أحدث الأخبار مع #كولوسالبيوساينس


الأسبوع
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الأسبوع
كيف عاد الذئب الرهيب المنقرض إلى الحياة من جديد؟.. اعرف القصة كاملة
إعادة الذئب الرهيب للحياة في مفاجأة كبرى جعلت مختلف الباحثين في حالة ذهول، تمكن فريق أمريكي متخصص في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، بإعادة الذئب الرهيب إلى الحياة من جديد الذي انقرض منذ أكثر من 10 آلاف عام. وأعلن عدد من الباحثين من شركة كولوسال بيوساينس، الأمريكية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، نجاح إحياء نوع منقرض من الذئاب يعرف باسم الذئب الرهيب، ما أدى إلى موجة من التساؤلات في الأوساط العلمية، خصوصًا أن هذا الذئب الجديد يعتمد على حيوان موجود أصلا، ولا يستند إلى الجينوم الكامل للذئب الرهيب. وتسيد «الذئب الرهيب» الغابات المتواجدة في أميركا الشمالية وفي أجزاء من أميركا الجنوبية، طوال فترة بدأت من نحو 250 ألف سنة، وصولا إلى نهاية العصر الجليدي الأخير. وعلم العلماء بوجوده بعد أن عثروا على أكثر من 4 آلاف هيكل عظمي تم اكتشافها في حفرة قطران لابريا في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، والتي تعد من أغنى مواقع الحفريات في العالم، خاصة لحيوانات العصر الجليدي. كما يُعتقد أن الذئاب الرهيبة كانت تعيش وتصيد في مجموعات، مثل الذئاب الحديثة، وكانت قادرة على قتل فرائس كبيرة جدًا عبر التعاون الجماعي. وتشير الأبحاث التي درست جمجمتها الثقيلة وفكها القوي، إلى أن هذه الحيوانات كانت أكثر اعتمادًا على القوة وليس السرعة أو الذكاء العالي. ويعتقد العلماء أن تغير المناخ بعد العصر الجليدي، ومن ثم انقراض الفرائس الكبيرة التي كان يعتمد عليها الذئب الرهيب مثل الماموث والبيسون القديم، كانت من أسباب انقراضه، إلى جانب منافسة الذئب الرمادي الذي كان أكثر قدرة على التكيّف مع الفرائس الأصغر. واكتسب الذئب الرهيب أهمية ثقافية خاصة، نظرًا لحجمه الضخم ونمط حياته المرعب، ولذلك استلهم منه الكلب المخيف الذي ظهر في مسلسل «صراع العروش». كيف تم إعادة إحياء الذئب الرهيب اعتمدت شركة كولوسال بيوساينس على تقنيات الهندسة الوراثية المتقدمة لإعادة إحياء الذئب الرهيب، حيث تم استخراج وتحليل الحمض النووي من حفريات قديمة للذئاب من هذا النوع، بما في ذلك أسنان عمرها 13 ألف عام وعظمة أذن داخلية عمرها 72 ألف عام. والحمض النووي هو ببساطة شيفرة الحياة، فكر فيه وكأنه كتاب يحمل توجيهات لتصنيع كل شيء في جسم الكائن الحي، فتجد هنا مجموعة من الجينات المسؤولة عن لون الشعر، وأخرى مسؤولة عن طول الجسم، ويمتد الأمر وصولا إلى أدق التراكيب الخلوية في أجسامنا، وبقية الكائنات الحية. بعد ذلك يستخدم الباحثون تقنية كريسبر للتحرير الجيني، هذه التقنية تسمح للعلماء بقص وتعديل الجينات بدقة، ومن ثم يقومون بعملية إضافة، حيث يأخذون الجينات التي حصلوا عليها من الذئب الرهيب، بعد ذلك، تضاف إلى جينات الذئاب الرمادية الحديثة لتتوافق مع السمات الجينية للذئب الرهيب، مما أدى إلى ولادة 3 جِراء تحمل صفات الذئب الرهيب. شملت التعديلات الجينية 20 تعديلًا فريدًا عبر 14 جينًا رئيسيًا، بهدف إعادة إنشاء الصفات المميزة للذئب الرهيب، مثل حجم الجسم الأكبر «لتعكس البنية القوية للذئب الرهيب»، وشكل الجمجمة الأعرض (لتتناسب مع السمات التشريحية للنوع المنقرض)، وفراء أكثر كثافة وطولًا «للتكيف مع البيئات الباردة التي كان يعيش فيها الذئب الرهيب». هل هي حقا ذئاب رهيبة؟ وقد تمكّن العلماء إلى الآن من استخراج أجزاء متفرقة من الحمض النووي للذئب الرهيب، إلا أن هذه الأجزاء لا تكفي لبناء جينوم كامل يتيح إعادة إحياء الكائن بصورة مطابقة. وحتى في حال توفر عدد كبير من شظايا الحمض النووي، فإن ربطها معا بدقة لإنتاج كائن حي مطابق تماما للذئب الرهيب يظل أمرا بالغ الصعوبة في ظل التقنيات الحالية. لهذا السبب، يعتمد العلماء على كائن قريب وراثيا، كالذئب الرمادي، ويقومون بإدخال جينات محددة من الذئب الرهيب تمنحه بعض صفاته المميزة. وقد أثار هذا الإعلان البحثي جدلا واسعًا في المجتمع العلمي، وتعلقت تساؤلات العلماء بما إذا كانت هذه الكائنات المولودة حديثًا تُعتبر بالفعل ذئاب رهيبة حقيقية أم مجرد ذئاب رمادية معدلة وراثيًا، لأنها في النهاية اعتمدت على هيكل لذئب آخر. إلى جانب ذلك، فهذه الكائنات تحمل جينات معدّلة وقد تواجه مشاكل في النمو أو الجهاز المناعي، وكذلك الاندماج مع الكائنات الأخرى، إلى جانب التكيّف العقلي والسلوكي، وهنا ينبع سؤال: هل من الأخلاقي تخليق حيوانات قد تعاني نفسيًا أو صحيًا لكونها «كائنات مصنّعة»؟ ويطرح العلماء في هذا السياق سؤالا آخر: كيف ستعيش هذه الكائنات؟ فالنُظم البيئية التي عاش فيها الذئب الرهيب لم تعد موجودة كما كانت، وإعادة إدخال كائن مفترس كبير الحجم قد يضر بأنواع حيوانات حديثة أو يُحدث خللا في التوازن البيئي. من جانب آخر، فإن هناك مخاوف بشأن ظهور طفرات جديدة غير مدروسة قد تتسبب في تخليق كائنات ذات سلوك عدواني أو غير متوقع.


