أحدث الأخبار مع #عاصفةالصحراء


Independent عربية
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
لعبة الشرق الأوسط في حرب غزة
حرب إسرائيل مستمرة في غزة ولبنان والضفة الغربية وسوريا، بصرف النظر عن اتفاقات وقف النار وأوسلو وسقوط نظام الأسد. ليس استئناف الحرب الإبادية على غزة في رمضان مجرد رد على التعثر في المفاوضات الدائرة بوساطة أميركية ومصرية وقطرية. فلا هي فقط حرب نتنياهو انطلاقاً من أهدافه الشخصية والسياسية بل أيضاً حرب اليمين الإسرائيلي المتطرف جداً، الذي يرى "فرصة تاريخية" لتحقيق حلم جابوتنسكي وشطب المسألة الفلسطينية. ولا هي حرب إسرائيل وحدها، إذ اللعبة في يد أميركا برئاسة دونالد ترمب. وإذا كانت الصواريخ تسقط على أهل غزة، فإن ما على المحك في الميدان هو اللعبة الكبيرة في الشرق الأوسط. الشرق الأوسط الذي "لم يعد العالم العربي وإسرائيل وتركيا وإيران كما هو على خرائط الجامعات والخارجية الأميركية والعواصم الأوروبية"، كما كتب البروفيسور مارك لينش المتخصص في مجال العلوم السياسية والقضايا الدولية في جامعة جورج واشنطن، في مقال تحت عنوان "نهاية الشرق الأوسط". فـ"خريطة القيادة المركزية أكبر من خريطة الخارجية، إذ تشمل أيضاً أفغانستان وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وباكستان والصومال". وهذه بالطبع أكبر من طموحات إسرائيل وأقل من طموحات أميركا، وفي الحالين أكبر بكثير من قدرات واشنطن وتل أبيب على التحقيق والعبور إلى الشاطئ الآخر، ذلك أن نتنياهو يجدد في "ملحق" حرب غزة الأهداف التي حددها في بداية الحرب "تحرير الرهائن والقضاء على 'حماس' وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل"، وهي أهداف لم يحققها الجيش الإسرائيلي كلية على مدى 15 شهراً من الحرب. والفشل الكبير في غزة ولبنان هو لاستراتيجية "الردع" ثم ما سمي "الردع التراكمي"، بحيث لجأ الجيش إلى "العمل الاستباقي". وهذا ما يفعله في غزة والضفة ولبنان وسوريا لجهة توسيع مناطق الاحتلال واختراع "مناطق عازلة" لتجنب تكرار الزلزال الذي أحدثته في إسرائيل عملية "طوفان الأقصى"، لكن هذا ليس سوى جزء من الأهداف التي تتمثل في إقامة إسرائيل الكبرى الشريكة مع أميركا في الهيمنة على الشرق الأوسط، الذي قال نتنياهو عنه بعد حرب غزة ولبنان وانحسار النفوذ الإيراني وسقوط النظام السوري "غيرنا الشرق الأوسط"، ولكن السؤال هو أي تغيير وإلى أين بين الخيارات الخطرة؟ وما أكثر المحاولات التي حملت طموحاً إلى "شرق أوسط جديد"، وكلما ظهرت طبعة من شرق أوسط جديد بدا الشرق الأوسط القديم أطول عمراً وأكثر ثباتاً. شمعون بيريس دعا في أواخر القرن الماضي إلى "شرق أوسط جديد" يتشارك فيه "المال العربي والعقل الإسرائيلي" لكنه كان حلماً سوريالياً. الرئيس جورج بوش الأب تحدث بعد حرب "عاصفة الصحراء" عن "نظام عالمي جديد"، وفتح الباب في مؤتمر مدريد للمفاوضات على تسوية الصراع العربي - الإسرائيلي. الرئيس بوش الابن اندفع مع المحافظين الجدد في غزو أفغانستان والعراق، ثم جاءت على ساعته حرب 2006 بين إسرائيل و"حزب الله"، فتحدثت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عن "الشرق الأوسط الواسع" المبني على استخدام القوة، وهو ما فشل بالطبع. