أحدث الأخبار مع #عبدالكريمقاسم


موقع كتابات
منذ 7 أيام
- سياسة
- موقع كتابات
خور عبد الله … بين التوازن العسكري والدبلوماسي
مازال الطريق الى السلام والهدوء بين العراق والكويت الشقيق منذ استقلال الكويت الى يومنا هذا , محفوفآ بالمكاره , ولقد حاول الباشا نوري السعيد ومن بعد عبد الكريم قاسم ومن ثم رئيس النظام العراقي البائد , ان يعبّدوا هذا الطريق , ولكن من دون اي قناعة تغمر الجانب الكويتي او العراقي لكي يتوصلا الى طريقة تضمن حقن الغضب اولآ ومن ثم الدماء التي سالت بسببه , ولو ابتعدت المزايدات من قبل دولة او دولتين من الجوارالخليجي عن هذا الأمر بنيّة الحرص على عدم توريث هذه المعضلة للأجيال اللاحقة , لكان الحفاظ على الإرتباط الكامل بالأخوة العربية ومصيرها الواحد اشد بيانآ في العلاقات بين العراق والكويت , بدلآ من ارتفاع منسوب الكراهية والعداوة بينهما الذي يهدد دائمآ الى إرتفاعالتوازن العسكري بين البلدين وبالتالي يؤدي الى ماهو معروف بالتدخل الأجنبي الذي يعتاش على الفتن والإضطرابات بين الشعوب ليصبح بالنهاية هو الرابح الأكبر وتجربة النظام البائد مع النظام الكويتي على ايام المرحوم الأمير جابر الأحمد خير برهان على ذلك . من المهم ان نشير هنا الى المقابلة التي اجراها القاضي الأستاذ الكبير وائل عبد اللطيف على قناة الإتجاه ليلةالثلاثاء 13 / 14 مايس من العام الجاري , والتي من خلالها اوحى الينا القاضي وللمستمع والمشاهد المعني بشأن تسوية النزاعات الحدودية , ان هناك مستلزمات ضرورية لأي دولة تطالب بترسيم الحدود مع اي دولة اخرى , ينبغي عليها ان تحضرها قبل الدخول الى المفاوضاتوهي ; أولآ , جمع الوثائق والمعاهدات القديمة , سواء كانت وثائق استعمارية او خرائط رسمية مثبتة بخرائط استعمارية , ثانيآ , ابراز القوانين الدولية الخاصة بتلك الحدود كقوانين بميثاق الأمم المتحدة او محكمة العدل الدولية , ثالثآ , ابراز وقائع تأريخية تعزز من مشروعية المطالبة او الإعتراض , رابعآ , ابراز خرائط ومستندات جغرافية تأريخية معتمدة من جهات دولية او كانت معترف بها تأريخيآ وإن كانت صورآ من الفضاء تبين الوضع الحالي , خامسآ , ابراز اي دراسة طوبوغرافية تفصيلية للمنطقة المتنازع عليها ومنها , ادلة على وجود تجمعات سكانية مستمرة الى الآن بالمنطقة كوجود سجلات مدنية , مدارس , مؤسسات وإثبات خضوع المنطقة الى ادارة الدولة وبأي خدمات سواء كانت خدمات حكومية او انتخابات او مراكز امنية , سادسآ , على الدولة المطالبة بترسيم الحدود ان تحضر فريق تفاوضي متخصص , يتألف من ; خبراء بالقانون الدولي , خبرء بشؤون طوبوغرافية الأرض والحدود , وفريق دبلوماسي متمرس وذو خلفية في النزاعات الحدودية ومن اصحاب القدرة على التحليل السياسي وتقدير المصالح الوطنية , سابعآ , ينبغي على الدولة المطالبة ان توحد صفوفها الوطنية والتوافق مع الجهات السياسية والمؤسسات الرسمية لضمان الدعم الشعبي والبرلماني إن لزم الأمر , ثامنآ , إشراك طرف دولي محايد كالأمم المتحدة او الإتحاد الأفريقي او وسطاء ثنائيين , او اللجوء الى التحكيم الدولي او محكمة العدل الدولية , تاسعآ , فهم النزاع او اعادة الترسيم على الموارد سواء كانت نفط او مياه وثروة سمكية أو معابر حدودية وتحليل انعكاساتها الأمنية على الحدود والأقاليم المجاورة . بمثل هذه المستلزمات استعدت جمهورية السودان العربية في نزاعها مع اثيوبيا على منطقة ' الفشقة ' , وكذلك جمهورية الصين في نزاعها مع الهند على منطقة ' ارونادل براديش ' المتاخمة مع دولة بوتان , وقد استندت الهند على اتفاقية ' ماكموهن لاين ' التي رسمت عام 1914 بين التبت والراج البريطاني , والتي وضعت الحدود بين الهند والتبت نهائيآ . وعلى هذا المنوال اعادت المملكة السعودية ترسيم حدودها مع اليمن عام 2000 وانتهى الأمر واعيد