغربية والأميركية التي تقف وراء إسرائيل ستظل المهددة، وليس فقط الجارة قليلة المساحة والسكان، وهي أمور لمست شرائح أخرى قيَّمتها بعد أحداث حرب غزة، بل وهناك من ذهب إلى أنه كان على السلطات الفلسطينية وقتها القبول بمقترحات السادات التي كانت ستضمن لهم أجزاء أخرى من الأرض، وهي أمور كانت ستغير كثيراً في معادلة اليوم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تجاذب وجهات النظر التي تصب في هذا السياق حول السادات جعلت هناك موجة مما يمكن أن يطلق عليه "رد الاعتبار للسادات"، وهي موجة اتسعت ووصلت إلى دوائر متعددة، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يحرص دوماً على الإشادة بصحة مواقف الرئيس الراحل، ولعل أبرزها ما جاء في خطابه خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023 خلال افتتاحه بعض مشروعات النقل، إذ قال "التاريخ أثبت صحة رؤية الرئيس السادات وما ذهب إليه، على رغم الإساءة الكبيرة والمقاطعة التي واجهها في ذلك الوقت"، مضيفاً "كل 10 أعوام تُكتب للسادات صفحة جديدة، ليُقال له أنت هزمت خصومك وأنت غير موجود، كل خصومك الذين أساؤوا إليك". من المستفيد؟ محاولات الفهم بعد مرور عقود ربما تكون أسهل كثيراً، لأن جميع جوانب الصورة واضحة، كما أن نتائجها أيضاً تكون أمراً واقعاً، لهذا قد يشعر من عاصر الشخصيات نفسها بالحيرة والارتباك، لأنه لمس تأثير القرارات والمواقف على الأرض وفي ظروف مختلفة تماماً، لكن ليس كل من أعيدت قراءتهم أُنصفوا، كما أن المتخصصين يبدون تحفظاً شديداً على "التسجيلات المسربة"، ويعدونها نوعاً من التضليل المتعمد المجتزأ من سياقه. بالتالي، ينبغي التريث قبل بناء رؤية حوله، إذ ترى الأستاذ المساعد في العلوم السياسية بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية هبة جمال الدين أن التصريحات السياسية لكي يكون الحكم عليها موضوعياً، تتطلب نشرها بالكامل مع السياق التاريخي والموضوعي وسبب الحوار، أما الاجتزاء فهو رسالة في حد ذاته لتشويه صاحب التصريحات وإظهاره بمظهر مغاير للواقع ولمواقفه ووجهات نظره، ليبدو في صورة التدليس أو التلاعب أو الاستغلال، أو أنه يخدم مخططاً آخر خلاف ما هو معروف، فالاجتزاء يمكن أن يقلب المواقف تماماً ويشير إلى وجهات نظر مناقضة لفكر الشخص. وحتى الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمكن اقتطاع بعض تصريحاته ليبدو داعماً للقضية الفلسطينية على رغم أنه على النقيض من هذا النهج. وتتابع جمال الدين أنه في ما يتعلق بحوار الرئيسين الراحلين عبدالناصر والقذافي، أيضاً ينبغي طرح أسئلة تتعلق بالسياق التاريخي لتلك التصريحات، وهل وُظف الذكاء الاصطناعي خلالها للتلاعب أو التشويه، وبخاصة أن كلا الطرفين لم يعد موجوداً ولا يمكنه الرد. وتشدد المتخصص في مجال العلوم السياسية على أن الأهم أن نقرأ سياق نشر تلك المقاطع المجتزأة... لماذا الآن ونحن في حرب؟ مَن مِن مصلحته أن يضرب مفهوم القومية العربية بالأساس؟ وما هدفه في تقديم هذا الرأي المقتطع للأجيال الجديدة التي لم تعش زمن جمال عبدالناصر؟ هل الهدف توجيه الوعي لمصلحة هدف أخطر يخدم توقيت الحرب داخل المنطقة؟ هل تلك المقاطع جزء من الحرب النفسية؟ ولماذا اختيرت الـ"سوشيال ميديا" كمساحة لنشر تلك المقاطع؟ وحول دور المنصات تحديداً، تقول جمال الدين "من الضروري التأكيد أن وسائل التواصل الاجتماعي ساحة للنفاذ والانتشار تستهدف أكثر الأجيال الشابة، فمن أطلق تلك المقاطع يستهدف قوى الحركة من الأجيال الأحدث. الـ'سوشيال ميديا' وسيلة محايدة يمكن استخدامها في الخير أو الشر بحسب من يطوعها ويتلاعب بها، بالطبع مثل القنبلة يُمكن استخدامها في الخير أو الشر، فهي أداة تحقق غرض من يستخدمها سواء كان نزيهاً أم لديه أهداف أخرى لتوجيه أو تشويه أو حشد الرأي العام، وإن كانت تلك المقاطع تؤكد استمرار قوة تأثير الرئيس جمال عبدالناصر على رغم موته منذ عشرات الأعوام". القذافي استشرافياً الاسم الثالث الذي تكرر ذكره مراراً وارتبطت سيرته وتقاطعت مع كثير من الوقائع، هو الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، الذي كان لا يزال شاباً مفتوناً بجمال عبدالناصر الرمز، الذي لقنه درساً في الحكمة وبعد النظر ربما لم يتعلمه بما يكفي، لما عُرف عنه من حماسته التي قد تصل إلى المبالغة، وخطاباته المتشعبة الشديدة الطول، وأحلامه السياسية البعيدة من الواقعية. لكنه أيضاً كان من الزعماء الذين وُضعوا في إطار مختلف بعض الشيء بعد مرور أكثر من عقد على انتهاء حقبته السياسية بعنف دموي، إذ بات القذافي محوراً لأحاديث ونقاشات في كثير من الصفحات، تتحدث عن رؤيته المستقبلية ووجهة نظره القاتمة التي باتت تتحقق بالنسبة إلى بعض، وهي تلك المتعلقة بالتكالب على تقسيم الشرق الأوسط وتفتيته تحت دعاوى كثيرة، إذ أشار المتابعون، الذين