logo
#

أحدث الأخبار مع #فورين_بوليسي

فحش العقاب الجماعي في غزة
فحش العقاب الجماعي في غزة

الغد

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • الغد

فحش العقاب الجماعي في غزة

جون فيفر – (فورين بوليسي إن فوكَس) 7/5/2025 نتنياهو على وشك تصعيد جرائمه الحربية في غزة، مرة أخرى. ترجمة: علاء الدين أبو زينة * * * اضافة اعلان ربما تتذكر حادثة مشابهة من أيام دراستك. أحد زملائك في الصف يرتكب خطأ، مثل توزيع رسم كاريكاتوري لمدير المدرسة، فتقرر المعلمة معاقبة الصف بأكمله عن طريق حرمانكم من الاستراحة. ربما كانت تفعل ذلك لإجبار الجاني على الاعتراف، أو للضغط عليكم أنتم وزملائكم كي تشيروا إليه وتبلغوا عنه؛ وهي وسيلة ذكية لتجنيد الطلاب للمساعدة في فرض الانضباط داخل الصف. لكن مثل هذه الأساليب من العقاب الجماعي لم تعد مقبولة، ولأسباب واضحة. إنها غير عادلة. ولا تُغيّر السلوك. وتُعلّم دروسًا خاطئة، وتجعل الأطفال يكرهون المدرسة. كما أن هذه الأساليب أيضًا مخالفة لاتفاقيات جنيف. وفقًا لإحدى مواد الاتفاقيات المتعلقة بوضع الأشخاص المحميين ومعاملتهم، "لا يجوز معاقبة أي شخص محمي عن مخالفة لم يقترفها هو شخصيا. العقوبات الجماعية، وكذلك جميع تدابير التهديد أو الإرهاب، محظورة. التدابير الانتقامية ضد الأشخاص المحميين وممتلكاتهم محظورة". قد يبدو من السخيف تطبيق اتفاقيات جنيف على الصفوف الدراسية، حتى لو كانت بعض المدارس تشبه مناطق الحروب. لكن في الآونة الأخيرة، ظهر توجه لإدانة أساليب العقاب الجماعي في المدارس، والرجوع إلى المبادئ المصممة لحماية المدنيين. وبينما أصبحت الفصول الدراسية أكثر احتراما لحقوق الأطفال، ما تزال الساحة الجيوسياسية تتمسك بمبادئ العقاب الجماعي. فما الحرب، في نهاية المطاف، سوى معاقبة السكان بأكملهم على أفعال قلة منهم؟ والعقوبات الاقتصادية، حتى تلك التي يُقال عنها "ذكية"، تضر في النهاية بأناس لا علاقة لهم بسياسات قادتهم. أما تلك "الرسوم الجمركية الجميلة"، فترفع الأسعار على ملايين المستهلكين الذين لا صلة لهم لا بالحكومات ولا بالشركات. لكن لا يوجد اليوم مثال أكثر فظاعة على العقاب الجماعي في العالم من المأساة الجارية حاليا في غزة. انتهاكات مستمرة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، نفذت حركة حماس هجوما مروعا على إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص وأسر أكثر من 200. وأعلنت إسرائيل، على الفور تقريبا، الحرب على "حماس". ثم شرعت في معاقبة جميع سكان غزة على أعمال ارتكبتها قلة قليلة. وكان العقاب فظيعًا. فقد قُتل أكثر من 52000 شخص على يد القوات الإسرائيلية، وفقا لوزارة الصحة في غزة. لكن هذا الرقم ربما يقلّ بنسبة 40 في المائة عن العدد الحقيقي، بحسب مقال نُشر في مجلة "ذا لانست"، إذا ما شملنا جميع الوفيات المرتبطة بالحرب، مثل تلك الناتجة عن تدمير النظام الصحي، على سبيل المثال. وكانت الغالبية العظمى من هؤلاء القتلى –حوالي 70 في المائة– من النساء والأطفال. والآن، يجب أن تشمل أرقام الضحايا الوفيات الناتجة عن الجوع، حيث منعت إسرائيلدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة خلال الشهرين الماضيين. وقد استخدمت إسرائيل هذا التكتيك للضغط على السكان الفلسطينيين من أجل إجبار