أحدث الأخبار مع #للعربي


المشهد اليمني الأول
منذ 3 أيام
- سياسة
- المشهد اليمني الأول
عندما يكتب الأحرار التاريخ: اليمن ينتصر لغزة
إنها ليست مجرد أصوات دوي انفجارات هنا وهناك، بل جبهة إسناد عسكرية لغزة، وُلدت من رحم ثورة يمنية، فجّرت براكين الغضب وأيقظت أمة نائمة، وأشعلت أقلام الأحرار، وهزت كيانات قوى الكبار ودول الاستكبار بهدير صوتها الثائر وحمم صواريخ صنعاء العروبة، والمقاومة، والتاريخ والحضارة. وهكذا كتب كُتاب العرب الأحرار، وأبدع الثائر العربي المصري، السيد شبل، في سرد مواقف اليمن العروبة في إسناد غزة: 'لقد أعادت صنعاء تعريف ما يمكن للعربي أن يكونه؛ لا تابعاً ولا مفرّطاً، بل فاعلاً وصلباً؛ وحين اختنق البعض تحت ثقل الهزيمة، فتحت صنعاء نافذة للأمل، ومنعت أمةً بأكملها من الكفر بذاتها وقدرها'. وأضاف: 'في زمنٍ طغى فيه الصمت الرسمي والخذلان العربي، ارتفعت من صنعاء صرخة الكرامة، لا بالشعارات وحدها، بل بالمواقف الفعلية والتحركات الميدانية'. وتابع في مقال نشره على منصات الإعلام: 'منذ انطلاق طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وما تلاها من عدوان 'إسرائيلي' غاشم، سجّلت صنعاء حضوراً عربياً نادراً، كسر قاعدة الصمت، ورسّخ معادلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي، عنوانها: من اليمن يأتي الرد'. وزاد: 'في لحظةٍ كاد فيها اليأس أن يبتلع الوعي العربي، ويكفر الناس بجدوى الكرامة والنضال، وينحني الجميع لـ'السيد الأمريكي'، برز اليمنيّون كضوءٍ في آخر النفق، ليثبتوا أن العرب لم يُخلقوا للاستسلام، وأن في الأمة نبضاً لم يمت'. وأكد: 'لم تكن صواريخهم إلى الكيان مجرد أدوات حرب، بل رسائل إيمان: أن المقاومة ممكنة، وأن العدو ليس أسطورة عصيّة على الهزيمة، وأن الدم العربي لا يزال قادراً على أن يُفاجئ العالم'. وقال: 'وبينما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يزهو بوقته ويتباهى أمام أمراء السعودية والإمارات وقطر بنجاح الصفقات التريليونية، وكان تجاهل ملف إبادة غزة سيد الموقف، أطلقت صنعاء الصواريخ على 'إسرائيل'، لتعطّل مطار اللد 'بن غوريون' مؤقتاً، وتسبب حالات تأهب قصوى وأجواء مشحونة بالقلق'. صنعاء العروبة: تُقاوم لا تساوم وأضاف: 'اليوم، تتجسد الكرامة العربية من صنعاء، لا من عواصم الرفاه، وبينما هناك كان يُفرش السجاد الأحمر وتُوقّع الصفقات لمن زوّد الاحتلال كل أسباب القتل، كانت صنعاء تردّ بالمواقف الصلبة والصواريخ الباليستية، وهنا، كُتبت الرسالة بمداد النار: أن العروبة ليست زينة للخطاب، بل مسؤولية تُحمَل حين تشتدّ المحنة'. والكلام للشبل من ذاك الأسد: 'لقد قدّمت صنعاء النموذج الصحيح للعروبة: عروبة تُقاوم لا تساوم، تقف مع فلسطين لا ضدها، وتنحاز للمظلوم لا للمحتل. هذا النموذج أعاد إحياء شعور الانتماء في أمة كادت أن تفقد الثقة بنفسها'. وماذا أيضاً؟ 'يبرز قائد المقاومة اليمنية، السيد عبدالملك الحوثي، كشموسٍ في سماء المقاومة، يخاطب الأمة من صنعاء، بلغة العزيمة والبصيرة، من أرض محاصرة، ليخاطب أمة محاصَرة بالتخاذل، تماماً كما كان يفعل السيد حسن نصر الله، قبل ارتقائه شهيداً، وجميعهم يُشكّلون أصواتاً عقائدية باتت مرجعًا للمقهورين، ومن لم ينسَوا أن العروبة الحقة لا تصافح اليد التي تلطخت بدماء أطفال غزة'. اليمن شرفٌاً لا يُشترى وتحت عنوان 'عزٌ لا يُكسر وشرفٌ لا يُشترى'، قال الثائر العربي العُماني سلطان اليحيائي: 'لم يكن اليمن يوماً رقماً عابراً في معادلات التاريخ، بل كان دائماً رقماً صعباً تتعثر أمامه مشاريع الطغيان، وترتدّ على جباله موجات العدوان'. وأضاف: 'فأرض سبأ وحِمْيَر ومهد العروبة الصافية لم تنحنِ يوماً لمستعمر، ولم تُقهر عزيمتها أمام جيوش الغزاة، وها هي صفحات التاريخ تشهد أن اليمن كان ـ ولا يزال ـ مقبرةً للطامعين، ومصدر فخرٍ عربيٍّ أصيل'. وتابع: 'اليمن اليوم يُعيد كتابة اسمه بأحرفٍ من نور في سفر الكرامة، بوقفته المشرّفة مع قضية الأمة المركزية، فلسطين.. رغم جراحه العميقة وتردي أوضاعه المعيشية، لم يتردّد أن ينتصر لدماء أطفال غزة، في طليعة جبهات إسناد فلسطين، لا بالكلام والخطب، بل بالفعل في الميدان'. وأكد أن اليمن أذهل