فوجئوا كثيراً مما سموه دقة التوقع، إلى أن القذافي اختُصر لأعوام في ألوان ملابسه وتجهمه وعصبيته، في حين كانت لديه آراء تحذيرية تتوافق كثيراً مع ما يجري على الأرض اليوم من تحركات سياسية، تزامنت مع الحرب الإسرائيلية على غزة. مبارك وبشار يحضر هنا أيضاً وبقوة اسم الرئيس المصري الراحل حسني مبارك (1928-2020) كمفاوض بارع في أزمات شتى تعرضت لها المنطقة، إضافة إلى المقارنة بينه والرئيس السوري المعزول بشار الأسد، إذ أصر الأخير على التشبث بالحكم، متسبباً في تهجير وتشريد وقتل ملايين من أبناء الشعب السوري على مدى 13 عاماً، في حين تنحى مبارك بعد 18 يوماً فقط من الثورة على نظامه عن منصبه، مما كان له أثر هائل في حقن الدماء على رغم الأرواح التي سقطت طوال هذه الأيام. عبر عشرات صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أُعيد تداول حوارات وخطابات متعددة لمبارك تنم عن بعد نظر بالنسبة إلى منتقديه قبل مناصريه، لكن هل الأمر فقط نوع من الحنين لا أكثر، وبخاصة أن الظرف الإقليمي خلال الوقت الحالي أكثر تعقيداً، والمعايير الدولية نفسها أصبحت مهتزة مقارنة بما كان عليه الوضع إبان حكم الرئيس المصري الراحل، أم هي من جديد حيلة الاجتزاء والتكرار التي لها أثر بالغ في تثبيت عناصر معينة في الأذهان قد تُشوه الحقائق؟ المتخصصة في مجال العلوم السياسية نهى بكر تستعين في تفسير ما يحدث بإحدى مقولات المؤرخ الإنجليزي من أصل لبناني ألبرت حوراني، وهي أن التاريخ يعكس وجهة نظر من يكتبه، كأن يُبرز أحداثاً ويغفل أخرى بناءً على وجهة النظر التي يتبناها. وتوضح بكر "الفكرة هنا في المتلقي الذي قد يكون سلبياً معتمداً على التلقين، أو على العكس لديه القدرة على تحليل المعلومات، والخطر أن هذا التشتت والجدل يسهم في اهتزاز مفهوم الأجيال الجديدة للرمز والقدوة. وفي عصر الذكاء الاصطناعي هذا يمكن أن يحدث التضليل بسهولة، لذا ينبغي التوقف أمام كل شيء يُتداول، وتفسير سياقه لتحديد مدى صدقيته وهل تم التلاعب فيه، فمثلاً في ما يتعلق بتسجيل عبدالناصر، هنا ارتباك وزوبعة ورغبة في حصر الجماهير داخل دائرة الماضي من دون فائدة، لذلك فإن الوعي هنا مهم للغاية". عنصرية غاندي وانتهازية كينيدي بناء وجهة نظر جديدة أو إدراك ما لم يكن مدركاً يطاول أيضاً الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي (1917-1963)، إذ قدمته وسائل الإعلام على مدى عقود على أنه قائد معسكر الخير والرئيس الأيقونة الذي كانت تحلم به أميركا، وبعض يعده من أعظم السياسيين وأكثر رجال الإدارة الأميركية تمتعاً بحس إنساني، لكن هذه الرؤية نسفتها وقائع كثيرة تُداولت بصورة مكثفة حول تدميره لزوجته بخياناته المتكررة لها، وأنه كان مدمناً على المخدرات وانتهازياً تماماً، إذ كان لا يمانع الفصل العنصري ثم وجد أن معارضة هذا النهج ستفيد خطته الانتخابية فتحول على الفور، إضافة إلى الأزمة الكبرى حول علاقته بمارلين مونرو ومعاملته القاسية لها والأقاويل عن تورطه في قتلها، فهذا الجيل لم يعد يرى كينيدي الرئيس المثالي الحالم مثل الأجيال السابقة التي تابعت غموض واقعة اغتياله، مما أضفى عليه هالة جعلته يوضع في مكانة بعيدة من النقد. أما المهاتما غاندي (1869-1948) السياسي الهندي والمحامي والزعيم الروحي لحركة استقلال بلاده، فطالما برزت له صورة واحدة كرمز للزهد والتسامح وتبني مبدأ المقاومة السلمية، لكن بفضل التداول الواسع للجانب الآخر من الحقيقة أصبح هناك فريق آخر يضعه في مكانة عادية مثله مثل أي سياسي لديه ميول وتفضيلات تجعله غير عادل في أحكامه. لهذا، فإن غاندي "العنصري" أصبح وصفاً متداولاً في بعض دول أفريقيا بين الأجيال الجديدة بعدما أصبحت مؤلفات المهاتما، وتحديداً فصولها التي توصف بالعنصرية، تمتلئ بها مواقع التواصل الاجتماعي. لهذا، لم تتوقف دعوات إزالة تماثيله من المؤسسات الكبرى في غانا ومالاوي، وجاءت الاستشهادات من فقرات في كتبه وصف فيها الأفارقة بالهمج، إذ قضى داخل أفريقيا عقدين كاملين وتعامل مع شعوبها. ويذكِّر أستاذ الإعلام الدولي كريم الدمنهوري أيضاً بنموذج حي للشخصيات التي أعادت تقديم نفسها بنفسها، معتمدة على جيل لم يعاصر الحقائق السلبية التي كان يمكن أن تؤثر في سيرته، موضحاً أن الرئيس الفيليبيني بونغ بونغ (فرديناند ماركوس جونيور) حاز السلطة بعد انتخابات فاز فيها قبل نحو عامين، معتمداً على حملات وُجهت لجمهور "تيك توك" الشاب، وهي شريحة لا تعلم شيئاً عن خلفيته التاريخية، إذ استهدف جيلاً لم يعاصر أزمة والده الرئيس الفيليبيني السابق فرديناند ماركوس، الذي أُبعد عن البلاد خلال القرن الماضي بثورة شعبية بعد اتهامه بالفساد، "هذا حرفياً هو إعادة تصدير الواقع. لذا، فهذه الظواهر تتعلق عادة بالجمهور العام، لأن المتخصص المتعمق في شأن ما لا تؤثر في آرائه أية تأويلات أخرى".

