أحدث الأخبار مع #عباسعبدشاهين


شفق نيوز
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- رياضة
- شفق نيوز
إنجاز دهوك الخليجي وآمال إحياء نادي الكورد الفيلية
عباس عبد شاهين/ استوقفتني لحظة الفرح الغامرة التي عاشها العراقيون بفوز نادي دهوك بكأس بطولة أندية الخليج العربي لكرة القدم، لاسيما بعد أن قدم صقور الجبال أداءً لافتاً استحقوا من خلاله هذا التتويج التاريخي، والذي لم يكن ليتحقق لولا وجود هيئة إدارية ناجحة وضعت خطة واضحة لرفع مستوى النادي والمنافسة بقوة في البطولات المحلية والدولية. مشهد الجماهير التي ملأت شوارع المدينة حتى ساعات الفجر وهم يحتفلون بالنصر لم يكن فقط رياضياً، بل كان لحظة تعبير صادقة عن الفخر والاعتزاز بالهوية، إذ امتزج الفوز بدموع الفرح وحمل روح هذه المدينة الجميلة التي ساندت فريقها الكروي بكل ما تستطيع. هذا الإنجاز الكبير لنادي دهوك يدفعنا إلى التفكير بقوة في واقع الرياضة لدى الكورد الفيليين، الذين يمتلكون تاريخاً عريقاً وحضوراً مميزاً في مختلف المجالات، لذلك تبرز الحاجة إلى دعم الطاقات الشبابية وتوفير بيئة رياضية حاضنة تليق بإرثهم وتضحياتهم، وهنا تأتي مسؤولية الدولة والمؤسسات الرياضية في تبني مبادرات حقيقية تعزز من مشاركة الشباب الفيليين في المشهد الرياضي وتفتح أمامهم آفاقاً أوسع للإبداع والتميز. إن الكُورد الفيليين الذين ساهموا في بناء الوطن في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهم أيضاً تاريخ رياضي مشرف يستحق أن يُعاد له الاعتبار، ففي العهد الملكي وتحديداً عام 1956 تشكل أول فريق شعبي للكورد الفيليين في بغداد، وفي عام 1957 تأسس أول نادي رسمي لهم بتمويل ذاتي من التجار ووجهاء المنطقة، من دون أي دعم حكومي، ورغم ذلك حقق النادي شهرة واسعة، وقد امتدت نشاطات النادي لتشمل كرة القدم والسلة والطائرة والمنضدة وألعاب القوى، وبرزت أسماء لامعة من الكورد الفيليين مثلوا المنتخبات الوطنية، لكن هذا الزخم الرياضي توقف قسراً عام 1963 حين قام أزلام النظام البعثي البائد بغلق النادي ضمن سياسة الإقصاء والتهميش التي طالت المجتمع الكوردي الفيلي. ورغم أن النادي أعيد فتحه بعد عام 2003 إلا أنه لم يستعد عافيته السابقة، بسبب ضعف الإمكانيات والدعم المادي والمالي والمعنوي، واليوم ومع ما نراه من صحوة رياضية في البلد أصبح من الضروري أن نقف بجدية أمام ضرورة إحياء نادي الكورد الفيليين، ليس فقط كفريق رياضي، بل كمشروع ثقافي واجتماعي يُعيد الثقة لجيل شاب بحاجة إلى من يفتح له الأبواب. لدينا اليوم شخصيات فاعلة في الدولة ورجال أعمال قادرون على تقديم الدعم وبنية اقتصادية يمكن أن تسهم في تطوير وبناء نادي يليق بتاريخ الكورد الفيليين، كما أن إعادة تفعيل هذا النادي ستعزز من الانتماء، وستشكل رافداً لبناء جيل جديد يحافظ على تاريخه ويصنع مستقبله. الكرة اليوم في ملعبنا جميعاً، فهل نشهد قريباً ولادة جديدة لنادي الكورد الفيليين تعيد له مجده ومكانته في الساحة الرياضية العراقية؟.


