أحدث الأخبار مع #عليمحمود


تحيا مصر
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- تحيا مصر
شكلهم يفرح.. تكريم 750 من حفظة القرأن بقرية العونه بكفر الشيخ
اقيمت احتفالية كبرى لتكريم حفظة القرأن الكريم في المسابقة الرمضانية التي نظمهتا جمعية السندس الخيرية بقرية العونه التابعة لمركز كفر الشيخ بمحافظة حيث تم تكريم نحو 750 من المشاركين في المسابقة من حفظة القرآن الكريم، من البنين والفتيات من متخلف مراكز وقري محافظة كفرالشيخ وتم توزيع الجوائز المالية والعينية والمصاحف وشهادات التقدير علي جميع المتسابقين بعد اجتيازهم الاختبارات التي أشرف عليها عدد من مشايخ الأزهر الشريف والأوقاف وذلك لتشجيعهم على المداومة على حفظ كتاب الله وتشجيع باقى أطفال القرية علي حفظ القرآن والمشاركة خلال السنوات القادمة. جاء ذلك بحضور عدد من مشايخ الأزهر الشريف والأوقاف وأعضاء مجلس النواب والحاج محمود احمد موسي رئيس مجلس إدارة جمعية السندس الخيرية والاستاذ علي محمود الأمين العام والاستاذ تامر محمود ، وعلي محمود نائبا مجلس الإدارة والاستاذ عبد التواب الرفاعي المشرف العام وذلك الشيخ سيد موسي مدير الجمعية وأكد الأستاذ علي محمود الأمين العام علي جمعية السندس الخيرية بالقرية على أهمية هذه الفعاليات التي تُسهم في نشر وتعزيز قيم القرآن الكريم لدى الأطفال مشيدًا بمشاركة الطلاب والصغار في مختلف قري ومراكز المحافظة في هذه المسابقة المهمة ومطالباً بزيادة اعداد المتسابقين خلال السنوات القادمة واضاف الاستاذ عبد التواب الرفاعي المشرف العام علي أن جميع الجوائز ونفقات الاحتفالية تمت عن طريق الدعم المباشر جمعية السندس الخيرية بالقرية تحت مسمى "مسابقة حفظ القرآن الكريم" ، مشيرا الي أنه تم تكريم الفائزين بجائزة مالية من 10 الف جنيه الي الف جنية بالإضافة إلي رحلات عمرة وجوائز تقديريه ولكنه التكريم الأكبر لحفظة القرآن الكريم هو التكريم من الله عز وجل .


الجزيرة
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجزيرة
الابتهالات الدينية.. أصوات القلوب الخاشعة في متاهة التكنولوجيا
يقترب آذان الفجر، وتبدأ الشوارع تتخفف من أعباء وارديها، وتغلق المحلات التجارية أبوابها، لتبدأ أنوار السماء تظهر، ويسير السائرون إلى المساجد استعدادا لصلاة الفجر في رمضان من كل عام، في حين يطرق مسامعهم ذلك الصوت وتلك النداءات التي تمس شغاف القلب، وتؤنس الروح، فيرددون معها: مولاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟ أقُومُ بالليّل والأسحارُ سَاهيةٌ أدعُو وهَمسُ دعائي.. بالدُموع نَدي إنها الابتهالات أو التواشيح التي تبرز في ليالي رمضان، وقد أصبحت بمرور الزمن جزءا أساسا من الوجدان الشعبي، وهي فن شعري مستحدث ظهر في الدولة الأندلسية، وأصبح من ثوابت الاحتفالات الدينية في الدولة الفاطمية بمصر، وهو يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي، بالتزامه قواعد معينة، وباستعماله اللغة الدارجة أو الأعجمية أحيانا، ثم باتصاله القوي بالغناء، وهو شكل يمزج الدعاء والغناء، ويصنع حالة من الجلال والشجن والمحبة. وبتاريخ من التجلي، شهدت الأناشيد والابتهالات ما شهدته المجتمعات الإسلامية من تحوّلات كبيرة بفعل التكنولوجيا، وانتقلت من الأداء الصوتي التقليدي -المعتمد على الحفظ والمقامات الشرقية- إلى أشكال أكثر حداثة، تعتمد على التوزيع الموسيقي، والمؤثرات الصوتية. وبدلا من الأداء في مواجهة الجمهور أو البث الإذاعي فقط، انتقلت إلى البث الرقمي عبر المنصات، وتأثرت الحالة الروحانية الصافية بشكل ما بالنسبة لجيل يشعر بغربة تجاه التغييرات الحداثية، في حين شعر جيل جديد بالألفة مع التغييرات نفسها، ومع كل تلك التحولات تبقى الأناشيد والابتهالات حالة فنية روحية، تمزج بين الحب الخالص واليقين التام والسمو. علي محمود.. مؤسس التيار الإنشادي في مصر كانت الابتهالات تُقدَّم مباشرة أو تُسجل بتقنيات بدائية عبر الإذاعة، مثل تسجيلات الشيخ طه الفشني وسيد النقشبندي، واعتمدت على الصوت النقي بلا مؤثرات، مما منحها طابعا روحانيا مميزا، فكان التركيز على الأداء الصوتي والمقامات الموسيقية. يُعد الشيخ علي محمود المؤسس الحقيقي للإنشاد الحديث، وقد ولد عام 1887، وتوفي عام 1946. ومع أنه ذو مسيرة فنية طويلة، فإن أغلب أعماله مفقودة، ولم يبقَ إلا قليل مما قدمه في السنوات العشر الأخيرة من حياته، لكنه علّم جيلا حمل راية الإنشاد بعده. اشتهر الشيخ علي محمود بأذانه في جامع الحسين، وكان يؤذن كل مرة من المئذنة الخضراء، ولا يكرر الأذان إلا في العام التالي من مقام مختلف. وخلفه الشيخ طه الفشني، ومحمد الفيومي، وكامل يوسف البهتيمي، وكما كان معلما للإنشاد، فقد علّم التلحين لكثيرين، منهم محمد عبد أحمد، وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، وأسمهان. ويذكر أن ملك مصر فؤاد الأول عقد عام 1930 مؤتمرا عربيا لتوحيد المقامات الموسيقية، وكان معظم حضوره من المشايخ المصريين، وعلى رأسهم الشيخ علي محمود. وعرف الشيخ طه الفشني المعروف بصوته الحسن، وقد كان صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد، وكان قارئ مسجد السيدة سكينة منذ عام 1940م إلى وفاته، وكان الملك فاروق يداوم على حضور حلقاته. وقد ولد الشيخ الفيومي كفيفا عام 1905، وأوتي حنجرة قوية وأذنا موسيقية، وتعلم القرآن ودرس في الأزهر، فنشأ متقنا لعلم المقامات والإنشاد الديني، وعمل مؤذنا لجامع الحسين، خلفا للشيخ علي محمود. وقد ظهر في فيلم 'عزيزة' (1954) وفيلم 'رصيف نمرة خمسة' (1956). نصر الدين طوبار.. نجاح بعد طرق متكرر لأبواب الإذاعة وُلد الشيخ نصر الدين طوبار عام 1920، وتوفي عام 1986، وقد بدأ حياته في الكتاتيب، كمعظم المنشدين والمقرئين المصريين، فتميز صوته بالدفء والإحساس المرهف، ومع ذلك فقد فشل في الالتحاق بالإذاعة 6 مرات متتالية، وفي المرة السادسة قال راثيا نفسه: بكَ أستجيرُ فمن يجيرُ سواكَا .. فأجر ضعيفا يحتمي بحِماكا إني ضعيفٌ أستعينُ على قُوى .. ذَنبي ومَعصِيَتي ببعضِ قُواكا أذنبتُ يا ربي وآذتنـي ذُنو .. بي، ما لَهـا مـن غافر إلّاكَا لكنه عاد ونجح في المرة السابعة، وأصبح من كبار المنشدين في مصر والعالم الإسلامي. وله عشرات الابتهالات الرائعة، أبرزها 'أشرق الحق'. وكانت له أعمال مع كبار الشعراء، منهم أديب القارة الهندية وشاعرها محمد إقبال الباكستاني، الذي أنشد له طوبار قصيدة في مدح السيدة فاطمة الزهراء، ناهيك عن أكثر من 200 ابتهال وموشح ديني. كما يعد النقشبندي من أبرز المنشدين المصريين، وارتبط اسمه بليالي رمضان ولحظات