أحدث الأخبار مع #كمالميرزا


جو 24
منذ 4 ساعات
- سياسة
- جو 24
سلاح "الكيان الصهيونيّ" الأقوى! #عاجل
جو 24 : كتب: كمال ميرزا في الأخبار أنّ الكيان الصهيونيّ قد دفع بجميع ألوية مشاته ودروعه النظاميّة إلى قطاع غزّة ضمن ما تُسمّى عمليّة "عربات جدعون" الهادفة إلى إعادة احتلال القطاع واستكمال مخطّط التهجير. مثل هذا الخبر يدفعك للتساؤل: بعد أكثر من سنة ونصف على انطلاق معركة "طوفان الأقصى" المباركة، وحرب الإبادة والتهجير "الصهيو-أمريكيّة" المُمنهجة، ما هو السلاح الأقوى بيد الكيان الصهيونيّ؟! ليس تفوّقه الكميّ في عدد القوّات وحجم السلاح والعتاد والذخائر.. وليس تفوّقه النوعيّ في طبيعة السلاح والعتاد والذخائر.. وليست التكنولوجيا الفائقة وتسخيره آخر تطبيقات الحرب الإلكترونيّة والذكاء الاصطناعيّ.. وليس سلاح جوّه واستفراده بالأجواء.. وليست أجهزته الاستخباراتيّة وقدرتها على التجسس والاختراق وتجنيد العملاء.. وقطعاً قطعاً ليست عبقريّة جنرالاته، وبسالة وشجاعة وكفاءة جنوده.. وليس الدعم الأمريكيّ والغربيّ غير المحدود الذي يتلقّاه.. وليست جسور التزويد الجويّة والبحريّة والبريّة التي لم تنقطع لدقيقة واحدة عنه.. وليست المليارات التي تُمنح له مجاناً (على حساب الأجاويد) لدعم اقتصاده ومنع انهيار عملته.. وليس الغطاء السياسيّ الذي تمنحه إياه الدبلوماسيّة الأمريكيّة والغربيّة القذرة، والغطاء الدعائيّ الذي تمنحه إياه ماكينة الإعلام الشيطانيّة.. جميع ما تقدّم عوامل تابعة ومعزّزة، وجميع ما تقدّم لم يمكّن الكيان حتى هذه اللحظة من تحقيق الحسم أمام خصم لا يمتلك أيّاً من المقوّمات أعلاه! سلاح الكيان الصهيونيّ الأقوى ظهره المُؤمَّن! والكلام هنا ليس من قبيل المجاز أو الاستعارة، بل المقصود هو المعنى الحرفيّ للكلام! عندما يقوم جيش ما بسحب كامل قواته النظاميّة من كافة مناطق تمركزها، وممّا يُفترَض أنّها خطوط تماس محتملة، ويحشدها جميعها في منطقة جغرافيّة "داخليّة" محصورة ومحدودة.. فهذا مؤشّر على أنّ هذا الجيش يأمن خطوط تماسه تماماً، ولا يعتبرها مصدر تهديد قائم أو محتمل مع أنّه يعيش عمليّاً حالة حرب، ويرى أنّ قوات احتياطه ودوريّاته الاعتياديّة أكثر من كافية من أجل حراسة وتأمين هذه الخطوط! والجيوش لا تبني قراراتها على أمانيّ ومشاعر ورجاءات، بل تبنيها على معلومات وحقائق وضمانات؛ بمعنى أنّ الكيان حين يتصرّف بمنطق مَن أمِنَ ظهره فلأنّ هذا يمثّل بالنسبة له حقيقةً ماديّةً ومُعطىً حسيّاً على الأرض. بكلمات أخرى، سلاح الكيان الصهيونيّ الأقوى، والذي يمنحه ميزة تفضيليّة في هذه المرحلة، هو قدرته على أن يحشد جميع قواته النظاميّة، وأنّ ينقض بكامل وحشيته وعدّته وعتاده على غزّة وأهلها.. وهو مطمئن أشدّ الاطمئنان أنّ ظهره محميّ، وأنّ رصاصةً واحدةً لن تُطلق عليه من الخلف مهما فعل، ومهما أوغل في دماء غزّة وأوصالها وأشلائها! أمّا بالنسبة لغزّة فإنّ رهانها حتى هذه اللحظة كان وما يزال يعتمد على قوّة "عمودها الفقريّ"، أي صمود وثبات أهلها الذاتيّ والتفافهم حول مقاومتهم الباسلة.. لماذا؟ لأنّ العرب والمسلمين الذين يُفترض أن يكونوا "ظهر" غزّة وسندها قد خذلوها وتنصُلوا منها، ومنهم الذين يتواطأون ضدّها ويُظاهرون عليها! كلمة "ظهير" في القرآن الكريم وردت في ستة مواضع مختلفة، ولا موضع من هذه المواضع يمكن أن تلتمس فيه صراحةً أو تأويلاً العذر للأنظمة العربيّة والإسلاميّة، سواء في موقفها من الكيان الصهيونيّ والتزامها بأمنه وأمانه، أو موقفها من غزّة وفصائل مقاومتها التي ترفض الأنظمة للآن مجرد الاعتراف بها كحركّات تحرّر وطني مشروعة! ما بين الآية (17) من "سورة القصص" التي يوردها الله تعالى على لسان سيدنا موسى: ((قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ)).. والآية (55) من "سورة الفرقان": ((وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا)).. يكمن سرّ السلاح الأقوى بيد الكيان الصهيونيّ في هذه المرحلة من الصراع! تابعو الأردن 24 على


