أحدث الأخبار مع #فحزبالله

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 أيام
- سياسة
- القناة الثالثة والعشرون
ليست معركة بلدية... بل معركة وجود وسيادة!
كتبت عضو المكتب السياسي الكتائبي ريتا بولس: إن معركة الانتخابات البلدية في الجنوب لم تعد معركة إنماء وخدمات فقط، بل هي معركة وجود، وكرامة، وسيادة. جنوبنا اليوم مخطوف... آلاف المواطنين مُنعوا من دخول أراضيهم، بعدما حوّلها حزب الله إلى ثكنات عسكرية مغلقة، خارجة عن سلطة الدولة، وكأن أبناء الأرض باتوا غرباء عنها. الدولة مغيّبة. القانون مغيّب. والجنوب رهينة مشروع لا يُشبهه، ولا يُشبه أهله، ولا يعكس تاريخه النضالي والوطني. فحزب الله صادر قرار الدولة، صادر أراضي الناس، صادر مستقبل الأجيال، باسم "مقاومة" تحوّلت إلى غطاء لدويلة تفرض هيمنتها بالسلاح والتخويف. الانتخابات البلدية المقبلة ليست تفصيلاً. إنها لحظة فاصلة لمواجهة هذا الواقع الشاذ والانقلاب على الدستور. نريد بلديات ترفض مصادرة الأرض، لا تسكت عنها. نريد سلطات محلية تكون صدى لصوت الناس، لا صدى لمكاتب حزبية وأمنية. نريد تحرير الجنوب من الداخل، من الهيمنة، من التهديد، من السلاح غير الشرعي، الذي يحوّل أهلنا إلى دروع بشرية في كل مواجهة يقرّرها طرف واحد. الجنوب اليوم على مفترق طريق: إما أن يستعيد وجهه الوطني، الحر، السيادي، وإما أن يبقى رهينة في يد مشروع دخيل، لا دولة فيه ولا قانون. القرار بيد أهل الجنوب، والانتفاضة تبدأ من صناديق الاقتراع. فلينتخب من يشبه الجنوب، من يدافع عن أهله، ولنرفض من صادره… باسم المقاومة، وباسم التخويف، وباسم الدويلة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المركزية
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- المركزية
ثلاثة عناوين تتصدّر زيارة أورتاغوس ... ولبنان على خط باريس واشنطن
وسط انسداد الأفق وتراجع الضغوط الدولية على إسرائيل للانسحاب من المواقع التي تحتلها في جنوب لبنان بما يعزز استكمال انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود الجنوبية، يستمر الوضع على حاله من التأزم في ظل التهديدات الإسرائيلية باستمرار مسلسل الاغتيالات لقيادات من حزب الله، زاعمةً التخطيط للقيام بالهجوم على مواقع استراتيجية داخل فلسطين المحتلة وخارجها. في الأثناء، يتوقع أن تصل إلى بيروت في الساعات المقبلة مساعدة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين. غير أن التطورات على الساحة السورية تلقي بظلالها على المشهد في المنطقة وعلى لبنان خصوصاً إذ أن التقارير المسائية تحدثت عن غارات إسرائيلية على قلب العاصمة السورية دمشق، فيما تتقدم أرتال من الدبابات التركية باتجاه مدينة حمص والساحل السوري بهدف إنشاء قواعد عسكرية تم التوافق على بنائها خلال اللقاء الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، واستقدام أنظمة الدفاع الجوي المتطورة من طراز أس 400. وتشير التقارير إلى أن الهدف الرئيس من التقدم التركي هو منع إسرائيل من التصرف بحرية في الأجواء السورية ناهيك عن تأمين الحماية الضرورية للحليف السوري المتمثل بالادارة الجديدة. عناوين زيارة أورتاغوس في السياق، أشارت مصادر متابعة لزيارة الموفدة الأميركية إلى أن أورتاغوس ستنطلق في لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين من ثلاثة عناوين يتركز الأول على القرار المتعلّق بسحب سلاح حزب الله واستعداد الحكومة على تنفيذ ما التزمت به، أمّا العنوان الثاني فيتعلق بقدرة الجيش اللبناني على الانتشار جنوب الليطاني حتى الحدود مع فلسطين المحتلة ومواجهة أي سلاح في جنوب الليطاني وشماله ويكون القرار له في هذه المنطقة وحده دون غيره، فيما الشأن الثالث والأخير فيتناول ملف إعادة الأعمار وترسيخ الدولة نفوذها في تلك المناطق مع ضمان انسحاب العدو من المواقع التي يحتلها والتزام المسؤولين بالبندين الأولين. المصادر لفتت في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى تباينات في المشهد الداخلي حول الشروط الاميركية، فحزب الله الذي وقّع على اتفاق وقف اطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي ما زال يرفض البحث بتسليم سلاحه، وما زال يتمسّك بمقاومة العدو، محمّلاً الدولة مسؤولية ما تقوم به إسرائيل من خروقات واعتداءات كان آخرها الغارة الاسرائيلية على حي ماضي في الضاحية الجنوبية واغتيال المسؤول في حزب الله حسن بدير ونجله علي. وتضيف المصادر أنَّ رئيس الجمهورية جوزاف عون يشدد في مواقفه على عقد مؤتمر للبحث في الاستراتيجية الدفاعية، في المقابل يشترط رئيس المجلس نبيه بري الذي يعتبر من أبرز أركان اتفاق وقف النار، انسحاب إسرائيل من النقاط الخمسة التي تحتلها قبل البحث في أي أمر آخر، فيما يبقى رئيس الحكومة الوحيد الذي يشدد في العلن على سحب السلاح وتطبيق القرار 1701. وإذ دعت المصادر المسؤولين اللبنانيين الى ضرورة اعتماد سياسة واضحة والالتزام بكامل بنود وقف اطلاق النار، إضافة الى حسم موضوع السلاح وإخراجه من التداول، وذلك من خلال الوصول الى صيغة وطنية ترضي جميع الأطراف وفي مقدمها حزب الله، اعتبرت أن على حزب الله التعاطي مع هذا الأمر بواقعية مطلقة والتخلي عن منطق التهديد والوعيد، لأن ما كان يصح قوله مع بداية حرب الاسناد لم يعد له أهمية بعد الموافقة على وقف اطلاق النار والدخول بالتسوية. لبنان ليس وحده في عين العاصفة توازياً، رأى النائب السابق شامل روكز أن لبنان لم يعد وحده في عين العاصفة وان منطقة الشرق الاوسط كلها تشهد تغيرات خطيرة، حيث أنَّ المشكلة تكمن في مسألة التطبيع مع اسرائيل، أما بالنسبة لنا كلبنانيين فإن الطريق تمر عبر القرار 1701 وتنفيذ بكل مندرجاته. روكز اعتبرَ في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أن "تعنت وعجرفة اسرائيل المتمثلة بالغارات على الضاحية وسواها تأتي في إطار الضغط علي لبنان لتنفيذ القرار 1701 وسحب السلاح وصولاً الى التطبيع"، داعياً المسؤولين الى مقاربة هذا الموضوع بمسؤولية عالية تجنباً من الوصول الى مشكلة داخلية. في الإطار، أعرب روكز عن أسفه لانحياز العالم الى جانب اسرائيل وعدم التطرق الى مؤتمر وطني للبحث في الاستراتيجية الدفاعية، فالاهتمام الدولي يتركز فقط على تسليم السلاح وليس اي شيء آخر، داعياً رئيسي الجمهورية والحكومة للتوافق على عقد مؤتمر وطني لاقرار استراتيجية الامن القومي وتطبيق القرار 1701 ومعالجة موضوع السلاح، مذكراً أن الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ساهما بشكل فاعل بالتوصل الى وقف النار، لكن مع إدارة الرئيس ترامب تبدل الخطاب الاميركي واصبحت اميركا من خلال الموفدة الاميركية اورتاغوس تشدد على نزع سلاح حزب الله وتعتبره عنصراً اساسياً للامن. دعم فرنسي في سياق الاتصالات التي تجريها فرنسا لخفض التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان، كشفت مصادر دبلوماسية عبر الأنباء الالكترونية ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أجرى اتصالاً بنظيره الاميركي دونالد ترامب للضغط على اسرائيل لتخفيف التصعيد ضد لبنان وإيجاد سبل اخرى غير القوة لنزع سلاح حزب الله. المصادر لفتت إلى أن بيروت تلقت في الساعات الماضية إشارات غير مطمئنة تفيد بأن اسرائيل ماضية بسياسة الاغتيالات واستهدافها مخازن الاسلحة التابعة لحزب الله أينما وجدت. موقف وطني بوجه العدو تزامناً، وفي تعليقه على استهداف الضاحية الجنوبية من قبل إسرائيل، توقع عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور استمرار الاستباحة الاسرائيلية، كما ان الضغوطات السياسية سوف تزداد مما سيخلق المزيد من التوترات الداخلية لكننا في المقابل ملزمين بالتعامل بمسؤولية وطنية مع هذه المرحلة السياسية ومخاطرها بالبحث عن لغة وطنية مشتركة والتوحيد خلف موقف الدولة واركانها لاسيما رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في سعيهم لتحرير ما تبقى من اراض محتلة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية والالتزام باتفاق الهدنة. وكان الرئيسان بري وسلام بحثا في عين التينة في آخر المستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة اسرائيل خرقها لوقف إطلاق النار واعتداءاتها على لبنان.