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الرئيس باراك أوباما حاول توظيف ثورات ما سمي "الربيع العربي" في تخفيف أحماله داخل الشرق الأوسط ليتفرع إلى "المحور" في الشرق الأقصى حيث الثروة والقوة، فدعم الإسلام السياسي الممثل بجماعة "الإخوان المسلمين" للوصول إلى السلطة في ليبيا وتونس ومصر، ولمحاولة ذلك في سوريا على أن يكون قائد السنة هو الرئيس رجب طيب أردوغان. وكان تصوره للشرق الأوسط هو دعم التوازن في القوى بين قوة سنية بقيادة تركيا وقوة شيعية بقيادة إيران. لا بل تحدث بصراحة عن تقاسم النفوذ في الشرق الأوسط بين طهران وعواصم عربية، والنتيجة فشل وكارثة. الرئيس جو بايدن حاول إمساك العصا من وسطها، فلم يمنع نتنياهو من التوحش في حرب غزة ولا فتح ملف التسوية بين سوريا وإسرائيل، ولا تمكن من دفع "حل الدولتين" إلى الأمام. والرئيس دونالد ترمب في الولاية الأولى ركز على شرق أوسط اقتصادي، عبر "صفقة القرن" التي ولدت ميتة، ثم من خلال "اتفاقات أبراهام" بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية والبحرين والمغرب والسودان. أما في الولاية الثانية الحالية، فإنه يرى إسرائيل ضيقة جغرافياً وتحتاج إلى أرض في سوريا إلى جانب الجولان وفي الجنوب اللبناني، كما في الضفة الغربية وغزة. أما الدولة الفلسطينية فلم تعد على أجندته، ولا استقرار في الشرق الأوسط من دون دولة فلسطينية. في المقابل، فإن المرشد الإيراني علي خامنئي تحدث عن "شرق أوسط إسلامي" بقيادة إيران بالطبع. وهو كسب مزيداً من النفوذ عبر قيام أميركا بإسقاط نظام عدوه صدام حسين، كما عبر الفصائل الأيديولوجية المسلحة التي أسسها في العراق وسوريا ولبنان ودعمها في غزة واليمن، لكن المشروع الإقليمي الإيراني انتقل من حال المد إلى حال الجزر والسؤال في أميركا وإسرائيل ليس عن ضرب الفصائل المرتبطة بالحرس الثوري، فهذا أمر اليوم، بل عن مصير النظام الإيراني نفسه. وليس من السهل على أردوغان الذي ربح "الحرب" في سوريا أن يمد ظله على شرق أوسط "عثماني جديد". أما ترمب الذي يريد تغيير الشرق الأوسط ومناطق أخرى وضم كندا وقناة بنما وجزيرة غرينلاند بالقوة، فإن الدرس مكتوب أمامه على الجدار منذ بوش الابن وغزو العراق ودعوة المحافظين الجدد إلى إسقاط ستة أنظمة عربية، وما انتهت إليه المغامرة. وأما السباق إلى الشرق الأوسط أو الصراع فيه وعليه، فإنه لعبة أميركا وروسيا والصين من على القمة، وتركيا وإيران وإسرائيل على السفح، لكن العرب هم أصحاب الأرض والمال والقوة الجديدة والقدرة على الانفتاح. "وفي أي حرب طويلة تتطور أهداف طرفي الحرب" كما تقول المؤرخة الكندية مارغريت ماكيملان.


