أحدث الأخبار مع #كوب26


البوابة
منذ 2 أيام
- علوم
- البوابة
الاحتباس الحراري يدفع حرائق الغابات إلى مستويات غير مسبوقة.. خسائر كارثية من الأمازون إلى سيبيريا
كشفت بيانات جديدة وُصفت بأنها "مخيفة"، عن أن تدمير الغابات على مستوى العالم قد يصل إلى أعلى مستوياته المسجلة على الإطلاق خلال عام 2024، وذلك نتيجة لتزايد حرائق الغابات المرتبطة بالاحتباس الحراري العالمي، والتي أصبحت الآن العامل الأكبر في إزالة الغابات الاستوائية، متجاوزة الزراعة وقطع الأشجار. ووفقًا لتحليل صادر عن معهد الموارد العالمية وجامعة ماريلاند، فإن مساحة من الغابات بحجم إيطاليا قد اختفت في العام الماضي، بسبب مزيج من الحرائق وقطع الأشجار والزراعة والتعدين، بدءًا من غابات الأمازون البرازيلية وحتى التايغا السيبيرية. وفي المناطق الاستوائية، التي تُعد موطنًا لأكثر الغابات تنوعًا بيولوجيًا وكثافةً بالكربون على كوكب الأرض، أصبحت الحرائق- للمرة الأولى منذ بدء تسجيل البيانات عالميًا- السبب الرئيسي لفقدان الغطاء الحرجي. ويُشار إلى أن هذه الحرائق ليست جزءًا طبيعيًا من النظام البيئي الاستوائي. وعلى الجانب الآخر، استمرت حرائق الغابات الشمالية في كندا وسيبيريا خلال العام الماضي بوتيرة مقلقة. ووصف البروفيسور مات هانسن، المدير المشارك لمختبر "غلاد" بجامعة ماريلاند وقائد فريق التحليل، النتائج الجديدة بأنها "مخيفة للغاية"، فيما قالت إليزابيث جولدمان، المديرة المشاركة لمبادرة "غلوبال فوريست ووتش"، إن هذه البيانات "لا تشبه أي شيء رأيناه في أكثر من عقدين من تسجيل المعلومات". وفي البرازيل، تجاوزت معدلات فقدان الغابات المطيرة في عام 2024 المستويات التي سُجلت خلال عهد الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو، حيث ساهمت الحرائق وموجة الجفاف الأسوأ في تاريخ الأمازون في دفع هذه الخسائر إلى ذروتها. فقدت البلاد أكثر من 25 ألف كيلومتر مربع من الغابات المطيرة، وهو ما يعادل 42% من إجمالي خسائر الغابات الاستوائية الأولية، علمًا بأن البيانات تختلف عن الإحصاءات الرسمية البرازيلية التي لا تُدرج الحرائق ضمن تعريفها لإزالة الغابات. وفي بوليفيا، واصلت خسائر الغابات البكر ارتفاعها، لتحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد البرازيل من حيث إجمالي الخسائر للمرة الأولى. وتُعزى هذه الزيادة إلى الجفاف والحرائق والسياسات الحكومية التي تدفع باتجاه التوسع الزراعي لزراعة فول الصويا وتربية الماشية وقصب السكر. وقد تضاعفت معدلات فقدان الغابات في بوليفيا تقريبًا خمس مرات منذ عام 2020، لتصل إلى أكثر من 14،000 كيلومتر مربع (1.4 مليون هكتار). أما في جمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل، فقد بلغ فقدان الغابات المطيرة البكر أعلى مستوياته المسجلة، وهما البلدان اللذان يحتضنان غابات حوض الكونغو، ثاني أكبر غابة مطيرة في العالم بعد الأمازون. وعلى الرغم من تعهد أكثر من 140 من قادة العالم في مؤتمر المناخ "كوب 26" الذي انعقد في غلاسكو، بوقف إزالة الغابات بحلول نهاية العقد، إلا أن الواقع يسير في الاتجاه المعاكس. فبحسب