logo
#

أحدث الأخبار مع #ـBBC

'جبال الأبلاش' بين الحقيقة والأسطورة.. عندما تتحوّل الطبيعة إلى رعب على تيك توك
'جبال الأبلاش' بين الحقيقة والأسطورة.. عندما تتحوّل الطبيعة إلى رعب على تيك توك

العالم24

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • العالم24

'جبال الأبلاش' بين الحقيقة والأسطورة.. عندما تتحوّل الطبيعة إلى رعب على تيك توك

في عمق شرق الولايات المتحدة، تمتد جبال الأبلاش على مدى أكثر من 2400 كيلومتر، حاملةً معها قرونًا من التاريخ، الغموض، والعزلة. هذه السلسلة الجبلية التي كانت ذات يوم حاجزًا جغرافيًا في وجه التوسع الاستعماري، أضحت اليوم محور اهتمام رقمي واسع، بعدما اجتاحت تطبيق تيك توك موجة من الفيديوهات التي تصوّرها كمسرح للأرواح الهائمة، والأصوات المجهولة، والمخلوقات التي لا يجب النظر إليها أو الرد على ندائها. تحذيرات غريبة، وسلوكيات موثّقة من قبل سكان مزعومين للمنطقة، تفيد بأنهم يحرصون على إغلاق الأبواب والنوافذ مع الغروب، ويتجاهلون أي نداء يسمعونه ليلًا، وكأنهم يعيشون في عالمٍ موازٍ تحكمه قوانين الرعب والصمت. لكن هذه الظاهرة ليست فقط وليدة الخرافة، بل يبدو أن الذكاء الاصطناعي قد لعب دورًا محوريًا في صياغة ملامح هذا الرعب الرقمي. تحقيق أجرته مجلة 'Wired' سنة 2024 كشف أن عددًا كبيرًا من الفيديوهات المتداولة قد تم توليده عبر أدوات متطورة مثل Midjourney وRunway ML، وهي تقنيات قادرة على خلق مشاهد ومؤثرات بصرية واقعية بدرجة تصعب على العين المجردة تمييزها عن الحقيقة. الأمر لا يتوقف عند المؤثرات البصرية، بل يشمل أيضًا تلاعبًا بالصوت والإضاءة والزوايا، ما يخلق بيئة مثالية لنشر الهلع الجماعي على نطاق واسع. الخبير الرقمي 'بن كولمان' أوضح في تصريح لـBBC أن المحتوى المنتشر يعكس تماهيًا بين الترفيه والخداع، وأن معظم المستخدمين لا يملكون المهارات التقنية اللازمة لتمييز الفيديو الحقيقي من المُفبرك. على الجانب النفسي، يرى مختصون أن ما يحصل يدخل في خانة ما يُعرف بـ'الهلع الجماعي الرقمي'، وهو نمط سلوكي يُولد حين تتكرر القصص المخيفة ضمن بيئة افتراضية مشبعة بالتفاعل والضجر. البروفيسورة 'ليزا أندروز' من جامعة ييل أكدت أن البشر يجدون نوعًا من المتعة النفسية في استهلاك هذا النوع من المحتوى، خاصة حين يكون مرتبطًا بمكان جغرافي حقيقي وغامض، ما يمنحه مصداقية زائفة ويزيد من تأثيره العاطفي. لكن، ماذا عن السكان الفعليين لجبال الأبلاش؟ هل يعيشون فعلًا في ظل هذه المخاوف اليومية؟ شهادات محلية نقلتها 'واشنطن بوست' أظهرت جانبًا مختلفًا من القصة. فالسكان بالفعل يغلقون النوافذ ليلاً، لكن ليس خوفًا من الأشباح، بل من الحيوانات البرية المنتشرة في الغابات مثل الذئاب والدببة. بعضهم أبدى استياءه من الزائرين الفضوليين الذين يأتون لتصوير فيديوهات 'رعب'، معتبرين أنهم يساهمون في تشويه صورة منطقتهم وتحويلها إلى مجرد مادة للتسلية الرقمية. وسط هذا التشابك بين الواقع والخيال، تبقى جبال الأبلاش رمزًا للغموض العتيق الذي وجد له حياة جديدة في عالم التيك توك. سلسلة جبلية كانت لعقود رمزًا للطبيعة والانعزال، أصبحت اليوم مختبرًا للأساطير الرقمية، ومنصة يتقاطع فيها الذكاء الاصطناعي، الرغبة في الشهرة، والحنين إلى الخوف البدائي. هي قصة جديدة من قصص عصرنا، حيث تتحوّل الجبال إلى شاشات، والخرافة إلى ترند، والحقيقة… إلى سؤال معلّق في ضباب الغابة.