جو 24
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- جو 24
لماذا نكره طوفان الأقصى وما هي مشكلتنا مع المجتمع الغزاوي؟! #عاجل
جو 24 : كتب كمال ميرزا - هناك قائمة طويلة من الأسباب التي تدفعنا كأنظمة وشعوب لكراهية "طوفان الأقصى"، والشعور بغيظ وحنق وحقد تجاهه، وتجاه أهل غزّة، وأبنائهم مجاهدي المقاومة الذين سطّروا هذه الملحمة المباركة، وجبهات إسنادهم.. حتى وإن ادّعينا بألسنتنا خلاف ذلك! بالنسبة للأنظمة، فتتدرّج أسباب كرهها لـ "طوفان الأقصى"، وحقدها عليه، صعوداً من الأدنى فالأعلى. أدنى هذه الأسباب أنّ القائمين على هذه الأنظمة، والذين هم برغم ألقابهم الرنّانة و/أو أنسابهم العريقة بشرٌ من لحم ودم تحرّكهم أحطّ الغرائز والرغبات الإنسانيّة، وشهوة التملّك، وحبّ التحكّم والسيطرة (ولولا أنّهم كذلك لما أصبحوا في مواقعهم).. قد كان لعابهم يسيل و"ريالتهم تشطّ"، هم وأبناؤهم وعائلاتهم وحاشياتهم والنخب الفاسدة التي تحيط بهم، على المكاسب والمغانم والسمسرات والعمولات والتعاقدات من الباطن التي كانوا سيجنونها جرّاء انخراطهم في "صفقة القرن"، و"السلام الاقتصاديّ"، وإعادة إعمار ما دمّره "الربيع العربيّ"، وبيع ثروات ومقدّرات أوطانهم ودولهم وشعوبهم وأجيالهم بشكل تامّ ونهائيّ للأجنبيّ والغريب والصناديق السياديّة والشركات العابرة للقارّات.. ثمّ أتى "طوفان الأقصى" وأفسد عليهم ذلك، أو على الأقل عرقله وعطّله حتى إشعار آخر، مثلما أنّ صمود سورية (على فساد نظامها الحاكم) قد عطّل تطلّعات هؤلاء ومخطّطات أسيادهم على مدار الـ (15) سنة الماضية (ومن هنا لوثة حكّام سورية الجدد من أجل تعويض الوقت الذي فات وحرق المراحل فيما يتعلّق بالتقسيم، والتطبيع، وبيع ثروات ومقدّرات سورية، والانخراط الكامل في المشروع الصهيو - أمريكيّ الإقليميّ)! وأعلى هذه الأسباب، أنّ "الطوفان" قد فَضَح زيف منظومة هذه الدول المستقّلة الشرعيّة ذات السيادة؛ فَضَحَ زيفها كـ "دول"، وفَضَحَ زيفها كـ "مستقلّة"، وفَضَحَ زيف "شرعيّتها" التي تُمنح من الخارج، وزيف "سيادتها" المزعومة التي تقتصر فقط على قمع الشعوب، ولجمها، وبثّ الفُرقة والانقسام والتشرذم بين أبنائها، والتنكيل بشرفائها، و"تطفيش" مواهبها وكفاءاتها! وكما أنّ "الكيان الصهيونيّ" هو صنيعة المشروع الرأسماليّ الإمبرياليّ الغربيّ، فإنّ منظومة الدول هذه هي أيضاً صنيعة الاستعمار وتَرِكَته، وبينها وبين الكيان "وحدة حال": وظيفتها من وظيفته، وبقاؤها من بقائه، واستمرارها من استمراره! أمّا بالنسبة لنا كشعوب، فنحن نكره "الطوفان" لأنّه قد نغّص علينا حياتنا أيضاً ككائنات ماديّة جسمانيّة تحرّكها أحطّ الغرائز والرغبات الإنسانيّة، وهمّها الوحيد في الحياة أن تأكل وتشرب وتتكاثر، وتنام وتصحو، وتعيش في اللحظة، وتكسب و"تتمكسب" ولو على حساب الآخرين.. كلّ فرد من موقعه وبمقدار ما تطال يداه! كما أنّنا نكره "الطوفان" لأنّه امتحن إيمان الجميع: إيمان المتديّنين الطقوسيّين بربّهم وشرعهم، وإيمان القوميّ بقوميّته، وإيمان اليساريّ بيساريّته، وإيمان الوطنيّ بوطنيّته، وإيمان