أحدث الأخبار مع #فرانكلينروزفلت

سعورس
منذ 3 أيام
- أعمال
- سعورس
السعودية.. أيقونة السلام وصناعة المستقبل
تنطلق السياسة الخارجية للمملكة من ثوابت وطنية تستند إلى احترام القوانين الدولية، وعدم التدخل في شؤون الغير، والبحث عن الحلول السياسية التي تحفظ الأمن والاستقرار. وفي ضوء هذه المبادئ، لعبت المملكة دور الوسيط الفاعل في نزاعات دولية معقدة، بدءًا من الملف الأوكراني الروسي، مرورًا بجهود المصالحة في آسيا، وانتهاءً بإعادة بناء العلاقات مع إيران. لم تكن العلاقة بين الرياض وواشنطن وليدة اللحظة، بل جذورها ضاربة منذ اللقاء التاريخي بين الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت. واليوم، ومع تجدد التحديات، تواصل هذه الشراكة نموّها، معززة بمصالح متبادلة في مجالات الطاقة، الأمن، التكنولوجيا، والاقتصاد الرقمي. زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرياض في بداية ولايته، وحضوره القمة الخليجية ورفع العقوبات عن دولة سوريا الشقيقة، وعقد اجتماع مع رئيس الدولة السورية في الرياض بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردغان عبر الهاتف، رسّخت مكانة السعودية كحليف استراتيجي لا غنى عنه، وكشريك في صياغة حلول عالمية للتحديات المشتركة، وكشفت عن تحوّل عميق في النهج السياسي العربي، تقوده السعودية بواقعية وحنكة، تهدف لتحقيق سلام شامل وتنمية مستدامة. لم يكن حديث سمو ولي العهد عن "الشرق الأوسط الجديد" مجرد طموح إعلامي، بل مشروع سياسي واقتصادي متكامل، بدأ يتبلور من خلال التقارب العربي، وعودة سوريا إلى الصف العربي، وانطلاق مبادرات التنمية الإقليمية، وتحقيق التكامل في مشاريع البنية التحتية، والطاقة، والتقنية. أصبحت الرياض اليوم أكثر من مجرد عاصمة سياسية؛ إنها منصة عالمية تتشكل فيها القرارات، وتُبنى منها المبادرات، ويُطلق منها الأمل نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا. الرياض ، بما تحمله من رمزية سياسية، واقتصادية، وثقافية، أصبحت ملتقى القادة، ووجهة الاستثمارات، ومصدر الحلول. في خضم هذا التحول الجيوسياسي، لم تغفل المملكة جانب الابتكار التكنولوجي، فقد أعلنت عن تأسيس شركة "هيوماين – Humane"، لتكون ذراعًا تقنية متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بإشراف مباشر من سمو ولي العهد. تسعى هذه الشركة لتقديم حلول مبتكرة تُعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والتقنية، وتضع المملكة في موقع الريادة في الثورة الصناعية الرابعة. وتُعد "هيوماين" مؤشرًا على عزم المملكة الدخول بثقلها في سباق الاقتصاد الرقمي العالمي، عبر توطين التقنيات الحديثة، وتمكين الكفاءات الوطنية. إن ما تحقق خلال أعوام قليلة، من إنجازات نوعية في مختلف الميادين، هو انعكاس لرؤية طموحة يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي جمع بين الحزم والطموح، وبين الواقعية والشجاعة في اتخاذ القرار. لقد وعد سموه بتحقيق نهضة شاملة، وها نحن نرى آثار تلك النهضة تتجلى في كل ميدان: في الدبلوماسية، في الاقتصاد، في التقنية، في الثقافة، وفي الوعي الوطني الجديد. شكراً سمو الأمير على قيادتك الاستثنائية، وعلى أنك صنعت من الحلم واقعًا، ومن الطموح مشروعًا، ومن الرياض عاصمةً للمستقبل.


