logo
#

أحدث الأخبار مع #طارقسويد

سمارة نهرا لـ «الراي»: مجال التمثيل ظالم ومُجحف
سمارة نهرا لـ «الراي»: مجال التمثيل ظالم ومُجحف

الرأي

timeمنذ 4 أيام

  • ترفيه
  • الرأي

سمارة نهرا لـ «الراي»: مجال التمثيل ظالم ومُجحف

بعد نجاحها في مسلسل «بالدم»، تخوض الممثلة اللبنانية القديرة سمارة نهرا، تجربة فنية جديدة من خلال فيلم سينمائي للكاتب طارق سويد. وتعود نهرا، في عملها الجديد إلى ملعبها الذي لا ينافسها فيه أحد، وهو الكوميديا، مع أنها أثبتت من خلال أكثر من تجربة أنها قادرة على التنويع ومتمكّنة في كل الأدوار. نهرا، تحدثت في حوار مع «الراي» عن كواليس تحضيرها لشخصية «إكرام» والعزلة التي فرضتْها على نفسها، كما أشارت إلى أن الممثل يجد نفسه أحياناً مجبراً على القبول بكل ما يُعرض عليه بسبب قلة الفرص وندرتها، مبدية استعدادها للمشاركة في أعمال الدراما التركية المعرَّبة. • هل وجدتِ صعوبةً في تجسيد شخصية «إكرام» في مسلسل «بالدم»، خصوصاً أنكِ اشتهرتِ وبرعتِ في الكوميديا؟ - كلا، لم أجد أي صعوبة، لأنه يمكنني من خلال الشخصية التي أؤديها في العمل أن أترك حيزاً للدراما والانتقال إليها بسهولة حتى لو كنتُ أقدم الكوميديا، أي لا أفصل تماماً، بل أحتفظ بشيء من الشخصية الدرامية. والكوميديا بالنسبة إليّ سهلة وهي عندي كـ «شربة الماء»، وعندما أقدّمها لا أفكر بالدراما أبداً، والثانية تتطلّب مني جهداً كبيراً. • تقصدين أن الدراما هي النوع الأصعب؟ - بالنسبة إليّ نعم، الدراما هي الأصعب. • عادة يؤكد غالبية الفنانين أن الكوميديا هي الأصعب؟ - وأنا عكسهم. • ربما لأن روحك تميل الى الفكاهة؟ - هذا صحيح. • وهل تردّدتِ في قبول شخصية «إكرام» بما أنك تفضّلين الكوميديا؟ - كلا، لأن الدور جميل جداً وشكّل نقلةً نوعيةً في مسيرتي الفنية. هو لم يكن دوراً درامياً وحسب، بل كان أيضاً دوراً تراجيدياً جداً لأن «إكرام» امرأة حزينة دائماً وتنهال عليها المصائب من كل حدب وصوب، ولم يتخلل المسلسل مشهداً واحداً لي من دون بكاء أو يجبرني على البكاء. • خلال قراءتك للدور هل توقّعتِ ولو للحظة أنك ستكونين والدة «غالية»، خصوصاً أن كل الجمهور فوجئ بهذا الأمر؟ - هم أخبروني بذلك، وأنا فرحتُ لأن هذه الناحية عزّزت دوري مع أن مساحته أصغر من مساحة الأدوار الأخرى. «غالية» كانت تبحث عن والدتها مع أنها كانت بقربها، وخلال قراءة المَشاهد تأثّرتُ وبكيتُ كثيراً وكنت أتحضّر نفسياً قبل تصوير كل مَشهد لي من خلال عزْل نفسي لمدة نصف ساعة بعيداً عن الأصوات والكلام والناس كي أكون جاهزة للدخول في التصوير. • وأيّ ذكريات كنت تستحضرين خلال عزلتك؟ - هناك مواقف كثيرة في حياة الانسان يمكن أن تدفعه إلى البكاء، ولكنها لا ترافقه طوال العمر. • وأي مأساة استحضرتِ؟ - لن أقول. • يبدو أنها خاصة جداً؟ - نعم، ومحزنة جداً، ولن أذكرها كي لا يقول الناس عندما أقدّم أدواراً تراجيدية إنني أتذكّر فلاناً... أو فلانة. • يبدو أنه فلان وليس فلانة؟ - لا أريد الإفصاح عن هذا الأمر على الملأ. • وهل أنت راضية عن نهاية مسلسل «بالدم» مع أن كثيرين لم يتقبلوه؟ - بل شعرتُ بالصدمة، حتى أنني قلتُ ذلك للكاتبة نادين جابر، فأجابتْني بأنها تريد أن تصدم الناس. موت «غالية» كان منطقياً جداً، لأن الموت هو المصير الحتمي لأي شخص يقترب من اكتشاف رأس الأفعى التي تتاجر بالأطفال. • ماذا شعرتِ عندما أخبرك طارق سويد بأنه كتب لك دوراً في فيلمه الجديد؟ - هو أخبرني أنه «دور مهضوم وفصّله على مقاسي»، وكلامه أَفْرَحَني كثيراً وحقق أحد أحلامي لأنني اعتدتُ على تقديم أدوار جاهزة يمكن أن تلعبها أي ممثلة يتم الاتفاق معها، أي يمكن أن أؤديه أنا أو غيري من الممثلات. وأتحرّق لتسلُّم النص، خصوصاً أن طارق يكتب بأسلوب جميل جداً. • هل تحبين أعمال الـ 6 حلقات أم أنك تفضّلين عليها مسلسلات الـ 30 حلقة لأنها ترضي الممثل مادياً كما على صعيد الحضور لفترة أطول على الشاشة؟ - من الناحية المادية، لا شك أنني أفضّل العمل الطويل، ولكن الناس يفضّلون متابعة الأعمال القصيرة لأنها لا تُشْعِرُهم بالملل. ورغم ذلك، لا أعتقد أن أعمال الـ 30 حلقة يمكن أن تتوقف، لأن الأعمال التركية المعرَّبة تتألف من 90 حلقة وتحظى بمتابعة كبيرة، وهذا يعني أن الجمهور يتقبل كل شيء عندما يكون جميلاً وجذاباً. • المفارقة أن الناس ينتقدون المسلسلات الطويلة مع أنهم يحبونها ويتابعونها؟ - الناس ينتقدونها ولكن يتابعونها لأنهم بحاجة للتسلية، ولكنهم يفضّلون عليها المسلسلات المحلية اللبنانية أو السورية. الدراما التركية المعرّبة ليست قريبة من عاداتنا وتقاليدنا وقِيَمنا كعرب وشرقيين. • ولكن القيّمين عليها يحاولون أن يجعلوها أكثر قرباً من عاداتنا وتقاليدنا؟ - «سبحان الله، المستعار يبقى مستعاراً». • وهل هذا يعني أنك ترفضين المشاركة في الدراما التركية المعرّبة؟ - بل أنا أقبل. لنكن صريحين، كيف يمكن أن يعيش الفنان إذا رفض هذا الدور أو ذاك وخصوصاً أنه يمكن أن يبقى أحياناً عاماً كاملاً أو عامين من دون عمل. • وهل تقبلين بالأدوار المكرَرة؟ - نعم، لو عُرض عليّ دور شبيه بآخر قدّمتُه فسأقبل ولو على مضض. والمشكلة أن المُنْتِجين يَعرضون على الممثل أدواراً شبيهة بالأدوار التي يبرع فيها. • وهل كرهتِ نفسك بعد هذا الدور؟ - بل أنا ممتنة من سمارة نهرا. ومع أنني قدّمتُ أدواراً درامية قبل «إكرام»، ولكنها لم تكن بالتراكم الدرامي نفسه أو في مسلسلات مؤلفة من 30 حلقة. علماً أن الناس يفضّلونني بالأدوار الكوميدية ويطالبون بأعمال كوميدية، ولكن هذا الأمر ليس بيدي كممثلةٍ لأنني لم أُخيّر بين عمل درامي وآخَر كوميدي واخترتُ الدرامي. • هل أنت راضية عن حضورك على الشاشة على مستوى عدد الأعمال؟ - لست مفعمة بالرضا، ولكن «ماشي الحال». • مع الوقت ومع تَراكُم النجاحات، هل يصبح النجاح أمراً عادياً؟ - أبداً، لأن الفنان يشعر عند كل نجاح وكأنه الأول له، وعند سماع المديح بأنه الأول الذي يتلقاه في حياته. • وهل يُفترض أن تتهافت الأدوار على الممثل بعد كل نجاح؟ - هكذا يُفترض، ولكن كل شيء يرتبط بالعمر والدور. عندما بدأتُ العمل في التلفزيون، لم أكن أعرف من أين تنهال عليّ العروض، لأنني كنت وجهاً جديداً وأجيد التمثيل، كما أنني شاركت في أعمال الدبلجة والسينما والمسرح، وبمجرد أن أنتهي من عمل كنت أباشر بغيره، ولكن الحرب (اللبنانية) جعلتْنا نجلس في بيوتنا، ولذلك لم أتمكن من أن أراكم تجاربي ونجاحي، وهذا الأمر ينسحب على كل أبناء جيلي الفني. • هل توافقين على أن قطاع التمثيل ليس مُنْصِفاً لأن البعض «يأكل البيضة والتقشيرة» والبعض الآخَر يرضى بالقليل وآخَرون من دون عمل؟ - هذا صحيح، بل إن الأمر يتجاوز عدم الإنصاف إلى الإجحاف والظلم.

