أحدث الأخبار مع #عبدالباسط


24 القاهرة
منذ 2 أيام
- أعمال
- 24 القاهرة
'التبن أغلى من القمح'.. مزارعو الأقصر يشكون انفجار الأسعار قبل عيد الأضحى
في ظل موجة ارتفاع غير مسبوقة في أسعار التبن بمحافظة الأقصر ، التقى 'القاهرة 24' بأحد مزارعي مركز أرمنت، ويدعى أحمد عبد الباسط، الذي تحدث عن أزمة وصفها بأنها الأشد منذ سنوات، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى وزيادة الطلب من مزارع التسمين. الأقصر.. وجهة مثالية لعشاق الإثارة والمغامرات الفريدة مزارع: 'كنا بنشتري التبن بـ400 جنيه.. النهارده بـ1600!' يقول عبد الباسط: 'الوضع بقى صعب جدًا.. السنة اللي فاتت كنت بشتري الحملة بـ400 جنيه، دلوقتي بـ1600، وفي مناطق وصلت لـ2800 جنيه. إحنا كمربين مش قادرين نستحمل ده كله، خصوصًا مع ارتفاع أسعار الأعلاف التانية كمان'. ارتفاع أسعار التبن في الاقصر ويضيف:'المشكلة إن الطلب عالي جدًا الأيام دي بسبب عيد الأضحى، والناس كلها عايزة تسمّن العجول، ده غير إن في قرى كتير بقت تعتمد على التبن بشكل أساسي'. أسباب متعددة.. والمزارع يتهم التجار بالاحتكار وعن أسباب الأزمة، يوضح عبد الباسط: 'في عوامل كتير، بس أهمها النقل اللي بقى غالي جدًا، وكمان في تجار بيحتكروا التبن ويخزنوه علشان يبيعوه بسعر أغلى، ومفيش رقابة عليهم'. ويتابع:'كمان حصل نقص في زراعة القمح، لأن الفلاحين بيفضلوا يزرعوا محاصيل تانية بتكلفة أقل، والتبن بييجي من وراء درس القمح.. يعني المعروض بقى أقل'. ارتفاع أسعار التبن في الاقصر أسعار نار.. وتبن الفدان بـ16 ألف جنيه! ويوضح عبد الباسط لـ'القاهرة 24' تفاصيل الأسعار الحالية قائلًا:'الحملة اللي وزنها 250 كيلو بقت بـ2800 جنيه'، 'الشيكارة الواحدة بتتباع من 350 لـ500 جنيه حسب النوع'.'قيراط التبن بـ700 جنيه، وتبن فدان القمح ممكن يوصل لـ16 ألف جنيه'. مزارع الأقصر يطالبون بوقف التصدير: 'نخدم السوق المحلي الأول' ويختتم عبد الباسط حديثه برسالة للحكومة: 'إحنا مش ضد التصدير، لكن لازم يكون بعد ما نغطي السوق المحلي. دلوقتي اللي عنده تبن بيصدره بره بسعر أعلى، وإحنا هنا بنعاني. لازم يكون في رقابة أكتر، أو حتى وقف تصدير مؤقت لحد ما الأسعار تهدأ'.


Economic Key
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- Economic Key
ارتفاع أسعار المواشي مع اقتراب عيد الأضحى وسط ركود في السوق … تعرف على الاسعار
كتبت – يسرا السيوفي كشف هيثم عبد الباسط، رئيس شعبة القصابين بالاتحاد العام للغرف التجارية، عن ارتفاع أسعار المواشي الحية في الأسواق المحلية خلال الفترة الحالية، بقيم تتراوح ما بين 10 إلى 20 جنيهًا للكيلو، مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي. وأوضح عبد الباسط أن سعر الكيلو القائم من العجول البقري يتراوح بين 190 إلى 200 جنيه مقابل نحو 180 جنيهًا خلال موسم عيد الأضحى الماضي، بينما سجل سعر الكيلو القائم من الضأن ما بين 230 إلى 240 جنيهًا، مقابل 220 جنيهًا العام الماضي. وتبعًا لتلك الأسعار، يصل متوسط سعر الخروف الحي بوزن يتراوح بين 50 إلى 70 كيلو إلى ما بين 12 ألفًا و16,800 جنيه، فيما يبلغ سعر العجل الحي بوزن يتراوح بين 400 إلى 600 كيلو نحو 80 ألفًا إلى 120 ألف جنيه. وأشار عبد الباسط إلى أن الأسعار مرشحة للاستقرار خلال الفترة المقبلة، لكن السوق يشهد حالة من الركود وضعف الإقبال على الشراء، نتيجة تراجع القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع التكاليف بشكل عام. وأضاف أن المستهلكين باتوا يفضلون الشراء من المجمعات الاستهلاكية بسبب أسعارها المخفضة مقارنة بمحال الجزارة.


