أحدث الأخبار مع #فوردهام


إيطاليا تلغراف
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
الشاب الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
إيطاليا تلغراف روبين أندرسون كاتبة أميركية، وأستاذة بجامعة فوردهام قُتل الصحفي الشابّ في قناة الجزيرة، حسام شبات، يوم الرابع والعشرين من مارس/ آذار، حين استهدفته طائرة مُسيّرة إسرائيلية بصاروخ واحد أثناء وجوده داخل سيارته. وقد أفاد صحفي آخر قام بتوثيق آثار الجريمة أن حسام كان قد أنهى للتوّ مقابلة صحفية، وكان متوجهًا إلى المستشفى الإندونيسي في شمال غزة من أجل بث حي على قناة الجزيرة مباشر. وقد اعتبرت لجنة حماية الصحفيين عملية قتله جريمة قتل متعمدة. وكان حسام يساهم أيضًا في موقع 'دروب سايت نيوز' الأميركي، حيث استخدم الصحفي جيفري سانت كلير تقاريره الميدانية الحية ضمن 'يوميات غزة' التي نشرها. ترك حسام رسالة قبل استشهاده جاء فيها: 'إذا كنتم تقرؤون هذه الكلمات، فهذا يعني أنني قد قُتلت – على الأرجح استُهدفت – من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.. لقد كرست الثمانية عشر شهرًا الماضية من حياتي كاملةً لخدمة شعبي. وثقتُ أهوال شمال غزة دقيقةً بدقيقة، مصممًا على كشف الحقيقة التي حاولوا طمسها.. وأقسم بالله إنني قد أديتُ واجبي كصحفي. خاطرتُ بكل شيء لنقل الحقيقة، والآن، أرقد بسلام…'. في وقت سابق من يوم استشهاده، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفي محمد منصور، العامل لدى قناة فلسطين اليوم، مع زوجته وابنه، عبر قصف مباشر لمنزله في خان يونس. وبعد اغتيال شبات، احتفى الجيش الإسرائيلي بقتله علانيةً، إذ نشر عبر حسابه الرسمي على منصة 'إكس' منشورًا تفاخر فيه بـ'تصفية' حسام، قائلًا: 'لا تدعوا السترة الصحفية تخدعكم، حسام كان إرهابيًا'. وكان الاحتلال قد زعم قبل ستة أشهر أن شبات وخمسة صحفيين آخرين – جميعهم يعملون لدى قناة الجزيرة – ينتمون إلى حركة حماس. في ذلك الوقت، كان شبات يغطي الأحداث من شمال غزة، تلك المنطقة التي لم يتبقَّ فيها سوى قلة من الصحفيين، حيث كانت إسرائيل قد أطلقت حملة إبادة مركزة، وكان شبات وزملاؤه يرابطون هناك لتوثيق الجرائم الإسرائيلية وتقديم تغطية مستمرة. كان حسام يدرك أن إعلان الاحتلال له كـ'عنصر من حماس' يعني نية مبيّتة لاستهدافه. لذلك دعا مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفع أصواتهم مستخدمين وسم '#احموا_الصحفيين'، قائلًا: 'أناشد الجميع نشر الحقيقة حول ما يتعرض له الصحفيون، لفضح خطط الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى فرض تعتيم إعلامي. انشروا الوسم وتحدثوا عنا!'. وكانت آخر رسالة صحفية له، والتي أُرسلت قبل ساعات من مقتله، قد تُرجمت من العربية إلى الإنجليزية بواسطة شريف عبد القدوس، وافتتحت بهذه الكلمات: 'كانت الليلة حالكة السواد، يغمرها هدوء حذر. خلد الجميع إلى نومٍ قلق. لكن السكون سرعان ما تحطّم تحت وطأة صرخات مفزعة. وبينما كانت القنابل تمطر السماء، كانت صرخات الجيران تعلن اللحظات الأولى لاستئناف الحملة العسكرية الإسرائيلية. غرقت بيت حانون في الذعر والرعب'. إنه وصف مروع للواقع، يكشف بوضوح السبب الذي دفع إسرائيل إلى إسكات حسام شبات. وصل عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 236 شهيدًا، بانضمام حسام شبات إلى هذه القائمة الدامية. وفي السابع من أبريل/ نيسان، قصفت إسرائيل خيمة إعلامية في خان يونس، مما زاد من