أحدث الأخبار مع #صلاح_الدين


سائح
منذ 2 أيام
- منوعات
- سائح
ما هي أشهر القلاع في مصر؟
تعتبر القلاع من أبرز المعالم التاريخية التي تجسد فصولًا حافلة من تاريخ مصر العسكري والسياسي، كما تعكس فنون العمارة الحربية والدفاعية عبر العصور المختلفة. ففي قلب المدن المصرية، وعلى أطراف السواحل أو أعلى المرتفعات، تقف القلاع شاهدة على حضارات متعاقبة، من الفراعنة إلى المماليك والعثمانيين، تحمل في جدرانها قصص الحروب والغزوات وأسرار الحكام. في هذا المقال، نستعرض أشهر القلاع في مصر، تلك التي لا تزال تحافظ على هيبتها وجاذبيتها كوجهات سياحية، وتستحق الزيارة لكل من يهتم بالتاريخ أو يبحث عن تجربة ثقافية فريدة. قلعة صلاح الدين الأيوبي: حصن القاهرة الشامخ تُعد قلعة صلاح الدين في القاهرة من أشهر القلاع ليس فقط في مصر بل في الشرق الأوسط كله. تقع هذه القلعة على تلة المقطم، وتطل على قلب العاصمة، وقد شيدها القائد صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر الميلادي بهدف تحصين المدينة ضد الحملات الصليبية. وتُعد القلعة تحفة معمارية عسكرية تجمع بين القوة والجمال، وتضم داخل أسوارها مجموعة من المعالم الهامة مثل جامع محمد علي، ومتحف الشرطة، وقصور مملوكية. وتتيح زيارة القلعة فرصة لرؤية مشهد بانورامي للقاهرة من الأعلى، إلى جانب التعمق في التاريخ الإسلامي والعسكري لمصر. قلعة قايتباي في الإسكندرية: حصن البحر الأبيض المتوسط على شاطئ البحر المتوسط، تقف قلعة قايتباي شامخة في نهاية كورنيش الإسكندرية، على أنقاض منارة الإسكندرية القديمة، أحد عجائب الدنيا السبع. بُنيت القلعة في القرن الخامس عشر بأمر من السلطان الأشرف قايتباي لحماية المدينة من الغزوات البحرية، وخاصة من جهة أوروبا. وتتميز القلعة بموقعها الخلاب وتصميمها الدفاعي المتقن، حيث تضم أبراجًا وأسوارًا قوية وغرفًا للحراسة والتخزين. ويزورها اليوم آلاف السائحين سنويًا، لما تقدمه من إطلالة ساحرة على البحر وتجربة تأملية في تفاصيل العمارة المملوكية البحرية، مما يجعلها من أهم المعالم في الإسكندرية. قلاع سيناء: شاهدة على المعارك والأساطير في شبه جزيرة سيناء، تنتشر مجموعة من القلاع التي لعبت دورًا محوريًا في الدفاع عن الأراضي المصرية على مر العصور، من أبرزها قلعة نخل وقلعة صلاح الدين في جزيرة فرعون بطابا. قلعة نخل، التي تقع في قلب سيناء، بُنيت في العصر المملوكي وكانت محطة هامة للحجاج والتجار، أما قلعة جزيرة فرعون فهي واحدة من أكثر القلاع إثارة من حيث الموقع، إذ تطل على خليج العقبة وتحيط بها المياه من كل جانب. تتميز هذه القلعة بهندستها الدفاعية الفريدة التي صممت لتصمد أمام الغزوات البحرية، كما توفّر للزوار تجربة نادرة تجمع بين التاريخ والمناظر الطبيعية الخلابة. القلاع في مصر ليست مجرد مبانٍ حجرية قديمة، بل هي سجلات حية لتاريخ طويل من الصراعات والانتصارات، ولكل منها طابعها الخاص وأهميتها السياحية والثقافية. سواء في قلب القاهرة أو على سواحل الإسكندرية أو بين جبال سيناء، تمثل هذه القلاع محطات لا بد من زيارتها لكل من يعشق التاريخ، وتقدم لمحة عن عبقرية البناء القديم وذكاء الاستراتيجيات الدفاعية. زيارة هذه القلاع ليست فقط رحلة إلى الماضي، بل أيضًا فرصة لفهم الحاضر من خلال عبق المكان وروح الزمان.


الجزيرة
منذ 3 أيام
- ترفيه
- الجزيرة
ما أصعب الكلام عن دمشق!