التحليل، ينبغي تقليص فقدان الغابات بنسبة 20% سنويًا من مستويات عام 2024 للوصول إلى الهدف بحلول عام 2030. وقال هانسن: "تشير هذه البيانات إلى أمر مقلق للغاية. فارتفاع درجات الحرارة العالمية يُسخن الغابات ويجففها، مما يجعلها أكثر عرضة للاشتعال. ومع ازدياد النشاط البشري، يمكن حتى للغابات المطيرة النائية أن تندلع فيها النيران خارج السيطرة". وأضاف: "لدينا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به لمواجهة هذه الديناميكية المدمرة والمتسارعة والمنتشرة على نطاق واسع من الحرائق". من جانبها، وصفت إليزابيث جولدمان، المديرة المشاركة لبرنامج المراقبة العالمية للغابات التابع للمعهد العالمي للموارد، الخسائر القياسية بأنها "إنذار أحمر عالمي"، وقالت: "إنها دعوة جماعية إلى العمل لكل دولة، ولكل شركة، ولكل فرد يهتم ببقاء كوكب صالح للعيش. اقتصادنا، ومجتمعاتنا، وصحتنا – لا يمكن لأي منها أن يصمد بدون الغابات". ويُظهر التقرير أن 17 من أصل 20 دولة تحتضن أكبر مساحات من الغابات البكر، تفقد أشجارها اليوم بمعدل أسرع مما كانت عليه عند توقيع اتفاق غلاسكو عام 2021. ورغم هذه الخسائر القياسية، ظهرت بعض مؤشرات الأمل، حيث بقي فقدان الغابات البكر في إندونيسيا وماليزيا عند مستويات منخفضة نسبيًا، وقد خرجت ماليزيا من قائمة الدول العشر الأولى من حيث الخسائر للمرة الأولى. وحذر البروفيسور بيتر بوتابوف، المدير المشارك لمختبر "غلاد"، من دخول العالم في "دورة خطيرة جديدة"، مشيرًا إلى أن عام 2024 كان الأسوأ على الإطلاق من حيث الخسائر الناتجة عن حرائق الغابات، متجاوزًا الأرقام القياسية للعام الماضي. واختتم قائلًا: "إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يؤدي إلى تغييرات دائمة في النظم البيئية الطبيعية، ويُطلق كميات هائلة من الكربون، مما يفاقم أزمة تغير المناخ ويغذي حرائق أكثر شدة. إنها حلقة مفرغة خطيرة لا يمكننا أن نسمح باستمرارها".


Independent عربية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
لحظات النوم الأسوأ في حياة المشاهير
بينما المتحدث يشرح وجهة نظر بلاده في شأن الصراع المحتدم بين روسيا وأوكرانيا أمام الجمع الأممي الحاشد تصاعد صوت "شخير" أحدهم، لينال من جدية الشرح ويفجر ضحكات مكتومة بدلاً من الموافقة أو الاعتراض على مقترح حل الصراع. وفي أثناء حفل العشاء الملكي المقام على شرف زيارة رئيس دولة كبرى، وبينما الملكة تلقي كلمة الترحيب، إذ برقبة الرئيس تترنح للوراء ليكشف عن وجه غارق في نوم عميق. وبينما مديرو قطاعات الشركة والزملاء مجتمعون عبر "زووم" للقاء رئيس مجلس الإدارة الجديد، إذ بأحد الموظفين استسلم تماماً للنوم أمام كاميرته المفتوحة. إنها لحظات النوم الأسوأ التي تظل إما سبة أو سخرية أو عبرة وعظة لصاحبها وللآخرين. النوم في مكان عام وضمن فعالية رسمية وأمام الكاميرا، إذ صوت الشخير الأجش أو مجرد شهيق وزفير النائم المختلف عن المتيقظ. "قيلولة تنشيطية"، "غفوة تجديد طاقة"، "إغلاق العينين للاسترخاء" وغيرها من جهود تجميل أو تمويه لحظات الحرج، التي يغط خلالها أحدهم في نوم عميق على