الإفطار، وله أعمال عظيمة مع كبار الملحنين في مصر، ومنهم سيد مكاوي، وزكريا أحمد، وغيرهما، إضافة إلى أعمال مع المنشد السوري توفيق المنجد. ثورة الأشرطة كان ظهور شرائط الكاسيت في النصف الثاني من القرن العشرين نقطة تحول في تاريخ الابتهالات والتواشيح الدينية، فقد حسّن جودة الأداء، ووسع نطاق التسويق، وعزز التجربة الوجدانية، ووسع دائرة الانتشار العالمي. ومع أن بعض الناس رأوا أن الشريط أقل روحية من البث الحي، فإنه بلا شك خلّد أعمال كبار المنشدين، وحفظها للأجيال القادمة. كان الأداء المباشر قبل ظهور شرائط الكاسيت هو الوسيلة الأساسية لتقديم الابتهالات والتواشيح، سواء في المساجد أو الإذاعات الرسمية، فأصبح المنشدون يعتمدون على التفاعل المباشر مع الجمهور. ومع انتشار الأشرطة، تغير أسلوب الأداء فأصبح أكثر دقة وتحريرا، وأُتيح للمنشدين إعادة التسجيل حتى الوصول إلى الأداء المثالي بلا أخطاء، فتحسنت الجودة الصوتية، كما سُمح للشريط بإدخال المؤثرات الصوتية البسيطة، مثل الصدى والتوازن الصوتي، مما أضفى طابعا جديدا على بعض التسجيلات. وقد اتجه الشيخ سيد النقشبندي في بعض تسجيلاته إلى تطوير أدائه، ليتناسب مع التسجيلات الحديثة، كما يظهر في ابتهاله 'مولاي.. إني ببابك'، التي سجلها في إستوديوهات الإذاعة، وأعيد إنتاجها بشكل يتناسب مع تقنيات الصوت الجديدة. أسهم الشريط في جعل الابتهالات منتجا تجاريا يباع في الأسواق، فبدأت شركات الإنتاج تسجل أعمال المنشدين وتوزعها على نطاق واسع، وظهر منشدون مستقلون لم يكونوا مرتبطين بالإذاعة الرسمية، منهم الشيخ طه الفشني، الذي شقت تسجيلاته غير الرسمية طريقها إلى الجمهور عبر الشريط. وقد أصبح ممكنا إعادة إنتاج الابتهالات وبيعها في عدة أشكال، منها إصدارات متنوعة من نفس الابتهال بموسيقى خلفية أو بدونها، كما فعلت بعض شركات الإنتاج مع تسجيلات الشيخ نصر الدين طوبار. تسجيلات تفقد جانبها العفوي وتخلد أصحابها أدى انتشار الشريط إلى تغيير طريقة تفاعل الجمهور مع الابتهالات والتواشيح، فلم تعد تجربة الاستماع مقصورة على الأماكن الدينية والمناسبات الخاصة، بل أصبح بإمكان المستمع أن يعيش التجربة الروحية في أي وقت وأي مكان. ورأى بعض المستمعين رأوا أن التسجيلات الحديثة أفقدت الابتهالات جانبها العفوي والوجداني، فقد كان للأداء الحي طابع مميز يرتبط بالموقف الذي يُؤدى فيه، لكن شرائط الكاسيت أتاحت الفرصة للإنصات المتأمل والمتكرر، فتعمّق الارتباط الروحي لدى المستمعين، لا سيما مع الابتهالات التي تحمل معاني وجدانية قوية، مثل 'يا مالك الملك' للشيخ سيد النقشبندي. وساعدت شرائط الكاسيت في انتشار الابتهالات والتواشيح الدينية خارج حدود الدول العربية، فوصلت تسجيلات كبار المنشدين للجاليات المسلمة في أوروبا وأمريكا وآسيا، وأصبح ممكنا أن يسمع المسلمون في ماليزيا أو إندونيسيا وحتى في المهاجر الأوروبية ابتهالات الشيخ محمد عمران، والشيخ نصر الدين طوبار، وهو أمر لم يكن ممكنا قبل ظهور الشريط. كما وثقت شركات الإنتاج عددا من التواشيح القديمة وأعادت توزيعها، فحفظت التراث الصوتي من الاندثار، وانتشرت تسجيلات الشيخ سيد النقشبندي في دول منها باكستان وتركيا، فاستخدمت بعض مقاطع ابتهالاته في المهرجانات الدينية هناك. الابتهالات الرقمية.. جسر تفاعلي