Independent عربية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- Independent عربية
"بوليتيكا" الأعراق في السودان... عقدة الذنب الليبرالية
مرق صبي من أمام رجل حباه الله بسطة في الجسم يرتدي عراقياً وسروالاً طويلاً وسديرياً وهو في لقاء مع إعلامي مع قناة فضائية يبشر بعودة سوق حي في الخرطوم إلى سابق عهدها، فتنمر الرجل على الصبي ولم يستسلم الصبي ورد الكيل بكيل. وسرعان ما رأى نفر كثير في الواقعة رفعاً للغطاء عن العلائق العرقية في السودان التي يعد الرق التاريخي واسطة عقدها، فكشفت الواقعة، في مصطلح أهل هذا التأويل، عن المخبوء في الثقافة العربية الإسلامية لأهل الشمال والوسط النيليين، وهو ذلك الرق الذي انعقد بين سلف هذه الجماعة العربية المسلمة والجماعات الأخرى في الهوامش السودانية من ذوي الأصول الأفريقية في الجنوب وجبال النوبة ومنطقة النيل الأزرق. وخرج الدكتور وجدي كامل لقراءة نص الرجل والصبي المستجد في هذه العلائق من فوق خبراته في مجال الإنتاج السينمائي، فعلمنا منه أن الرجل الذي تنمر، ذا البسطة في الجسم، وسيماه البدينة ضخم الجثة، هو الشيخ عبدالباسط السكري، وكان مشرفاً على خلاوي القرآن لأسرة محسنة بينما كان انشغاله، في قول وجدي، بعربته "البرادو" أكثر من انشغاله بتدريس القرآن. وقرأ وجدي من ميل وجه الصبي إلى السود إلى أنه قادم من إحدى مناطق الغرب أو جبال النوبة أو جنوب النيل الأزرق، ولأن واقعة مواجهة عبدالباسط والصبي كانت صامتة قرأ وجدي الثقافة التي من ورائها "في تعبيرات الوجه، ووضعيات الجسد، ونظرات الازدراء والاحتقار"، فليست البندقية وحدها، في قوله، هي نص الحرب القائمة، فللثقافة التي تغذيها "تاريخ مهول من العنصرية والكراهية وشتى علامات الانقسام الاجتماعي والثقافي". وعليه يرى وجدي أن تنمر عبدالباسط على الصبي يقع "في سياق يذكر بتعامل التجار التاريخيين في الرق، أو سادة حملات الاسترقاق باحتقار رعاياهم من المسترقين"، وقال إن رد فعل الصبي الجريئة، التي قال إنها سجلت له "إعجاباً شعبياً منقطع النظير"، ألغت كل "ملكية" مزعومة لعبدالباسط في الأمر والنهي، فكان المشهد كما رآه وجدي عن احتكاك هويتين هوية "السيد" المرتكزة على الجسد المترهل بميكروفونه وملبسه التقليدي "يحمل صورة الشرعية الإعلامية"، وهوية الصبي الباحث عن رد اعتبار كرامته. وجاء بسيمياء رولان بارث ليقول إن لحظة عبدالباسط والصبي هي "لحظة انفجار للمعنى"، فهي ليست توثيقاً للحظة عابرة، بل شهادة بصرية تعبر عن الانقسام الاجتماعي في السودان، وهو انقسام ليس مزروعاً فقط في المظالم السياسية والاقتصادية فحسب، بل في النظرات والأجساد وردود الفعل المتباينة في لحظات الصدام أيضاً، وخلص إلى أن الحرب لم تبدأ مع البنادق، بل بدأت حين رُسخت طبقيات وإثنيات تهين الإنسان وتجزئه حسب لون بشرته أو لهجته أو لباسه. بالوسع الطعن في قراءة وجدي هذه لواقعة عبدالباسط والصبي من وجوه، فلم يول وجدي الكشف عن هوية الصبي ما أولاه لهوية عبدالباسط، ولم ير منه سوى ميل وجهه للسواد لينسبه لـ"الجنوب الجديد" الذي يصفون به مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق بخاصة. ومعلوم أن السواد يضرب وجوه كثير من أهل الشمال النيلي أنفسهم ويسمونه "الخضرة-الخدرة" وهي من سمات الجمال التي تصدح بها أغانيهم، من جهة أخرى كيف عرف وجدي أن عبدالباسط ما كان ليتورع من دون التنمر على ابنه من صلبه إذا مرق من أمامه وهو ينعم بـ"15 دقيقة من الشهرة"، ناهيك بالنفع المادي الذي سيقع له من ذلك اللقاء، فهو لقاء دبره له، في قول وجدي، أخوه مراسل القناة الفضائية ليخصه "بالإكرامية المالية التي تقدمها القناة في مثل هذه الإفادات"، وهذه المنافع المتراكبة، مما يسميه السودانيون "حجة وتجرة (وتجارة)" أي تنال أجر فريضة الحج الذي تعود منه في الوقت نفسه ببضاعة لبيعها. أفضل قراءة لمقال وجدي لا تزال تلك التي تدرجه في أدبيات ظلت تصدر منذ الثمانينيات عن حس بالذنب عظيم انتاب الليبرويساريين مما سماه أحدهم بـ"خطايا السلف" الذي كان مظهره الأكبر هو استرقاقهم لغيرهم في السودان، وهو ذنب معروف بـ"عقدة الذنب الليبرالية"، وتصيب هذه العقدة الجماعة التي بلغت من الوهن عتياً من جهة مطلبها الاستراتيجي في التآخي الوطني. وقد وهن الليبرويساريون وهم يرون برنامجهم لذلك التآخي الذي دعوا له أول مرة يتبخر أمام عيونهم من جراء الهزائم التي منوا بها تحت نظام الرئيس السابق جعفر نميري ونظام الإنقاذ، وهي النظم التي فاقمت بسياساتها من "خطايا السلف" فانتهت بهم إلى قلة الجرم والحيلة، فحين لم يعد بوسع جماعة سياسية ما أن تبشر بصدق واستقامة بالألفة القومية تنتهي إلى وخز الضمير، وندب عار أهلها وقبيلها حيال الجماعات المضطهدة، وهذه خطة بائسة تلتحف التشكي والفضح والابتزاز بدلاً من الفعل والتغيير والإنجاز. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولا أعرف كتاباً صدر متأثراً بعقدة الذنب الليبرالية مثل كتاب زعيم الشيوعيين محمد إبراهيم نقد "علاقات الرق في المجتمع السوداني: النشأة، السمات، الاضمحلال: توثيق وتعليق" 1995، وأثنى عليه كثر لصبر نقد على وكد الدرس، مع أنه لم يتورع عن محاكمة الرق بحكم الوقت وقيمه، ومن أعنف أبوابه الرخصة التي أذنت لنقد للإزراء بماضي الرق حكماً بالحاضر ضجره الخاص من شكندة، ملك النوبة المسيحي على عهد المماليك في مصر (1382-1399)، فسقم نقد منه لتهافته في قسم تتويجه بمصر والتزم لزوم ما لا يلزم حيال ولي نعمته الملك الظاهر بيبرس. فقد وصف نقد الملك شكندة بـ"سقط المتاع"، "أخونا في التاريخ والوطن، لا شمله الله بمغفرة فقد كسر ضهرنا"، فعاب عليه التهافت لمملوك من أولئك الذين ولوا أمر المصريين فصاروا "سادتهم اجتماعياً واقتصادياً"، وعد فترة حكمهم الطويلة فترة "أصيب فيها التاريخ بالفواق والغيبوبة"، ويستغرب المرء لنقد يزري بالمماليك ناظراً لاسترقاقهم وهو الذي خرج بتاريخ للرق ليضعه حيث هو في التاريخ. تبنى الليبريساريون خطتين للتعويض عن تداعي مشروعهم المستقل في التآخي الوطني، فترحلوا بموجب الخطة الأولى جسدياً إلى الهامش بالانضمام إلى حركاته المسلحة، وأذاعوا في خطتهم الثانية "خطايا السلف" من منصة تلك