مسمع من الجميع وعلى مرأى من الكاميرات، تظل تأكيداً بأن "النوم سلطان". سلطان النوم لا يُفرق بين غني وفقير، رئيس وخفير، رجل وامرأة، وإن كان أشهر من استسلموا له في محافل وفعاليات سيتذكرها التاريخ هم من الرجال، لا سيما كبار رجال الدول. أما غير المشاهير من موظفين ناموا أمام كاميرات الاجتماعات الافتراضية، أو في قاعات اجتماعات الشركات والأعمال، أو داخل حفلات وفعاليات عامة فيمثلون فئات المجتمعات كافة، ولكن تظل الأسباب كثيرة وغير محددة ولا تعطي إجابات شافية للسؤال، لماذا ننام في الأماكن العامة؟ واحد من بين كل خمسة أميركيين ينام أو يقاوم شعوراً جارفاً بالرغبة في النوم خلال مواقف تتطلب مستوى عالياً من التركيز والمشاركة، وأبرزها الاجتماعات الرسمية والفعاليات الاجتماعية. لذة التداول يحلو للجميع تداول صور وفيديوهات القادة والزعماء والمشاهير الذي غطوا في نوم عميق خلال فعالية عامة أو جلسة برلمان أو في عشاء رسمي. وخلال السنوات القليلة الماضية، هيمن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بصورة واضحة على ما يجري تداوله، من النوم أثناء جنازة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، بينما السيدة الأولى السابقة جيل بايدن تحاول إيقاظه من دون أن يلحظ أحد، إلى إغفاءة قصيرة لنحو 80 ثانية أثناء مشاركته في مؤتمر أفريقي عن خطوط السكك الحديد داخل أنغولا في بداية فترة الرئاسية، إلى إغفاءة أطول قليلاً أثناء قمة المناخ "كوب 26" الذي انعقد داخل اسكتلندا خلال عام 2021 وصفتها "سي أن أن" بـ"النسر يغفو"، وغيرها من حالات التقطتها الكاميرات وعلقت عليها، وأسهم بعضها في إضعاف موقف بايدن ضمن السباق الرئاسي. وأمام تواتر الانتقادات، والمجاهرة بمشاعر القلق على صورة رئيس أقوى دولة في العالم نائماً على الملأ في دوائر قريبة منه وأخرى تناصبه العداء والمنافسة، خرج بايدن خلال يوليو (تموز) 2024 "يطمئن" الجميع بأن خطته المستقبلية ستتضمن التوقف عن جدولة الفعاليات التي يجب عليه حضورها بعد الثامنة مساءً، وذلك ليتمكن من النوم لعدد ساعات أكبر. وبدلاً من أن تطمئن "إعادة الجدولة" الناخبين والمحيطين زاد قلقهم، واستغل "الاعتراف" أنصار المنافس دونالد ترمب ليثبتوا أن الرئيس ينام أينما يذهب، وهو ما يعضد –بحسب ما رددوا- من موقفهم الداعي إلى انتخاب المرشح الجمهوري الذي لا ينام في المناسبات العامة. ووصل الأمر إلى درجة أن ترمب أثناء استعراضه لـ"إنجازاته" خلال المئة يوم الأولى من رئاسته استعاد نوم سلفه، فقال "خسرنا مليارات ومليارات الدولارات يومياً مليارات، لا ملايين، في ظل جو بايدن النائم. أيهما أفضل، جو المتعجرف أم النعسان؟". جو ليس وحده لكن ليس جو وحده من ينعس على الملأ، وعلى الهواء مباشرة. نام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الكاميرات خلال دورة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2022. ونام رئيس وزراء بريطانيا السابق بوريس جونسون في "كوب 26"، التي وصفها بعض ساخراً بـ"قمة النوم" نظراً لانتشار عدوى العيون المغلقة والشهيق والزفير الرتيبين أثناء الجلسات. ونام رئيس وزراء بريطانيا