أحدث الأخبار مع #للإسلام


النهار
منذ 2 أيام
- سياسة
- النهار
احتجاج عشرات الألوف في لاهاي على الحرب في غزة
نظم عشرات الألوف من المحتجين مسيرة في لاهاي اليوم الأحد مطالبين الحكومة الهولندية باتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. وقالت منظمة أوكسفام نوفيب المنسقة للاحتجاج إن حوالي 100 ألف شاركوا في المسيرة، وارتدى معظمهم ملابس حمراء تعبيرا عن رغبتهم في وضع "خط أحمر" ضد الحصار الإسرائيلي على غزة، حيث تمنع إسرائيل دخول الإمدادات الطبية والغذائية والوقود. ومرت المسيرة أمام مقر محكمة العدل الدولية، التي تنظر في قضية رفعتها جنوب أفريقيا تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية، والتي أمرت إسرائيل العام الماضي بوقف هجومها العسكري على مدينة رفح جنوب القطاع الفلسطيني. وترفض إسرائيل الاتهامات بالإبادة الجماعية وتصفها بأنها لا أساس لها من الصحة، وقالت في المحكمة إن عملياتها في غزة دفاع عن النفس وتستهدف حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي هاجمت إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقالت أوكسفام نوفيب إن الحكومة الهولندية تجاهلت ما قالت إنها جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في غزة وحثت المتظاهرين على المطالبة باتخاذ نهج أكثر صرامة. وقال وزير الشؤون الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب في وقت سابق هذا الشهر إنه يريد من الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في اتفاقيات التعاون التي أبرمها مع إسرائيل. لكن الحكومة الهولندية امتنعت حتى الآن عن توجيه انتقادات أكثر قسوة. وعبر خيرت فيلدرز، وهو سياسي شعبوي مناهض للإسلام ويرأس أكبر حزب في الائتلاف الحكومي، مرارا عن دعمه الثابت لإسرائيل. ووصف فيلدرز المتظاهرين اليوم الأحد بأنهم "مشوشون" واتهمهم في منشور على منصة إكس بدعم حماس.

جزايرس
منذ 6 أيام
- سياسة
- جزايرس
رئيس المجلس الشعبي الوطني يجري محادثات مع نظيره الماليزي بجاكرتا
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وأوضح المصدر ذاته أن اللقاء جرى قبيل انطلاق أشغال الدورة ال 19 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي, حيث أشاد السيد بوغالي في المستهل بكون ماليزيا "نموذجا يحتذى به في مجالات التطور والتقدم". وتوقف السيد بوغالي عند عمق العلاقات الثنائية التي وصفها ب"التاريخية المتميزة, سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف", ليؤكد في هذا السياق رغبة الجزائر في "إعطاء دفعة جديدة لعلاقات التعاون البرلماني مع ماليزيا", مشيرا إلى تنصيب مجموعة برلمانية للصداقة تهدف إلى "تعزيز التواصل والتقارب بين المؤسستين التشريعيتين". كما أعرب عن "ارتياحه لتقارب وجهات النظر بين البلدين حول عديد القضايا", وعلى وجه أخص الموقف الداعم للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. على صعيد آخر --يضيف البيان-- تطرق رئيس المجلس الشعبي الوطني للتعاون القائم بين البلدين في مجال التكوين العالي والمنح التي يستفيد منها الطلبة الماليزيون بالجزائر, حيث دعا إلى تطويره. وبعدما نوه بتقاسم البلدين لنفس المنهج في مكافحة الإرهاب, ثمن السيد بوغالي قبول انضمام الجزائر إلى معاهدة الصداقة والتعاون مع جنوب شرق آسيا, مبرزا الدور المحوري الذي تضطلع به الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي.وبالمناسبة, شدد على ضرورة "مواصلة العمل لنشر القيم الحقيقية للإسلام لمواجهة محاولات التشويه وتقديم صورة مثالية عن ديننا الحنيف القائم على التسامح والسلام", يضيف البيان. من جانبه, أشاد رئيس مجلس النواب الماليزي بالإمكانيات الكبيرة التي يحوزها البلدان, حيث أكد أهمية "استثمارها لتعزيز التعاون في مختلف المجالات", ليستعرض بعدها المجالات التي تتيح فرصا للتعاون الثنائي, على غرار الاقتصاد الأخضر والذكاء الاصطناعي, معربا عن استعداد بلاده لاستقبال طلبة وأساتذة جزائريين في إطار تطوير الشراكة في مجال التعليم العالي, يتابع نفس المصدر.