الشرق السعودية
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الشرق السعودية
القصة الكاملة وراء عودة "الذئاب الرهيبة" للحياة بعد انقراضها
في خطوة مفاجئة، أعلن باحثون "إعادة إحياء" نوع من الذئاب يُعرف بـ"الذئب الرهيب" انقرض قبل آلاف السنين، والذي اشتهر في مسلسل "صراع العروش" (Game of Thrones)، لكن هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً، إذ قال علماء إن الكائن الجديد يعتمد على حيوان موجود بالفعل وتقف شركة "كولوسال بيوساينس" (Colossal Biosciences) المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية وراء هذا الإعلان> وأوضحت الشركة الأميركية أنها استخدمت "الهندسة الوراثية المتقدمة والحمض النووي القديم" لإعادة إحياء 3 جراء من الذئاب الرهيبة، حيث تم استخراج وتحليل الحمض النووي من حفريات قديمة لهذا النوع، بما في ذلك أسنان عمرها 13 ألف عام، وعظمة أذن داخلية عمرها 72 ألف عام. "حدث الانقراض الرباعي" قبل نحو 100 ألف عام، وتحديداً في نهاية العصر البليستوسيني وبداية حقبة الهولوسين، شهدت الأرض تحولات سريعة في درجات الحرارة أدت إلى تقلّص البيئات الطبيعية التي اعتمدت عليها مجموعة كبيرة من الحيوانات الضخمة في الغذاء والتكاثر. في ذلك التوقيت أيضاً، دخل الإنسان العاقل مناطق لم يكن يسكنها من قبل، وكانت تستوطنها الثدييات الضخمة المعروفة بـ"الميجافونا"، مثل الماموث، والقطط ذات الأسنان السيفية، والكسلان العملاق، والإلكة الإيرلندية، والجمال والخيول الأميركية، وكذلك الذئب الرهيب. شكّل البشر والتغيرات المناخية الحادة "عاصفة مثالية" أدّت إلى اختفاء عدد كبير من الأنواع خلال فترة قصيرة نسبياً فيما يُعرف الآن باسم "حدث الانقراض الرباعي". لم يكن ذلك الانقراض متساوياً في جميع أنحاء الأرض، إذ كانت معدلاته أعلى في الأميركتين وأستراليا، حيث دخل الإنسان متأخراً، ما يشير إلى أن الكائنات التي لم تتطوّر جنباً إلى جنب مع الإنسان كانت أكثر عُرضة للانقراض. ومن بين تلك الحيوانات التي تقلصت أعدادها بشدة "الذئب الرهيب" حتى أنها انقرضت بشكل كامل قبل نحو 10 آلاف عام، فما هي حكايتها؟ قصة ترويها حفريات تعود أولى الاكتشافات المعروفة لبقايا الذئب الرهيب إلى عام 1854، حين تم العثور على فك وأسنان متحجرة في قاع نهر أوهايو قرب مدينة إيفانسفيل بولاية إنديانا الأميركية. وأطلق عليه عالم الأحافير جوزيف ليدي لاحقاً اسم Canis Dirus، أي "الذئب المروّع"، ليتحول لاحقاً إلى اسم أكثر دقة تصنيفياً Aenocyon dirus، والذي يعني حرفياً "الذئب الرهيب". انتشر الذئب الرهيب في الأميركيتين الشمالية والجنوبية، حيث سكن السهول والأراضي العشبية وبعض المناطق الجبلية والغابات، بينما وُجدت أحافيره في مواقع تراوحت بين مستوى سطح البحر وحتى ارتفاع 2255 متراً. ومن المثير للانتباه أن حضوره كان نادراً في المناطق الواقعة شمال خط عرض 42 درجة، ما يشير إلى تقييده بظروف مناخية معينة، أو بتوافر فرائسه الأساسية. ورغم أن الذئب الرهيب يُشبه الذئب الرمادي الحديث في الحجم، إلا أنه اختلف عنه في عدة جوانب، إذ إن متوسط وزنه تراوح بين 60 إلى 68 كيلوجراماً، ما يجعله من أثقل الذئاب المعروفة، وبالتالي كان يتمتع ببنية قوية تتناسب مع أسلوب حياته كصياد في بيئات قاسية، كما أن أسنانه كانت أكبر وأكثر فتكاً، وتمتلك قدرة قص قوية مصممة لتمزيق لحم الحيوانات الضخمة، وهو ما يُعدّ ميزة حاسمة أثناء افتراسه للفرائس الكبيرة. وكانت عضّته الأقوى بين جميع أنواع "كانيس" (Canis) المعروفة، ما جعلها مناسبة لمهاجمة الحيوانات الضخمة مثل البيسون القديم والخيول البدائية. وتكيَّف الذئب الرهيب بشكل ممتاز لافتراس ما يُعرف بـ"الضواري العملاقة" مثل الظباء القزمة والجمال الأميركية، التي كانت تشكّل جزءاً رئيسياً من نظامه الغذائي، إذ كانت تركيبته الجسدية القوية، وتكيّفه البيولوجي جعلته واحداً من أبرز المفترسات في عصره. ولأكثر من قرن، اعتُبر الذئب الرهيب جزءاً من جنس الذئاب المعروف باسم Canis، لكن دراسة في عام 2021 قلبت الموازين، إذ أظهرت تحاليل الحمض النووي أن هذا الحيوان يُشكّل سلالة تطورية منفصلة كلياً، ما يبرر فصله ضمن جنس خاص به يُعرف باسم "أينوسيون" (Aenocyon). في الأيام الأخيرة، أثارت شركة "كولوسال بايوساينس" الجدل بإعلانها إنتاج جراء تحمل سمات الذئب الرهيب، عبر تعديل جيني في أجنة ذئاب رمادية، مستعينة بشظايا من الحمض النووي القديم من خلال هندسة جينية دقيقة واستخدام الحمض النووي القديم المحفوظ، بعد أن تمكَّن الباحثون من فك شفرة جينوم هذه الذئاب الأسطورية، ثم أعادوا كتابة الشفرة الجينية للذئب الرمادي العادي لتطابقها. وباستخدام كلاب مستأنسة كأمهات بديلة، وُلد رومولوس وريموس وأختهما خاليسي في 3 ولادات منفصلة في الخريف والشتاء الماضيين. كيف عادت "الذئاب الرهيبة" للحياة؟ تتمثل أكبر تحديات إعادة الذئب الرهيب في الاختلاف الجيني بينه وبين أقرب أقاربه المعاصرين، مثل الذئب الرمادي، حيث إن تركيبته الجينية لا تتشابه بشكل كبير مع أي من عينات الكائنات الحديثة، ويجعل هذا إعادة تكوينه أمراً صعباً، ولكن من خلال العمل الجاد والتقنيات المتطورة، أصبحت عملية استعادة الأنواع المفقودة ممكنة. تتضمن هذه العملية استخدام تقنيات حديثة مثل تسلسل الحمض النووي القديم وتحليل الصفات متعددة الأنساب، وتحرير الجينات عبر تقنيات الهندسة الجينية المتقدمة، واستنساخ الخلايا الجذعية. وقد أسفرت هذه التقنيات عن أكبر عدد من التعديلات الجينية الدقيقة في كائن فقاري صحي حتى الآن، ما يمهد الطريق لإمكانية استعادة العديد من الأنواع المفقودة في المستقبل. كيف وُلدت الذئاب الرهيبة؟ تم الحمل في الذئاب الرهيبة من خلال عملية معقدة باستخدام تقنيات متطورة في علم الوراثة، حيث استخدمت الشركة المسؤولة عن المشروع تقنيات تعديل الجينات واستنساخ الخلايا لإعادة إنتاج ذئاب رهيبة باستخدام خلايا من ذئاب رمادية الحديثة، والتي تم تعديلها وراثياً لتحتوي على مواد وراثية من الحيوان المنقرض. في البداية، يتم البحث عن العظام أو الأسنان أو أي بقايا أخرى للذئب الرهيب في مواقع حفر قديمة مثل مستنقعات القطران في لا بريا (La Brea Tar Pits) أو مواقع أثرية أخرى تحتوي على طبقات غنية بالبقايا الأحفورية التي تتمكن من الحفاظ على الحمض النووي، خاصة في الأنسجة الأكثر مقاومة مثل الأسنان والعظام. وبين أيدي العلماء، تحولت بقايا عظمية إلى كنز جيني ثمين، "سنٌ متحجر يعود إلى 13 ألف عام، وعظمة أذن داخلية تجاوز عمرها 72 ألف عام"، وباستخدام التقنيات الجينية، نجح الفريق في فك شفرة جينوم الذئب الرهيب بدقة مذهلة، تفوق أي تسجيل سابق بـ500 ضعف. بعد العثور على العينات المتحجرة، بدأت عملية استخراج الحمض النووي من الأنسجة المتوفرة. وفي الغالب، تكون العينات متدهورة ومجزأة بسبب عوامل الزمن مثل الأكسدة والتدهور البيولوجي. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال من الممكن استخراج أجزاء صغيرة من الحمض النووي باستخدام تقنيات دقيقة ومتطورة مثل التسلسل الجيني والتسلسل عالي الدقة، والتي تتيح تحديد الحمض النووي المتبقي رغم تدهوره، وباستخدام هذه الطرق، استخلص العلماء قطعاً صغيرة من الحمض النووي لينشئوا "مخطط جيني" للكائن. وبعد ذلك؛ حلل العلماء الحمض النووي المتدهور للذئب الرهيب لتحديد الجينات الأساسية التي تميز هذا النوع عن الذئب الرمادي، وتطلَّب هذا التحليل تقنيات عالية في تسلسل الجينات وتحديد التسلسل الجيني المفقود، أو المشوه في العينة القديمة، وتحديد الجينات الفريدة التي تميز الذئب الرهيب عن الأنواع الأخرى وهو الأمر الذي مكن العلماء من عزل الجينات التي تساهم في صفات معينة مثل حجم الجسم، وشكل الرأس، وفكوك الذئب الرهيب. وفحص العلماء المواد الوراثية المستخلصة للتأكد من صحتها ودقتها، ففي كثير من الأحيان، يكون الحمض النووي المأخوذ من العينات المتحجرة مشوّهاً، لذا تعيَّن استخدام تقنيات لتصحيح، أو إعادة بناء الأجزاء المفقودة من الجينوم والتعويض عن الجينات المفقودة، أو المتدهورة باستخدام معلومات جينية من الكائنات القريبة عبر مقارنة الجينوم المستخلص من الحمض النووي القديم مع الجينوم الخاص بالذئب الرمادي، أو الأنواع القريبة الأخرى لتحديد التغيرات الجينية المهمة. تقنية "كريسبر" استخدم الباحثون تقنية "كريسبر" الثورية لإعادة برمجة الحمض النووي لخلايا الذئب الرمادي، مستهدفين 20 موقعاً حيوياً في 14 جيناً مسؤولاً عن السمات المميزة للذئب الرهيب، فتحولت الخلايا المعدلة إلى نسخة جينية معاصرة تحاكي بنيته العضلية الفريدة، وجمجمته الضخمة، وفرائه