أحدث الأخبار مع #شارلفؤادالمصري


البشاير
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- البشاير
شارل فؤاد المصري يكتب : رسائل مشاركة الرئيس في احتفالات موسكو.
شارل فؤاد المصري يكتب : رسائل مشاركة الرئيس في احتفالات موسكو. تحمل مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالات عيد النصر في موسكو، ومشاركة قوات عسكرية مصرية في العرض العسكري عدة دلالات سياسية واستراتيجية مهمة حيث تُعد هذه المشاركة رمزًا لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا، خاصة في المجالات العسكرية والأمنية. فمصر تشتري أسلحة روسية مثل مقاتلات سو-35، وتتعاون مع روسيا في مشاريع كبرى كالمنطقة الصناعية في مطار برج العرب ومحطة الضبعة النووية. تهدف مصر من خلال هذه الخطوة إلى تنويع تحالفاتها الدولية، خاصة في ظل التوترات أحيانًا مع الغرب حول ملفات مثل حقوق الإنسان أو العلاقات مع إسرائيل. وقد تُفسَّر المشاركة كإشارة إلى أن مصر ليست مرتبطة حصريًا بالحلفاء التقليديين مثل الولايات المتحدة بل تسعى لبناء تحالفات متوازنة. وهذا قد يكون ردًّا ضمنيًّا على انتقادات غربية لسياسات مصر الداخلية أو الخارجية. و مع ذلك، تحرص مصر على عدم استفزاز الغرب، إذ هناك المساعدات الأمريكية 1.3 مليار دولار سنويًّا كمساعدات عسكرية المقررة لنا بعد اتفاق السلام مع اسرا#ئيل . وعيد النصر (9 مايو) هو ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية، وهو حدث له صدى عاطفي عميق في روسيا. ومشاركة مصر تُظهر احترامًا لهذا الإرث، وتستحضر ذكريات التعاون المصري-السوفيتي خلال حقبة الرئيس جمال عبد الناصر مثل بناء السد العالي. امامشاركة القوات المصرية في العرض العسكري الروسي تؤكد تطور التعاون العسكري بين البلدين، وقد تشمل تدريبات مشتركة أو تبادل خبرات. هذا التعاون يعزز من مكانة مصر كقوة إقليمية مؤثرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي ظل الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات الغربية على موسكو، تُظهر مصر حيادًا نسبيًّا، مع حرصها على الحفاظ على مصالحها مع جميع الأطراف. المشاركة قد تُعتبر دعمًا معنويًّا لروسيا دون تجاوز الحدود التي قد تثير غضب الغرب اماعلى الصعيد المحلي، تهدف مصر إلى تعزيز صورة القوات المسلحة المصرية كرمز للفخر الوطني وقوة الدولة، خاصة في ظل استخدام الرئيس السيسي الدائم لخطاب 'الأمن القومي' كأحد ركائز هذه المرحلة. المشاركة تعكس سعى مصر من خلالها إلى تحقيق مصالحها عبر تحالفات متعددة، مع الحفاظ على توازن دقيق بين القوى الدولية الكبرى. كما تُبرز الدور المتصاعد لروسيا في الشرق الأوسط، ومحاولة مصر الاستفادة من هذا الدور لتعزيز نفوذها الإقليمي. تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية


البشاير
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- البشاير
شارل فؤاد المصري يكتب: خالد أبو بكر.. نقطة ومن أول السطر