مستقبل وطن
منذ 7 أيام
- سياسة
- مستقبل وطن
الإفتاء تستقبل وفدًا من أئمة ست دول إفريقية في ختام تدريبهم بأكاديمية الأزهر العالمية للتدريب
استقبلت دار الإفتاء المصرية، اليوم الثلاثاء، وفدًا من أئمة ست دول إفريقية، هي غينيا، الجابون، الجزائر، زامبيا، تنزانيا، وبنين، وذلك في ختام برنامجهم التدريبي بأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، والذي يأتي في إطار جهود مصر لتعزيز التعاون الديني والعلمي مع دول القارة الإفريقية، وقد كان في استقبال الوفد، الشيخ حازم داوود، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، نيابةً عن الدكتور نظير عياد محمد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. دار الإفتاء تستقبل وفدًا من أئمة ست دول إفريقية في ختام تدريبهم بأكاديمية الأزهر العالمية للتدريب هذا وقد نقل أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، لأعضاء الوفد، تحيات مفتي الجمهورية، وتمنياته الصادقة والمخلصة، أن تكون الفترة التي قضاها المشاركون في رحاب الأزهر الشريف، قد أثمرت الفائدة العلمية والمعرفية المرجوة، وأتاحت لهم فرصة التزود من معين وسطية الإسلام والانفتاح على تجربةٍ علميةٍ وروحيةٍ فريدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، تسهم في تعزيز قدراتهم المعرفية وتعمق فهمهم لطبيعة العمل الإفتائي الرشيد، القائم على الاعتدال والتأصيل ومراعاة الواقع، كما نقل تأكيد فضيلة المفتي، أن أبواب دار الإفتاء المصرية مفتوحة لهم في أي وقت، لاستكمال مسيرة التواصل العلمي، وتبادل الخبرات، والتعاون المشترك في خدمة قضايا الفتوى، وترسيخ قيم الوسطية والسلام في مجتمعاتهم. وأوضح الشيخ حازم داوود، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن دار الإفتاء المصرية تمثل واحدة من أبرز المؤسسات الدينية العريقة التي تختص بإصدار الفتاوى الشرعية المنضبطة التي تراعي حاجات الأفراد وقضايا المجتمع، مشيرًا إلى أن الدار تعد مرجعية عالمية موثوقة في مجال الإفتاء، وتستند في منهجها العلمي إلى الأزهر الشريف، الذي يُعَدّ المرجعية الدينية الأولى للمسلمين في العالم، كما استعرض الهيكل المؤسسي لدار الإفتاء، مؤكدًا أن الدار تقدم مجموعة واسعة من الخدمات الشرعية والفكرية التي تلبي احتياجات المسلمين في الداخل والخارج، وتُسهم في نشر الفهم الوسطي للإسلام. دار الإفتاء تستقبل وفدًا من أئمة ست دول إفريقية في ختام تدريبهم بأكاديمية الأزهر العالمية للتدريب وكشف أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن تأسيس دار الإفتاء المصرية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، برئاسة مفتي الجمهورية، والتي تم تأسيسها عام 2015، لتصبح هيئة دولية مرموقة تقوم بالتنسيق بين دُور الفتوى في العالم، ورفع كفاءتها، وتأهيل كوادرها علميًّا وفنيًّا، بما يضمن صدور الفتوى بصورة