ارتفاع عدد الضحايا. منذ أن أنهى نتنياهو وقف إطلاق النار، انطلقت إسرائيل في موجة قتل عارمة، أسفرت خلال الأيام الثلاثة الأولى عن استشهاد 700 شخص وإصابة 900 آخرين، ولا تزال المجازر مستمرة. يعلم دعاة الدعاية الحربيّة أنّ خططهم تنهار أمام الشهادات الصادقة والمعارضة الحرة. فالبروباغاندا الحربية تقتضي دومًا فرض الرقابة والصمت. لم يكن حسام شبات الفلسطيني الوحيد الذي ترك خلفه توثيقًا لعملية قتله والمسؤولين عنها. فقد كان رفاعة رضوان من بين خمسة عشر مسعفًا تم إعدامهم على يد إسرائيل، قبل يوم من اغتيال شبات، وقد ترك تسجيلًا مصورًا لعملية قتله، مما أسقط روايات الاحتلال الكاذبة. في صباح الثالث والعشرين من مارس/ آذار، قتلت قوات الاحتلال العاملين في الإغاثة الإنسانية برفح، وكانوا ثمانية من طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، وستة من الدفاع المدني الفلسطيني، وموظفًا من وكالة الأونروا، أثناء تنفيذهم مهمة انتشال الجرحى والشهداء المدنيين. وبعد انطلاقهم لتنفيذ مهمتهم، انقطعت أخبارهم لأيام. وأطلق الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، مناشدات يائسة إلى العالم للضغط على إسرائيل لكشف مصيرهم. حتى الثلاثين من مارس/ آذار، حين تم استخراج جثثهم من قبر جماعي ضحل، وهم لا يزالون يرتدون زيهم الرسمي المضيء. وقد كشفت الفحوصات الجنائية التي أجراها طبيب تعاقد مع مستشفى في خان يونس عن علامات تشير إلى 'عمليات إعدام ميداني' بناءً على أماكن الإصابة القريبة والمقصودة. وقد عُثر على الضحايا وهم لا يزالون يحملون أجهزة الاتصال، والقفازات، والحقائب الطبية. ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية شهادات الطبيب، وأشارت إلى أن إسرائيل قد دمرت النظام الصحي في غزة وقتلت ألفًا من العاملين في القطاع الطبي، وهو ما يرقى إلى جرائم حرب. وفي الأول من أبريل/ نيسان، غطت صحيفة 'نيويورك تايمز' المجزرة، واضعة في عنوانها اقتباسًا على لسان الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بقتل عمال الإنقاذ. لكنها افتتحت التقرير بإبراز نفي الاحتلال، حيث ادّعت إسرائيل أن تسعة من القتلى كانوا 'مقاتلين فلسطينيين'. واتّبعت الصحيفة أسلوبها المعتاد في تقديم الروايتين (رغم الفارق بينهما)، مستعرضةً بشاعة المشهد وشهادات وكالات غزة والأمم المتحدة، ثم منح المساحة مجددًا لدفاعات الجيش الإسرائيلي غير القابلة للتصديق، بزعم أن 'عددًا من المركبات كانت تتقدم نحو الجنود الإسرائيليين بطريقة مريبة ومن دون إشارات طوارئ'. وزعمت إسرائيل أن من بين القتلى محمد أمين إبراهيم شوبكي، الذي شارك في هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، رغم استحالة تصديق هذه الرواية في ظل الكم الهائل من القنابل التي أسقطت على غزة – بكمية تفوق ما أُلقي خلال الحرب العالمية الثانية – بزعم استهداف حركة حماس فقط، لا عشرين ألف طفل فلسطيني قتلوا جراء ذلك. غير أن العثور على الهاتف المحمول الذي سجل ما حدث قلب الرواية الإسرائيلية رأسًا على عقب. فقد التقط رفاعة رضوان هاتفه المحمول أثناء تعرض قافلتهم للنيران، وسجل رسالة مؤثرة وهو يركض باتجاه النيران الإسرائيلية محاولًا إنقاذ المصابين. خاطب والدته قائلًا: 'أمي، سامحيني… أقسم بالله إنني اخترت هذا الطريق فقط لأساعد الناس'. وأظهرت اللقطات أن أضواء سيارات الإسعاف كانت تعمل بوضوح، ومع ذلك لم توفر لهم أي حماية. أكد الشريط المصور ما كان العالم يعرفه