أحدث الأخبار مع #سيدقطب


بوابة ماسبيرو
منذ 4 ساعات
- سياسة
- بوابة ماسبيرو
سيد قطب.. صاحب نظرية «كلّ المسلمين كُفّار» ما عدا أعضاء «جماعة البنّا»
شخصيات لها تاريخ «64» انتهت حياة "سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلى"، فى غرفة الإعدام فى أحد السجون بالقاهرة صباح يوم 29 أغسطس 1966، وبعدها بدقائق، منحه أعضاء "جماعة البنا" لقب "الشهيد"، مثلما منحوا مرشدهم المقتول فى فبراير 1949 لقب "الإمام الشهيد" والمشترك بين "الشهيد " و"الإمام الشهيد" هــو "الكذب"، فالمفكر ـ الشهيد ـ قال فى كذبة مشهورة فسّر بها دخوله "جماعة الإخوان" إنه فى فترة ابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كان مريضاً بمرض أرقده على سرير مستشفى أمريكى، ورأى فى يوم 13فبراير 1949، ألوان الزينة ومظاهر البهجة على وجوه العاملين بالمستشفى، فسأل ـ الممرض الأمريكى ـ عن اسم العيد الذى يُحتفل به، فقال له الممرض وهو مبتسم، ما معناه أن هذا الفرح والابتهاج بسبب مقتل أكبر عدوً لأمريكا فى الشرق، اسمه "حسن البنا" وبعدها غرق ـ قطب ـ فى تفكير عميق وقال لنفسه إن الرجل الذى يعاديه الأمريكيون وغيرهم هذا العداء، من المؤكد أنه على حق.. وتحولت "الكذبة" إلى درس من دروس المنهج الإخوانى، وصدقه السّذج من أعضاء الجماعة.. هنا نحاول قراءة سيرة "سيد قطب" فيلسوف التكفير فى تاريخنا المعاصر.. فى كل مرة أكتب فيها عن "سيد قطب" ـ فيلسوف التكفير والناقد والشاعر والروائى متوسط القيمة والإرهابى الذى تزعم تنظيماً خطط لتدمير القناطر الخيرية ومحطات الكهرباء والكبارى فى العام 1965، أتذكر ـ على الفورـ بلدياته المجرم المشهور "محمد عبد العال" زوج "سكينة " وعضو تنظيم "ريا وسكينة" الذى تخصص فى قتل السيدات فى العامين 1920 و 1921 والمجرم الأمى الفقير "محمد عبد العال " والمجرم المتعلم المفكر الإسلامى الماسونى "الملحد" "سيد قطب" من نفس القرية "موشاـ أسيوط" وفى حياتيهما ارتباك وريبة وكذب وشك وجرائم قتل، رغم أن "عبد العال" ينتمى لفقراء "موشا" و"قطب" ينتمى للنخبة القادرة على متابعة الأحداث السياسية وإرسال أولادها للمــدارس، وقراءة الصحف وشراء "اللحم" كــل أسبوع، الفــارق الــوحيد بين "الـمجرم التقليدى" ـ محمد عبد العال ـ والمجرم الفلسفى "سيد قطب" فى الأصل العرقى، فالأول "عربى قبطى" والثانى من "الهند"، وربما هذا الانتماء العرقى هو ما جعله معجباً بفكر "أبو الأعلى المودودى" الذى كتب كتابه "المصطلحات الأربعة" وهو المرجع الذى أقام ـ قطب ـ عليه نظرية " الحاكمية فى الإسلام" وهى "لله" وليس للبشر، فالحكم لله، فى مجتمع "المسلمين" المنتظر، المختفى فى عالم الغيب، بعد أن فسد كل المسلمين فى العصر الراهن وكفروا، وأصبح على "جماعة المسلمين" التى نذرت نفسها لاستعادة الإسلام، أن تقوم بتعبيد الناس لرب العالمين، والدعوة من جديد إلى الإسلام، بذات الطريقة التى اتبعها النبى محمد ـ صل الله عليه وسلم ـ والصحابة فى بدايات نزول الوحى والدعوة إلى التوحيد وكافة أركان عقيدة الإسلام. ورغم أن الكلام الذى قاله "أبو الأعلى المودودى" مناسب لظرف الباكستان والهند وشرق آسيا، ومنتج فى ظل صراع بين المسلمين والهندوس والطوائف الأخرى، إلا أن "سيد قطب" سطا على نظرية ـ المودودى ـ وبنى عليها نظريته وأودعها كتابه "معالم فى الطريق" وقبله كان كتابه "التصوير الفنى فى القرآن" وقبل الكتابين كان "الإلحاد" والعيش خارج عباءة الأديان السماوية، والدعوة إلى العرى، نعم.. العرىّ، حسب الفكرة التى انتشرت فى بعض