الشاحب الذي كان يزين سهول العصر الجليدي. وتُعد تقنية "كريسبر-كاس9" (CRISPR/Cas9) أداة ثورية في الهندسة الوراثية، إذ تُشبه مقصاً جزيئياً دقيقاً قادراً على تعديل الحمض النووي بدقة غير مسبوقة تعتمد على نظام مناعي موجود طبيعياً في البكتيريا، حيث تستخدمه للدفاع عن نفسها ضد الفيروسات عن طريق قطع أجزاء من الحمض النووي الفيروسي وتخزينها في مناطق خاصة تُسمى "كريسبر". وعند مهاجمة الفيروس مجدداً، تتعرف البكتيريا على الحمض النووي المعادي، وتقطعه باستخدام "إنزيم كاس9" المرشد بواسطة جزيء حمض نووي. في المختبر، طوّر العلماء هذه الآلية لتصبح أداة قوية للتعديل الجيني، حيث يتم تصميم دليل لحمض نووي اصطناعي ليقود "إنزيم كاس9" إلى موقع محدد في الجينوم المستهدف. وبمجرد الوصول، يقطع الإنزيم الحمض النووي في ذلك الموقع بالضبط، ما يسمح للعلماء بحذف أو إضافة أو استبدال أجزاء من المادة الوراثية. وبعد تحديد الجينات الأساسية التي تميّز الذئب الرهيب، تم تحديد الجينات المسؤولة عن الصفات مثل الحجم، وقوة الفك، وطبيعة الأسنان، وهي الصفات التي تُميّز الذئب الرهيب عن الذئب الرمادي. وفي الخطوة التالية، تم نقل تلك الجينات إلى خلايا ذئاب رمادية حية باستخدام تقنيات التعديل الجيني عبر استخدام خلايا من ذئاب رمادية معدلة وراثياً، وتخصيبها باستخدام تقنيات الاستنساخ المتقدمة، ثم تم زرع الأجنة المعدلة في أمهات بديلة من الكلاب المنزلية، حيث تم مراقبة الحمل بعناية. وبحسب ما نقلت مجلة "تايم"، قال المؤسس المشارك لشركة "كولوسال" وأستاذ الوراثة في كل من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، جورج تشيرش، إنه "يمكن أخذ أنبوب من الدم وزراعته واستنساخه بكفاءة عالية. نعتقد أنها ستكون بمثابة تغيير لقواعد اللعبة". وأضاف تشيرش أن عملية أخذ العينات الخلوية الأقل تدخلاً ستسهل الإجراء على الحيوانات، وأن نجاح أساليب شركة كولوسال في هذه التجربة الأولى يعزز ثقتها في أنها على المسار الصحيح لتحقيق الاستنساخ وإعادة الحياة بشكل أوسع. وخلال فترات حملهن، احتفظ العلماء بالأمهات من الذئاب في منشأة العناية بالحيوانات التابعة لشركة "كولوسال"، حيث كانت تُراقب بانتظام، وتُجرى لها فحوصات بالموجات فوق الصوتية أسبوعياً من قِبَل العلماء البيطريين وفريق الموظفين. ووُلدت جميع الذئاب الثلاثة من خلال عملية قيصرية مخططة لتقليل مخاطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة، ثم قام فريق مكون من أربعة أشخاص بإجراء الجراحة ورفع الجراء من أرحامهن، بينما قام أربعة آخرون بتنظيف المواليد الجدد، واهتم الفريق الجراحي بالأم أثناء تعافيها من التخدير. وتغذّى الجراء من الأم البديلة لبضعة أيام فقط، بعدها قامت شركة كولوسال بإزالتهما من عندها، وأطعمتهم عبر الزجاجة، لأن الأم البديلة أصبحت مفرطة في الاهتمام، ما أدى إلى تعطيل جدول نومهم ورضاعتهم المنتظم، ثم تم فطامهم في سن ثمانية أسابيع ومنذ ذلك الحين عاشوا حياة صحية كذئاب رهيبة شابة. ومنذ ولادتها، تعيش الذئاب الرهيبة في محمية بيئية مساحتها 2000 فدان في موقع ما في الولايات المتحدة، والذي تحافظ "كولوسال" عليه سرياً لحماية الحيوانات. وتحيط بالمحمية سياجاً بارتفاع 3 أمتار، وتشمل موقعاً أصغر بمساحة 6 أفدنة يحتوي على عيادة بيطرية، ومأوى للظروف الجوية القاسية، وأوكاراً طبيعية حيث يمكن للذئاب تلبية رغبتها الفطرية في الحصول على ملاذ آمن، كما يعمل طاقم من الأطباء البيطريين على مراقبة الحيوانات على مدار الساعة. يتم إطعام الذئاب نظاماً غذائياً يحتوي على لحوم الأبقار والخيول والغزلان، بالإضافة إلى الكبد وأعضاء أخرى، مع طعام الجراء لتوفير العناصر الغذائية الحيوية. وعندما كانت في مرحلة الفطام، كانت اللحوم تقدم مهروسة، وهو مشابه للحوم شبه المهضومة التي قد تعيد الأم تقيؤها لتغذية صغارها. أما الآن فيتم تقديم الطعام كاملاً حتى تتمكن الذئاب من تمزيقه كما لو كانت قد اصطادته، لكنها لم تقتل أي فريسة حية حتى اللحظة. وبدأت الجراء بالفعل في إظهار سلوكيات قد تساعدهم في البرية، لكنها لا تفيدهم كثيراً في شبه الأَسْر، إذ بدأوا في العواء عندما كانوا في عمر أسبوعين فقط، وفي وقت مبكر بدأوا في التسلل ومطاردة الأوراق أو أي شيء يتحرك. كما أظهروا الحذر الذئبي، حيث