بناء العلاقات السياسية والإقتصادية بشكل سلس الى الآن , وانهت الجزائر والمغرب نزاعهما على الصحراء الغربية بنفس المستلزمات القانونية المبينة اعلاه . الخلاصة , ان التحضير لترسيم الحدود بالصفقات السوقية امر معيب على الطرفين , لأن ذلك لايتجاهل القيم الدينية والأخلاقية فحسب , بل يتجاهل حرمان الفقراء والأجيال اللاحقة من لقمة العيش , سيما ان العراق بلغ سن الأربعين مليون نسمة والكويت لم تبلغ سن المليون والنصف مليون نسمة , وهذا فارق كبير في حسابات النظرة الإعتبارية الى تأثير ترسيم الحدود على الناحية الإقتصادية , وغير صحيح التفكير بأن المفاوض العراقي ضعيف وان الدبلوماسية العراقية ضعيفة ولا تتوازن مع الدبلوماسية الكويتية , وهذا الذي جعل الجانب الكويتي ان يقوم بالتهديد العسكري المعيب والذي لايليق بدولة تبرعت بالأمس لبناء مستشفى بالبصرة وتلجأ الى المباهاة بقوتها العسكرية بالإعتماد على فكرة ان العراق ضعيف عسكريآ , فيكون ذلك التعاون نابعآ عن زيف بالأخوة العربية , وهذا امر معيب ثانيآ , إذ كيف تفكر دولة صغيرة مثل الكويت ان تتحدى شعب العراق لظنها انه ضعيف عسكريآ , وما تلك الظنَّة إلا نكتة تافهة وغير مضحكة , إذ ان المشكلة ليست في التوازن العسكري والدبلوماسي , بل بالأحقية سواء للعراق او الكويت , والعراق بشعبه لايبعد عن الكويت سوى ' شمرة عصا ' على قول المثل ؟! وقد جربت جمرة الغزو العراقي وهي تعلم بالجار , إلا اذا تهيأت لهذا التهديد مثلما فعلت في السابق بالبكاء والعويل وهذا عيب آخر , ولكن ماذا جنت من ذلك الهبل السابق ؟! وبرغم هذه التهديدات , مازالت القوى الخيّرة في العراق والكويت تتحمل المسؤولية الجسيمة في البقاء على النسيج الأخوي بين البلدين , ولتتوكل الكويت على الله وعلى عزمها لوحدها من دون عملاء امريكا والصهيونية بالمنطقة المعروفين لديها , لتواصل الجهود بما اعلن عنه القاضي الكبير وائل عبد اللطيف ولتستعين به كرجل قانون إن لزم الأمر وهذا ليس عيبآ السلمية والقانونية المتيسرة لديها ولدى العراق ,


موقع كتابات
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- موقع كتابات
هل كسر السوداني عقدة القرن ؟
بعيدا عن لهيب اسعار الدولار ، وملف التنصت الذي طال ، وتهديدات الأمريكية بفرض العقوبات الاقتصادية دون سابق إنذار ، وملف فيضان الأمطار قد تمكن رئيس الوزراء السابع في النظام الديمقراطي العراقي محمد شياع السوداني من بناء عدد من جسور في بغداد بعد ان وضع هذا الملف على طاولة الانتظار وقد احسن السوداني عندما نفض التراب عن ملف بناء الجسور بعد مئة عام من إيقاف هذه المشاريع عن أنظار البغداديين وتطوير البنى التحتية للعاصمة بغداد خلال عامين فقط من عمر الحكومة الاتحادية وتعمل ادارة السوداني على وضع لمسات الأخيرة لإنجاز خمسة جسور هم جسر ابو نؤاس ، وجسر الجادرية الجديد ، وجسر القادسية الجديد ، وجسر ربط الجسر الطابقين بالمعلق ، فيما هناك جسرين قيد الإنجاز خلال المرحلة المقبلة واذا ما وضعنا هذه الجسور في ميزان الأعوام فقد تمكن النظام الجمهوري في عهد عبد الكريم قاسم من بناء ثلاثة جسور هم جسر الجمهورية ، و جسر الائمة ، وجسر الشهداء في بغداد ، بينما تم بناء تسعة جسور في النظام المقبور هي جسر الأحرار ، وجسر اربعة عشر تموز ، وجسر الجادرية ، وجسر ذو الطابقين ، و جسر باب المعظم ، وجسر المثنى وجسر الصرافية ، وجسر الاعظمية ، وجسر السنك وأخيرا أن عقدة البناء كانت متأزمة ولا زالت ولكنها تحركت وتحولت إلى واقعا ملموسا يراه العراقيين على الأرض منجزا دون مواد تخدير وفي المحصلة فأن بلا شك حكومة السوداني افضل الحكومات السيئة التي واكبة العملية السياسية في البلاد


خبرني
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- خبرني
ترمب والعرب.. حدود القوة ومساحة الاختلاف!