قبل نحو ألف عام حاول ذلك ابن عساكر فامتدت به الروايات وقصرت عنه الإمكانات لولا أن أدركه نور الدين زنكي بمال ورجال فتم جهده سبعين مجلدا. هل سمعتم يوما عن كاتب تسمو به همته ليكتب سبعين مجلدا في تاريخ مدينته؟ إنه ما يعرف اليوم بـ "تاريخ دمشق". حديثا جرب الكتابة عنها نزار قباني فترك صورا شعرية تتباهى بها جدران المدينة، لكنه ظل يشكو من أنه كلما استل قلمه عرش الياسمين على أصابعه، واكتظ فمه بعصير المشمش والرمان والتوت والسفرجل. وجربه علي الطنطاوي فوصف دمشق مطلع القرن العشرين قبل أن تذهب نفسه حسرات على مرابع الصبا ومجد خبا. وها أنت تحاول أن تكتب عن دمشق فتتشابك الخيوط كما تتشابك اليوم أسلاك توزيع الكهرباء مع أغصان ياسمينها! كأنها تتحدى وتقول إن في دمشق شيئا، لا يمكن وصفه، ولا يمكن تجاوزه.. إنها دمشق تعلمك أن تكتب عنها وأنت تدري أن اللغة ستخونك. فهل تبحث عن بداية من بيت معاوية بن أبي سفيان وعمر بن عبد العزيز الذي حكم نصف العالم وتحدى عقبات الجغرافيا؟ أم عن جاره صلاح الدين الإيوبي الذي غير وجه التاريخ؟ أم عن حارات محيي الدين بن عربي الذي شغل أقطاب الأرض عربا وعجما في فهم مضامينه وعباراته. ربما تلجأ كما تايتانيك إلى فلاشباك من حي التضامن أو جوبر أو مخيم اليرموك، فتتحدث عن مدينة قاومت زلازل الطبيعة أو تدمير الغزاة من أمثال تيمورلنك والمغول.. أنقل فؤادك حيث شئت من التاريخ فسوف ينقلب إليك بشقوق ضوء من سقف الحميدية، أو رذاذ متناثر من نوافير بيت دمشقي قديم. ولكن لا تتعب نفسك مع دمشق فهذه المدينة كما يقول مظفر النواب تأبى القسمة على اثنين، فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية، وإن أضعت طريق الجامع الأموي، ستدلك عليه "كنيسة السيدة". وبينهما سوف تتكفل البوظة الدمشقية أو ربما كوب من شاي بالنعناع بإعادة الضبط المصنعي لتستأنف الرحلة من جديد. ثم لا تخف بعد ذلك من ضياع، فالدمشقيون – كما وصفهم الطنطاوي ووجدتهم بالخبرة – من أكرم الناس، وأشدهم عطفا على الغريب، وحباً له، فهم يؤثرونه على الأهل والولد. في دمشق أصخ سمعك وافتح عيونك جيدا، فهذه المدينة متحف في الهواء الطلق، ومصممه حاذق مجرب تعمد أن يخفي نفائسه في كل زاوية، فما أن تقرر أنك شارفت حاجز الملل نهضت من جانب السوق، أو طرف الأبنية جوهرة تخبرك أنك في الحضرة الدمشقية. في سنوات سبقت الثورة تم تحديد مسارات سياحية داخل المدينة تطوف بأبرز معالمها، وقد عفت اليوم ملامحها لكن أطلالها تبدو في جداريات، تعرفك بأسماء المواقع دون أن تقدم عنها تفصيلا. مثل هذه المبادرات على قيمتها لا تتجاوز البعد التاريخي للأماكن، فالخريطة تحدثك عن أسواق مدينة تقليدية وأسواق للحرفيين، ومعالم تاريخية وثقافية مثل قلعة دمشق، ومعالم دينية كمقام صلاح الدين الأيوبي والجامع الأموي وكنيسة القديس حنانيا وخان أسعد باشا. تحدثني نفسي أن هذه المبادرة التي دعمها الاتحاد الأوروبي قد لا تليق بدمشق، ففي هذه المدينة كل شيءٍ يُروى مرتين: مرةً كما حدث، ومرةً كما تحب القلوب أن تتذكّر. وما يفوتك من تفاصيل الخرائط يفوق بكثير ما تقوله لك، وقد يتكفل بسرده حديث الحجر وهو الشاهد الوحيد الباقي من تاريخ تلك المدينة. ربما يخبرك عن شارعها المستقيم، وأنه ترتيلة من تراتيل الإنجيل فيه تصافح خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح، واختلطت بهوائه كل توابل العالم التي حملت إلى سوق مدحت باشا عبر طريق الحرير. من هنا مر ملايين الحجاج كل عام فباعوا واشتروا وحملة الكسوة ورحلوا مشيعين بالموال الدمشقي والشال والصابون الحلبي وحلوى الجبن الحموية. هنا سكنوا البيوت والخانات الدمشقية التي تحولت يوما إلى نمط حياة في الغرب عبر إسبانيا، والتي سمت بيوتها حتى اليوم كرمة نسبة إلى دوالي العنب التي سقفت بيوتها، واختلطت بالياسمين والنارنج. في نظري أن النهج التقليدي مع المدينة قد لا يكون كافيا في التعامل مع كيان يزخر بالحياة والعبق، ولذلك فإنني أقترح عليك مسارات بديلة من قبيل: مسار بهجة العين مسار عبق الأماكن مسار القلوب والعقول مسار المعدة ففي بهجة العين تبدو حارات دمشق القديمة مثالا للتناسق بين الفن والإبداع والحاجات الإنسانية الأساسية، وإن إضيفت إليها نوستالجيا "باب الحارة" تزاحمت مشاهد الواقع بذكريات وسرديات تهب للمكان روحا وللجدران ألسنة. وأفصح ما فيها اليوم أن غاب عنها زبد صور زعماء وصفوا نفسهم يوما بالخالدين، واحتفظت بأشعار نزار قباني وترنيماته الدمشقية. وفي مسار عبق الأماكن تبرز أسواق العطور والعطارة والصابون وملحقاتها، وتدرك عندها كم يعشق السوريون الريح الطيبة، وكم تنتشر متاجر تصنيع العطور وتزيين قواريرها والاحتفاء بها. وتسألونني عن مسار المعدة في دمشق، فأقول كما يقول فقيهها ومحدثها هشام بن عمار هل يُستغرب الشيئ من معدنه؟ وأزيد هل يسأل المجد عن مهده؟ وهل اجتمعت طيبات الشعوب إلا فيها؟ وهل خرجت وصفات الطعام إلا من حاراتها؟ إعلان لكن مطاعمها اليوم تتناثر عبر أزقة لا تدل المقدمات فيها على النتائج، فمن مدخل ضيق معتم تصل إلى بيوت دمشقية عريقة تتغنى جدرانها بدمشق وجمالها، ويصدح فيها صباح فخري ليعلن أنك وصلت إلى مبتغاك. وإن كنت مثلي تفضل وجبات متناثرة على الطرقات فقد كمن لك خلف الجامع الأموي طبق فول يتعهد لك بما يشفي غليلك بطريقة تقليدية، تدخر ماء الفول بالليمون لري ظمأك، وحبات الفول المتبلة لجوعك فتخرج منه شبعان ريان نشوان، وأن تبقى في المعدة خلوة فسوف تتكفل بها متاجر القيمرية بمعجناتها وحلوياتها أو "لتشرب المرطبات مثلا". في مسار العقول والقلوب ستختزل لك آلاف الأعوام من التراتيل والتسابيح ساحات المسجد الأموي الذي ظل سجل المدينة المفتوح، يضيف عليه كل حاكم أو سلطان أو فاتح عبر العصور لمسة أو توقيعا يظل شاهدا على تاريخ المدينة. ثم ستحدثك أحجار ضريح صلاح الدين عن ركلة غورو، ولكنها تتذكر بالمقابل ضريح ملك ألمانيا غليوم الثاني الذي أهداه له واستحق فيه مديح شوقي: رعاك الله من ملك همام تعهد في الثرى ملكا هماما. غير بعيد عن تلك المقامات مساجد ومقابر ابن عربي في حي محيي الدين وإلى جواره في الجامع الجديد قبر عصمت خاتون زوجة نور الدين وصلاح الدين رضي عنهما، ثم قبر معاوية رضي الله عنه وابن عساكر في مقبرة الباب الصغير وابن تيمية وابن كثير وابن الصلاح خلف مستشفى الولادة في منطقة البرامكة. وجه فؤادك بعد ذلك نحو بيمارستان النوري التاريخي ثم الأسواق، وسوف أنتخب منها سوق العصرونية والمسكية والقوافين والجمرك والقيشاني والقلبقجية والقباقبية والبزورية والصقالين، وسوف أترك للدهشة مساحة الاكتشاف ومتعة الربط بين الاسم والمسمى. ثم لا يكتمل يوم تأملك الدمشقي إلا بإطلالة قاسيون حيث يلتقي أذان الطائعين بصلوات الخاشعين برائحة الياسمين، وأمنيات المحبين وإطلالات الفاتحين من أمثال خالد وأبي عبيدة ونور الدين وصلاح الدين، وإشراقات العباد والمتصوفين وإن حجبوها عنك بدعوى الصيانة فتحت دمشق لها طريق أوليائها الأربعين. ربما تدرك هناك كيف أحب التاريخ دمشق فأجأها إلى قاسيون الذي احتضنها ووقف سندا لها عندما مالت بها الأيام وأسال لها عين القطر من بردى ليمد ياسمينها بالحياة، وهز لها جذوع الغوطة تساقط عليها رطبا شهيا، فظلت خالدة على مر الدهور.. تمرض ولكنها لا تموت.


الجزيرة
منذ 5 أيام
- سياسة
- الجزيرة
مسجد عمر بن الخطاب معلم ديني شاهد على تاريخ القدس
مسجد عمر بن الخطاب أحد أبرز الآثار التاريخية في مدينة القدس المحتلة، ويقع في قلب البلدة القديمة ، بموقع يعج بالمصلين، ويقع في منطقة تعتبر رمزا للتعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين. سجل المسجد عام 1981 في قائمة التراث العالمي التي تعدها منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو)، ويشكل جزءا من تراث مدينة القدس القديمة و أسوارها. الموقع يقع مسجد عمر بن الخطاب في قلب البلدة القديمة في القدس المحتلة، وتحديدا داخل حارة النصارى ، ويطل من الجنوب على كنيسة القيامة ، وسط أبنية تراثية ومساكن وأسواق قديمة. وأقيم المسجد تحديدا في المكان الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما وصل القدس فاتحا عام 15 هجرية، بعد أن انتصر جيش المسلمين بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح على الروم في معركة اليرموك. فقد افترش وقتها الخليفة عمر بن الخطاب عباءته وصلى عليها قبالة كنيسة القيامة حتى لا يتخذها المسلمون مسجدا من بعده، وأقيم المسجد في البقعة نفسها التي صلى فيها. التسمية تقول المصادر