البوابة
منذ 4 أيام
- سياسة
- البوابة
زي النهاردة.. انتهاء العمل بالمرحلة الأولى من السد العالي
تمر علينا اليوم الجمعة الموافق ١٦ مايو، العديد من الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية الهامة ونقدم لكم أبرزها إبرام اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا والمملكة المتحدة وذلك لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الدولة العثمانية. عام1942 الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت يأمر الجنرال دوغلاس ماكارثر بالخروج من الفلبين إثر انهيار الدفاعات الأمريكية فيها. عام 1949 حكومة حسني الزعيم تقر اتفاقية التابلاين، وبموجبها وافقت سوريا على مرور أنبوب لنقل النفط من حقول السعودية إلى ميناء صيدا اللبناني عبر أراضيها. 1964 احتفالات بانتهاء العمل في المرحلة الأولى من السد العالي في مصر. عام 1975 فريق تسلق نسائي ياباني ينجح بالوصول إلى قمة جبل إفرست ليكون أول فريق نسائي يصل إلى قمة الجبل. عام 1988عودة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب بعد قطيعة دامت 12 سنة. عام 1989 اغتيال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد وذلك بتفجير سيارته. عام 1993 انتخاب سليمان دميرل رئيسا لتركيا. عام 1995 اعتقال أساهارا شوكو من مجموعة أوم شنريكيو. عام 1999 أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح يصدر مرسوم أميريا بإعطاء المرأة حق الترشيح والانتخاب في الكويت وذلك أثناء فترة حل مجلس الأمة والتحضير للانتخابات الجديدة، وقد أسقط مجلس الأمة هذا المرسوم بعد إجراء الانتخابات. عام 2002 فوز النادي الأهلي على نادي الزمالك بنتيجة 6-1. عام2003 هجوم إرهابي على مدينة الدار البيضاء المغربية وهو ما عرف بـ«تفجيرات الدار البيضاء». عام 2006 مجلس الأمة الكويتي يوافق على مشروع إعطاء حق الانتخاب والترشيح للمرأة الكويتية وذلك بموافقة 35 عضومن أصل الحضور الذي قدر عدده بـ59 عضو فيما رفضه 23 عضو وإمتنع عضو واحد عن التصويت. 2007 - الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتسلم السلطة رسميًا. عام 2008 أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يفتتح مؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة وذلك لحل الأزمة اللبنانية وذلك بحضور عدد من الزعماء اللبنانيين وبرعاية جامعة الدول العربية واللجنة الوزارية العربية المكلفه بحل الأزمة اللبنانية. عام 2009 الكويتيون يتوجهون لصناديق الإقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس الأمة للمرة الثالثة عشر في تاريخ الكويت والثالثة خلال ثلاث سنوات. الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكشا يعلن النصر العسكري على نمور التاميل وذلك بعد 26 عامًا من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد. عام 2014 اندلاع اشتباكات في مدينة بنغازي بين قوات من الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر ومجموعات مناصرة لتنظيم أنصار الشريعة فيما عرف لاحقا بعملية الكرامة. عام2015 محكمة مصرية تصدر حكما بالإعدام على محمد مرسي الرئيس المصري المعزول و150 شخصاً من أفراد جماعة الإخوان المسلمين. عام2018 الهيئة السعودية للرياضة توقف فهد المرداسي أحد حكام كأس العالم 2018 مدى الحياة، بعد اتهامه في قضية فساد. عام 2023 مقتل ما لا يقل عن 84 شخصًا، وإصابة 712، واعتبار أكثر من 100 في عداد المفقودين، جراء إعصار موكا الذي ضرب ميانمار وبنغلاديش وتسبب بأضرار قدرت بنحو 1.07 مليون دولار. وفوز تحالف الجمهور بقيادة حزب العدالة والتنمية بأغلبية 53.38 % في الانتخابات البرلمانية التركية، وبلغت نسبة المشاركة 87.05%. 2024 - انعقاد القمة العربية الثالثة والثلاثين في مملكة البحرين.