تكرست وعلى مدى عقود طويلة نظرية العجز العربي امام الولايات المتحدة وشاعت بين السياسيين العرب «ثقافة السادات القائلة ان 99% من اوراق الحل والربط في الشرق الاوسط بيد واشنطن»، وهي مقولة واقعية الى حد كبير وكرسها في العقل السياسي العربي فشل الانظمة «الثورية» التي رفعت شعارات معادية لواشنطن من نظام عبد الكريم قاسم في العراق حتى صدام حسين ونظام عبد الناصر في مصر، ومعمر القذافي في ليبيا وغيرها من الانظمة العربية الاخرى كالنميري في السودان وعبد الفتاح اسماعيل في اليمن الجنوبي وقتذاك، ساهمت تلك الانظمة بفشلها في خل? ما يمكن تسميته بـ«الاحباط الاستراتيجي» لاجيال تجاه نظرة العرب لانفسهم ولقدراتهم وامكانياتهم وتحديدا في مواجهة السياسات الاميركية في المنطقة وبصورة خاصة تجاه دولة الاحتلال الاسرائيلي. يهدر العرب اوراق قوتهم ويتجاهلون وعلى مدى عقود طويلة اوراق القوة التي توافرت وتتوافر لهم ولا اريد هنا الاشارة باي شكل من الاشكال الى واقع السياسة الدولية الذي يمنحهم هامشا واسعا من الحركة وتحقيق مصالحهم سواء في زمن الثنائية القطبية زمن الحرب الباردة او واقعها الحالي في ظل النظام الدولي الذي اخذ يتشكل منذ اكثر عقدين تقريبا «النظام المتعدد الاقطاب» بعد بروز الصين كقوة اقتصادية كبرى وايضا عسكرية وتشكل نظام بريكس (تشكل عام 2006 ويضم حاليا البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وفي عام 2010 انضمت اليه جنوب افريقيا) بال?ضافة الى الاتحاد الاوروبي المتفهم لمطالب العرب والمؤيد لحد كبير للحقوق الفلسطينية ومازال قادرا على لعب دور محوري في السياسة الدولية. اما نقاط القوة الذاتية المتوافرة لدي العرب فتتمثل بالتالي: اولا: الموقع الجيوسياسي للعرب في «الشرق الاوسط» اي قلب العالم والذي تعتبره الولايات المتحدة من اهم مناطق الجغرافيا السياسية التي حققت وتحقق مصالحها الاستراتيجية والذي توجد فيه قناة السويس ومضيق هرمز ومضيق باب المندب والتي تعتبر كلها شرايين التجارة العالمية والتى تربط آسيا بافريقيا باوروبا. ثانيا: تعد الدول العربية وبخاصة دول الخليج العربي صاحبة اكبر احتياط للنفط والغاز عالميا حيث تقدر الاحتياطات المؤكدة من البترول العربي بحوالي 713.4 مليار برميل في عام 2023 وهو ما يمثل نحو 40.7% من اجمالي الاحتياطات العالمية التى تبلغ 1.754 تريليون برميل، كما تقدر احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة لدى الدول العربية بحوالي 54.4 تريليون متر مكعب اي ما يعادل نحو 26.5% من اجمالي الاحتياطات العالمية المقدرة بـ205 تريليونات متر مكعب، وتعكس هذه الارقام الاهمية الاستراتيجية للدول العربية في سوق الطاقة العالمي اي بمعنى?