حماس على الاستسلام وإطلاق سراح العشرات من الرهائن الإسرائيليين الذين ما تزال تحتجزهم. لم يدخل إلى القطاع طعام، ولا دواء، ولا وقود. وبالإضافة إلى الجوع، يموت الناس بسبب عدم توفر الأدوية الأساسية المنقذة للحياة. تقول صحيفة "نيويورك تايمز" أن "الطعام الوحيد المتاح للعديد من سكان غزة –بشكل خاص أولئك الذين يشكلون 90 في المائة من السكان المهجَّرين والذين يعيش معظمهم في الخيام– يأتي من مطابخ خيرية محلية، بعضها تعرض للنهب مع تفاقم أزمة الجوع". وتزداد المأساة كثافة حين نعرف أن الطعام والدواء متوفران على مقربة، لكن إسرائيل تمنع إدخالهما. تزعم الحكومة الإسرائيلية أنها تستهدف حماس فحسب. لكنها تواصل قتل المدنيين بلا تمييز في غاراتها الجوية، بما في ذلك ما حدث الأسبوع الماضي في مطعم مزدحم ومدرسة. وتدّعي أن مقاتلي حماس يختبئون في المستشفيات، وهو ما يبرر، حسب زعمها، تدمير البنية التحتية الطبية بالكامل في المنطقة. حتى لو كان هذا الادعاء صحيحًا –ولم تقدم إسرائيل أدلة يُعتد بها على ذلك– فإن جميع هذه الوفيات بين المدنيين تعتبر عقابًا جماعيًا؛ وبذلك جريمة حرب. كان كليتون دالتون ضمن بعثة طبية زارت غزة خلال الهدنة التي استمرت شهرين وبدأت في يناير. وفي مجلة "ذا نيويوركر"، وصف مشهدًا في مستشفى مدمر في شمال غزة: "دخلنا غرفة تخزين كبيرة في زاوية قسم العناية المركزة، وكانت مليئة بالأجهزة الطبية: أجهزة الأشعة فوق الصوتية، مضخات الحقن الوريدي، أجهزة غسيل الكلى، أجهزة قياس ضغط الدم. يبدو أن كل واحد منها قد دُمر برصاصة – ليس بطريقة عشوائية، بل بطريقة منهجية. أصبت بالذهول. لم أستطع التفكير بأي مبرر عسكري لتدمير أجهزة تنقذ الأرواح." كما بدأ الأطباء الزائرون في توثيق إحصائية مرعبة أخرى: ضخامة عدد الأطفال الذين أُطلق عليهم الرصاص في الرأس، وكأنهم أُعدموا عمدًا. وهناك عشرات الضحايا من هذا النوع، بعضهم لا يتجاوز عمره بضع سنوات. وقال آدم حموي، جرّاح التجميل من نيوجيرسي، في برنامج "ذيس أميريكان لايف": "هؤلاء أطفال صغار يتم إطلاق الرصاص عليهم، وليست هذه طلقات طائشة. إنها موجهة. دقيقة. قد تفسر الطلقة الطائشة حالة واحدة أو اثنتين، لكنها لا تفسر سلسلة من الطلقات الدقيقة المستهدفة التي تُطلق على الأطفال منذ تشرين الأول (أكتوبر)". يبدو أن اتفاقيات جنيف لا تنطبق على أطفال غزة في سن المدرسة. إنهم، مثل غيرهم من الفلسطينيين، ضحايا للعقاب الجماعي. تسمية ليس تشهيرا تم توجيه اتهامات عديدة لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة. ونشرت منظمات حقوق الإنسان –مثل "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية"– تقارير دورية عن الانتهاكات الإسرائيلية. وأدانت الأمم المتحدة إسرائيل على ارتكابها جرائم ضد الإنسانية. كما أصدرت "المحكمة الجنائية الدولية" مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت. ومع ذلك، لم تُؤدِّ هذه الإدانات سوى إلى زيادة الانتهاكات التي ترتكبها حكومة نتنياهو. وقد أعلنت مؤخرا عن تصعيد جديد في حملتها التي بدأتها بعد الهدنة لهزيمة حماس. واستدعت إسرائيل مزيدًا من الجنود لغزو غزة، ودفع السكان إلى بقعة صغيرة في الجنوب، واحتلال معظم القطاع. ويدعو الأعضاء الأكثر تطرفًا في حكومة نتنياهو إلى طرد جميع الفلسطينيين