الرأسمالية المتهالكة تواجه أعمق أزماتها: هل ينقذها 'عرّاب الصفقات' ترامب؟
الرأسمالية المتهالكة تواجه أعمق أزماتها: هل ينقذها 'عرّاب الصفقات' ترامب؟

يمنات الأخباري

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • يمنات الأخباري

الرأسمالية المتهالكة تواجه أعمق أزماتها: هل ينقذها 'عرّاب الصفقات' ترامب؟

يمنات في لحظة فارقة من تاريخ النظام الرأسمالي العالمي، حيث تعصف به أزمات اقتصادية غير مسبوقة، ويبلغ العجز في ميزان المدفوعات الأمريكي سقفًا مرعبًا تجاوز 30 تريليون دولار، تعود إلى الواجهة شخصية مثيرة للجدل: التاجر الصفيق، وعرّاب الصفقات الكبرى، دونالد ترامب، وقد جُدِّد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة. فهل سيكون هذا 'المنقذ الفجّ' قادرًا على لملمة أشلاء هذا النظام المتهالك؟ أم أن عودته ليست إلا إيذانًا بانهيار محتوم؟ ترامب يعود للشرق الأوسط… بـ'قافلة الذهب' في أولى زياراته الخارجية بعد تجديد انتخابه، حطّ ترامب رحاله بالسعودية، ترافقه قافلة من كبار رجال المال والتكنولوجيا الأمريكيين: إيلون ماسك، مارك زوكربيرغ، ومالك منصة ChatGPT وغيرهم من أذرع وول ستريت وسيلكون فالي. الاستقبال كان مهيبًا ومذهلًا، حيث غمرهم ولي العهد محمد بن سلمان بكرمٍ بدويّ عربي حاتمي فخم في قصر اليمامة، ليردّ ترامب قائلًا له من نشوة اللقاء: 'أنت صديقي، وأنا أحبك!' صفقات التريليون… وحروب بالوكالة بحسب تقارير الـBBC،اليوم بلغ إجمالي الصفقات التجارية والعسكرية المزمع توقيعها ترليون دولار، من ضمنها صفقة أسلحة ضخمة بقيمة 100 مليار دولار. قطر لم تُرِد أن تُترك خلف الركب، فاستبقت الزيارة بهدية 'ملكية': طائرة رئاسية بقيمة نصف مليار دولار وقصر ذهبي بلغت تكلفته 400 مليون، بانتظار أن يزورها ترامب بعد السعودية لعقد صفقات إضافية. أما المفارقة الصارخة، فهي أن الزيارة لا تشمل 'الحليف الأقرب' إسرائيل! من 'الحلاب الأكبر' إلى 'البطل المنتصر' في اليمن؟! تتداولت وسائل الإعلام الامريكية والعربية مساء امس عشية الزبارة أن ترامب، بفجاجته المعهودة، صرّح بأن غاراته على الحوثيين في اليمن كلّفت أمريكا 8 مليار دولار فقط، ومع ذلك 'أنجز ما لم تحققه السعودية في عشر سنوات'! زعم أن الحوثيين أبدوا شجاعة، ثم استسلموا. وكأنما الحرب لعبة تجارية جديدة يُسوِّق بها نفسه للأنظمة الخليجية، التي تعلّمت أن تدفع بالمليارات مقابل 'الحماية'. لقد كان ترامب في ولايته الأولى يُذكي نار الصراع بين السعودية وقطر، فصار هو 'الحلاب الأكبر' كما وصفته قناة الجزيرة، حين فرض صفقات أسلحة بمئات المليارات، كثيرٌ منها لم يُستخدم إلا لتأجيج نيران المنطقة. الرأسمالية: الوحش الجائع الذي لا يعيش إلا بالحروب إن النظام الرأسمالي العالمي لم يعد فقط على حافة الانهيار، بل يغرق في أزماته البنيوية التي لا حلّ لها من داخله. فهو نظام قائم على الاستغلال، يغذّي نفسه بالأزمات والحروب، يُغدق الرفاه والتخمة على الـ1% التي تحتكر الثروة والسلطة والإعلام والقوة، بينما