كانوا يركضون للاختباء في الأماكن المظلمة إذا تم مفاجأتهم أو شعورهم بالخطر. "ليس ذئبا رهيباً" وعلى الرغم من الضجة العالمية التي رافقت هذا الإعلان، قال علماء مستقلون إن "الذئب الرهيب" الذي يحتل المشهد الإعلامي حالياً "ليس ذئبًا رهيبًا على الإطلاق". وأشار المعارضون إلى أن من المهم أن نفهم أن "الذئب الرهيب" الذي يتم الحديث عنه ليس بالضرورة هو الكائن نفسه الذي كان يعيش في العصر الجليدي، فبدلاً من إحياء الكائن من خلال استخراج حمض نووي حي من عظام أو بقايا حية، اعتمد العلماء على التعديل الجيني باستخدام تقنيات حديثة مثل تعديل الجينات وتكنولوجيا الاستنساخ، وهو ما يجعل الكائن المعدل يختلف تماماً عن نظيره التاريخي. فيما لفت بعض العلماء إلى أن الجينات التي تم تعديلها قد تكون استوفت بعض المتطلبات الجينية التي تُميّز "الذئب الرهيب" عن الذئب الرمادي، ولكن هذا لا يعني أن الكائن الناتج سيحاكي السلوكيات أو الخصائص البيولوجية لهذا الكائن المنقرض بشكل كامل، إذ أن هذا الكائن هو نتيجة تجربة علمية تهدف إلى تكييف الذئب الرمادي ليشبه الذئب الرهيب، ولكنه لا يرقى إلى مستوى إعادة إحياء "حقيقي" للكائن. ومن أحد الجوانب التي أثارت الجدل هو أن العلماء لا يقومون بإعادة إحياء "الذئب الرهيب" بشكل كامل، وبدلاً من ذلك، يتم إدخال بعض الجينات التي يمكن أن تكون قد ميَّزته عن غيره من الحيوانات المنقرضة في ذلك الوقت، مثل الجينات المسؤولة عن السلوك أو المظهر أو القدرة على التكيف مع البيئات الباردة. ولكن هذه العملية لا تعيد الخصائص البيولوجية كافة، الاجتماعية أو السلوكية، التي كانت موجودة في ذئاب العصر الجليدي. كما أن العديد من الجينات التي يتم تعديلها تركز على الخصائص الظاهرة فقط مثل الفرو السميك، أو تكوين الجسم الذي يتكيف مع البرودة، ولا يمكن اعتبار هذه التعديلات وحدها كافية لإعادة إحياء كائن كامل المعالم والقدرات مثل ذئب العصر الجليدي، الذي كان يعيش في بيئات مختلفة تماماً عن أي مكان نعرفه اليوم. ومن أكثر الانتقادات التي وجهت لهذه العملية هي أنها قد تفتقر إلى محاكاة سلوكيات الذئب الرهيب الحقيقي، فعلى الرغم من أنها كانت حيوانات ضخمة وقوية، تتمتع بقدرة هائلة على اصطفاف أعداد كبيرة من الفرائس في بيئات معقدة مثل السهول المتجمدة في العصر الجليدي، فإن إعادة تكوين هذه القدرات لا يمكن أن تتم فقط من خلال تعديل الجينات. وتطلب إعادة إحياء مثل هذا الحيوان إعادة تشكيل البيئة التي عاش فيها، ومعها أساليب الصيد والسلوكيات الاجتماعية المعقدة التي تميزت بها هذه الأنواع. كما أن تكيُّف الذئب الرهيب مع بيئات قاسية قد يكون له علاقة بمجموعات من الجينات المعقدة التي تتفاعل مع بيئة معينة بشكل لا يمكن محاكاته في بيئة محدّثة في زمننا الحالي، وبالتالي، قد تظل هذه الذئاب المعدلة حيوانات تفتقر إلى بعض الجوانب الحيوية التي كانت تُميّز ذئاب العصر الجليدي. ويثير إعادة الحيوانات المنقرضة للحياة العديد من القضايا البيئية والأخلاقية، ومن بينها مدى تأثير هذه الحيوانات المعدلة وراثياً على البيئة الحالية. وعلى الرغم من التقدم العلمي الذي تحقق في التعديل الجيني، فإن إعادة إدخال مثل هذه الأنواع إلى بيئات غير طبيعية قد تؤدي إلى اختلالات بيئية خطيرة، إذ كيف ستتفاعل الذئاب المعدلة مع الأنواع الأخرى في النظام البيئي؟ وهل ستكون قادرة على الاندماج مع حيوانات العصر الحديث؟ وبالإضافة إلى الاعتبارات البيئية، هناك أيضاً مسائل أخلاقية تتعلق بمحاكاة كائنات منقرضة، فهل يجب على الإنسان التدخل في الطبيعة بهذا الشكل؟ إذ يرى البعض أن هذا النوع من التعديل الجيني قد يكون غير أخلاقي، وأنه من الأفضل الحفاظ على الأنواع الحالية بدلاً من محاولة إحياء أنواع قضت وقد لا تكون ملائمة للحياة في العصر الحالي.


الأسبوع
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الأسبوع
عودة من الانقراض بعد 10 آلاف.. نجاح تجربة إعادة الذئب الرهيب إلى الحياة