من غزة، ويبدو أن هذا هو الهدف غير المعلن للحكومة الإسرائيلية. على الرغم من أن نتنياهو يواجه احتجاجات متزايدة من داخل إسرائيل –بما في ذلك من آلاف جنود الاحتياط ورئيس جهاز الموساد السابق– فإن عدة دول قوية ما تزال تدعمه. وبينما خفّضت إدارة ترامب بشكل كبير المساعدات الخارجية الأميركية، استخدمت سلطاتها التنفيذية لتجاوز الكونغرس وتحويل مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية إلى إسرائيل. كما تجاهلت الهند الرأي العام العالمي وواصلت إرسال الأسلحة والتكنولوجيا إلى إسرائيل. وحافظ قادة اليمين المتطرف الآخرون –مثل خافيير ميلي في الأرجنتين، وفيكتور أوربان في المجر– أيضًا على علاقات جيدة مع نتنياهو. وهذا يعني أن تستمر إسرائيل في التصرف من دون محاسبة في عقابها للفلسطينيين. كُتب الكثير عن المصطلحات المناسبة لوصف ما تفعله إسرائيل في غزة. وفي حين تدافع الحكومة الإسرائيلية عن حملتها ضد حماس باعتبارها "حربًا عادلة"، يتهمها المنتقدون بارتكاب إبادة جماعية. لكن الظروف الفعلية على الأرض –الجوع، والأطفال الصغار الذين يُطلق عليهم الرصاص في الرأس، والتهجير واسع النطاق، وتدمير المجتمعات– تتحدث عن نفسها. يمكن للمحامين والسياسيين تبادل المصطلحات: "حرب عادلة" مقابل "إبادة جماعية"، لكنّ ما لا يمكن تجاوزه هو الحقائق الوحشية الصريحة. حتى مصطلح "العقاب الجماعي"، على الرغم من تجريديته، يفشل في نقل هذا الرعب. في رواية "إليزابيث كوستيلو" للكاتب ج. م. كويتزي، يتم تكليف البطلة بإلقاء ورقة في مؤتمر عن الشر. وكانت تقرأ عملاً أدبيًا حول محاولة فاشلة لاغتيال هتلر، وما أعقبها من إعدام بارد للمتآمرين. وقد صدمتها التفاصيل الدقيقة في الرواية عن كيفية تنفيذ الإعدامات. وتتساءل: لماذا كان من الضروري قراءة هذه التفاصيل الرهيبة؟ لا يوجد سبب وجيه يدفع الروائي إلى تخيل كل هذا الشرّ المتجسد، إنه –بكلمة واحدة– "فاحش". "فاحش، لأن مثل هذه الأمور لا ينبغي أن تحدث. ثم فاحش مرة أخرى، لأنه إذا حدثت، فلا ينبغي أن تُكشف وتوضع تحت الضوء، بل أن تُغطى وتُخفى إلى الأبد في أعماق الأرض، كما هو الحال في المسالخ حول العالم، إذا ما أراد الإنسان أن يحافظ على قواه العقلية". والتفاصيل عما يحدث في غزة لا تقل فُحشًا. ولكن، مثل وقائع الفظائع النازية، لا يجب تجاهلها. لقد حظرت الحكومة الإسرائيلية دخول الصحفيين إلى غزة. وتساعد إدارة ترامب في ذلك من خلال معاقبة كل من يُظهر هذه التفاصيل أو يحتج في الجامعات على دعم الولايات المتحدة لهذه الجرائم، تحت ذريعة منع "معاداة السامية". هذه فضائح. في هذا العصر الذي تهيمن عليه "الأخبار البديلة" والمعلومات المضللة، والأكاذيب الرئاسية، والتهديدات بقطع التمويل عن وسائل الإعلام العامة، تظل الحقيقة مهمة. يجب على العالم أن يواجه حقائق الفظائع الإسرائيلية في غزة، لا على الرغم من فُحشها، بل بسبب ذلك بالضبط. *جون فيفر: مدير مركز "السياسة الخارجية في بؤرة التركيز" Foreign Policy In Focus. كتابه الأخير بعنوان: "اليمين عبر العالم: الشبكات العالمية لليمين المتطرف ورد فعل اليسار" Right Across the World: The Global Networking of the Far-Right and the Left Response. *نشر هذا المقال تحت عنوان: The Obscenity of Collective Punishment in Gaza

باحثة سياسية: هناك محاولة لدمج الحوثيين سياسيا وإضفاء الشرعية عليهم
باحثة سياسية: هناك محاولة لدمج الحوثيين سياسيا وإضفاء الشرعية عليهم

الجزيرة

timeمنذ 6 أيام

  • سياسة
  • الجزيرة

باحثة سياسية: هناك محاولة لدمج الحوثيين سياسيا وإضفاء الشرعية عليهم

انتقدت باحثة سياسية -في مقال بمجلة فورين بوليسي الأميركية- المحاولات الرامية لدمج جماعة أنصار الله (الحوثيين) في المشهد السياسي العالمي. واعتبرت فاطمة أبو الأسرار -وهي محللة أولى للسياسات في مركز واشنطن للدراسات اليمنية- في مقالها أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، في السادس من مايو/أيار الجاري، منحهم نصرا دبلوماسيا نادرا وغير مستحق واعترافا، وهو الشيء الوحيد الذي كانوا يتوقون إليه، حسب تعبيرها. وحذرت الكاتبة من أن حصول حملة الحوثيين على شرعية دولية يهدد بإضفاء طابع مؤسسي على الجماعة بصفتها امتدادا دائما للقوة التي تحاول إيران فرضها في شبه الجزيرة العربية. ومن شأن ذلك أن يغيّر حسابات ميزان القوى الإقليمي بشكل أساسي، مما يقوّض الشراكات الأمنية الأميركية في الخليج، ويوسّع في الوقت نفسه العمق الإستراتيجي لإيران، وهو أمر مقلق بشكل خاص مع استمرار طهران في طموحاتها النووية. وتطرقت المحللة السياسية إلى الدور الإيراني في تقديم الدعم لجماعة أنصار الله، وقالت إنه يجعل منها قوة هجينة بالوكالة ويوفر لها الحماية الدبلوماسية والعتاد العسكري والاستثمار الإستراتيجي طويل الأمد. إعلان بيد أن الأمر الأهم من الناحية الإستراتيجية -كما ورد في مقال فورين بوليسي- يكمن في برنامج التلقين العقائدي للأجيال الجاري تنفيذه في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، وهي حملة لخلق قاعدة سكانية ملتزمة أيديولوجيا باستغلال القضايا الإسلامية مثل فلسطين. وزعمت الباحثة السياسية أن وسائل الإعلام الحكومية الروسية والأيديولوجيين المناهضين للغرب والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي شنوا حملة لتجميل صورة الحوثيين بنشرهم معلومات وسرديات مضللة، مما فتح المجال أمام واشنطن للتعامل مع الحوثيين ليس بوصفهم إرهابيين، بل بوصفهم شركاء تفاوض معقولين. ومن الأمثلة التي أوردتها الكاتبة لتبييض صورتهم مقال نشرته قناة " روسيا اليوم" في مارس/آذار الماضي للمعلق الروسي سيرغي ستروكان ادعى فيه أن الضربات الجوية الأميركية على اليمن رسمت صورة مصطنعة للحوثيين باعتبارهم عدوا. ولم يصف ستروكان الحوثيين بالجماعة الإرهابية، بل اعتبرهم قوة سياسية تتفاعل مع القوى المحركة