يسحق الـ99% الباقين بالفقر والتجويع والبطالة. وصفه نقّاده الحقيقيون – من ماركس ولينين وماوتسي تونغ إلى تشومسكي وغريبر – بأنه جزار لا يواصل الحياة إلا بالذبح، لا يبقي إلا إن استنزف فائض السكان والسلع والثروات، محوِّلًا العالم إلى أسواق مضطربة وساحات معارك لا تهدأ. ديفيد غريبر… صوت الأناركية المعاصرة من أبرز المفكرين المعاصرين الذين فضحوا هذا النظام الوحشي، كان ديفيد غريبر، عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي الذي عرّى الرأسمالية الحديثة بأسلوبه الثوري: في كتابه 'الديْن: أول 5000 سنة'، كشف أن آليات الديْن ليست اقتصادية بحتة، بل أدوات قمع واستعباد اجتماعي. وفي 'الوظائف الهرائية'، هاجم نمط العمل الحديث المليء بالوظائف الزائفة التي تُنهك البشر دون فائدة. قاد شعار 'نحن الـ99%' في حركة 'احتلوا وول ستريت'، دافعًا باتجاه ديمقراطية تشاركية شعبية. أفكاره أضاءت عقول الملايين، ولامست قلوب المهمشين من بيروت إلى نيويورك، مرورًا بغزة ودمشق وبغداد. وفي خضم هذا المشهد العالمي المضطرب، يبرز على ضفة الفكر المقاوم طيفٌ من المفكرين الذين سعوا إلى تفكيك بنية الهيمنة النيوليبرالية، بدءًا من ديفيد غريبر الذي فَضح عبثية الوظائف المعاصرة وعرّى الوعد الكاذب للتقدم الرأسمالي، مرورًا بـ نعوم تشومسكي (Noam Chomsky): المفكر الامريكي الاشتراكي الذي الف عشرات الكتب التى تضمنت نقد لاذع للرأسمالية والإمبريالية مما جعله مرجعًا لليسار الأمريكي، بما في ذلك التيارات الشيوعية سلافوي جيجك الذي يقلب البنى السردية للنظام العالمي ويكشف لا شعور الرأسمالية، وليس انتهاءً بـ سمير أمين، المفكر الماركسي المصري الذي قدّم أطروحات جذرية لفهم التفاوت بين المركز الرأسمالي والأطراف المستغَلّة. في كتابه 'الرأسمالية المتهالكة'، صاغ سمير أمين تحليلاً دقيقًا لانحدار النظام العالمي إلى طور الاحتكار المعولم، حيث تُفرَض التبعية على شعوب الجنوب بآليات أشد قسوة من الاستعمار الكلاسيكي. يرى أمين أن النيوليبرالية ليست مجرد نموذج اقتصادي، بل عقيدة متوحشة تسعى إلى تفكيك أي مقاومة وطنية، وتجريد المجتمعات من سيادتها السياسية والغذائية والثقافية، ليُعاد تشكيل العالم وفق مصالح رأس المال المالي المعولم. وفي هذا السياق، يقترح أمين إعادة بناء الدولة الوطنية المستقلة على قاعدة إنتاجية ومجتمعية جديدة، تقطع مع التبعية البنيوية وتعيد الاعتبار لمشروع التنمية المتمركزة على الذات. لم يكن سمير أمين مفكرًا نظريًا فحسب، بل كان مناضلًا عالميًا انخرط في تأسيس شبكة 'منتدى العالم الثالث' و'منتدى باماكو'، داعيًا إلى وحدة الشعوب المقهورة، وبناء تحالف أممي جديد مناهض للرأسمالية. لقد تفنّن النظام الرأسمالي في تحريف الصراعات الطبقية إلى صراعات طائفية وعرقية ومناطقية، كما نرى بوضوح في العراق، لبنان، سوريا، اليمن… دول تمزقت وشُطرت، وجُعلت رهينة لمحاصصات طائفية مرتهنة للخارج. لم تعد الدولة الوطنية سوى هيكل فارغ تنهشه ولاءات عابرة للحدود. هل يعيد ترامب بناء الإمبراطورية… أم يسرّع سقوطها؟ عودة ترامب تعني استمرار الابتزاز والصفقات والهيمنة عبر المال والسلاح. لكنها أيضًا علامة ضعف، فالأمبراطورية العجوز تستنجد ببائع الكلام وبطل الفجاجة. الرأسمالية تحاول أن تجدّد جلدها، لكن الفيروس في عظامها، ومفاعيل الانفجار القادم تتجمّع في صمت. الأسئلة مفتوحة على المجهول: الزمن وحده سيُجيب… لكننا نعرف جيدًا أن الشعوب المنهوبة هي من تدفع الثمن، دائمًا وأبدًا. ولم تكن اليمن الكائن بجنوب الجزيرة العربية والجار الاقرب لامارات النفط الخليجية بمنأى عن هذا الخراب العالمي. اليمن المنسي المفقر الجائع يتفرج على بؤسه ومعناته وتعاسته جيرانه الاقرب الذي فتحوا خزائن الذهب الاسود النفط العربي بكرم حاتمي لانقاذ الرأسمالية المتهالكة بزعامة زعيمها ترامب ،وبذلك قد تجدد الرأسمالية نفسها وتتجاوز ازمتها الدورية .. بل كانت اليمن وماتزال الى اليوم أحد أكثر النماذج فداحةً لتكلفة الهامش العالمي في زمن الرأسمالية المتهالكة. فعلى مدى عقود، فُرضت على اليمن برامج 'الإصلاح الاقتصادي' تحت إشراف صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فجرى تفكيك القطاع العام، ورفع الدعم عن السلع، وتحرير العملة، وتسليع التعليم والصحة والخدمات الأساسية. دخلت اليمن الألفية الثالثة بوصفها دولة مأزومة، تابعة اقتصاديًا، منهارة تنمويًا، وقد جرى ربط نخبها السياسية والبيروقراطية بمصالح المانحين، لا بمصالح شعبها. وحين انفجرت التناقضات البنيوية في 2011، لم يكن ذلك مجرد ربيع سياسي، بل زلزال اقتصادي-اجتماعي ناتج عن عقود من الإفقار والتهميش والإذلال، باسم 'التحول إلى اقتصاد السوق'. ثم جاءت الحرب لتضاعف المأساة: حربٌ هجينة، فيها الدولي والإقليمي والمحلي، تدمر ما تبقى من الدولة، وتُنتج طبقات جديدة من السماسرة وتجار الحرب. ارتفعت نسب الفقر إلى أكثر من 80%، وسُحقت الطبقة الوسطى، وأصبحت الحياة اليومية خاضعة لشبكات الجباية والفساد والنهب المنظَّم، في غياب أي أفق تنموي أو عقد اجتماعي جامع. إن اليمن اليوم تدفع ثمنًا باهظًا ليس فقط لحرب عبثية، بل لنظام عالمي حولها إلى حقل تجارب للفشل، ولنيوليبرالية لم تنتج سوى الخراب. ما يحدث في اليمن ليس استثناء، بل هو النتيجة المنطقية لنظام عالمي يقيس المجتمعات بقدرتها على الاندماج في السوق، لا بقدرتها على صون كرامة الإنسان. إن استعادة اليمن لحقها في الحياة لا تقتضي فقط إنهاء الحرب، بل تجاوز نموذج الدولة التابعة، والتفكير في مشروع وطني بديل، مقاوم، يعيد الاعتبار للمجتمع المنتج، ويعيد بناء الدولة من الأسفل، بعيدًا عن وصفات المانحين وابتزاز النخب. منذ عشر سنوات، وتحديدًا بعد سقوط الدولة اليمنية في أعقاب انتفاضة 2011 وما تلاها من انتقال هجين للسلطة، دخلت اليمن مرحلة الفراغ السيادي والانهيار المؤسسي. جاءت الحرب في 2015 لتغرق ما تبقى من الدولة في مستنقع عبثي تحوّلت فيه البلاد إلى مسرح لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. السعودية والإمارات دخلتا الحرب بذريعة دعم 