آخر ان هدر هذه الميزة الاستراتيجية وعدم استثمارها في التعامل مع الولايات المتحدة وبخاصة ادارة ترامب الحالية هو احد اسباب تجاهل العالم وبخاصة واشنطن لمصالح العرب بل والعمل على تعطيل تحقيقها، خاصة مع الرئيس ترامب الذي بات معروفا بانه رجل صفقات وما يحركه هما شيئان الاول المال والثاني القوة لايمانه المطلق بهما. اعتقد انه من الضروري التأكيد على القيمة الاستراتيجية للعرب في الحسابات الاميركية من قبل صناع السياسة في العالم العربي وطرح هذه القيمة كورقة على طاولة التفاوض مع واشنطن كورقة ذهبية في كل المنعطفات الحادة وتطورات القضية الفلسطينية وغيرها من الملفات، وسبق ان استخدم سلاح النفط في التعامل مع واشنطن زمن المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز وكان مؤثرا للغاية واليوم فان القيمة الاستراتيجية لهذا السلاح مع واشنطن في ظل ازمة الطاقة العالمية بسبب الحرب في اوكرانيا زادت اضعافا مضاعفة عما جرى ابان حرب اكتوبر عام 1973. تعد زيارة الرئيس ترامب الى الشقيقة السعودية (كاول زيارة له خارج الولايات المتحدة وهي نقطة تحمل رمزية مهمة للغاية) والتى يطمح خلالها الرئيس الاميركي جلب استثمارات بقيمة تريليون دولار اميركي، تعد فرصة تاريخية لقيام العرب بتفويض السعودية في عقد صفقة تاريخية مع واشنطن بشأن القضية الفلسطينية ومجمل المصالح العربية العليا والامن القومي العربي. من بين الوقائع التى تكرست ايضا بعد عقد التسعينيات من القرن الماضي ان القيمة الاستراتيجية لاسرائيل في الحسابات الاميركية منذ تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 انخفضت بشكل كبير وباتت دولة الاحتلال عبئا ثقيلا ماليا وسياسيا على واشنطن وتقلصت اهميتها العسكرية والاستخبارية ولولا اللوبي الصهيوني ولعبة الانتخابات الاميركية سواء الرئاسية او التشريعية لفقدت هذه الدولة «اللقيطة» بشكل كبير اهتمام الساسة الاميركيين بها وبمصالحها.

سرايا الإخبارية
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سرايا الإخبارية
رجا طلب يكتب: ترامب والعرب .. حدود القوة ومساحة الاختلاف!
بقلم : تكرست وعلى مدى عقود طويلة نظرية العجز العربي امام الولايات المتحدة وشاعت بين السياسيين العرب «ثقافة السادات القائلة ان 99% من اوراق الحل والربط في الشرق الاوسط بيد واشنطن»، وهي مقولة واقعية الى حد كبير وكرسها في العقل السياسي العربي فشل الانظمة «الثورية» التي رفعت شعارات معادية لواشنطن من نظام عبد الكريم قاسم في العراق حتى صدام حسين ونظام عبد الناصر في مصر، ومعمر القذافي في ليبيا وغيرها من الانظمة العربية الاخرى كالنميري في السودان وعبد الفتاح اسماعيل في اليمن الجنوبي وقتذاك، ساهمت تلك الانظمة بفشلها في خل? ما يمكن تسميته بـ«الاحباط الاستراتيجي» لاجيال تجاه نظرة العرب لانفسهم ولقدراتهم وامكانياتهم وتحديدا في مواجهة السياسات الاميركية في المنطقة وبصورة خاصة تجاه دولة الاحتلال الاسرائيلي. يهدر العرب اوراق قوتهم ويتجاهلون وعلى مدى عقود طويلة اوراق القوة التي توافرت وتتوافر لهم ولا اريد هنا الاشارة باي شكل من الاشكال الى واقع السياسة الدولية الذي يمنحهم هامشا واسعا من الحركة وتحقيق مصالحهم سواء في زمن الثنائية القطبية زمن الحرب الباردة او واقعها الحالي في ظل النظام الدولي الذي اخذ يتشكل منذ اكثر عقدين تقريبا «النظام المتعدد الاقطاب» بعد بروز الصين كقوة اقتصادية كبرى وايضا عسكرية وتشكل نظام بريكس (تشكل عام 2006 ويضم حاليا البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وفي عام 2010 انضمت اليه جنوب افريقيا) بال?