التاريخية إن عمر بن الخطاب أوعز أثناء زيارته لمدينة القدس عام 15 هجرية (636م)، ببناء هذا المسجد بحيث يكون ملاصقا للمسجد الأقصى المبارك ، ولذلك أطلق عليه هذا الاسم. لكن المسجد بني على شكله الحالي في الفترة الأيوبية، وتحديدا فترة الأفضل بن صلاح الدين سنة 589 هجرية. حصلت توسعات عديدة على المسجد، لكن الأوقاف الإسلامية حافظت على شكله الأول، باعتباره يذكر بالفتح الإسلامي لمدينة القدس. الهندسة المعمارية بُني مسجد عمر بن الخطاب من الخشب ويتخذ شكلا مربعا، وهو مبني من أعمدة وبقايا جذوع الأشجار، ويتسع لـ3 آلاف مصل. ويظهر في بناء المسجد التكوين المعماري الأيوبي، إذ يتكون من رواق ثلاثي الأجنحة. تمتد أجنحته الجانبية بعرض 30 قدما وارتفاع 50 قدما. ويقع ضمن حيز حيوي يزدحم بشكل دائم بالزوار المسيحيين والمسلمين. بنيت مئذنة المسجد على شكل مربع، وتعلو في سماء المدينة المقدسة بنحو 15 مترا، وقد بنيت عام 1465 وجددت في فترة السلطان العثماني عبد المجيد الأول. وعند الدخول إلى المسجد، يعتلي الزائر 11 عتبة تدخله إلى ساحة مكشوفة ومزروعة بالورود والكروم. أما بيت الصلاة فتغلب عليه البساطة، وهو مغطى بأقبية متقاطعة تقوم على 3 أعمدة من الداخل. ويشغل المسجد مساحة متوسطة مقارنة مع المساجد الأخرى بالمدينة المقدسة، فيما يبلغ ارتفاعه نحو 4 أمتار تقريبا. وفي الناحية الوسطى للمسجد يوجد محراب يعلوه نقش تذكاري حجري مدون عليه تاريخ بناء المسجد بالشكل الحالي، والذي يعود لعهد الملك الأفضل أحد أبناء صلاح الدين الأيوبي سنة 589 هـ. وفي سبعينيات القرن الـ20 جرى تبليط جدران المسجد من الداخل بحجر المنشار لمنع الرطوبة من الوصول إلى حجارته. اللغة العربية. ومن معالم المسجد نص العهدة العمرية ، وقسم للرجال وآخر للنساء. انتهاكات الاحتلال للمسجد في يوم 21 أغسطس/آب 1969، اشتعلت النيران في مسجد عمر بن الخطاب، بعدما أقدم يهودي أسترالي متطرف يدعى دينيس مايكل روهان على إحراق المسجد الأقصى ، فامتدت النيران إلى مسجد عمر وأتت على أجزاء منه.


البيان
منذ 6 أيام
- البيان
إخماد حريق داخل مصفاة لتكرير النفط بشمال العراق
أعلنت مديرية الدفاع المدني في العراق اليوم الأحد إخماد حريق اندلع في وحدة الدهون بمصفى الصمود في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين /180 كم شمالي بغداد/. ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن العميد معاذ مصطفى توفيق مدير الدفاع المدني في محافظة صلاح الدين قوله ان "حريقاً اندلع في وحدة الدهون بمصفى الصمود/بيجي سابقا/ وتم إخماد الحريق بوقت قياسي لم يتجاوز 30 دقيقة حيث اشتركت ثمانية فرق من الدفاع المدني مع فرقتي إسناد". وأضاف: "تم فتح تحقيق في أسباب اندلاع الحريق". ويعد مجمع مصافي الصمود من أكبر مصافي العراق وتبلغ طاقته التصميمية نحو 300 ألف برميل يوميا لكنه تعرض لأضرار بليغة خلال الحروب التي خاضتها البلاد خلال العقدين الماضيين واخرها سيطرة تنظيم داعش على المجمع منتصف عام 2014 وأصبح ساحة للقتال مع القوات العراقية. وتمكنت الحكومة العراقية من إعادة تأهيل عدد من وحدات المصفاة ويبلغ معدل الإنتاج فيه حاليا نحو 150 ألف برميل يوميا.


الجزيرة
منذ 7 أيام
- منوعات
- الجزيرة
"كان يا ما كان في القدس".. ذاكرة عائلة شاهدة على تاريخ المدينة والنكبة
القاهرة- في إصرار شديد على الإمساك بمقود الزمن وتجميده حتى لا تفلت أحداثه من الذاكرة، وحتى تبقى حوادث الماضي غضة طازجة، لا يصيبها القدم ولا تنال منها السنون، تقف حكايات وذكريات السيدات المقدسيات عن مدينة القدس ، كي تخلقها من جديد، وترسم لها لوحة الخلود المرصعة بالحكايات الإنسانية الصغيرة من أفراح كانت في الزمن الغابر قبل أن يلطخها الاحتلال بالدماء والغضب. حكايات كثيرة عن المدينة المقدسة لا تنساها ذاكرة المقدسيات حتى بنين لمدينتهن المحتلة نموذجا حيا عندما كانت مدينة السلام، في ذاكرة 3 أجيال عن مدينة القدس، هي حكايات الجدة والأم والحفيدة جين سعيد شقيقة المفكر إدوارد سعيد التي روت فيها طفولتها ونكبتها. وتأتي ذكريات "كان يا ما كان في القدس" للدكتورة سحر حمودة لتسجل فيها حكايات والدتها المقدسية هند فتياني، عربون وفاء للأم وللمدينة التي تحملت كل