باسم مغنية لـ"المدن": "بالدم"كرّس الدراما اللبنانية "النظيفة"...وسأظهر بفيلم جديد
باسم مغنية لـ"المدن": "بالدم"كرّس الدراما اللبنانية "النظيفة"...وسأظهر بفيلم جديد

المدن

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • المدن

باسم مغنية لـ"المدن": "بالدم"كرّس الدراما اللبنانية "النظيفة"...وسأظهر بفيلم جديد

يخوض الفنان اللبناني باسم مغنية خطوة فنية جديدة، لكن سينمائية هذه المرة، من خلال فيلم "الحارس" الذي يقوم بتصويره حالياً، وهو عمل يقوم على البطولات العربية المشتركة ويجمع بينه وبين هاني سلامة من مصر ومرام علي من سوريا، ويجسد فيه دور ضابط تدفعه الظروف للتمرّد على رؤسائه. ومشاركة مغنية في هذا العمل، ليست الأولى له مع المخرج ياسر الشامي، إذ سبق أن تعاونا قبل عامين في مسلسل "الأجهر" الذي دارت قصته في إطار اجتماعي إنساني. الفيلم كان يفترض أن يصور العام الماضي في لبنان، لكن ظروف الحرب أرجأت تصويره إلى هذا العام، لأن أحداثه تدور حول مطاردة مجرم خطير في لبنان.. وتهدف فكرته إلى تسليط الضوء على خطورة بعض جوانب السوشيال ميديا وتداعياتها المؤذية على الناس التي تؤدي في بعض الأحيان الى الموت ومحاولات الانتحار. فيلم "الحارس" كما يقول مغنية لـ"المدن"، "يتناول قضية اجتماعية مهمة وهو من تأليف عمر عبد الحليم وإخراج ياسر شامي، ولا شك أن سيكون محطة جديدة في مسيرتي الفنية". تكريس عربي يشيد مغنية بآخر أعماله "بالدم" الذي عُرض في موسم رمضان الفائت، ويؤكد أنه محطة مفصلية في مسيرة الدراما اللبنانية، ليس على مستوى النوع فقط، بل أيضاً على مستوى التمثيل والانتاج والاخراج والكتابة. ويضيف: "قدمت الدراما اللبنانية في السنوات الماضية أعمالاً جيدة وجميلة، لكنها لم تُشاهد عربياً، لكن ما يميز مسلسل "بالدم" ويجعله محطة مفصلية في مسيرة الدراما اللبنانية، أنه أول عمل لبناني يحظى بمشاهدة عربية واسعة على مستوى الوطن العربي كله في شهر رمضان، بسبب عرضه على المنصة الأهم عربية "شاهد"، فضلاً عن أنه برهن بأن الكوادر اللبنانية تملك كل المؤهلات التي تمكنها من تحقيق حضورها عربياً على مستوى المشاهدة، كما على مستوى المنافسة في الموسم الرمضاني". دراما نظيفة ويرى مغنية أنه من خلال مسلسل "بالدم"، "أصبح المشاهد العربي ينظر إلى الدراما اللبنانية على أنها دراما عظيمة ونظيفة، وتملك كل العناصر الجيدة التي تجعلها تضاهي وتتساوى مع أي دراما عربية جيدة". وتوجه مغنية بالشكر إلى كل من اعتبر أن أداءه وأداء سينتيا كرم كانا الأفضل في مسلسل "بالدم"، ويعلق: "سينتيا كرم لم تكن الأبرز في مسلسل "بالدم" وحده، بل في الموسم الرمضاني كله، لكن من دون أن ننسى جهود ممثلي الجيلين الشاب والمخضرم". ويضيف: "بالدم" كان عملاً رائعاً وببيّض الوجه على مستوى التمثيل، وأنا سعيد ومحظوظ جدا لأنني كنت واحداً من بين كوكبة من الممثلين القديرين والجيدين الذين افتخر بهم. وبصرف النظر عن آراء المحبين الذين يعتبرون أنني كنت الأبرز في الموسم الرمضاني من خلال مسلسل "بالدم"، لكن النجاحات فيه كانت متساوية وعبر كل عنصر شارك فيه وهذا ليس رأيي وحدي بل يوجد إجماع حوله". "إيغل فيلمز" إلى ذلك، يعلّق مغنية على التركيبة الجديدة في أعمال شركة "إيغل فيلمز" وإمكانية حصول "خلخلة" في أعمالها المقبلة، بعدما تردد أنها ستتعامل في جديدها مع طارق سويد وليس مع نادين جابر. ويقول مغنية: "90% من خيارات شركة "إيغل فيلمز" بقيادة رئيسها جمال سنان كانت صحيحة منذ بداياتها وحتى اليوم، لأنه يحرص على اختيار النصوص الرائعة"، ويرى أن "وجود طارق السويد في أي عمل يشكل إضافة وفخراً للدراما اللبنانية خصوصا أنه صاحب تجربة كبيرة وعميقة ويتأنى جداً في اختيار أفكاره ونصوصه، تماماً كما نادين جابر التي تتأنى هي أيضاً في صناعة ورسم كل حلقة من حلقات المسلسل، وتقدمها على شكل لوحة جميلة يحبها الناس". ويضيف: "وجود طارق سويد في أعمال "إيغل فيلمز" لن يتسبب بخلخلة بل هو يضخها بدم وأفكار جديدة ومن الطبيعي أن تتعامل الشركة مع مجموعة من الكتّاب وربما يكون بينهم كتّاب جدد وهذه الناحية إيجابية جداً". كما يرحّب مغنية بعدم حصر المنافسة الدرامية في الموسم الرمضاني موضحاً "في الموسم الرمضاني تكون المنافسة حامية لأن الناس يركزون على مشاهدة الدراما ويقارنون بين الأعمال، لذلك تصبح المنافسة أكبر ولكن تقديم أعمال خارجه هو أمر مطلوب وهي ستصل إلى كل الناس خصوصاً إذا كانت جيدة".

طارق سويد لـ «الراي»: تَصالَحْتُ مع الواقع وحتى مع ... الموت
طارق سويد لـ «الراي»: تَصالَحْتُ مع الواقع وحتى مع ... الموت