ضافة الى الاتحاد الاوروبي المتفهم لمطالب العرب والمؤيد لحد كبير للحقوق الفلسطينية ومازال قادرا على لعب دور محوري في السياسة الدولية. اما نقاط القوة الذاتية المتوافرة لدي العرب فتتمثل بالتالي: اولا: الموقع الجيوسياسي للعرب في «الشرق الاوسط» اي قلب العالم والذي تعتبره الولايات المتحدة من اهم مناطق الجغرافيا السياسية التي حققت وتحقق مصالحها الاستراتيجية والذي توجد فيه قناة السويس ومضيق هرمز ومضيق باب المندب والتي تعتبر كلها شرايين التجارة العالمية والتى تربط آسيا بافريقيا باوروبا. ثانيا: تعد الدول العربية وبخاصة دول الخليج العربي صاحبة اكبر احتياط للنفط والغاز عالميا حيث تقدر الاحتياطات المؤكدة من البترول العربي بحوالي 713.4 مليار برميل في عام 2023 وهو ما يمثل نحو 40.7% من اجمالي الاحتياطات العالمية التى تبلغ 1.754 تريليون برميل، كما تقدر احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة لدى الدول العربية بحوالي 54.4 تريليون متر مكعب اي ما يعادل نحو 26.5% من اجمالي الاحتياطات العالمية المقدرة بـ205 تريليونات متر مكعب، وتعكس هذه الارقام الاهمية الاستراتيجية للدول العربية في سوق الطاقة العالمي اي بمعنى?آخر ان هدر هذه الميزة الاستراتيجية وعدم استثمارها في التعامل مع الولايات المتحدة وبخاصة ادارة ترامب الحالية هو احد اسباب تجاهل العالم وبخاصة واشنطن لمصالح العرب بل والعمل على تعطيل تحقيقها، خاصة مع الرئيس ترامب الذي بات معروفا بانه رجل صفقات وما يحركه هما شيئان الاول المال والثاني القوة لايمانه المطلق بهما. اعتقد انه من الضروري التأكيد على القيمة الاستراتيجية للعرب في الحسابات الاميركية من قبل صناع السياسة في العالم العربي وطرح هذه القيمة كورقة على طاولة التفاوض مع واشنطن كورقة ذهبية في كل المنعطفات الحادة وتطورات القضية الفلسطينية وغيرها من الملفات، وسبق ان استخدم سلاح النفط في التعامل مع واشنطن زمن المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز وكان مؤثرا للغاية واليوم فان القيمة الاستراتيجية لهذا السلاح مع واشنطن في ظل ازمة الطاقة العالمية بسبب الحرب في اوكرانيا زادت اضعافا مضاعفة عما جرى ابان حرب اكتوبر عام 1973. تعد زيارة الرئيس ترامب الى الشقيقة السعودية (كاول زيارة له خارج الولايات المتحدة وهي نقطة تحمل رمزية مهمة للغاية) والتى يطمح خلالها الرئيس الاميركي جلب استثمارات بقيمة تريليون دولار اميركي، تعد فرصة تاريخية لقيام العرب بتفويض السعودية في عقد صفقة تاريخية مع واشنطن بشأن القضية الفلسطينية ومجمل المصالح العربية العليا والامن القومي العربي. من بين الوقائع التى تكرست ايضا بعد عقد التسعينيات من القرن الماضي ان القيمة الاستراتيجية لاسرائيل في الحسابات الاميركية منذ تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 انخفضت بشكل كبير وباتت دولة الاحتلال عبئا ثقيلا ماليا وسياسيا على واشنطن وتقلصت اهميتها العسكرية والاستخبارية ولولا اللوبي الصهيوني ولعبة الانتخابات الاميركية سواء الرئاسية او التشريعية لفقدت هذه الدولة «اللقيطة» بشكل كبير اهتمام الساسة الاميركيين بها وبمصالحها.


