أحدث الأخبار مع #فاتن_حمامة


مجلة هي
منذ 7 أيام
- ترفيه
- مجلة هي
رئيسة التحرير مي بدر تكتب: مرآة الروح ودفتر الحياة
في هذا العالم الذي يزداد تعقيدا يوما بعد يوم، أصبحت الدراما ملاذا ومرآة للكثيرات منا. فهي ليست مجرد وسيلة ترفيه أو سرد حكايات على شاشة، بل مساحة نعيش فيها، ونتأمل، ونفهم أنفسنا والآخرين. ولا أبالغ إن قلت إنها مرآة تعكس أحيانا كل تفاصيل حياتنا، فنحن لا نتابع الأعمال الدرامية فقط لنملأ وقت فراغنا، بل لنملأ فراغا عاطفيا أو فكريا. فكل لحظة نعيشها في مسلسل أو مسرحية أو فيلم، تمس شيئا ما في ذاكرتنا، وأعماقنا، أو في مستقبل نخشاه ونحلم به. لذلك قال جان كوكتو: "السينما تخلق الذكريات، والمسرح يوقظها، والدراما تمنحها صوتا ووجها". وقد أثبتت الدراما أنها قادرة على أن تسهم في تغيير مجتمعات، وتُحرّك ساكنا في القلب والعقل. في العالم العربي، لم تكن نجمات الدراما مجرد ممثلات، بل رائدات وصاحبات موقف. من سعاد حسني التي كشفت هشاشة المرأة القوية، إلى منى واصف التي أعطت للشخصية التاريخية لحما ودما وهيبة، إلى نادين لبكي التي جعلت من الكاميرا مرآة للوجع الاجتماعي.. هؤلاء لم "يُجسّدن" شخصيات، بل كتبن فصولا جديدة في وجدان الجمهور. ولأن الدراما حياة أخرى تُعاش بعمق أكبر، لم تكن طريقها سهلة، فهي تتطلب شجاعة لاكتشاف الذات خلال تمثيل الأدوار المعقدة، كما تطلبت من فاتن حمامة وحياة الفهد، ويسرا، وغيرهن ممن أصبحن جزءا من الذاكرة العربية. وفي خضم هذه الرحلة الفنية والإنسانية، تبرز في مشهدنا الخليجي المعاصر النجمة السعودية إلهام علي، العاشقة للفن، والمتصالحة مع الألم، والصادقة مع ذاتها. ليست فقط بطلة "شارع الأعشى"، بل واحدة من الأسماء التي تعيد تعريف الدراما السعودية. اختارت "إلهام" الفن طريقا، لا الشهرة، وصنعت من التنمّر درعا، ومن الحلم سلاحا: "ألمي وقود دفعني إلى الأمام"، وهي جملة لا تعبر عن تجربة شخصية فقط، بل عن سر الدراما كلها: أن نحول الألم إلى فن، والمحنة إلى حكاية تُروى. في هذا العــدد نحتفـــي بالدرامـــا. لا بصفتها منتَجا ثقافيا أو شاشة مضيئة فقط، بل بصفتها أسلوب حياة. نحتفي بها لأنها تعلّمنا أن نسأل، وأن نشك، وأن نحلم.. لأنها تمنحنا، كما يقول مارسيل بروست، "القـــدرة علـــى العيش أكثر من حياة واحدة."


الشرق الأوسط
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
«أسبوع القاهرة للصورة»: حين تستعيد عدسة الكاميرا سحر الأبيض والأسود
بحكايات من الزمن الماضي تتقاطع مع وجوه وقصص مُعاصرة، يتجلَّى سحر الأبيض والأسود في «أسبوع القاهرة للصورة»، الذي يضمّ 26 معرضاً تحتوي على نحو 5 آلاف صورة متنوّعة لفنانين وزعماء سياسيين وبورتريهات لشخصيات عابرة، إلى جانب صور ومعارض متعدّدة تُضيء على مأساة غزة. ويحتفي الأسبوع الفوتوغرافي بعدد من الزعماء المصريين، على رأسهم عبد الناصر والسادات، كما يكرّم الفنانين أم كلثوم، وفاتن حمامة، وعبد الحليم حافظ، وعمرو دياب، إلى جانب ملصقات مسلسلات حديثة ومعارض فردية لمصوّرين تعكس ملامح زمنها من خلال الملابس والوجوه وتسريحات الشَّعر. ويُقام «أسبوع القاهرة للصورة» في دورته الرابعة، بمشاركة عدد من المصوّرين المحترفين المحلّيين والدوليين، إلى جانب مؤسّسات مرموقة مثل «غيتي»، و«وورلد برس فوتو»، و«ناشونال جيوغرافيك إيماج»، وتستمرّ فعالياته حتى 18 مايو (أيار) الحالي. فاتن حمامة في زيارة الجنود من مُصابي الحرب (أسبوع القاهرة للصورة) يُقام الحدث في منطقة وسط القاهرة بزخمها الفنّي والمعماري، وتحديداً في سينما «راديو» العائدة إلى ثلاثينات القرن الماضي، وتمتدّ معارضه للمرّة الأولى لتشمل 14 موقعاً داخل العاصمة؛ وذلك من تنظيم مؤسّسة «فوتوبيا» برئاسة مروة أبو ليلة، علماً بأنه يُقام كل عامين بشراكات متنوّعة، أبرزها مع الاتحاد الأوروبي و«يونيك»، وقد شهد منذ افتتاحه إقبالاً لافتاً من جمهور الشباب من هواة التصوير وعشاقه. وتتحدَّث مؤسِّسة «الأسبوع»، مروة أبو ليلة، عن تطوّر الحدث عبر دوراته