بالفعل، وكشف عن شجاعة إنسانية نادرة لشاب فلسطيني واصل إنقاذ الأرواح وسط إبادة جماعية لا توصف. لقد كان شريط رفاعة رضوان مؤثرًا إلى درجة أن صحيفة 'نيويورك تايمز' اضطرت، في السادس من أبريل/ نيسان، إلى نشر عنوان صريح يشير إلى أن 'عمال الإغاثة في غزة قُتلوا برصاص إسرائيلي'. ومع ذلك، منح التقرير، الذي كتبته إيزابيل كيرشنر، مساحة واسعة لمسؤولي الاحتلال لتقديم دفاعاتهم مجددًا، متجاهلًا المنهجية الإسرائيلية في استهداف القطاع الصحي في غزة. إن المؤرخين الفلسطينيين يتحدثون بلغة الإنسانية. فهم يروون ما يجري بحقهم كما كتب حسام شبات: 'كنت أنام على الأرصفة، في المدارس، في الخيام – في أي مكان أجده. كانت كل يوم معركة من أجل البقاء. تحملت الجوع لأشهر، ومع ذلك لم أتخلَّ يومًا عن شعبي'. كما ترك كلمات خالدة: 'لا تتوقفوا عن الحديث عن غزة. لا تسمحوا للعالم أن يغض الطرف. استمروا في النضال، وواصلوا رواية قصصنا – حتى تتحرر فلسطين'. إنها كلمات حكيمة ومؤثرة، ورسالة بالغة الأهمية لشعب يتعرض لإبادة جماعية. وهي تمامًا الكلمات التي يحتاج العالم إلى سماعها اليوم.


إيطاليا تلغراف
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
ماذا نعرف عن المنظمة الصهيونية المتطرفة التي حرّضت على محمود خليل؟
إيطاليا تلغراف روبين أندرسون كاتبة أميركية، وأستاذة بجامعة فوردهام قبل شهرٍ من الآن، وفي يوم السبت، الموافق 8 مارس/ آذار، أقدمت عناصر من وزارة الأمن الداخلي الأميركية (DHS) على اختطاف محمود خليل، الذي كان قد شغل منصب المفاوض عن 'مخيم التضامن مع غزة' في جامعة كولومبيا. ومحمود خليل هو فلسطيني يحمل إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وكان عائدًا إلى شقته التابعة للجامعة بعد حضور مأدبة إفطار، عندما واجهه العملاء. أبلغوه هو وزوجته الحامل، الدكتورة نور عبدالله، وهي مواطنة أميركية، بأن 'تأشيرته الدراسية' قد أُلغيت، وادعوا زورًا أنهم يحملون مذكرة اعتقال بحقه. وعندما قدمت زوجته بطاقة الإقامة الدائمة (الجرين كارد)، بدا على العميل الارتباك، وقال عبر الهاتف: 'إنه يحمل بطاقة إقامة دائمة'، ولكن حين حاولت محامية محمود التدخل عبر الهاتف، قام العميل بقطع الاتصال بها. كان محمود خليل قد حصل على درجة الماجستير من 'مدرسة الشؤون الدولية والعامة' في جامعة كولومبيا في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023، إلا أنه اقتيد إلى منشأة احتجاز تابعة للهجرة والجمارك (ICE) في ولاية لويزيانا، على بعد أكثر من ألف ميل. كانت الغاية من ذلك عزله عن زوجته، ومحاميه، ومجتمعه، في ظل التهديد المباشر بترحيله. لكن محمود خليل لم يكن وحيدًا. ففي غضون 24 ساعة، تدخل 'مركز الحقوق الدستورية' بالتعاون مع 'مشروع محاسبة تطبيق القانون' (CLEAR)، للطعن في اعتقاله واحتجازه. وفي يوم الاثنين، أوقف قاضٍ فدرالي أمر الترحيل، وحدد جلسة استماع يوم الأربعاء في محكمة مانهاتن، وبعدها سُمح لمحمود أخيرًا بالتواصل مع محاميه. في الساعات التي تلت اختطافه، اشتعلت وسائل الإعلام المستقلة ومنصات التواصل الاجتماعي بالتنديد والغضب والتحليلات القانونية والسياسية. وقد أشار كثيرون إلى أن خليل، كمقيم دائم في الولايات المتحدة، يتمتع بكل الحقوق التي يحظى بها المواطن الأميركي، باستثناء حق التصويت. وقد نشرت النائبة في الكونغرس براميلا جايابال منشورًا قالت فيه: 'إدارة ترامب تستهدف الطلاب الذين مارسوا حقهم الدستوري في التعديل الأول. هذا أمر غير مقبول. ترحيل المقيمين القانونيين فقط بسبب آرائهم السياسية هو انتهاك لحقوق حرية التعبير. من التالي؟'