الليبراليّ بليبراليّته، وإيمان العسكريّ بعسكريّته، وإيمان متقمّمي "منظمات المجتمع المدنيّ" ومتكسّبي "حقوق الإنسان".. الخ. وفَضَحَ زيف هذا الإيمان الذي لا يتجاوز عند الأكثرية الطاغية حدود الخطاب والإنشاء والمزاودة والمناكفة، وكيف أنّنا من الداخل، ومن حيث "النموذج الكامن"، جوهر واحد قوامه الخوف، والجُبن، وعبادة السلطة وصاحب السلطة، واستمراء الذلّ والمسكنة، وعدم استعدادنا لدفع أدنى الأثمان في سبيل المعتقدات والقيم والأفكار والإيديولوجيّات التي ندّعي الإيمان بها! ولهذا كلّه فلا بدّ لغزّة أن تموت وتنتهي؛ ليس فقط غزّة المقاومة وفصائل المقاومة، وليس غزّة الجغرافيا والطبوغرافيا، بل المجتمع الغزّاويّ برمّته، أو "الحالة الغزّاويّة" إذا جاز التعبير، بكون هذه الحالة تمثّل "النقيض الوجوديّ" لقذارة وإنحطاط الوضع الثقافيّ والحضاريّ الإنسانيّ العالميّ القائم، والذي اقتديت إليه البشرية بسيف النظام الرأسماليّ العالميّ الشيطانيّ، وكذب وزيف وزور ما تُسمّى "الحداثة الغربيّة" التي هي في جوهرها مشروع للعنصريّة والهيمنة والعنف! مشكلتنا جميعاً مع "المجتمع الغزّاوي" أنّه مُفحِم ومُلزِم، وأنّه شاهد عمليّ ومتحقّق وماثل بأنّ "الشرف" ممكن، و"البطولة" ممكنة، والصمود والتضحية والإخلاص والإباء والفداء.. الخ. وأنّ هذه "المنظومة الأخلاقيّة" قابلة للتطبيق، وليست مجرد قيم مثالية نظريّة نتباكى عليها كنوع من النفاق والكذب على النفس لنبرّر لأنفسنا تنصّلنا منها، ومن عبء المسؤولية التي تلقيها على كاهلنا.. ولكي نستمر حكّاماً ومحكومين في نمط عيشنا الذي نعشقه ونعبده ككائنات بشريّة تحرّكها أحطّ الغرائز والرغبات الإنسانيّة! تابعو الأردن 24 على


جو 24
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- جو 24
ما بين "غودو" و"ترامب": لا أهلاً ولا سهلاً! #عاجل
جو 24 : كتب: كمال ميرزا للأسف، مرّة أخرى يسقط الإعلام العربيّ في الامتحان، وينساق وراء "البهورة" الكبيرة التي يختلقها الإعلام الأمريكيّ تمهيداً لزيارة "دونالد ترامب" المرتقبة لبعض دول المنطقة. وكأنّ "غودو" قد قرر أخيراً أن يحضر! وكأنّ "زيوس" قد قرّر أن ينزل من عليائه في قمة "الأوليمب"، وأن يباشر بنفسه حلّ مشاكل "البشر الفانين" وتصريف شؤونهم وعدم ترك المسألة لصغار الآلهة! وكأنّ "بابا نويل" قادم وفي جعبته الهدايا والمكافآت. ومن طرفنا نحن العرب والمسلمين، وكأنّ "المهدي المُنتظر" قادم جالباً معه الفَرَج! البهورة الإعلاميّة هدفها إضفاء زخم، وحِسّ استباقيّ بالإنجاز، وإسباغ "شرعيّة" على "الغايات" و"المُخرجات" المتوخاة من هذه الزيارة، و"المكتسبات" التي سيحاول "السيد الأبيض" ابتزازها من مضيفيه، والتي ستتمحور غالباً حول: ـ السلب المباشر و"على عينك يا تاجر" للفائض/ النقود كما حدث في مرّات سابقة. ـ السلب غير المباشر للفائض/ النقود بذريعة عقد صفقات (بوجه خاص صفقات الأسلحة والأمن والحماية)، وإقامة استثمارات (داخل أمريكا طبعاً لتحريك السوق الأمريكيّة وخلق فرص العمل هناك)، وتوقيع اتفاقيّات (على شاكلة الابتزاز الأمريكي لأوكرانيا من أجل توقيع اتفاقيّة المعادن النادرة). ـ الدفع باتجاه المرحلة التالية أو المستوى التالي من التطبيع والصهينة استكمالاً لترتيبات "صفقة القرن"، و"السلام الاقتصاديّ"، و"الاتفاقيّات الإبراهيميّة". ـ المزيد من حشد العرب وراء مساعي تصفية القضيّة الفلسطينيّة وفصائل المقاومة ومجمل محور الممانعة، ودفعهم لتبنّي قرارات وإجراءات أكثر "جرأةً" و"صراحةً" و"علانيةً" بهذا الخصوص! ـ عسكريّاً، السير قُدُماً في مشروع ما يُسمّى "الناتو العربي" الذي يُعتبر "الكيان الصهيونيّ" جزءاً لا يتجزّأ منه، والذي يلعب فيه "الكيان" (الذي بات الآن يتبع للقيادة المركزيّة الأمريكيّة) دور "الضابط المناوب" أو "النباطشي" في المنطقة، بينما الجيوش والأجهزة الأمنيّة العربيّة هي بمثابة "الأفراد" العاملين تحت إمرته. ولعل "غزّة"، وتصفية مقاومتها، وانتشال الكيان من ورطته فيها، ستكون باكورة "إنجازات" و"بركات" هذا الحلف الجديد (وربما جنوب لبنان بذريعة المساعدة في نزع السلاح وحصره بيد الدولة، وخطوط التماس الطائفيّ في سوريا تكريساً للتقسيم)! في ضوء هذا السياق يمكننا قراءة الاتفاق المفاجئ الذي تمّ الإعلان عنه بخصوص وقف إطلاق النار بين أمريكا واليمن؛ فهذا الاتفاق بهذه الصيغة في مثل هذا التوقيت هو جزء من الروح الاحتفاليّة التي يتمّ بثّها للتبشير بزيارة "ترامب" الميمونة للمنطقة! هذا الكلام ليس الهدف منه التشكيك في "إخوان الصدق" اليمنيّين، أو الانتقاص من قيمة إنجازهم، أو الأثر الكبير والفرق النوعيّ الذي تحدثه وقفتهم البطوليّة في الميدان إلى جوار إخوانهم في غزّة. ومجرد اضطرار أمريكا لإبرام هذا الاتفاق مع اليمنيّين ولو مؤقّتاً (وهي التي لا تعترف بهم أساساً كسلطة شرعيّة وتعتبرهم جماعةً أو تنظيماً إرهابيّاً)، ومجرد اضطرار أمريكا إلى كسر "وحدة ساحاتها" مع الكيان الصهيونيّ على جبهة البحر الأحمر ولو مرحليّاً.. هذا بحدّ ذاته يحمل دلالات عميقة! ولكن الفكرة هنا أنّ التجربة العمليّة علّمتنا أنّ أمريكا أخبث من أم يُؤمَن جانبها، وأكثر سرسرة وسفالة من أن يتمّ التعويل على عهودها ومواثيقها وضماناتها، وأكثر غطرسةً وعنجهيّةً من أن تُقرّ بالهزيمة أو الفشل أو العجز! لذا، ما أسهل أن تتنصّل أمريكا من اتفاقها مع اليمن لأوهى الأسباب وأسخفها وذلك بمجرد أن يُنهي "ترامب" زيارته، ويقضي وطره، ويهبش هبشته! أو ما أسهل أن تلجأ أمريكا إلى أساليب بديلة مجرّبة لتعويض إخفاقها، كأن تعود لمحاولة إغراء اليمنيّين باليمنيّين مرّة أخرى، أو أن تكون هذه مهمّة أخرى لـ "الناتو العربيّ" المُزمَع، أو أن يتمّ ـ وهو الأخطر ـ ضرب عصفورين بحجر واحد، واستدراج مصر للتورّط في اليمن بحجّة الخسائر التي يتسبّب بها الحصار البحريّ لقناة السويس.. أو أي صيغة خبيثة أخرى على نفس هذه الشاكلة. نفس الكلام ينطبق حول ما يُشاع عن قيام "ترامب" بقطع اتصاله مع "نتنياهو"، والتصريحات الأمريكيّة الجريئة تجاه الكيان الصهيونيّ، والضغوط الأمريكيّة على الكيان وعصابه حربه للقبول باتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار في غزّة. مناورات سياسية ودعائية ممجوجة ومحروقة ما أسهل أن تتنصّل الإدارة الأمريكيّة منها في غمضة عين بمجرد اختتام "ترامب" لجولته. والأهم والأخطر، أنّ هذه المناورات تأتي في إطار التمهيد والتسويق وتجميل وجه ما يُوصف بأنّه تصوّر أمريكي أو خطة أمريكيّة طويلة المدى للمنطقة تتضمن إقامة إدارة مدنيّة في غزّة تحت إشرافها المباشر توقف القتال وتحقن الدماء وتغيث الناس! ويا سلام لو أنّ "عرب الاعتدال" قد أعلنوا تأييدهم لهذه الخطة، ومباركتهم لها، واستعدادهم للمشاركة في تنفيذها.. وذلك في بيان مشترك يتم الإعلان عنه كـ "سبرايز" للشعوب المسكينة والمغلوب على أمرها والمنهكة على هامش زيارة "ترامب" الميمونة! بكلمات أخرى، في حال تمّ المضي قدما في "خطّة ترامب"، أو "مفاجأته" كما يُسمّيها.. فها هي أمريكا مرّة أخرى تمارس نفس سياستها الشيطانيّة القذرة: تنثر الفتن، وتجعل الجميع على الأرض يفتكون