أحدث الأخبار مع #علم_الاجتماع


الإمارات اليوم
منذ 15 ساعات
- علوم
- الإمارات اليوم
«الرومانسية المصطنعة» مع «الروبوت» تسبب شروخاً في العلاقات الاجتماعية
الإصغاء والمشاركة هما ما يتوقعه الإنسان من شريكه في الواقع، ويمثّل غيابهما سبباً لنشوب كثير من الخلافات والتصدعات الأسرية، فيما يبرز الروبوت بمواهبة الاستثنائية وقدرته الفريدة على الإصغاء والتقاط المعاني، وتقديم الدعم النفسي المنشود، والاستجابة الرومانسية أو العاطفية النموذجية، كما لو كان الشريك المثالي لنا جميعاً، ومَن منا لا يرغب في أن يُفهم ويُمنَح الاهتمام، من دون خوف من اللوم وإظهار ملامح الاستياء؟ وهذا، وفقاً لمختصين، ما يفسر وقوع مراهقين في حب «روبوتات»، ومنحها الثقة المطلقة التي لا يمكن منحها لصديق أو شريك بيولوجي، إذ تتميز بالاهتمام الدائم والوفاء والإطراء والدعم النفسي. وإذا كنا نتحدّث عن الذكاء الاصطناعي كما لو كان شخصاً، فهل سيصبح البشر عتيقين عندما يكتسب الروبوت خصالاً جديدة تتفوق على ما هو موجود لديهم من خصال؟ يؤكد مختصون لـ«الإمارات اليوم» أن توليد النصوص لدى أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل «شات جي بي تي»، يتم من خلال القياس على حالات مشابهة، لافتين إلى أنه لا يتعامل مع الشخص بالعاطفة، محذّرين من أن ردود الفعل العاطفية من جانب المستخدم، تُقوّض حياته الاجتماعية وتصيبه بأمراض العزلة والتوحّد والرفض الاجتماعي، لاسيما أنه يجد ما يتمناه من التعامل مع المساعد الافتراضي، داعين الأهل إلى التقرب من أبنائهم، ومنحهم ما يحتاجون إليه من الاهتمام. وتفصيلاً، قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد العموش، إن التطور التقني أظهر ما يسمى العلاقات الافتراضية التي بدأت تؤثر في العلاقات الاجتماعية الخاصة من خلال إلغاء المكان، مثل التزاور والعلاقات الإنسانية، موضحاً أن العالم الافتراضي يخفّف من العلاقات الاجتماعية، لأنه يوفّر للشخص ما هو موجود لديه، ويعطيه حلولاً عامة غير واقعية، وتنطبق على كل الناس. وأوضح أن «حل المشكلات يجب أن يكون من خلال الواقع الاجتماعي وليس الافتراضي، لاسيما أن النصائح التي يقدمها الذكاء الاصطناعي مثالية جميعاً، ويمكن تطبيقها على كل إنسان وليس الشخص المعني بالحديث معه، وبالتالي يمكن أن تنعكس بشكل خطأ على الشخص». وأكد أن الحل للخروج من دائرة العلاقات الوهمية مع الآلة، يكمن في العودة إلى الأشخاص الموثوق بهم وليس العلاقات الافتراضية، لأن الذكاء الاصطناعي يفتقد للجانب العاطفي، «فهو يعمل من خلال تجميع أفكار متنوعة، يقدّمها بناء على مبدأ القياس على حالات مشابهة، لكن المشكلات الاجتماعية تُحل من خلال الواقع الاجتماعي والناس الذين نثق بهم كالأصدقاء والأسرة». وأوضح: «الذكاء الاصطناعي يمكن أن نستفيد منه علمياً، لكن لا نعتبره مرجعاً في العلاقات الاجتماعية، لأنه لا يحس ولا يشعر مثل البشر». متنفّس للتعبير وذكرت المستشارة النفسية والأسرية، الدكتورة