الرأي

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الرأي

طارق سويد لـ «الراي»: تَصالَحْتُ مع الواقع وحتى مع ... الموت

بعد غياب، عاد الفنان اللبناني طارق سويد إلى مزاولة نشاطه الفني، ولكن من بوابة المسرح مقدّماً 10 قصص جسّدتْها على الخشبة 12 موهبة تمثيلية كان قد درّبها من خلال ورش تمثيلية. وعلى مسرح «ديستركت 7» المتواضع، يَعرض سويد عمله الجديد «مش مسرحية» الذي يحقق نجاحاً لافتاً أكد عليه الجمهور وصناع الدراما والنقاد. سويد تحدث لـ«الراي» عن مسرحيته ونشاطاته الأخرى: • كيف تفسر أسباب نجاح مسرحية «مش مسرحية» الذي فاق التوقعات مع أنك وعدتَ الجمهور بعمل متواضع؟ - العمل متواضع من ناحية مساحة المسرح الذي لا يتّسع سوى لعدد محدد من الناس، ولكنهم أحبوه لأنه غنيّ بالأفكار الجديدة التي قدّمتُها بأسلوب الكوميديا السوداء، فبكوا وضحكوا في آن معاً ربما لأنهم وجدوا أنفسهم في القصص والمواضيع التي تطرقتُ إليها. الجمهور اللبناني ليس معتاداً على الكوميديا السوداء، بل هي جديدة عليه، حتى ان كتابتي فاجأتْ الصحافيين والفنانين لأنهم لا يعرفون أنني أجيد كتابة الكوميديا أيضاً، والمسرحية تَجمع بينها وبين التراجيديا، فغادروا العرض مستمتعين بما شاهدوه وسمعوه. وأعتقد أن مَن يكتب المواضيع التي تَعني له ويحبها لابد من أن تصل إلى الناس. • هل يفترض بمن يكتب الكوميديا السوداء أن يكون ابن المعاناة، شفافاً وحقيقياً وليس كاتباً عادياً؟ - يجب أن يكون أولاً متصالحاً مع نفسه، مُخاطراً ويعبّر عن الأشياء كما هي. كما أن الكوميديا السوداء تتطلب كثيراً من القراءة والدقة، مع أنني قدمتُ الفانتازيا داخل المسرحية. وفي الأساس، وخلال مرحلة تدريب الطلبة، علّمتُهم كل شيء: المونولوج، الدراما، الكوميديا السوداء، الفانتازيا الخيالية والواقع. وقد اخترتُ مواضيع المسرحية من حياتنا اليومية، كـ«السوشيال ميديا» والانفصال وغيرها من المواضيع الاجتماعية. • عادةً أنت بطيء بالكتابة، فكيف تمكنتَ من إنجاز هذا العمل بفترة قياسية، وهل هذا يعني أنكَ كنتَ متحمساً له كثيراً؟ - أحببتُ هذا العمل كثيراً، وأتمنى أن يعاودني الشعور نفسه عند كتابة الأعمال الدرامية بعيداً عن التفكير في ما يريده الآخَرون. في المسرح أكتب كي أتسلى بعيداً عن الحسابات والتفكير بما يريده ممثل معروف مُشارِك في المسلسل. ومع الوجوه الجديدة، كتبت لأشخاص مستعدين لتقديم أي شيء وكل شيء. • وهل من المستحيل أن يتحقق هذا الأمر عند كتابة نص درامي لمسلسل تلفزيوني، بما أن الممثلين الذين شاهدوا العرضَ المسرحي أحبوا ما قدّمتَه وتمنوا لو أنهم شاركوا فيه؟ - هذا أمر صعب، لأن كتابة أي مسلسل تَخضع لإرادة شركات الإنتاج ومواصفات النص الذي تَطلبه من الكاتب. ولا شك في أنني قادر على نقل كتابة التجربة المسرحية إلى التلفزيون وبطريقة جديدة. وأنا أحب مثلاً كتابة مسلسل يكون بطله طفل صغير، ولكنني لا أعرف إذا كان هذا الأمر يتوافق مع توجهات شركات الإنتاج لأننا بحاجة إلى تمويل، ولذلك أكتب قصة المسلسل بطريقة تتناسب مع تطلعات الجمهور وشركات الإنتاج، ولكنني أطعّمها بالأفكار والقضايا التي يهمني الإضاءة عليها وبشكل متواز مع التوجه الذي يُطلب مني. وبصراحة، لا أعرف إذا كنتُ قادراً على الكتابة بعيداً عن «المحسوبيات» التي تطبع جانباً من الصناعة التلفزيونية، ولكنني أعتقد أنني سأفعلها. • وهل هناك ممثلون تحب أن تتعامل معهم مسرحياً؟ - لديّ اختصاص آخر، وأعمل كأستاذ لمادة المسرح في كلية التربية، ولكنني لا أضيء على هذا الأمر لأنني كنت أرغب بالتركيز على التمثيل. ولا شك أنني أرغب بالتعامل مسرحياً مع بعض الممثلين، إلا أنني لا أعرف إذا كانت صفات البراءة والتواضع والجنون يمكن أن تعود إلى شخص أصبح تحت الأضواء. ومَن يقبل بذلك يجب أن يكون متصالحاً مع نفسه وألا يتوقف عند بعض التفاصيل ومن بينها: لماذا غيري تقاضى أجراً أعلى من أجري، أو لماذا مساحة دوره أكبر من مساحة دوري؟ علماً أن ما أقوله لا ينطبق على كل الممثلين، فمثلاً أحب التعامل كثيراً مع طلال الجردي. • كيف ترّد على من أكد أنك ستكون الكاتب الذي ستتعامل معه شركة «إيغل فيلمز» في عملها المقبل؟ - الكل يردّد هذا الكلام، ولكن الأمر لا يتعدى كونه بعض النقاشات معها ومع غيرها من شركات الإنتاج. في الفترة الماضية ابتعدتُ عن الكتابة بقرارٍ شخصي بسبب ظروفي الخاصة، وعندما عدتُ عَرَضْتُ أفكاري على بعض الشركات وتلقيتُ عروضاً من شركات أخرى، ولكن لا شيء رسمياً حتى الآن. وكل ما يمكن أن أؤكده أن هناك مسلسلاً من كتابتي وأنني قررتُ العودة بمسلسل جديد في الموسم الرمضاني المقبل لأنني اشتقتُ للعمل ولأنه حان وقت العودة. ويوجد في داخلي الكثير من القصص والمشاعر التي أرغب بالتعبير عنها في عمل جديد. • وهل النص الذي تتحدث عنه هو نص مسلسل «هي لحظة» وهو آخِر نص كتبتَه؟ - كلا، ولكنني أعتمد دائماً نفس الأسلوب في الكتابة، وهو الأسلوب الواقعي. • وما مصير «هي لحظة»؟ - توقّفتُ عن كتابته، ولكنني انتهيتُ من كتابة نص جديد لفيلم من نوع الكوميديا السوداء بعنوان «liste de mariage» وسيكون من إنتاج مي أبي رعد وإخراج رندة علم. وحتى الآن لم يتم اختيار الممثلين الذين يُفترض أن يشاركوا فيه باستثناء الممثلة سمارة نهرا التي خصصتُ دوراً لها فيه. • وهل تلقيتَ عرضاً من شركة «الصبّاح»؟ - كلا، ولكن حصل اتصال بيننا واجتمْعنا وتَناقشْنا وأبديْنا رغبةً مشتركة في التعاون، وحصل ذلك قبل أن أبتعد. وأنا معجب بطريقتهم في العمل، وهم أيضاً أعربوا عن إعجابهم بما أكتبه، والأمر ينطبق أيضاً على شركة «إيغل فيلمز» وهما شركتان مهمتان جداً على مستوى الإنتاج. وحتى عندما أتعاون مع شركة صغيرة كالتي تملكها مي أبي رعد، فإنني أشعر بسعادة عارمة حين ينجح العمل. • هل تعيش حالياً مرحلةَ تحدٍ جديدة؟ - نعم، لأنني عدتُ بعد مرحلة من الغياب. ابتعدتُ منذ «عروس بيروت» و«بالقلب» عام 2019، ولم أكن أعرف كيف يمكن أن يستقبلني الناس مجدداً ككاتِب وكيف يمكن أن تكون ردة فعلهم على أعمالي. ومن خلال مسرحية «مش مسرحية» أشعر بأنني أتحدى نفسي باعتمادي أسلوباً جديداً في الكتابة، ولكنني لم أشعر يوماً أنني أرغب بتحدّي الآخرين. غالباً ما يتحدّث الآخَرون عن منافسةٍ شريفة، ولكنني لا أشعر بها ولا أعرفها لأنني لا أسعى لأن يكون لديّ مسلسل جديد سنوياً، بل أترك الأمور تسير على هواها، وفي حال شعرتُ برغبةٍ في الكتابة يمكن أن أقدّم عملاً جديداً. • أو ربما هو تحدٍ كي تبرهن للآخَرين أنك موجود وقادر على العطاء بالرغم من فترة غيابك الطويلة؟ - أبداً، لأنني تصالحتُ مع فكرة الغياب. فأنا لم أَغِبْ شهراً واحداً أو شهرين، بل لفترة طويلة جداً جعلتْني أتصالح مع الواقع. تصالحتُ مع الواقع وحتى مع الموت، ولا أنتظر شيئاً من الآخَرين، بدليل أنني أَوْجَدْتُ بنفسي فرصة المسرحية، والكل يتحدث عنها مع أنها مسرحية طلاب. وهناك نجوم وكتّاب كانوا تحت الأضواء لفترة طويلة ثم اختفوا، وأنا متصالح مع فكرة أن لا شيء يستمر، ولا أهتمّ لهذا الأمر، لأن مفهومي ومقاربتي للأمور تَغيّرت كثيراً ولكن بشكل إيجابي... ماذا بعد الناس والشهرة، وماذا بعد تحقيقي لنجاحٍ أكبر من النجاح الذي حققتْه المسرحية واكتسابي لشهرة أوسع؟ أنا قادر على تقبّل الحياة كما هي وتُفْرِحُني أبسط الأشياء. ومع أن القاعة التي أعرض فيها المسرحية لا تتسع سوى لـ 65 شخصاً، ولكنني شعرت وكأنهم 1000 شخص، لأن مفهومي للنجاح تَغَيّر وكذلك مفهومي للشهرة والأضواء. وأعتقد أن المطبات التي وقعتُ فيها هي التي غيّرتْني وجعلتْني أكثر نضجاً من الناحية الفكرية. والتغيير الذي حصل معي ينسحب على كل الناس، وليس على الفنان فقط.