الذئب الرهيب دعاء عبد العزيز عودة الذئب الرهيب للحياة.. أعلن باحثون من شركة كولوسال بيوساينس، الأمريكية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، نجاحها في إحياء نوع منقرض من الذئاب يُعرف باسم الذئب الرهيب الذي انقرض منذ أكثر من 10 آلاف عام. وأثار هذا الإعلان جدلا كبيرا في الأوساط العلمية والأخلاقية، وخاصة أن هذا الذئب الجديد يعتمد على حيوان موجود أصلا، ولا يستند إلى الجينوم الكامل لـ للذئب الرهيب، وفي الوقت نفسه فإن منجزات من هذا النوع تفتح آفاقًا جديدة في مجال إعادة إحياء الأنواع المنقرضة. إعادة الذئب الرهيب للحياة يذكر أن هذا النوع من الذئاب عاش في أمريكا الشمالية وأجزاء من الجنوبية، وتسيد الغابات طوال فترة بدأت منذ نحو 250 ألف سنة، وصولا إلى نهاية العصر الجليدي الأخير. واكتشف العلماء وجوده بعد أن عثروا على أكثر من 4 آلاف هيكل عظمي في حفرة قطران لابريا في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، والتي تعد من أغنى مواقع الحفريات في العالم، خاصة لحيوانات العصر الجليدي. وتشير الأبحاث التي درست جمجمتها الثقيلة وفكها القوي، إلى أن هذه الحيوانات كانت أكثر اعتمادًا على القوة وليس السرعة أو الذكاء العالي. إعادة الذئب الرهيب للحياة ويعتقد العلماء أن تغير المناخ بعد العصر الجليدي، ومن ثم انقراض الفرائس الكبيرة التي كان يعتمد عليها الذئب الرهيب مثل الماموث والبيسون القديم، كانت من أسباب انقراضه، إلى جانب منافسة الذئب الرمادي الذي كان أكثر قدرة على التكيّف مع الفرائس الأصغر. من جهة أخري، اعتمدت شركة كولوسال بيوساينس على تقنيات الهندسة الوراثية المتقدمة لإعادة إحياء الذئب الرهيب، حيث تم استخراج وتحليل الحمض النووي من حفريات قديمة للذئاب من هذا النوع، بما في ذلك أسنان عمرها 13 ألف عام وعظمة أذن داخلية عمرها 72 ألف عام. والحمض النووي هو ببساطة شيفرة الحياة، فكر فيه وكأنه كتاب يحمل توجيهات لتصنيع كل شيء في جسم الكائن الحي، فتجد هنا مجموعة من الجينات المسؤولة عن لون الشعر، وأخرى مسؤولة عن طول الجسم، ويمتد الأمر وصولا إلى أدق التراكيب الخلوية في أجسامنا، وبقية الكائنات الحية. إعادة الذئب الرهيب للحياة بعد ذلك يستخدم الباحثون تقنية كريسبر للتحرير الجيني، هذه التقنية تسمح للعلماء بقص وتعديل الجينات بدقة، ومن ثم يقومون بعملية إضافة، حيث يأخذون الجينات التي حصلوا عليها من الذئب الرهيب، بعد ذلك، تضاف إلى جينات الذئاب الرمادية الحديثة لتتوافق مع السمات الجينية للذئب الرهيب، مما أدى إلى ولادة 3 جِراء تحمل صفات الذئب الرهيب. وذكر أن شملت التعديلات الجينية 20 تعديلًا فريدًا عبر 14 جينا رئيسيا، بهدف إعادة إنشاء الصفات المميزة للذئب الرهيب، مثل حجم الجسم الأكبر لتعكس البنية القوية للذئب الرهيب، وشكل الجمجمة الأعرض لتتناسب مع السمات التشريحية للنوع المنقرض)، وفراء أكثر كثافة وطولًا (للتكيف مع البيئات الباردة التي كان يعيش فيها الذئب الرهيب. الحمض النووي للذئب الرهيب وقد تمكن العلماء إلى الآن من استخراج أجزاء متفرقة من الحمض النووي للذئب الرهيب، إلا أن هذه الأجزاء لا تكفي لبناء جينوم كامل يتيح إعادة إحياء الكائن بصورة مطابقة. وحتى في حال توفر عدد كبير من شظايا الحمض النووي، فإن ربطها معا بدقة لإنتاج كائن حي مطابق تماما للذئب الرهيب يظل أمرا بالغ الصعوبة في ظل التقنيات الحالية. إعادة الذئب الرهيب للحياة وقد أثار هذا الإعلان البحثي جدلا كبيرا للغاية في المجتمع العلمي، وتعلقت تساؤلات العلماء بما إذا كانت هذه الكائنات المولودة حديثًا تُعتبر بالفعل ذئاب رهيبة حقيقية أم مجرد ذئاب رمادية معدلة وراثيًا، لأنها في النهاية اعتمدت على هيكل لذئب آخر. إلى جانب ذلك، فهذه الكائنات تحمل جينات معدّلة وقد تواجه مشاكل في النمو أو الجهاز المناعي، وكذلك الاندماج مع الكائنات الأخرى، إلى جانب التكيّف العقلي والسلوكي. لم يوقف العلماء في شركة كولوسال بيوساينس كما يبدو عن الاستمرار في عملهم، حيث يسعون لتطبيق تقنياتها في مجالات أخرى، مثل إحياء نمر تسمانيا، لإعادة التوازن إلى النظم البيئية في أستراليا. إعادة الذئب الرهيب للحياة بالإضافة إلى ذلك، تهدف الشركة إلى استخدام تقنياتها في حفظ الأنواع المهددة بالانقراض، مثل الذئاب الحمراء، من خلال تعزيز التنوع الجيني وتحسين برامج التكاثر. وفي مارس الماضي، تمكن العلماء من الشركة نفسها من هندسة الفئران وراثيا لتمتلك صفات تشبه الأنواع المنقرضة مثل الماموث الصوفي، الذي عاش في التندرا المتجمدة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية حتى انقرض منذ نحو 4 آلاف عام.


