أحدث الأخبار مع #قصائد


الرياض
منذ ساعة واحدة
- ترفيه
- الرياض
رقي طرح الشاعر يرفع مكانته اجتماعياًالعلوم اللي تغث الناس جنب عنها منت وحدك فـالمجال العِدْ له وراده
يحرص كثير من الرواة وهواة الشعر ومتذوقوه على تتبع الشعر الجيد الراقي والقصائد التي تشرف قائلها وناقها. فبما أن الشعر تعبير عن الشعور وترجمة للإحساس وما قيل إلا من أجل هدف فيفترض أن تكون مضامينه تعزيز القيم وترسيخها وتقديم كل ما ينتفع به من فكاهة وأنس وتسلية وفخر ومدح وإرشاد ونصح وبوح.. الخ. والشاعر مستجيب في شعره وقصيدته لنداء داخلي وهاجس حفزه على أن يقول للمتلقي شيئا، فمن غير المعقول أن يفرز هذا الإحساس شعرا هابطا أو قصيدة هزيلة، بل يؤمل المتلقي في منتج يعكس قدر قائله، ومن جانب آخر يكون هذا المنتج مسالما محايدا وسالما من التعدي على الآخرين غير ملحق ضررا بالقيم والمثل والأشخاص والجماعات، ولا حتى اللغة ومفرداتها ولا يستخدم فيه العبارة الهابطة ولا الكلمة البذيئة ولا النشاز، وأن لا يكون شعرا فقاعة يصفق لها ثم يخبو توهجه ويخفت بريقه ثم ينطفئ انطفاء الفناء. والشعر الجيد مساحته خضراء ممتدة واسعة، والقصائد ذات المضامين الراقية كثيرة و متلقوها كثر، نأخذ شيئا منها والبحر واسع. اسمع رزيز الرعد والبرق قبله يـلـوح والغيم غطى السماء والجو وصفه خيال أعيش لحظة صفا ذهني وفكري سموح أهجر ضجيج المدينة شفّي الارتـحـال من راح مني زعل مسموح جعله يروح روحة مقيط المسمّى في قديم الليال يا روح يفداك من يزعل و مليون روح غير اعتزازي بنفسي ما بقى راس مال ما بين موت الهقاوي والزمان اللحوح أشوف موج السراب اللي حسبته زلال أصـد واخفي بقلبي داميات الجروح واصبر على ضيم بقعا مثل صبر الجمال أنا اتعامل بصدق ومنهجي بالوضوح بالحق ما والله أدرى ناقصين الرجال ويقول الشاعر عبد الله الطلحي: قد إيـش تخدعنـي المظاهـر ولا أتــوب مــــا كـنــهــا مـــــرت عــلـــي الـتـجـاريــب الفـرق بيـن النـاس فـي عقـول وقلـوب وأسـرارهــم يـعـلـم بـهــا عــالــم الـغـيــب العيـن ما تكشـف لـك اللـي ورا الـثـوب كـل يـظــن ويـخـطـي الـظــن ويـصـيـب كــم واحــد يعطيـنـي الـهـرج مقـلـوب وأنـــا اعتـبـرتـه مـــن خـيــار الأصـاحـيـب الـلــي يـــودك مـا يــرى فـيــك عـــذروب والـلـي شـنـاك يـحــط فـيــك الـعـذاريـب إن كان شفت انك من العقل موهـوب لا تـســتــمــع لـمــروجــيــن الأكـــاذيــــب كـم مـن حـديـث قــد لقيـنـاه مـكـذوب عـــن الـنـبـي الـلــي مـنــزه عـــن الـعـيـب الـعـبـد فـــي دنـيــاه غـالــب ومـغـلـوب والـعـمــر جــــاري والـلـيـالــي دوالــيـــب يجـمـع مــع الأيـــام حـسـنـات وذنـــوب والستـر ضافـي والعـبـر فــي العواقـيـب اصبر على الدنيـا تـرى الصبـر مطلـوب واستخـدم الحكمـة وحـسـن الأسالـيـب