الديار
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الديار
يضع المناصفة على المحك... من يضمن التشطيب؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب فشل مجلس النواب بإقرار قانون اللوائح المغلقة في انتخابات بلدية بيروت، فلا المطالبون بتعديلات نجحوا بتمرير قانون يضمن المناصفة، كما لم يوفق المطالبون باسترجاع الصلاحيات من المحافظ، واقتضى المخرج إحالة الاقتراح على لجنة نيابية خاصة، مما يعني الموت السريري لقانون اللوائح المغلقة، واتجاه الامور الى معركة غير واضحة المعالم، بعد توسع الاعتراضات و"الفيتوات"، التي كادت تسبب باندلاع سجال طائفي ومذهبي. وبتقدير المتابعين لمسار الانتخابات في بيروت، فان التوجه اليوم هو الى صيغة جديدة وتوافقات الضرورة، حيث تنصب الجهود لتوفير التوافق السياسي حول لائحة واحدة، تخوض من خلالها الأحزاب والقوى السياسية الانتخابات، بشكل يضمن تحقيق المناصفة. يجمع المراقبون على وصف ما يحصل بانه "زواج الضرورة"، لضمان المناصفة ضمن لائحة تضم "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" و"الكتائب" و"الثنائي الشيعي" و"تيار المستقبل" و"الجماعة الإسلامية". مع العلم ان هذا التحالف يجمع الاخصام بالسياسة، وقد يتوسع ليضم اليه النائبين محمد الحوت ونبيل بدر. عمليا ينحصر التنافس في بيروت بين لائحتي الأحزاب من جهة، مع لائحة المستقلين او القوى "التغييرية". وتؤكد مصادر متابعة ان المسعى لتوافق يضم مرشحي الأحزاب من العائلات البيروتية، وصل الى مرحلة متقدمة، لكن مسار التوافق يبقى رهن التقلبات والمزاج الشعبي. فالسجال الطائفي ترك آثاره على الناخب البيروتي، والانقسام حاد بين الأحزاب. والسؤال الأبرز كيف يمكن ضبط التشطيب الذي سيكون سيد الإنتخابات، في الجو الطائفي المشحون الذي اندلع على اثر المزايدات الماضية، بعد رمي طروحات وتعديلات معينة. اعتبارات تتحكم بالمشهد البيروتي، ولا يمكن التحكم بسلوك الناخب البيروتي. فحزب الله في مواجهة احزاب تطالب بنزع سلاحه. وماذا عن جمهور "تيار المستقبل" الذي أصيب إصابة لا تعوض بانسحاب الرئيس سعد الحريري، بعد ان كان "المستقبل" اللاعب الانتخابي الأبرز في العاصمة. فالتباعد اليوم قائم بين جمهور "المستقبل" ورئيس الحكومة نواف سلام، حول المرجعية السنية لبيروت، على الرغم من ركون سلام الى الحياد وعدم الانجراف الى اي فكرة، تترك تداعيات على وضعه في التوازنات السياسية، فهو وان دعم قانون اللوائح المقفلة، لكنه حاذر الصدام مع الشارع "المستقبلي" وزعامة "المستقبل". هذه المعطيات تؤكد ان انتخابات بيروت ستكون ام المعارك الانتخابية، التي يصعب التنبؤ بمسارها ونتائجها مستقبلا بعد نهاية العملية الانتخابية.