السابق غوردون براون في اجتماع لمجلس الأمن في الأمم المتحدة عام 2008. وكثيراً ما نام رئيس وزراء إيطاليا السابق الراحل سيلفيو برلسكوني خلال فعاليات دولية ومحلية، سياسية واجتماعية. ونام رئيس بيرو السابق ألبرتو فوجيمورو أثناء محاكمته على انتهاكات لحقوق الإنسان ارتُكبت في عهده. ونام الزعيم الكوبي الأيقوني الراحل فيديل كاسترو على الملأ مرات عدة خلال أعوامه الأخيرة، وهو الذي توفي في عمر الـ90. التقطت عدسات الكاميرات لحظة تثاؤب بوتين خلال أحد المؤتمرات (أ ف ب) التقدم في العمر يقفز إلى مقدمة الأسباب أو المبررات، وأحياناً أدلة الاتهام التي تستخدم لشرح النوم خلال الفعاليات العامة. ودراسات عديدة تجرى حول نوم المسنين في الأماكن العامة، تبين الأسباب والعوامل وأبرزها الاكتئاب والتعب واضطرابات النوم وتقلص الأنشطة البدنية والآثار العكسية لبعض الأدوية وأمراض مثل السكري والقلب، وسبل تقليص ذلك حماية لهم من التعرض لأخطار مثل سرقة ممتلكاتهم، لكن حين يكون المسن شخصية عامة، لا سيما في منصب سياسي بارز مثل رئيس أو رئيس وزراء أو ما شابه، يُستخدم النوم في المؤتمرات واللقاءات للتراشق السياسي وتشويه السمعة، لا سيما في مواسم التجهيز للانتخابات. غفوة السياسي للمؤيدين، غفوة السياسي هي "قيلولة إعادة الشحن"، وللمعارضين هي "دليل العجز وانعدام القدرة"، وللمتابعين هي صورة أو مقطع يحقق ملايين المشاهدات، وللمنصات تعد وسيلة لتحقيق الانتشار وجني الأرباح. ملايين المشاهدات أيضاً تحصدها صور ومقاطع ممثلين وممثلات ينامون في حفلات وفعاليات عامة، أبرزها الأوسكار. من عارضة الأزياء كريسي تيغن التي التقطتها الكاميرا نائمة على كتف زوجها المطرب جون لجند في حفل أوسكار عام 2017 مرتين مختلفتين. وحظيت تيغن بدعم الجمهور والمتابعين الذين دافعوا عنها، بل وعدُّوا نومها أثناء الفعالية السينمائية الأهم دليلاً على الأمومة الجيدة والمتفانية لرعاية صغيرتها، والتي كان عمرها 10 أشهر حينئذ. المخرج العالمي مارتن سكورسيزي أيضاً شوهد نائماً خلال حفل أوسكار عام 2020. والقائمة طويلة، لكن لحسن الحظ أن الجماهير تتعامل مع نوم الفنانين في الفعاليات الكبرى بصورة ألطف وأهدأ وأكثر قبولاً وتفهماً، مقارنة بنوم الساسة. وللنوم في المؤتمرات والفعاليات العامة وجوه أخرى تجعل بعضاً يبحث عن سبل للوقاية تحسباً للحرج. والتفسير الأسهل للنوم في الاجتماعات والمؤتمرات أن النائم لم يحصل على القدر الكافي من النوم خلال الليلة السابقة، لكن بسؤال الجانب الأكبر من النائمين في المؤتمرات تأتي الإجابات لتنفي ذلك. مطالب الجسم بعد استبعاد عدم الحصول على قدر كاف من النوم خلال الليلة أو الليالي السابقة يبقى عاملان رئيسان، الأول أن جسم النائم في الفعالية العامة يحاول أن يخبر صاحبه شيئاً ما، والثاني أن العوامل أو البيئة المحيطة ربما تدفع بعضهم للنوم رغماً عنهم. رسائل الجسم كثيرة، منها الحاجة إلى شرب الماء وتفادي الوصول إلى مرحلة الجفاف التي لا يعالجها شرب الشاي والقهوة، فقط الماء، وارتفاع درجة حرارة الغرفة حيث درجات الحرارة المرتفعة، لا سيما أن الأماكن المغلقة تجعل الجسم