واحـذر تلـج عــواك فــي كــل عـرقـوب مـا أحـد بقـايـل: وش مـسـريـك يـا ذيــب لا يعـتـريـك الــهــم والــــرزق مـكـتــوب مـضـمـون لـــك مـا فـيـه شــــك ولاريــــب كثـر الطمـع يدفعـك راضـي ومغصـوب للـبـخـل والـعـزلــة وتــــرك الـمـواجـيـب والنـفـس لا تــارد عـلـى كـــل مـشــروب حــتــى تــوردهـــا لـصــافــي الـمـشـاريــب لا تـنـدفـع مـعـهــا ورى كــــل مـحـبــوب وتـعـلـقــك بـحــبــال الآمـــــال وتـخــيــب الـنـاس قـالــوا كـــل مـمـنـوع مـرغــوب والعاقـل الـلـي يشـغـل النـفـس بالطـيـب وليا امتطيت امن الجهل كل مركـوب ضاعـت سنيـن العمـر مـن غيـر ترتـيـب إن كان ما تحسب ترى العمر محسوب فــي كــل يــوم تطـلـع الشـمـس وتغـيـب لا بـــد يـطـلـع فـيــك مــيــزات وعــيــوب واقبح عيـوب الرجـل عيب علـى شيـب ويقول الشاعر إلهاب بدر المطيري: أبوك لا منه تعدى الثمانين خلك معه كنه من اصغر عيالك لو ما شكى لك من عنى الوقت والبين يمكن يحس بشي ما هوب ابالك خلك معه اقرب من الخشم والعين وارخص له الغالي بحالك ومالك عد في شريط الذاكرة وارجع سنين شف عاد من غيره على المتن شالك ويقول الشاعر صهيب السلمي: من يبي شعر المعاني كلمته يوزنها لا لفاه الهاجس اللي حل في ميعاده العلوم اللي تغث الناس جنب عنها ما أنت وحدك فالمجال العِدْ له وراده كم قصايد فالتواصل والزمن كفنها بعد سيّر في طرفها مجلس النقادة اللي يبي يرضي جميع المخاليق مثل الذي يتبع سراب القوايل هي غاية لكن بدون أي تحقيق خسران لو يبذل جميع الوسايل وضعه مثل من وده يحرك طويق ما يفهم ان طويق ما هو بزايل ويقول أيضا: احلامنا هبت عليها العواصيف وراحت و لا باقي لها غير ذكرى كنا نحسب ان الليالي على الكيف لكن لقينا سود الايام قشرا آهات من بين الضلوع المهاديف وجروح طول العمر ما ظن تبرا..


اليوم السابع
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- اليوم السابع
الشعر بخير
في مبادرة تحمّستُ لها، نشرتُ على مدار الأيام السابقة في "اليوم السابع" أكثر من خمسين قصيدة، كانت تستعد للمشاركة في ملتقى بيت الشعر العربي الأول للنص الجديد "في بيت الشعر" وبالأمس ذهبت لسماع القصائد وملاقاة الشعراء.. وقد قرأت وسمعت عجبًا. كانت البداية عندما أخبرني الشاعر ومدير بيت الشعر، سامح محجوب، عن الملتقى حين كان يعد له هو وفريقه: الشعراء أحمد عايد، ومحمود بلال، ويونس أبو سبع، يومها قال سامح محجوب: "إننا سندعو خمسين شاعرًا أصغر من عمر الأربعين". ولا أعرف لماذا استوقفني العدد، ربما لأنني، وأنا المتخصص في النقد وتحليل الخطاب ورئيس قسم الثقافة، تنبّهتُ لما سيضيفه الحشد الشعري من حضور وتجديدٍ في دم القصيدة العربية، وربما لأنني – رغم كوني ساردًا – مؤمن بأن الشعر سيد الكلام، وأن وطنًا مسكونًا بالشعراء هو وطن