أحدث الأخبار مع #فلسطين،


فلسطين أون لاين
منذ 10 ساعات
- سياسة
- فلسطين أون لاين
تقرير نزوح قسري من الموت إلى بؤس لا ينتهي في خان يونس
خان يونس/ محمد أبو شحمة: تحت أزيز الطائرات وصوت القصف العنيف وأعمدة الدخان الكثيفة، خرجت عائلة عويضة من منزلها في حي الشيخ ناصر، الواقع شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، لا في نزهة أو زيارة عائلية، بل في رحلة نزوح قسرية إلى المجهول، بعد أن نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي إنذارات بالإخلاء لمناطق واسعة من المدينة المنكوبة. لم تحمل العائلة معها سوى حقيبة صغيرة تحوي بعض الأوراق الثبوتية، وصورة قديمة تجمع أفراد الأسرة في لحظة دفء باتت اليوم من الماضي، بينما خرجوا منهكين يسيرون على الأقدام من شرق خان يونس إلى غربها، في ظل غياب شبه تام لوسائل المواصلات بسبب الحصار الخانق، وانعدام الوقود، واختفاء المركبات من الشوارع. شهدت المدينة بأكملها، وخصوصًا أحياؤها الشرقية، حركة نزوح جماعي لآلاف المدنيين، بعد التهديدات المباشرة من جيش الاحتلال بالإخلاء الفوري. في النزوح مشهد مروع لا تخطئه العين، حيث آلاف الأسر تسير مثقلة بالحقائب، بالأطفال، بالخوف، هاربة من موت محقق إلى مصير مجهول، في ظل إبادة جماعية ترتكب بحق المدنيين بدعم وصمت دولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة. كان وجه محمد عويضة، رب الأسرة، شاحبًا حين بدأ بالخروج من بيته الصغير، وعلى كتفيه علق حقائب أطفاله الأربعة، بينما أمسكت زوجته بيد الصغيرة "لين"، وفي يدها الأخرى بقجة خبز يابس صنعته من ما توفر لديهم من المعكرونة والعدس، بعد أن نفد الطحين منذ أيام طويلة، ولم تعد الأسرة قادرة على تحضير أبسط ما يسد الرمق. في طريق النزوح، كانت الأقدام تسبق القلوب، والخوف يتقدم الصفوف، والقصف لم يتوقف، والطائرات تواصل التحليق في السماء، والموت يترصد الأرصفة، والمارة، وحتى الأشجار. رأى عويضة في طريقه أطفالًا نائمين تحت ظلال الشجر، وامرأة تحتضن رضيعها كما لو أنها تحميه من خوف لا ينتهي، حتى بعد أن غادر الحياة. يقول محمد عويضة لصحيفة "فلسطين"، وهو يمسح العرق والغبار عن جبينه المتعب: "لا أحد يعلم إلى أين نسير، فقط نعرف من أين خرجنا، ولكن خرجنا من بيت كان لنا، فيه بعض الطعام، وفيه شعور بالأمان، رغم الخطر المحدق، لكنه كان بيتنا، أما الآن فنحن لاجئون في وطننا". وأضاف بنبرة مشوبة بالوجع: "وقع خبر الإخلاء كالصاعقة، وأعرف تمامًا ما يعنيه النزوح، وما تتطلبه هذه الرحلة من إرهاق جسدي ونفسي، ومن تكلفة باهظة على مستوى الكرامة والإنسانية، ونحن لا نعلم ما ينتظرنا في منطقة المواصي، وإن كنا سنجد هناك مكانًا يأوينا أصلاً". بعد ثلاث ساعات شاقة من السير على الأقدام، وصل محمد عويضة وزوجته وأطفاله إلى منطقة "المواصي"، التي توصف اليوم بأنها منطقة "آمنة" رغم افتقارها لكل مقومات الحياة. لكن كما كان يتوقع، لم يجد هناك مكانًا يستقر فيه، ولم تكن هناك خيام كافية، ولا حتى ظل شجرة يلجأون إليه، فاضطر إلى قضاء ليلته الأولى في العراء، أمام جدار جامعة الأقصى، برفقة آلاف العائلات التي شاركته المصير. اليوم، بدأ محمد عويضة بمحاولات يائسة لبناء خيمة صغيرة من بقايا النايلون والكرتون على جانب الجدار، بهدف توفير الحد الأدنى من الحماية لأطفاله من حرارة الشمس الحارقة في النهار، والبرد القارس الذي يهب مع ساعات الليل الأولى، خاصة عند اقتراب الفجر. لم يكن الخوف من القصف فقط، بل حتى الكلاب الضالة التي تقترب من المخيمات باتت خطرًا إضافيًا يهدد الصغار. ورغم كل الألم، يصر على مواجهة الوضع الجديد الذي يعيشه حاليًا من أجل الحفاظ على حياة أطفاله وزوجته، وعدم السماح لنفسه باليأس أو الاستسلام لما يحصل. المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين أون لاين
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- فلسطين أون لاين
آلية توزيع المساعدات".. ما الذي يحمله المقترح "الإسرائيلي" لأهالي غزَّة؟