'الشرعية'، لكن سرعان ما تكشّف المشروع الإماراتي في الجنوب عن نزعة استعمارية مباشرة للسيطرة على الموانئ والجزر، فيما انزلقت السعودية إلى مستنقع لا مخرج منه، تُستنزف فيه أموالها ونفوذها، دون أن تحقق أي نصر استراتيجي. أما إيران، فقد وجدت في جماعة الحوثي فرصة نادرة لتطويق الخليج من خاصرته الجنوبية، دون أن تدفع كلفة الحرب. دعمتهم بالسلاح والخبرة، وجعلت منهم ورقة ضغط إقليمية، تضرب بها في العمق السعودي، وتستخدمهم في معادلة التفاوض النووي. وفي الخلفية، كانت الولايات المتحدة حاضرة ببرود استراتيجي، تُشعل ولا تحترق. غضّت الطرف عن صعود الحوثيين، ثم استخدمتهم لاحقًا كمخلب قط، لإرهاب الخليج واستنزافه وتخويفه، كي يستمر في شراء الحماية والسلاح من واشنطن. فكلما ارتفع صراخ الحوثيين 'الموت لأمريكا'، ازداد اعتماد الخليج على أمريكا. حتى بريطانيا، الإمبراطورية العجوز، عادت لتتسلل من نافذة الحرب عبر شركات السلاح، وخبراء 'السلام'، وسفرائها الذين يوزّعون خرائط النفوذ. الصين وروسيا لم تقفا بعيدًا. الأولى تسعى لمد نفوذها عبر 'طريق الحرير' البحري، ووضعت عينها على الموانئ اليمنية، والثانية وجدت في توازن الفوضى فرصة لتقويض الهيمنة الأمريكية في المنطقة. وما بين هذه القوى، دخلت قطر وعُمان كفاعلين ثانويين في لعبة النفوذ، يراهن كل منهما على أوراق محلية لضمان دور في مستقبل اليمن، ولو على حساب وحدة البلاد واستقرارها. كل زناة الأرض مرّوا من هنا. تركوا بصماتهم على الجراح المفتوحة، وتبادلوا الأدوار على جسدٍ أنهكه الفقر والتشظي. لم يبقَ في اليمن ما يُنهب إلا الإنسان، الذي صار سلعة للحرب، ورقماً في قوائم الإغاثة، وضحية في سرديات الإعلام. الجائعون في صنعاء وعدن وتعز والحديدة وحضرموت ليسوا مجرد ضحايا لحرب داخلية، بل ضحايا نظام عالمي ينظر إليهم كأدوات لا كأرواح. الأطفال في اليمن لا يموتون فقط من الجوع، بل من العار الأممي، ومن 'المجتمع الدولي' الذي يفاوض على الخرائط ولا يلتفت للقبور الصغيرة. كان الزعيم الخالد جمال عبد الناصر – آخر الأنبياء كما وصفه نزار قباني – واجه غدر وتآمر، من قبل امراء النفط وبعض الانظمة العربية ويُعَدّ ماحصل لمشروع ناصر التقدمي النهضوي الوحدوي من انتكاسة وهزائم تمهيدًا تاريخيًا لهذا الخراب الشامل. الذي تعيشه كل الجمهوريات العربية لقد كان ناصر مشروعًا للتحرر الوطني والاستقلال الاقتصادي، فتكالب عليه الغرب الاستعماري ، وخذلته الرجعية العربية، وقُتل مشروعه قبل أن يكتمل. واليوم، يُقتل اليمن بنفس الطريقة: بالتحالف بين الإمبريالية والرجعية والفساد المحلي. — لا خلاص لليمن إلا بالخروج من المعادلة التبعية. لا أفق في أي مشروع تُرسم ملامحه في الرياض أو طهران أو واشنطن. ما لم يُعد بناء اليمن من الداخل، من قاعدته الشعبية، ومن قوى المجتمع المنتج، فكل الحلول ستكون تأجيلاً للكارثة. اقتصاد إنتاجي مستقل لا ريعي ولا تابع. دولة مدنية ديمقراطية تمثل مصالح الأغلبية الكادحة. إصلاح زراعي وعدالة اجتماعية تضع الإنسان قبل الربح.

