أحدث الأخبار مع #للاتحادالسوفييتي


وكالة نيوز
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- وكالة نيوز
بين كورسك والنورماندي.. معركة تزييف التاريخ وذاكرة الغرب الانتقائية
العالم – أوروبا من بين أكثر فصول التاريخ عرضة للتحريف في الذاكرة الغربية المعاصرة، يبرز فصل الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا الدور الحاسم الذي لعبه الاتحاد السوفييتي في كسر العمود الفقري للنازية. ف فعلى الرغم من احتلال صور الجنود الأميركيين الذين حرّروا باريس أو هبطوا في النورماندي مركز السردية البصرية السائدة،، تغيب عن المشهد رواية موازية وأكثر كلفة بالدماء: ملايين الجنود السوفييت الذين خاضوا معارك ملحمية على الجبهة الشرقية، كانت هي التي حسمت مصير هتلر. الجبهة الشرقية: قلب الحرب لا هامشها تشير التقديرات إلى أن أكثر من 27 مليون سوفييتي، بين مدنيين وعسكريين، لقوا حتفهم خلال الحرب، وهو ما يعادل نحو نصف ضحايا الحرب العالمية الثانية. ووفقًا لمؤرخين بارزين، مثل البريطاني ريتشارد أوفري في كتابه 'حرب روسيا'، فإن الجبهة الشرقية كانت مسؤولة عن أكثر من 80% من خسائر الجيش الألماني، ما يجعلها مركز الحرب الحقيقي، لا مجرد مسرح ثانوي. ستالينغراد، تلك المدينة التي تحوّلت إلى مقبرة للقوات النازية، لم تكن مجرد معركة؛ كانت لحظة فاصلة غيرت مسار التاريخ. بين شتاء 1942 و1943، وعلى مدى شهور من الحصار والجحيم اليومي، صمد السوفييت أمام آلة الحرب الألمانية، لينتهوا بكسر شوكتها بشكل نهائي. اعتبر وينستون تشرشل المعركة 'أعظم معركة في التاريخ أعادت الأمل للعالم'، فيما وصفها المؤرخ الأميركي جيفري روبرتس بأنها 'أعظم انتصار عسكري في القرن العشرين'. في ستالينغراد وحدها، خسر الألمان أكثر من 850 ألف جندي، مقابل قرابة مليون سوفييتي، إلا أن النصر كان حاسمًا للسوفييت، وأعاد تشكيل موازين القوى. لم تتوقف التحولات عند ستالينغراد. ففي صيف عام 1943، خاض السوفييت معركة كورسك، والتي تُعد من أضخم المعارك المدرعة في التاريخ. شارك فيها أكثر من 6000 دبابة ومليوني جندي، وامتدت من 5 يوليو حتى 23 أغسطس. كانت محاولة ألمانية يائسة لاستعادة زمام المبادرة بعد الهزيمة في ستالينغراد، لكنها باءت بالفشل. تمكن الجيش الأحمر من امتصاص الهجوم، ثم شنّ هجومًا مضادًا كاسحًا دفع الألمان إلى التراجع من الجبهة الشرقية دون رجعة. وصفها المؤرخ العسكري ديفيد غلانتز بأنها 'نهاية الحلم النازي بالهيمنة الشرقية'، مؤكداً أن كورسك كانت بداية المرحلة الهجومية التي أوصلت السوفييت إلى برلين. نورماندي: السردية ناقصة خلافاً للرواية الغربية السائدة التي تحصر 'التحرير من النازية' في إنزال النورماندي، وتتغاضى عن أن أول جندي رفع علم النصر فوق برلين في مايو 1945 لم يكن أميركيًا ولا بريطانيًا، بل سوفييتي، تؤكد الحقائق والوثائق والدراسات التاريخية الحديثة والمعاصرة أن الحلفاء لم يهبطوا على شواطئ النورماندي إلا في يونيو 1944، أي بعد أن كان السوفييت قد أجبروا الألمان على الانسحاب من معظم الأراضي التي احتلوها. وحتى حينها، كانت الجبهة الشرقية ما تزال الأكثر دموية. استمر الجيش الأحمر في التقدّم حتى وصل إلى برلين في مايو 1945، حيث