الإقليمية. وفي حين أن حملة التبييض هذه جرى تأطيرها في إطار نقد للسياسة الأميركية، فإنها تعكس -حسب الباحثة السياسية- نمطا أوسع نطاقا الهدف منه تطبيع علاقة جماعة أنصار الله مع المجتمع الدولي. وفي هذا السياق، تقول الكاتبة إن الحملة الإعلامية للحوثيين تنطوي على 3 أهداف إستراتيجية، فهي توفر مبررا بأثر رجعي لهجماتهم على الملاحة الدولية، وتصنع شرعية دولية رغم عدم اعترافهم السيادي بها، وعلى الصعيد المحلي، تعزل المعارضين للحوثيين من خلال الإشارة إلى أن القوى العالمية قد قبلت فعليا حكمهم في اليمن كأمر واقع. اهتمام دولي وأشارت الكاتبة إلى أن المؤتمر، الذي نظمه الحوثيون في العاصمة صنعاء يوم 22 مارس/آذار الماضي، استقطب عددا كبيرا من الشخصيات الدولية، وذلك لإبراز قدرتهم على التواصل مع العالم. وتعتقد الباحثة السياسية -في مقالها- أن قدرة الحوثيين على تنظيم ذلك المؤتمر بعناية هو ما يميزهم عن الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية. وبينما تتبنى تلك الجماعات أيديولوجية متصلبة من العداء للأجانب، فإن الحوثيين يحاولون ترويج صورة مختلفة عن أنفسهم -خاصة للجمهور الغربي- تصورهم على أنهم أناس ودودون، بل ومحبوبون. ونصحت صناع السياسة في واشنطن بتوسيع جهودهم في الدعاية المضادة، وتحديدا استهداف الشبكات التي تضخم الرسائل الحوثية، بما في ذلك تحديد وفضح السلوك غير الأصيل المنسق عبر المنصات. واقترحت عليهم فرض عقوبات على الأفراد الذين يسهلون التواصل الدولي للحوثيين، وليس فقط قيادتهم العسكرية. وعلى النقيض من الحركات الجهادية، فإن الكاتبة تصف الحوثيين بأنهم انتهازيون سياسيون، ويتقبلون المساعدة من أي شخص يعرضها عليهم. وتمضي فاطمة أبو الأسرار في تحليلها إلى أن محاولات قناة "روسيا اليوم" تبرئة ساحة الحوثيين مما ينسب إليهم، ليس من قبيل الصدفة، ذلك أن علاقات الجماعة اليمنية مع موسكو تطورت في الآونة الأخيرة إلى شراكة متعددة الأبعاد. وتضيف أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن الجماعة تفاوضت ليس فقط مع روسيا، ولكن أيضًا مع الصين لتوفير ممر آمن لسفن تلك الدول عبر البحر الأحمر مقابل الدعم السياسي، مع الاستفادة من مكونات الأسلحة التي تحصل عليها من الصين ، ومعلومات استخباراتية من الأقمار الصناعية الروسية للاستهداف البحري، والغطاء الدبلوماسي في مجلس الأمن الدولي. وترى أبو الأسرار أن هذا تكتيك كلاسيكي للحرب الهجينة يجمع بين العمليات الحركية وحملات التأثير لتحقيق نتائج إستراتيجية لا يمكن للقوة العسكرية وحدها تأمينها.