حديث صادم عن الثمن الذي تدفعه اليمن في الحروب
حديث صادم عن الثمن الذي تدفعه اليمن في الحروب

اليمن الآن

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • اليمن الآن

حديث صادم عن الثمن الذي تدفعه اليمن في الحروب

كريتر سكاي/خاص وصف القاضي عبدالوهاب قطران عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة في ظل أزمات اقتصادية عالمية غير مسبوقة بأنها لحظة فارقة، متسائلاً عما إذا كان "التاجر الصفيق" قادرًا على إنقاذ النظام الرأسمالي المتهالك أم أن عودته "إيذان بانهيار محتوم". واشار قطران إلى أولى زيارات ترامب الخارجية إلى السعودية، برفقة وفد ضخم من كبار رجال المال والتكنولوجيا، حيث استقبله ولي العهد محمد بن سلمان بكرم بالغ. ونقل عن تقارير الـBBC أن إجمالي الصفقات التجارية والعسكرية المزمع توقيعها بلغ تريليون دولار، بما في ذلك صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار. كما لفت إلى "هدية ملكية" قطرية لترامب تمثلت في طائرة رئاسية وقصر ذهبي استعدادًا لزيارته. ونقل قطران عن وسائل إعلام أمريكية وعربية تصريحًا منسوبًا لترامب بشأن اليمن، زعم فيه أن غاراته على الحوثيين كلفت أمريكا 8 مليارات دولار فقط، وأنه "أنجز ما لم تحققه السعودية في عشر سنوات"، واصفًا الحرب بـ"لعبة تجارية جديدة". وانتقد قطران النظام الرأسمالي العالمي، واصفًا إياه بأنه "وحش جائع لا يعيش إلا بالحروب"، ويستغل الأزمات والصراعات لتغذية نفسه، بينما يسحق غالبية السكان بالفقر. واستشهد بمفكرين مثل ماركس ولينين وتشومسكي وغريبر لفضح طبيعة هذا النظام. كما أشار إلى دور مفكرين معاصرين مثل ديفيد غريبر ونعوم تشومسكي وسلافوي جيجك وسمير أمين في تفكيك بنية الهيمنة النيوليبرالية ونقد الرأسمالية. وأكد قطران أن اليمن "لم تكن بمنأى عن هذا الخراب العالمي"، مشيرًا إلى أنها كانت "أحد أكثر النماذج فداحةً لتكلفة الهامش العالمي في زمن الرأسمالية المتهالكة". وسلط الضوء على آثار برامج "الإصلاح الاقتصادي" والحروب على اليمن، محذرًا من أن الحل يكمن في "الخروج من المعادلة التبعية" وبناء "مشروع وطني بديل" يعيد الاعتبار للشعب اليمني. واختتم قطران بالقول: "لا خلاص لليمن إلا بالخروج من المعادلة التبعية... ما لم يُعد بناء اليمن من الداخل... فكل الحلول ستكون تأجيلاً للكارثة... اليمن لا يحتاج إلى وصاية جديدة، بل إلى ثورة جديدة تعيد تعريف الوطن لا كمزرعة لزناة الأرض، بل كبيت للكرامة الشعبية."