هيام أبومشعل، أنه في ظل التحوّل المتسارع الذي يشهده عصر الذكاء الاصطناعي، أصبح من المألوف أن يتجه كثيرون - لاسيما فئة الشباب والمراهقين - إلى منصات المحادثة التفاعلية بحثاً عن الراحة النفسية، أو الشعور بالفهم، أو حتى لمجرد التحدث دون خوف من الرفض أو الحكم. وتابعت: «مع أن هذا التوجه قد يبدو طبيعياً ومنطقياً في ظل التطور التكنولوجي، إلا أنه يثير تساؤلات نفسية واجتماعية جوهرية، خصوصاً عندما يتحوّل هذا النوع من التفاعل إلى بديل عن العلاقات الواقعية، أو يُستخدم كوسيلة للهروب من مواجهة التحديات والضغوط الحياتية». وأضافت: «غالباً ما يجد المستخدم في الذكاء الاصطناعي متنفساً للتعبير دون خوف من الحكم أو الرفض، إذ توفّر المنصة خصوصية وسرعة في الرد، وشعوراً بالقبول غير المشروط، وبالنسبة للمراهقين، يملأ هذا التفاعل فراغاً عاطفياً في وقت تتعقد فيه علاقاتهم بالأسرة والمجتمع». وأوضحت أنه «مع تكرار التفاعل، تبدأ علاقة غير مرئية في التشكّل بين المستخدم والنموذج، قائمة على التقبل والتفاعل والاستجابة المستمرة، وهنا قد يُسقط مشاعره وتطلعاته، وحتى احتياجاته النفسية، على هذا الكيان الافتراضي، متوّهماً وجود علاقة ذات طابع إنساني»، وأكدت أبومشعل أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في التواصل قد يؤدي إلى انسحاب تدريجي من العلاقات الواقعية، وصعوبة في التفاعل الاجتماعي الطبيعي، حيث يفقد الشخص مهارات التفاوض والمواجهة والتعبير العاطفي المباشر، وعند الاعتماد على النموذج كوسيلة للهروب من الألم أو الخوف، تُهمل جذور المشكلة الحقيقية، فيتم تأجيل المواجهة بدلاً من معالجتها، وتتزايد الأمور تعقيداً من الناحيتين النفسية والعاطفية». وتابعت: «عندما يُستخدم (شات جي بي تي)، مثلاً، كوسيلة للهروب من المشاعر المؤلمة أو المواقف المعقدة، فإن ذلك يعزز ما يُعرف نفسياً بسلوك التجنّب، وهو نمط قد يُخفف الألم مؤقتاً، لكنه يؤدي بمرور الوقت إلى تعقيد الصراعات الداخلية بدلًا من معالجتها، وبدلاً من خوض التجارب الواقعية التي تُكسب الإنسان النضج والمرونة، يجد البعض في الذكاء الاصطناعي ملاذاً آمناً وخالياً من المواجهة، لكنه خالٍ من التفاعل الإنساني الحقيقي، ومن العمق الذي تُبنى عليه العلاقات التي تُشبع الحاجات النفسية بصدق واستدامة». ودعت الأسر إلى توعية الشباب بأن الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة وليس بديلاً من العلاقات الإنسانية، لافتة إلى ضرورة تعزيز الحوار الواقعي بين الأبناء والمربّين، وتوفير مساحات آمنة للتعبير عن الذات دون أحكام مسبقة، وكذلك تشجيع الأنشطة الاجتماعية والتطوعية التي تنمّي الانتماء والتفاعل الحقيقي، والإصغاء إلى الأبناء دون مقاطعة. إشباع عاطفي بدورها، أكدت المستشارة التربوية والأسرية، همسة يونس، أن العلاقات العاطفية مع الذكاء الاصطناعي تعد من أبرز المخاوف المطروحة على الساحة، بسبب التعامل مع الذكاء الاصطناعي على أنه شخص