شارل فؤاد المصري يكتب: خالد أبو بكر.. نقطة ومن أول السطر قبل عدة أعوام، كنتُ أكتب سلسلة مقالات بعنوان 'نجوم في حياتي' وأنشرها أسبوعيًا في مجلة '7 أيام' عن أناس عرفتهم عن قرب، وغالبيتهم أصدقائي أو تعاملت معهم بحكم العمل. ولكن هذه المرة الأولى التي أكتب فيها بشكل انطباعي عبر تصريحات وحوارات للشخصية، سواءٌ كانت مرئية أو مكتوبة وسأكتب في المرات القادمة بأذن الله عن شخصيات لا أعرفها بشكل شخصي ولكنها شخصيات عامة وملهمة . بدايةً، أنا لا أعرفه شخصيًا ولم ألتقِه ولا مرةً واحدةً في حياتي، رغم علاقته بالوسط الإعلامي وعمله به الي جانب عمله الاصلي.. وليس ثمة أي علاقة بيننا. وكلما عرجتُ إلى الفضاء الأزرق (حيث السوشيال ميديا: فيس بوك.. وتيك توك وغيرها)، أجد عنه أخبارًا أمرُّ عليها مرورَ الكرام؛ فهو شخصية عامة مثله مثل العديد من مشاهير المجتمع . خالد أبو بكر وأثناء دخولي على 'تيك توك'، وجدتُ مجموعة فيديوهات من حلقة مسجلة له، ففتحت أحداها فوجدته يتحدث بفخر عن بداياته التي كانت عملًا في سوق للفاكهة 'حمالًا وبائعًا' أثناء دراسته في فرنسا. وكنتُ قبل أقل من عشرين سنة من الأن شاهدتُ له صورة في السوق مع أحد اصدقائه (ربما هو لا يتذكره)، فقررتُ أن أشاهد الحلقة وأكتب عنه . تُعد شخصيتُه من الشخصيات البارزة التي تلفت الانتباه بثراء تجربتها وتنوع مواقفها بين السياسة والرياضة والقانون، فضلًا عن تميُّزها بالصراحة والفخر الذي يعكس ثقةً نابعةً من إيمانٍ راسخ بالمبادئ. يبدو في الحوار متواضعًا ابنَ بلدٍ رغم المناصب التي تولاها أو الشهرة التي حققها. وبالبحث على الإنترنت وجدتُه يحرص دوماً على دعم المبادرات الخيرية، خاصة تلك التي تُعنى بالتعليم ورعاية الأيتام، مؤمنًا بأن 'العطاء هو أساس التقدُّم المجتمعي'، مما جعله قدوةً في العمل الإنساني – وخاصة الخفي منه – بشهادة بعض الذين يعرفونه (وهم من أصدقائي)، حيث أنه لا يبحث عن الأضواء. كما يُذكَر له دفاعه عن قضايا العدالة الاجتماعية، مما يجعله صوتًا للمهمشين في المحافل العامة. تستشف من تجربته الدراسية والعملية أن هناك فكرًا استراتيجيًا يجعل له قدرةً على تحويل التحديات إلى فرص..ترجمها حين قال حرفيًا: ' الحياةفرص إذا خسرتُ فرصة واحدةً سأكسب الأخرى، وحتمًا ولابد أن أكسب'. ' وأشد ما أعجبني أنه معروفٌ بآرائه ومواقفه الجريئة والواضحة، المنشورة علي 'السوشيال ميديا ' وهي ضد التيار سواءٌ في تأييده لقضايا الاستقلال الوطني أو انتقاده لسياسات الفساد. لم يتردد في اتخاذ قراراتٍ صعبةٍ تتعارض مع التيار السائد إذا اقتنع بصلاحيتها للصالح العام. مثلاً، وقف ضد التطبيع مع كياناتٍ رأى أنها تُهدد الحقوق الفلسطينية، معبِّرًا عن رأيه بصراحةٍ أثارت الجدل أحيانًا، لكنها أكسبته احترامًا حتى من المختلفين معه . وعندما سألته المذيعة الزميلة 'أميرة بدر' عن حبه للأهلي، قال: 'الله، الوطن، الأهلي'. في المجال الرياضي، كان له دورٌ بارزٌ كراعٍ للرياضة الشعبية، وداعمٍ للمواهب المحلية. أشرف على مبادراتٍ لبناء ملاعب في الأحياء الفقيرة (كما تخبرنا الشبكة العنكبوتية)، وقال في إحدى مقابلاته: 'الرياضة ليست ترفًا، بل أداةٌ لبناء الشباب نفسيًا وجسديًا'. كما دعم الأندية الصغيرة مالياً وفنياً، معتبرًا أن التنافس الشريف في الملاعب يُسهم في تقليل الاحتقان المجتمعي . أبرز ما يُميز شخصيتَه صراحتُه المفرطة التي دفعتني لكتابة هذا المقال عنه، وبخاصة عمله في سوق الفاكهة في فرنسا.. تلك المعلومة التي فوجئتُ أنه يفتخر بها، وأنا شخصيًا كنت أعرفها قبل عشرين عامًا (ربما في بداياته)، التي جعلته يُعبِّر عن آرائه بلا مواربة، حتى لو كانت غير مُرضية للجميع. هذه الصراحة جاءت مصحوبةً بفخرٍ واعٍ بذاته، ليس كتعالٍ على الآخرين، بل كتعبير عن احترامه لقيمته وقدراته . هو محامٍ دولي، وليس مجرد شخصية عامة، بل نموذجٌ لـ'الإنسان الشامل' الذي يجمع بين العقل والقلب، وبين المبادئ والمرونة. إن سيرتَه التي سمعتُها منه خلال الحوار تذكيرٌ بأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالمناصب أو الأموال، بل بالقدرة على ترك أثرٍ إيجابي في حياة الناس. وكما تعلَّمت أجيال الشباب أن الصراحة والفخر حين يكونان نابعين من إخلاصٍ للقيم هما أقوى أدوات التغيير .. هو المحامي الدولي خالد أبو بكر . نقطة ومن أول السطر دمتم بخير تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية


البشاير
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- البشاير
شارل فؤاد المصري : المثقفون وحقوق الإنسان
شارل فؤاد المصري يكتب: المثقفون وحقوق الإنسان استكمالًا للمقال السابق في سلسلة مقالات حقوق الإنسان، التي حضرتُ جلسةً نقاشيةً مغلقةً قبل عدة أيام بدعوة من المجلس القومي لحقوق الإنسان، وكانت بعنوان 'حقوق الإنسان في مصر بعيون مثقفيها ومفكريها'، وددتُ طرح رؤية إيجابية نحو التنمية الشاملة في المقال الثاني. بدايةً، لا تُختزل حقوق الإنسان في الجوانب السياسية فحسب، بل تمتد لتشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي تُشكِّل أساس كرامة المواطن. في مصر، وعلى الرغم من التحديات التي تُواجهها الدولة في مسيرتها التنموية، تبرز جهودها ومبادراتها الطموحة التي تستحق التوقف عندها. وأكرر: لا يجب اختزال حقوق الإنسان في الجوانب السياسية! فالحقوق الاجتماعية حجر الزاوية في رؤية الدولة المصرية، وقد بُذلت جهودٌ كبيرةٌ في هذا الإطار. على سبيل المثال، من أبرز الجهود في مجال الحماية الاجتماعية كشبكة أمان للمهمشين يأتي برنامج 'تكافل وكرامة' الذي يستفيد منه ملايين الأسر المصرية، بهدف دعم الأسر الفقيرة وتمكين المرأة عبر مشروعات صغيرة. ومبادرة 'حياة كريمة': وهي أكبر مشروع تنموي في تاريخ مصر الحديث، يستهدف تطوير الريف المصري بتكلفة تتجاوز ٨٠٠ مليار جنيه (حسب آخر المعلومات المتاحة)، لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية وخلق فرص عمل. أما الحملة القومية للقضاء على فيروس سي، التي فحصت ٦٠ مليون مواطن، وحققت نسبة شفاء تجاوزت ٩٨٪ وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فهي أحد أهم المشروعات الصحية على الإطلاق. كما تأتي منظومة التأمين الصحي الشامل –الذي بدأ تطبيقه تدريجيًا رغم بعض الصعوبات– لتغطي كل المواطنين بحلول ٢٠٣٠، مع تركيز خاص على ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن. أما الحقوق الاقتصادية، فبالفعل هناك انتقادات (والانتقادات مهمة لأنها تكون مرآةً لصانع القرار)، إلا أن الإصلاحات الاقتصادية الصعبة كانت ضرورةً لخلق مستقبل أفضل. فتطوير البنية التحتية (التي كانت مُهلهَلة) يُعدُّ من المشروعات التي غيَّرت خريطة التنمية. وتنمية محور قناة السويس، الذي جذب استثماراتٍ بـ٣٠ مليار دولار، وعزَّز مكانة مصر كمركز لوجيستي عالمي. ومشروعات الطاقة النظيفة مثل مجمع بنبان للطاقة الشمسية (وهو الأكبر من نوعه في العالم بسعة ١٥٠٠ ميجاوات)، الذي يُسهم في خلق فرص عمل. واستراتيجية الهيدروجين الأخضر التي تهدف إلى جعل مصر مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة. تمكين المرأة والشباب كمحركات للتنمية يتجلَّى في: زيادة نسبة تمثيل المرأة في البرلمان إلى ٢٧٪ (وفقًا لتقارير الأمم المتحدة). مشروعات الشباب مثل صندوق 