يتعرق في محاولة لخفض درجة حرارته وهو ما يجعله منهكاً، واستهلاك كميات كبيرة من السكر التي تجعل معدله في الجسم يعلو بشدة فجأة ثم سرعان ما ينخفض، مما يجعل الجسم في حال إنهاك تدفعه إلى النوم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الدراسات والبحوث تطرح عدداً من الأسباب، لكن يبقى عنصر نقص الأوكسجين داخل الأماكن المغلقة العامل الأقوى، وذلك في حال استبعاد الأمراض التي قد تؤدي إلى نوم الشخص في مكان عام أو فعالية رسمية أو اجتماعية من دون أن يدري. النوم في الباص وسائل المواصلات العامة والفصول الدراسية وقاعات المحاضرات وغيرها من الأماكن المغلقة سيئة التهوية تدفع بعضاً للنوم. وإذا كان النوم في الفصل أثناء شرح المعلم أو داخل قاعة الاجتماع أو المؤتمر أثناء خطبة الرئيس أو كلمة المدير يثير السخرية أو الغضب أو كليهما، فإن النوم في وسائل المواصلات العامة يعرض بعضهم لمشكلات كبرى، منها الاستيقاظ في آخر خط المترو أو الباص على بعد عشرات المحطات من المحطة الأصلية، والسفر إلى مدينة تبعد مئات وربما آلاف الكيلومترات من الوجهة الأصلية، بل هناك من استيقظ من النوم ليجد نفسه في دولة غير تلك التي كان يقصدها. الطريف أن أسئلة عديدة يطرحها مستخدمو "أمتراك" (المؤسسة الوطنية للسكك الحديد الأميركية) حول إجراءات وأخطار ومحاذير النوم في القطارات، لا سيما أن المسافات الشاسعة في أميركا تعني أن من تفوته محطة قطار واحدة قد تكلفه كثيراً من الوقت والمال ليعود إلى وجهته الأصلية. الوجه الآخر للنوم في الأماكن العامة اجتماعي. بعضٌ يتبرع بإيقاظ النائم خوفاً من تعرضه لمخاطر، أو حفاظاً على مكانته لو كان في اجتماع أو مؤتمر رسمي يجري تصويره، أو ليلحق بمحطته أو وجهته. وآخرون ينظرون إلى النائم داخل مكان عام نظرة عدائية، إذ يربطون بين النوم في مكان عام وصور نمطية للمشردين ومدمني المواد المخدرة والمرضى النفسيين، وهي فئات تعاني الوصمة في بعض المجتمعات والثقافات. التسامح مع النوم رد الفعل تجاه النوم في مكان عام يختلف من ثقافة إلى أخرى، قلة تتقبله بحكم أن النائم مضطر، وغالبية ترفضه، وثقافة فريدة ومجتمع بعينه ينظر إليه بعين الإجلال والاحترام. النوم داخل مكان عام في اليابان عادة يعد علامة من علامات اجتهاد وتفاني النائم في عمله. "إنميوري" تعني النوم أثناء الحضور، أي النوم في مكان العمل أو المؤتمر أو الاجتماع ليس مقبولاً فحسب، بل مشجع ومحبذ. وربما يعود هذا إلى معرفة يقينية بأن النائم سيغفو أربع أو خمس دقائق ثم يعود إلى عمله أكثر نشاطاً وكفاءة، ولن يستيقظ قبل موعد الانصراف بربع ساعة مثلاً. الاستثناء الوحيد يحدث حين ينام أحدهم أثناء العمل حال كانت طبيعة العمل تجعله مسؤولاً عن أرواح وسلامة آخرين. وخلال مطلع أبريل (نيسان) الماضي، أصدرت شركة شرق اليابان للسكك الحديد بياناً قالت فيه إن سائق قطار في الأربعينيات من عمره نام أثناء قيادة القطار، وهو ما نجم عنه تجاوز محطة "كاواساكي"، ولحسن الحظ لم تحدث إصابات، ولكن حدث تأخير في حركة القطارات، ووصل هذا التأخير إلى خمس دقائق، وهو ما يستوجب الاعتذار، والوعد بألا يتكرر مثل هذا الحدث.