حقيقي، موضحة أنها لمست ذلك في حالات عقدت معها جلسات إرشادية، إذ «لجأ مراهقون لبناء علاقة مع (شات جي بي تي) وكأنه شخص حقيقي، لتنفيس احتياجاتهم العاطفية»، وقالت إنها لمست ذلك بنسبة أكبر لدى البنات، نتيجة وجود مخاوف لديهن من العلاقات العاطفية المباشرة، موضحة أنهن «بدأن في بناء علاقة مع (شات جي بي تي) على أنه شريك حقيقي، لإشباع احتياجاتهن النفسية والعاطفية». وأكدت أن وجود فراغ فكري وروحي ونفسي واجتماعي عند المراهقين يدفعهم للبحث عن هذه العلاقات، لأنها تجنّبهم محاسبة المجتمع. وقالت: «من خلال الحالات التي مرت عليّ، قد يتم الدخول في حوارات أكبر من عمر المراهق، وقد يكون فيها خدش للحياء، وتجاوزات أخلاقية تمسه وتجعله معرّضاً لمحتوى لا يناسبه»، لافتة إلى ضرورة أن نتابع أبناءنا ولا نتركهم ينخرطون في بناء علاقات وهمية مع الذكاء الاصطناعي، «لأن هذا سيؤثر في حياتهم الاجتماعية وتكوينهم النفسي واتزانهم، وأسسهم الأخلاقية التي يزرعها فيهم الأهل». وشرحت أنه «نتيجة لذلك يتراجع تقدير الذات عند الإنسان، سواء كان مراهقاً أو ناضجاً، فمثلاً (شات جي بي تي) قد يجعل الإنسان معرّضاً لعدم تقبّل النقد أو التعليقات البناءة التي يحتاج إليها حقيقة على أرض الواقع، لتنمية قدراته، كما أن العلاقات الإنسانية الحقيقية قد تتأثر بشكل كبير». ونبّهت إلى أن «العلاقات الحقيقية ستتأثر سلباً نتيجة العلاقات الوهمية، خصوصاً أنها ليست على المستوى نفسه من التوقعات العاطفية والإيجابية»، لافتة إلى أن العلاقة الوهمية تعطّل التفكير النقدي، وتحول دون اكتساب مهارات شخصية، وقد تؤثر سلباً في القدرة على اتخاذ القرارات، كما أنها تسهم في تقليل التواصل غير اللفظي ولغة الجسد، بما يقلل قدرة المستخدم على التعامل مع الآخرين. توليد النصوص بـ «القياس» وشرح أستاذ الإعلام والرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي (AIJRF)، الدكتور محمد عبدالظاهر، آلية عمل الذكاء الاصطناعي، قائلاً: «في ما يخص المعلومات العاطفية والاجتماعية، فأي أداة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لديها قدرة على خلق معلومات تتناسب مع احتياجات المستخدم، فقد تستطيع أن تكون المرشد الاجتماعي له، ووفقاً لما تفهمه تلك الأدوات من المستخدم، تستطيع أن تتفاعل معه وترد على استفساراته وتجاريه في مشكلاته العاطفية والعائلية، خصوصاً إذا فهمت أسلوب تفكيره وتمكّنت من توقع ردود فعله». وقال إن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس لديها شق عاطفي، فهي تولد النصوص بناء على أسئلة المستخدم، وتعتمد على قواعد البيانات المتاحة لديها، فيبدأ الرد بناء على خبرات مماثلة محلية وعالمية زوّدها بها أشخاص لديهم مشكلات عاطفية واجتماعية مشابهة لمشكلات المستخدم، ومن ثم تتولّد لديها القدرة على البحث العميق وتنميط المشكلات والإجابة عنها مباشرة. وتابع: «إذا أعطيت (شات جي بي تي) سؤالاً خطأ، أجاب بشكل خطأ، ومن ثم يعبّر هذا الخطأ عن