رفع العلم السوفييتي فوق مبنى الرايخستاغ. وهو ما أكّده المؤرخ العسكري الأميركي ديفيد غلانتز في كتابه 'When Titans Clashed' حين قال: 'الجبهة الشرقية كانت الجبهة الحاسمة. الغرب ساهم، لكنه لم يكن العنصر الفاصل في هزيمة ألمانيا'. تهميش متعمّد مع نهاية الحرب وبداية الحرب الباردة، بدأ تهميش الدور السوفييتي في الحرب بشكل متعمّد ومنهجي. ساهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها في إعادة صياغة السرد التاريخي ليُظهرهم كأبطال مطلقين، فيما تم تجاهل أو تشويه كل ما يمت للاتحاد السوفييتي بصلة. أصبح الاعتراف بتضحيات السوفييت أمرًا غير مستحب. فبدلًا من سرديات متوازنة، ظهرت روايات ثقافية وإعلامية تُهمّش روسيا كخلفٍ مشبوهٍ لإمبراطورية توسعية. لعبت هوليوود دورًا كبيرًا في ترسيخ هذه الصورة، من خلال أفلام شهيرة مثل Saving Private Ryan وThe Longest Day، والتي تجاهلت الجبهة الشرقية أو اختزلتها في خلفية بعيدة. كذلك، ساهمت المناهج التعليمية الغربية في إقصاء هذه الجبهة، ما حوّل الحقيقة التاريخية إلى أسطورة منقوصة.وصف الصحافي الأميركي كريس هيدجز، الحائز على جائزة بوليتزر، هذه الظاهرة قائلاً: 'من دون التضحيات الهائلة التي قدّمها السوفييت، لما كان بإمكان أحد أن يهزم هتلر، لكن الغرب لا يريد الاعتراف بذلك لأنه يُضعف أسطورته عن دوره في إنقاذ العالم'. الأخطر من ذلك، أن هذه الرواية المشوهة تُستخدم اليوم كسلاح سياسي. تم استبعاد روسيا من احتفالات النصر في أوروبا، وجرى تحميلها إرثًا توسعيًا دون الاعتراف بجذورها التاريخية النضالية. في المقابل، بدأت بعض الدول الأوروبية بإعادة تأهيل بعض حلفاء هتلر بدعوى 'مقاومة الشيوعية'، ما يشكل خطرًا على سردية الحرب العالمية نفسها. الذاكرة كمعركة أخيرة إن مقاومة النازية لم تكن مشروعًا غربيًا صرفًا، بل حقيقة كونية كُتبت بدماء ملايين البشر من موسكو إلى لينينغراد، ومن كييف إلى سيبيريا. محو هذه الحقيقة لا يعني فقط تزوير التاريخ، بل يشكل خطرًا داهمًا على الحاضر والمستقبل، خاصة في زمن تتصاعد فيه الحركات اليمينية المتطرفة وتعود الرموز الفاشية إلى الواجهة. في ظل ما يشهده العالم من إعادة تدوير للرموز النازية وتنامي للعداء لروسيا، تبدو معركة الذاكرة أكثر أهمية من أي وقت مضى. استرداد الحقيقة حول الحرب العالمية الثانية لم يعد شأناً أكاديميًا فقط، بل معركة دفاع عن العدالة الدولية، والذاكرة الجمعية، وكرامة الذين سقطوا دفاعًا عن العالم كله. (صحفي ومحلل سياسي سوري)


روسيا اليوم
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- روسيا اليوم
فيتنام: انتصار السوفييت على الفاشية مثال خالد على البطولة البشرية وأساس عالمنا المتطور والمستدام
وقالت لي ثي تو هانج: "انتصار الجيش الأحمر للاتحاد السوفييتي والقوى التقدمية المحبة للسلام في جميع أنحاء العالم خلق نصبا تذكاريا لامعا للبطولة للبشرية سيتم تكريمه إلى الأبد، لأنه الأساس المتين الذي يخلق عالمنا المتطور والمستدام اليوم". وأضافت أنه يجري التحضير للزيارة المقبلة للأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي إلى روسيا ومشاركته في الحفل المخصص للذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى. وتابعت: "تعرب فيتنام عن احترامها للمساهمات والتضحيات الهائلة التي قدمتها الاتحاد السوفييتي وروسيا في تحقيق النصر العظيم ضد الفاشية من أجل حماية السلام العالمي". وأكدت نائبة وزير الخارجية الفيتنامي أن "المتطوعين الفيتناميين قاتلوا أيضا ضد الفاشية، وشاركوا بشكل مباشر في معركة موسكو عام 1941. وضحى العديد من الجنود الفيتناميين بحياتهم على الأراضي السوفيتية ". المصدر: "نوفوستي" أفادت الخارجية الصينية، في تعليقها على زيارة الرئيس شي جين بينغ المرتقبة إلى روسيا، بأن موسكو وبكين تعتزمان الدفاع عن الرؤية الصحيحة لتاريخ الحرب العالمية الثانية. قال نائب رئيس البرلمان السلوفاكي تيبور غاشبار إن رئيس الوزراء روبرت فيتسو يعتزم عقد لقاءات مع رؤساء وفود أجنبية وممثلين عن روسيا خلال زيارته إلى موسكو يوم 9 مايو الجاري. وصفت السفارة الروسية في السويد الحملة المعادية التي أطلقتها وسائل الإعلام السويدية ضد المشاركين في فعالية "الفوج الخالد" في الذكرى الثمانين للنصر بأنها "تجديفية".


صحيفة الخليج
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- صحيفة الخليج
الرسوم الجمركية وما بعدها!
عبدالله السناوي بدا مشهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو يستعرض في حديقة البيت الأبيض أمراً تنفيذياً يفرض بموجبه رسوماً جمركية غير مسبوقة على واردات بلاده من دول العالم موحياً بنهاية عصر كامل -تجارياً واستراتيجياً- في العلاقات الدولية. تكاد تؤسس الرسوم الجمركية، التي شملت الحلفاء والخصوم على حد سواء، لقطيعة شبه كاملة مع إرث ما بعد الحرب العالمية الثانية، التي خرجت الولايات المتحدة من تحت أنقاضها قوة عظمى تقود تحالفاً غربياً واسعاً على جانبي المحيط الأطلسي في مواجهة تحالف آخر يقوده الاتحاد السوفييتي. في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989 انهار جدار برلين وبدأ السقوط السريع للاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية وذراعها العسكرية حلف «وارسو» الذي كان يقابل حلف «الناتو». في شريط سينمائي ألماني أنتج عام 2003 باسم «وداعاً لينين» لخّص مشهداً واحداً تراجيدياً ما جرى بعد انهيار الجدار. كانت هناك مروحية تحلّق فوق برلين متدلياً منها بحبال من صلب تمثال ضخم لزعيم الثورة البلشفية ومفكرها الأكبر فلاديمير لينين، بينما ناشطة في الحزب الشيوعي الألماني تؤمن بأفكاره ترقب المشهد غير مصدقة. مالت المروحية قليلاً فبدت حركة التمثال كأن لينين يمد يده للناشطة الألمانية المصدومة بالمصافحة الأخيرة. أراد الشريط السينمائي أن يقول إن كل شيء قد انتهى. إثر انهيار القوة العظمى السوفييتية طُرح سؤال: هل تنتظر القوة العظمى الأمريكية مصيراً مماثلاً؟ استبعد فرانسيس فوكوياما بأطروحته «نهاية التاريخ» السؤال بحمولاته الاستراتيجية، فالتاريخ قال كلمته الأخيرة، بعدما وصل إلى نقطة النهاية للتطور الاجتماعي والثقافي والسياسي للإنسان. بقوة الحقائق تراجعت مقولات فوكوياما إلى الهامش وتبدد مفعولها بعدما استغرقت سجالات ونقاشات لوقت طويل نسبياً. بعد نهاية الحرب الباردة أعادت أزمات النظام الدولي طرح السؤال حتى وصلنا إلى أزمة الرسوم الجمركية. يردد صحفيون ومفكرون أمريكيون الآن بصيغ عديدة: «وداعاً لأمريكا التي نعرفها».. إنه انقلاب استراتيجي كامل على إرث ثمانية عقود تلت الحرب العالمية الثانية. كان هاري ترومان، الذي صعد للبيت الأبيض من موقع نائب الرئيس إثر وفاة فرانكلين روزفلت قبيل انتهاء الحرب، أول من أسس للقوة الأمريكية في بنية نظام دولي جديد تنازعت القوة فيه مع الاتحاد السوفييتي. ضرب هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالقنابل الذرية لتسريع إنهاء الحرب كانت تلك جريمة تاريخية لا تغتفر لترهيب العالم بأسره.. غير أن حصول الاتحاد السوفييتي على الرادع النووي صاغ معادلات جديدة في موازين القوى بين المعسكرين المتضادين. أطلق ترومان «مشروع مارشال» لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب، لم يكن ذلك عملاً خيرياً بقدر ما كان لازماً لاستيفاء مقومات القيادة، وهو ما يغيب عن إدراك ترامب. أشرف على إنشاء «حلف الناتو» كذراع عسكرية للتحالف الغربي، الذي يضيق به ترامب بذريعة أعبائه المالية على الموازنة الأمريكية. مقارباته تنزع عن أمريكا أسس صعودها، فيما يردد من دون كلل:«لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»! بتشبيه لافت للكاتب توماس فريدمان في ال«نيويورك تايمز» فإن: «أمريكا أصبحت عظيمة بسبب الأشياء التي يكرهها ترامب». يصعب حصر التفاعلات في حدودها التجارية ومدى تأثيرها على الاقتصادات الدولية. المسألة في صميمها تتعلق بمستقبل القوة الأمريكية ومستقبل النظام الدولي نفسه. هذه لحظة انكسار فادحة لأي قوة معنوية، أو سياسية منسوبة للولايات المتحدة. بدا تبادل الاتهامات الحادة بين الحلفاء المفترضين مؤشراً على قرب انفضاض الشراكة التاريخية عبر ضفتي الأطلسي بين الولايات المتحدة والقارة الأوروبية. أوروبا تبحث بجدية عن وحدة موقف في وجه الرسوم الأمريكية، تتصدرها فرنسا وألمانيا.. ودول حليفة أخرى اعتبرت الرسوم الأمريكية عملاً عدائياً يستدعي الرد بالمثل. أطلق ترامب على اليوم الذي أعلن فيه الارتفاعات غير المسبوقة في الرسوم الجمركية «يوم التحرير» قاصداً تحرير الاقتصاد الأمريكي من البضائع الأجنبية!.. من دون أن يدرك مغبتها على مستقبل الاقتصاد الأمريكي نفسه. في يوم واحد خسرت الأسهم الأمريكية أكثر من تريليوني دولار، وعانت البورصات العالمية خسائر تاريخية فادحة. بتحذير مسبق كتب فريدمان: «إذا قمت بتدمير النظام العالمي فجأة من دون خطة واضحة باستثناء انتقام اليمين المتطرف، فاستعد لرؤية ما يحدث للجميع». بمصادفات التوقيت تماهى ترامب في تضامنه مع زعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبان إلى حد اعتبار الأحكام القضائية التي تمنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة تماثل ما تعرض له من ملاحقات عليها قرائن وأدلة. ثم كان إقدام رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية بذريعة أنها «مسيسة» و«معادية للسامية» تعبيراً آخر عن وحدة اليمين المتطرف في أمريكا وإسرائيل وفرنسا والمجر في لحظة تاريخية واحدة. أسوأ ما يعلق الآن بصورة الولايات المتحدة أن رئيسها أصبح زعيماً لليمين المتطرف، لا للعالم الحر حسب التوصيفات القديمة. خشية أن تفضي ردات الفعل الاقتصادية والسياسية إلى الإضرار الفادح بالمصالح الأمريكية دعا وزير الخزانة سكوت بيسنت عبر محطة «سي. إن. إن»: «اهدأوا وخذوا نفساً عميقاً، ودعونا نرى إلى أين تتجه الأمور لأن الرد الانتقامي سيؤدي إلى التصعيد». إنها محاولة لامتصاص الغضب المتصاعد في أنحاء العالم، وإبداء نوع من الاستعداد للتفاوض والتراجع كما اعتادت «الترامبية المتهورة» عندما تواجه بالردع لا الإذعان.