الوطن
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الوطن
المرونة «بطولة» حين تكون إيرانية.. و«خيانة» حين تكون عربية
اللهجة المتشددة التي تكلم بها نعيم قاسم أمين «حزب الله» اللبناني من طهران حول قضية نزع السلاح تزامنت مع الجولة الثانية للمفاوضات الإيرانية! وهو ما تفعله إيران دوماً بتوجيه الأذرع للتصعيد، حتى تستفيد هي تفاوضياً. الملفت للنظر هو أن التبعية والتقليد التام للأذرع الإيرانية لمصادرها الرئيسة، فحزب الله يطلق على مفاوضات نزع السلاح «بالاستراتيجية الدفاعية» هذا الأسلوب الذي يحرص على الصورة والانطباع لدى جمهوره بغض النظر عن ما يجري على الأرض مع بقية الأطراف المفاوضة. سابقاً كان الرفض الإيراني قاطعاً لإجراء مفاوضات مع إدارة ترامب المسؤولة عن قتل قاسم سليماني وحين أجبرت عليه أصبح ممكناً، ولهذا وجد الخطاب الإيراني مخرجاً شكلياً يبرر التراجع، فقالوا لمفاوضهم عباس عراقجي «اذهب إلى فرعون إنه طغى»!! هكذا يتم التكويع، ويقبل المرفوض إن كان فيه مصلحة إيرانية مع استغلال الخطاب الديني وتوظيفه وفقاً لتوجهاتهم. بل إنهم حين أصروا على مفاوضات غير مباشرة كشكل من أشكال الغرور، ظل الوفدان الأمريكي والإيراني ساعتين في غرف منفصلة، ثم بعدها اجتمعا في غرفة واحدة بعد ذلك 45 دقيقة إنما وقوفاً!إلى هذه الدرجة تحرص المرجعية الإيرانية على إرضاء الأذن كما يقال دونما اعتبار إلى حقيقة وواقع ما يجري ودون النظر إلى تراجعات إيران وتنازلها. إنما المرجعية الإيرانية لم تعطِ هذه «المرونة» لحزب الله في مفاوضاته مع الحكومة اللبنانية لا خطاباً ولا واقعاً، والتشدد كان سمة كل الاجتماعات والمفاوضات وإنهاك الأطراف الأخرى، رغم أن الحزب يتفاوض مع مواطنيه وأبناء بلده لا شيطان أكبر. إنما جازت «المرونة» للمفاوضين الإيرانيين، حين جلسوا مع خصومهم الأمريكيين، بل الأدهى أن تلك المرونة تصبح «بطولية» إن استخدمها الإيراني مع الأمريكي، لكنها خيانة وتطبيع وعمالة إن استخدمها اللبناني مع اللبناني. إذ أجاز المرشد الأعلى السيد علي خامنئي للمفاوض الإيراني تقديم تنازلات في المفاوضات عام 2013 مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأطلق عليها حين ذاك وصف «المرونة البطولية» وحينها طلب المرشد من قيادات الحرس الثوري الإيراني عدم تعطيل الدبلوماسية، بل والابتعاد عن السياسة. الخطاب الإيراني حريص جداً جداً على التشكل والتلون وفقاً للمتلقي الذي ينظر لهذا الخطاب كمرجعية دينية ونصوص مقدسة، فيمنحه ما يريد سماعه وما تطرب له أذنه، بغض النظر عن مدى دقته أو صحته داخل ما يجري في غرف الاجتماعات، فالخطاب الثوري بالتحديد أحد أهم أدوات الاستقطاب بالنسبة للأتباع والكوادر والمقلدين، ودونه تتفكك خيوط تلك التبعية وتضعف، لذلك يوجد حرص كبير على انتقاء الأوصاف وتحويرها وفقاً للنهج الثوري لولاية الفقيه التاريخية، لدرجة أن توصف المرونة «بالبطولية» والانهزام يسمى «إعادة تموضع» إن استخدمها رجال المرشد في المفاوضات. السؤال ألا يحق لحزب الله اللبناني أن تكون لديه مرونة بطولية هو الآخر، وهو يتفاوض مع حكومته وأشقائه وأبناء بلده، ويقبل بالانصهار داخل الدولة اللبنانية؟ أليست تلك المرونة بطولية حين يحفظ فيها الدماء والأرواح المقدرات الوطنية؟ أليست تلك بطولة بأن يكون جسراً للمستقبل لأبنائه وأبناء بلده بدلاً من أن يكون سداً أمام ذلك المستقبل؟ أم أن المرونة بطولية فقط حين تكون إيرانية، وخيانة حين تكون لبنانية؟ الله يعين اللبنانيين وحكومتهم وجيشهم إلى أن تنتهي المفاوضات الأمريكية الإيرانية.