الحركات، فتحولوا بالنتيجة من التبشير بالوعي التاريخي بتلك الخطايا إلى الإثارة بها كمظالم في الهامش في مثل شهد شاهد من أهله. وجسد الوزير والكاتب منصور خالد الخطتين معاً، فالتحق في 1985 عضواً بالحركة الشعبية لتحرير السودان وصدرت له مؤلفات مثل "جنوب السودان في المخيلة العربية: الصورة الزائفة والقمع التاريخي" في كشف مستور ثقافة الجلابة، ومن ذلك قوله إن النخاسة هي التي من وراء استحقار جماعة مثل شعب النوبة في السودان، فرد عمل جماعات منهم في الألتة (نقل جرادل قاذورة المراحيض) إلى استرقاقهم التاريخي، وهذا ما لا يتفق معه فيه أحمد العوض سكنجا المؤرخ الذي أشاد منصور بأبحاثه الغراء في موضوع الرق. فلم يقصر سكنجا الشغلة مع ذلك على النوبة كما تهيأ لمنصور، فشمل سكنجا فيها طوائف كثيرة من السودانيين غير النوبة مثل الرقيق السابقين، وقال إن هذا المصدر جف تدريجاً لأن الرقيق السابقين اشمأزوا من الشغل فيها وابتعدوا عنها، فلجأت السلطات للسجناء ليخدموا الألتة، وتعذر هذا المصدر أيضاً لأن خدمة المساجين هي سحابة النهار لا طوايا الليل بينما الألتة من خدمات الليل. ولجذب العاملين للخدمة فيها زادت سلطات الخرطوم الأجر اليومي بغير نتيجة، وشح الطلب للعمل فيها حتى كادت السلطات تـلغي النظام بأسره، ولكنهم وجدوا أن بعض مهاجرة النوبة في الخرطوم راغبين في الخدمة للغرض، ولكن ذلك المدد النوبي سرعان ما تهدده التوقف لبدء الحكومة في "سياسة جبال النوبة" المعروفة التي قضت بالنجاة بالنوبة وغيرهم في المدن من تأثير الإسلام والعربية، ومن باب أولى أن تعترض الحكومة على هجرات النوبة للشمال النيلي حتى لا يقعوا فريسة تأثيرات الشمال المنكرة. وكان الرأي طبقاً لسياسة جبال النوبة ترحيل من بالشمال منهم عنوة ليعودوا بهم إلى بلدهم لينشأوا على لبن ثقافتهم الأصل الخالصة، ولذلك طلب السكرتير الإداري الإنجليزي من مديري المديريات الشمالية رد النوبة إلى بلدهم. ومنعاً للتطويل نذكر أن سكنجا جاء بما يفيد أنه كان من بين عمال الألتة عرب ودناقلة ممن نسبهم منصور إلى الجماعة الشمالية المميزة، ومتى اطلع المرء على تاريخ سكنجا للمهنة يجد أنها مما تحكمت في عمالتها سياسات استعمارية للعمل والأجر والثقافة والإدارة ليس الرق التاريخي من بينها. وليس مثل وجدي من عرف في نفسه مغبة عقدة الذنب الليبرالية، فأنتج في 2013 فيلماً وثائقياً عن كيف أثر استقلال الجنوب، انفصاله في لغة سائدة، على أسر مختلطة من شقي السودان، ولم يسعد الفيلم طائفة من الكتاب الجنوبيين ودمسوه كـ"واحدة من آليات الإمبريالية" الشمالية، فهو، في رأي أحدهم "من أسوأ الأفلام الوثائقية التي شاهدتها لأنه يشخص مدى استعلائية العقلية الجلابية (الشماليون ممن جلبوا السلع في أسواق الهامش منذ القرن الـ19 أو قبله) الذي لا يحترم الآخرين ولا يرى إلا نفسه دون الآخرين". وقال الكاتب جنوب السوداني إن مثل هذا الفيلم يقف شاهداً على "صحة القرار التاريخي الذي اتخذه شعب الجنوب" بالاستقلال، وبدا لي أن وجدي فوجئ برد الفعل العنيف عليه وهو الذي ترك لسليقته الإبداعية العنان من