دول أوربا فى سنوات الأزمة المالية العالمية، والحرب العالمية الثانية، وكان ـ سيد قطب ـ نفسه واحداً من دعاة "الماسونية" وكتب مقاله المشهور الذى يصف فيه هذا المذهب والأسباب التى دعته لاعتناقه، بل إنه وجد فيه "الخلاص" للبشرية جمعاء! إذن، لفهم هذا الرجل وفهم شخصيته وأفكاره، لا بد من العودة إلى الطب النفسى، وليس العلوم الاجتماعية، فى الطب النفسى إجابة علمية تفسر "لغز سيد قطب"، ملخصها أنه كان شخصية "نرجسية" وهذا نابع من تربية خاطئة تلقاها من "الأم" فى قرية "موشا" وهذه الأم نفسها "نرجسية " لأنها من عائلة غنية، تزوجها "قطب إبراهيم" وعاشت متميزة بما تملكه من مكانة أدبية لعائلتها، وهذا الشعور انتقل للولد "سيد" الذى تلقى "التدليل" المبالغ فيه، ربما لأنه كان ضعيف البنية الجسدية، وربما لأنه "الطفل الذهبى" الذى راهنت عليه الأم وجعلته محل تقديرها واهتمامها، فأصبح يرى العالم الخارجى بعين "ذاته" التى بالغ فى تقديرها، واعتبر العالم الخارجى، مطالباً بتقدير هذه الذات ومنحها الامتياز والتبجيل، وفى تاريخه العائلى ما يؤكد هذا التحليل، فهو كان رافضاً اللحاق بالمكتب القروى الذى يشرف عليه فقيه وعريف يعلمان الأطفال القراءة والكتابة ويحفظانهم القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، أو ورش عن نافع، وبعد اليوم الأول، رفض ـ سيد قطب ـ الذهاب إلى المكتب لأنه "قذر" فاستجابت الأم لرغبته، وبقى فى البيت وأُلحق بالمدرسة الأولية، وفى الفترة ذاتها حفظ القرآن الكريم، وأُرسل فى العام 1921 إلى "القاهرة" وأقام فى القاهرة ـ فى بيت خاله الأزهرى المعلم الذى يكتب فى الصحف واسمه أحمد الموشىّ نسبة إلى قريته "موشا" وحصل ـ سيد قطب - على شهادات "كفاءة التعليم الأوّلى" و"تجهيزية دار العلوم" و"ليسانس دار العلوم"، وكان يعمل فى مدارس وزارة المعارف ويعمل فى الصحف فى وظيفة "مدقق" أو "مصحح لغة"، وهنا نتوقف عند محطة مهمة، هى محطة ـ دكتور محمد حافظ دياب ـ رحمه الله، فهو من أوائل من درسوا خطاب وفكر "سيد قطب"، وخصص له كتاباً حمل عنوان "سيد قطب.. الخطاب والأيديولوجيا" يقول فيه تفاصيل الظرف الاجتماعى والاقتصادى الذى تشكل فيه وعى "سيد قطب" فى الصعيد ثم القاهرة: ـ خلال الحرب العالمية الأولى التى بدأت فى العام 1914 هاجمت "أسراب الجراد" ريف "أسيوط" وأتت على جانب كبير من المحصولات الزراعية، وهاجمت "دودة القطن" مزارع القطن، وقامت السلطات العسكرية البريطانية بمصادرة أقوات الناس، وأعلنت الأحكام العرفية، وحين اندلعت ثورة 1919، زحف فلاحو "أسيوط" ـ البؤساءـ زحف الأُسود الكاسرة على مستودعات الذخيرة المحلية، وعلى سلاح البوليس، فتخطفوه وتكون فى لمح البصر "جيش الثورة" من "الجلاليب"، وحاول الفلاحون الثائرون الاستيلاء على ممتلكات "محمود سليمان باشا"، وأقيمت جمهورية مؤقتة فى "المنيا" مما دفع السلطات البريطانية إلى إرسال طائرتين عسكريتين لمهاجمة جموع المتظاهرين، وفى الوقت ذاته كان "سيد قطب" يكتب الشعر ويلقيه على مسامع أنصار الثورة فى قرية "موشا"، وفى العام 1921 سافر "سيد" إلى القاهرة ليكمل تعليمه فى مدرسة عبدالعزيز الأولية، وحصل على شهادة الكفاءة"، وبعد تخرجه فى دار العلوم عمل مدرساً فى "دمياط" و"بنى سويف"، وفى العام 1936 عمل فى مدرسة حلوان الابتدائية واشترى بيتاً وأقام فى المدينة ذاتها. الخطاب القطبى قبل أن تعرف العقول العربية مصطلح "الخطاب القطبى"، وهو خطاب دموىّ، يكفِّر كل من هم خارج "جماعة المسلمين" أو "الإخوان المسلمين"، كانت هناك رحلة خاضها "سيد قطب" تمثلت فى البحث عن "الإمداد النرجسى" الذى يقتات عليه كل "نرجسى"، وهذا الإمداد هو "الجماهير" وهو "التصفيق" وهو " الشهرة " وهو "التحكم والسيطرة"، وكانت رحلته فى ظل حقبة "الملكية الدستورية" متمثلة فى الانضمام لحزب الوفد، ثم الانضمام إلى "الهيئة السعدية" ثم الخروج منها ـ وهى حزب انشق عن الوفد ورئيس الهيئة هو دكتور أحمد ماهر ومن بعده النقراشى، وترك هذا كله وخاض مرحلة "الإلحاد" و" الماسونية" وحاول انتزاع اعتراف من النخبة المثقفة بمكانته النقدية والفكرية، وهنا يقول دكتور محمد حافظ دياب: ـ ليس أدَلُّ على آثار هذه المرحلة من مقال نشره فى "الأهرام" بتاريخ 17 مايو 1934، دعا فيه دعوة صريحة إلى العُرىّ التام وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، وهى بدعة كانت منتشرة فى بعض بلاد أوروبا، وعمل سيد قطب فى وزارة المعارف وأصبح مفتشاً بالتعليم الإبتدائى فى العام 1944 ثم عمل فى إدارة الثقافة العامة التى كان يرأسها "أحمد أمين" وأصدر كتابين نقديين "كتب وشخصيات، النقد الأدبى ـ أصوله ومناهجه" وخاض معارك أدبية ونقدية ضد: محمد مندور، درّينى خشبة، سعيد العريان، صلاح ذهنى، وضعفت علاقته وفترت مع "العقاد" وثار بينهما جدل على صفحات "البلاغ" الأسبوعى، وكان الخلاف حول مقدمة ديوان للعقاد عنوانه "أعاصير مغرب" ـ نشره العقاد فى العشرينيات من القرن العشرين ـ و زادت ثورة العقاد ـ ضد قطب ـ عندما أصدر كتابه "التصوير الفنى فى القرآن" فى العام 1945 وموضوع الكتاب، كان العقاد يرى نفسه الوحيد الذى يفهم أبعاده ولا يصح أن يباريه أحد فيه، ثم كتب ـ كتابه "العدالة الاجتماعية فى الإسلام"، ومع نهاية العام 1948 سافر إلى الولايات المتحدة فى بعثة تدريبية حول التربية وأصول المناهج، والملفت فى هذه البعثة أنها جاءت "فجأة" و"شخصية"، فلم يُعلَن عنها حتى يتقدم لها من يرى نفسه مهيئاً لها، وواضح أن سفر "سيد قطب" إلى الولايات المتحدة كان وليد تخطيط أمريكى خفى بعيد عن "سيد قطب" نفسه. جماعة البنّا يعرف المؤرخون والمهتمون بجماعات الإسلام السياسى أن "سيد قطب" أصبح باعث الروح الدموية التى كانت فى "الجهاز السرى" لجماعات الإخوان، وأصبح فيلسوف التيار الدموى، لكنه عاش قبل هذا التوغل فى الفكر "الجهادى " أو الإرهابى، كان مقرباً من الضباط الأحرار الذين أنجزوا ثورة 23 يوليو 1952 وهو أول من نصّب نفسه واحداً من فلاسفتها ومفكريها، وجلس معهم وأصبح له صوته المسموع داخل مجلس قيادة الثورة، ثم حرمه "عبد الناصر" من تحقيق حلم حياته، وهو الجلوس على كرسى وزارة المعارف، وهو الحلم القديم الذى راوده كثيراً وشغل قلبه وعقله، لكن موت هذا الحلم على يد "عبد الناصر" رئيس الوزراء فى الجمهورية، بعد القضاء على النظام الملكى وطرد الملك فاروق، ولأن " ذات " سيد قطب النرجسية، أهينت، وتعرضت لجرح كبير، كان رد الفعل كبيرا ومسرفاً فى العداوة تجله عبد الناصر الذى ـ قتل الحلم وأهان "الذات" المتضخمة المريضة المتوجسة القلقة المذعورة من المحيط الاجتماعى، وحدث أن تعرض "جمال عبد الناصر" لمحاولة اغتيال على أيدى "الجهاز السرى" لجماعة الإخوان، فى 26 أكتوبر 1954، وتم القبض على "سيد قطب" وحوكم بعقوبة السجن، وقضى فى سجنه عشرة أعوام، وخلال هذه الفترة أنجز كل ما شفى غليله من "عبد الناصر" والثورة وكل من لم يمنحه "القداسة" وكانت نظريته "تكفير المسلمين"، ومنح "جماعة المسلمين" حق الوصاية على كل الكفار، وحق قتلهم باعتبار مصر دار الحرب، وخرج سيد قطب بالعفو الصحى، ولكنه مكث عاماً واحداً، صاغ فيه تنظيمه