البلاد البحرينية
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- البلاد البحرينية
رصدت انسحاب الجيش العراقي والكويتيون قاتلوا بصمود
إعداد ولقاء: راشد الغائب وحسن عدوان يقدم الصحافي البحريني القدير عدنان الموسوي، الذي كان حاضرا خلال غزو الكويت وتحريرها، سردًا حيًا لتجربته في توثيق أحداث تلك الفترة الحرجة، كما عكست شهادته في وثائقي 'البلاد' بعنوان 'عاصفة الصحراء.. شهادات بحرينية في زمن تحرير الكويت من الغزو' معاناة وصمود شعب الكويت أمام الدمار والحرب، وكشفت عن المخاطر والتحديات التي يواجهها الصحفيون في ساحة المعركة. ويعتبر الموسوي أول صحافي في العالم يدخل الكويت بعد غزوها. وفيما يأتي نص الحوار: مرتان كيف بدأت رحلتك إلى الكويت خلال فترة الغزو والتحرير؟ دخلت الكويت على مرحلتين؛ في المرحلة الأولى، دخلت بعد أسبوع من بدء الغزو العراقي، حيث كنت شاهدا على حجم الدمار الذي لحق بالبلاد ومعاناة الشعب الكويتي تحت الاحتلال. أما في المرحلة الثانية، فقد عدت إلى الكويت بعد أربعة أيام من تحريرها، حيث كانت الأوضاع لا تزال مشبعة بأجواء الحرب، وكان الدمار حاضرا في كل مكان، لكن مشاعر الفرح بالتحرير كانت تجتاح نفوس الناس. الانطباع كيف كان انطباعك الأول عند دخول الكويت خلال تلك الفترة؟ عندما وصلت إلى المنفذ الحدودي للكويت (النويصيب) على الحدود بين السعودية والكويت، كانت الأجواء مشحونة ومقلقة وحديثي هنا عن مرحلة الغزو، رائحة الحرب كانت لا تزال في الأجواء، وقررت دخول الكويت من حدود مزارع النويصيب، وبعد دخولنا دوهمنا بثلاث دبابات وتم القبض علينا من قبل الجيش العراقي واقتيادنا إلى نادي الفروسية، أسندوا وجوهنا للجدار وجاء ضابط ونطق بالحكم علينا (إعدام)، وضعوا الرشاشات خلف ظهورنا وبعد فترة جاء الضابط القائد للقاعدة وطلب مقابلتنا وتساءل 'لماذا دخلتم حدود العراق'، وأجبته بأن الرئيس العراقي صدام حسين يقول إن بلاد العرب ليس لها حدود، وبهذه المقولة نجونا من الإعدام، وهناك تفاصيل كثيرة تتعلق بالغزو. ودخلت الكويت مرة أخرى في التحرير وعلى مداخل البر سمعنا أصوات تفجيرات الألغام تتردد في الأرجاء. وعندما دخلت الكويت، وجدت دولة منهارة بالكامل، كل شيء كان مدمرا، والحياة فيها شبه معدومة، لكن رغم ذلك، كان هناك شعب يقاتل من أجل البقاء والصمود. الظروف الصعبة كيف تعاملتم كصحافيين مع الظروف الصعبة أثناء التغطية؟ لم تكن تغطيتنا تقتصر فقط على نقل مشاهد الدمار، بل سعينا للقاء شخصيات ومسؤولين لفهم ما حدث بشكل أعمق. استُقبلنا بترحيب كبير من قبل المسؤولين في الكويت، ما سهل علينا الحصول على المعلومات الضرورية، كما تمت مقابلة شخصية من وزارة الاعلام ساعدتنا في تيسير مهامنا الصحافية. كذلك، تم استضافتنا في شقة بمنطقة الصوابر من قبل عائلة كويتية كريمة، مما أتاح لنا الفرصة للقيام بجولات ميدانية يومية لتوثيق كل التفاصيل الدقيقة للأحداث. عنف واضطرابات هل واجهتم مشاهد عنف واضطرابات خلال تغطيتكم للأحداث؟ نعم، لقد شهدنا العديد من المشاهد الدامية والمروعة، في منطقة الصوابر، عندما دخلنا موقف السيارات، رأينا ثلاثة جنود عراقيين مقتولين، ورصدنا أثناء انسحاب الجيش العراقي حالة من الفوضى والارتباك، حيث رأيت جنديًا يحاول أن يلتحق بالجنود المنسحبين بالسيارات ولكنه سقط على رأسه متعثرًا، وسط مشهد يعكس مدى التخبط في الانسحاب. بالإضافة إلى ذلك، زرنا مواقع دمرت بالكامل، مثل بيت القرين وبيت الضابط المسؤول عن الحماية الخاصة أحمد قبازرد، حيث كان الدمار شاهداً على عنف المعارك والمعاناة التي شهدتها الكويت. تحديات الحدود ما أبرز التحديات التي واجهتكم أثناء عبور الحدود من الكويت إلى السعودية؟ كان عبور الحدود تحديا كبيرا، فقد اضطررنا للتنقل عبر وسائل مؤقتة وسط أجواء مشحونة بالمخاطر. كانت هناك مطاردات ومناورات، حيث كنا نحاول تفادي أي اعتداءات محتملة من الجنود العراقيين المتبقين في المنطقة الحدودية. كان علينا التحرك بحذر شديد لضمان سلامتنا أثناء الرحلة. لحظات بارزة هل كانت هناك لحظات بارزة في تغطيتكم لتحرير الكويت؟ بالتأكيد، من أهم اللحظات التي شهدناها كان لقاؤنا مع جنرال أميركي، برفقة ضباط كويتيين وأميركيين، وأعلنوا رسميًا تحرير الكويت بالكامل. كما كنا جزءًا من الاحتفالات الشعبية التي عمت البلاد، حيث استمرت الاحتفالات وإطلاق الرصاص لمدة ثلاث ساعات في شارع الخليج العربي. ورغم خطورة الوضع وانتشار المسلحين، كان الناس يحتفلون بانتهاء الاحتلال واستعادة بلدهم. آثار الدمار كيف رصدت التغيرات التي طرأت على الكويت بعد التحرير؟ بعد التحرير، تغيرت الأجواء تمامًا، انتقل الوضع من قبضة حديدية دامت ثمانية أشهر إلى حياة جديدة مليئة بالأمل. لم يكن الأمر مقتصرًا على إزالة آثار الدمار، بل كان هناك إصرار واضح من الشعب الكويتي على إعادة بناء وطنهم بكل ما تعنيه الكلمة. اليوم، نرى أن الكويت قد عبرت من محطات آلامها، بل شهدت أيضًا عبورًا شاملا آخرًا عبر نهضة ثقافية وإنسانية وعلمية تعكس إرادة هذا الشعب القوي. المخاطر كيف تصف دور الصحافيين في تغطية هذه الأحداث رغم المخاطر؟ الصحافة مهنة مليئة بالمخاطر، خاصة عندما تكون في ساحة المعركة. كصحافي، كل صباح يحمل تحديًا جديدًا، وكل مساء قد ينتهي بمخاطر غير متوقعة. لكن رغم ذلك، فإن التغطية الإعلامية كانت ولا تزال أداة رئيسية في توثيق التاريخ وكشف الحقائق، نحن نتحمل مسؤولية نقل الأحداث بموضوعية وشجاعة، حتى لو كان ذلك يعني تعريض أنفسنا للخطر. رسالة ومسؤولية ما الرسالة التي تود توجيهها للأجيال القادمة حول أهمية الإعلام في مثل هذه الأحداث؟ رسالتي للأجيال القادمة هي أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة ومسؤولية. عندما نغطي الأحداث التاريخية، نحن لا نوثق الماضي فقط، بل نساهم في تشكيل وعي الأجيال القادمة. يجب أن يظل الإعلام صوت الحقيقة، مهما كانت الظروف والتحديات. وشهادتي في فيلم 'عاصفة الصحراء' هي بمثابة توثيق لتاريخ لا ينبغي أن يُنسى، ودليل على أن الصحافة قادرة على نقل الصورة الحقيقية حتى في أحلك اللحظات.


البلاد البحرينية
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- البلاد البحرينية
بالفيديو: عبدالله النعيمي لـ 'البلاد': القوات الجوية البحرينية نفذت أكثر من 300 طلعة قتالية لتحرير الكويت
إعداد ولقاء: راشد الغائب وحسن عدوان أفصح عضو مجلس الشورى ووكيل وزارة شؤون الدفاع السابق عبدالله النعيمي، عن ذكرياته ومشاهداته خلال فترة تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي. وأوضح النعيمي أن بدء عملية التحرير جاء بتوجيهات سياسية رفيعة المستوى، وصدرت التعليمات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن الداخلي في البحرين ونشر رسالة الطمأنينة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأشار إلى أن هذه التوجيهات لم تكن مجرد أوامر بل كانت انعكاساً لإرادة القيادة السياسية في الحفاظ على الاستقرار والسلام في المنطقة، وهو ما شكل الأساس لخطط الدفاع والتحضير للعملية العسكرية. وفيما يلي مقابلة 'البلاد' مع عبدالله النعيمي، عضو مجلس الشورى ووكيل وزارة شؤون الدفاع السابق الذي كان في قلب المشهد في فترة غزو وتحرير الكويت. وجزء من المقابلة ضمن محتوى العمل الوثائقي الجديد الذي أنتجته 'البلاد' بعنوان 'عاصفة الصحراء... شهادات بحرينية في زمن تحرير الكويت من الغزو'. التوجيهات السياسية كيف بدأت البحرين التعامل مع الغزو العراقي للكويت؟ مع اندلاع الغزو العراقي للكويت، جاءت التوجيهات السياسية رفيعة المستوى من المغفور له أمير البلاد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، الذي وجه المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن الداخلي في البحرين، ونشر الطمأنينة على الصعيدين الإقليمي والدولي. ولم تكن هذه التوجيهات مجرد أوامر، بل كانت انعكاسا لرؤية القيادة السياسية للحفاظ على استقرار المنطقة، وهو ما شكل الأساس لخطط الدفاع والاستعداد للعملية العسكرية. القرارات المصيرية كيف كان التنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية خلال تلك الفترة؟ في تلك الفترة، كنت من المديرين التنفيذيين وكنا بغرفة العمليات على مدار الساعة طوال فترة الاحتلال والتحرير التي استمرّت لمدة ٨ أشهر، وكنا نعمل على مدار الساعة في غرفة العمليات لاتخاذ القرارات المصيرية. كان التنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية على أعلى مستوى، إذ كان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة (ولي العهد القائد العام آنذاك) الذي قاد الإجراءات العسكرية وبمتابعة من المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين (وزير الدفاع نائب القائد العام آنذاك)، وقد انعكس ذلك في اجتماعات متواصلة تضمنت مناقشة التفاصيل الدقيقة للإجراءات والتوجيهات السامية، مما ساهم في تعزيز الثقة بين جميع الأجهزة الحكومية والعسكرية، وضمان استعدادها الكامل للتصدي لأي تهديد. والاجتماعات المتواصلة والمناقشات الدقيقة للتوجيهات العسكرية والسياسية عززت من جاهزية القوات وقدرتها على مواجهة أي تهديد. قوة الواجب عيسى ما أبرز الاستعدادات العسكرية التي قامت بها البحرين لدعم عملية التحرير؟ كانت الاستعدادات العسكرية شاملة ومدروسة، ولم تبدأ فقط مع إعلان عملية التحرير، بل منذ بداية الاحتلال العراقي للكويت في أغسطس 1990. تم تجهيز القطاعات البرية والجوية والبحرية لضمان الاستعداد الكامل. ومن أهم الخطوات التي اتُخذت تشكيل 'قوة الواجب عيسى'، التي ضمت حوالي 250 ضابطًا وجنديًا، مدعومين بالدبابات والمدفعية، ليكونوا على أهبة الاستعداد للمشاركة في العمليات العسكرية. أصعب أنواع القتال كيف شاركت القوات البحرينية في العمليات العسكرية على أرض الميدان؟ كان للقوات البحرينية دورٌ حيويٌ في تحرير الكويت، حيث شاركت القوات البرية في معارك حضرية شديدة الخطورة عند دخول المدن والقطاعات الكويتية. هذه المعارك كانت من أصعب أنواع القتال، حيث تمركزت المدافع في المباني والشوارع الضيقة، مما تطلب شجاعة وإقدامًا استثنائيًا من الجنود. بالإضافة إلى ذلك، نفذت القوات الجوية أكثر من 300 طلعة جوية قتالية، إلى جانب حوالي 400 طلعة جوية للإسناد والمرافقة، كما قامت الطائرات العمودية بأكثر من 400 طلعة لنقل الإمدادات والمواد اللوجستية. أما القوات البحرية، فقد أدت دورًا متميزًا في حماية الموانئ، وإرشاد السفن التجارية والقتالية لتأمين عمليات الدعم البحري. التنسيق بين القطاعات كيف تم ضمان التنسيق اللوجستي بين القطاعات المختلفة خلال العملية؟ كان التنسيق بين القطاعات العسكرية واللوجستية محوريًا في نجاح العملية. عمل مجلس الدفاع العسكري على مدار الساعة لتوفير الإمدادات اللازمة للقطاعات الجوية والبحرية والبرية، تم استغلال جميع المرافق في المملكة لدعم العملية، بما في ذلك القواعد الجوية والبحرية، التي شكلت مراكز استقبال وتزويد للقوات بالذخائر والمؤن. وكان لقاعدة الشيخ عيسى الجوية دورٌ بالغ الأهمية، حيث استقبلت الطائرات العسكرية الكويتية وتم تزويدها بالمستلزمات الضرورية، مما عزز من قدرة العمليات الجوية وساهم في تأمين استمراريتها. روح وطنية كيف انعكس التعاون بين البحرين والكويت على مجريات العملية العسكرية؟ كانت هناك روح وطنية وتلاحم كبير بين البحرين والكويت، حيث لم يقتصر الأمر على الجانب العسكري فقط، بل شمل دعمًا معنويًا ولوجستيًا واسع النطاق. واستقبلت البحرين القوات الكويتية بحفاوة، ووفرت لها الدعم والتدريب، ما ساعد في رفع جاهزيتها القتالية وهذا التعاون الوثيق كان تجسيدًا للإرادة الحقيقية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وجعلنا نعمل كجسد واحد لمواجهة العدوان العراقي. محطة فاصلة كيف كان شعوركم أثناء المشاركة في هذه العملية التاريخية؟ كان شعورًا مزيجًا من الفخر والمسؤولية الوطنية، فقد كنا ندرك أن هذه اللحظة ليست مجرد معركة عسكرية، بل محطة فاصلة في تاريخ المنطقة. كنا نشعر أننا لا ندافع فقط عن الكويت، بل عن أمن البحرين ودول الخليج ككل. والمشاركة في تحرير الكويت كانت دليلًا على وحدة الصف الخليجي وقدرتنا على التصدي لأي تهديدات تمس سيادتنا واستقرارنا. معارك مباشرة ما أبرز التضحيات التي قدمتها البحرين خلال هذه العملية؟ قدمت البحرين تضحيات كبيرة خلال عملية التحرير، حيث لم يكن الأمر مجرد مشاركة عسكرية، بل التزاما كاملا بالوقوف إلى جانب الأشقاء في الكويت. والعديد من الضباط والجنود شاركوا بشجاعة في معارك مباشرة، وواجهوا تحديات ميدانية خطيرة. وأوجه كل التحية والتقدير لمن ساهم في هذه العملية، خصوصا من قدموا أرواحهم فداءً للوطن والقيم التي ندافع عنها. التخطيط والتنفيذ ما الدروس المستفادة من هذه التجربة التاريخية؟ أحد أهم الدروس المستفادة هو أهمية التحالف والتنسيق العسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي. ولقد أثبتنا أننا قادرون على مواجهة التحديات ككيان موحد، مما يعزز من قوة ومتانة العلاقات الخليجية. كما أن الاحترافية العالية في التخطيط والتنفيذ العسكري كانت عنصرا أساسيا في نجاح العملية، وهو ما يجب أن نبني عليه في المستقبل لضمان الأمن والاستقرار في منطقتنا. المحبة والتضامن ما هي رسالتك حول هذه الذكرى؟ أود أن أوجه رسالة تقدير وشكر لكل من ساهم في تحرير الكويت، سواء من القيادات السياسية والعسكرية أو من الجنود الذين خاضوا المعارك بشجاعة. كما أدعو إلى استمرار التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز العلاقات المبنية على المحبة والتضامن، لأن وحدتنا هي الضامن الأكبر لاستقرار وأمن منطقتنا. يجب أن نستمر في بناء مستقبل يسوده السلام والتعاون، مستلهمين من هذه التجربة روح العزيمة والإصرار على حماية أوطاننا.


البلاد البحرينية
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- البلاد البحرينية
العمل الوثائقي الجديد من صحيفة البلاد بعنوان: عاصفة الصحراء
ترقبوا العمل الوثائقي الجديد من صحيفة البلاد بعنوان: عاصفة الصحراء.. شهادات بحرينية في زمن تحرير الكويت من الغزو يبث العمل الوثائقي عبر منصات الصحيفة الرقمية تزامنا مع العيد الوطني الرابع والستين ويوم التحرير الرابع والثلاثين لدولة الكويت إعداد ولقاء راشد الغائب وحسن عدوان التعليق الصوتي أحمد السعيد إضاءة وتصوير سيد علي حسن وعلاء كرايمة مونتاج سارة الحايكي كاليغرافي كميل عاشور