غزة/ علي البطة قال خبراء إن مقترحات الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات على أهالي قطاع غزة خطوة خبيثة لإنهاء عمل مؤسسات الإغاثة الأممية والدولية الناشطة في غزة، واعتبروا أن الإصرار الإسرائيلي على تنفيذها سيسمح للاحتلال بالتلاعب بالاحتياجات الضرورية للسكان من الغذاء والدواء والماء. ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، أول من أمس، أن الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي وممثلين عن مؤسسة دولية جديدة على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية استئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان في غزة. وفي ٢ مارس أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي منافذ غزة -التي يسيطر عليها- أمام المساعدات والبضائع، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وتنصله من تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، واستئنافه في ١٨ مارس حرب الإبادة بدعم أمريكي. ولتفادي مواجهة الغضب الدولي لا المجاعة بين الفلسطينيين، ذهب الاحتلال مع شركائه في الإدارة الأمريكية للبحث عن حلول وهمية، وفق الخبير في الشؤون العسكرية نضال أبو زيد. سيناريوهات خطيرة يتوقع أبو زيد أن الاحتلال في مقترحه سيحقق واحد من ٣ سيناريوهات، الأول أن كل ما يقدم هو محاولة لتجميل وجه الاحتلال أمام المجتمع الدولي في ظل الانتقادات المتزايدة الموجهة لانتهاكاته الجسيمة. وثاني السيناريوهات أن يوزع الاحتلال المساعدات على جزء من السكان دون الجزء الآخر لتحقيق أهداف خطيرة من وراء ذلك. السيناريو الثالث والمتوقع تحققه أكثر من سابقيه بالنسبة لأبو زيد بحسب حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن يقوم الاحتلال بتوزيع المساعدات من خلال شركات أمريكية أبرزها شركة غلوبال ديليفري كومباني المعروفة اختصارا GDC ويرأسها الأمريكي الإسرائيلي موتي كاهان، ومسؤول العمليات المتوقع في غزة هو عوديد عيلام ضابط الموساد الإسرائيلي السابق. وهنا لا تختفي المخاطر الأمنية من تولي شركات تقودها شخصيات هذه خلفيتها. وبحسب موقع اكسيوس فإن الاتفاقية التي ما زالت قيد المناقشة ستكون خاضعة لإدارة دولية مدعومة من الدول والهيئات الخيرية التي ستتولى توجيه عمليات الإغاثة في القطاع، حيث سيقود المؤسسة عاملون في المجال الإنساني مع مجلس استشاري من شخصيات دولية بارزة. ما علاقة محكمة العدل الدولية؟ لكن لماذا يسارع الاحتلال في تقديم مقترحات خطط عبر الاعلام العبري والأمريكي؟ يعتقد المستشار القانوني في المحكمة الجنائية الدولية فؤاد بكر أن ذلك مرتبط بقرار لمحكمة العدل الدولية سيصدر بعد عدة أيام، وسيقر النتائج التي تقدمت بها الجمعية العامة لفتوى استشارية حول المنظمات الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وطبيعة عملها في الأراضي الفلسطينية. يقول بكر لـ "فلسطين أون لاين"، هناك خطورة كبيرة على مستقبل عمل المنظمات الدولية التي ساهم الاحتلال في نزع الثقة لدى المجتمع الدولي لعدم دعمها. مشيرا في ذلك للمرافعة الأمريكية قبل أيام في محكمة العدل الدولية والتي أكدت فيها أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا ليست منظمة دولية حيادية، وسيمنعون عملها في الاراضي الفلسطينية وتحديدا في غزة، لذا الأمريكان يحاولون الظهور كطرف محايد. ويدحض المستشار القانوني مزاعم الاحتلال بخصوص عمل الجهات المقترحة لمباشرة لعملية توزيع المساعدات، بقوله، الاحتلال يهدف من تلك الخطة إلى حصر المساعدات والهيمنة عليها عبر مؤسسات يعينها الاحتلال ذاته بهدف التجويع، وأبرز دليل استهدافه سفينة أسطول الحرية في مالطا الجمعة. ويتابع بكر، الاحتلال يزعم أنها جهات ومؤسسات لا تخضع للرقابة، لكن فعليا هذه الشركات أو المؤسسات تحت رقابته، وهو الذي يتحكم بكمية المساعدات من أجل التحكم بمصير الفلسطيني ولقمة عيشه. ويحذر من محاولة الاحتلال من وراء الخطة إلى التحكم بالرؤية الاستراتيجية لغزة، عبر التحكم بحجم المساعدات ونوعيتها، ليخرج للعالم بصورة جيدة مفادها أنه لا يريد أن يمنع المساعدات، إنما يريد إدخالها وإيصالها عن طريقه وبطريقته التي يضمن أن تحقق له أهدافه، وهنا تكمن المخاطر من التوظيف السياسي للمساعدات. المصدر / فلسطين أون لاين