الويلات والعذابات لكونها مدينة السلام التي اكتوت بنيران الحقد والحرب والكراهية على مر التاريخ. صلاح الدين يسند وظائف إلى عائلات مقدسية وتبدأ الحكاية على لسان الأم عندما دخل صلاح الدين مدينة القدس عام 1187م/583هـ ودموع النصر تكلل وجنتيه، وقد وجد أن كل بوابة من البوابات العشر المحيطة بالحرم الشريف تسكنها عائلة، وقام صلاح الدين بإسناد وظائف معينة لكل عائلة من العائلات التي كانت تسكن حول أبواب الحرم الشريف. وقد أسندت إلى عائلة الفتياني وظيفة الفتوى أو مقام المفتي، وهي أسمى مركز روحي ووظيفة مدنية في الأراضي المقدسة، وكذلك أعاد القائد صلاح الدين تسمية العائلات، كل حسب وظيفته الجديدة، فعائلة "السقا" كانت مسؤولة عن إمداد الناس والقائمين بالحرم بالماء، بينما عائلة "المؤقت" المسؤولة عن مواقيت الصلاة وإقامتها ورفع الأذان. وأما القائم بأمر الفتيا في الدين والشريعة فأطلق على عائلته لقب "الفتياني"، إذ كانت العائلة مشهورة برجالها الأتقياء وعلماء الدين، وأنهم من سلالة الإمام الحسن حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجر بعض رجالها مع الفتوحات الإسلامية الأولى من الحجاز إلى القدس، ومن عائلة الفتياني كان يختار مفتي الأراضي المقدسة، وعليه آل اللقب إلى أجيال العائلة أبا عن جد. وفي نهاية القرن 19 بدأت مكانة آل الفتياني تتهاوى، فكان إنجاب الإناث أكثر من الذكور، ومن ثم انتقلت الفتوى إلى آل الحسيني، واستمرت حتى الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين وقائدها السياسي عبد القادر الحسيني -بطل المقاومة الذي فقد حياته دفاعا عن وطنه- وابنه فيصل الحسيني. حكاية عائلة في كتاب الكتاب من تأليف الدكتورة سحر حمودة، أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة الإسكندرية، وهو عن مذكرات والدتها السيدة هند فتياني مترجمة الكتاب للعربية، وهند فتياني مولودة بالقدس 1929 في فترة الاحتلال البريطاني، وذهبت للدراسة في بيروت عام 1946، وحين اندلعت حرب 1948 كانت النكبة ولم تستطع العودة إلى فلسطين، فذهبت إلى القاهرة وأكملت دراستها بالجامعة الأميركية، وتزوجت مصريا وأنجبت ولدا وبنتا، وعملت بالأمم المتحدة والأكاديمية العربية للنقل البحري حتى تقاعدت. ولدار الفتياني في نفوس أهلها مكانة بعيدة الأغوار، حيث تتقصّى بطلة الكتاب آثار هذه الدار جغرافيا وتاريخيا من خلال قاطنيها وعاشقيها، وتنقل المؤلفة عن حكايات أمها قصصا غائرة في التاريخ البعيد، حكايات تناقلتها الأجيال حتى أضحى البعض يعتقدها أساطير الزمن الغابر، إلا أن الوثائق تعيد حقيقة الحكايات، ليصبح التاريخ المروي واقعا شهدت به الوثائق في العصر الحديث. والكتاب رغم عنوانه التشاؤمي عن ماض أسطوري مثل حكايات ألف ليلة وليلة، من خلال سردية الأم التي لم تُخرج الدار بحجرها وبشرها من نفسها ما بقيت حية، وهي تتذكر هذا العالم بكل حنين الذكريات الغابرة، وتقول: هناك عالم فريد لسيدات مكنونات كالدر النفيس، ورجال ذوي بأس شديد، وهناك أيضًا دار قائمة في واحدة من أقدس بقاع الأرض، بين جدرانها عاشت حيوات عادية لرجال ونساء وأطفال، وحيوات غير عادية لأبطال ومناضلين ومساحة تنتهكها وتسطو عليها نعال العسكر وكعوب بنادقهم. هناك تقبع جذوري التي تعود إلى زمن سحيق، ولا عجب، فقد بقيت الدار قائمة حين استعاد صلاح الدين القدس، استدعى صوت نساء القدس اللواتي أسكتتهن التقاليد والرجال والاحتلال وأنواع الاضطهاد جميعها، سأسجل قصة هذه العائلة المقدسية التي ترجع إلى ما قبل عام 1948، قبل أن تمضي إلى غياهب النسيان. الحكايات أصدق إنباء من التاريخ كانت حكايات أم الدكتورة سحر حمودة هي أساس الكتاب، ولكنها ذهبت إلى التاريخ تستدعي حقائقه وأحداثه التي أخبرتها بأن الدار كانت مدرسة تدعى "المدرسة العثمانية" تقع على اليسار عند الخروج من بوابة الحرم من باب المطهرة، وهي إحدى بوابات حائط الحرم الغربي، أوقفتها سيدة من نبلاء الأتراك التي توفيت في القدس ودفنت بجانب باب الرحمة بالقرب من حائط المسجد الأقصى. وترسم المؤلفة صورة لهذه الدار من خلال حكايات الأم، تلك الدار التي تبدو كبيرة ومتعددة السلالم والحجرات والأفنية، والتي كانت في الأساس مدرسة دينية قبل أن يسكنها آل الفتياني، وتقول إن الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى داخل الدار وخارجها كان من ساحة الحرم الشريف الداخلية حيث تقابلك زاوية. والزاوية هي مكان اجتماع أعضاء الطرق الصوفية تقود إلى فناء مستطيل على كل جانب منه مصطبة كما الأريكة، وعلى الجانب الأيسر غرفة صغيرة تضم قبر ولي من العائلة مغطى بكسوة من المخمل الأخضر المطرز بخيوط من ذهب، وحوله مصابيح الزيت المضاءة ليل نهار، وعلى الجانب الأيمن توجد أبواب منازل الأعمام ساكني الزاوية، وفي نهاية الممر يدخل النور من مسجد قديم مهجور، ورغم قدمه فله قداسته وحرمته. وعلى الجانب الأيمن من المسجد يوجد قوس ضخم يقوم على سلالم واسعة مؤدية إلى باب الدار يزيدها هيبة إلى جانب تحصينها، وتصعد سلالم ضيقة فتتملكك الدهشة والانبهار وأنت تدخل صحن الدار الفسيح المبهج بنسيمه العليل وأزهاره البديعة وأشجار العنب والليمون. ومن هذا الصحن تدخل إلى سطوح السلطانية لترى بانوراما كاملة للحرم الشريف والمسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، وفي الخلفية يرقد جبل الزيتون المرصع بالكنائس والأديرة، وأجملها على الإطلاق كنيسة الجثمانية (حيث قبض على المسيح بعد أن خانه يهوذا وفق الروايات المسيحية)، وعندما تنظر إلى هذه الكنيسة من وسط الدار يمكنك أن ترى أيضًا الطريق المؤدي من الحرم الشريف إلى جبل الزيتون. وجميع غرف الدار بما فيها غرف الاستقبال التي كانت في الأصل جامع المطلة على الحرم الشريف تعد مقدسة، والصلاة فيها كما الصلاة في المسجد الأقصى أو الصخرة المقدسة، وكانت تقام الصلاة فيها وراء إمام المسجد الأقصى، ولا يجوز للأمهات أن يلدن في هذه الحجرات لقدسيتها. شحن ذاكرة الجيل الجديد وما دفع المؤلفة إلى كتابة هذه المذكرات رؤيتها جهل طلابها الفلسطينيين لخرائط وطنها، وتقول: حين كنت ألقي محاضراتي في بيروت ما بين 1996-2000، وجدت أن عددا من تلاميذي فلسطينيّو الأصل، ولم يكونوا على معرفة بالقرى التي ينتسبون إليها، أو أي شيء عن البلاد التي انتسب إليها آباؤهم وأجدادهم الذين أجبروا على تركها، لم يكن لديهم ماض فلسطيني، في حين تسكن فلسطين في كل ركن من أركان بيتنا وعقولنا، لهذا قررت أن أوثّق قصص أمي، على أمل أن أشجع الآخرين على الحفاظ على ماضيهم، فلا يدَعوا حياتهم اليومية تجرف تاريخ عائلاتهم، ذلك أن الحكايات الصغيرة في حياتنا هي التي تصنع الموزاييك الأكبر للبلد والتاريخ وصروح الماضي الكبير. وانطلاقا من أول سطر في رواية "أنا كارنينا" "العائلات السعيدة تتشابه، لكن العائلات غير السعيدة تنفرد كل منها بدواعي تعاستها"، وتقول إن البيت هو الذي جعل عائلتها سعيدة، وكان البيت يحمل لقب "بيت الفتياني". وتقول من خلال البحث: اتضح لي أن الدار لم تكن مدرسة واحدة، بل مدرستين متصلتين، وكانت المدرسة الثانية هي المدرسة السلطانية، أو المدرسة الأشرفية، والمدرسة الثانية بناها السلطان قايتباي، ويعرف أيضًا بالأشرف (عام 885هـ/1480م) مما يفسر الاسمين "السلطانية الأشرفية"، وكانت هذه المدرسة مغطاة بالرصاص مثل قبة المسجد الأقصى، ولذلك كانت تسمى "الجوهرة الثالثة" جنبًا إلى جنب مع المصلى القبلي ومسجد قبة الصخرة ، إلا أن زلزالًا وقع عام 1926م أتى على الجزء الأعلى من المدرسة وجعلها مستوية تمامًا، وهذا ما أصبح يعرف باسم "سطوح السلطانية" فيما بعد، وهو السطح الذي يطل على الحرم المقدس. إعلان ومع أن الدار شيدت بعد فتح صلاح الدين للقدس بحوالي 250 سنة، وأن هناك عائلة للفتياني في السعودية ترجع أصولها لبيت المقدس، فإن الوثائق تؤكد أن القدس شهدت 11 مفتيًا على الأقل من عائلة الفتياني، مما يؤكد أن حكاية الأم لابنتها الدكتورة سحر حمودة كانت مع شفاهيتها الدارجة متسقة مع الوثائق التي جاءت بعد ذلك. كان من مهام آل الفتياني أن يُحسنوا وفادة الحجاج من شمال أفريقيا والأفغان والأكراد الذين يزورون المعالم المقدسة ملتقى المناضلين والمنفيين وكان من مهام آل الفتياني أن يُحسنوا وفادة الحجاج من شمال أفريقيا والأفغان والأكراد الذين يزورون المعالم المقدسة، وكان بعضهم من المناضلين والمنفيين السياسيين، وكانوا على الرحب والسعة دائمًا، فكانت تقاليد بيتنا لاستقبال الرافضين للاحتلال يرجع تاريخها إلى سنوات الحروب الصليبية عندما قيل