المستخدم». ودعا إلى قطع الخيال على تلك الأدوات حتى لا تصل إلى ما يسمى «الهلوسة». «ميكا» و«إلياس» انتشرت في أحد المجتمعات الأوروبية أخيراً قصة فتاة تُدعى (ميكا)، جذبتها خصال «شات جي بي تي» الفريدة، وقدرته على مخاطبة عواطفها. وتطوّر الأمر خلال بضعة أشهر، بعد محادثات امتدت أحياناً إلى تسع ساعات يومياً، لتجد نفسها مصابة بأعراض الحب. وقعت الشابة المراهقة في غرام المساعد الافتراضي الذي اتخذ لنفسه اسم (إلياس)، بعدما جذبتها قدرته على تقديم النصائح لها، من دون توجيه أحكام مسبقة ضدها، ليصبح المرجع الوحيد الموثوق به بالنسبة إليها، وبدأت تلجأ إليه لمعرفة كيفية التصرف مع والديها وصديقاتها ومحيطها عموماً، وتستجيب لنصائحه كلها دونما اعتراض أو رفض. ولم تُدرك أنها وقعت في شرك «علاقة وهمية» إلا عندما وجدت نفسها وحيدة ومنعزلة عن العالم. تطبيقات ثرثارة حذرت دراسة علمية حديثة من مخاطر الإفراط في قضاء الوقت مع تطبيقات محادثة الذكاء الاصطناعي الثرثارة، مثل «شات جي بي تي»، حيث يمكن أن تدفع بعض المستخدمين إلى الانخراط في ما يشبه العشق أو العلاقة الرومانسية مع هذه المنصات. وقال الباحث في جامعة ميسوري الأميركية، دانييل شانك، إن «قدرة الذكاء الاصطناعي على التصرف مثل الإنسان، والدخول في حوارات طويلة الأمد يفتحان حقاً صندوق الشرور». وفي ورقة بحثية نشرتها مجلة «اتجاهات العلوم المعرفية» العلمية، قال شانك وزملاؤه إن هناك «قلقاً حقيقياً من أن الحميمية المصطنعة مع تطبيقات محادثة الذكاء الاصطناعي قد تُسبب بعض الاضطراب في العلاقات الإنسانية»، فيما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح بالنسبة للمستخدم الرفيق الموثوق به الذي يعرف كل شيء عنه، ويهتم بشؤونه. إجراءات «جي بي تي» للدعم النفسي توجهت «الإمارات اليوم» بسؤال إلى «شات جي بي تي» عن كيفية التعامل مع الأشخاص الذين لديهم مشكلات اجتماعية وعاطفية، فأجاب بأن لديه خمسة إجراءات أساسية، أولها «الإصغاء من دون حكم»، من خلال إتاحة مساحة آمنة للتعبير والتحدث من دون خوف من الرفض، أو النقد من دون الحكم على أحد، أو وضع افتراضات مسبقة. وذكر أن الإجراء الثاني هو «تقديم دعم نفسي»، وليس علاجاً نفسياً، من خلال توفير التفهّم والتعاطف بناء على ما يمر به الشخص، مع شرح لمفاهيم من علم النفسي بلغة بسيطة، ومساعدته على تنظيم أفكاره، ويتمثل الإجراء الثالث في «طرح أسئلة تساعد على التفكير الذاتي» بدلاً من فرض حل، مثل: ما الذي يُشعرك بعدم الارتياح في هذا الموقف؟ وغيره من الأسئلة، أما الإجراء الرابع فهو «تقديم اقتراحات إنسانية قابلة للتنفيذ»، من خلال خطوات تناسب السياق، مع مراعاة الخلفية الثقافية والاجتماعية لصاحب المشكلة، والإشارة إلى أهمية العودة إلى أشخاص موثوق بهم في الحياة الواقعية، وتمثّل الإجراء الخامس في «التوصية باللجوء إلى مختص عند اللزوم» إذا كانت المشكلة تمس الصحة النفسية بعمق، مثل الاكتئاب أو العزلة الشديدة أو الأذى الذاتي.