Independent عربية
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- Independent عربية
العالم يحتاج إلى مزيد من النفط... ما السيناريوهات المتوقعة؟
ما يحتاج إليه العالم الآن هو مزيد من الوقود الأحفوري، هذا هو ملخص ما ينتظر سوق النفط من حديث وزير الطاقة الأميركي كريس رايت المعين حديثاً في حكومة دونالد ترمب. على رغم غموض دعوات التخلي التدريجي عن النفط فإنها تصطدم بحقيقة أن توفر الطاقة هو حاجة استراتيجية عالمية، فالعالم من دون نفط هو قد يكون عالماً بلا روح. من دعا إلى الأخذ بأولوية الطاقة المتجددة فاته أنها لا تكفي وحدها، بل إن البديل عن النفط هو بمثابة "خيال" فمعظم الدول زادت إنتاجها، لذا يعد الطلب عليه حقيقة. مستقبل العرض والطلب وعلى رغم ما تشهده الأسواق العالمية من التضارب حول الحاجة إلى النفط في ضوء تصريحات وكالة الطاقة الدولية، ودعوتها نحو تخفيض الإنتاج في بياناتها السابقة، فإن منظمة "أوبك" ظلت طوال مسيرتها تؤكد توقعات ثابتة في زيادة الطلب بل إنه في تزايد وسط استمرار حاجة العالم. في المقابل كانت وكالة الطاقة الدولية ترى أن هناك فائضاً في المعروض من النفط، مما يشير إلى إمكان وجود خلل في توازن الأسواق. حلول عملية للجميع في هذا الصدد، أكد أمين عام منظمة "أوبك" هيثم الغيص، أن المنظمة تتبنى "نهجاً شاملاً" يعتمد على جميع مصادر الطاقة، مضيفاً "لا يمكننا أن نستبعد أي مصدر للطاقة، أو أي تكنولوجيا، فالعالم في حاجة إلى حلول عملية للجميع في اجتماعات قمة المناخ، التي تأخذ في عين الاعتبار جميع وجهات النظر، تماماً كما كان منشوداً في اتفاق الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ". وأضاف "إن هناك نحو 100 دولة تنتج النفط حالياً في مختلف أنحاء العالم، في حين تستمر الدول المستهلكة في شرائه، مع تزايد الطلب العالمي على النفط عاماً تلو الآخر، وتظل المنتجات البترولية ضرورية للحاجات اليومية". وتابع الغيص بحسب مقال حديث له نشر في منصة "الطاقة"، "في سياق انعقاد كل مؤتمرات الأطراف للتغير المناخي أو قمة المناخ، تخصص عديد من المقالات للأطراف المختلفة لتوضيح ما يجب تحقيقه، لكن بعد انتهاء كل قمة، قد يبدو الأمر وكأن المحادثات لم تؤد إلا إلى خطوات بسيطة نحو الأمام". أهداف متناقضة وأفاد الغيص بأن الأصوات العديدة في اجتماعات مؤتمر الأطراف في كثير من الأحيان قد تبدو كأنها تتحدث عن أهداف متناقضة، مع استبعاد بعض الآراء تقريباً وتناسي التاريخ والهدف الأساس وراء انعقاد هذه الاجتماعات. وأكد أمين عام "أوبك" أنه "مع تزايد التحديات التي تواجهها اجتماعات قمة المناخ، هل نحتاج إلى إعادة النظر في ما اتفق عليه الذين وقعوا على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ عام 1992، التي أدت إلى المفاوضات العالمية التي تقام سنوياً، أو ما يعرف اختصاراً بـ"UNFCCC". وقال الغيص "بعد مرور 32 عاماً ما زالت معضلة وفاء وتنفيذ البلدان المتقدمة بالتزاماتها القائمة بسد فجوات التمويل وتوسيع نطاق تمويل المناخ للدول النامية مدرجة على جدول أعمال باكو، وفي حين جرى التوصل إلى هدف تمويلي جديد هناك، فمن المهم أيضاً تحقيقه بالكامل". وذكر أن الروايات المناهضة للنفط التي ارتبطت بطريقة أو بأخرى بالمناقشات في قمة المناخ بأكثر من نسخة، وليس لديها أي أساس في النص الأصلي للاتفاقية، كذلك تشير الاتفاقية إلى الحاجة "إلى أوسع تعاون ممكن"، وتعترف بحاجات جميع الأمم والشعوب، من منظور السبل العادلة والمنصفة للمضي قدماً، ولا تشير