logo
#

أحدث الأخبار مع #عائشةبوزرار

رقمنة القوة: دور الشركات الكبرى في السياسة الدولية
رقمنة القوة: دور الشركات الكبرى في السياسة الدولية

كواليس اليوم

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • كواليس اليوم

رقمنة القوة: دور الشركات الكبرى في السياسة الدولية

عائشة بوزرار )باحثة في الإعلام) يناقش الباحث يحيى اليحياوي في كتابه الجديد ' شركات الرقمنة متعددة الجنسيات: عن الرقمنة كأداة جيو-استراتيجية'، (الصادر في مارس 2025)، تحول التوترات الجيوسياسية في عصر الرقمية، تحت تأثير عمالقة التكنولوجيا مثل GAFAM وBATHX. يبدأ الكتاب بمقدمة للبروفيسور تييري كيرات(مدير البحوث بالمركز الوطني للبحث العلمي بباريس) يناقش فيها البعد الجديد الذي تكتسبه صناعة الرقمية وتأثيرها على العلاقة بين تركيز السلطة الاقتصادية والسياسة. كما يشير إلى بروز مفاهيم مكافحة الاحتكار واعتبار النظام الرقمي كمنفعة عامة. مثلما يوضح المؤلف، يحيى اليحياوي، أن الشركات متعددة الجنسيات لا تقتصر في أنشطتها على المشاركة في المفاوضات الدبلوماسية، بل تلعب دورًا نشطًا في تحديد الأجندة السياسية وتشكيل معالمها. ذلك أن التوترات حول السيطرة على البنى التحتية والمحتويات والخوارزميات والمنصات والشبكات الاجتماعية تثير قضايا تتعلق بسيادة الدول والمصالح الاقتصادية لهذه الشركات التي أصبحت تكتسب قوة متزايدة. يؤكد أيضا أن الدول، في ظل صعود الفاعلين الخاصين في المجال الرقمي، تبدو في حالة تراجع، حيث 'يبدو أن سيادتها الرقمية قد تنازلت عنها للشركات التكنولوجية بالنسبة للأضعف، أو تم تفويضها بالنسبة للأقوى.' يمثل هذا الكتاب الذي ألفه باحث متخصص في الإعلام، له خبرة أكاديمية وحس ذكي بالمواضيع الدقيقة، مرجعًا أساسيًا لفهم هيمنة عمالقة الرقمية والتوازنات الجديدة للقوى في هذا السياق، مما يساعد في التنقل في مجال الدبلوماسية الإلكترونية،ومن أهم النقاط الرئيسية التي تناولها الكتاب : -تحول الجيوسياسية: وذلك بالتركيز على كيفية تأثير الشركات الرقمية الكبرى (GAFAM وBATHX) على التوترات الجيوسياسية. -تناقض السلطة: ويناقش العلاقة بين تركيز السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية، وكيف تؤثر الشركات على الأجندة السياسية. -مفاهيم مكافحة الاحتكار: بإبراز أهمية ظهور مفاهيم مكافحة الاحتكار وفكرة اعتبار النظام الرقمي بوصفه منفعة عامة. -دور الشركات: تؤدي الشركات متعددة الجنسيات دورًا نشطًا في تشكيل السياسات بدلاً من كونها مجرد وسطاء. -قضايا السيادة: تتناول القضايا المتعلقة بسيادة الدول، وكيف أنها تبدو في تراجع أمام قوة الشركات التكنولوجية. يتجلى تأثير الشركات متعددة الجنسيات الرقمية مثل فيسبوك، جوجل، وأمازون على التوترات الجيوسياسية بعدة طرق؛ أولاً، تتحكم هذه الشركات في تدفق المعلومات، مما يؤثر على الرأي العام والسياسة الداخلية، كما حدث في الانتخابات الأمريكية 2016. ثانيًا، تهيمن على الأسواق العالمية، مما يسبب نزاعات تجارية، مثل تلك بين الولايات المتحدة والصين حول هواوي. ثالثًا، تتعرض الدول لهجمات سيبرانية قد ترتبط بمصالح