بعد الطلاق ..  عناد ماريتا الحلاني ورومانسية زوجها يتصدّران الترند
بعد الطلاق ..  عناد ماريتا الحلاني ورومانسية زوجها يتصدّران الترند

السوسنة

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • السوسنة

بعد الطلاق .. عناد ماريتا الحلاني ورومانسية زوجها يتصدّران الترند

السوسنة لا يزال خبر انفصال الفنانة ماريتا الحلاني عن زوجها كميل أبي خليل، مدير قسم الإنتاج الموسيقي في تطبيق "أنغامي"، يتصدّر الترند في عدة دول عربية، بعد إعلان طلاقهما رسمياً عقب زواج لم يستمر أكثر من عامين. وفي خضم التفاعل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، أعاد عدد من المتابعين نشر مقابلة سابقة لابنة النجم اللبناني عاصي الحلاني، تحدثت فيها عن طبيعة شخصيتها، ووصفت نفسها بأنها "عنيدة" وتحب التغيير المستمر في الخطط، في مقابل شخصية زوجها "الرومانسية جداً"، ما فتح باب التأويلات حول أسباب الانفصال بين الطرفين. وفي الساعات الأخيرة، حذفت المغنية اللبنانية وزوجها الصور التي تجمعهما على منصات الـ"سوشيال ميديا"، وأكدت مصادر مقرّبة من الطرفين الخبر المنتشر من دون ذكر الأسباب، وكشفت قناة one tv أن الثنائي لم يتفّقا طوال فترة زواجهما، بشكلٍ يساعد هذا الزواج على الاستمرار. ولفتت المصادر الى أن الطلاق بين ابنة عاصي الحلاني وكميل تمت بسلاسة ومن دون أي مشاكل، وعلاقتهما انتهت بطريقة ودية. ولم يعلن الثنائي عن الخبر حتى الساعة، ولكنّ مقربين منهما تمنّوا احترام خصوصية انفصالهما وعلاقتهما.