منصة "الشمالي" الذي خرج صادقاً لعناق آخر الوطن، وكتب كلمة طويلة في الرد على شانئيه قائلاً "كتب بعضهم أني أخرجت الفيلم بعقلية شمالي أبيض ومستعمر قديم، وأقول عفواً لا يوجد شماليون بيض وسود، بل يوجد شعب سوداني قبل أن توزع الطبيعة الألوان على الجميع وتجعلها نغمة عليهم في ما بعد". بدا أن الشفاء من ثقل العلائق الكئيبة في تاريخ الأعراق، المضرجة بـ"خطايا السلف"، ليس في صدور الشمالي عن عقدة الذنب الليبرالي كما رأينا وجدي يفعل، فإذا كان الحل في ذلك الصدور عن هذه العقدة، كما رأينا في حال فيلم وجدي الذي لم يشفع له كشمالي آخر، فأين المشكلة؟


البوابة
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- البوابة
من تنظيف المسجد إلى نصبة الشاي.. قصة كفاح «عبد الباسط الروبي» صاحب الصوت العذب
في أحد أركان سوق الشلاليش الشعبي ووسط الحركة والحياة البسيطة وبين عربات الخضار وصيحات الباعة يقف رجل خمسيني يعرفه الجميع بصوته العذب وشايه الساخن وقلبه الكبير.. إنه عبد الباسط مهدي إسماعيل الروبي ابن منطقة أبو النمرس بالجيزة والذي أصبح رمزًا للكفاح والأمل،حيث تختلط أصوات الباعة بنداءات الزبائن وروائح الفاكهة والخضار ويعلو صوته فوق هذا الضجيج ليصنع السعادة بين الجميع والذي يعرف بالشاعر فهو لا يعرف فقط بكونه عاملًا مجتهدًابل أيضًا بصوته العذب وأشعاره التي تدخل السرور على قلوب من حوله. يبدأ نهاره ببيت الله… ويُنهيه بكوب شاي وحبة شعر في الصباح يعمل عبد الباسط في معهد تعليمي مسؤولًا عن نظافة المسجد والمراحيض يؤدي عمله بإخلاص ورضا. قصة كفاحً اشتهر في المنطقة بصوته العذب يترنم بأبيات من الشعر الشعبي أو يغني أغاني قديمة بصوت رخيم يلفت المارة. من معهد التعليم إلى نصبته الصغيرةيبدأ يوم عبد الباسط قبل شروق الشمس حيث يعمل في معهد تعليمي مسؤولًا عن نظافة المسجد والمراحيض. عمل قد يراه البعض بسيطًا ولكنه يؤديه بقدسية واهتمام بالغ قائلًا: أنابخدم بيت ربنا.. ولازم يكون في أحسن صورة. ساعات طويلة من العمل لا يتجه عبد الباسط للراحة بل ينزل إلى سوق الشلاليش ليبدأ دوامه الثاني على نصبة الشاي المتواضعة والتي صارت معروفة لسكان السوق وزبائنه المترددين وليس فقط بالمشروبات بل بالكلمة الطيبة والابتسامة. صوت لا يُنسى… وكلمات تزرع الأمل ما يميز عبد الباسط عن غيره هو صوته الجميل الذي طالما لفت أنظار المارة. فهو لا يكتفي بتقديم الشاي، بل يُطرب الناس بأبيات الشعر ويرتجل الزجل الشعبي ويغني بصوته الرخيم فينشر البهجة وسط زحام السوق. رجل بوجهين… وجه شقي ووجه فني بعض الناس يعمل ليعيش أما عبد الباسط فيعيش ليزرع السعادة رغم التعب. ينهي يومه متعبًا ولكنه لا يُشعر أحدًا بذلك فهو يرى في كل كوب شاي يقدمه رسالة حب وفي كل بيت شعر يرتجله محاولة لزرع الأمل. عيد العمال… تحية من القلب في عيد العمال لا نحتفل فقط بأصحاب المهن الكبرى بل نرفع القبعة لأولئك الذين يصنعون الفرق في صمت. عبد الباسط الروبي ابن أبو النمرس ليس مجرد عامل أو بائع شاي… بل هو شاعر السوق وبلسم التعب وبطل من أبطال الحياة الحقيقيين.