أكادير 24
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- أكادير 24
وثائق سرية تفضح عمليات الـCIA: اغتيالات وتدخلات انتخابية وتعاون مع الفاتيكان
أكادير24 | Agadir24/وكالات كشف الأرشيف الوطني الأمريكي عن وثائق سرية تتضمن تفاصيل غير مسبوقة حول تجاوزات وكالة المخابرات المركزية (CIA) خلال عقود، من عمليات اغتيال وتدخلات انتخابية إلى تحالفات خفية مع الفاتيكان. وأظهرت إحدى الوثائق، التي أعدها مسؤول في الوكالة عام 1973 بناءً على طلب المدير ويليام كولبي، تورط الـCIA في اقتحام القنصلية الفرنسية بواشنطن، وتنفيذ عمليات سرية استهدفت منشآت نووية صينية، فضلًا عن محاولات تخريب صادرات السكر الكوبي للاتحاد السوفييتي. كما كشفت الوثائق عن تعاون سري بين المدير السابق للوكالة جون ماكون والكرسي الرسولي، شمل لقاءات غير معلنة مع البابا يوحنا الثالث والعشرين والبابا بولس السادس، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير الاستخبارات الأمريكية في السياسة الدينية خلال الحرب الباردة. تدخلات في الانتخابات واغتيالات مدبرة قدمت الوثائق لأول مرة أدلة رسمية على ضلوع الـCIA في محاولات اغتيال، من بينها استهداف رئيس جمهورية الدومينيكان رافائيل تروخيو عام 1961، إضافة إلى دعمها لانقلابات في البرازيل وهايتي وغويانا. كما كشفت عن عمليات تلاعب بنتائج الانتخابات في دول مثل فنلندا والبيرو والصومال، وهو ما كان حتى الآن مجرد تكهنات دون إثباتات رسمية. تعاون استخباري مع المكسيك في 'الحرب على الشيوعية' أكدت الوثائق وجود اتفاق سري بين الرئيس المكسيكي السابق أدولفو لوبيز ماتيوس والـCIA عام 1962، سمح للوكالة بمراقبة الأنشطة السوفييتية في بلاده. كما تضمنت معلومات عن دعم كاهن كاثوليكي لإنشاء شبكات شبابية وتعاونيات زراعية بهدف الحد من انتشار الفكر الشيوعي. إعادة النظر في تاريخ الاستخبارات الأمريكية رأى الباحثون أن هذه الوثائق تسلط الضوء على مرحلة جديدة من الفهم التاريخي لأنشطة الوكالة خلال الحرب الباردة. وأكد فريدريك لوغيفال من جامعة هارفارد أن نسبة كبيرة من الدبلوماسيين الأمريكيين في السبعينيات كانوا في الواقع عملاء للـCIA، واصفًا ذلك بـ'الاكتشاف الصادم'. وأشاد المؤرخ آرتورو خيمينيز-باكاردو بقانون 1992 الذي سمح بالكشف عن هذه الملفات، معتبرًا أنه يمثل 'انتصارًا للشفافية'. أسرار لم تُكشف بعد رغم نشر جميع الوثائق في الأرشيف الوطني، إلا أن عمليات رقمنة بعض الصفحات لا تزال جارية، فيما يرجح باحثون ظهور معلومات أكثر إثارة، خاصة مع احتمال نشر تسجيلات غير معروفة لرؤساء الـCIA السابقين. وكانت صحيفة 'نيويورك تايمز' من أوائل الجهات التي لفتت الانتباه إلى أهمية هذه الوثائق في كشف التاريخ الخفي لوكالة المخابرات الأمريكية.