شركات، مما يزيد من التوترات الدبلوماسية. وأخيرًا، تثير سياسات تخزين البيانات وسرية المعلومات صراعات مع الدول التي تسعى للوصول إلى هذه البيانات لأغراض أمنية، مما يعكس تأثير هذه الشركات على العلاقات الدولية. ولمواجهة نفوذ الشركات متعددة الجنسيات الرقمية، تستخدم الدول عدة استراتيجيات ، ومنها: · التشريعات الحمائية: سن قوانين خاصة لتنظيم أنشطة الشركات في الأسواق المحلية، مثل قوانين حماية البيانات والمنافسة. · مكافحة الاحتكار: تنفيذ سياسات مكافحة الاحتكار لتفكيك الهيمنة السوقية، كما فعلت بعض الدول مع شركات مثل جوجل وفيسبوك. · تعزيز السيادة الرقمية: تطوير بنى تحتية رقمية محلية وتقنيات خاصة لتعزيز السيطرة على البيانات والمعلومات. التعاون الدولي: تشكيل تحالفات دولية لتنسيق الجهود في مواجهة نفوذ الشركات، مثل التعاون في مجال الأمن السيبراني. · التثقيف الرقمي: تعزيز الوعي الرقمي بين المواطنين حول تأثير هذه الشركات وطرق حماية الخصوصية. · الاستثمار في الابتكار: دعم الشركات المحلية الناشئة لتقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية وتعزيز الاقتصاد الرقمي الوطني. تتميز قوانين حماية البيانات باختلافات ملحوظة في نطاق تطبيقها. على سبيل المثال، GDPRفي الاتحاد الأوروبي، ويشمل جميع الشركات التي تتعامل مع بيانات المواطنين الأوروبيين، بغض النظر عن موقعها، بينما CCPAفي كاليفورنيا يقتصر على الشركات المستهدفة للسكان المحليين. كما أن GDPRيحمي جميع أنواع البيانات الشخصية، بما في ذلك الحساسة، بينما PIPEDAفي كندا يركز بشكل أكبر على البيانات التجارية. في مجال حقوق الأفراد، يمنح GDPRحقوقًا شاملة مثل الحق في الوصول والحق في النسيان، بينما تكون حقوق PDPBفي الهند أقل وضوحًا. من ناحية العقوبات، يفرض GDPRغرامات صارمة تصل إلى 4% من الإيرادات العالمية، بينما CCPAيفرض غرامات أقل. وأخيرًا، يتم تطبيق GDPRمن قبل هيئات حماية البيانات في الدول الأعضاء، بينما يشرف المدعي العام في كاليفورنيا على CCPA. تؤثر الشركات المتعددة الجنسيات الرقمية على الاقتصاد العالمي بشكل كبير من خلال عدة جوانب. أولاً، تسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي عن طريق الاستثمارات وخلق فرص العمل، كما تعزز التنافسية في الأسواق، مما يؤدي إلى تحسين جودة الخدمات والأسعار. ثانياً، تشجع هذه الشركات على الابتكار من خلال استثماراتها في البحث والتطوير، مما يسهم في تطوير منتجات جديدة. كما توسع التجارة الدولية عبر منصات التجارة الإلكترونية، مما يسهل التبادل التجاري بين الدول. ومع ذلك، تواجه هذه الشركات تحديات ملموسة من بينها هيمنة بعض الشركات على السوق، مما قد يضر بالشركات الصغيرة، وقضايا الخصوصية وحماية البيانات. وفي المجمل، تعزز هذه الشركات الاقتصاد الرقمي، مما يحسن من الكفاءة ويقلل من التكاليف. في الختام، تمثل الشركات المتعددة الجنسيات الرقمية قوة دافعة للاقتصاد العالمي، حيث تعزز النمو والابتكار، لكنها تتطلب أيضاً معالجة التحديات المتعلقة بالتنافسية وحماية البيانات لضمان تحقيق فوائد مستدامة لجميع الأطراف.