مع الجمهور شهدت الابتهالات تطورات كبيرة مع ظهور الملفات الصوتية الرقمية 'إم بي 3″، والأقراص (CD)، ومنصات الفيديو مثل يوتيوب، فأضافت أبعادا جديدة في الأداء والتسويق والتفاعل الجماهيري والانتشار العالمي. وأتاحت تقنية 'إم بي 3' تسجيل الابتهالات والتواشيح بجودة عالية بلا حاجة إلى إستوديوهات متخصصة، فمنحت الفرصة لمواهب جديدة لم كن لها قدرة على تسجيل أعمالها في السابق، وسمح هذا بتسجيل الابتهالات بأداء أكثر نقاء مع تقنيات مزج الصوت، مثل إضافة صدى صوتي أو إعادة تعديل الطبقات الصوتية. ويظهر ذلك واضحا في الابتهالات القديمة، ومنها 'مولاي إني ببابك' لسيد النقشبندي، وقد أعيدت معالجتها بجودة رقمية، وأتيحت في صيغة ملفات 'إم بي 3″، مما ساعد في استمرار انتشارها بعد مرور عدة عقود. ومكّنت الملفات الصوتية الرقمية المستمعين من تحميل الابتهالات بسهولة على أجهزتهم المحمولة، ومشاركتها عبر تطبيقات المراسلة. ولم يعد سماع الابتهالات مرتبطا بشراء شريط كاسيت أو أسطوانة، بل أصبح متاحا في أي وقت عبر منصات الموسيقى، مثل 'ساوند كلاود' و'آي تيونز'. ولم يكن تأثير ظهور الأقراص أقل من الملفات الرقمية، فقد ازدادت جودة التسجيل، وقدمت نقاء صوتيا أعلى مقارنة بالأشرطة، وبدأت شركات الإنتاج تقدم ألبومات كاملة، تضم مجموعة متنوعة من الابتهالات والتواشيح، مما منح المستمع تجربة أكثر تنوعا، ومنها ألبومات الشيخ طه الفشني، التي أُعيد إنتاجها على أسطوانات مدمجة، وحُسّنت جودتها وأعيد توزيعها في الأسواق الحديثة. وبدأت بعض شركات الإنتاج تعامل الابتهالات على أنها محتوى تجاري، فأُعيد تسجيل بعض التواشيح بأسلوب يناسب طبيعة السوق، وأضيفت لها خلفيات موسيقية، أبرزها ألبوم 'إلى الله' للمنشد عبد الرحمن محمد، الذي أعاد تقديم الابتهالات العتيقة بتوزيع موسيقي عصري، يناسب جمهور الشباب. لكن الأثر الأهم والأكبر هو توثيق الابتهالات والتواشيح القديمة وإعادة إحيائها للأجيال الجديدة، ولا سيما تواشيح الشيخ نصر الدين طوبار والشيخ محمد عمران على أسطوانات رقمية مدمجة للحفاظ عليها من التلف الذي كان يصيب أشرطة الكاسيت القديمة. وساعد يوتيوب في دفع الابتهالات والتواشيح إلى الجمهور العالمي في أي وقت ومن أي مكان، بلا حاجة إلى شراء تسجيلات مادية، وأصبح المنشدون قادرين على بلوغ جمهور أوسع، من خلال نشر مقاطع فيديو من أدائهم، والتفاعل أكثر مع الجمهور عبر التعليقات. وقد منح يوتيوب فرصة لمنشدين جدد بالظهور بلا حاجة إلى شركات إنتاج، فأصبح ممكنا تسجيل الابتهالات ونشرها بشكل مستقل، مما أدى لظهور مواهب جديدة. الموسيقى والإنشاد.. تأثيرات تفسد الطابع الروحاني يؤثر التوزيع الموسيقي تأثيرا كبيرا على روح الإنشاد، فيمكن أن يضيف لمسات جمالية تزيد التأثير الروحاني، لكنه قد يُفقد الإنشاد أصالته إذا لم يُستخدم بحذر. فالتوازن بين الحفاظ على روح الإنشاد، وإضافة لمسات موسيقية حديثة هو مفتاح تحقيق إنشاد ديني معاصر، لا يفقد جوهره الروحاني. وكان الإنشاد الديني يعتمد في الأصل على الصوت البشري فقط، وفي بعض الأحيان يكون مصحوبا بإيقاع الدف. ومع دخول التوزيع الموسيقي، أصبح الإنشاد أكثر تعقيدا من حيث التوزيع الصوتي، مما أدى إلى تغيير أسلوب الأداء التقليدي. جاء التأثير إيجابيا في تسجيلات الشيخ سيد