الصين والولايات المتحدة على طرفي المعادلة.. ما الذي تكشف بأزمة كشمير؟
الصين والولايات المتحدة على طرفي المعادلة.. ما الذي تكشف بأزمة كشمير؟

CNN عربية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • CNN عربية

الصين والولايات المتحدة على طرفي المعادلة.. ما الذي تكشف بأزمة كشمير؟

ناقش مذيع CNN، فريد زكريا، مع رئيس تحرير "فورين بوليسي"، رافي أغراوال، الدور الأمريكي في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان واحتمال اندلاع مواجهات مستقبلية بين الجارتين المسلحتين نوويا. نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما: فريد زكريا: بعد أيام من الصراع، يبدو أن الهند وباكستان قد توصلتا إلى هدنة هشة. أعلن الرئيس ترامب ذلك يوم السبت عبر منصة "تروث سوشيال"، حيث قال إنه بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، اتفقت الهند وباكستان على وقف إطلاق نار كامل وفوري. لكن الأمور ليست على ما يرام، لا سيما في بؤرة التوتر في كشمير، حيث أدى هجوم مسلح الشهر الماضي إلى اندلاع أعمال عدائية مؤخرًا. ينضم إليّ الآن رافي أغراوال، رئيس تحرير مجلة "فورين بوليسي" والرئيس السابق لمكتب CNN في نيودلهي. تسرني رؤيتك يا رافي. من المثير للاهتمام حقًا أن نرى كيف اضطرت الولايات المتحدة للتدخل. قال جيه دي فانس، إن كنت تتذكر، عندما بدأ الأمر برمته: "انظروا، لا علاقة لنا بهذا. يجب عليكما الهدوء، وإجراء محادثات مباشرة، لكننا لا نرغب في التدخل". ماذا يعني ذلك؟ أن الولايات المتحدة أدركت أخيرًا أنها مضطرة للتدخل. رافي أغراوال: هذا يعني أن شيئًا ما حدث، وتسارعت الأحداث بسرعة. استمر هذا الصراع برمته حوالي 4 أيام، وعندما صعّدت الهند من تصعيدها يومي الخميس والجمعة تقريبًا وبدأت بمهاجمة مواقع عسكرية باكستانية، تذكروا، لقد توغلت في الأراضي الباكستانية أكثر من أي وقت مضى منذ عام 1971. وتشير التقارير إلى أن بعض ضرباتها اقتربت من أحد مراكز القيادة النووية الباكستانية، وربما كان ذلك إشارة للولايات المتحدة للشعور بأن إسلام آباد محاصرة، وإذا لم تتدخل، فقد يتفاقم الوضع إلى خيار لا يُصدق، وهو استخدام أي من الجانبين للأسلحة النووية. فريد زكريا: بالنسبة لي، هذه نافذة على نوع العالم الذي قد ندخله. كما تعلمون، عالم أكثر فوضوية، حيث لم تعد القيود السابقة سارية. في السابق، كانت جميع هذه الصراعات بين الهند وباكستان على طول خط السيطرة. الآن، يرسلون طائرات بدون طيار إلى مدن بعضهما، وفي مكانٍ لم تعد فيه الولايات المتحدة تتمتع بالنفوذ الذي كانت تتمتع به سابقًا، لأن القصة الرئيسية التي يجب أن نتناولها هنا هي أن باكستان أصبحت الآن حليفًا موثوقًا به للصين، وجزء من القصة يبدو أن الصينيين زودوا الباكستانيين بمعدات عسكرية تفوقت في أدائها على توقعات الكثيرين. رافي أغراوال: أجل، بالضبط. وهذا ما حدث في اليوم الأول من الهجمات، ليلة الثلاثاء، في الهند، عندما أشارت التقارير إلى احتمال إسقاط بعض الطائرات المقاتلة الهندية. الهند، بالطبع، تنفي ذلك، لذا هناك عنصر حرب بالوكالة هنا، يتمثل في وجود طائرات مقاتلة صينية، وأخرى فرنسية، وطائرات بدون طيار، لم نشهد مثلها من قبل في هذا الصراع. لكن كما تعلم يا فريد… فريد زكريا: وأنظمة الإعلام، لكلٍّ روايته الخاصة للحقيقة، أليس كذلك؟ ليس لدينا أدنى فكرة عما حدث بالفعل. رافي أغراوال: نعم، أعني، لقد كنتُ أُغطي هذا الأمر منذ فترة. لا أعرف بمن أثق. الجانب الهندي يقول شيئًا، والجانب الباكستاني يقول شيئًا آخر. يُكرر إعلام الطرفين أيضًا تصريحات حكومتيهما، ومن الصعب جدًا تفسير وفهم ما حدث بالضبط. سيكون لدى المؤرخين فهم أفضل لهذا الأمر. لكنني أقول إننا في وضع أكثر خطورة اليوم مما كنا عليه قبل شهر، والسبب هو أن هذه المناوشات تحدث منذ فترة طويلة. لكن في كل مرة، كانت الهند تُصعّد من تصعيدها، وهذه المرة توغلت في الأراضي الباكستانية أكثر من أي وقت مضى منذ أن أصبحت قوة نووية. فريد زكريا: لماذا تعتقد أن الهند أكثر جرأة؟ رافي أغراوال: حسنًا، اقتصادها اليوم أكبر من اقتصاد باكستان بـ11 مرة. في عام 1999، كان أكبر بخمس مرات فقط. لذا، تشعر الهند بثقة أكبر. تشعر أن هذه الهجمات عبر الحدود قد ازدادت، وعليها اتخاذ إجراء حاسم. لكن الأهم من ذلك كله، أن جذور هذه المشكلة تكمن في عجز جيش باكستان عن السيطرة على المسلحين على جانبها من الحدود. وهو ما تريد الهند تغييره. فريد زكريا: هذا هو الأمر الجوهري الذي كتب عنه ببلاغة حسين حقاني، السفير السابق، وهو أن الجيش الباكستاني، الذي ينحدر منه، قد تحالف مع الجماعات الجهادية، وأعتقد أنه في تلك اللحظة تحديدًا شعر الجيش الباكستاني بأنه لا يحظى بشعبية. لقد سجن الرجل الأكثر شعبية في باكستان، عمران خان، الذي كان رئيسًا للوزراء، لمواجهته الجيش الباكستاني. وربما فعلوا ذلك كوسيلة لحشد التأييد في البلاد حول جيش فقد شعبيته. رافي أغراوال: ربما يكون الأمر كذلك، والمسألة، مرة أخرى، كما لو أنك تنظر إلى ما يستفيده كلا الجانبين من هذا، أعتقد أن جيش باكستان يريد زيادة ميزانية الدفاع. يريد إثبات قدرته على صد جار أكبر وأقوى بكثير. ولكن الأهم من ذلك كله بالنسبة للجيش، عليهم إدامة وجودهم، وهذا ما يسعون إليه في النهاية. مع ذلك، فإن هذا الجنرال الباكستاني هو ورقة رابحة. إنه أكثر أصولية، وبدوافع دينية أكثر من الجنرالات الباكستانيين السابقين. وهو أيضًا رئيس استخبارات سابق، لذا إذا كان لدى أي أحد المعرفة… فريد زكريا: وهو من أقاله عمران خان. رافي أغراوال: بالضبط. فريد زكريا:والسبب الرئيسي - كما أعود للأمر دائمًا - هو أنهم لا يريدون استمرار زعيم ديمقراطي ذي شعبية واسعة في منصب رئيس الوزراء. رافي أغراوال: بالضبط، وهذا سيحدث مجددًا. فريد زكريا: رافي أغراوال، يسعدني وجودك دائمًا. قراءة المزيد إقليم كشمير

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store