'مشروعك' الذي قدَّم تمويلًا لـ٤٠ ألف مشروع صغير منذ ٢٠١٤. إذن، صوت المثقفين والنقد البناء في إطار تنمية الدولة مهم؛ فإذا كان الخطاب الفكري المصري لا يخلو من نقد، فهو يُضيء أيضًا على الإيجابيات، لا سيما الدور التاريخي للدولة في الحفاظ على التماسك المجتمعي أمام التحديات الإقليمية. والثقافة كحق إنساني (أحد أهم حقوق الإنسان) تتبدى من خلال تطوير المتاحف والمواقع الأثرية، مثل المتحف القومي للحضارة وافتتاح طريق الكباش، الذي يعيد ربط المصريين بتراثهم. أما المجتمع المدني كشريك في التنمية، فتُشارك منظماته (تحت مظلة القانون) في مبادرات مثل محو الأمية ودعم ذوي الهمم. وختامًا، جهود مصر في الجانبين الاجتماعي والاقتصادي تؤكد أن حقوق الإنسان لا تنفصل عن التنمية. فتحسين جودة الحياة، وخلق الوظائف، وتمكين الفئات المهمشة، هي حقوق تُبنى يوميًا عبر سياسات ملموسة. النجاح الحقيقي يكمن في جعل هذه الإصلاحات جزءًا من نسيج يومي يُترجم كرامة المواطن إلى واقع، عبر مشروعات تُعيد تعريف مفهوم الحقوق في القرن الحادي والعشرين، وهو ما تُصِر الدولة على تحقيقه. المقال المقبل: النقد مقابل التطوير.. إضاءات على الفجوة بين النصوص والتطبيق. دمتم بخير. تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية


البشاير
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- البشاير
شارل فؤاد المصري يكتب عن : الحساسية المصرية – السعودية في الفن والثقافة
شارل فؤاد المصري يكتب عن : الحساسية المصرية – السعودية في الفن والثقافة عضو الهيئة الوطنية للصحافة سابقًا [email protected] برزت في السنوات الأخيرة حالة من الحساسية الشديدة بين الشعب المصري والشعب السعودي، وكان الفضاء الأزرق أو السوشيال ميديا ملعبًا لها، أو بالأحرى ميدانًا للمعركة إن جاز التعبير. هذه الحساسية الشديدة برزت أكثر ما برزت في المجال الفني منذ إنشاء هيئة الترفيه السعودية بقيادة المستشار في الديوان الملكي الوزير تركي آل شيخ، عبر تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتارةً عبر تصريحات فنانين وإعلاميين . هذه الحساسية تطرح عدة تساؤلات عن أسبابها: هل هي غيرة فنية أم تنافس اقتصادي؟ ولماذا لا يُنظر لنجاح السعوديين كجزء من النجاح العربي المشترك؟ ومن الذي يحوّل هذا الأمر إلى فتنة افتراضية؟ ولماذا الفن تحديدًا رغم التكاتف المصري – السعودي على المستويين الاقتصادي والسياسي؟ وأخيرًا يجب ان نتذكر ما صدر عن الدولة المصرية من استنكار شديد اللهجة تجاه التصريحات الإسرائيلية، والتي اعتبرتها مساسًا مباشرًا بالسيادة السعودية، وخرقًا فاضحًا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة أن 'أمن السعودية واحترام سيادتها هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به '. في الجانب السياسي تجد نفس الذين يهاجمون في الفن لا يسمحون عندما يتعلق الأمر بمفردات الأمن القومي العربي. دعني عزيزي القارئ نحلل تلك الظاهرة بهدوء شديد ودون انفعال من الطرفين من وجهة نظر ثقافية بحتة . لطالما اعتُبرت مصر 'هوليود الشرق' وعاصمة الفن العربي، حيث سيطرت لأعوام على صناعة السينما، والموسيقى، والدراما التلفزيونية. هذا الإرث الثقافي الفني لقوة مصر الناعمة خلَق لدى المصريين شعورًا بالريادة الثقافية وهذا حقهم، لكنه أيضًا جعلنا حساسين جدا تجاه أي تحوّلات قد تُهدد هذه المكانة وهذا ايضا مشروع . في