السرى، ووضع خطة الانقلاب على "الثورة" وسقط التنظيم فى قبضة الأمن فى العام 1965، وهنا يرسم ـ حلمى النمنم ـ فى كتابه "سيد قطب وثورة يوليو ـ ميريت 1999" صورة للفلسفة التى صاغها ـ قطب ـ بعد خروجه من السجن: ـ عاد سيد قطب إلى الحياة العامة بأفكار وآراء جديدة، وتقوم على أمرين أساسيين، الأول أن تبدأ الحركة من القاعدة وليس من القمة، وذلك يكون عبر إحياء مدلول العقيدة الإسلامية فى القلوب والعقول، وتربية من يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات، تربية إسلامية والابتعاد عن إضاعة الوقت فى الأحداث السياسية الجارية ومحاولات فرض النظام الإسلامى عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة فى المجتمعات هى الساعية للنظام الإسلامى لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تُحكم به. ومن المهم أن يعرف القارئ أن "سيد قطب" حرض الثورة على إعدام العاملين "خميس والبقرى"، وحرض على أم كلثوم وطلب مصادرة أغانيها ومنعها من الغناء لأنها تنتمى للعصر الملكى البائد، وانتهى شهر العسل بينه وبين ثورة يوليو فى العام 1954، وقضى سنوات السجن وخرج فى العام 1964 وبعد عام قضاه فى الحرية، قبضت أجهزة الأمن على التنظيم السرى الذى كان قائده سيد قطب، وهو الذى كتب فى العام 1954 إهداء كتابه "العدالة الاجتماعية فى الإسلام" قال فيه: ـ إلى شباب الإخوان، إلى الفتية الذين كنت ألمحهم بعين الخيال قادمين، فوجدتهم فى واقع الحياة قائمين، يجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، مؤمنين فى قرارة نفوسهم أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. قضية 65 قبل التوقف أمام "قضية 65" أو قضية "تنظيم سيد قطب" نقتطف من كتاب ـ حلمى النمنم "سيد قطب وثورة يوليو" هذه السطور: ـ معظم الدارسين والباحثين يتفقون فى أن تجربة السجن، كانت السبب المباشر والمناخ الملائم لظهور أفكاره الأخيرة التى دونها فى المعالم "معالم فى الطريق" وفى الظلال "فى ظلال القرآن"، والتى تصل إلى الحكم القاطع على المجتمع والأمة بأكملها ـ بالجاهلبة ـ التى تفوق جاهلية أهل "مكة" أيام البعثة النبوية، وأن الأمة قد كفرت بالإسلام، حتى وإن كانت تردد الشهادتين، وأنه لم ينج من الجاهلية سوى "سيد قطب" نفسه وجماعته المحدودة، وهو القائل: لا إسلام بلا حكم ولا مسلمين بلا إسلام، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون.. وكانت "قضية 1965" هى الضربة الأمنية للتنظيم المسلح التخريبى الذى آمن بفكر "سيد قطب"، وكانت الخطة التى أعدها التنظيم تقوم على القيام بعمليات على التوازى، أى فى وقت واحد، وهى اغتيال "عبد الناصر" وأركان الحكم "عبد الحكيم عامر وزكريا محيى الدين" وكل المجموعة المحيطة بالرئيس، وتدمير الكبارى وتدمير محطات الكهرباء وتفجير "القناطر الخيرية" بهدف إغراق الدلتا وإحداث الفوضى، وإسقاط النظام السياسى، واعترف "سيد قطب" أمام رجال النيابة العامة بكل هذه الجرائم والعمليات التى كان من المقرر تنفيذها فى مصر، وجرت محاكمة "قطب" ومن معه وقضت المحكمة بإعدام: سيد قطب وعبد الفتاح إسماعيل ومحمد هوّاش. وفى فجر يوم 25 أغسطس 1966 تم تنفيذ حكم الإعدام، وطويت صفحة من تاريخ الصراع بين "الإخوان" والمجتمع، وكتب "نجيب محفوظ" روايته "المرايا" ورسم شخصية "سيد قطب" ومنحها اسم "عبد الوهاب إسماعيل" وكل من قرأ "البورتريه " الخاص بهذه الشخصية أيقن أنه سيد قطب، فهو الناقد الذى كتب عن نجيب محفوظ، قبل أن ينقلب إلى "ناقم" على المجتمع الذى لم يقدر"عظمته" حق قدرها!