. أما مسؤولو البيت الأبيض فقد زعموا أن خليل يُشكّل 'تهديدًا لمصالح الأمن القومي'، دون الإشارة إلى أنه 'انتهك القانون'. ومع ذلك، لم يتمكنوا من تقديم تهمة مشروعة أو دليل ملموس على جريمة. كما كتبت منصة الانتفاضة الإلكترونية (Electronic Intifada): 'بينما يمكن للحكومة إلغاء إقامة حاملي بطاقة الإقامة الدائمة في حالات محددة، لا يجوز لها إلغاؤها تعسفيًا. لا تُلغى الإقامة الدائمة إلا بحكم قاضٍ للهجرة، بناءً على معايير قانونية محددة، ووفق إجراءات قانونية سليمة، وهو ما يبدو غائبًا تمامًا في حالة خليل'. تحرك النشطاء المناهضون للإبادة الجماعية بسرعة، حيث اجتاح آلاف المتظاهرين شوارع مدينة نيويورك في الأيام التالية، تعبيرًا عن تضامنهم، وتجمّعوا بكثافة أمام محكمة نيويورك. وبحلول يوم الخميس، تم اعتقال 100 شخص خلال اعتصام نظّمه 'الصوت اليهودي من أجل السلام' داخل برج ترامب. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن التزامه بقطع التمويل الفدرالي عن الجامعات المتهمة بـ'التسامح مع معاداة السامية'، وكانت كولومبيا أولاها. ففي اليوم السابق للاختطاف، قامت إدارته بقطع 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي عن الجامعة، مدعية أنها 'فشلت في اتخاذ خطوات لمواجهة معاداة السامية'. وسرعان ما وافقت الجامعة على التعاون مع الحكومة الفدرالية في 'خنوع ذليل لترامب'، وأعلنت 'التزامها بمحاربة معاداة السامية'. وقد نشرت كولومبيا إرشاداتها لأعضاء الهيئة التدريسية والموظفين، تحثهم على 'عدم التدخل' مع عملاء الهجرة والجمارك، حتى لو لم يتمكن هؤلاء العملاء من تقديم مذكرة اعتقال. وعندما تفاخر الرئيس ترامب عبر منصته 'تروث سوشيال' (Truth Social) بأنه اعتقل خليل، هدد أيضًا بأنه 'سيتبعه المزيد'، ليس فقط في كولومبيا، بل في 'جامعات أخرى عبر البلاد'. وكحال كثير من الطلاب العرب والمسلمين، تعرض خليل في اليوم السابق لاعتقاله غير القانوني، لحملات تحرّش صهيونية ممنهجة، وقد ناشد إدارة الجامعة بالحماية، مؤكدًا أنه يتعرض لحملة 'تشويه لاإنسانية' على الإنترنت (doxxing)، وقال إن 'هجماتهم حرّضت على موجة من الكراهية، بما في ذلك دعوات لترحيلي وتهديدات بالقتل'، ولكن كولومبيا لم ترد. وقد قمعت مجموعات الضغط الإسرائيلية، مثل 'مهمة الكناري' (Canary Mission)، حرية التعبير في الجامعات الأميركية لسنوات. وعلى الرغم من أن هذه المجموعة ادّعت أنها تقف خلف اعتقال خليل، فإن منظمة صهيونية متطرفة أقلّ شهرة تبدو أنها لعبت الدور الأبرز في اعتقاله. وقد أُسّست هذه المنظمة عام 1923 على يد معجب بموسوليني، وأُعيد إحياؤها عام 2023، حتى إن 'رابطة مكافحة التشهير' (وهي مجموعة ضغط يهودية) (ADL) تعتبرها منظمة كراهية. تُدعى هذه الجماعة المؤيدة للصهيونية المتطرفة التي تفاخر باعتقال محمود: 'بيتار-الولايات المتحدة' (Betar-USA). في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كتبت صحيفة 'نيويورك بوست' مديحًا لـ'بيتار-الولايات المتحدة' على جمعها قوائم بأسماء طلاب أجانب، وتفاخرها بتحديد 30 طالبًا من دول مثل الأردن، وسوريا، ومصر، وكندا، والمملكة المتحدة، ممن يدرسون في بعض أبرز الجامعات الأميركية، منها كولومبيا، وجامعة بنسلفانيا، وجامعة كاليفورنيا، وكلية 'ذا نيو سكول' للأبحاث الاجتماعية، وغيرها. وقال رئيسها