Independent عربية
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
اضطرابات العراق الحديث في رواية "الزعيم: خرائط وأسلحة"
تناقش رواية "الزعيم: خرائط وأسلحة" (دار المدى) فترة شديدة الحساسية والتأثير في تاريخ المنطقة العربية في بداية القرن الـ20، وذلك مع تنامي قوى الاستعمار الغربي وتهاوي الخلافة العثمانية، التي وضعت العرب في كل قطر من أقطارهم أمام سؤال مصيري حول ماهية هويتهم، فلأول مرة في تاريخهم تغيب عنهم المظلة الجامعة بغطائها الديني (أموية – عباسية – فاطمية - عثمانية) مما دفعهم إلى البحث عن البديل الذي لم يخرج عن خيارات ثلاثة، خيار ديني يبحث عن بديل يحل محل الدولة العثمانية، والثاني قومي عروبي كانت تنادي به أطروحات المسيحيين الشوام الرافضة الاحتلال التركي العثماني، والخيار الثالث الذي دعمته القوى الاستعمارية الغربية هو الهويات الوطنية الخاصة بكل قطر عربي، ومنع قيام أية وحدة تخلف الدولة العثمانية. تقع أزمة الهوية تلك في صلب الرواية التي تسرد سيرة عبدالكريم قاسم منذ ولادته التي واكبت اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، ذلك العام الذي يعتبره مؤلف الرواية تاريخ "نشأة العراق الحديث"، وبداية تبلور هوية عراقية جديدة تعرف التعدد الطبقي، وفي قلبه طبقة من المثقفين رأت في الحكم العثماني استعماراً لا يختلف عن الاستعمار البريطاني. مستعمر جديد الرواية الجديدة (دار المدى) وضع هذا المستعمر الجديد العراق على مفرق الطرق، بين عالمين، عالم ينمو ويتشكل على خريطة استعمارية جديدة، وعالم يتهالك ويتقهقر ويحمل خريطته القديمة معه ويرحل، مستعمر جديد دفع العراقيين إلى محاولة الإجابة عن السؤال الوجودي الذي بدأ يطاردهم "من نحن؟"، ذلك السؤال الذي لم يكن مطروحاً من قبل، وهكذا تكونت في تلك الفترة تيارات سياسية وفكرية اختلفت نظرتها للمحتل الجديد، رأى المسيحيون واليهود أن مستقبلهم سيكون معه أفضل، بينما شعر المسلمون بالعكس، انخرط بعضهم مع المحتل الذي رأى مصالحه تتوافق مع مصالحه، بينما اختار بعض آخر النضال ضده، لكن اختلفت أشكال هذا النضال ما بين نضال يميني يرغب في استعادة الخلافة الإسلامية، ونضال يساري يرى في الاشتراكية والثورة البلشفية النموذج الأفضل للعراق الجديد، ومن بين الذين مالوا إلى هذا الخيار عبدالكريم قاسم الذي تنقل الرواية على لسانه التالي: "ملتُ شخصياً إلى روح العصر، وهي الأفكار الاشتراكية التي انتشرت بقوة ذلك الوقت في العراق، كان ميلاً ولم يكن التزاماً، كان ميلاً من دون أن يكون أي تمثيل سياسي محدد لي، فقد تأثرت فقط بشدة بنضال العالم الثالث ضد المستعمرين الغربيين، تأثرت بهذا النضال الذي كان يتصاعد في كل مكان في العالم وقد شعرت أني جزء من حركة عالمية كبيرة ولست معزولاً في بلد صغير مثل العراق"، ص 99. الماركسية وعبدالناصر تشبَّع عبدالكريم قاسم في فترة شبابه بهذا الاتجاه الاشتراكي الذي راج وانتشر في عقد الثلاثينيات في العراق، متمثلاً في تعدد التنظيمات الماركسية التي لعبت دوراً مهماً في المشهد الثقافي والسياسي، وتنامى هذا الاتجاه في الأربعينيات والخمسينيات، ففي عام 1954 حلت الحكومة العراقية جميع الأحزاب والجمعيات والأندية الموجودة في الدولة البالغ عددها 458 حزباً ونادياً وألغت تراخيص 130 صحيفة. الروائي علي بدر (دار المدى) وفي ظل هذا الحراك الفكري والسياسي ظهر متغير سياسي مهم في القاهرة تمثل في حركة "الضباط الأحرار" التي أطاحت النظام الملكي، ونادت بالوحدة العربية، هذا الحراك الذي قام به الجيش