النقشبندي، فقد كان صوته في التسجيلات الأصلية هو العنصر الأساسي في الأداء، لكن في التجارب الحديثة أضيفت خلفيات موسيقية، جعلت الابتهالات تبدو أكثر انسجاما مع الذوق المعاصر، لكنها في بعض الأحيان فقدت روحها الروحانية الأصلية. ويبقى التوزيع الموسيقي مغامرة، فقد يثري حالة الإنشاد الوجدانية، لكنه قد يُضعف روحانية الأداء إذا لم يكن متوازنا، لأن بعض الألحان الموسيقية تزيد التأثير العاطفي، لكن بعضها الآخر يجعل الإنشاد أقرب إلى الغناء الدنيوي، مما يضعف عنصر الخشوع. وعلى العكس تماما، تستخدم بعض الأناشيد الحديثة آلات منها الكمان والبيانو، بطريقة درامية تجعل الإنشاد يبدو أقرب إلى الأغاني العاطفية، مثل بعض أعمال الفرق الدينية المعاصرة التي تأثرت بالطابع الغربي. وقد يؤدي التوزيع الموسيقي الحديث إلى فقدان الهوية التراثية في الإنشاد الديني، فيستبدل الأداء العربي التقليدي بإيقاعات عالمية غير متناسقة مع روح الإنشاد، وهو ما حدث مع إعادة توزيع بعض أعمال الشيخ طه الفشني والشيخ نصر الدين طوبار، بإضافة خلفيات موسيقية غربية، مما أدى إلى تغيير روح المديح التقليدي، وجعله يبدو كأنه موسيقى تصويرية لفيلم، أكثر منه ابتهالا دينيا. أدت التكنولوجيا إلى تطور كبير في الأناشيد والابتهالات، فوسعت جمهورها وحسنت جودتها، لكنها أثارت تساؤلات حول مدى تأثير الموسيقى الرقمية والمؤثرات على روحانية هذا الفن. يبقى التحدي الرئيسي في تحقيق توازن بين الأصالة والتحديث، بحيث تحافظ الأناشيد على جوهرها الروحي، مع مواكبة متطلبات العصر الرقمي.


فيتو
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- فيتو
عباقرة الابتهال والتواشيح.. أبرزهم علي محمود والفيومي وطوبار والنقشبندي
فن عريق له تاريخ قديم يصعب فصله عن فن التلاوة، كليهما نتاج مدرسة واحدة تزاوج فيها النغم بالقواعد الشرعية، حيث يرتكز الإنشاد والابتهال الديني على المقامات الموسيقية معتمدًا على الشعر محبة في رسول الله أو تضرعًا إلى الله تعالى بالدعاء. من هنا تعددت تسميات هذا الفن بين الابتهال والإنشاد. تاريخ هذا الفن قديم منذ العصر العباسي الأول على يد إبراهيم الموصلي وإسحق الموصلي كما جاء في كتاب الأغاني للأصفهاني، فهو بمثابة حلقة الوصل بين القراءات القرآنية بمعناها الفني وبين الغناء العربي، وكان شهر رمضان مجالًا لهذا الفن بوجه خاص. وعندما جاء العصر الحديث، انضم كثير من المشايخ إلى هذا الفن بجانب تلاوة القرآن، وقد فتحت الإذاعة أبوابها له فظهر الشيخ سيد النقشبندي، الشيخ محمد الفيومي، طه الفشني، علي محمود، الشيخ كامل يوسف البهتيمي، الشيخ إبراهيم الفران، نصر الدين طوبار وغيرهم. ارتبط الابتهال بحب الله وبالصفاء الروحي والسمو بالذات، وهو يعني في المعاجم الإخلاص في الدعاء، وقد وُجد، كما ذكر الدكتور إبراهيم النواوي أستاذ علم الآثار في مجلد أصدره المجلس الأعلى للثقافة عام 1975 بعنوان "تقييم"، أن الإنشاد الديني ظاهرة مصرية أصيلة راسخة في وجدان المصريين منذ العصور القديمة حيث وُجدت كثير من البرديات تحوي نصوصًا دينية تحمل الابتهال إلى الإله الخاص بكل حقبة،ثم جاء الابتهال والإنشاد والمديح في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعددت مراحل تطوره حتى وصل إلى الصورة الحالية. ويُعتبر الشيخ علي محمود سيد القراء وإمام المنشدين وصاحب مدرسة عريقة في التلاوة والإنشاد، تعلم أصول النغم على يد الشيخ علي المغربي ومن خلال حفظ البحور الشعرية حتى صار منشد مصر الأول، وتتلمذ على يده من جاءوا بعده. قالت عنه الدكتورة رتيبة الحفني: "كان معهدًا عاليًا للموسيقى العربية، فهو جامعة اشتملت على كل أنواع الفنون الموسيقية". وقال عنه الشيخ عبد العزيز البشري: "هو أحد أقطاب الأزهر الشريف في عصره الذهبي، وصوته من أسباب تعطيل حركة المرور في الفضاء، لأن الطير السارح في السماء يتوقف إذا استمع إلى صوت علي محمود". وحفاظًا على هذا اللون من الغناء الديني، أنشأت فرقة الموسيقى العربية فرعًا لها يقدم الإنشاد، أُطلق عليها فرقة الإنشاد الديني تابعة لأكاديمية الفنون. وبدلًا من مدرسة المشايخ التي سادت أواخر القرن الـ 19 حتى أوائل القرن العشرين وسُميت بعصر المشايخ الذي ضم الشيخ عبد الرحيم المسلوب، درويش الحريري، إسماعيل سكر، علي محمود، وطه الفشني، أصبح الآن المعاهد الموسيقية والمساحات المحدودة في وسائل الإعلام المختلفة. ومن تلامذة الشيخ علي محمود، الشيخ سيد النقشبندي صاحب الصوت الملائكي. فعندما تسمعه يشدو "مولاي إني ببابك قد بسطت يدي.. من لي ألوذ به إلاك يا سندي"، ارتبط صوته القوي بشهر رمضان ليصافح آذان الملايين أثناء الإفطار والسحور بأحلى الابتهالات. حفظ أشعار البوصيري وابن الفارض، واستطاع أن ينقل فن الابتهالات والتواشيح من أروقة الصوفية وزواياهم إلى آذان المسلمين جميعًا بعد اعتماده بالإذاعة عام 1967 ليصبح ملمحًا من ملامح شهر رمضان، ويوجد جمهور كبير لفن التواشيح والابتهالات حتى إنه أثرى مكتبات الإذاعة بعدد كبير منها. كان الشيخ محمد الفيومي أول أزهري يجمع بين الإنشاد الديني والغناء حتى لُقب بشيخ المنشدين وصاحب صوت عذب. تعلم أصول التجويد على يد الشيخ حسن الجريسي، بدأ بقراءة القرآن لكن أعجبته ألحان داود حسني واستهوته. وفي إحدى حلقات الإنشاد الديني استمع إليه الملحن داود حسني فنصحه بالإنشاد الديني، واستمع الفيومي للنصيحة، فركز اهتمامه على الاستماع إلى الشيخ علي محمود ومعه الشيخ إسماعيل سكر وحفظ أعمالهما. ولمع الشيخ الفيومي سريعًا قارئًا ومنشدًا وحقق شعبية كبيرة واعتبره الناس امتدادًا للشيخ علي محمود. وأصبح من كبار المبتهلين بالإذاعة عام 1954، حتى إنه شارك بالتواشيح الدينية في فيلمي "عزيزة" و"رصيف نمرة 5". وفي عام 1972، اختاره عبد الحليم نويرة مؤسس فرقة الموسيقى العربية للإشراف على تحفيظ جيل من شباب هذا التراث. ومن المبتهلين الشيخ نصر الدين طوبار جميل الصوت. قدم ما يقرب من مائتي ابتهال منها "يا مالك الملك"، و"مجيب السائلين"، و"جل المنادي"، و"يا منقذي"، و"طه البشير"، و"سبحانك ربي عدت إلى رحابك"، وغيرها. وعمل قائدًا لفرقة الإنشاد الديني التابعة للأكاديمية وأنشد على قاعة ألبرت هول بلندن، وكتبت عنه الصحافة أن صوته يعزف على أوتار القلوب. كان إذا قرأ القرآن الكريم أبكى المستمعين، وقديمًا كان يفعل الشيخ زكريا أحمد ذلك. وإذا أنشد، استمتعت الأذن بابتهالاته في الإذاعة والتلفزيون. ووصفه الكاتب الصحفي أحمد رجب قائلًا: "كان الشيخ طوبار إنسانًا موفور الحساسية، بالغ الذكاء، أدرك بوعيه الفطري أن في القرآن موسيقى ليست كالموسيقى". ويعتبر