روس غليك إنه يأمل بأن يمنح 'الرئيس المنتخب ترامب' 'كارهي إسرائيل… تذكرة بلا عودة إلى بلادهم'. ولم تشر الصحيفة إلى طبيعة هذه المنظمة أو تاريخها وممارساتها، التي 'تحاكي تكتيكات ورموز الفاشية، بما في ذلك ارتداء القمصان البنية واستخدام تحيات خاصة'. وتسعى 'بيتار' إلى التحالف مع جماعة 'براود بويز' (Proud Boys)، ذات السجل المعروف في معاداة السامية والإسلاموفوبيا، بهدف 'مواجهة الجهاديين الإسلاميين'. (يُذكر أن قائد 'براود بويز'، إنريكي تاريو، قد حُكم عليه بالسجن 22 عامًا بسبب عنفه في أحداث 6 يناير/ كانون الثاني، وقد أفرج عنه مؤخرًا بعفو من ترامب). ومؤخرًا، تفاخرت 'بيتار-الولايات المتحدة' لصحيفة 'ذا غارديان' بأن لديها 'قائمة ترحيل' تحتوي آلاف الأسماء أرسلتها لمسؤولي إدارة ترامب، بمن في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي صادق شخصيًا على اختطاف خليل. وكان معظم الأسماء في القائمة يحملون تأشيرات دخول أميركية (وربما يفسر ذلك سبب اعتقاد عملاء وزارة الأمن الداخلي أن خليل يحمل تأشيرة طالب، بدلًا من إقامة دائمة). نادرًا ما يرد ذكر 'بيتار-الولايات المتحدة' في الإعلام التقليدي، لكن موقع 'ميدل إيست آي' كشف أن هذه الجماعة تلاحق النشطاء المؤيدين لفلسطين، بمن فيهم اليهود الأميركيون، وقد أبلغ خليل عن تلقيه رسائل كراهية تهديدية منهم. كما أقدمت الجماعة على تخريب ممتلكات، و'دعت صراحة إلى أعمال انتقامية من نوع مليشيوي ضد المحتجين الطلاب'. ونشرت منصة 'غلوبال نيوز هَب' (Global News Hub) فيديو للسيناتور جون فيترمان (عن ولاية بنسلفانيا) وهو يقول لزعيم المليشيا اليمينية المتطرفة روس غليك، إنه 'يحب' التهديد بالقنبلة الذي أطلقوه ضد فرع 'طلاب من أجل العدالة في فلسطين' في جامعة بيتسبرغ. وقد تم حظر 'بيتار-الولايات المتحدة' من منصات 'ميتا' بسبب هذه 'النكتة'. كما أصدرت تهديدات شبيهة بالإعدام للكاتب بيتر بينارت وآخرين. والمفارقة أن دعاة 'بيتار' يزعمون أن الطلاب الواردين في قوائمهم 'يروّعون أميركا'. لاحقًا، فقد روس غليك منصبه كرئيس لـ'بيتار-الولايات المتحدة' بعد إدانته في نيويورك بتهم تتعلق بجرائم 'الانتقام الإباحي'. ولم تربط معظم التقارير الصحفية بين انحرافاته الجنسية وعلاقته بالجماعة الصهيونية المتطرفة اليمينية. وقد جادل العديد من المحللين، بحق، أن الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة تمثل التهديد الأكبر لحرية التعبير وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة. ويُظهر اختطاف خليل، والقوى المتطرفة التي تقف خلفه، مدى اختلال الإدارة الجديدة، ويكشف عن تصرفاتها غير المسبوقة في مخالفة الدستور، التي دشنت الطريق نحو الاستبداد. وقد وصف البروفيسور البارز في التاريخ اليهودي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ديفيد مايرز، إدارة الرئيس ترامب بأنها 'تقوم بتسليح وتسييس معاداة السامية لأغراض سياسية'. واعتبر مايرز قائمة 'بيتار' للمرحلين 'مرعبة'، ولكنها غير مفاجئة بالنظر إلى ما تمثله هذه الجماعة تاريخيًا-أي 'تبني الفاشية اليهودية'. وأكد أن هذه الهجمات لا تتعلق فقط بحماية الطلاب اليهود، بل إن الرئيس الأميركي وحلفاءه 'مهتمون حقًا بإخضاع الجامعة وإقصائها من الساحة السياسية الأميركية بوصفها جهة فاعلة تقدمية ليبرالية'. وإن تهديدات ترامب المتكررة خارج إطار القانون واعتقال خليل تكشف عن انزلاق متسارع نحو خطاب القمع السياسي والفاشية الكاملة.