الأسبوع
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الأسبوع
بعد 10 آلاف عام من انقراضه.. علماء يعيدون «الذئب الرهيب» إلى الحياة
الذئب الرهيب الذئب الرهيب.. إحياء الموتى أو إعادة حيوان منقرض للحياة يعد من المخيلات التي تأتي للعقل البشري، ولكن لا يمكن أن تستوعبها الحقيقة، ودائما ما تراه الغالبية العظمى من البشرية ضربا من المستحيل، ولكن المفاجأة الكبرى هي ما أعلنه عدد من الباحثين من شركة «كولوسال بيوساينس»، بإعادتهم الذئب الرهيب إلى الحياة من جديد. إحياء الذئب الرهيب باحثون من شركة «كولوسال بيوساينس»، وهي شركة أميركية متخصصة في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، أعلنوا نجاحهم في «إحياء» نوع منقرض من الذئاب يُعرف باسم «الذئب الرهيب» الذي انقرض منذ أكثر من 10 آلاف عام. كان الإعلان قنبلة موقوتة فجرت موجة من التساؤلات في الأوساط العلمية والأخلاقية، خصوصا أن هذا الذئب الجديد يعتمد على حيوان موجود أصلا، ولا يستند إلى الجينوم الكامل للذئب الرهيب. «الذئب الرهيب» سيد الجليد تسيد «الذئب الرهيب» الغابات المتواجدة في أميركا الشمالية وفي أجزاء من أميركا الجنوبية، طوال فترة بدأت من نحو 250 ألف سنة، وصولا إلى نهاية العصر الجليدي الأخير. وعلم العلماء بوجوده بعد أن عثروا على أكثر من 4 آلاف هيكل عظمي تم اكتشافها في حفرة قطران لابريا في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، والتي تعد من أغنى مواقع الحفريات في العالم، خاصة لحيوانات العصر الجليدي. كما يُعتقد أن الذئاب الرهيبة كانت تعيش وتصيد في مجموعات، مثل الذئاب الحديثة، وكانت قادرة على قتل فرائس كبيرة جدًا عبر التعاون الجماعي. وتشير الأبحاث التي درست جمجمتها الثقيلة وفكها القوي، إلى أن هذه الحيوانات كانت أكثر اعتمادًا على القوة وليس السرعة أو الذكاء العالي. ويعتقد العلماء أن تغير المناخ بعد العصر الجليدي، ومن ثم انقراض الفرائس الكبيرة التي كان يعتمد عليها الذئب الرهيب مثل الماموث والبيسون القديم، كانت من أسباب انقراضه، إلى جانب منافسة الذئب الرمادي الذي كان أكثر قدرة على التكيّف مع الفرائس الأصغر. واكتسب الذئب الرهيب أهمية ثقافية خاصة، نظرًا لحجمه الضخم ونمط حياته المرعب، ولذلك استلهم منه الكلب المخيف الذي ظهر في مسلسل «صراع العروش». كيف تم إعادة إحياء الذئب الرهيب اعتمدت شركة كولوسال بيوساينس على تقنيات الهندسة الوراثية المتقدمة لإعادة إحياء الذئب الرهيب، حيث تم استخراج وتحليل الحمض النووي من حفريات قديمة للذئاب من هذا النوع، بما في ذلك أسنان عمرها 13 ألف عام وعظمة أذن داخلية عمرها 72 ألف عام. والحمض النووي هو ببساطة شيفرة الحياة، فكر فيه وكأنه كتاب يحمل توجيهات لتصنيع كل شيء في جسم الكائن الحي، فتجد هنا مجموعة من الجينات المسؤولة عن لون الشعر، وأخرى مسؤولة عن طول الجسم، ويمتد الأمر وصولا إلى أدق التراكيب الخلوية في أجسامنا، وبقية الكائنات الحية. بعد ذلك يستخدم الباحثون تقنية كريسبر للتحرير الجيني، هذه التقنية تسمح للعلماء بقص وتعديل الجينات بدقة، ومن ثم يقومون بعملية إضافة، حيث يأخذون الجينات التي حصلوا عليها من الذئب الرهيب، بعد ذلك، تضاف إلى جينات الذئاب الرمادية الحديثة لتتوافق مع السمات الجينية للذئب الرهيب، مما أدى إلى ولادة 3 جِراء تحمل صفات الذئب الرهيب. شملت التعديلات الجينية 20 تعديلًا فريدًا عبر 14 جينًا رئيسيًا، بهدف إعادة إنشاء الصفات المميزة للذئب الرهيب، مثل حجم الجسم الأكبر «لتعكس البنية القوية للذئب الرهيب»، وشكل الجمجمة الأعرض (لتتناسب مع السمات التشريحية للنوع المنقرض)، وفراء أكثر كثافة وطولًا «للتكيف مع البيئات الباردة التي كان يعيش فيها الذئب الرهيب». هل هي حقا ذئاب رهيبة؟ وقد تمكّن العلماء إلى الآن من استخراج أجزاء متفرقة من الحمض النووي للذئب الرهيب، إلا أن هذه الأجزاء لا تكفي لبناء جينوم كامل يتيح إعادة إحياء الكائن بصورة مطابقة. وحتى في حال توفر عدد كبير من شظايا الحمض النووي، فإن ربطها معا بدقة لإنتاج كائن حي مطابق تماما للذئب الرهيب يظل أمرا بالغ الصعوبة في ظل التقنيات الحالية. لهذا السبب، يعتمد العلماء على كائن قريب وراثيا، كالذئب الرمادي، ويقومون بإدخال جينات محددة من الذئب الرهيب تمنحه بعض صفاته المميزة. وقد أثار هذا الإعلان البحثي جدلا واسعًا في المجتمع العلمي، وتعلقت تساؤلات العلماء بما إذا كانت هذه الكائنات المولودة حديثًا تُعتبر بالفعل ذئاب رهيبة حقيقية أم مجرد ذئاب رمادية معدلة وراثيًا، لأنها في النهاية اعتمدت على هيكل لذئب آخر. إلى جانب ذلك، فهذه الكائنات تحمل جينات معدّلة وقد تواجه مشاكل في النمو أو الجهاز المناعي، وكذلك الاندماج مع الكائنات الأخرى، إلى جانب التكيّف العقلي والسلوكي، وهنا ينبع سؤال: هل من الأخلاقي تخليق حيوانات قد تعاني نفسيًا أو صحيًا لكونها «كائنات مصنّعة»؟ ويطرح العلماء في هذا السياق سؤالا آخر: كيف ستعيش هذه الكائنات؟ فالنُظم البيئية التي عاش فيها الذئب الرهيب لم تعد موجودة كما كانت، وإعادة إدخال كائن مفترس كبير الحجم قد يضر بأنواع حيوانات حديثة أو يُحدث خللا في التوازن البيئي. من جانب آخر، فإن هناك مخاوف بشأن ظهور طفرات جديدة غير مدروسة قد تتسبب في تخليق كائنات ذات سلوك عدواني أو غير متوقع.