الأمير هاري: الملك تشارلز لا يرغب في الحديث معي
الأمير هاري: الملك تشارلز لا يرغب في الحديث معي

24 القاهرة

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • 24 القاهرة

الأمير هاري: الملك تشارلز لا يرغب في الحديث معي

في حوار مفاجئ وعاطفي امتد لأكثر من 30 دقيقة، تجاوز الأمير هاري، دوق ساسكس، التوقيت المتفق عليه مسبقًا مع فريق الـBBC، وفتح الباب على مصراعيه للحديث عن خلافاته العائلية العميقة، وانتقاده الصريح للمؤسسة الملكية البريطانية، بعد ساعات فقط من خسارته معركة قانونية حول الترتيبات الأمنية الخاصة به داخل المملكة المتحدة. الحوار، الذي أُجري في أحد العقارات القريبة من منزله في مونتيسيتو بكاليفورنيا، وبتنسيق مباشر من مديرة الاتصالات لمؤسسة "آرتشويل"، ميريديث مينز، تم تسجيله دون وجود زوجته ميغان ماركل، التي لم تظهر علنًا إلى جانبه طوال ثلاث سنوات من المعارك القضائية. ووصف مصدر إعلامي الأمير بأنه بدا منكمشا لكنه كان حريصًا على الحديث، وبدت عليه علامات التوتر كتحريكه المتكرر لقدميه خلال الحوار. وفي لحظات نادرة من الصراحة، تحدث الأمير هاري عن رغبته في المصالحة مع والده، الملك تشارلز الثالث، الذي قال إنه "يرفض الحديث معه "، مشيرًا إلى أن "الحياة ثمينة، ولا يعرف كم من الوقت تبقى لوالده. وأضاف أن هناك من لن يغفر لي، لكن لا جدوى من مواصلة القتال، واصفا الحكم القضائي بأنه خيانة مؤسساتية، ولمّح بشكل مقلق إلى مخاوف من أن تتكرر مأساة والدته الأميرة ديانا، التي قُتلت في حادث مأساوي في باريس عام 1997. وأكد: لا أريد أن يعيد التاريخ نفسه، واكتشفت خلال هذه المعركة أن هناك من يتمنى فعلًا أن يعيد التاريخ نفسه. اتهم الديوان الملكي باستخدام الترتيبات الأمنية كوسيلة "لسجن" أفراد العائلة وتصاعدت نبرة النقد في تصريحاته، إذ اتهم الديوان الملكي باستخدام الترتيبات الأمنية كوسيلة لسجن أفراد العائلة الملكية، ومنعهم من اختيار حياة مختلفة، معبرًا عن حزنه لعدم قدرته على تعريف أطفاله بأرض وطنه. وقال: أحب بلدي وسأظل كذلك، رغم ما فعله البعض هناك، قبل أن يختتم: أفتقد المملكة المتحدة، من المؤلم ألا أتمكن من أخذ أطفالي لرؤية مسقط رأسي. اللقاء، الذي اعتبره البعض شبيهًا بمقابلة والدته الشهيرة مع مارتن بشير، فتح موجة جديدة من الجدل داخل المملكة، خاصة في ظل الظروف الصحية التي يمر بها الملك تشارلز. ورغم تأكيد قصر باكنغهام في بيان مقتضب أن "المحاكم نظرت في القضية بدقة وتوصلت إلى نفس النتيجة في كل مرة"، إلا أن تصريحات الأمير فُسرت على أنها تصعيد جديد في مسار الخلاف الذي بدأ منذ انسحاب الزوجين من العائلة المالكة عام 2020. في خضم هذه التوترات، يبقى سؤال المصالحة بين الأمير ووالده معلقًا، في ظل تباعد المواقف، واحتدام المعارك القضائية، وغياب أي مؤشرات على تهدئة وشيكة في الأفق.