إن الغزاة ذبحوا 300 فرد من عائلة الفتياني، حضر الطبطبائي والسامرائي من العراق ، والثعالبي قائد المقاومة التونسية الذي كان يمضي الليل في دارنا. وكانت في بيتنا صورة كبيرة معلقة على حائط غرفة الجلوس للمناضل عبد الخالق الطُّرِّيسي المنفي من المغرب، والذي أصبح بعد ذلك أول سفير للمغرب في مصر، وكثيرا ما كان يزور دار الفتياني بعد ذلك، وكان من الزوار المنتظمين لدينا من أفغانستان المناضل محمد صادق المجددي الذي عيّن أول سفير لأفغانستان في مصر، ورأيت في بيتنا إلى جانب كل هؤلاء الشيخ عبد الحميد الأفغاني، تاجر السجاد المقيم في مدينة يافا ، وحين كان أمير الأردن لاحقًا الملك عبد الله يقوم بزيارة القدس، كان رجال دار الفتياني يتركونها مؤقتًا حيث تقيم في الدار زوجة الملك عبد الله وحاشيتها طوال إقامتهم في القدس. مراتع الصبا مع بنات الحاج أمين الحسيني وتدوّن الدكتورة سحر حمودة متكئة على حكايات والدتها: اسم أبي بالكامل عبد الحميد عبد الرازق عبد الرحمن الفتياني، والده كان جابي ضرائب للإمبراطورية العثمانية ومسؤولا عن قرى القسطل وعين كارم وصطاف، وكان عدد سكان صطاف 383 نسمة عام 1931، ولم يكن بينهم يهود، والآن لم يبق منها شيء سوى بعض المباني المهدمة، إذ هاجمتها العصابات الصهيونية ومحتها من الوجود في يوليو/تموز 1948م، فتشتت أهلها، ويبدو أن آل الفتياني كانت لهم علاقة خاصة بصطاف حيث توجد أرضهم، وكان جدي عبد الرازق يتحكم في البلد وتزوج 8 نساء من صطاف، القرويات جميلات وممشوقات القوام وكثيرات منهن عيونهن زرقاوات. تزوج عبد الحميد فتياني مفتية نور الدين، وأنجبا ولدين و4 بنات، كانت هند فتياني إحداهن، وكانت أختها خديجة تكبرها بتسعة شهور فقط، وكانتا تلعبان معا في ساحة الحرم الشريف تصعدان سلالم ساحة الصخرة العريضة قبالة باب السلسلة، تتزحلقان على الدرابزين، وكان سبيل قايتباي في مواجهة البوابة، فكان ملاذهما عندما تلعبان الاستغماية. وتحكي المؤلفة: كان لدي صديقات أخريات في ساحة المسجد الأقصى، منهن بنات المفتي الحاج أمين الحسيني الخمسة، وكنا نفرح برؤية الحسيني في القدس حيث كان يسكن في دار قريبة للمسجد، وكنت أهرع إلى تقبيل يده عندما كان يخطو من باب داره الذي يفضي إلى الحرم الشريف كبيتنا، ضاربًا عصاه بخفة، يذهب برشاقة إلى المجلس الإسلامي الأعلى في البوابة المجاورة، بجبته السوداء تتدلى من ورائه، وعمامته البيضاء، كان منظره مثيرًا للإعجاب. كان منزل الحاج الحسيني، مفتي فلسطين الجليل ، في الأصل مدرسة مثل دار الفتياني، وكانت في العهد المملوكي مدرسة كبيرة يسكنها السلطان فرج بن برقوق، وفي أيام قايتباي كان مقرًّا للحكم وإقامة العدل، وعندما دخل العثمانيون القدس تحولت إلى محكمة واستمرت كذلك إلى أن صارت منزل الحاج أمين الحسيني أثناء الاحتلال البريطاني، وكانت كل هذه المنازل حول أسوار الحرم الشريف، كانت دور علم قبل أن تصبح منازل عائلات القدس الرائدة. وتتحدث عن شدة والدها في البيت وحزمه فتقول: كنت أشعر أنه بالكاد يلحظني، كنت أختبئ تحت طاولة المطبخ حين أسمع خطواته على السلالم، مرة واحدة ظهرت مشاعره نحوي حين أصبت بمرض التهاب اللوزتين، ورفضت درجة حرارتي أن تهدأ وأنا مجللة بالعرق، فكان يذرع أرض الحجرة التي أنام فيها جيئة وذهابا، وهو يذرف الدمع ويدعو الله لشفائي، وأسمعه: لست قلقًا على الأخريات كبرن وتزوجن، ولكن هذه الصغيرة من يتولاها بعد رحيلي؟ وكانت الحياة خارج أسوار القدس غربة لأهل القدس، وكانت نساء القدس إذا تزوجن وعشن خارج أسوار القدس في بلدة أخرى مثل يافا أو عكا أو غيرها من المدن الفلسطينية يُعتبرن أنهن يعشن في غربة. مدينة السلام تحت الاحتلال وجاءت المتاعب كلها مع مجيء الإنجليز واحتلالهم فلسطين في ما يسمى الانتداب البريطاني البغيض، ومنذ ذلك الوقت بدأت أحزان القدس والمقدسات وكل فلسطين، فقد سمحوا بالهجرة اليهودية بكثافة واحتكار الوظائف الحكومية ومطاردة الشباب الفلسطيني في كل مكان، وطبق المحتلون الحصار على جميع أنحاء فلسطين، وخاصة على القدس، بقيادة عصابات الهاغانا وشتيرن، وفرض الإنجليز منع التجول على البلدة القديمة الذي استمر ما يزيد على 6 أشهر، وكان الجنود الإنجليز يقتحمون البيوت في أي وقت يفتشون وينهبون ويقتلون