ببعضهم البعض، ويستنزفون بعضهم البعض، و"ينهنهون" بعضهم البعض.. ثمّ عندما يستحكم الإعياء والإرهاق واليأس من الجميع تأتي هي مثل "قاشوش الباصرة" لتأكل كلّ شيء، وتجيّر كلّ ما حدث لصالحها، وعندما نقول "صالحها" فالمقصود هو مصالح شركاتها ومصارفها وصناديقها السياديّة وكبّار ملّاكها وحملة أسهما وصانعي قرارها (ووكلائهم وسماسرتهم وقطاريزهم في المنطقة)! هذا الكلام يؤكّد مسألتين: المسألة الأولى: في ثنائيّة أمريكا - الكيان الصهيونيّ، أمريكا هي العدو الأول والأساسيّ والأكبر وليس الكيان! فالكيان بخلاف الأوهام التي يروّجها عن نفسه ويطيب لنا تصديقها ليس الآمر الناهي المتحكّم بالقرار الأمريكيّ والعالميّ، بل هو قاعدة متقدمة ورأس حربة أوجدها النظام الرأسماليّ الإمبرياليّ العالميّ (الذي تحتل أمريكا حاليّاً موقع دولته المركزيّة) لخدمة مصالحه في المنطقة، وصيغة هذا الكيان واستمراره يتحدّدان في ضوء الوظائف التي يؤديها حاليّاً أو التي يمكن أن تُطلب منه في المستقبل. وفي سياق "طوفان الأقصى" وحرب "الإبادة والتهجير"، فإنّ الواقع العمليّ قد أثبت بأنّ العدو الفعليّ والمسؤول الحقيقيّ عن كل القتل والدمار والإبادة والتطهير العرقيّ هي أمريكا، لأنّها الطرف الوحيد الذي يمتلك منذ اليوم الأول سلطة وصلاحية ونفوذ وقف ماكينة القتل الصهيونيّة بكبسة زر. ولولا الغطاء الأمريكيّ والدعم الأمريكيّ والتسليح الأمريكيّ والتحريض الأمريكيّ لما استطاعت ماكينة الحرب الصهيونيّة ولا استطاع الكيان الهش الاستمرار والصمود لشهر واحد بالاعتماد على قدراته الذاتيّة! المسألة الثانية: بالنسبة لـ "نتنياهو" فهو كما قلنا منذ اليوم الأول "كلب مسعور في مهمّة"، وبقاؤه واستمراره من عدمهما، ومقدار الدعم والغطاء الذي يمكن أن يتحصّل عليهما.. كلّ ذلك رهن بمسار هذه المهمّة، ومدى نجاحه في تحقيقها، وأيّ تعديلات يمكن أن تطرأ عليها في ضوء سير المجريات على أرض الواقع. نجحوا أم فشلوا، "نتنياهو" وزمرته بمثابة "ورقة محروقة"، ولا مكان لهم ولكلّ من كان جزءاً من "المعمعة" من جميع الأطراف في أي صيغة وتوافقات جديدة قادمة أيّاً كانت فحواها.. ويبقى السؤال، هل سيُسمح لـ "نتياهو" وأمثاله بخروج هادئ وتقاعد مريح ليتنعم آخر عمره بحصيلة فساده ولصوصيته عبر السنوات، أم أنّ أحدهم سيطلق عليه "رصاصة رحمة" تجعله شهيداً (شو بده أحسن من هيك خاتمة؟!)، وفي نفس الوقت تريحه وتريح مَن حوله، وتطوي صفحته وصفحة ما في جعبته من أسرار، وما في رقبته من جرائم وآثام! بالعودة إلى زيارة "ترامب"؛ فإنّ الاحتفاء بالضيف وإكرامه وتكريمه هي من العادات العربيّة الأصيلة، ولكن في حالة ضيف مثل "ترامب" لا يستطيع المرء إلا أن يقول: "الله لا كان جاب الغلا"! خاصة وأنّ "ترامب" من نوعية الضيوف الذين ينطبق عليهم المثل الشعبيّ القائل: "ضيف وحامل سيف"! وأيضاً: "أعطيناه عين خش [دخل] بحماره"! أمّا البهورة الزائدة والاحتفال الزائد بزيارة "ترامب" فينطبق عليهما المثل القائل: "كُثر التأهيل [أي قول أهلاً وسهلاً] بجيب الضيف الـ ....."! تابعو الأردن 24 على


جو 24
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- جو 24
اليمن إذ يرسم الحدّ الفاصل بين "العرب" و"الأعراب"! #عاجل