الوئام
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الوئام
التحالف السعودي الأمريكي.. شراكة استراتيجية تتجاوز الزمن
خاص – الوئام في عالم تتغير فيه موازين القوى وتتعاظم فيه الأزمات الإقليمية والدولية، تظل العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكثر التحالفات ثباتًا وتأثيرًا في التاريخ الحديث. ليست مجرد علاقة ثنائية بين دولتين، بل شراكة استراتيجية أعادت تشكيل الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، وأسست لتحالف تجاوز حدود الاقتصاد والدفاع، ليغدو ركيزة من ركائز الاستقرار العالمي. فمن لقاء الملك عبدالعزيز آل سعود بالرئيس الأمريكي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إلى الحوارات الرفيعة في عصر الرؤى والتحولات الكبرى، أثبتت هذه العلاقة قدرتها على التكيف، واحتفاظها بمكانتها في صلب توازنات القوى الدولية. بداية العلاقات التاريخية بدأت العلاقات السعودية الأمريكية رسميًا في عام 1933 بتوقيع أول اتفاقية تعاون، معلنة ولادة شراكة دولية غير تقليدية. سرعان ما تعززت هذه العلاقة بلقاء تاريخي جمع الملك عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن السفينة الحربية الأمريكية 'يو إس إس كوينسي' عام 1945. هذا اللقاء لم يكن مجرد لقاء دبلوماسي، بل شكل نواة لتحالف استراتيجي طويل الأمد، ارتكز على الثقة المتبادلة والتكامل في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. تحالف يتجدد عبر الأجيال على مدار تسعة عقود، حافظت الرياض وواشنطن على خيوط متينة من التنسيق السياسي والاقتصادي، تعززت من خلال زيارات متبادلة بين قادة البلدين. ففي عام 2015، زار الملك سلمان بن عبدالعزيز واشنطن، مؤكدًا التزام المملكة بالشراكة مع الولايات المتحدة. وفي عام 2017، قاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دفعة جديدة في العلاقات عبر زيارته لواشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال ولايته الأولى، حيث تم الاتفاق على توسيع التعاون في مجالات الدفاع والاستثمار والسياسة الإقليمية. رؤى موحدة شهدت قمة الرياض في مايو 2017 توقيع إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين البلدين، إلى جانب اتفاقيات اقتصادية ضخمة تجاوزت قيمتها 280 مليار دولار، عززت التوجه نحو توطين التقنية وخلق فرص العمل. كما أُطلق في نفس القمة مركز 'اعتدال' العالمي لمكافحة الفكر المتطرف، إلى جانب قمتي الخليج العربي والولايات المتحدة، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية، ما أكد الدور الريادي للرياض وواشنطن في التصدي للإرهاب. دعم متواصل لرؤية 2030 عادت العلاقات لتتجدد بزخم أكبر خلال زيارة ولي العهد لواشنطن في مارس 2018، حيث ناقش الجانبان فرص التنسيق في إطار 'رؤية السعودية 2030″، بما في ذلك تنويع الاقتصاد وتوسيع الشراكات في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والتعليم. وفي يوليو 2022، زار الرئيس الأمريكي جو بايدن المملكة والتقى بالعاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، حيث ناقشوا سبل تعزيز استقرار المنطقة والتعاون في الطاقة والمناخ. التكامل الاقتصادي بحلول عام 2024، بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والولايات المتحدة نحو 32 مليار دولار، فيما وصلت الصادرات السعودية إلى 13 مليار دولار، معظمها من المعادن والكيماويات والأسمدة، في حين بلغت الواردات الأمريكية 19 مليار دولار، شملت المعدات الصناعية والمركبات والأدوات الطبية. كما بلغ حجم الاستثمارات الأمريكية المباشرة في المملكة 15.3 مليار دولار، مما يعكس الثقة المستمرة في بيئة الأعمال السعودية المتجددة. آفاق جديدة في الطاقة النظيفة في سبتمبر 2023، وقع البلدان مذكرة تفاهم لإنشاء ممرات خضراء عابرة للقارات لنقل الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، عبر الكابلات والأنابيب وشبكات الألياف البصرية، في خطوة تعزز أمن الطاقة العالمي وترسخ التحول نحو الاقتصاد الأخضر. وتسعى السعودية لتكون من كبار مصدري الهيدروجين النظيف بحلول 2030، وهو هدف يتلاقى مع المصالح الأميركية في الابتكار الطاقي والمناخي. الأمن والدفاع والفضاء استمرت الشراكة الدفاعية بين البلدين في التوسع عبر خطط تحديث عسكري واتفاقيات تصنيع مشترك، من بينها إنتاج مروحيات 'بلاك هوك' داخل المملكة. أما في مجال الفضاء، فقد وُقعت اتفاقيات تعاون استراتيجي في 2023 و2024 لتعزيز الاستكشاف السلمي والتعاون البحثي والتجاري في علوم الأرض والملاحة والتكنولوجيا الفضائية. التعليم والتبادل الثقافي وقّع البلدان مذكرة تفاهم جديدة في 2024 لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحث العلمي، مع وجود أكثر من 14,800 طالب سعودي يدرسون في الجامعات الأمريكية عام 2025، ضمن إرث تعليمي شمل أكثر من نصف مليون طالب سعودي منذ 2006. في السياق الثقافي، توسعت برامج التبادل في مجالات السينما والموسيقى والفنون البصرية، مع مشاركة فاعلة للفنانين من البلدين في المهرجانات والفعاليات. الحضور الأمريكي في المملكة يعيش آلاف الأمريكيين في السعودية، يساهمون في قطاعات الأعمال والتعليم والبحث العلمي، بينما يُمثل افتتاح غرفة التجارة الأمريكية بالرياض عام 2021 مؤشرًا واضحًا على ثقة القطاع الخاص الأمريكي في فرص الاستثمار داخل المملكة. وتواصل الشركات الأمريكية المساهمة في مشاريع التنمية، لا سيما في قطاعات التقنية والطاقة والصحة. تحالف يستشرف المستقبل في نوفمبر 2024، هنأ قادة المملكة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على فوزه، فيما تبادل ولي العهد والرئيس الأمريكي الاتصالات الرسمية مطلع 2025 لمناقشة توسيع آفاق السلام في الشرق الأوسط، وتعزيز التعاون الأمني والاستثماري. وفي خطوة لافتة، استضافت المملكة جولات حوار هادئة بين واشنطن وموسكو في مطلع عام 2025، تأكيدًا على دورها المحوري في حفظ التوازن الدولي.


