#أحدث الأخبار مع #لحسندسيبديلمنذ يوم واحدترفيهبديلكوميديا الأقنعة المقدسة: قراءة في جدلية الظاهر والخفي من تقديم مسرحية 'خدمة نقية'في عالم تتقاطع فيه خيوط القيم مع أنسجة المصالح، تأتي مسرحية خدمة نقية من اخراج 'لحسن دسي' كمرآة تعكس واقعا إنسانيا قديما، هذا العمل المغربي المقتبس من تحفة موليير الخالدة 'تارتوف' يتجاوز حدود الزمان والمكان ليلامس جوهر التناقض الإنساني الأبدي: التضاد بين المظهر والجوهر، بين ما تظهره للأخرين وما نخفيه في أعماقنا. في قلب مسرحية خدمة نقية تكمن معضلة عميقة: كيف يمكن للفضيلة أن تصبح قناعا للرذيلة؟ وكيف يتحول التدين الظاهري الى سلاح يشهره المتلاعبون؟ انها دراسة متأنية لما أسماه الفيلسوف الفرنسي بيير بورديو ب 'رأسمال الرمزي'، ذلك الرصيد من الثقة والاحترام الذي يكتسبه الفرد داخل النسيج الاجتماعي، والذي يستغله في حقل من الحقول الاجتماعية. الشخصية المحورية في المسرحية، ذلك الضيف الغامض تجسد بدقة ما وصفه عالم الاجتماع ارفينغ غوفمان ب 'ادارة الانطباع'، حيث يقدم الفرد نفسه بصورة مثالية تخفي وراءها دوافعه الحقيقية، انه يرتدي ثوب التقوى ليس ايمانا بل تكتيكان ويتقن لغة الفضيلة ليس اقتناعا بل استراتيجية للوصول. ما يميز هذه المسرحية هو قدرتها على تحويل المشاهد الى شاهد على محاكمة اجتماعية صامتة، العائلة المستقرة التي تفتح أبوابها للغريب تمثل المجتمع بأكمله في لحظة استقباله لأفكار ومعتقدات جديدة. ثم تأتي اللحظة الواحدة التي تغير كل شيء كنقطة تحول معرفية، حيث يتصدع اليقين ويبدأ الشك في التسلل الى الوعي الجمعي. تتجلى عبقرية النص في تصويره لديناميات القوة داخل الفضاء الاجتماعي، حيث تتحول الثقة من رابط اكسيولوجي الى أداة للسيطرة، فالمخادع يدرك أن أقوى حصون المجتمع هي تلك المبنية على القيم، ولذا فهو يخترقها منت داخلها، مستغلا القداسة التي تحيط بها. ف'خدمة نقية' تبقى تشريح لظاهرة اجتماعية أوسع تتمثل في استغلال القيم الجماعية لتحقيق مكاسب خاصة. في عصرنا الحالين يممن قراءة المسرحية كنقد لمؤسسات تتستر وراء الخدمة العامة والمصلحة المشتركة، بينما تخدم في الحقيقة مصالح نخبوية ضيقة. يشير العنوان 'خدمة نقية' بسخرية لاذعة الى المفارقة بين ادعاء النقاء وواقع التلوث بين خطاب الخدمة وممارسة الاستغلال تدعو المسرحية المتفرج الى إعادة فحص المسلمات الاجتماعية والتساؤل عن طبيعة الحقيقة التي نتقبلها دون نقد. المسرحية لا تقدم إجابات جاهزة بقدر ما تدعو الى يقظة نقدية مستمرة. فالضمائر التي تتحرك والعقول التي تؤسر ليست مدعوة للانغلاق او الشك المطلق، بل لممارسة ما اسماه الفيلسوف بول ريكور ب 'هرمنيوطيقا الشك'، ذلك التأويل النقدي الذي يبحث فيما وراء النصوص الظاهرة بحثا عن الحقيقة المستترة. كانت هذه المسرحية ضمن فعاليات ملتقى فونيكس الذي نظمته جمعية فونيكس للفنون الدرامية، والذي احتضنته مدينة الرباط، بدعم من حكومة امارة موناكو، وبالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة. كانت هذه المسرحية من تشخيص يونس بن اجبارة، سميرة بومليك، هناء بناي، نجوى البحراوي، أنس بنزعبون، سكينة الرفاعي، مهدي التيت، امينة بن أحمد، نجاة البزار، عبد الحفيظ الادريسي، معاد بوسلام.