إيطاليا تلغراف
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
لماذا عاد ترامب إلى المفاوضات مع إيران؟
إيطاليا تلغراف أحمد الحيلة كاتب ومحلل فلسطيني انتهت جولة المفاوضات الأولى بين طهران وإدارة الرئيس ترامب، والتي انعقدت في عُمان بعد ستّ سنوات من انسحاب الرئيس ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 أثناء عهدته الرئاسية الأولى. ذلك الاتفاق الذي انعقد بين إيران ومجموعة 5+1 (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في العام 2015. الجديد في الأمر، ليس فقط المفاوضات في حد ذاتها على أهميتها، وإنّما مبادرة ترامب بإرساله رسالة إلى طهران عبر دولة الإمارات العربية، يحث فيها القيادة الإيرانية على التفاوض، وإن كانت بلغة التهديد والوعيد، وهو أسلوبه الذي اعتدنا عليه مؤخرًا. ترامب بدأ الاتصالات مع طهران، وتم تحديد موعد ومكان انعقاد المفاوضات، في عُمان يوم السبت الماضي 12 أبريل/ نيسان، وبشكل عاجل استدعى ترامب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في 7 أبريل/ نيسان، وأبلغه بالاتصالات الجارية مع طهران، وأنه عازم على المضي في مسار المفاوضات كأولوية على الحرب التي يرغب بها نتنياهو والمحرّض عليها، وهو الذي ساعد في دفع الرئيس ترامب في عهدته الرئاسية الأولى على الانسحاب من الاتفاق النووي الذي باركه باراك أوباما في حينه. بدا نتنياهو في زيارته الثانية إلى البيت الأبيض غير مرتاح في لقائه مع ترامب أمام الصحافة، فكان قليل الكلام، مشيرًا في ذات الوقت إلى أنه يأمل أن يتم التعامل مع المشروع النووي الإيراني، كما تم التعامل مع المشروع النووي الليبي عام 2003؛ أي تفكيك كامل أجزاء المشروع ونقله وأجهزة الطرد المركزي إلى الولايات المتحدة الأميركية. بشأن الملف النووي الإيراني، تماهى الرئيس ترامب سابقًا مع الرؤية الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو بالانسحاب من الاتفاق، وفرض عقوبات شديدة على إيران، مع أن الاتفاق كان عمليًا ينزع قدرة طهران على صناعة قنبلة نووية، وفقًا لقيود وشروط الاتفاق الموقّع، ولطبيعة الرقابة الدولية المشدّدة على المشروع النووي الإيراني. لكن ترامب عام 2018، كما الاحتلال الإسرائيلي، رأوا أن ذلك الاتفاق أعطى طهران ميزات اقتصادية برفع العقوبات عنها، ما عزّز نفوذها وقوّتها في الإقليم عبر حضورها من خلال الحرس الثوري، وتحالفاتها السياسية، ودعمها لأصدقائها في العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، الأمر الذي كانت تنظر له تل أبيب بقلق، لا سيّما قوّة حزب الله المتنامية في لبنان. الآن وبعد ستّ سنوات من انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، حدثت جملة من المتغيّرات الخاصة بطهران وحلفائها، حفّزت إدارة ترامب على الشروع بالمفاوضات التي كانت تراها سابقًا غير مجدية، ومن تلك المتغيّرات: فقدان طهران لحليفها بشّار الأسد، وخسارتها سوريا كدولة حليفة بعد نجاح الثورة ضد نظام الأسد، يعدّان خسارة إستراتيجية من العيار الثقيل لإيران، فسوريا لها ثقل سياسي وجغرافي شرق المتوسّط، ونظام الأسد المخلوع كان حليفًا لروسيا صديقة طهران، ناهيك عن العلاقات الوثيقة مع حزب الله اللبناني الذي كان يتنفّس من خلال سوريا ويتغذّى على خطوط