منضبطة تعكس مقاصد الشريعة، وتُسهم في استقرار المجتمعات. دار الإفتاء تستقبل وفدًا من أئمة ست دول إفريقية في ختام تدريبهم بأكاديمية الأزهر العالمية للتدريب واستعرض الشيخ حازم داوود آليات العمل لبعض الإدارات داخل دار الإفتاء المصرية، ومنها إدارة التدريب التي تنظم برامج تدريبية مستمرة للعاملين في مجال الفتوى، وتأهيل الكوادر الدينية من داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى إدارة التعليم عن بُعد التي تتيح برامج علمية متخصصة في الإفتاء من خلال منصات إلكترونية متطورة، وإدارة الإرشاد الزواجي التي تهتم بتقديم الإرشاد النفسي والديني للأزواج والمقبلين على الزواج، وتسعى إلى الحد من نسب الطلاق من خلال جلسات استشارية مجانية يشرف عليها متخصصون في الشريعة وعلم النفس والاجتماع، وإدارة التعليم عن بُعد التي تتيح برامج علمية متخصصة في الإفتاء من خلال منصات إلكترونية متطورة، كما ألقى الضوء على وحدة حوار لمواجهة الأفكار الإلحادية، موضحًا أنها تعمل على الرد على الشبهات الفكرية التي يثيرها التيار الإلحادي، وتسعى إلى استيعاب الشباب بالحوار والمنطق والعلم، وتقديم صورة صحيحة عن الدين بعيدًا عن التشدد أو التفريط. دار الإفتاء تستقبل وفدًا من أئمة ست دول إفريقية في ختام تدريبهم بأكاديمية الأزهر العالمية للتدريب من جانبهم، عبّر أعضاء الوفد، عن امتنانهم لما لمسوه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مشيدين بالدور المحوري الذي تضطلع به دار الإفتاء المصرية في ترسيخ منهج الوسطية، وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش، ومواجهة الفكر المتطرف بأدوات علمية ومنهجية معاصرة، كما أثنوا على التجربة المصرية الرائدة في مجال الإفتاء المؤسسي، وما شاهدوه من جدية واحترافية في بناء خطاب ديني راشد، متصل بثوابت الشرع، ومتفاعل مع معطيات الواقع، ومؤهل لمخاطبة العالم بلغة تجمع بين الحكمة والبصيرة.


اليمن الآن
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
الإخوان وداعش وجهان لعملة واحدة... تقرير لمركز أوروبي
الإخوان وداعش وجهان لعملة واحدة... تقرير لمركز أوروبي وأكد المركز، في تقرير نُشر عبر موقعه الإلكتروني، أنّ الفرق الوحيد بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش هو المنهج. أمّا الغاية، فتبقى واحدة: تطبيق الشريعة الإسلامية، وإعادة تأسيس الخلافة بتعيين خليفة على الطريقة الإسلامية دون تصويت. وبمجرد تحقيق ذلك، يعملون على أسلمة الوجود والهيمنة على العالم. وهكذا يفيد كل من الكيانين الأصوليين الآخر، غالبًا عن وعي، وأحيانًا من دون وعي. وأضاف التقرير أنّ الإخوان المسلمين يستغلون الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش للظهور بمظهر الإصلاحيين والمسالمين، وليقدّموا أنفسهم للغرب كممثلين حصريين للإسلام الحقيقي، الإسلام المعتدل. أمّا إرهابيو