الجزيرة
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
علماء يعيدون "الذئب الرهيب" للحياة بعد 10 آلاف سنة من الانقراض
في خطوة غير مسبوقة في مجال علم الأحياء والوراثة، أعلن باحثون من شركة "كولوسال بيوساينس"، وهي شركة أميركية متخصصة في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، عن نجاحها في "إحياء" نوع منقرض من الذئاب يُعرف باسم الذئب الرهيب الذي انقرض منذ أكثر من 10 آلاف عام. أثار الإعلان جدلا واسعًا في الأوساط العلمية والأخلاقية، وفي الوقت نفسه فإن منجزات من هذا النوع تفتح آفاقًا جديدة في مجال إعادة إحياء الأنواع المنقرضة. سيد الجليد عاش هذا النوع من الذئاب في أميركا الشمالية وأجزاء من أميركا الجنوبية، وتسيد الغابات طوال فترة بدأت من نحو 250 ألف سنة، وصولا إلى نهاية العصر الجليدي الأخير. وقد علم العلماء بوجوده بعد أن عثروا على أكثر من 4 آلاف هيكل عظمي تم اكتشافها في حفرة قطران لابريا في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، والتي تعد من أغنى مواقع الحفريات في العالم، خاصة لحيوانات العصر الجليدي. ويُعتقد أن الذئاب الرهيبة كانت تعيش وتصيد في مجموعات، مثل الذئاب الحديثة، كانت قادرة على قتل فرائس كبيرة جدًا عبر التعاون الجماعي. وتشير الأبحاث التي درست جمجمتها الثقيلة وفكها القوي، إلى أن هذه الحيوانات كانت أكثر اعتمادًا على القوة وليس السرعة أو الذكاء العالي. إعلان ويعتقد العلماء أن تغير المناخ بعد العصر الجليدي، ومن ثم انقراض الفرائس الكبيرة التي كان يعتمد عليها الذئب الرهيب مثل الماموث والبيسون القديم، كانت من أسباب انقراضه، إلى جانب منافسة الذئب الرمادي الذي كان أكثر قدرة على التكيّف مع الفرائس الأصغر. واكتسب الذئب الرهيب أهمية ثقافية خاصة، نظرا لحجمه الضخم ونمط حياته المرعب، ولذلك استلهم منه الكلب المخيف الذي ظهر في مسلسل "صراع العروش". كيف أعادوه للحياة؟ اعتمدت شركة كولوسال بيوساينس على تقنيات الهندسة الوراثية المتقدمة لإعادة إحياء الذئب الرهيب، حيث تم استخراج وتحليل الحمض النووي من حفريات قديمة للذئاب من هذا النوع، بما في ذلك أسنان عمرها 13 ألف عام وعظمة أذن داخلية عمرها 72 ألف عام. والحمض النووي هو ببساطة شيفرة الحياة، فكر فيه وكأنه كتاب يحمل توجيهات لتصنيع كل شيء في جسم الكائن الحي، فتجد هنا مجموعة من الجينات المسؤولة عن لون الشعر، وأخرى مسؤولة عن طول الجسم، ويمتد الأمر وصولا إلى أدق التراكيب الخلوية في أجسامنا، وبقية الكائنات الحية. بعد ذلك يستخدم الباحثون تقنية كريسبر للتحرير الجيني، هذه التقنية تسمح للعلماء بقص وتعديل الجينات بدقة، ومن ثم يقومون بعملية إضافة، حيث يأخذون الجينات التي حصلوا عليها من الذئب الرهيب، بعد ذلك، تضاف إلى جينات الذئاب الرمادية الحديثة لتتوافق مع السمات الجينية للذئب الرهيب، مما أدى إلى ولادة 3 جِراء تحمل صفات الذئب الرهيب. شملت التعديلات الجينية 20 تعديلًا فريدًا عبر 14 جينًا رئيسيًا، بهدف إعادة إنشاء الصفات المميزة للذئب الرهيب، مثل حجم الجسم الأكبر (لتعكس البنية القوية للذئب الرهيب)، وشكل الجمجمة الأعرض (لتتناسب مع السمات التشريحية للنوع المنقرض)، وفراء أكثر كثافة وطولًا (للتكيف مع البيئات الباردة التي كان يعيش فيها الذئب الرهيب). هل هي حقا ذئاب رهيبة؟ أثار هذا الإعلان البحثي جدلا واسعًا في المجتمع العلمي، وتعلقت تساؤلات العلماء بما إذا كانت هذه الكائنات المولودة حديثًا تُعتبر بالفعل ذئاب رُعب حقيقية أم مجرد ذئاب رمادية معدلة وراثيًا، لأنها في النهاية اعتمدت على هيكل لذئب آخر. إلى جانب ذلك، فهذه الكائنات تحمل جينات معدّلة وقد تواجه مشاكل في النمو أو الجهاز المناعي، وكذلك الاندماج مع الكائنات الأخرى، إلى جانب التكيّف العقلي والسلوكي، وهنا ينبع سؤال: هل من الأخلاقي تخليق حيوانات قد تعاني نفسيًا أو صحيًا لكونها "كائنات مصنّعة"؟ ويطرح العلماء في هذا السياق سؤالا آخر: هل ستعيش هذه الكائنات؟ فالنُظم البيئية التي عاش فيها ذئب الرعب لم تعد موجودة كما كانت، وإعادة إدخال كائن مفترس كبير الحجم قد يضر بأنواع حيوانات حديثة أو يُحدث خللا في التوازن البيئي. من جانب آخر، فإن هناك مخاوف بشأن ظهور طفرات جديدة غير مدروسة قد تتسبب في تخليق كائنات ذات سلوك عدواني أو غير متوقع. مستقبل جديد للانقراض! ولكن ما سبق لم يوقف العلماء في شركة كولوسال بيوساينس كما يبدو عن الاستمرار في عملهم، حيث يسعون لتطبيق تقنياتها في مجالات أخرى، مثل إحياء نمر تسمانيا، لإعادة التوازن إلى النظم البيئية في أستراليا. بالإضافة إلى ذلك، تهدف الشركة إلى استخدام تقنياتها في حفظ الأنواع المهددة بالانقراض، مثل الذئاب الحمراء، من خلال تعزيز التنوع الجيني وتحسين برامج التكاثر. وفي مارس/آذار الماضي ، تمكن العلماء من الشركة نفسها من هندسة الفئران وراثيا لتمتلك صفات تشبه الأنواع المنقرضة مثل الماموث الصوفي، الذي عاش في التندرا المتجمدة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية حتى انقرض منذ نحو 4 آلاف عام. ولاقت الشركة نفسها شهرة واسعة عام 2021 عندما كشفت عن خطة طموحة لإحياء الماموث الصوفي ولاحقا طائر الدودو المنقرض. ومنذ ذلك الحين، ركزت الشركة على تحديد السمات الرئيسة للحيوانات المنقرضة بدراسة الحمض النووي القديم، بهدف هندسته وراثيا وتحويله إلى حيوانات حية.