الشيخ محمد الهلباوي أشهر المبتهلين وأول من قدم الابتهالات على موسيقى غربية ولذلك لقب بـ موزار الشرق، وهو يفرق بين الموشح والتوشيح الدينى فالموشح ابتدعه إبراهيم الموصلي وهو كلام فى الغزل وليس كلاما دينيا، عكس التوشيح الدينى الذى يبنى على الشعر الدينى بمقامات مختلفة سواء كان دعاء او مديح، مؤكدا ان من مفردات الابتهال النص والصوت الحسن والنغم والارتجال ومصادره متنوعة إما شعرا دينيا أو صوفيا أو حكما أو دعاء. عن فن الإنشاد يقول الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس السابق لجامعة الأزهر: إن فن الابتهالات والمدائح النبوية أسهم بشكل كبير في المحافظة ونقل وانتشار قواعد اللغة العربية في الغرب وأيضا الموروثات الثقافية الإسلامية المتوارثة عبر الأجيال المختلفة مشيرا إلى أن أشهر الموروثات الثقافية التي تداولها المنشدون والمبتهلون المسماة ببردة المديح، وإن أول بردة كانت في تاريخ التراث الصوفى تلك التي كتبها كعب بن زهير عندما خرج من الكفر إلى الإسلام وأنشد قصيدته التي أعجب بها الرسول الكريم حتى أنه خلع بردته وأعطاها له تعبيرا عن تقديره ومن هنا سميت القصائد بالبردة.. ثم كانت البردة الثانية للإمام البوصيرى الذى كان ينشد الابتهالات وهو قعيد فألقى عليه رسول الله ببردته فى المنام -كما روى- فمن الله عليه بالشفاء وكان أفضل من أنشد بردة البوصيرى الشيخ عبد العظيم العطوانى، ولذلك فالابتهالات تخاطب القلوب والوجدانات. ويشير المفتى السابق الدكتور على جمعة إلى أن مدح الأمة للنبى محمد دليل محبتها له وهذه المحبة هي من أصول الإيمان وقد عرف العلماء المدح النبوى بأنه الشعر المنصب على مدح النبى بتعدد صفاته وسيرته وغزواته وبما أن المدح مشروع بعموم القرآن جاءت السنة النبوية نصا واقرارا فروى أحمد في مسنده عن الأسود بن سريع رضي الله عنه قال: يا رسول الله إني قد مدحت الله بمدحة ومدحتك بأخرى، فقال النبي: هات وابدأ بمدحة الله عز وجل. وأضاف الدكتور جمعة أن المدائح النبوية سنة كريمة درج عليها المسلمون سلفا وخلفا وليست مستحدثة مع الإمام البوصيرى، ومن الذين مدحوا الرسول الكريم في أشعارهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وكعب بن زهير وعبد الله بن رواحة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

بوابة الأهرام
٠٦-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة الأهرام
حدث في 6 فبراير.. ميلاد تيمور باشا وسيد القراء والمنشدين ورحيل صاحب «تقويم النيل»
أحمد عادل هناك لحظات مهمة في التاريخ لا تستحق النسيان، وأخرى لم تأخذ نصيبها من الشهرة، لكنها ظلت تحمل علامات فارقة في طياتها، تمثل أحداثًا في عالم مشحون بأبلغ درجات الصخب، لكنه نابض بالحياة والتجارب والفن أيضا. موضوعات مقترحة تأخذ "بوابة الأهرام" قراءها في جولة يومية قصيرة لنرى ما حدث في مثل هذا اليوم من واقع ذاكرة الأمم والشعوب؛ حيث وقعت العديد من الأحداث والذكريات، وحمل اليوم ذكرى الميلاد والوفيات لأعلام سجل سيرتها التاريخ. من أبرز الأحداث في مثل هذا اليوم الملكة إليزابيث الثانية تتولى الحكم في مثل هذا اليوم عام 1952م، توفي الملك جورج السادس، ملك بريطانيا العظمى وإيرلندا بالفترة بين 11 ديسمبر 1936 - 6 فبراير 1952م، وآخر أباطرة الهند من 