الاتفاقية إلى اختيار مصادر الطاقة، بل تتطرق إلى الحاجة إلى تقليل الانبعاثات والاستفادة من التقنيات المناسبة. وبينما كان لمنتجي النفط مقعد على الطاولة في الاجتماعات الثلاثة الأخيرة، بعدما استبعدوا في قمة المناخ "كوب 26"، فمن المهم ألا ننسى الروح التي تنبثق في جميع أجزاء الوثيقة التأسيسية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ، التي تؤكد أنه ينبغي احترام جميع الآراء ووجهات النظر، وفق ما ذكره الغيص في مقاله. توقعات متباينة وبحسب أحدث التقارير فإن "أوبك" تظل أكثر تفاؤلاً في شأن توقعاتها للطلب هذا العام مع توقع نمو الاستهلاك عند 1.44 مليون برميل يومياً، وهو تباطؤ من 1.54 مليون برميل يومياً التي قدرها تحالف المصدرين لعام 2024، وتتوقع المنظمة أن تشهد كل من الأسواق الناشئة والمتقدمة طلباً أعلى هذا العام وفي توقعاتها لعام 2026. اليقظة والمبادرة في السياق ذاته أكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن هناك ثلاثة أهداف لمجموعة "أوبك+" هي اليقظة والمبادرة والتحوط مما قد يأتي في المستقبل، وذكر الوزير في مناسبات عدة أن الوكالة الدولية للطاقة أثبتت أن لديها موهبة خاصة هي أن تكون مخطئة باستمرار. وحول تحالف "أوبك+" أوضح الوزير أن التحالف سيواصل العمل الاستباقي والوقائي والتحوط مما قد يأتي في المستقبل بغض النظر عن أي انتقادات، مضيفاً "يجب أن نتحلى بالشجاعة الكافية للاهتمام بالمستقبل من دون مواصلة تلك السياسات التي قد تسمح لنا بتدبير الوضع لهذا الشهر أو الشهر المقبل أو الشهر الذي يليه، لكن مع ذلك نغفل عن نياتنا وأهدافنا الأهم". ويرى الأمير عبدالعزيز أن وكالة الطاقة الدولية باتت "مؤدلجة"، وأنها ابتعدت عن توقع أوضاع السوق لتضطلع بدور سياسي، وحذر الوزير أكثر من مرة بأن أسواق الطاقة الدولية تحتاج إلى تنظيم مخفف للحد من التقلبات. الآثار الجانبية لبناء العالم الحديث من جهته قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت إن الاحتباس الحراري هو أحد الآثار الجانبية لبناء العالم الحديث، وتعهد بإنهاء سياسات المناخ التي انتهجها الرئيس السابق جو بايدن وذلك لتعزيز النمو في الوقود الأحفوري. وأدلى رايت بهذه التعليقات في افتتاح مؤتمر "سيرا ويك"، وهو أكبر مؤتمر للطاقة في البلاد، في مدينة هيوستن الأميركية، موضحاً "إدارة ترمب ستتعامل مع تغير المناخ كما هو عليه... ظاهرة فيزيائية عالمية تشكل أثراً جانبياً لبناء العالم الحديث... كل شيء في الحياة ينطوي على مقايضات، كل شيء". وأضاف رايت أن النفط والغاز والفحم مصادر حيوية للاقتصاد العالمي، وأن نمو الطلب على الطاقة في المستقبل غير محدود، مشيراً إلى أن السياسات التي اتبعها بايدن لمكافحة ارتفاع حرارة الكوكب لم تكن فعالة، وكان من بينها جهود استهدفت توسيع نطاق استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الخالية من الانبعاثات والتشجيع على الاعتماد على المركبات الكهربائية. تبني نموذج عالمي جديد للطاقة وفي السياق دعا رئيس "أرامكو السعودية" أمين الناصر، إلى تبني نموذج عالمي جديد للطاقة يعتمد على ثلاث ركائز رئيسة، بهدف ضمان تلبية الطلب المتزايد على الطاقة بطرق متوازنة ومستدامة. وفي كلمته خلال مؤتمر "سيرا 2025" في هيوستن تكساس، شدد الناصر على أن استمرار الخطة الحالية "التي أثبتت فشلها، وتركز فقط على نمو الطاقة المتجددة والبديلة، وتنظر سلباً وبطريقة تشريعية غير عادلة للطاقة التقليدية، سيتطلب من العالم أن يستثمر مبلغاً إضافياً سنوياً يراوح