جو 24 : كتب: كمال ميرزا اللهم برداً وسلاماً على اليمن! نتمنّى لإخوتنا اليمنيّين السلامة والعافية، ولكن كما قال الله تعالى: ((.. فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً))! بتصعيد العدو الصهيو-أمريكيّ عدوانه على اليمن، لم تعد المسألة بالنسبة لليمنيّين مسألة نُصرة لغزّة وانتصار لفلسطين فقط، بل أصبحتْ أيضاً مسألة عداوة مباشرة وثأر شخصيّ مباشر! العدوّ بغبائه لا يعلم أيّ مرتقى صعب قد ارتقى، وأي باب باطنه العذاب قد فتح على نفسه! من نِعَم الله تعالى أنّ العدو بعنجهيّته وغطرسته وعنصريّته لا يُميّز بين "أغيار" و"أغيار"، ويعتبرهم جميعاً ضرباً من وجود "تحت - بشريّ" واحد، لذا نراه وقد أغراه ذلّ وخنوع "الأعراب" فظنّ أنّه يسري أيضاً على "العرب"! اليمنيّون العرب الأقحاح بعزّتهم وكرامتهم ونخوتهم ومروءتهم الأصيلة قد طووا المسافة والجغرافيا، وجعلوا من أنفسهم "دولة مواجهة"، و"طوقاً" يحمي فلسطين وينصرها ويقضّ مضاجع الكيان وأعوانه.. في الوقت الذي يلهث فيه آخرون نحو التطبيع والصهينة! كما أنّ اليمنيّين قد أهانوا كبرياء أمريكا، وأنزلوها من عليائها هي وأساطيلها وأسرابها، وأثبتوا أنّ هذا العفريت المنفوخ لم ينتصر يوماً بالقوة أو الشجاعة، ولا بالعبقريّة والتفوّق التكنولوجيّ.. بل ينتصر دوماً بالرعب والإجرام، وبخيانة الخونة وعمالة العملاء وتخاذل المتخاذلين! الذين يرعبهم تصاعد القصف الصهيو- أمريكيّ على اليمن يُغفلون أنّ موقف اليمن في المقابل يتّخذ هو الآخر منحى تصاعديّاً، فمن حظر بحريّ إلى حظر جويّ.. والحبل على الجرار. وليس مستبعداً أن يُوسّع اليمن من نطاق حظره قريباً ليشمل مضائق وأجواءً جديدةً، أو ليشمل كلّ ميناء أو مطار بديل قد يمنحه المتواطئون للكيان! وربما تكون صادرات النفط من وإلى العدو الصهيو-أمريكيّ وحلفائه وأصدقائه وأعوانه هي التالية على قائمة الحظر اليمنيّ! لو أتى إلينا أحدهم قبل السابع من أكتوبر 2023 وقال لنا: سيحدث كذا وكذا، وسيكون اليمن هو بيضة القبّان التي ستقلب المعادلة والموازين، وستتيح للمقاومة وجبهات الإسناد الصمود والاستمرار، وترميم نفسها، وأخذ الوقت لالتقاط الأنفاس والتعافي جرّاء ما ستتلقاه حتماً من ضربات من البعيد وطعنات من القريب.. لضحكنا من هذا الشخص، أو رميناه بالجنون، أو اتهمناه بالهذر والتخريف! "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"! مئات المليارات التي أنفقها الأعراب على "مجاهدي البترو-دولار" و"ثوّار الناتو" و"فاتحي الباب العالي" في سبيل الخراب والدمار وإذكاء الفتن والتجزئة والتفتيت وإعادة إنتاج التبعيّة والارتهان للصهيونيّ والأمريكيّ، لو أنّهم استثمروا عُشرها في اليمن وأهل اليمن وأجناد اليمن وسائر أبطال المقاومة وأحرار الأمّة.. ماذا سيكون الحال؟! هل سبق وأن سمعتَ في التاريخ عن أناس يديرون ظهرهم للحريّة والكرامة عن سبق إصرار، ويشترون الذلّ شراءً ويدفعون من أجله المليارات والترليونات؟! من غيظ "الأعراب" على أهل اليمن أنّهم يُصرّون عبر خطابهم وإعلامهم وأبواقهم على استخدام مسمّيات "الحوثيّين" و"جماعة أنصار الله"، وعدم تسميتهم بـ "اليمنيّين" وكأنّهم أقليّة أو شرذمة، أو كأنّهم طارؤون على اليمن أو قد هبطوا إليه من السماء! نفس السياسة الإعلاميّة القذرة ينتهجها "الأعراب" في حديثهم عن المقاومة الفلسطينيّة واللبنانيّة والعراقيّة! أكثر ما يستثير الإعجاب في اليمن أنّه يفعل ما يفعل اعتماداً على قدراته الذاتيّة وهو الخارج توّاً من أتون حرب تقسيم واستنزاف قذرة ومرهقة! الغالبيّة يُجمعون على أنّ قدرات اليمن في مجال الصواريخ والمسيّرات الجويّة والبحريّة مصدرها طرف ثالث أو أكثر. ومعروف أنّه حتى بين الحلفاء، فإنّ الحليف القويّ يحرص دائماً على الاحتفاظ بالميزات التفضيليّة التي يمتلكها على حساب حلفائه الآخرين. وهنا يُسجّل لليمن رفضه أن يُمنَح السمك، وإصراره على تعلّم الصيد بنفسه.. لماذا؟ لأنّ الإنسان الحرّ والعربيّ الأصيل، حتى عندما يدخل في حلف ما، فإنّه يدخله من بوابة الندّ والصنو وليس من بوابة التابع والخادم! صدق رسول الهدى الذي بعثه الله في الأُمّيّين حين قال: "الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّة"! تابعو الأردن 24 على