صحيفة الخليج
٠٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- صحيفة الخليج
الانقلاب «الترامبي» على العولمة
في ولايته الثانية، يمضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامنب، وبشكل متسارع، إلى هدم القديم في النظام الدولي، والانقلاب على سياسات سلفه جو بايدن، التي كانت تمثل نمطاً أمريكياً يقوم على التدرج والبنائية، اعتادت عليه واشنطن وعملت به في علاقاتها مع الحلفاء والخصوم على حدّ سواء، بينما يضع الرئيس ترامب الفاعلين الدوليين أمام خيارات صعبة، وهي خيارات تنطوي على شكل من أشكال المقامرة، كما في العل اقات بين واشنطن وحلفائها الغربيين، التي اعتبرت على الدوام مصدر قوة للطرفين، في مواجهة التحديات الكبرى، كما في مواجهتهما المشتركة للاتحاد السوفييتي السابق. شعار أمريكا أولاً، وهو شعار الرئيس ترامب في حملتيه الانتخابيتين، في عامي 2015 و2024، تجلى عملياً وبسرعة كاملة في الضرائب والرسوم الجمركية التي فرضت على عدد كبير من السلع، التي تستوردها أمريكا من كندا والمكسيك والصين والاتحاد الأوروبي، خصوصاً الحديد والألمنيوم والسيارات والرقائق، لتعزيز المنتجات الأمريكية، وتشجيع الشركات العالمية على فتح مقرات ومعامل لها في الولايات المتحدة، لكن هذه الخطوة من ناحية المبدأ هي حرب تجارية معلنة ضد اقتصادات أساسية في سوق العمل الدولي، وضد المبادئ العولمية التي راحت تتكرّس منذ سقوط الاتحاد السوفييتي في عام 1991. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت أوروبا الغربية حليفاً للولايات المتحدة، ليس فقط من خلال حلف الأطلسي كمظلة مشتركة للدفاع والأمن، بل في تبني قيم سياسية مشتركة، تقوم على الليبرالية والديمقراطية، فهاتان القيمتان سمحتا لأمريكا وأوروبا باكتساب قيمة مضافة في صراعاتهما الدولية، وفي التمدد الثقافي والسلعي في الأسواق العالمية، وقد أعيد إنتاج هاتين القيمتين بما يتناسب مع ثورتي التقانة والاتصالات، واكتسبتا زخماً جديداً مع إتاحة الوصول الحر للمعلومات، والمشاركة في صناعة المحتوى على الشبكة العنكبوتية، وهو ما نشاهده اليوم في المكانة التي تلعبها البرمجيات ومواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي. يشعر الأوروبيون اليوم أن ترامب لا ينقلب فقط على حلفائه، لكنه أيضاً يقوم باتخاذ خطوات غير مسبوقة في النظام العولمي، من دون مراعاة مصالحهم ومخاوفهم، ففي سعيه لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية من دون إشراك فعلي لأوكرانيا وللأوروبيين، فهو يتجاوز منطق الأمن الجيوسياسي لأوروبا، ويمنح من وجهة نظرهم روسيا صك براءة من القفز على مبدأ سيادة الدول على أراضيها، بوصفه المبدأ المؤسس للأمم