التغيير
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- التغيير
المعنى في الصورة- مشهد ما قبل، وبعد الرصاصة الأولى
عندما تُقرأ الحربُ لا من فُوَّهةِ البندقيّة، بل من تعبيرات الوجه، ووَضْعِيّات الجسد، ونظرات الازدراء والتحدّي، فإنّنا نكون في صُلبِ معركةٍ أعمقَ للحرب الثقافيّة الرمزيّة، التي تُمهِّدُ لما بعدها من عنفٍ ودمار. فالتحليلُ للحربِ الدائرةِ بأنّها حربٌ تستمدُّ تغذيتها من تاريخٍ مهولٍ من العنصريّةِ والكراهيّةِ وشَتّى علاماتِ الانقسامِ الاجتماعيّ والثقافيّ، قد يستغرق وقتًا وعملًا معلوماتيًّا مُجهِدًا، قد يحتاج إلى عشرات المؤلّفات، كما هي مبذولةٌ لمن أراد التثبّت من الوقائع والإقناع بها. ولكن، صورة فوتوغرافيّة واحدة، في أقل من ثانية، مُقْتطَعة من تصوير فيديو جرى بكاميرا الهاتف أو بكاميرا احترافيّة، في هذا التوقيت من الزمان، تُصبح قادرةً على إيصال المعنى والتأكيد على الحُجّة. هكذا، انتشر في الأيام الماضية مقطعٌ لفيديو يُظهِرُ شخصًا بدينًا، ضخمَ الجثة، شماليَّ أو وَسَطيَّ الملامح، في لحظة تصوير وهو يتهجّم على صبيّ، تقول هيئتُه إنّه قادمٌ من إحدى مناطق الغرب، أو جبال النوبة، أو جنوب النيل الأزرق، فأبطَلَ من تدفُّقِ الرجل، الذي كان – وفيما ثبت لاحقًا – يُسجّل مقطعًا عن عودة الحياة لطبيعتها في منطقةٍ من مناطق الجزيرة، لصالح قناة الجزيرة مباشر. تحرُّشُ البدين بالصبيّ في وسط سوق الخضار لم يكن لخطأٍ مقصودٍ أو إساءةٍ مُفتعلةٍ قام بها الصبي، عندما قاطع التصويرَ بمروره ما بين البدين والكاميرا، بل لسوء تقدير، أو عدم معرفة أصلًا بما يجري من تصوير، وما يتطلّبه من سلوكٍ حركيّ ما بين المتحدّث والكاميرا. لاحقًا، ذُكرت المعلومات أنّه 'الشيخ' عبد الباسط الشُّكري، والذي وصفه المحلّلُ المعلوماتيّ والصحفيّ الاستقصائيّ بُشرى علي بأنّ آخر وظيفةٍ تسنَّمها كانت مشرفًا على خلوة مجمّع إبراهيم مالك، وما عُرِف عنه حينها باهتمامه بركوب عربته الـ'برادو' الجديدة أكثر من اهتمامه بوظيفة الإشراف على الخلوة. وأنّ المصوّر هو شقيقه المراسل، الذي -فيما يبدو- أراد أن يخصّ شقيقه الأكبر سنا بالإكراميّة الماليّة التي تُقدّمها القناة في مثل هذه الإفادات. أظهر الفيديو المُتداوَل عبد الباسط متحرّشًا بالصبي، بينما أبدى الأخيرُ ردًّا دفاعيًّا استثنائيًّا عن كرامته بعدم الانصياع لأوامر عبد الباسط بالابتعاد من دائرة التصوير، الأمر الذي سجّل إعجابًا شعبيًّا منقطع النظير، منحازًا للحظة دفاع الصبي عن نفسه. الصورة، بالتفاصيل التي أوردتها لغةُ الكلام والجسد، عبّرت عن السلوك العنيف، غير الإنسانيّ، للشيخ عبد الباسط، بحيث انطوت على توبيخٍ لم يكن يجد