المقابل، تشهد السعودية، كجزء من رؤية 2030، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نهضة فنية وثقافية قوية وغير مسبوقة، نظرًا لوجود دعم استثماري ضخم، مما أدى إلى ظهور مهرجانات سينمائية، وحفلات غنائية، جاذبة للفنانين العرب، بما فيهم المصريين . النجاح السعودي الجديد في المجال الفني الذي لم يكن موجودًا بهذه الكيفية قبل ذلك وانتصار السعودية على الفكر المنغلق السائد لسنوات طويلة والذي أعاق مسيرتها، يُنظر إليه من قِبل بعض المصريين على أنه تحدٍ لمركزية مصر الثقافية، وهذا أمر غير صحيح بالمرة، خاصة مع انتقال بعض الفنانين المصريين للعمل في السعودية، أو مشاركتهم في مشاريع فنية سعودية. هنا، يختلط الاقتصادي بالثقافي فالسوق السعودية سوق واعدة وكبيرة وأصبحت متنوعة، وقدرتها الاستثمارية الضخمة وقد تُعيد رسم خريطة الصناعة الفنية في المنطقة . ولكن بدلًا من رؤية هذا التحوّل كفرصة لتعزيز التعاون، يسود خطابٌ يتهم السعودية بـ'استقطاب' الكفاءات المصرية، أو حتى 'التقليل' من قيمة الفن المصري عبر هجوم متكرر من الطرفين على منصات التواصل الاجتماعي تشعل نار الفتنة بين الشعوب وتؤجج الكراهية غير المطلوبة في هذا الوقت في ظل التحديات الوجودية العالمية . بتركيزها على الإثارة والجدل، وتُضخّيم أي تصريح أو موقف ليشتعل ويصبح أزمة. وعلى سبيل المثال، تعليقات الفنان أحمد حلمي الساخرة على لهجة بعض السعوديين في مسلسل 'أحمد نوتردام' عام (2023) أثارت ردود فعل غاضبة، وُصفت بأنها 'استعلاء ثقافي'. رغم أن حلمي صرح لاحقًا بأن النقد كان نقدًا فنيًا بحتًا، إلا أن السياق تم انتزاعه من إطاره، وتحول إلى هجوم واسع بين الطرفين. هذا النوع والأسلوب يتكرر كلما جاءت عبارة أو صورة خارج سياقها، لتصبح ذريعة لصراع على الهوية رغم المشتركات القوية بين الشعوب العربية . بعض النقاد والمحللين يرون أن 'الحساسية المصرية' تعكس نوعًا من أنواع الغيرة على الفن المصري، الذي تأثر نسبيًا في السنوات الأخيرة بسبب التحديات الاقتصادية، بينما تزداد المنافسة من دول خليجية، كالإمارات والسعودية، ما يخلق شعورًا بالتهديد . والسؤال هنا لماذا لا يتم بناء جسور التعاون بدلًا من الصراع وتحويل الصراع إلى نجاحات مشتركة؟ فالثقافة العربية تاريخيًا قامت على التكامل لا التناحر ورفض الآخر. السعودية تملك الإمكانات المادية، ومصر تملك الخبرات البشرية والفنية المتراكمة كأكبر وأهم قوة ناعمة في الوطن العربي. والمشاريع المشتركة، مثل مسلسل 'مملكة إبليس' (2023) الذي جمع فنانين وممثلين من الدولتين، يثبت أن التعاون جيد وذو فائدة عظيمة لكلا الطرفين. كما أن دعم السعودية للمبدعين المصريين ليس 'استنزافًا' بل إثراءً للمشهد العربي، والتعاون بين الدولتين في مجال الفن والثقافة يدعم الترابط خاصة ان سبقه تعاون سياسي واقتصادي الحساسية بين الشعوب لا يمكن إنكارها وأيضًا لا تُحلّ بالإنكار، بل بالحوار والاعتراف بالنجاح المتبادل. النجاح السعودي في الفن ليس انتقاصًا من مصر ولا أحد يستطيع مثل هذا الأمر، فالتاريخ لا يمكن محوه، بل إضافة للثقافة العربية التي تتسع للجميع. أما دور منصات التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)، فيجب ألا تكون منصةً للفتن، بل حاضنةً للإبداع المشترك. الغيرة قد تكون دافعًا للتميز، لكنها إن تحولت إلى عداء، سيخسر الجميع فرصة التكاتف والتعاضد في وجه المنافسة العالميية .