إيطاليا تلغراف
٠٦-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- إيطاليا تلغراف
كيف فشلت خديعة نتنياهو للإسرائيليين؟
إيطاليا تلغراف روبين أندرسون كاتبة أميركية، وأستاذة بجامعة فوردهام عندما حمل مقاتلو حماس التوابيت التي تحتوي على رفات عائلة بيباس- الذين أُخذوا كرهائن في إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول- أظهرت اللقطات المصورة المراسم، وهم يعبرون مدرج المطار ويضعون التوابيت على منصات خشبية لاستقبالها من قبل موظفي الصليب الأحمر. وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية الحدث بأنه 'غير محترم'. واعتبرت نيويورك تايمز أنه 'حفل تسليم مشوّه'، بينما وصفته CBS بأنه 'مشهد مروع' نظمت حماس عرضه. في المقابل، عندما نشرت إسرائيل صورًا للفلسطينيين المفرج عنهم وهم يُجبرون على ارتداء قمصان تحمل نجمة داود زرقاء كبيرة على الظهر بجانب شعار يقول: 'لن نغفر، لن ننسى'، تجاهلت وسائل الإعلام هذه القصة والتهديدات التي تمثلها تلك القمصان. ووفقًا لـ+AJ، قام الأسرى المحررون وعائلاتهم بإحراق القمصان فور الإفراج عنهم 'كعمل احتجاجي على سوء المعاملة والتعذيب المنهجي الذي يواجهه الفلسطينيون تحت الأسر الإسرائيلي'. عند إلقاء نظرة فاحصة على اللقطات الفعلية لكيفية تنفيذ حماس مراسم دفن عائلة بيباس، يتضح أنها كانت رسمية ومهيبة. ويظهر الفلسطينيون وهم ينظرون بصمت، بينما يجري الحدث. وفي بودكاست انتفاضة إلكترونية، أوضح جون إلمر (في الدقيقة 57:17) من خلال شريحة عرض التوابيت السوداء مغطاة بستار قبل أن يحملها المقاتلون بترتيب محترم إلى مركبة الصليب الأحمر الدولي. وأشار إلى أن الإسرائيليين تمكنوا من تحريف الحدث؛ لأنهم افترضوا أن الجمهور الأميركي لن يكون على دراية بطبيعة المراسم الفعلية. وبالفعل، اقتصرت التغطية الإعلامية الأميركية على لقطات قصيرة مختارة تُظهر الحدث من زوايا بعيدة جدًا. كان الطفلان أريئيل وكيفير بيباس من بين الرهائن الإسرائيليين الذين قُتلوا في غزة مع والدتهما خلال الأسابيع الأولى من العدوان الإسرائيلي على القطاع. ورغم أن إسرائيل تزعم، دون أدلة، أن حماس قتلتهم 'بأيديها العارية'، فمن المرجح جدًا أنهم لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي، كما حدث مع العديد من النساء والأطفال الذين قُتلوا في نفس المنطقة خلال تلك الفترة. وفقًا لتقرير غرايزون، أعلنت حماس مقتل شيري وأريئيل وكيفير بيباس بعد استهدافهم في غارة جوية إسرائيلية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023. وفي 3 ديسمبر/ كانون الأول، ظهر ياردين بيباس في رسالة مصورة من الأسر، أكد فيها مقتل زوجته وأطفاله بغارة إسرائيلية، متوسلًا إلى حكومته للتفاوض من أجل إطلاق سراحه حتى يتمكن من دفنهم بشكل لائق. أكد جون إلمر أن مقارنة جنازة عائلة بيباس يجب أن تكون مع ما يحدث يوميًا في غزة، حيث تُترك جثث الأطفال والنساء والرجال في العراء، أو تُدفن تحت أنقاض القصف الإسرائيلي، وهي جرائم حقيقية مروعة. احتاجت إسرائيل إلى أكثر من مجرد تصريحات عن 'عدم الاحترام' و'المشاهد المروعة' لتجاوز الصدمة التي أحدثتها الصور المروعة لأجساد الفلسطينيين الذين أُطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية وهم يعانون من الجوع