لكم
منذ يوم واحد
- ترفيه
- لكم
الجاهلية الرقمية: لو عاش سيد قطب في عصر الميتافيرس
' إن الحياة في ظلال القرآن نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها … نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه. ' – سيد قطب. لكن، ماذا لو امتدت هذه الظلال في زمنٍ لم تعد فيه السماء هي مصدر النور، بل شاشة مضيئة تغمر العيون بألوان الواقع الافتراضي؟ ماذا لو عاش سيد قطب بيننا اليوم، في عصر الميتافيرس، حيث تُصنع العوالم وتُخلق الهويات بكبسة زر، ويُختزل الإنسان إلى كيانٍ رقمي سابح في مدارات الخيال التقني؟ هل كان سيد قطب سيُعيد تعريف الجاهلية في ظل هذا الواقع الجديد؟ وهل كانت 'الحاكمية لله' لتقاوم طغيان الخوارزمية؟ لماذا سيد قطب؟ سؤال قد يخطر ببال القارئ، وهو مشروع. فهل هذا المقال محاولة للدفاع عن الإخوان؟ أو إحياء لأطروحات الإسلام السياسي؟ الجواب ببساطة: لا. ما دفعني إلى استحضار فكر سيد قطب هنا ليس الانتماء الحركي، ولا الاصطفاف السياسي، بل الرغبة في مساءلة أفكاره في ضوء تحولات العصر. قطب كان – أحببناه أم اختلفنا معه – ظاهرة فكرية لا يمكن تجاوزها حين نتحدث عن الجاهلية، الحاكمية، والإنسان المعاصر. لم يكن اختياري له إلا لأنني أراه منجمًا للتأمل في علاقة الإنسان بالقيم والسلطة والمجتمع. لم أستدعِ سيد قطب لأتبناه، بل لأفككه، وأرى كيف كانت عيناه سترى عصر الميتافيرس. هذا النص ليس بيانًا إيديولوجيًا، بل تجربة فكرية تستلهم العقل الناقد لا العقيدة الجامدة. في فكر سيد قطب، الجاهلية ليست مجرد ماضٍ قبليّ، بل هي حالة انفصال عن الله، خضوع الإنسان لقيم بشرية تضع نفسها موضع الإله، سواء تجلّت في سلطة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية. فهل يختلف كثيرًا حال الإنسان اليوم، حين بات يخضع لقيم رقمية تُفرض عليه من وادي السيليكون، وتُبرمج حياته وفق منطق السوق والربح، حتى صار مستهلكًا دائمًا لسلع ليست مادية فقط، بل رمزية: إعجابات، متابعات، هويات وهمية؟ في زمن سيد قطب، كانت الجاهلية ترتدي عباءة 'القانون الوضعي'، واليوم ترتدي ثوب 'الخوارزمية'. الجاهلية الرقمية هي عبودية الإنسان لآلة لا يراها، لكنها تراه وتراقبه وتوجّهه، تحدد رغباته وتتحكم في مسارات وعيه. من صلب مشروع سيد قطب الفكري فكرة الحاكمية، أن يكون الله وحده مصدر القيم والتشريع. لكن، في عالم الميتافيرس، من يحكم؟ من يُملي القيم؟ أليس أصحاب المنصات الرقمية، ومهندسو العوالم الافتراضية، هم الآلهة الجدد لعقول البشر؟ لو عاش سيد قطب هذا التحول، لربما رأى فيه امتدادًا خطيرًا للجاهلية، لكنه أخطر من سابقاتها، لأنها تخدع الإنسان بالحرية بينما تقيده دون أن يشعر. فالمستخدم يظن نفسه فاعلًا، وهو مجرد موضوع تُشكّله معطيات الشبكة. ولعل سيد قطب، صاحب الرؤية القطعية للفصل بين الحق والباطل، كان ليعلن أن 'الميتافيرس' هو فتنة العصر، حيث تضيع الحقيقية بين واقع مصطنع وزيف مستتر خلف بريق التقنية. من أبرز ما كان سيد قطب يدعو إليه هو عودة الإنسان إلى فطرته، إلى صفاء علاقته بخالقه، بعيدًا عن تشويش الجاهلية. فهل يمكن للإنسان أن يعود إلى الفطرة وهو غارق في محيط رقمي، لا يعرف فيه أين تنتهي الذات وأين تبدأ النسخة المصطنعة منها؟ الميتافيرس لا يخلق فقط واقعًا بديلًا، بل يخلق إنسانًا بديلًا، يُفرّغ من أبعاده الروحية، ويُغذّى بأحلام الاستهلاك، بالمتعة الفورية، بالهروب من المعنى. في مثل هذا العالم، قد يرى سيد قطب أننا أمام جاهلية مطلقة، ليس لأنها تنكر الله صراحة، بل لأنها تنسى الله في زحمة الأكواد. لو كان سيد قطب بيننا، لربما دعا إلى جهاد من نوع آخر، جهاد تحرير العقول من سطوة التقنية، من وهم السيطرة على الكون. جهاد يعيد للإنسان كرامته الكونية، بأن يتذكر أنه مخلوق لله، لا مخلوق لخوارزمية. الجاهلية الرقمية ليست مجرد تطور طبيعي للتقنية، بل هي مرحلة نزع الإنسان من إنسانيته، وتذويبه في بحر من الافتراضات اللامحدودة. هي ثورة ناعمة ضد المعنى، ضد الهوية، ضد الغاية. في ظلال الميتافيرس، هل يمكننا أن نستعيد ظل القرآن؟ هل نملك الشجاعة لنقول: لا، لن نسجد إلا لله، ولن نركع لشاشة، ولن نُعيد صياغة ذواتنا إلا على نهج السماء؟ لو عاش سيد قطب بيننا، لما تردد أن يصف هذه المرحلة بأنها الجاهلية الكبرى، لأن الإنسان فيها نسي أنه عبد لله، وظن أنه إله صغير يتحكم في العوالم. لكن في النهاية، ما الإنسان إلا ظل… والظل لا يستقيم إن لم يعرف مصدر انبثاق النور.

يمرس
منذ 2 أيام
- سياسة
- يمرس
الوطن حفنة تراب عفن.. الكفر بالأوطان فى عقيدة تنظيم الإخوان
الكفر بالأوطان فى عقيدة تنظيم الإخوان.. شيوخ الإرهابية يعتبرون الوطن حفنة تراب.. وفتى خيرت الشاطر يقرر أن الوطنية دين يخالف الإسلام.. يسيرون على درب سيد قطب رافعين شعار: نحن إرهابيون.. ومراقبون: أفكارهم بالية الكفر بالأوطان في عقيدة تنظيم الإخوان *- شبوة برس - كامل كامل ما أنتجه سيد قطب مُنظر الإخوان بالأمس ، يعيد انتاجه اليوم جماعة الإخوان الإرهابية وعلى رأسهم الهارب أحمد المغير ، الشهير بفتى خيرت الشاطر، نفس الفكر المتطرف، ونفس الكلام عن فكرة الوطن الذي يعتبرونه عبارة عن "حفنة من التراب العفن" نفس النظرة للشعوب والأوطان. بالأمس وصف سيد قطب، الوطن قائلا " ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن" واليوم يؤكد فتى خيرت الشاطر ، نائب مرشد الإخوان، بزعم أن الوطنية دين يخالف الدين الإسلامى، مسترجعا بذلك أفكار كبيرهم "قطب". ولم تتوقف مزاعم "المغير" عن وصف الوطنية بدين يخالف الدين الإسلامى، بل واصل مزاعم تعبر عن فكر الإخوان إزاء الأوطان، إذ قال إن المسلم مؤمن بالله كخالق واله وحاكم ومدبر لهذا الكون ، اله واحد لا شريك له ولا صاحبة ولا ولد ، مؤمن بأن محمد بن عبد الله، هو رسول الله اوحى اليه القرآن وختم به الرسالات ، والله فقط من يستحق أن يموت من أجله ولإقامة دينه وتحكيم شرعه، بينما الوطني مؤمن بالوطن ، ويفديه بروحه وعقله وماله، و مؤمن بالدستور والقانون المنبثق عنه، كما أنه يعتبر حدود الوطن وترابه شىء مقدس" وبهذه الكلمات حاول "المغير" كذبا يرسخ لفكرة أن حب الوطن يتنافى مع الدين. كما زعم "المغير" الهارب خارج البلاد، أن الإنسان إما أن يكون ومنتمى لوطنه أو للإسلام، قائلا:"مفيش حاجة اسمها تكون مسلم ووطني ، أو وطني ومسلم أو مسلم وطني ، انت يا تكون مسلم يا تكون وطنى" مختتما حديثه المتطرف بقوله :"فأن أكون الارهابي الذي يدخل الجنة خير لي من أن أكون الوطني الذي يدخل النار". تصريحات فتى خيرت الشاطر، ليست غريبة، خاصة عندما نعلم أن منظرهم التكفيرى سيد قطب، يصف الوطن بحفنة من التراب، وأن المسلم ليس له وطن، ليسير فتى خيرت الشاطر وقيادات الإخوان على درب سيد قطب ويظهرون كفرهم بالأوطان. الإخوان والكفر بالأوطان