بديلمنذ يوم واحدترفيهبديلكوميديا الأقنعة المقدسة: قراءة في جدلية الظاهر والخفي من تقديم مسرحية 'خدمة نقية'في عالم تتقاطع فيه خيوط القيم مع أنسجة المصالح، تأتي مسرحية خدمة نقية من اخراج 'لحسن دسي' كمرآة تعكس واقعا إنسانيا قديما، هذا العمل المغربي المقتبس من تحفة موليير الخالدة 'تارتوف' يتجاوز حدود الزمان والمكان ليلامس جوهر التناقض الإنساني الأبدي: التضاد بين المظهر والجوهر، بين ما تظهره للأخرين وما نخفيه في أعماقنا. في قلب مسرحية خدمة نقية تكمن معضلة عميقة: كيف يمكن للفضيلة أن تصبح قناعا للرذيلة؟ وكيف يتحول التدين الظاهري الى سلاح يشهره المتلاعبون؟ انها دراسة متأنية لما أسماه الفيلسوف الفرنسي بيير بورديو ب 'رأسمال الرمزي'، ذلك الرصيد من الثقة والاحترام الذي يكتسبه الفرد داخل النسيج الاجتماعي، والذي يستغله في حقل من الحقول الاجتماعية. الشخصية المحورية في المسرحية، ذلك الضيف الغامض تجسد بدقة ما وصفه عالم الاجتماع ارفينغ غوفمان ب 'ادارة الانطباع'، حيث يقدم الفرد نفسه بصورة مثالية تخفي وراءها دوافعه الحقيقية، انه يرتدي ثوب التقوى ليس ايمانا بل تكتيكان ويتقن لغة الفضيلة ليس اقتناعا بل استراتيجية للوصول. ما يميز هذه المسرحية هو قدرتها على تحويل المشاهد الى شاهد على محاكمة اجتماعية صامتة، العائلة المستقرة التي تفتح أبوابها للغريب تمثل المجتمع بأكمله في لحظة استقباله لأفكار ومعتقدات جديدة. ثم تأتي اللحظة الواحدة التي تغير كل شيء كنقطة تحول معرفية، حيث يتصدع اليقين ويبدأ الشك في التسلل الى الوعي الجمعي. تتجلى عبقرية النص في تصويره لديناميات القوة داخل الفضاء الاجتماعي، حيث تتحول الثقة من رابط اكسيولوجي الى أداة للسيطرة، فالمخادع يدرك أن أقوى حصون المجتمع هي تلك المبنية على القيم، ولذا فهو يخترقها منت داخلها، مستغلا القداسة التي تحيط بها. ف'خدمة نقية' تبقى تشريح لظاهرة اجتماعية أوسع تتمثل في استغلال القيم الجماعية لتحقيق مكاسب خاصة. في عصرنا الحالين يممن قراءة المسرحية كنقد لمؤسسات تتستر وراء الخدمة العامة والمصلحة المشتركة، بينما تخدم في الحقيقة مصالح نخبوية ضيقة. يشير العنوان 'خدمة نقية' بسخرية لاذعة الى المفارقة بين ادعاء النقاء وواقع التلوث بين خطاب الخدمة وممارسة الاستغلال تدعو المسرحية المتفرج الى إعادة فحص المسلمات الاجتماعية والتساؤل عن طبيعة الحقيقة التي نتقبلها دون نقد. المسرحية لا تقدم إجابات جاهزة بقدر ما تدعو الى يقظة نقدية مستمرة. فالضمائر التي تتحرك والعقول التي تؤسر ليست مدعوة للانغلاق او الشك المطلق، بل لممارسة ما اسماه الفيلسوف بول ريكور ب 'هرمنيوطيقا الشك'، ذلك التأويل النقدي الذي يبحث فيما وراء النصوص الظاهرة بحثا عن الحقيقة المستترة. كانت هذه المسرحية ضمن فعاليات ملتقى فونيكس الذي نظمته جمعية فونيكس للفنون الدرامية، والذي احتضنته مدينة الرباط، بدعم من حكومة امارة موناكو، وبالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة. كانت هذه المسرحية من تشخيص يونس بن اجبارة، سميرة بومليك، هناء بناي، نجوى البحراوي، أنس بنزعبون، سكينة الرفاعي، مهدي التيت، امينة بن أحمد، نجاة البزار، عبد الحفيظ الادريسي، معاد بوسلام.