أحيانا، ولم يستسلم الشباب الفلسطيني وبدأت حركات مقاومة شديدة تتبعها مطاردات، وكان من المطلوبين من قبل الاحتلال عبد السلام فتياني، شقيق المؤلفة، ويصفونه بجماله الذي كان يلفت ويجذب انتباه الجميع حتى لقبوه بيوسف لشدة جماله، وكانت مهمته تعقب الخونة والتخلص منهم، حتى قبض عليه بعد سنوات من المطاردات، ولكنه يهرب من السجن، ويأتي لوداع أسرته حيث تم تهريبه إلى مصر للدراسة في الأزهر. ورغم القتل والمطاردات، حاولنا أن ننهج حياة طبيعية، ظنا منا أن الإنجليز سيرحلون عاجلا أو آجلا، كما رحل العثمانيون والصليبيون والفرس واليونان والرومان، ونعود لحياتنا كما كنا قبل مجيئهم، كانت لنا أعيادنا، الفطر والأضحى، كانت هناك أعياد عديدة نحتفل بها على الطريقة المحلية، أهمها الاحتفال السنوي بسيدنا موسى الذي بدأه صلاح الدين في عيد الفصح، إذ يأتي أهالي كل قرية إلى القدس والحرم ويستعرضون مهاراتهم، وكان المكان يعج بالوافدين فلا يوجد مكان لقدم، وحيث الباعة بسلالهم المملوءة باللوز الأخضر، وفي هذه الأثناء تمتلئ الأسطح المطلة على الحرم بالنساء والأطفال لمشاهدة تلك الفعاليات، وبرصانة أكبر يكون الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في شهر رجب، فكانت احتفالية تبعث على الرهبة عندما يدور المصلون حول الحرم حاملين مصابيح الزيت من بعد أذان المغرب حتى صلاة العشاء. وتتساءل المؤلفة بحزن: "ماذا عن فلسطين هذه الأيام، والغربة التي يحيونها خارج فلسطين، وليس فقط خارج القدس؟ مع نكبة 1948 لجأ بعض الفلسطينيين إلى مصر ولبنان وسوريا على أساس أنها رحلة مؤقتة، وبعدها يعودون إلى منازلهم، ذهبت عائلة هداية إلى مصر، وعندما تمدد المقام إلى مرحلة المنفى تزوجت الأخوات الصغيرات، تزوجت خديجة مصريا واستقرت في الإسكندرية، أميمة تزوجت فلسطينيا واستقرت في عمان ، سعاد تزوجت أميركيا واستقرت في أميركا، بينما تزوجت ليلى سعوديا، ومن لم يتزوجن عشن ومتن في القاهرة والإسكندرية وجدة وعمان. في ظلال الأحزان وتلتحق بالمدرسة الإسلامية ثم المدرسة الألمانية في القدس، تنجو من مقصلة الزواج في سن الثالثة عشرة كما حدث مع إخوتها، وخالتها عائشة التي تزوجت في بيت جديد كان يسكن جوارهم مساعد المندوب السامي البريطاني، وفي عام 1948 استولى الصهاينة على هذا المنزل الجديد، لم يُبَع كما كانت تشيع الدعاية اليهودية ليصدقها العالم، الفلسطينيون لم يبيعوا بيوتهم، كان منزل خالتي عائشة من تلك البيوت التي احتلها اليهود بالسلاح، وفي عام 1967 حين قامت خالتي بزيارة منزلهم الذي استولى عليه اليهود وجدت أن السكان هم مهاجرون أغراب، وكل عائلة تقيم في حجرة تنام في سريرها وتتناول الشاي في فناجينها، وتستخدم ملاءاتها، لم يتغير شيء سوى السكان. وأما أخوها طاهر فكان أقرب إخوتها إلى نفسها، فقد اتخذ طريق النضال مثل شقيقهم عبد السلام، وبعد تفكير رأى أن يناضل بالقلم بدلا من السيف، أجاد 4 لغات وحفظ القرآن واختلط بجماعة الشيخ الحسيني، وأسسوا صحيفة الجامعة العربية سنة 1937، والتحق بالجامعة الأميركية في بيروت ولكنه اضطر أن يتركها لنشاطه السياسي، ولكن يموت عبد السلام في ريعان الشباب، وقبله بعام يموت الوالد عبد الحميد. وفي النكبة استولى اليهود على كل الأماكن التي تركها البريطانيون تاركين العرب في القرى والمدن لعصابات اليهود المسلحة بشتى أنواع الأسلحة، ويشعر الفلسطينيون بالخوف على حياتهم، ويبدأ كل أب في البحث عن مكان آمن لأبنائهم وزوجاتهم، ومع هجمات اليهود على القرى الخاوية من أي أسلحة ووقوع مذبحة قرية دير ياسين، تقوم العصابات اليهودية في تصفية القرى والمدن بقوة السلاح بعد أن تركتهم بريطانيا لقمة سائغة في أيدي اليهود الذين تسلحوا خلال فترة الهدنة حتى الأسنان، وحتى عندما أعاد الفلسطينيون تنظيم قواتهم كانت العائلات قد أرسلت أسرها إلى لبنان وسوريا ومصر، وكان نصيب مؤلفتنا أن تذهب إلى الإسكندرية مع أسرتها لتعيش حياة الشتات بعيدا عن تراب الوطن الذي حملته معها أينما حلت أو رحلت. أما دار الفتياني فما زالت قائمة، ولكنها محاصرة، ولم تعد تستقبل الزوار كما السابق، إذ يتعذر دخولها في الأوقات التي تفرض فيها شرطة الاحتلال حصارا على أبواب الأقصى، أو تمنع دخول المصلين إليه خلال اقتحامات المستوطنين.