الرياض
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الرياض
رؤى تتجدد ومصالح استراتيجية طويلة الأمد
لطالما مثّلت العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية أحد أبرز التحالفات الاستراتيجية في النظام الدولي الحديث. علاقة لم تكن وليدة لحظة سياسية عابرة أو مصالح آنية ضيقة، بل نتاج مسار طويل من التفاهم والتقاطع في الرؤى والمصالح، استطاعت عبر أكثر من ثمانية عقود أن تصمد أمام الأزمات الكبرى، وأن تعيد تشكيل ذاتها بما يتلاءم مع المتغيرات المتسارعة في الإقليم والعالم. تعود بدايات هذه العلاقة إلى عام 1933، حين منحت المملكة امتيازًا للتنقيب عن النفط لشركة أميركية، في خطوة كانت أشبه بجسر اقتصادي بين دولتين يفصل بينهما البُعد الجغرافي، وتوحدهما الحاجة إلى الاستقرار والموارد. لم يكن التنقيب مجرد مشروع اقتصادي، بل لحظة تأسيس لعلاقة دبلوماسية بدأت بخطوات حذرة، وتطورت إلى شراكة واسعة النطاق. المحطة الأهم جاءت في عام 1945، مع اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز والرئيس فرانكلين روزفلت على متن الطراد «كوينسي» لقاء لم يضع فقط الأسس الأولى للتحالف، بل مثّل نقطة تحول في فهم الولايات المتحدة لدور المملكة في توازن المنطقة. شراكة ما بعد الحرب في العقود التالية، وتحديدًا خلال الفترة ما بين 1945 و1970، اتجهت العلاقة نحو مزيد من الترسخ، مدفوعة بالتحولات الجيوسياسية التي فرضتها الحرب الباردة. أصبح النفط عمود العلاقة الاقتصادية، وباتت المملكة أحد أهم المزودين للولايات المتحدة، في حين وفّرت أمريكا الدعم التقني والعسكري لتحديث البنية التحتية السعودية. لم يكن التحالف فقط حول المصالح الاقتصادية، بل تجاوزها إلى بناء شراكة استراتيجية قائمة على الاستقرار السياسي والأمني. الاختبار النفطي ثم جاءت السبعينيات، بكل ما حملته من تحولات دراماتيكية، لتضع العلاقة على محك جديد. الحظر النفطي عام 1973، والطفرة الاقتصادية التي أعقبته، عززت مكانة المملكة على الساحة الدولية، وأظهرت قدرتها على التأثير في توازنات الطاقة العالمية. رغم التوترات التي أعقبت تلك الأزمة، سرعان ما أدرك الطرفان أهمية الحفاظ على قنوات التعاون. تحرير الكويت المحوري أما التسعينيات، فقد كانت مرحلة اختبار كبرى، خصوصًا بعد الغزو العراقي للكويت. حينها، أثبتت المملكة ثقلها الإقليمي وعمق علاقتها بواشنطن، إذ شكّلت أرضًا لانطلاق التحالف الدولي لتحرير الكويت، وقدّمت دعمًا سياسيًا وعسكريًا مكّن من دحر قوات صدام حسين. اتفاقيات ترمب الكبرى ومع تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، وصعود الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عادت العلاقة إلى وهجها السابق، معززة باتفاقيات ضخمة في مجالات التسليح، والطاقة، والتقنية. كانت زيارة ترمب للرياض عام 2017 إشارة واضحة إلى أن التحالف الاستراتيجي بين البلدين ما يزال متماسكًا رغم التحولات. وقد ساهمت هذه المرحلة في تعزيز التنسيق في مواجهة التهديدات الإيرانية، ومكافحة التنظيمات الإرهابية. بايدن وإعادة التوازن إلا أن وصول إدارة بايدن إلى الحكم حمل معه نبرة أكثر تحفظًا تجاه ملفات التعاون الأمني، ورغم هذا التوتر المرحلي، لم تتراجع العلاقة عن إطارها الاستراتيجي، بل أعادت ترتيب أولوياتها، مع بروز قضايا جديدة مثل الأمن السيبراني، والتغير