والتعذيب. فقد عرضت ميدل إيست آي (25 فبراير/ شباط 2024) تقريرًا عن محمد أبو طويلة، الذي يحمل جسده آثار الحروق الكيميائية والضرب. وتم تجويع معظم المعتقلين الفلسطينيين، وأوضح أحدهم أنه اضطر إلى تحمل بتر ساقه أثناء وجوده في الأسر الإسرائيلي. وبدت صور بعض الأسرى أشبه بصور الناجين من معسكرات الاعتقال النازية، فيما كان آخرون في حالة صحية سيئة لدرجة أنهم نُقلوا فورًا إلى المستشفى بعد الإفراج عنهم. لكن الإعلام الأميركي استخدم هذه المقارنة فقط عند الإشارة إلى الرهائن الإسرائيليين الذين فقدوا الوزن خلال احتجازهم في غزة؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المتعمد للمساعدات الغذائية. وللتغلب على التأثير المدمر للصور التي توثق تعذيب الأسرى الفلسطينيين، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية فيديو دعائيًا يتضمن صورة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي لطفل أحمر الشعر- كون أطفال بيباس كانوا كذلك- مع تعليق صوتي يزعم أن حماس قتلت الأطفال، مضيفًا: 'من هذا اليوم فصاعدًا، سيتذكرنا كل طفل أحمر الشعر بأن حماس قتلتهم، وستفعلها مرة أخرى ما لم يتم القضاء عليها'. كما أشارت الصحفية كايتلين جونستون، فإن الفرض العدواني لفكرة أن أطفال بيباس كانوا 'أصحاب شعر أحمر' هو جزء من حملة دعاية حرب مقززة تستهدف الغربيين البيض. وساعد الطبيب الشرعي الإسرائيلي شين كوغيل- الذي سبق له الترويج للدعاية الكاذبة حول 'الأطفال مقطوعي الرؤوس' في 7 أكتوبر/ تشرين الأول والتي تبنتها وسائل الإعلام الأميركية- في تسويق هذه الرواية الجديدة. في إسرائيل والعالم الغربي، تم الترويج بشكل مكثف لحقيقة أن هؤلاء الأطفال كانوا 'أصحاب شعر أحمر'. وأُضيئت معالم بارزة مثل مبنى إمباير ستيت في نيويورك، وبرج إيفل في باريس، وبوابة براندنبورغ في برلين باللون البرتقالي إحياءً لذكراهم، كما أُطلقت البالونات البرتقالية في إسرائيل والغرب تكريمًا لهم. لكن عائلة بيباس أصبحت مشكلة كبيرة لمديري الدعاية الإسرائيلية عندما طالبوا الحكومة بوقف استغلال مقتل أفراد عائلتهم لأغراض سياسية، وطالبوا بوقف أي دعاية مرتبطة بوفاتهم. منذ إطلاق سراحه في 2 فبراير/ شباط، لم يؤكد ياردين بيباس التعليقات التي أدلى بها أثناء أسره، بل أرسل خطابًا مفتوحًا إلى كبار المسؤولين الإسرائيليين يعبر فيه عن رفضه سردية الحكومة. وتناقض رسالته علنًا تصريحات دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الذي زعم أن 'ياردين نظر في عينيّ وطلب أن يعرف العالم كله هول الطريقة التي قُتل بها أطفاله'. كما أصدر بنيامين نتنياهو بيانًا مصورًا بالإنجليزية، وهو يحمل صورة مكبرة للأطفال ويشير إليها أثناء حديثه. وأوضحت كايتلين جونستون أن نتنياهو أراد أن يرى الغربيون أن هؤلاء الأطفال لم يكونوا من النوع الذي قيل لنا أن نكون غير مبالين بموتهم، كما حدث مع آلاف الأطفال الذين ذبحوا في غزة. كان يريد أن يوضح لنا أنهم 'بيض البشرة'. وخلال كلمته أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 26 فبراير/ شباط، قال دانيال ليفي، المفاوض الإسرائيلي السابق للسلام: 'إن دقيقة صمت لكل من أطفال بيباس ستكون مناسبة، وكذلك دقيقة صمت لكل من الأطفال الفلسطينيين الـ 18.000 الذين قُتلوا في الدمار