وتعليقا على تصريحات أحمد المغير، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هذا هو الطبيعي بشأن الاخوان عمومًا فهذا هو معتقدهم وهو ما تربوا عليه وفق المناهج الفكرية والتربوية التي نشأوا عليها وظلت تدرس لهم لسنوات، وعقيدة جماعة الإخوان بها خلل وفوضى ومخالفة للاعتقاد الاسلامي القويم لكنها موضوعة بشكل يخدم مصلحة التنظيم في تقسيم المجتمع وشقه واستقطاب مخدوعين ومن ليس لديهم الوعي والدراية الكافية والحصانة الفكرية والتربوية لاعتناق تلك الأفكار. وأضاف الباحث الإسلامى، أن هذه الأفكار مؤسسة على الكفر بفكرة الوطن والانتماء له وتقديس التراب الوطني والاستهانة بالرموز الوطنية وتكفيرها ليسهل عليهم طرح مشروع جماعتهم ورموز جماعتهم كبديل لما يكفرون به ويشوهونه وينعتونه بالكفر والمروق من الدين، وتلك أحد أساسيات فكر الخوارج والمتردين والخارجين عن السياق والنسق الوطني العام بالسلاح وشق الصف، فهم يختلقون لهم تصورات خاصة بهم ويكفرون ما هو قائم وما هو متعارف عليه ليشرعنوا ويستحلوا التمرد على الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة.


الخبر
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- الخبر
ففروا إلى الله...
يقول الحق سبحانه: {ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين}، يقول سيد قطب رحمة الله عليه: 'التعبير بلفظ الفرار عجيب حقا، وهو يوحي بالأثقال والقيود والأغلال والأوهاق (الحبال) التي تشد النفس البشرية إلى هذه الأرض، وتثقلها عن الانطلاق، وتحاصرها وتأسرها وتدعها في عقال، وبخاصة أوهاق الرزق والحرص والانشغال بالأسباب الظاهرة للنصيب الموعود، ومن ثم يجيء الهتاف قويا للانطلاق والتملص، والفرار إلى الله من هذه الأثقال والقيود، الفرار إلى الله وحده منزها عن كل شريك، وتذكير الناس بانقطاع الحجة وسقوط العذر: {إني لكم منه نذير مبين}، وتكرار هذا التنبيه في آيتين متجاورتين، زيادة في التنبيه والتحذير، وكأنما كانت هذه الإشارة إلى آية السماء وآية الأرض وآية الخليقة استطرادا مع آيات الرسالات والرسل'. هي الدنيا وذا حالها، مليئة بالأحزان والأكدار، والضيق والضنك، فلا سعيد فيها إلا من فرَّ منها إلى خالقها، فيفر المؤمن من شهواتها وزخارفها وتضليلها إلى الله سبحانه، وأما الشقي فيفر من الله، ومن مظانِّ رحمته وعفوه إلى حبائل الدنيا وشياطينها، فشتان شتان ما بين الفرارين. إن من مراتب الهداية ودرجاتها الفرار، وهو على نوعين: فرار السعداء، وفرار الأشقياء، أما فرار السعداء فهو فرار الذين يفرون من كل شيء إلى خالق كل شيء، وهذا فرار أهل السعادة، فيفرون من الدنيا ومن بلاياها إلى الله سبحانه. وأما فرار الأشقياء فهم الذين يفرون من الله ومن الهداية ومن أهل الخير، ويرون أن السعادة فيما يتخيله الواحد منهم لا فيما حدده الشارع. وكل واحد من هؤلاء يتوهم أن الشرع يضع عليه قيودا، فيقول لك: يا أخي، كل مرة نذهب للصلاة، ودائما نصوم ونفعل ونفعل...، وفي كل حين أوامر ونواه، وحديث عن الجنة والنار، ثم يقول لك: إن في الانحراف توسيعا على الناس، وفيه انطلاق وحرية، فأنا بالخيار آكل ما أريد، وأصلي أو لا أصلي، وأفعل وأفعل، فهذا حال من سخط الله عز وجل عليه، فالمعصية عنده لها حلاوة، والطاعة عنده لها مرارة. ربنا سبحانه هو الوحيد الذي نفر إليه، فهو القائل: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا}، فالله محيط بالسموات والأرض، فإذا أردت أن تفر منه، فإلى من تذهب وهو محيط بالعالمين؟ تفر منه إليه، ولذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعلن هذا الفرار إلى الله كل ليلة، من خلال الأذكار التي علمنا إياها من أذكار النوم، كما في الصحيح عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: 'إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم نم على شقك الأيمن، وقل: اللهم ألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك' هذا هو الفرار، 'لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت'. فعندما تتمثل هذا الذكر في كل ليلة، فكأنك تستحضر هذا الفرار إلى ربك. وفي الصحيح أيضا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية، وأمَّر عليهم رجلا، وفي بعض الروايات أن هذا الرجل كان فيه دُعابة، فضايقوه فقال لهم: ألم يأمركم رسول الله بطاعتي؟ قالوا: بلى، قال: اجمعوا لي حطبا فجمعوه، قال: أججوه نارا، ففعلوا، قال: ادخلوا فيها، فلا زال بعضهم يدفع بعضا، فقال قائلهم: إنما فررنا إلى الله ورسوله من النار، فلا زال يدفع بعضهم بعضا حتى انطفأت النار وسكن غضب هذا الأمير، فلما رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'والله لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف'.. والله ولي التوفيق.


جهينة نيوز
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- جهينة نيوز
حظر الجماعه ضرورة وطنية لحماية الأمن والاستقرار
تاريخ النشر : 2025-04-25 - 03:20 pm حظر الجماعه ضرورة وطنية لحماية الأمن والاستقرار بينما تتجه معظم دول العالم نحو ترسيخ مفاهيم الدولة الوطنية، واحترام سيادة القانون، والعمل السياسي العلني والمشروع، تظل جماعات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، تدور في فلك أفكار متجاوزة للزمن، وعلى رأسها ما طرحه سيد قطب من نظريات الحاكمية والأممية، التي تتعالى على القانون، وترفض الدولة الوطنية، وتسعى إلى إنشاء كيان موازٍ للدولة. لقد أثبتت التجربة أن هذه الجماعة لا تزال تفضل العمل السري، وتمارس نوعًا من "التقية السياسية' لتضليل الرأي العام، مدعية الاعتدال والانفتاح، بينما تتبنى في واقع الأمر خطابًا أيديولوجيًا إقصائيًا، وتميل في ممارساتها إلى استخدام العنف بشتى أشكاله، سواء المادي أو اللفظي. إن حظر جماعة الإخوان المسلمين لم يعد خيارًا سياسيًا خاضعًا للجدل، بل أصبح ضرورة وطنية لحماية الأمن القومي، والحفاظ على استقرار الدولة ومنع انتشار الفكر المتطرف. كما أن هذا الحظر يمثل سدًا منيعًا أمام محاولات الجماعة لاختراق مؤسسات الدولة، خاصة المؤسسات التعليمية، وتحويلها إلى أدوات تخدم أجندات أيديولوجية لا تمت بصلة للمصلحة الوطنية العليا. ولا يقل أهمية عن ذلك، قرار التحفظ على أموال الجماعة وشبكاتها المالية، التي كانت تُستخدم في تمويل أنشطة غير قانونية، وهو ما يتيح للدولة تفكيك البنى التنظيمية والاقتصادية الموازية التي تهدد سيادتها وتستهدف استقرارها. في ضوء ما سبق، فإن حماية الدولة الأردنية من محاولات الاختراق الفكري والسياسي، تتطلب الحسم في التعامل مع مثل هذه الجماعات، وتقديم مصلحة الوطن على أي اعتبارات أيديولوجية أو شعارات عابرة للحدود. حمى الله الأردن من الفتن، ما ظهر منها وما بطن. لواء متقاعد أيمن العوايشة تابعو جهينة نيوز على