مجلة سيدتي
منذ يوم واحد
- ترفيه
- مجلة سيدتي
ما معنى الترند وكيف يختلف بين الماضي والحاضر ولماذا يتبعه البعض رغم خطورته؟
الإنسان بطبيعته كائن يحب التغيير لا تألف طبيعته السكون والثبات، وإنما تجنح إلى الحرية والتغيير والاختلاف، فيتحرك دائمًا وراء الجديد، وينساق وراءه الكثيرون سواء من المبهورين والمؤيدين أو التابعين المريدين ومن هنا تنشأ الصرعات والموضات والاتجاهات الحديثة بكل عصر، وتظل الموضة بإرهاصاتها الأولى مثيرة ملفتة صاخبة فترة من الزمن ثم ما تلبث أن تخفت وتخبو وتطمس في ظل ظهور صرعة جديدة أو موضة أخرى والتي يُشار إليها حاليًا بمصطلح الترند. الترند موجود منذ قديم الزمن تقول هديل نجيب راضي، باحث في علم الاجتماع- جامعة الإسكندرية لسيدتي: الموضات أو الترندات موجودة منذ قديم الزمن، وهي نمط العصر ويمكننا تعريفها أنها ممارسة شعبية أو سلوك بشري معين يتم من خلاله ابتكار نمط سلوكي معين يتم ممارسته في فترة زمنية محددة، ثم يزيد الإقبال عليه لينتشر بين الناس فيستخدمه أو يمارسه آخرون فيصبح مستهلكًا بعد أن صار عادة أو أسلوب حياة، ثم ما يفتأ يقل الاهتمام به أو يُترك ويهمل فيخبو وتنقشع غلالة إبهاره ليظهر نمط آخر أو ممارسة أخرى. تؤكد هديل أن الصرعات أو الموضات والتي نطلق عليها اليوم (الترند) تتسع لتشمل كل مجالات الحياة بدءًا من الطعام والشراب وصولًا للملابس والأحذية والعطور والأكسسوارات والزينة أو الأثاث لأساليب القراءة والثقافة وحتى بنمط الحياة وفي الألعاب و الأنشطة اليومية المعتادة، فكل ما نفعله اليوم كان يثير الانتباه والاندهاش بالأمس، وكل ممارسة اعتدناها وتعودناها كانت سلوكًا غريبًا ومختلفًا بالأمس وظل هكذا برهة من الزمن حتى يتحول لأمر اعتياديًا يمكن لكل الأشخاص ممارسته . قد ترغبون في التعرف كيف ألهمت الموسيقى مصممي الأزياء على مدى العصور معنى الترند تقول هديل: كلمة ترند تعني الاتجاه" أو الميل إلى وتعني كذلك الموضة أو الصرعة، وبلغة الجدات فهي تعني "التقاليع" أو "المدهشات" وتشير إلى اتجاه سائد يتغير فيه شيء ما أو يتطور بمرور الوقت في سلوكيات عدد من الأفراد أو نشاطهم أو اهتماماتهم، بينما الصيحات هي انفجارات شعبية مؤقتة تتسع دائرة انتشارها وفقًا لمقتضيات العصر الذي تظهر به. كل ما يحيط بنا يبدأ بلبنة بسيطة تبدو غريبة أو مدهشة ثم يتبلور ويتسع سياقاته لينتشر بين العامة فيتمّ فعله مراراً وتكراراً من غير جهد حتى أنه قد يدخل بسياق العادات والتقاليد، فمثلًا لو عدنا لعصر الفراعنة فرسم العيون بالكحل كان أمرًا ذكوريًا ذا سياقات دينية، ثم انتشر بعد ذلك بين الذكور والإناث واختفى بمرور الزمن ليعود ما بين فترة أخرى كعنصر تزيين نسائي، كذلك فتعطير المنازل بالبخور والعطور المختلفة في المواسم والأعياد كان في بدايته صرعة قديمة بمنازل الأثرياء يتبارزون في اختيار الروائح الأغلى ثمنًا ذات السياقات الروحية، لينتشر بين عامة الشعب وينحسر