أشكال الاحتجاج الإعلامي
أشكال الاحتجاج الإعلامي

الجريدة 24

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجريدة 24

أشكال الاحتجاج الإعلامي

عائشة بوزرار- باحثة في الإعلام حول العلاقة بين الإعلام والمشاركة المدنية في السياقات الاجتماعية المعاصرة، يدور الحديث في الفصل الثاني من كتاب "إعلام المواطن والفضاءات العامة: تعبيرات متنوّعة عن المواطنة والمعارضة"، في مقالة حول كيفية تنظيم الاحتجاجات الصغيرة واستخدامها كوسيلة إعلامية للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية، حيث يناقش الكاتبان كيف يمكن للحركات الاحتجاجية الحديثة أن تُفهم من خلال مفاهيم المسرح والإيماء ، معتبرين أن الإيماءات الاحتجاجية ليست مجرد تعبيرات رمزية، بل أدوات سياسية قوية تُسهم في بناء أشكال جديدة من المواطنة. الأمر الذي يتيح جذب الانتباه والتواصل مع الجمهور، ويسهم في إيصال الرسائل بشكل مؤثر ويعزز من الوعي بالقضايا الاجتماعية والثقافية المختلفة، وذلك من خلال ثلاث فئات رئيسية تتداخل فيما بينها: أولاً، الإيماءات التي تستفيد من الشكل البشري للاعتراض على سياسات الاستثناء؛ ثانياً، الإيماءات المنزلية التي تفتح آفاقًا اجتماعية؛ وثالثاً، الإيماءات البيئية التي تخلق أماكن مشتركة للتعايش مع الكائنات غير البشرية. من المهم التأكيد أننا لا ندعي أي فعالية خاصة للإيماءات أو المسرح من الناحية السياسية، وهذه الفئات الثلاث لا تمثل نظرة شاملة على الأشكال الاحتجاجية المختلفة. الهدف هنا، هو التأكيد على أهمية الإيماءة والمسرحية في مناقشات وسائل الإعلام المدنية، باعتبارها وسائل لفهم وممارسة المواطنة. كما أننا نواجه الميل إلى تجاهل الإيماءات المسرحية بسبب اعتبارها زخرفية أو فارغة، أو اعتبار المسرح مجرد ترفيه، ونرفض الثنائيات غير المفيدة بين الحقيقي وغير الحقيقي. إيماءات مثل الوقوف، رفع الأيدي، التنظيف، تزيين محطات الحافلات، حمل الوشم، رش الطلاء والإشارة إلى الماء، جميعها تخلق نوعًا من الاضطراب وتجعل المكان مشتركًا. هذه الإيماءات تحمل إمكانيات لتمثيل وتجربة الحياة في العلاقة، مما يعزز مكانتها كإسهامات فعالة في حركات الاحتجاج عبر الزمن، وهذه الأمثلة توضح كيف يمكن استخدام الفن والتكنولوجيا لتعزيز الوعي الاجتماعي وتحفيز العمل الجماعي: الاعتصامات الافتراضية: تنظيم اعتصامات عبر الإنترنت حيث يشارك الأشخاص من مختلف أنحاء العالم في احتجاجات رقمية، مثل "احتلال وول ستريت" الافتراضي؛ مسرحيات التفاعل الاجتماعي: استخدام منصات مثل فيسبوك وتويتر لخلق تجارب تفاعلية حيث يمكن للجمهور المشاركة في السرد أو اتخاذ قرارات تؤثر على مجريات الأحداث؛ الأداء في الفضاء العام: تطبيقات الهواتف المحمولة: مثل "الأداة العابرة للحدود" التي تساعد المهاجرين عبر الحدود، حيث تجمع بين التكنولوجيا والفن لتقديم الدعم للمحتاجين؛ الوسائط المختلطة: استخدام الفيديو والتصوير الفوتوغرافي والتقنيات الرقمية لإنتاج أعمال فنية تعبر عن القضايا الاجتماعية والسياسية، مثل أعمال الفنانين الذين يستجيبون للأزمات الإنسانية. ويمكن تعزيز تأثير الإيماءات الاحتجاجية من خلال تنظيم فعاليات مدروسة تضمن مشاركة جماهيرية واسعة، مع وضوح أهداف الرسالة لضمان فعالية التوصيل، واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية والتقليدية لنشر الوعي، إلى جانب التعاون مع منظمات غير حكومية، وهو ما يعزز من نطاق التأثير. لذلك يجب أن تشمل الاستراتيجيات تنوعًا في الأساليب، مثل الفنون والمسرح، لجذب جمهور أوسع مع توفير دعم قانوني لحماية المحتجين، والاستمرار في تنظيم الإيماءات مما يضمن ضغطًا دائمًا على المعنيين، ويزيد من فرص إحداث تغييرات فعلية ،من خلال : التنظيم الجيد، وذلك إنشاء تحالفات وتنظيم فعاليات بشكل مدروس يضمن مشاركة عدد كبير من الناس، مما يزيد من الوعي والتأثير. وضوح الرسالة، بتحديد أهداف واضحة ومحددة للإيماءات يساعد في توصيل الرسالة بفعالية أكبر للجمهور والسلطات. التواصل الفعال، عبر استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية ووسائل الإعلام التقليدية لنشر الرسالة وزيادة الوعي بالاحتجاجات، مما يجذب انتباها أكبر. الاستمرارية، تنظيم سلسلة من الإيماءات الاحتجاجية بدلاً من حدث واحد فقط يضمن استمرار الزخم وزيادة الضغط على المعنيين. التعاون مع المنظمات الأخرى، عن طريق الشراكة مع منظمات غير حكومية أو جماعات مدنية يمكن أن يوسع نطاق التأثير ويعزز الموارد. التنوع في الأساليب، باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب الاحتجاجية، مثل الفنون، المسرح، والوسائط المتعددة، لجذب جمهور أوسع وزيادة التأثير. التفاعل مع الجمهور، بإشراكه في الإيماءات الاحتجاجية، مثل تنظيم ورش عمل أو جلسات حوارية، يعزز من الشعور بالانتماء والدعم. توفير الدعم القانوني، للتأكد من وجود حماية قانونية للمحتجين يساعد في تعزيز قدرتهم على التعبير عن آرائهم دون خوف من القمع. تأسيسا على ما سبق، فإن استخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن أن تصبح الإيماءات الاحتجاجية أكثر فعالية وقادرة على إحداث تأثير ملموس في المجتمع والسياسة. وهو ما تعبر عن هذه المقالة التي تربط بين الأداء الفني والفضاء السياسي، وتُظهر كيف أن الإيماءات الجسدية في الاحتجاجات يمكن أن تكون بمثابة وسيلة للتعبير السياسي الجماعي ومصدرًا لتشكيل مواطنة ناشطة، خاصة في زمن يُجرّد فيه كثيرون من حقوقهم وفضائهم المدني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store