الإمداد عبر أراضيها. ضعف حزب الله اللبناني، بعد معركة طوفان الأقصى – التي شارك فيها عبر الإسناد الناري لغزّة، حيث وجّهت له إسرائيل ضربات أمنية عسكرية مباغتة قضت فيها على أعداد كبيرة من قيادات الصفَّين؛ الأول والثاني، وفي مقدمتهم الأمين العام السيد حسن نصر الله – شكّل أيضًا خسارة كبيرة لإيران التي استثمرت في الحزب ولبنان سياسيًا وأمنيًا على مدار عقود خلت. فحزب الله كان شوكة في حلق إسرائيل، وقوّته استثمرتها إيران في حساباتها السياسية والتفاوضية بشأن مشروعها النووي مع أميركا الحليف والراعي الإستراتيجي لإسرائيل المحتلة. استهداف الولايات المتحدة الأميركية لليمن وللحوثيين أصدقاء طهران؛ فالبحرية الأميركية استهدفت خلال شهر من انطلاق العمليات العسكرية ضد اليمن أكثر من 300 هدف، وما زالت عمليات القصف مستمرّة، في محاولة لتحييد اليمن عن إسناد غزّة، وحرمانه القدرة على تهديد الملاحة الأميركية والإسرائيلية عبر بحر العرب والبحر الأحمر. قصف اليمن في حد ذاته يحمل أيضًا رسالة إلى طهران، بأن واشنطن جادّة في استخدام القوّة العسكرية، في وقت تكثّف فيه حضور قطعها البحرية وحاملات الطائرات، وسلاح الجو عبر قواعدها المنتشرة في المنطقة. إذن الرئيس ترامب يستثمر في ضعف إيران، وقوّة الولايات المتحدة الأميركية لينزع من طهران ما يستطيع عبر المفاوضات وتحت التهديد المباشر، الأمر الذي تستشعره القيادة الإيرانية، وتدرك خطورته في ظل محدودية خياراتها، واقتراب النار من جغرافيتها السياسية، بعدما كانت تقاتل في حدائق خلفية وعبر بلدان مجاورة أو بعيدة عنها. ملفات شائكة بالنظر إلى جدلية العلاقة بين طهران وواشنطن، وتقاطع وافتراق المصالح بينهما، يمكن رصد ثلاثة ملفات شائكة بين الطرفين، وهي: أولًا: الملف النووي الإيراني تطمح واشنطن في تفكيك المشروع النووي الإيراني، كما يطالب نتنياهو بتفكيكه ومصادرة كامل أجزائه إلى خارج الأراضي الإيرانية في حالة مشابهة لتفكيك المشروع النووي الليبي، لكن طهران في المقابل تتمسك بمشروعها النووي لأغراض سلمية، وتبدي استعدادها لإعطاء واشنطن ضمانات بألا يُستخدم لأغراض عسكرية، أو في صنع القنبلة النووية، كما جاء على لسان الرئيس الإيراني بازشكيان في 9 أبريل/ نيسان. وإذا قبلت واشنطن بالمقاربة الإيرانية، فما هي القيود والشروط التي ستضعها واشنطن ليبقى المشروع سلميًا، وما هو الثمن الذي ستطالب به طهران مقابل ذلك، وما هو موقف إسرائيل، وبنيامين نتنياهو من تلك الشروط والشروط المضادة؟ ثانيًا: الصواريخ الباليستية ومنظومة تصنيعها جدلية أخرى بين الطرفين؛ فطهران تعتبر الصواريخ الباليستية وسيلة إستراتيجية ردعية، وقد استثمرت فيها الكثير من الجهد والمال والبنى التحتية، ومن غير المرجّح أن تقبل إيران التنازل عن هذا الملف، لأن التنازل عنه سينزع منها أحد أهم معالم قوّتها الإستراتيجية في الإقليم بعد خسارتها في سوريا، ولبنان، وربّما لاحقًا في اليمن، والعراق، إذا نجحت الضغوط الأميركية على بغداد والحوثيين في اليمن، وهما ملفّان مفتوحان. وهنا لا بدّ من استحضار أثر موقف إسرائيل في هذا الشأن، وهي التي تلقّت ضربة صاروخية كبيرة من إيران بمئات الصواريخ، بما في ذلك صواريخ فرط صوتية طالت قواعد عسكرية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024، في