جزيرة أمريكية لا تسمح باستخدام السيارات منذ 1898.. ما القصة؟
جزيرة أمريكية لا تسمح باستخدام السيارات منذ 1898.. ما القصة؟

24 القاهرة

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سيارات
  • 24 القاهرة

جزيرة أمريكية لا تسمح باستخدام السيارات منذ 1898.. ما القصة؟

في قلب عاصمة السيارات العالمية، وتحديدًا بولاية ميشيجان الأمريكية، تقع جزيرة ماكيناك الخالية تمامًا من المركبات الحديثة، يعيش فيها 600 شخص و600 حصان، في نمط حياة يعيد إحياء روح الماضي. وبحسب ما نشرته صحيفة الـBBC، رغم أن ولاية ميشيجان، موطن شركات عملاقة مثل فورد وجنرال موتورز وكرايسلر، تُعرف عالميًا بلقب عاصمة السيارات، إلا أن بحيرة هورون تحتضن جزيرة ماكيناك، تلك البقعة الخلابة التي تحظر السيارات منذ أواخر القرن التاسع عشر، وتحافظ على سحر الزمن القديم. وتبلغ مساحة جزيرة ماكيناك نحو 3.8 كيلومتر مربع، ويقطنها حوالي 600 شخص على مدار العام، حيث لا يُسمح باستخدام المركبات الآلية أو حتى عربات الجولف، والأصوات التي قد تسمعها في أرجاء الجزيرة غالبًا ما تكون زقزقة الأوز أو صرير البوم، لا أصوات المحركات. سر غياب السيارات تعود قصة حظر السيارات إلى عام 1898، عندما تسبب انحراف مركبة بمحرك عن مسارها في إثارة ذعر الخيول المحلية، ما دفع سلطات القرية إلى حظر محركات الاحتراق الداخلي، وهو القرار الذي سرعان ما شمل كامل الجزيرة بعد عامين، ومنذ ذلك الحين، ظل الحصان الملك بلا منازع على طرقات ماكيناك، بحسب ما أوضحته أورفانا تريسي مورس، مالكة أحد متاجر الحرف اليدوية بالجزيرة. اليوم، وبعد مرور أكثر من 100 عام، لا تزال الخيول تقوم بجميع المهام اليومية، من جمع النفايات إلى توصيل الطرود البريدية عبر شركات مثل FedEx، مما يحافظ على الطابع الهادئ للجزيرة التي تستقطب سنويًا حوالي 1.2 مليون زائر عبر رحلات بالعبّارة من مدينتي ماكيناو وسانت إجناس. وفي أواخر القرن التاسع عشر، تحولت جزيرة ماكيناك إلى وجهة صيفية مفضلة للأسر الثرية من شيكاغو وديترويت، الذين كانوا يلجؤون إلى مياهها الصافية وطبيعتها الخلابة هربًا من صخب المدن. رغم كل هذا التطور الذي طال العالم، تبقى ماكيناك شاهدًا حيًا على إمكانية العودة إلى نمط حياة بسيط، حيث التنقل بالدراجات أو العربات التي تجرها الخيول، في مشهد يبدو وكأنه توقف عند زمن آخر. لغز بيئي في البرازيل.. ماعز تظل حيّة على جزيرة نائية دون معرفة مصدر للمياه بها إعلام حوثي: غارتان أمريكيتان تستهدفان جزيرة كُمران قبالة سواحل الحديدة غربي اليمن

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store