"مش مسرحية"... عندما يصبح الإنسان والمسرح واحداً
"مش مسرحية"... عندما يصبح الإنسان والمسرح واحداً

النهار

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • النهار

"مش مسرحية"... عندما يصبح الإنسان والمسرح واحداً

يتقن طارق سويد اللغة الإنسانية ولا يبذل جهداً كي يظهّرها في كتاباته الدرامية لأنها منسوجة بالفطرة معه. ويعلم المشاهد عندما يكون أمام عمل يحمل توقيع هذا الفنان أنّه سيقترب من الإنسان أكثر لأنّ طارق سويد كاتب صاحب رسالة وهدف في حياته. في مساحة صغيرة على خشبة "ديستريكت 7" في بيروت، توجّهنا مساء كي نصفّي الذهن من الشوائب اليومية التي تعكّر صفونا، وجلسنا في أجواء صالون ثقافي فني "كوزي" حيث بدأت الضحكة ترتسم لحظة بدء العرض. في هذا العرض المسرحي، اجتمع 12 شاباً وشابة ليقدّموا مادة مسرحية بعيدة عن التقليدي، فكنّا جزءاً مما قدّموه. وسط الأضواء الخافتة والديكورات البسيطة، دخلنا معهم إلى كواليس صخب الحياة. عنوان العرض ليس تقليدياً أيضاً، "مش مسرحية". عمل ينضوي ضمن مشروع أطلقه الكاتب والممثل والمخرج اللبناني طارق سويد، من أجل المسرح ومن أجل الإنسان. انطلقت الفكرة من ورشة تدريبية نظّمتها الممثلة فيفيان أنطونيوس داخل أتيليه "Maison D'Art"، إذ دعت الى تدريب مجموعة من الهواة. وهناك، في تلك المساحة المليئة بأحلام هذه المجموعة الشبابية، شدّت طارق شرارة الموهبة. قرّر أن يمنح هذه المجموعة فرصة حقيقية، فكتب لهم وجلس معهم، وصنع من اللقاءات المتكررة خلال ستة أشهر عملاً ينبض بالحياة. القصص العشر التي تشكّل العمل لم تكن مجرّد مشاهد، بل مرآة لكل ما نحاول دفنه في يومياتنا. أزال سويد المسافة بين الخشبة والجمهور، لا شيء مفتعلاً، لهذا السبب كنا نراه في كل مشهد، لا حواجز، لا أقنعة. قدّم قصصاً حقيقية وحميمة، لا تمس حياة أبطاله الشباب فحسب، بل تعكس حياة الإنسان اليومية وأحلامه التي لا تتحقق بسهولة. كنّا أمام مشاهد عن الضغوط النفسية والمهنية والاجتماعية والطائفية، خفوت الأضواء، خداع "السوشيال ميديا"، صوت المرأة الناضج، وكلمات تشبه ما نقوله لأنفسنا حين لا يسمعنا أحد. أبطال هذا العرض هم: إيلي الحلو، رنا يمين، روني فارس، باميلا جرمانوس، رونالدو سعد، رايا الحوت، إلسي شلِّيطا، إسماعيل حسينات، جوي مانوكيان، ناتالي جرجس، أيمن التيماني، وماريتا حداد. أسماء قد لا تكون مألوفة بعد، لكنها وقفت على الخشبة كما لو أنها تنتمي إليها منذ سنوات وتستحق التصفيق. في هذا العمل، يتجلّى أن الفن ليس حكراً على الأسماء الكبيرة، بل هو قوة تُصنع من الصدق والإحساس العميق، وتنتقل من القلب إلى الجمهور، ليصبح الفن الحقيقي هدفاً سامٍياً. "مش مسرحية" عرضٌ عن الناس وللناس، موجّه بكل حب الى قلوب لا تزال تصغي. يقول طارق سويد قبل بدء العرض: "التواصل البشري بهمني كتير، وأنا كنت متأكد إنو الصحافيين رح يجو… مش بس كرمالي، بس لأنو بدكن تشجعوا حركة ثقافية عم تولد من جديد، لشباب بعدو عم يحلم. كل مشهد كتبته من قلبي، وكل دمعة ضحكتوا عليها كانت سبب إني كفّي". المسرحية مستمرة على خشبة "ديستريكت 7" حتى تاريخ 27 نيسان/أبريل. ومن خلال مشروعه المسرحي هذا، نقل طارق سويد مفهوماً عميقاً للنجاح لم يكن مجرد بحث عن شهرة أو بريق. ففي حديث سابق له عن النجاح، قال: "ولا مرة كان النجاح عندي سجادة حمرا وشهرة عالمية أو عربية هو بعيد عن البازار". بهذا المفهوم، أراد طارق أن يؤكد أن النجاح ليس في تسليع الفن والمواهب، بل في الانتماء الحقيقي للعمل والمجتمع. وهو ما تجسد بوضوح في طريقة احتضانه للمواهب اللبنانية الصاعدة في هذا العمل، وإعطائها الفرصة لتثبت نفسها على خشبة المسرح، حتى وإن كانت تلك الفرص لا تزال خجولة.