نور الجابري: تنظيم المساحات أبرز صيحات الديكور... وهذه أذواق مشاهير العرب
نور الجابري: تنظيم المساحات أبرز صيحات الديكور... وهذه أذواق مشاهير العرب

النهار

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • النهار

نور الجابري: تنظيم المساحات أبرز صيحات الديكور... وهذه أذواق مشاهير العرب

لم تعد كلمة "فاشينستا" غريبة على السمع، فصاحباتها تملأن شبكات التواصل الاجتماعي، وغالباً من دون أي مرجعية علمية أو خبرة مهنية معتبرة في مجال الموضة. على النقيض من ذلك، دخل مصطلح "ديكوريستا" الفضاء الافتراضي على الصعيد العربي، من خلال مهندسة الديكور السورية نور الجابري التي تقدّم المحتوى الخاص بالتصميم الداخلي وتمارسه عملياً من خلال شركاتها في الإمارات العربية المتحدة والتي قدمت خدماتها لعدد كبير من النجوم والمشاهير، من بعد تجارب إعلامية في قناتي "سكاي نيوز" و"إم بي سي" حيث قدّمت فقرات وبرامج خاصة بالديكور. تتحدّث الجابري لـ"النهار" عن مسيرتها التي تجمع بين الدراسة الأكاديمية والتطبيق المهني من جهة، والحضور البارز على الـ"سوشيال ميديا"، حيث يتابعها أكثر من مليون متابع على تطبيق "إنستغرام"، إضافة إلى أبرز النصائح والصيحات في هذا الإطار.‎ أول "ديكوريستا" عربية "لم يكن الأمر وليد لحظة واحدة، بل تراكم مواقف انتقلت بي من ألعاب الفيديو خاصة بالديكور في طفولتي، إلى تخصصي الجامعي، ولاحقاً الدراسات العليا في إيطاليا، قبل الوظيفة التي شعرت بقيودها، ما دفعني إلى العمل الحر حيث حققت نجاحاً وأثبتت اسمي في المجال". وهكذا ظهرت الجابري على أبرز الشاشات العربية مشاركة خبراتها، ولاحقاً دمجتها مع عالم الـ"سوشيال ميديا" كأول "ديكوريستا". تضيف لـ"النهار": "حين فكرت في الأمر، كنت أريد تشجيع الناس على الاهتمام بشؤون الديكور، بسبب شغفي به. ويبدو أن الأمر نجح، إذ بات لدينا الأن الكثير من الديكوريستات". تؤكد أن المحتوى الذي تقدمه مميز من غيره، إذ تنطلق هي مما يُقال إن "البيت هو حيث يكون القلب"، لذا ينبغي أن يكون المنزل ملاذاً يسترخي فيه الإنسان بعد يوم طويل، ويمنحه ما يحب، فهو عالمه الخاص أو دائرته الأولى. تقول: "لا يمكن الحديث عن الديكور قبل فهم هذه النقطة، فالتصميم في النهاية هو تشكيل هذه الدائرة من خلال اختيار الألوان والقوام والإضاءة والديكور والأثاث والطابع والنمط وقرارات أخرى، كلها تنطلق من الأسلوب الشخصي الذي يلّبي تطلعات صاحبه، قبل كل شيء". لذا يرتكز ما تقدمه الجابري على ربط الأسلوب الشخصي بمعايير الديكور. وتضيف: "يرى المتابعون حرصي وتواجدي الدائم في أبرز المعارض والشركات العالمية، ما يعني تعرفهم من خلالي على أحدث الابتكارات وأفضل النوعيات، فيتبعون نصائحي". لكل فرد ديكوره من أهم نصائحها أن يحرص الإنسان على أن يلبي الديكور ذوقهم بغض النظر عن الموضة السائدة، أي أن يحقق طابعه الشخصي أولاً. تقول: "الانطلاق دائماً في كل غرفة أو جزء من نقطة محورية تنال إعجابه الكامل والبناء حولها في الأثاث، يمكن أن تكون أريكة لغرفة المعيشة، أو سريراً كبيراً لغرفة النوم، أو قطعة فنية، أو قطعة أثاث مميزة، أو حتى جداراً بتصميم فريد. ضروري التفكير في الإضاءة، والعمل على تعدد مصادرها وتوزيعها بطبقات مدروسة. وهناك أيضاً الكثير من النصائح العملية الصغيرة، كعدم شراء كل شيء دفعة واحدة، والتأسيس على قاعدة ألوان محايدة، ثم دمج الألوان لاحقاً". الديكور والنجوم وتطرقت الجابري إلى عالم النجوم الذي استفادوا من خبرتها، فتقول إن الفنان عابد فهد، مثلاً، "يهتم كثيراً بالهدوء والراحة، ويحب أن يجعل من كل ركن في منزله مكاناً صالحاً للقراءة، وأعجبني أن رأي زوجته الإعلامية زينة يازجي كان مهماً جداً بالنسبة إليه، أحببت حرصه على احترام ذوقها في كل قرار. ولفتني لدى زين كرزون حبها للألوان، والشعور بالطاقة والحيوية في التصاميم، وكان العمل معها تحدياً فعلياً. من جهتها، تحب نينا علي، نجمة The Real Housewives of Dubai، الهدوء والسلام جداً، لدرجة أنها أرادت إدخال كل ألوان الباستيل في بيتها، وهو أبيض. وتميّزت الإعلامية جويل ماردينيان بالجرأة في كل جزء من ديكور منزلها، اعتمدت مثلاً لوحات عالمية طبيعية، تشبه شخصيتها المحبوبة، من دون أي تصنع أو تكلف". ليس بالترتيب وحده عن أبرز صيحات الديكور حالياً، تقول إن الأمر لم يعد يقتصر على تصميم المطبخ أو غرفة النوم، "بل على الدخول إلى عالم تصميم الخزائن الخاصة بهاتين الغرفتين الأساسيتين، بتنسيق المساحات وتنظيمها، بتوجه قوي نحو البساطة الذكية واللمسات الشخصية، من خلال حلول تخزين مبتكرة وخفية، والتنظيم بعناصر ديكوريّة بإضافة لمسات جمالية مثل العلب الشفافة، أو تنسيق الألوان داخل الأدراج والخزائن، مع اعتماد نظام الكبسولة في الملابس، وهو مفهوم تقليل عدد القطع والتركيز على اختيارات ذكية سهلة التنسيق، من دون اغفال استخدام مواد مستدامة وصديقة للبيئة. ودعني أكشف أنني أعمل على مفهوم جديد اسمه TidyThing، يقوم على فارق أساس بين سلبية الترتيب وحده وإيجابية التنظيم الجميل". وتختم: "الترتيب وحده لا يؤمن الجمال البصري وراحة العين، فالغرض الأساس منه هو تحقيق راحة نفسية حقيقة، وليس صفّ الأشياء. يجب الوصول إلى تأمين طاقة إيجابية وبيئة صحية ومريحة. وأنا أودّ أن يجرب الجميع هذا المفهوم كأسلوب حياة يزيد من الراحة المنزلية على كلّ الصعد".