الإسرائيلي لغزة'. وأضاف أنه لو تم تنفيذ ذلك، لاستمرت تلك الدقائق لأكثر من 300 ساعة. وفي الوقت الذي كانت إسرائيل وأنصارها يروجون بقوة لهذه الرواية، لم يكن من قبيل الصدفة أن تكون إسرائيل على وشك إنهاء وقف إطلاق النار واستئناف حصارها للمساعدات الإنسانية إلى غزة. وكما ذكرت موندويز، فقد تحولت وفاة عائلة بيباس إلى 'قطعة أخرى من الدعاية البشعة' التي تستخدمها إسرائيل مرة أخرى 'لتبرير الإبادة الجماعية في غزة'. وفي يوليو/ تموز، حذرت دراسة نشرتها ذا لانسيت من أن عدد القتلى الفلسطينيين قد يصل إلى 186.000، لكن بالنسبة لإسرائيل، لم يكن ذلك كافيًا. وعند هذه المرحلة، فإن أحدث تلفيقات إسرائيل لم تعد تخدع أحدًا، وأصبحت مجرد 'مسرح يائس' يعكس رفض الرأي العام أكثر مما يقنعه. الأميركيون يريدون وقف إطلاق النار، ويدعمون حظر شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، ولأول مرة منذ سبع سنوات، يتعاطف عدد أكبر من الأميركيين مع الفلسطينيين أكثر من أي وقت مضى.


سواليف احمد الزعبي
٢٨-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- سواليف احمد الزعبي
جامعة 'كامبريدج' تخسر معركة قضائية لمنع الاحتجاجات المناصرة لفلسطين
#سواليف خسرت #جامعة_كامبريدج محاولتها أمام #المحكمة_العليا في #لندن، للحصول على أمر قضائي طويل الأمد لمنع #الاحتجاجات المناصرة للفلسطينيين في بعض مواقعها، حيث رفض القاضي طلبها بفرض حظر يمتد لخمس سنوات. وسعت الجامعة إلى استصدار أمر قضائي يمنع 'العمل المباشر' المتعلق بفلسطين في أربعة مواقع جامعية حتى شهر شباط /فبراير 2030، دون موافقتها. وأكد محامو الجامعة خلال جلسة استماع في المحكمة العليا، يوم أمس الخميس، أن الأمر مطلوب 'بشكل عاجل'، قبل حفل التخرج المقرر إعداده السبت المقبل، حسب صحيفة 'إندبندنت' البريطانية. ورفض القاضي فوردهام طلب الجامعة على مدى طويل الأجل، لكنه قرر منحها 'أمرا قضائيا ضيقا ومحدودا للغاية'، يقضي بحظر #الاحتجاجات في مجلس الشيوخ بساحة الجامعة والحديقة المواجهة له حتى مساء السبت، موعد انتهاء حفل التخرج. واعتبر القاضي أن 'الأمر مثير للقلق بشكل كبير'، لافتا إلى أن الجامعة لم تمنح الأطراف المعنية الوقت الكافي للرد على طلبها بشكل مناسب. في الوقت ذاته، رأى فوردهام أن هناك 'إخطارا كافيا' لتبرير أمر قضائي مؤقت لحماية حفل التخرج، مستندا إلى منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت أن 'الغرض المحدد من الإجراء هو تعطيل حفل التخرج عن طريق نقله، أو إجباره على النقل'. ووصف مركز الدعم القانوني الأوروبي 'ELSC'، الحكم بأنه 'انتصار كبير'، مشيرا إلى أنه 'يرسل رسالة قوية إلى الجامعات الأخرى، التي تحاول فرض مثل هذه القيود الصارمة على حرية التجمع والاحتجاج'. وأضاف المركز، أن 'جهود جامعة كامبريدج لتقويض الحريات المدنية لطلابها، من خلال السعي للحصول على أمر قضائي لحظر التعبير عن التضامن مع فلسطين بشكل فعال، داخل وخارج الحرم الجامعي حتى عام 2030، تمثل أوسع قيد على الاحتجاجات الجامعية حتى الآن'. ويشار إلى أن الجامعة شهدت سلسلة من #المظاهرات_المناصرة_لفلسطين والمناهضة لحرب #الإبادة_الإسرائيلية على قطاع #غزة، تحت تنظيم من مجموعة 'كامبريدج من أجل فلسطين'، وذلك في فترات متفرقة من العام الماضي.