يملك قلبًا عظيمًا. أو ربما لأنني فكّرتُ أنه في حال كوني أمسكت ورقةً وقلمًا وحاولت أن أكتب أسماء خمسين شاعرًا مصريًا لم يبلغوا الأربعين من عمرهم، لعانيتُ في ذلك، واستعنت بأصدقاء، وقد لا أستطيع في النهاية، لذا اقترحت على الشاعر سامح محجوب أن أنشر القصائد في موقع "اليوم السابع"، وقد رحبت الأستاذة علا الشافعي، رئيس مجلس التحرير، بالفكرة ودعمتها. لا أخفي أنني كنت أظن أنني سألقى تفاوتًا كبيرًا في النصوص المرسلة، لكنني لم أجد، بل هالني ما بها من شعرية واضحة؛ فالنصوص، على تنوّعها بين الفصحى والعامية، وبين العمودية والتفعيلة والنثر، يجمعها جميعًا الشعر، فلا استهانة ولا استخفاف، بل نصوص دالّة على أن المجموعة المشاركة في الملتقى، قبل أن يعرفوا صياغة الكلمات، يعرفون دور الشاعر، ويعرفون قيمته وقدره. لا أريد الآن أن أتوقّف عند نصوص معيّنة، لكنني أُمني نفسي بعد ذلك بأن أعدّ قراءة في خطاب الشعراء جميعًا، أو في نصوص مختارة منها، ولكن حتى يحدث ذلك، أستطيع أن أشير سريعًا إلى بعض الملاحظات: • القصائد لم تغفل المتلقي؛ ففي النصوص جميعها، لم يقابلني نص لا يتماس معي بوصفي متلقيًا، فاللغة على شعريتها محتفظة بالتواصل، والصور على طزاجتها صالحة للتخيّل، والرؤية على خصوصيتها تهمّ الجميع. • عروبية النص؛ وأقصد بالعروبية تراجع النصوص المستوحاة من نماذج غربية، تلك النصوص التي نشك في كونها مترجمة من نصوص أخرى، أبدًا لم أشعر بهذه الغرابة، بل كان الغالب على النصوص عروبية البناء والشعور. • الإعلاء من العاطفة دون إغفال العقل، وهذا الجانب يتفق مع ذائقتي الشخصية؛ لا أحب القصائد "الجافة" التي تحكمها صرامة المنطق، ولا تستهويني تلك التي تدور في حلقة مفرغة من بكاء الذات، لكنني أحب القصيدة الواعية، تلك التي تقدّر العاطفة وتحترم العقل. • الإيمان بدور الشعر، وهو جانب مهم لأننا في عصر لا يعترف بمكانة الشعر، ودور النشر لا تعطيه حقه، حتى أن كثيرًا من الشعراء يفرّون ناحية السرد، لذا أن نجد هذه النصوص تراهن على قدرتها في نقل تجربة العالم، وتقدم رؤية واضحة للنفس والآخر، لهو أمر يستحق التأمل. • النفس الطويل، كثير من النصوص نفسها طويل، ومع ذلك حافظت على تماسكها، وأضافت جديدًا كلما تحركت إلى الأمام، وكم عانينا من قبل من قصائد بدأت مبشّرة ثم تاهت ولم تصل. هذه إشارات سريعة جاءت نتيجة تأمل، لكن الدراسة التي أتمنى أن أقوم بها حتمًا ستكشف المزيد من أنساق شعرية هذا الجيل المهم في سلسلة الشعر العربي. وعندما ذهبت إلى الملتقى في أمسياته استمتعت بالشعراء، ومنهم من أسمعه للمرة الأولى، وقد راعني ما بهم من ثقة في نصوصهم، وقدرة على التعبير، وفصاحة ظاهرة، وإيمان بأن الشعر ديوان الروح والقلب والعقل أيضًا. فخرجت من هناك وأنا منشرح الصدر، أردد مرتاح الضمير: "الشعر بخير".