ما الذي يفتح شهية المنصات لدراما المراهقين؟
ما الذي يفتح شهية المنصات لدراما المراهقين؟

Independent عربية

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • Independent عربية

ما الذي يفتح شهية المنصات لدراما المراهقين؟

أكثر من 1.2 مليار صبي في سن المراهقة يكتشفون الحياة في مختلف أنحاء العالم وفق إحصاءات الـ"يونيسيف"، إذ يتوزعون ما بين جيلي "زد" و"ألفا"، يسبحون في تيار من الفوضى التكنولوجية، ممسكين بهواتفهم المحمولة وعيونهم معلقة على الشاشات البراقة، إنهم محظوظون جداً ومرتبكون تماماً، فإضافة إلى الأسباب الفسيولوجية المعروفة، يتعرضون لشتى أنواع التجارب في وقت قياسي، وكثير منها لم يختبرها ذووهم من قبل أو في الأقل لم تكن بهذا الزخم. ربما كل هذه الأمور وأكثر هي التي جعلت رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يستقبل صناع المسلسل الإنجليزي الأكثر جدلاً على مدى الأسابيع الماضية "مراهق العائلة" (Adolescence) ويجري معهم محادثات معمقة ويشيد بعملهم الذي دار في أربع حلقات فحسب، بينما خلف جدلاً عالمياً، إذ حظي المسلسل بأكثر من 66 مليون مشاهدة في أقل من أسبوعين بحسب الأرقام التي كشفت عنها "نتفليكس". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تبدو تلك المنصة وكأنها تحمل على رأسها قضايا المراهقين في الكرة الأرضية، إذ إن مسلسل "13 سبباً لماذا" (13 Reasons Why) الذي بثته المنصة في ربيع 2017 حصل على إشادات نقدية ونجاح مدوٍّ أسهم في ترسيخ اسمها بمجال الإنتاجات الأصلية، بخاصة أن موسمه الأول استعرض بجرأة حياة المراهقين في المدارس الثانوية الأميركية، وكيف قادهم التنمر إلى تدمير مستقبلهم وإنهاء حياة زميلتهم المحبوبة، التي خاضت صراعاً متعدد الجوانب لتقرر إزهاق روحها بعد الضغوط الهائلة التي تعرضت لها من قبل أصدقاء وزملاء يتمتعون بطاقة كبيرة للتخريب والتجريب في كل شيء بما فيه الاغتصاب وتعاطي المخدرات والتمادي في إيذاء من حولهم نفسياً وبدنياً. وعلى رغم أن الأعمال الفنية التي تتناول حياة المراهقين شائعة في الإنتاجات العالمية منذ عقود، يبدو أن لمراهقي جيلي "زد" و"ألفا" وضعاً خاصاً، إذ وجدت المنصات ضالتها في هذه الفئة، فأصبحت جمهوراً أساساً ومستهدفاً، وقصصهم وقضاياهم حاضرة بقوة وبشكل مستمر ولها الأولوية في إنتاجات هذه المؤسسات. مدارس الكراهية "ستبقى أعزب مدى الحياة"... جملة محورية غيرت حياة أبطال المسلسل البريطاني "مراهق العائلة"، فالطالب المتفوق جيمي ميلر الذي لم يتجاوز الـ13 سنة، لم يتحمل سخرية زميلته منه، التي لم تترك وسيلة لتخبره بها كم هو ضئيل إلا وفعلتها، همساً وصراحة ووجهاً لوجه وعبر تعليقات علنية بمواقع الـ"سوشيال ميديا"، ليكتشف الأهل والشرطة والمعلمون ومعهم المشاهدون الشفرات التي يتعامل بها أبناء هذا الجيل مع بعضهم بعضاً، وكيف يفسرون نظرية الـ20 في المئة، حين وجد جيمي نفسه ضحية هذه النظرية وفق ما أقنعه به زملاؤه، وبخاصة الفتيات منهم، بأنه يندرج تحت قائمة الـ80 في المئة من الرجال الذين لا يجدون فتاة تعجب بهم، بينما الفتيات ينجذبن فقط لـ20 في المئة من الرجال ممن يجدنهم مميزين، والنسبة الباقية يبقون وحيدين، فالعمل يستعرض الخطابات المعادية للنساء والذكور على السواء، وهو خط درامي قلما تُنوول فنياً في عمل واحد. هذه التأثيرات السلبية والنقاشات السامة التي تدور في أروقة المدارس التي تبدو نموذجية من الخارج بينما هي في الحقيقة بيئة للعنف والتنمر والإهمال وتربية العقد النفسية، فندها العمل الذي يبدأ بالقبض على التلميذ المذعور، الذي