المناخي، وتحديات الطاقة المستدامة، وهو ما تلاقت فيه الرؤى السعودية الأميركية، خاصة في ظل تبني المملكة لبرامج التحول الوطني ضمن رؤية 2030. تحالف مشترك مستقبلي اليوم، وبعد مسيرة حافلة بالتقلبات والنجاحات، تظل العلاقة السعودية الأميركية واحدة من أكثر العلاقات الثنائية تماسكًا في النظام العالمي، لا بسبب التاريخ المشترك فقط، بل لأنهما شريكان في صياغة أمن المنطقة، واستقرار أسواق الطاقة، والتعامل مع أزمات العالم المعقدة. وفي ظل المتغيرات المتسارعة، تظل هذه الشراكة نموذجًا فريدًا على قدرة الدول المختلفة في الأنظمة والثقافات على بناء تحالفات تتجاوز اللحظة السياسية، نحو مصالح استراتيجية طويلة الأمد.


الوطن
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الوطن
ترمب والزيارة التاريخية
العلاقات السعودية الأمريكية قديمة وعريقة وإستراتيجية وتاريخية، تعود إلى الثلث الأول من القرن العشرين. ولعل من دواعي العرض المنهجي لهذه العلاقة العريقة، الوقوف على الجانب التاريخي. فقد بدأت العلاقات تأخذ طريقها إلى عالم الوجود السياسي مع بداية الدولة السعودية الحديثة، عقب لقاء الملك عبد العزيز بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1945، وإلى اليوم لم يتول رئيس أمريكي لم يولِ هذه العلاقة اهتمامه الشخصي والكبير، هذا فيما يتعلق بلقاءات القمة، فضلاً عن العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفارات والمبعوثين الخاصين، والعلاقات شبه الدبلوماسية التي يخلقها جو التبادل التجاري، وهي علاقة تتسم بالتفاعل في ضوء معطيات موضوعية تحدد سياسة كل من الدولتين، والتي على ضوء مصلحتهما السياسية والدبلوماسية والإستراتيجية العليا تترتب جميع مظاهر العلاقة، إذ لم تكن هذه العلاقة هبة من أحد الطرفين للآخر، بمقدار ما كانت وليدة رغبة مشتركة تقوم على تحليل منطقي لمصالح الطرفين. فالمملكة تاريخيا شريك إستراتيجي لأمريكا، وهي شراكة تقوم على التكامل والتكافؤ والتوازن والندية والاعتراف المتبادل بين البلدين بأهمية الآخر وكونه طرفًا أساسيًا في كثير من المعادلات الإستراتيجية. واستفادت المملكة من علاقتها وصداقتها الطويلة مع أمريكا في تطوير مواردها الذاتية وترسيخ بنية اقتصادها الوطني وتدعيم إمكاناتها الدفاعية. ولذلك تدرك أمريكا حجم ودور المملكة الحقيقي كدولة قائدة ومحورية تتمتع بثقل واستقرار اقتصادي وسياسي وإستراتيجي على مستوى العالم، ومكانة قيادية على مستوى العالم العربي والإسلامي، والمستوى العالمي، وخصوصاً [الطاقة]، فالمملكة العضو الأكبر في حجم الإنتاج، وتعد أحد أكبر الأعضاء الفاعلين في منظمة التجارة الدولية، وأحد الأعضاء الكبار في مجموعة العشرين الاقتصادية، وقبل ذلك أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الأمم المتحدة. فالعلاقات السعودية / الأمريكية، لا تقوم على تفوق موروث لأي من الطرفين على الآخر، ولكن على مصالح الطرفين في ضوء انتماء كل منهما إلى حضارته، واحترام كل منهما لتراثه الثقافي والفكري وخياراته الحضارية. فالمملكة في جميع خطواتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والإستراتيجية ذات سيادة ورؤية واضحة، تنطلق من معرفتها بما تريد هي لا من إدراكها لما يريد الآخرون، وإن كانت معرفتها بمواقف الآخرين جزءًا من انتهاجها لسياسة الحوار، لكي تتوفر