عملية نوعية أسمتها إيران 'الوعد الصادق 2″، أثناء معركة طوفان الأقصى. ثالثًا: نفوذ إيران وشبكة حلفائها إحدى نقاط قوّة إيران، والتي تزعج واشنطن وتل أبيب وأصدقاءهما في المنطقة، قوة نفوذها وتأثيرها عبر شبكة من الحلفاء والأصدقاء في العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، وعموم المنطقة. من غير المستبعد أن تطالب إدارة الرئيس ترامب بنزع سلاح حزب الله اللبناني (توقّف إيران عن دعم حزب الله بالسلاح وتقنيات التصنيع)، وبتغيير واقع الفصائل الشيعية الموالية لإيران في العراق التي لها حضور رسمي في الدولة، وميزانيات وقواعد عسكرية رسمية ومستقلة بشكل ما في ظل الدولة العراقية، هذا ناهيك عن المطالبة بوقف دعم الحوثيين في اليمن. في المقابل إيران ليس لها مصلحة في ذلك، وهي دولة ماهرة في التفاوض، ولطالما لعبت على حبل الزمن، وترويض الخصم المفاوِض، فهل ستحني رأسها تكتيكيًا بشأن دعم حلفائها، أم ستضطر لتغيير سياستها إستراتيجيًا أمام رئيس أميركي قصير النفس، ويحب الإنجازات السريعة، ويفاوض بسقوف مرتفعة، مشفوعة بقوة الولايات المتحدة الأميركية العسكرية والاقتصادية؟ خيارات إيران في هذا السياق خيارات إيران صعبة ومحدودة ومنها: الاستسلام لشروط ترامب، والانكفاء على نفسها، مقابل رفع العقوبات عنها، والانشغال بأوضاعها الداخلية بعيدًا عن نفوذها الإقليمي القوي عبر الحرس الثوري، وهذا أمر مستبعد، وفقًا لعقيدتها السياسية وتجربتها التاريخية. المناورة مع واشنطن؛ بحيث تقبل بوضع قيود على مشروعها النووي لإبقائه مستخدمًا لأغراض سلمية. إضافة إلى التعهّد بعدم استهداف إسرائيل عبر منظومتها الصاروخية، كما حصل في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، ما دام أن إسرائيل لم تقم بانتهاكات مستفزّة لها. أما فيما يتعلّق بشبكة حلفائها في الإقليم لا سيّما في العراق، ولبنان، واليمن، فيمكن لإيران أن تناور بتقليص حجم دعمها لهم، ولكن ستبقى إحدى العُقَد، نزع سلاح حزب الله، كما تريد إسرائيل والإدارة الأميركية، وتحوّله إلى مكوّن سياسي لبناني بلا أسنان عسكرية حادّة يمكن أن تهدّد أمن إسرائيل لاحقًا. وفي هذا السياق كان لافتًا قول الرئيس اللبناني جوزيف عون للجزيرة (14-4-2025)، بأن هناك حوارًا يجري مع حزب الله بشأن حصرية السلاح، مؤكّدًا أن قرار حصر السلاح بيد الدولة اتّخذ، وتنفيذه يكون بالحوار وبعيدًا عن القوة. الخيارات أمام طهران صعبة، وهي تسير مع واشنطن على حافة حادّة وزلقة، فهل تنجح في التمسّك بسياساتها ومحدّداتها الإستراتيجية على طاولة المفاوضات، مع شيء من التنازلات والمناورات التكتيكية مع واشنطن، وإغرائها بشراكات اقتصادية بمليارات الدولارات في مجال الطاقة والبنى التحتية في إيران، كما تحدّث بذلك بعض المسؤولين الإيرانيين؟ أم أنها ستبحر في مسار آخر، تغيّر فيه سياساتها الإقليمية الخارجية، وتتخلى فيه عن جزء من قوّتها الذاتية المتعلقة بالمشروع النووي ومنظومتها الصاروخية تجنّبًا للتصعيد ولحماية الذات وبفتح صفقة جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية بعد خصومة طال عمرها؟ أم أن المفاوضات ستفشل وتأخذنا الأيام إلى تصعيد عسكري غير مرغوب إيرانيًا وعربيًا لما له من آثار اقتصادية وأمنية كارثية على المنطقة؟