جو 24
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- جو 24
من أكبر حاكم إلى أصغر مواطن: كُلّنا ملزمو الحُجّة! #عاجل
جو 24 : كتب: كمال ميرزا فرق كبير بين الغباء والتغابي، وبين الجهل و"الاستغشام"، وبين أن يُضلّلك ويستغفلك الآخرون وبين أن تكون أنت نفسك تريد أن تُضلَّل وتُستغفَل! هل يوجد هذه الأيام شخص من أمّة العرب أو الإسلام لا يعرف الصحيح والصواب؟ على الأقل الأساسيّات الواضحة وضوح الشمس ولا تخفى على كبير أو صغير؟! هل هناك أحدٌ لا يعرف أنّ الجهاد بالمال والنفس فريضة؟ وأنّ تحرير فلسطين واجب دينيّ وقوميّ وأخلاقيّ؟ وأنّ الكيان الصهيونيّ عدو؟ وأنّ أمريكا ومجمل الدول الرأسماليّة الاستعماريّة عدو؟ وأنّ الكيان الصهيونيّ هو صنيعة الاستعمار، كما أنّ منظومة الدول العربيّة القُطريّة "المُستقلّة" وأجيال "نخبها" المتعاقبة هي أيضاً صنيعة وربيبة المشروع الاستعماريّ نفسه منذ "سايكس بيكو" و"سان ريمو" ولغاية الآن؟ هل هناك أحدٌ لا يعرف الخونة والعملاء وخدم أمريكا و"إسرائيل" نظاماً نظاماً، وجهازاً جهازاً، وفرداً فرداً؟ هل هناك أحدٌ لا يعرف اللصوص والمختلسين والفاسدين وناهبي أوطانهم ودولهم وشعوبهم نفراً نفراً؟! هل هناك أحدٌ لا يعرف أنّ ما يحدث لأهالي غزّة والضفّة ومخيّماتها هي حرب "إبادة وتهجير" منذ اليوم الأول؟! هل هناك أحدٌ لا يعرف أن "صفقة القرن" و"السلام الاقتصاديّ" و"الشرق الأوسط الكبير" و"الإبراهيميّة" هي جميعها مفاصل ضمن مخطّط أكبر لتصفية القضيّة الفلسطينيّة، وإعادة إنتاج الهيمنة الأمريكيّة في المنطقة ونهب ثرواتها ومقدّراتها من بوابة "تجزئة ما هو مُجزّأ وتفتيت ما هو مفتّت"، ومن بوابة العَوَز الاقتصاديّ وتجويع الشعوب، ومن بوابة إذكاء العنصريّات والطائفيّات والهويّات الفرعيّة؟! حتى ما يُسمّى "الربيع العربيّ" قد آل هو الآخر ليكون مفصلاً آخر من مفاصل المخطّط المذكور أعلاه، وفيلماً محروقاً آخر لا يصرّ على الاستمرار في تصديقه والاختباء خلفه إلّا مَن كان بالغ السماجة أو بالغ الوقاحة! هل هناك أحدٌ لا يعرف أنّ الفتنة نائمة لعن الله مَن أيقظها، وأنّ حكم الفتنة اجتنابها، وأنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً ليسوا من الله في شيء، وأنّ مِن علامات الإيمان الصحيح عدم تزكية النفس، وأنّ "حميّة الجاهليّة" بكل أشكالها وتمثّلاتها هي ليست من الدين وليست من الله في شيء حتى لو صام وصلّى صاحبها الدهر كلّه! هل هناك أحدٌ لا يعرّف أنّ نمط التديّن السائد، سواء في شِقّه المدنيّ الناعم الذي ترعاه وزارات الأوقاف ومناهج التربية و"علماء السلطان" ووسائل الإعلام، أو في شِقّه "الثوريّ" الخشن الذي ترعاه وتهندسه وتموّله وتسلّحه أجهزة استخبارات قُطْريّة وإقليميّة ودوليّة.. هذا النمط هو حرف وتحريف واجتزاء وتفكيك وتشويه وشيطنة للدين نفسه، وهو الدين وقد أُعيد تعريفه وإنتاجه بما يخدم المنظومة الرأسماليّة العلمانيّة الإلحادية "الكُفريّة" القائمة؟! هل هناك أحدٌ لا يعرف أنّ الربا حرام، ومجلبة لغضب الله وسخطه، وللقلق والتوتر وضنك العيش كمن يتخبّطه الشيطان من المسّ.. وأنّ النظام الاقتصاديّ والنقديّ الرأسماليّ الحديث الذي تغلغل في كلّ شيء