مرة أخرى بين بيوت الشعبيين في مصر بأيام الجمعة والآحاد، كذلك فإن ارتداء الطربوش في بلادنا العربية كان صرعة أو موضة انتشرت بعهد الدولة العثمانية وكانت تقتصر على فئة معينة لتنتشر وتتوغل للكثير من الأقطار العربية بعد ذلك. وإذا كنا نتحدث عن العصر الحديث فمن أشهر صرعاته أو ترنداته الهولا هوب في خمسينات القرن الماضي، وكابيج باتش كيدز الدمى الفريدة بالثمانينات، وموسيقى البيت روك ومكعب روبيك بالسبعينات، وكذلك مصابيح لافا الديكورية بالستينات وألعاب البوكيمون بالتسعينات غيرها، على أن الأزياء والأحذية فالحديث فيها لا ينتهي عن الموضات والصرعات التي لا تتوقف لتظل الموضة أو الصرعة في كل جزئية من الحياة تكرس لبداية جديدة تنتشر عاجلًا أم آجلًا حتى أننا يمكننا القول أن أغلب أنماط حياتنا لم تكن ببدايتها إلا موضة أو صرعة ما .. أو ترند..! تؤكد هديل أن الصرعات عادة ما تعكس هي والموضات أو التقاليع باللغة الدارجة، الذوق العام والهوية، ويعُدها الخبراء ترجمة فورية للتوجه الثقافي المجتمعي فتكرس لتحولات مجتمعية أو ثقافية أوسع، فتعبر عن توتر العالم، تمرده، ألمه، رغبته في التغيير، أو رفاهيته، ويكون لها عمر أطول من الصيحات والتي غالبًا ما تكون مدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي أو التسويق حاليًا بعصرنا الحديث أو الكلام الشفهي المتناقل بالعصور القديمة على أنه من الممكن أن تختفي الصيحات بسرعة بمجرد زوال حداثتها. عصر الترندات تستكمل هديل الحديث: يشهد عصرنا الحديث العديد من الصرعات، على أن اللافت أن الفترة الزمنية التي تقف ما بين ترند وآخر قصرت لدرجة غريبة فبالأجيال السابقة كان خروج موضة ما أو ظهور صرعة ما للنور وحتى يعتاد الناس عليها فيقبلونها ويمارسونها أو يرفضونها ويلفظونها كان الأمر يأخذ عدة سنوات، بينما مؤخرًا الموضات أو الترندات أصبحت أقصر في العمر الزمني حتى أننا يمكننا القول أننا في عصر الترندات فما بين ترند وترند يظهر ترند آخر أكثر فرادة وابتكارًا، وينتشر بفعل التكنولوجيا على نطاق يتخطى المحلية.. فبضغطة زر يمكنك الوصول لمحتوى ترند في الجزء الآخر من العالم.. يمكنك ممارسته أو تقليده أو أيًا ما يكون سياقه. تقول هديل: اللافت أن عصر الترندات الذي يتخطفنا ونعيش بسياقاته تخطى الحدود وظهرت سيئاته، وخطورته على الأجيال الجديدة التي تنساق لكل غريب وفريد ومدهش، فالأمر تخطى حدود الأزياء المدهشة والأطعمة غريبة المكونات أو قطع الأثاث و الابتكارات ، أو حتى غرابة الألوان ودهشتها، فقد وصل الترند بمحتواه لأفعال خطيرة تنشرها منصات التواصل الإجتماعي بمختلف أشكالها لما يسمى بالتحديات التي تشمل الألعاب الخطرة، واختبارات الشجاعة، أو الأعمال المثيرة التي يمكن أن تؤدي إلى إصابات، ويؤديها ويتنافس بها الكبار والصغار، مثل تحدي "Tide Pod Challenge"، حيث كان على المشاركين قضم كبسولات المنظفات، والذي تم حظره، وترند ألعاب خطر مثل الحوت