ما بين 6 و8 تريليونات دولار"، محذراً من أن الاستمرار في الخطة الحالية وعدم تغييرها من شأنه أن يشكل "مساراً سريعاً نحو مستقبل مظلم". ثلاث ركائز وفي شأن النموذج الجديد، لفت الناصر إلى ضرورة أن يستند إلى ثلاث ركائز رئيسة، أولى هذه الركائز أن "تؤدي كل المصادر دوراً متسارعاً في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة بطريقة متوازنة ومتكاملة"، بما يشمل "مصادر الطاقة الجديدة والبديلة، التي ستكمل دور الطاقة التقليدية، ولن تحل محلها بأي شكل من الأشكال". وتابع الناصر "تحقيق هذه الركيزة يتطلب ضخ استثمارات في جميع مصادر الطاقة، وتخفيف القيود التنظيمية على نطاق واسع، وتقديم حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتوفير تمويل غير متحيز لاستثمارات الطاقة التقليدية". أما الركيزة الثانية برأي الناصر فهي أن يراعي النموذج الجديد "حاجات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، بخاصة عندما يتعلق الأمر بالتقنية"، في حين أن الركيزة الثالثة تتمثل في "تقديم نتائج حقيقية على أرض الواقع". وأكد الناصر أن خفض الانبعاثات يجب أن يظل أولوية، لكن من دون التضحية بأمن الطاقة أو القدرة على تحمل الكلف، مشيراً إلى دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في تحقيق هذه الأهداف بفعالية. أوضاع السوق وحول أوضاع السوق النفطية حالياً، قال المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي لـ"اندبندنت عربية" إن القرار الأخير لمنظمة "أوبك" ضخ كميات إضافية من النفط إلى الأسواق العالمية بمعدل يقدر بنحو 120 ألف برميل يومياً ابتداءً من أبريل (نيسان) المقبل يمثل أول زيادة في الإنتاج تقررها المنظمة منذ عام 2022، وذلك عند النظر إلى الأسعار الحالية للنفط، والتي تراوح ما بين 69 و70 دولاراً للبرميل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأشار الحرمي إلى أن القرار الأخير برفع الإنتاج يأتي في ظل توقعات بانخفاض الطلب العالمي على النفط، وتزايد الضغوط الاقتصادية العالمية، واتجاه الإدارة الأميركية إلى فرض ضرائب إضافية قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وتراجع النشاط الاقتصادي. وذكر الحرمي أن الولايات المتحدة تفرض ضرائب على المكسيك وكندا والصين، وهذه الدول بدورها تفرض ضرائب مماثلة، مما يهدد بحال من الركود الاقتصادي. وتوقع أن ترتفع أسعار النفط في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران، مما قد يجبرها على خفض إنتاجها إلى ما دون 500 ألف برميل يومياً، مقارنة بمستوى إنتاجها الحالي الذي يراوح ما بين 1.5 ومليوني برميل يومياً. وأكد أنه إذا حدث ذلك فسيؤثر بلا شك في الإمدادات النفطية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما يتعارض مع توجهات الإدارة الأميركية الساعية إلى خفض أسعار النفط. ولفت الحرمي إلى أنه من هذا المنطلق قد يكون قرار "أوبك" الأخير ذا بعد سياسي أكثر منه اقتصادياً، استجابة للضغوط السياسية الحالية، وشدد على أنه قد يؤدي لاحقاً إلى تحسن أسعار النفط، بخاصة إذا قررت الإدارة الأميركية فرض عقوبات على إيران، أو ممارسة ضغوط إضافية على الصادرات النفطية الروسية، لكن يبقى علينا الانتظار لمعرفة تداعيات هذا القرار في المستقبل. من جانبه يرى وزير البترول المصري السابق أسامة كمال أن تبقى الدول والمنظمات المنتجة للبترول منحازة إلى الوقود الأحفوري كمصدر أساس، مؤكداً أن هذا الأمر صحيح ولكنه لن يصبح بنسبة 100 في المئة كما كان في السابق.