وأصبح مرجعيّة كلّ شيء و"ضربة لازم" في كلّ شيء.. هو نظام ربويّ شيطانيّ من بابه لمحرابه حتى لو تلاعبنا بمسمّياته وفتاواه؟! هل هناك أحدٌ لا يعرف أنّ الجهاد الذي يحارب منذ خمسين سنة في أربع جهات الأرض، ولم يُطلق يوماً رصاصةً واحدة باتجاه الكيان الصهيونيّ، وليس على أجندته تحرير فلسطين، ودائماً يصبّ للغرابة في المصلحة الأمريكيّة والغربيّة.. هو ليس جهاداً، وبينه وبين الجهاد الحقيقيّ ما بين السماوات والأرض؟! هل هناك أحدٌ لا يعرف أنّ علاقة المحكوم بالحاكم في العالم العربيّ والإسلاميّ قد دخلت منذ وقت طويل في مرحلة الشِرك، وفي مرحلة "حكم الجاهليّة" (ولكن في حِلّة عصريّة)، وفي مرحلة طاعة المخلوق في معصية الخالق؟! هل هناك أحدٌ لا يعرف أنّ علاقة الحاكم بالمحكوم في العالم العربيّ والإسلاميّ قد دخلت منذ وقت طويل في مرحلة "أنا ربّكم الأعلى"، ومرحلة "ما علمت لكم من إله غيري"، ومرحلة "استخفّ قومه فأطاعوه"، ومرحلة اتخاذ الكفّار أولياء من دون المؤمنين، ومرحلة ابتغاء العزّة عند الكافرين؟! هل هناك أحدٌ لا يعرف أنّ جند فرعون وعبدة الطاغوت حُكْمهم هو حُكْم فرعون والطاغوت سواء بسواء؟! هل هناك أحدٌ لا يعرف أنّ ما يُسمّى النظام الرسميّ العربي والإسلاميّ بقادته ومسؤوليه ونخبه ومؤسساته وأجهزته متواطؤون مع جميع ما ذكر، وهم جزء من هذه المخطّطات تمويلاً وتنفيذاً و"قطرزةً"وخدماتٍ أمنيّةً ولوجستيّةً وتكسّباً و"لحس أصابع" وتقمّم فتات؟! كلنا في قرارة أنفسنا نعرف جميع ما تقدّم تماماً، وندركه تماماً، ونعيه تماماً.. ولكنّنا نتهرّب من الإقرار بذلك صراحة، ونلجأ إلى أساليب وألاعيب شتّى لكي نلتمسَ لأنفسنا الأعذار، ونتهرّبَ من مسؤولياتنا، ونتنصّلَ من التزامات واستحقاقات ما نعرفه وندركه ونعيه. قائمة أساليب نفاق النفس التي نلجأ إليها طويلة، وتحتاج إلى بيان وشرح منفصل، ولكن أحقر ما في هذه الأساليب أنّها تُمارَس تحت غطاء زائف وكاذب من المَسْكَنة وإدّعاء الضعف وقلّة الحيلة والحيرة و"التوكّل" على الله (في حقيقته تواكل)! وهناك من يمارسها باسم "الموضوعيّة" و"العقلانيّة" و"بُعد النظر" و"الحِنكة" والبحث عن "المصلحة العُليا" وسائر هذا الضرب من الكذب والهراء! ولكن في حقيقة الأمر هذا من ذاك وذاك من هذا، وهذه من تلك وتلك من هذه! بمعنى، السلطة مفهوم علائقيّ باتجاهين يغذّيان بعضهما البعض، وبالتالي خيانة وعمالة وفساد ولصوصيّة أولي الأمر وأصحاب القرار هي فرع من خيانة وعمالة وفساد ولصوصيّة الناس والعامّة (كلّ من موقعه وبمقدار ما تطال يده)... وخيانة وعمالة وفساد ولصوصيّة الناس والعامّة هي فرع من خيانة وعمالة وفساد ولصوصيّة أولى الأمر وأصحاب القرار الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين.. سواء بسواء! المفارقة العجيبة، أنّ البعض يمكن أن يأتي على هذا الكلام، ويجعله هو الآخر ذريعة أخرى لنفاق النفس والتخاذل والتنصّل، من باب أنّه لا فائدة، ولا جدوى، وأنّ النخر قد وصل العظام، والرتق قد اتسع على الراثي.. وللتهرّب من إلزام الحُجّة الذي يتضمنه هذا الكلام لصاحبه قبل أي يُلزم أيّ إنسان آخر! الجميع يدّعون الإيمان بالله تعالى ويومه الآخِر، والجميع يدّعون الإيمان بلقائه والوقوف بين يديه للسؤال والمحاسبة، وهم يُعدّون لذلك العُدّة من خلال حشد ما تتفتّق عنه عقولهم وضمائرهم من "أعذار" سيتذرّعون بها، غافلين أو متغافلين عن أنّهم بذلك يأتون بأكثر ما يستجلب غضب الله وسخطه في مثل ذلك المقام: المكابرة وسوق الأعذار ورفض الإقرار بالذنب حتى آخر لحظة! تابعو الأردن 24 على