المتحدة، وهو يعني في نهاية المطاف تقديم جائزة لموسكو لتجاوزها هذا المبدأ الأممي، كما أن نهاية الحرب على طريقة دونالد ترامب، ستعني توجهاً أوروبياً شبه حتمي لبناء جدار أوكراني مع روسيا، أسوة بجدار برلين، أي استعادة الحرب الباردة. يعوّل الرئيس ترامب في انقلابه على النظام العولمي على قدرة بلاده على فرض شروطها على الجميع، وعلى حاجة النظام الدولي للقدرات الاقتصادية والمالية والعسكرية للولايات المتحدة، وحمايتها لخطوط التجارة العالمية، ونظرياً يبدو هذا التعويل صحيحاً، لكن هذا التعويل يصطدم بوجود مستوى تشابك مركب ومعقد في النظام العولمي منذ بداية تسعينات القرن الماضي ولغاية اليوم، خصوصاً أن الشراكات في مختلف الميادين الاقتصادية والإنتاجية أصبحت في قسم كبير منها عابرة للحدود والجنسيات، وكانت الولايات المتحدة قد أسهمت عملياً في نشوء هذا النظام ما فوق القومي، وأرست دعائمه، واستفادت من إمكاناته، وقامت برعايته قانونياً. الرسالة التي يوجهها ترامب اليوم تكمن في إمكانية الولايات المتحدة أن تكون مكتفية بذاتها، وإقامة أسوار حول نفسها، ابتداءً بجدار عازل، يمنع تدفق المهاجرين المكسيكيين إلى بلاده، أو أسوار من الضرائب الجمركية، لمنع وصول السلع والتكنولوجيا المنافسة إلى أسواق أمريكا، وبشكل مؤكد، سيتمكن الرئيس ترامب من حصد نتائج مالية لهذه السياسة على المدى القصير، لكن لا يمكن من الناحية العملية عزل الاقتصادات الكبرى عن بعضها من دون توقع نتائج مضادة ومعاكسة على المديين المتوسط والبعيد. في أقل من شهرين من وصوله إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، دفع الرئيس ترامب المناخ الدولي إلى حالة من عدم اليقين والغموض، لكنه سرع أيضاً في دفع الجميع إلى بناء سيناريوهات بديلة، في مقدمتها الاستعداد للأسوأ ومحاولة تجنبه، وطرح أسئلة عن البدائل المحتملة للأسواق الأمريكية، أو الخيارات الممكنة للاستقلالية الدفاعية والأمنية، أو حتى الاستثمار في الهجمة الترامبية، والعمل على إحداث استدارة في العلاقات، وتغيير التحالفات. ليس مستبعداً في ظل هذه التحولات التي أحدثها الانقلاب الترامبي على العولمة، أن يعيد الأوروبيون التفكير بتسريع وتيرة العلاقات مع الصين في ضوء مبادرتها «الحزام والطريق»، هذه المبادرة التي تراجعت حظوظها في عهد الرئيس السابق جو بايدن، لكن اليوم تبدو بمثابة طوق نجاة متبادل بين الصين وأوروبا، فهما تتشاركان معاً التهديد الأمريكي، بغض النظر عن رؤية كلّ منهما للقيم التي ينبغي للعولمة أن تتبناها، لكن ما هو مؤكد أن العولمة تواجه أزمة كبيرة، قد تغيّر من دينامياتها، وقد تحمل أو تستعيد سلوكيات قديمة، في مقدمتها الحاجة إلى إشعال المزيد من الحروب حول العالم.