تبريرًا إلّا في سياقٍ يُذكّرُ بتعامل التّجار التاريخيّين في الرقّ، أو سادة الحملات الاسترقاقيّة باحتقارهم لرعاياهم من المُستَرَقّين. غير أنّ ردّة فعل الصبيّ المُستنكرة ألغت كلّ 'ملكيّة' مزعومة لعبد الباسط في الأمر والنهي. لقد كشفت الصورةُ بجلاءٍ عن انتفاض كرامة 'المُستَعبَد المفترَض'، التي رفضت الانصياع، وتمرّدت على التوبيخ، فواجهت النظرة الفوقيّة بندّيّةٍ مذهلة، ما جعل المشهد ليس مجرّد شجار، بل احتكاك هُويّتين: هُويّة 'السّيّد'، المرتكزة على الجسد المترهّل، والملبس التقليدي، والميكروفون المثبَّت بعناية، والذي يحمل صورة 'الشرعيّة' الإعلاميّة والدينيّة؛ وهويّة الصبيّ، الباحث عن ردّ اعتبار لكرامته التي جُرِحت. القراءة السيمائيّة البصريّة لزاوية التصوير تُظهر عبد الباسط وهو يطأ بظلّه الجسديّ والنفسيّ على مساحة الطفل، فتعكس نظامًا تراتبيًّا مُكرّسًا، كأنّه يقول: 'أنا الأعلى، أنت الأدنى'. فلغةُ الجسد، التي تعتمد على القُرب لدرجة الالتحام المُهدِّد بالضرب واستعمال العنف، تصنع خطابًا بصريًّا مُنتِجًا للمعنى، من صراع الاحتقار والمقاومة في دلالته العامّة. أمّا زاوية التصوير، أو الصورة فلسفيًّا، فتقول أكثر مما يُقال. ففي نظريّة ميشيل فوكو عن السلطة، يُفهم الجسد كمساحةٍ تُمارَس عليها أنظمة الضبط والانضباط. وفي هذه الصورة، يحاول 'الشيخ' أن يضبطَ الجسد الخارج عن الطاعة – جسد الصبي – لكن الردّ المقاوم يفضح آليّات السلطة كلّها، بالتحدّي، إلى عكسه: شدّ الصبي لجسده، وإرساله نظرةَ تحدٍّ استثنائيّة للشُّكري. أمّا في سيمياء رولان بارت، فهذه الصورة تُمثّل لحظةَ انفجارٍ للمعنى، الذي أعاد تعريفها كونها ليست مجرّد صورة، بل خطابًا اجتماعيًّا كاملًا، مشحونًا بالعنصريّة، والتاريخ، والمقاومة، مما يجعلها ليست فقط توثيقًا للحظةٍ عابرة، بل شهادةً بصريّة تعبّر عن أنّ الانقسام الاجتماعيّ في السودان ليس مزروعًا فقط في المظالم السياسيّة والاقتصاديّة، بل في النظرات، والأجساد، وردود الأفعال المتباينة في لحظات الصدام. المفارقة الساخرة، أنّ هذا التهجُّم وقع أثناء تصوير مشهدٍ إعلاميّ يُفترَض أنّه 'يطمئن' الناس على عودة الحياة إلى طبيعتها، بينما 'اللاطبيعيّ' تجلّى في عنف الشُّكري ذاته. وهكذا، نخلصُ من الفيديو، أو الصورة بوصفها وثيقةً وشهادة، إلى أنّ الحرب لم تبدأ مع البنادق، بل بدأت حين تمّ ترسيخ طبقيّاتٍ وإثنيّاتٍ تُهين الإنسان وتُجزِّئه حسب لون بشرته، أو لهجته، أو لباسه. وتُكرِّس لكلّ ذلك حربًا بداخلها قانونٌ غير مكتوب، يحمل اسم: الوجوه الغريبة، في أرجاءٍ ومناطقَ بعينها، من بلدٍ من المفترض أن يكون واحدًا، موحّدًا، انسانه متساوي في الحقوق والواجبات.