المعرفة المتبادلة بضرورة السعي نحو تقريب وجهات النظر. ولذلك تنطلق في جميع علاقاتها من مصلحتها الوطنية، وقد كان قدرها أن تحمل مع تطلعاتها الوطنية المشروعة، هموم المنطقة بأسرها وهي منطقة إستراتيجية ذات أهمية قصوى للعالم بأسره، وقد تقبلت هذا القدر بروح المسؤولية من منطلق معرفتها بحجمها الدولي كقوة فاعلة في المسرح العالمي، حيث تتخذ الموضوعية ومواجهة الحقائق سبيلا للتعامل الدولي مع كل القوى الإقليمية والعالمية، فالتوازن الدقيق الذي أقرته سياسة الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وهو حرص الدولة على رعاية مصالحها الوطنية ومكانتها القيادية في العالمين العربي والإسلامي، ودورها الإقليمي والعالمي، وكان هذا التوازن الدقيق سمة لسياسة المملكة الخارجية. واليوم المتغيرات الإستراتيجية العالمية استدعت دخول المملكة كبلد رئيس في الساحة العالمية، واستخدمت ثقلها السياسي والاقتصادي والإستراتيجي إقليميا وعالميًا من أجل الوصول إلى حلول عادلة وسليمة، بما تتمتع به من حكمة وحنكة ونظرة واسعة، بحيث أصبحت كيانًا يجمع وبلدا يوحد، وقوة تعزز وتدعم الحق وتقف إلى جانب المبادئ الإنسانية، باعتبارها قوة فاعلة في المسرح العالمي كما ينبغي أن تكون، ودولة محورية لا يمكن الاستغناء عنها دينيا وسياسيا واقتصاديا وإستراتيجيا وأمنيًا على مستوى العالم، وتكمن أهميتها العالمية في مواقفها المعتدلة، ونفوذها السياسي، وموقعها الإستراتيجي، وقوتها الاقتصادية، ودورها الدبلوماسي، كل هذه المعطيات مكنت المملكة من أن تقوم بأدوار سياسية واقتصادية ودبلوماسية وإستراتيجية عالمية، وأن تحتل مكان الصدارة إقليمياً وعالمياً. ومع إطلالة هذه المرحلة الجديدة أخذت العلاقات السعودية / الأمريكية أشكالا جديدة أملتها الأوضاع العالمية والمتغيرات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم، ومن هنا يعتبر كل من الطرفين الطرف الآخر شريكا أساسيا لا بد من أخذ وجهة نظره باهتمام كبير في أي مسعى سياسي أو دبلوماسي أو إستراتيجي إقليمي وعالمي. وجاءت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الرياض استكمالا واستمرارا لسلسلة طويلة من اللقاءات على مستوى عال، وهي بهذا الفهم استمرار على النهج السابق والثابت في وصل الحوار وتبادل وجهات النظر من أجل المصالح الوطنية والإقليمية والعالمية المشتركة، لاسيما وهي تأتي في ظروف تتصاعد فيها الأحداث في منطقتنا بما يستلزم التحرك في كل المجالات سعيا وراء إقرار السلام، وتمكين الاستقرار في المنطقة، والحفاظ على استقلالية عالمنا العربي واستقراره. مؤكد أن قضايا كثيرة سوف تطرح، كالقضية الفلسطينية إلى أمن المنطقة وقضايا الشرق الأوسط إلى غيرها من الموضوعات الصغيرة والكبيرة. ومؤكدا أيضا أن مواقف المملكة في كل هذه القضايا معروفة مسبقا فليس الأمر الوارد إذن أن تبلور المملكة موقفها كنتيجة للزيارة ولكن الأمر الوارد أن دولتين تملكان سيادة ورؤية واضحة تسعيان إلى الاعتراف المتبادل بين كل من البلدين بأهمية الآخر، وكونه طرفا أساسيا في كثير من المعادلات التي تؤثر في مصالح الطرف الآخر، والحرص المشترك على الاستقرار، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، والتوازن في المصالح الدولية وخلو منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي من الوقوع تحت السيطرة الخارجية.