بلل نفسه خوفاً من الشرطة، بتهمة قتل زميلته بعد شجار حاد معها، بينما أسرته ترفض التصديق، وبعد أن يقنعهم ببراءته تكشف الكاميرات والتسجيلات والتحقيقات أنه مذنب. والسيناريو لا يبرر أبداً للقاتل فعلته كونه وقع تحت ضغط السخرية المقيتة في مرحلة عمرية شديدة الحساسية، ولكنه يجد الموقف مدخلاً للاقتراب أكثر من نفسيات هؤلاء الشباب من دون أن يضع تعريفاً فاصلاً وحاسماً للشخصيات، فكل منهم لديه أكثر من وجه، بمن فيهم محقق الشرطة المخلص لعمله بشدة، بينما لا يعلم شيئاً عما يعانيه ابنه الذي يتعرض للإذلال بين أروقة المدرسة، وهي نقطة أيضاً تلامست مع كثير من العائلات التي تغفل عن أبنائها لا سيما الصامتين الذين يواجهون معضلات في التعبير عن أنفسهم. الأخطار التي تحيق بهذا الجيل جعلت رئيس الوزراء البريطاني يدعو إلى عرض العمل على طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية في البلاد، مثلما حرص هو على متابعته مع ابنيه المراهقين، بينما قال تعليقاً عليه "التحدث بصراحة عن التغييرات في طريقة تواصل المراهقين، وكذلك المحتوى الذي يتعرضون له ومعرفة المحادثات التي يجرونها مع بعضهم بعضاً لهو أمر ضروري لضمان مساعدتهم والتعامل مع التأثيرات السلبية المحيطة بهم"، فيما تجري حالياً مفاوضات حول تنفيذ المنصة لموسم ثان من العمل الذي تحول إلى ظاهرة. وإذا كان هذا المسلسل القصير قد اعتلى قمة الجدل والشهرة بأربع حلقات فحسب، فإن مسلسل "13 سبباً لماذا"، الذي قدمته "نتفليكس" أيضاً قبل نحو ثمانية أعوام قد جُدد ثلاثة مواسم، نظراً إلى تعقيد القضايا التي تناولها، لا سيما في تركيزه على انتحار الشابة هانا بيكر التي تعرضت للاغتصاب والتنمر من قبل زملائها وتركت وراءها 13 شريطاً تكشف فيها قصتها الحزينة، وتسلط الضوء على تأثيرات السلوك السيئ الذي تعرضت له على صحتها العقلية، حين واجهت إشاعات وحملة تشويه لكرامتها، وعلى رغم محاولتها المتكررة الحصول على المساعدة من قبل المتخصص النفسي في مدرستها الأميركية التي ضرب بها المثل في عدم الانضباط، فإنها استسلمت في النهاية بعدما تكالب عليها بعض زملائها، إضافة إلى ظروفها العائلية، وقد شكل العمل منعطفاً مهماً في دراما المراهقين في العصر الحديث، واتخذ جانباً توعوياً في حملته الدعائية، بعدما ظهر عدد من المشاهير الذين يشيدون به، ويعلنون بشكل متواتر عن منصات الدعم النفسي لكل من يعاني في صمت، وكذلك تضمنت حلقاته توعية مباشرة في هذا الصدد، فيما غير عديد من المدارس الأميركية قواعده إثر عرض المسلسل لضمان حماية أكبر للطلبة، إضافة إلى إنشاء موقع إلكتروني متعلق بالمسلسل يهدف إلى مساعدة ضحايا التصرفات السامة، والطلاب الذين يواجهون مصاعب نفسية. فوضى تكنولوجية بعد النجاح الساحق تعددت إنتاجات "نتفليكس" التي تعكس حياة المراهقين في هذا العصر، وكيف تتحول التكنولوجيا في أيديهم في بعض الأوقات إلى وسيلة إجرامية، ولم يتوقف الأمر عند القصص الأميركية أو البريطانية فحسب، إذ شكلت الدراما الإسبانية "النخبة" (Elite)، مسرحاً لأحداث مروعة أبطالها طلاب متنوعو الطبقات في مدرسة ثانوية فارهة يسكنها أبناء الصفوة الذين يجدون أنفسهم يجاورون في المقاعد أبناء الطبقة الأشد فقراً في البلاد ممن حصلوا على منحة تعليمية، ومن خلال قصص حب معقدة وعلاقات غير متكافئة، امتزجت جرائم القتل بالتنمر والحقد الطبقي والعنصرية أيضاً، فالمشاعر الجياشة سواء كانت سلبية أو إيجابية حينما تترافق مع مشكلات عائلية، مع وجود دور رئيس للتكنولوجيا التي تسهل التجسس ونشر المقاطع المسربة، تتحول إلى جحيم، كذلك عرضت