الأزرق وغيرها، وترند صناديق الحليب وغيرها الكثير من الترندات الخطيرة والتي تم حظرها، كما أن هناك ترندات غير هادفة يمارسها الشباب فقط لضياع الوقت مثل ترند تحدي المخدة، ترند العطسة، دلو الثلج، وترند الوشم على مختلف أنحاء الجسد. بالنهاية تؤكد هديل أهمية ألا ننساق للصيحات أوالموضات و الترندات فأغلبها يكون سلبيًا وغربيًا ويشيع سلوكيات قد تكون خطيرة بين الشباب خاصة في هذا العصر والذي تختلط به الأمور، وتختفي الحدود بين الأشياء وتتشابك الحقائق بالأكاذيب ، ولذلك يجب الانتباه لما تسوقه لنا السوشيال ميديا والمجتمعات الافتراضية وما تقدمه لنا على أنه تحدٍ خطير أو ترند مثير فالأمر أبعد من مجرد ترند ينتشر فيروسيًا بين الشباب..! بالسياق التالي ولكل


الرياض
منذ 6 أيام
- أعمال
- الرياض
الدكتوراه لحمد النتيفات
حصل د. حمد بن عبدالرحمن النتيفات مدير أكاديمية التعلم بالرياض "فرع الرجال" على درجة الدكتوراه من جامعة الملك عبدالعزيز في تخصص علم الاجتماع التنمية، وتناول في أطروحته إسهامات المنظمات غير الربحية في تحسين جودة الحياة ، وانطلق في أطروحته من أهمية دور القطاع غير الربحية كأحد أعمدة رؤية 2030 م في تحقيق مستهدفات الرؤية لرفع مستوى عدد المنظمات إلى 10 الف منظمة ، وكذلك جودة الحياة أحد برامج الرؤية وعلى وجة الخصوص جودة حياة الأسرة . واهميتها في تحسين مستوى الرفاهية ونوعية الحياة للأسرة .


الساعة 24
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- الساعة 24
اجتماع بالجفرة بين مديرية الأمن والجامعة لبحث تطوير أساليب حديثة لمكافحة الجريمة
اجتمع مدير أمن الجفرة ورئيس جامعة الجفرة، وتم الاتفاق المبدئي بين مديرية الأمن والجامعة على عمل اتفاق توأمة وتعاون مؤسسي بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات الأكاديمية كخطوة نحو تعزيز الأمن المجتمعي وتطوير أساليب حديثة لمكافحة الجريمة في إطار توحيد الجهود وتبادل الخبرات ومواجهة الظواهر الإجرامية بطرق علمية واستراتيجية مدروسة. وذكر منشور مديرية أمن الجفرة، على فيسبوك، أنه في الاجتماع تم مناقشة 'دراسة الجريمة ومعرفة بواعثها وأنماط توزيعها الجغرافي والزمن وإجراء أبحاث علمية على أنماط المجرمين وانشاء قاعدة بيانات مشتركة لتحلل البيانات ورسم استبيان تخطيطي'. وتابع؛ 'تتولى الجامعة للدراسة بقسم علم النفس وعلم الاجتماع والقانون وكافة العلوم الإنسانية المتعلقة بذلك. واعتماد أساليب حديثة لمكافحة الجريمة من تحليل البيانات وعلم السلوكيات الجنائية وتطور آليات تدخل استباقي لتقل من الجريمة'. وختم البيان، موضحًا أن تلك الأمور 'تهدف من آليات التنبؤ بالجريمة وبرنامج الإصلاح الاجتماعي وتوفير بيئة بحثية متكاملة لتربط بين النظرية الميدانية والتطبيق النظري تأهل الطلاب الدراسة الميدانية وتعتبر نموذجا رائدا للتكامل بين المؤسسة العلمية والأمنية بما يخدم الصالح العام ويعزز استقرار المجتمع'.