داعش، فيستغلون من جهتهم الموقف التصالحي والسلمي الظاهري للإخوان المسلمين للظهور بمظهر الثوريين الحقيقيين العنيدين، المدافعين الوحيدين عن إسلام قوي بلا عُقد. وأكد التقرير أنّه لا يوجد عداء بين التنظيمين، فالقصة هي توزيع أدوار، ولو من بعيد. ومع ذلك تظل جماعة الإخوان المسلمين تمثل الأساس النظري للأصولية منذ عام 1928. وفي كل فترة تتولد عنها جماعة حاسمة تحمل على عاتقها تجسيد أفكار الإخوان، بعضها بالضغط والترهيب، وأحياناً بالعنف، وآخرها تنظيم داعش الإرهابي. وتابع مركز تحليل المراقبة العالمية: لطالما كانت جماعة الإخوان المسلمين ملتقى لكل من أراد الانتقال من نظرية حسن البنا إلى حركية سيد قطب، والتوجه نحو العنف والإرهاب، وفي وضح النهار زرع الإخوان في وعي ولا وعي أجيال عديدة من المسلمين فكرة سامة تمنع أيّ تعايش مع الآخر، غير المسلم. هذه الفكرة التي يستخدمها الإرهابيون لتبرير أفعالهم وكراهيتهم للآخرين هي أنّ العالم بأسره ضد المسلمين، ويتآمر باستمرار لمنعهم من استعادة الخلافة، مصدر قوتهم ووحدتهم وسيطرتهم العالمية. وتابع التقرير: "إنّه على الرغم من خطورة هذه الفكرة التي يروّج لها الإخوان المسلمون في العالم العربي، تبدو فكرة "الإسلاموفوبيا" فخًا منصوبًا بإحكام للمسلمين في الغرب واليسار الأوروبي. وقد وقع العديد من المسلمين ومعظم اليساريين الأوروبيين فيه. فبسبب سذاجتهم أو كسلهم الفكري، استبدلوا كلمة "العنصرية" بكلمة "الإسلاموفوبيا". ومن وجهة نظرهم، فإنّ كل من ينتقد الإسلاميين في أوروبا، وخاصة الإخوان المسلمين، عنصري ومعادٍ للإسلام. دأبت جماعة الإخوان على زرع عبارات في العقول، مثل "الإسلام هو الحل"، و"العلمانية ـ الكفر"، و"الحداثة ـ البدعة"، لتتتحول إلى قنابل جاهزة للانفجار لصالح تنظيم داعش. ونقل المركز عن خبراء قولهم: إنّه لولا غسيل الأدمغة الذي تعرّض له الشباب المسلمون منذ الصغر على يد الإخوان المسلمين، لما كانوا فريسة سهلة لمُجنِّدي داعش. منذ نشأتها دأبت جماعة الإخوان المسلمين على زرع عبارات فارغة في عقول الصغار والكبار على حد سواء، مثل "الإسلام هو الحل"، و"العلمانية ـ الكفر"، و"الحداثة ـ البدعة"…، ومع مرور الوقت، وبترديدها في كل مكان، تحولت هذه الشعارات العقائدية إلى قنابل جاهزة للانفجار في أيّ لحظة، لصالح تنظيم داعش، وفق تقرير المركز. وأكد التقرير أنّه من السذاجة الاعتقاد بأنّ أصل انتشار العنف الجهادي يعود أساساً إلى الدعاية المتطرفة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تُزرع بذور التطرف في كل مسجد يشرف عليه الإخوان المسلمون وأتباعهم. الإنترنت ليس إلا وسيلة ميسّرة، وليس المُولّد الحقيقي للعنف المقدّس، على عكس ما يحاول الإخوان المسلمون الترويج له. وختم المركز تقريره بالقول: "هذا الحشد من القتلة الإسلاميين هو ما يحلم به الإخوان المسلمون دائمًا، لكنّ تنظيم داعش هو من فعلها".