المنصة العام الماضي المسلسل الأسترالي "Heartbreak High"، الذي تناول تفشي رسائل الكراهية بين طلاب المدارس واعتياد السلوك المستهزئ بالآخرين. "نتفليكس" أيضاً قدمت المسلسل الأردني "مدرسة الروابي للبنات" على مدى موسمين، إذ اقترب من حياة الطالبات العربيات في هذه المرحلة الحرجة، وكيف تبتكر المتنمرات منهن طرقاً إبداعية في القسوة، والمسلسل الذي تُرجم إلى تسع لغات لم يجعل البنات اللاتي تعرضن للظلم يقفن مكتوفات الأيدي، إذ يضعن خططاً للانتقام، وتغرق البطلات الصغيرات اللاتي لا يزلن يتعلمن الحياة في دائرة من القلق والعذاب والرعب، ويستعرض العمل قضايا اجتماعية في غاية الأهمية. دخلت منصة HBO سباق دراما المراهقين في العصر الحديث بمسلسل حصد قائمة طويلة من الجوائز بينها "غولدن غلوب" و"إيمي"، هو" نشوة" (Euphoria)، 2019، إذ غاص في قضايا عائلية ومجتمعية من خلال قصة قاتمة محورها طلاب إحدى المدارس الثانوية الأميركية، وقد عرض المسلسل على جزأين مسلطاً الضوء على تعقيدات العلاقات في العصر الرقمي، وكيف تؤدي التكنولوجيا دورها في تحريك الأحداث وأيضاً تحريك المشاعر لا سيما السلبية، إذ يوصف المسلسل كدراما نفسية عميقة استعرضت حيرة وارتباك المراهقين الذين يواجهون أزمات التنمر والتلاعب وإطلاق الأحكام والعنف وأيضاً الهوية الجنسية، وهي مشكلات باتت عنواناً عريضاً للشباب الصغير في الأعوام الأخيرة، لا سيما في المجتمعات الأكثر انفتاحاً. هاجس دراما المراهقين يسيطر بشكل خاص على منصات البث الرقمي، نظراً إلى عدم اعتيادية مشكلاتهم في ظل هذه الظروف التكنولوجية التي تبدو فوضوية، ولأن كثيراً منها تواجهه العائلات للمرة الأولى، فليس الأمر متعلقاً بمجرد تقلبات فسيولوجية أو نفسية أو عصبية معتادة، ولكن يضاف إلى كل هذا متغيرات الثورة الرقمية غير المسبوقة، فقد قدمت بعض تلك الأعمال وكأنها تعين العائلات والمعلمين والمراهقين أنفسهم على فهم ذواتهم بشكل جيد كذلك تفتح أمامهم طرقاً للمساعدة الفعلية على أرض الواقع، من خلال الملفات الجريئة التي تستعرضها، وبينها التنمر الإلكتروني، لذا تصبح الأجهزة الذكية وسيلة درامية أساسية في هذه الأعمال وبينها " الفتيات الكبيرات لا يبكين" (Big Girls Don't Cry)، الذي عرض العام الماضي عبر "أمازون برايم"، ودارت قصته حول تحديات المراهقة بين نزيلات إحدى المدارس الداخلية، وبينما يعتقدن أنهن يستعملن التكنولوجيا في التواصل، لكنها تعينهن على النفور وعلى تدمير حياة بعضهن بعضاً، مع موجة صارخة من المواجهات مع المسؤولين بالمدرسة. هرباً من التنمر حتى الخيال العلمي أصبح وسيلة للهرب من المتنمرين في المدارس، وذلك من خلال قصة مسلسل "أنا" (Me)، الذي بثته منصة "أبل" العام الماضي، حين ينتقل البطل البالغ من العمر 12 سنة إلى مدرسة جديدة، ومن ثم فهو صيد ثمين لمجموعة المتنمرين والمبتزين من زملاء الدراسة، ولكن ينقذه اكتشاف مدهش حين يجد أن لديه قدرات خارقة على تحويل مظهره تماماً، لذا لم يعد في حاجة إلى التأقلم على الوضع المزري الذي كان عالقاً به، فيهرب من واقعه بهذه الطريقة، وكأن امتلاك هذه القدرات هو الوسيلة الوحيدة للنجاة في هذه المرحلة. الخيال العلمي أيضاً هو الطريقة التي هربت بها مراهقتا مسلسل "خزانة ديفي وجونيزي" (Davey & Jonesie's Locker)، الذي عرض الربيع الماضي على منصة "هولو"، فلم تتمكنا أبداً من التأقلم مع طلاب المدرسة الثانوية الذين نغصوا عليهما حياتيهما، إلى أن تكتشف المراهقتان أن لديهما خزانة سحرية تنفذان منها إلى عالم مليء بالمغامرات التي تنقلهما من الواقع السيئ في المدرسة.