الأربع، قائلة: «شهد (أسبوع القاهرة للصورة) توسُّعاً كبيراً وزيادة واضحة في عدد المشاركين. هذا العام، استضفنا نخبة من كبار المصوّرين العالميين، وقدَّمنا معارض للمرّة الأولى في التجمُّع الخامس، إلى جانب معرض لأحدث معدّات التصوير. كل دورة تحمل بصمتها وتجاربها الخاصة». سيدة الغناء العربي خلال دعمها للجنود عقب نكسة 1967 (أسبوع القاهرة للصورة) وتُولي الدورة الحالية اهتماماً خاصاً بالقضية الفلسطينية، فتوضح مروة أبو ليلة لـ«الشرق الأوسط»: «نقدّم معرضاً مميّزاً للفنان الفلسطيني نضال رحمي، إلى جانب معرض (غزة) الذي يضم أعمالاً استثنائية لمصوّرين من القطاع، وتُعرض فيه أيضاً جدارية كبيرة تضم أسماء المصوّرين الذين استشهدوا خلال الحرب وصُورهم». ولا يقتصر الأسبوع على المعارض، وإنما يقدّم ورشات عمل متخصِّصة في فنون التصوير، ويوفّر فرصاً للمصوّرين من مختلف المحافظات المصرية لحضور الفعاليات مع التكفُّل بإقامتهم في القاهرة، إيماناً من القائمين عليه بأهمية دعم المواهب الشابة وربطها بمجتمع المصوّرين محلّياً ودولياً. وتتنوَّع المعارض المُشاركة، منها معرض «صاحبة الجلالة»، الذي يضم أعمالاً لـ46 مصوّراً صحافياً ترصد لحظات محورية في التاريخ المصري، مثل جنازة الرئيس جمال عبد الناصر، واغتيال الرئيس أنور السادات، مع الإضاءة على إسهامات أم كلثوم في دعم المجهود الحربي، وزيارة فاتن حمامة لمُصابي نكسة 1967. في حين يستعرض معرض «الديناصور» أكثر من 30 صورة من أرشيف المصور العراقي - الأميركي ياسر علوان، التُقطت بعدسته منذ إقامته في مصر، حتى وفاته عام 2022، ويتداخل فيها مع التراث المصري بصرياً وروحياً. وتُعرَض في «التهجير» أعمال عدد كبير من المصوّرين الحائزين على جوائز «وورلد برس فوتو»، بتنظيم مشترك بين الأخيرة و«فوتوبيا»، وبدعم من السفارة الهولندية، إذ توثّق الصور قصصاً إنسانية للهجرة من مناطق النزاع، وتأثير تغيّر المناخ، ورحلات البشر نحو الأمان. «نافذة الألم» للمصوّر الفلسطيني محمود أبو حمدة في غزة (أسبوع القاهرة للصورة) أما معرض «صندوق المزيكا»، فيقدّم تجربة بصرية لتاريخ الموسيقى في الشرق الأوسط من أربعينات القرن الماضي حتى اليوم؛ ويشارك فيه قسم من الجامعة الأميركية بالقاهرة بصور نادرة لعبد الحليم حافظ ولقطات من أفلامه، وتصدح خلاله أغنيات من العندليب حتى عمرو دياب. ويفتح معرض «موسم من مسلسلنا» نافذة على فنّ ملصقات الأعمال الدرامية، إذ يُعاد تصوير هذه الملصقات بعدسة المصوّرَيْن أحمد هيمن وعائشة الشبراوي بأسلوب بصري فريد وألوان غير تقليدية، ما يرفع البوستر إلى مستوى السرد المستقل، إذ يتجاوز الإشارة إلى الدراما إلى الغوص في مضمونها. في هذا السياق، تقول منسّقة المعرض، هبة المعاذ، لـ«الشرق الأوسط»: «نحتفي بالبوستر بوصفه أول ما يجذب انتباه الجمهور، وهو عنصر محوري في تشكيل انطباعه عن العمل. لذلك نبحث وراء الكواليس لالتقاط لحظة البوستر، ونولي اهتماماً خاصاً لتصويره في مواقع خارجية تنبض بالحياة، مثل ملصق مسلسل (تحت الوصاية) لمنى زكي، ومسلسل (إخواتي)». وتعرض نرمين هلال، في معرضها «وتيكو»، مجموعة من أعمالها الفوتوغرافية المركَّبة التي تمزج بين التصوير والتقنيات المستوحاة من الرسم. وتتناول في المعرض موضوعات الهوية والإدراك من خلال إعادة تخيُّل الصور وتحويلها إلى لوحات غنية بالرموز والدلالات البصرية. زحف الجماهير في وداع الرئيس جمال عبد الناصر (تصوير: أحمد عبد العزيز) وإلى جانب المعارض الجماعية، يضمّ «أسبوع القاهرة للصورة» عدداً من المعارض الفردية لمصوّرين بارزين، من بينهم المصوٍّرة الفلسطينية راندا شعث، التي تقدّم معرض «القاهرة 90» تحت شعار «اكتشاف المشهد»، وكذلك معرض «شيء من السحر» لمدير التصوير عبد السلام موسى، بتنسيق المخرجة هالة القوصي. كما تُشارك المصوِّرة كوكلا رفعت بمعرض «أولاد النيل»، الذي صوّرته في أسوان، بالإضافة إلى معرض المصوِّر الأرمني فان ليو المتخصّص في فن البورتريه، والذي يُعدّ أرشيفه توثيقاً بصرياً لتاريخ الفنانين المصريين.