طارق سويد يُفجّر الواقع في عرضٍ لا يشبه سواه في"مش مسرحية"!
طارق سويد يُفجّر الواقع في عرضٍ لا يشبه سواه في"مش مسرحية"!

الديار

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الديار

طارق سويد يُفجّر الواقع في عرضٍ لا يشبه سواه في"مش مسرحية"!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب جويل عرموني في عمل مسرحي جريء ومختلف، يطلّ علينا الكاتب والمخرج طارق سويد بمسرحيته الجديدة "مش مسرحية"، من إنتاج Maison d'Art بإشراف الممثلة فيفيان أنطونيوس، ليقدّم لنا تجربة فنية تحمل الكثير من العمق والصدق والدهشة. إن "مش مسرحية" هو عمل مسرحي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بل ربما أكثر. هي لوحة إنسانية تنبض بالمشاعر، تسلّط الضوء على قضايا واقعية من صميم حياتنا اليومية، بأسلوب مباشر لا يخلو من الجرأة والشفافية. النص، كعادة طارق سويد، يحمل بين سطوره الكثير من الإنسانية، والطرح الجريء، واللغة القريبة من القلب. أما الأداء، فهو يتألف من فريق متميّز يضمّ ممثلين محترفين. هذا العرض ليس فقط دعوة إلى الضحك أو التأمّل، بل هو صرخة فنّية وإنسانية تمسّ كلّ منّا، وتدعونا إلى النظر في مرآة داخلنا. تُعرض "مش مسرحية" في District 7، في التواريخ التالية: 11، 12، 13 و25، 26، 27 نيسان. ونظرًا للإقبال الكبير ونفاد البطاقات، تمت إضافة عروض جديدة في 3 و4 و17 و18 أيار عند الساعة السابعة والنصف مساءً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store