"جيدة جدًا"... تفاصيل أول محادثة بين ترامب وزيلينسكي بعد المشادة
"جيدة جدًا"... تفاصيل أول محادثة بين ترامب وزيلينسكي بعد المشادة

ليبانون ديبايت

time١٩-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ليبانون ديبايت

"جيدة جدًا"... تفاصيل أول محادثة بين ترامب وزيلينسكي بعد المشادة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أجرى مكالمة هاتفية "جيدة جدًا" مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، استمرت لنحو ساعة. وتعد هذه المحادثة الأولى بين رئيسي البلدين بعد المشاداة التاريخية التي دارت بينهما في البيت الأبيض. وتركزت المكالمة، وفق ما أوضحه ترامب على منصته "سوشيال ميديا"، على نتائج مكالمته السابقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن جهود وقف الحرب في أوكرانيا. وأوضح ترامب أن المناقشات كانت تهدف إلى تنسيق المواقف بين موسكو وكييف فيما يتعلق باحتياجاتهما ومتطلباتهما. وأضاف ترامب أن وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز سيقدمان بيانًا رسميًا يتضمن تفاصيل النقاط التي تم بحثها خلال الاتصال، وسيتم نشره قريبًا. وفي وقت لاحق، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز أنه أجرى محادثات مع مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف بشأن الجهود الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وأوضح أن الجانبين اتفقا على عقد اجتماع بين "الفرق الفنية" الأميركية والروسية في الرياض خلال الأيام المقبلة، بهدف التركيز على تنفيذ وتوسيع الهدنة الجزئية التي نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في "تأمينها من روسيا". جاء ذلك بعد إعلان البيت الأبيض في بيان الثلاثاء أن الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين تحدثا خلال اتصال هاتفي عن ضرورة السلام ووقف إطلاق النار في حرب أوكرانيا. يأتي هذا التطور بعد أيام من مباحثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين في السعودية، والتي أسفرت عن موافقة أوكرانيا على مقترح هدنة تدوم 30 يومًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store