المصري شجع عبدالكريم قاسم - كما ينقل علي بدر - على استنساخ التجربة المصرية، فكون حركة "الضباط الأحرار" في الجيش العراقي، التي نجحت في إطاحة الملك فيصل الثاني، لكن وسط مجزرة بشعة. هذا النجاح الذي حققته الحركة كان يحمل بذور الانقسام منذ تأسيسه بسبب اختلاف الرؤى السياسية للمشاركين فيه لصورة العراق الجديد، بين رأي يتزعمه عبدالسلام عارف بضرورة الاندماج مع مصر وسوريا، وفي المقابل عدم تحمس قائد الانقلاب لهذه المسألة "لأنه أدرك بصورة لا تقبل الدحض، أن الوحدة الاندماجية التي ينادي بها عبدالناصر والسوريون ستلغي الهوية الخاصة للعراق، مشاعر عبدالكريم قاسم كعربي كانت كبيرة جداً ولكن من المحال أن يقبل لعراقيته أن تذوب في كيان دولة أخرى... يعلم أنه لو حدثت الوحدة الاندماجية فلن يقف أي زعيم إزاء عبدالناصر سيهمش الجميع ومن بينهم قاسم ذاته"، ص182- 183. خطاب سياسي قاسم في الزي العسكري (صفحة المتحف - فيسبوك) ومن هذه الزاوية تقوم رواية "الزعيم" على خطاب سياسي مباشر يهدف إلى إعادة كتابة تاريخ الحقبة الممتدة من مولد عبدالكريم قاسم عام 1914 وحتى مقتله عام 1963، يشير الغلاف الخارجي للرواية إلى ذلك بوضوح: "تستعيد هذه الرواية كتابة تاريخ مغيَّب من خلال الصحف والحكايات الشفاهية بعيداً عن التاريخ الرسمي المكتوب لنستكشف نشأة العراق الحديث مع ولادة الزعيم في عام اندلاع الحرب العالمية الأولى". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يعتمد بدر في إعادة كتابة هذا التاريخ على ما نشر في الصحف والمجلات العربية والعالمية والكشف عن طبيعة هذا العصر الفكرية، والحركات الفنية التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى مثل الدادية والسيرالية والماركسية التي أسهمت في تكوين الوعي لدى النخبة في المجتمع العراقي في هذا الوقت، مع رصد التحولات الاجتماعية التي حولت مسار عبدالكريم قاسم، ابن الطبقة الكادحة، من مدرس فقير إلى ضابط في الجيش، ذلك الأمر الذي كان بعيد المنال قبل الانتداب البريطاني والحكم الملكي للعراق الذي شجع على ظهور طبقة اجتماعية جديدة من الأثرياء التي فضلت التجارة على الانخراط في الجيش، مما فتح الباب أمام أبناء الشعب للالتحاق به ومن ثم محاولة الانقلاب على النظام الملكي كما حدث لأول مرة عام 1941. تعدد الرواة ترتكز الرواية في سردها على تعدد الرواة (قاسم، جورج إلياس، شاعر تركي مغمور، صحافي مستقل، الأمير عبدالإله... إلخ)، وهذا بالضرورة لم يعنِ وجود تعددية للأصوات داخل الرواية، إذ يلاحظ توجيه المؤلف بعض الشخوص بأن يجعلها تدين نفسها مثلما هي الحال مع عبدالسلام عارف الذي يصف نفسه بالقول: "لم أكن شديد الذكاء، أعترف بذلك ولكني نزق طائش وأنساق لفعل أي شيء دون تفكير"، ص207، وما يأتي في أوراق نوري السعدي التي يدين فيها ذاته بأنه دجَّن البرلمان وكبت الصحافة مما يبرر في النهاية المصير الذي آل إليه بعد الانقلاب، وفي المقابل يبني السرد موقفاً متعاطفاً مع عبدالكريم قاسم، إذ يصفه بالزعيم الأكثر شعبية، وبأنه الحريص على الهوية العراقية الوليدة، مع إبراز مدى ثقافته وذكر الكتب التي قرأها وتأثر بها، وأن سجون العراق قبل الانقلاب عليه لم يكن يقتل فيها أحد، لكنها تحولت إلى مسالخ مع قدوم عبدالسلام عارف ومن خلفوه في الحكم. وبذلك، تعمل الرواية على تقديم عبدالكريم قاسم بصورة إيجابية، متجاهلة بعض الأخطاء التي ارتكبها، مثل قتل العائلة الملكية العراقية، وهو ما يعكس توجّهها الواضح نحو إنصافه وإبراز جوانبه الإيجابية وتبرير أخطائه.