المشهد اليمني الأول
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- المشهد اليمني الأول
تحرير فلسطين: طريق طويل من التضحيات والجبهات المتشابكة
تحرير فلسطين ليس مجرد شعار يرفع في المظاهرات ولا أمنية تُتداول في الخطب الحماسية؛ بل هو مشروع تحرري طويل، يتطلب وعيًا، وصبرًا، وتضحيات جسيمة. فمن يتأمل واقع الصراع في منطقتنا، يدرك أن الطريق إلى القدس محفوف بالأشواك، وأن كلفة التحرير لا تُدفع بالكلمات، بل بالدماء والموارد والمواقف الصلبة. لقد اعتاد كثيرون أن يحلموا بتحرير فلسطين بلا أثمان، وكأن العدو سيزول وحده، أو أن الاحتلال سيفكك نفسه طوعًا. وهذا ضربٌ من الوهم. فالصهاينة، على باطلهم، لم يبخلوا بالتضحيات؛ يقدمون القتلى ويخصصون ميزانيات ضخمة ويخضعون شعوبهم لتعبئة أيديولوجية مستمرة، كل ذلك من أجل مشروع استيطاني استعماري. فكيف لأصحاب الحق الذين يستندون إلى قضية عادلة وتاريخ ناصع وشرعية إنسانية وأخلاقية، أن يتوقعوا النصر بلا تضحيات؟ وفي هذا السياق، لا يمكن فصل ما يحدث في اليمن عن مشهد الصراع الأشمل. فالحرب الدائرة هناك منذ سنوات، بما فيها من حصار خانق ومجاعة مروعة وتدمير منهجي، ليست مجرد نزاع داخلي أو إقليمي معزول. بل هي جزء من لوحة أكبر، حيث تتداخل المشاريع والتحالفات، وتُفتح الجبهات في غير موضعها لإضعاف الأطراف المناهضة للمشروع الصهيوني ومَن يدعمه. اليمن، اليوم، هو أحد الميادين التي تُدفع فيها أثمان المواجهة مع قوى الهيمنة العالمية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. والدم اليمني الذي يسيل، وإن كان البعض يحاول فصله عن فلسطين، إلا أن جذور الصراع واحدة: رفض الخضوع للمشاريع المفروضة من الخارج، والسعي لاستعادة القرار الحر والمستقل لشعوب المنطقة. إن معاناة اليمنيين لا ينبغي أن تُهمّش أو تُستغل، بل يجب أن تُفهم في سياقها الصحيح؛ كجزء من ثمن يُدفع في معركة الأمة من أجل كرامتها، وفي قلبها تحرير فلسطين. فالقدس ليست فقط وجهة جغرافية، بل هي رمز لمعركة أوسع، تنعكس آثارها في صنعاء ودمشق وبغداد وبيروت، تمامًا كما في غزة والضفة. ورغم وضوح الحاجة إلى التضحيات في أي مشروع تحرري، إلا أن الواقع العربي يقدم شواهد مؤلمة عن شعوبٍ قدمت الدماء، وتحملت الحصار والدمار، من دون أن تجني مقابل ذلك حرية أو كرامة. في سورية مثلًا، تحولت البلاد إلى ساحة صراع دولي منذ العام 2011، قُتل فيها مئات الآلاف، وشُرد الملايين، ودُمرت المدن، ومع ذلك لم تتحقق لا الديمقراطية ولا التحرير، بل زاد التدخل الخارجي، وانقسمت الأرض بين قوى متنازعة. وفي العراق، قُدم ما لا يُحصى من التضحيات منذ الغزو الأمريكي عام 2003م وحتى اليوم، من مقاومة الاحتلال، إلى مواجهة الإرهاب، ثم الصراعات السياسية، لكن رغم كل الدماء، ما زال البلد يعاني من الفساد والتبعية للغرب وتآكل السيادة. حتى في اليمن، قدم المرتزقة التضحيات الكبيرة من أجل أن ينتصر مشروع الوصاية الخارجية على البلاد، مئات الآلاف من القتلى والجرحى دون مشروع وفي سبيل قضايا وهمية المستفيد منها أعداء الأمة الإسلامية، ولو كانوا صادقين في نصرتهم للإسلام وقضية المسلمين الأولى، لكانوا اليوم في الخندق المناصر لغزة والمعادي للكيان الصهيوني، لكنهم ضلوا الطريق فتاهت بوصلتهم وتبددت مشاريعهم. إن هذه الشواهد تؤكد أن التضحيات العشوائية أو غير المرتبطة برؤية استراتيجية قد تتحول إلى نزيف مستمر بلا طائل، بل وقد تُستغل لإعادة إنتاج الهيمنة، لا كسرها وفي النهاية، لا بد من الوعي بأن النصر لا يُهدى، بل يُنتزع. ولا يمكن لأي مشروع تحرري أن ينجح دون شعب مستعد للتضحية، ودون فهم شامل لتشابك الميادين وساحات المواجهة. فلسطين لن تتحرر بالصراخ، بل بالدماء، بالوحدة، وبإدراك أن معركة الأمة واحدة، وإن اختلفت مواقعها. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد محسن الجوهري