شفق نيوز
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- شفق نيوز
رحلة البحث عن رفات شهداء شباب الكُرد الفيليين
عباس عبد شاهين/ ما زال مصير الآلاف من شباب الكُرد الفيليين مجهولاً بعد أن طالتهم يد الغدر من قبل النظام البعثي المباد في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، حيث تشير التقديرات إلى اختفاء أكثر من 20 ألف شاب فيلي حسب ما ورد في العديد من المصادر، لم يُعثر ليومنا هذا على رفاتهم. ان هذا الأمر ترك جرحاً نازفاً في ذاكرة ذويهم، وعلى الرغم من مرور أكثر من عقدين على سقوط النظام الدموي المباد فإن خطوات الحكومة لا تزال غير مقنعة فيما يتعلق بهذا الملف المهم، إذ لم تُبدِ الجدية اللازمة في البحث عن رفات الضحايا الذين أُعدموا دون وجه للحق ولا بمسوغ قانوني، وأُخفيت جثثهم في مقابر مجهولة. ان المعلومات المتوفرة تشير الى ان قسماً منهم أجريت عليهم التجارب الكيمياوية والجرثومية في المختبرات، وقسم آخر منهم تم اجبارهم كدروع بشرية تتقدم امام القطعات العراقية خلال الحرب التي كانت دائرة بين كل من العراق وايران والتي أستمرت منذ عام 1980 ولغاية 1988. هذا وضمن السياق نفسه ان الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 الى يومنا الحالي لم تمارس ضغطاً كافياً على ازلام النظام البائد من المحتجزين في السجون للإدلاء بالمعلومات عن مواقع المقابر الجماعية التي تضم رفات الشهداء الفيلية. ففي ظل غياب الدعم الحكومي فإن كافة الجهود المبذولة لكشف مواقع تلك المقابر بقيت دون أية جدوى، كما ان مؤسسة الشهداء وهي الجهة المعنية بهذا الملف تفتقر إلى الأجهزة المتطورة اللازمة لفحص عينات (DNA) التي تعد أداة حاسمة في التعرف على هوية الضحايا، ومع أن هناك تقنيات حديثة تُمكنها تحليل اعداد كبيرة من العينات خلال وقت قياسي، إلا أن العراق للأسف الشديد لم يتسن له الى يومنا هذا توفير هذه الإمكانيات لمؤسساته التخصصية. ان إزاء هذا الإهمال أطلق أبناء الكُرد الفيليين مبادرات وتحركات مكثفة للضغط باتجاه كشف مصير الشهداء، فقد شكلوا فرق عمل قانونية قامت برفع مذكرات إلى محكمة العدل الدولية والمنظمات الدولية وغيرها بهدف تدويل قضية الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق الكُرد الفيليين، والمطالبة بإجراءات حازمة تُلزم الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه هذا الملف. ان التحركات تشمل المطالبة بتوفير الإمكانيات التقنية للجهات المعنية وتشكيل فرق ميدانية مختصة للبحث عن رفات الضحايا في المناطق التي يُعتقد أنها تضم مقابر جماعية، إضافة إلى محاسبة المتورطين في هذه الجرائم سواء من الذين شاركوا فيها، أو من أولئك الذين تستروا عليها وساهموا في طمس معالمها. ورغم الجهود المستمرة تبقى كثير من العوائل الفيلية والأقارب ينتظرون العثور على رفات أحبائهم ليتمكنوا من إقامة مراسيم دفنهم في أماكن تليق بكرامتهم وتعيد لهم الاعتبار، كما جرى القيام به مع شهداء آخرين تم العثور على رفاتهم في المقابر الجماعية، لكن المفارقة الموجعة أن العديد من الاباء والأمهات الذين ظلوا ينتظرون لحظة العثور على فلذات أكبادهم قد رحلوا عن الدنيا دون أن يتحقق حلمهم تاركين وراءهم إرثاً من الألم والحسرة.