1936 – 1947م، وفي اليوم نفسه تولت الأميرة إليزابيث تتوج ملكة على المملكة المتحدة . حطمت الملكة "إليزابيث الثانية" رقمًا قياسيًا بالجلوس على عرش المملكة لـ 63 عامًا وسبعة أشهر، وتخطت العاهلة البريطانية جدتها الثالثة الملكة "فيكتُوريا" التي كانت تحمل اللقب، وتوفيت إليزابيث في 8 سبتمبر 2022م عن عمر ناهز 96 عامًا، وخلفها على العرش نجلها الملك تشارلز الثالث. الملكة إليزابيث الثانية اليوم العالمي لرفض ختان الإناث خصص يوم السادس من فبراير من كل عام، كيوم توعية عالمي لرفض ختان الإناث، وبدأت الفكرة من ستيلا أوباسانجو في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وتنظمه الأمم المتحدة سنويا للتوعية بخطورة هذه العادة الخطيرة. اليوم العالمي لرفض ختان الإناث ومن أشهر مواليد هذا اليوم العلامة أحمد تيمور باشا ولد في مثل هذا اليوم عام 1871م، العلامة أحمد تيمور باشا، هو أديب مصري بارز، برز من هذه الأسرة أخته الشاعرة المثقفة عائشة التيمورية وهي رائدة من رائدات الحركة النسوية في الوطن العربي. وكذلك برز ولداه محمد ومحمود تيمور من رواد القصة والرواية. ان تيمور من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق وعضواً بالمجلس الأعلى لدار الكتب المصرية. لا تزال مؤلفات تيمور واحدة من أهم مصادر التعرف على التراث العربي بعد أكثر من قرن على كتابتها، ومنها «الخزانة التيمورية»، التي وصلت للعامة بفضل لجنة نشر مؤلفاته، التي تشكلت عقب وفاته، وعُرفت بـ«لجنة نشر المؤلفات التيمورية»، وتوفي عام 1930م. العلامة أحمد تيمور باشا الشيخ علي محمود .. سيد القراء وإمام المنشدين شهد يوم 6 فبراير عام 1878م، ميلاد فضيلة القائ الشيخ علي محمود، وهو سيد القراء وإمام المنشدين في عصره، وصاحب مدرسة عريقة في التلاوة والإنشاد تتلمذ فيها كل من جاءوا بعده من القراء والمنشدين. أصبح الشيخ علي محمود أحد أشهر أعلام مصر قارئاً ومنشداً ومطرباً، وصار قارئ مسجد الإمام الحسين الأساسي، وبلغ من عبقريته أنه كان يؤذن للجمعة في الحسين كل أسبوع أذاناً على مقام موسيقي لا يكرره إلا بعد سنة، كما صار منشد مصر الأول الذي لا يعلى عليه في تطوير وابتكار الأساليب والأنغام والجوابات. من أشهر تلاميذه، القارئ الشيخ طه الفشني، كامل يوسف البهتيمي، محمد الفيومي، زكريا أحمد، سيدة الغناء العربي أم كلثوم، الموسيقار محمد عبد الوهاب، المطربة أسمهان. رحل الشيخ علي محمود إلى جوار ربه في 21 ديسمبر عام 1946م. الشيخ علي محمود الفنان الكوميدي إلياس مؤدب وٌلد في مثل هذا اليوم عام 1916م،الفنان الكوميدي إلياس مؤدب، بدأ عمله السينمائي في العام 1947م، وشارك إسماعيل يس في بطولة 12 فيلماً سينمائياً، وقد عُرض آخر أفلامه عام 1954م بعنوان "النمر" بطولة أنور وجدي ونعيمة عاكف وزكي رستم، وكان ذلك بعد وفاته بعامين، وتوفي في 28 مايو 1952م عن عمر يناهز 36 سنة. الفنان إلياس مؤدب ومن أبرز الوفيات في مثل هذا اليوم المؤرخ أمين سامي.. صاحب "تقويم النيل" شهد يوم 6 فبراير عام 1941م، وفاة المؤرخ المصري البارز أمين سامي، وهو أحد أصحاب فكرة إنشاء النادي الأهلي المصري، وكان عضواً في لجنة التوثيق للنادي، وقد ألف المؤرخ أمين سامى باشا ستة مجلدات اشتملت على تقويم شامل لحال النهر وهو كتاب "تقويم النيل".