العالم، وهو يواجه ـ بمفرده ـ تحالفاً ثلاثياً شيطانياً يضمّ: أمريكا، وبريطانيا، و'إسرائيل'، يحاول إثناءه عن القيام بواجبه القومي والديني، فقطع البحر الأحمر بقرارٍ سيادي جريء، ومنع عبور سفن الكيان في موقف تاريخي غير مسبوق، بل وأطلق صواريخه إلى عمقه، ليؤكد للجميع أن الإرادة ليست حبيسة الجغرافيا، بل بحجم الحق، وعمق المظلومية، وطهارة الدم الفلسطيني. وقال: 'على الرغم من غارات الطيران، وحشود العدوان، وسنوات الحصار، لم يحد اليمن قيد أنملة عن موقفه المقدس، وقالها بصوتٍ واحد لا يتبدّل: 'لن نتوقف عن ضرب عمق الكيان حتى يوقف عدوان الإبادة ويرفع الحصار عن غزة'. التساؤلات الذي طرحها الثائر العُماني قبل كتابة رسالته الأخيرة هي:'طالما أن اليمن يتمتع بهذه المصداقية، وبهذه القوة والجسارة، لماذا دول الخليج العربي لا تقترب منه؟! ولماذا تُنصت تلك الدول لأصوات قوى الشر التي تدفعها لإبقاء اليمن بعيداً؟! 'أما آن لنا أن ندرك أن من يحملون البندقية دفاعاً عن القدس أحقُّ بالتحاور والتقارب من أولئك الذين يحتلون فلسطين ويعيثون فساداً وتنكيلاً بغزة وأهلها؟' وهذه الرسالة بالنص من الدكتور اليحيائي إلى اليمنيين: 'تحية لليمن شعباً وجيشاً وقيادة، تحية لوطنٍ تتكسّر على جباله جحافل الغزاة، وتولد من بين ركامه أنشودة النصر، تحية للأحرار الذين أثبتوا أن القدس لا تنصرها سوى السواعد المؤمنة، والقلوب العامرة بالحق.. وكوني مسلماً عربياً حراً، فإنني أستغرب من مواقف بعض بني عروبتنا وديننا!'. اليمن الذي هز أركان الكيان بدوره، قال العميد الأردني المتقاعد الدكتور بسام روبين: 'التطور العسكري المذهل للصواريخ اليمنية التي تستهدِف 'إسرائيل' وهزت أركان كيانها العبري، يُعد من أكبر التغييرات في الموازين العسكرية والسياسية في المنطقة'. وأضاف: 'قد أدرك الكيان أنه لم يعد في مأمن من هجمات صواريخ اليمن التي أجبرته على إعادة تقييم إستراتيجيته العسكرية والسياسية، في محاولة يائسة لتجنب أضرار القوة المدمرة للصواريخ اليمنية التي أظهرت قدرتها العظيمة على اختراق أحدث أنظمة الدفاعات الجوية وفرضت معادلة جديدة في المنطقة'. وتابع: 'بينما تتباهى أمريكا و'إسرائيل' بالتفوق في الذكاء الصناعي والصناعات الدفاعية، وتسوقان صفقات ضخمة إلى الدول، أظهرت صواريخ اليمن للعالم هشاشة تلك الأسلحة، التي تحوّلت إلى مجرد أساطير دفاعية، صارت محل سخرية في الميدان'. اتفاق الصاعقة الذي صاغته القوة أما المقاوم والكاتب الفلسطيني عليان عليان ، فيقول: 'المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أضطر إلى اختصار التفاوض مع اليمن بوساطة عمانية، مقدماً تنازلاً كبيراً وقبل الصفقة دون اشتراط ذكر اسم حليفته (إسرائيل)'. يضيف: 'لقد وقع الاتفاق بين أمريكا واليمن كالصاعقة على رأس حكومة الكيان المغيّبة في مفاوضات مسقط، ليخرج نتنياهو متعصباً يقول: (سنستمر في قصف اليمن لوحدنا)'. ويتابع: 'بينما لسان حال ترامب يقول لنتنياهو: (عليك أن تقلع شوكك بيديك في البحر الأحمر، لأنه لا قِبَل لنا بالاستمرار في مواجهة اليمنيين، الذين لا يكترثون لضرباتنا ويستنزفون قوات بحريتنا)'. ويشير إلى إن الاتفاق أثار دهشة واستغراب المراقبين العسكريين في العالم، لا سيما أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد توعّد في منتصف مارس الماضي، بتدمير اليمنيين وصبّ نار جهنم عليهم. المؤكد – برأي عليان – أنه لأول مرة تجرؤ قوة إقليمية في العالم (اليمن) على تحدي دولة عظمى، وتجرؤ على ضرب أرمادا البحرية الأمريكية بالصواريخ والمسيرات، منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اللحظة، وهذا درس قدمه اليمن لقوى التحرر في العالم من الهيمنة الأمريكية. والأمر المحسوم في عقيدته السياسية، إن إعلان ترامب شكّل اعترافاً بقوة الردع اليمنية، وفشل العقوبات في تغيير موقف صنعاء، وقد تبدّى ذلك في تصريحه: 'اليمنيون أظهروا قدرة على تحمّل الكثير من الضربات، كان لديهم الكثير من الشجاعة، لقد أعطونا كلمتهم بأنهم لن يهاجموا السفن مجدداً، ونحن سنحترم ذلك'. وهذه خلاصة كلامه: 'أن هذا الاتفاق قد أجبر دول الإقليم على الاعتراف بسلطة صنعاء في اليمن بمباركتها الاتفاق بين السلطة الحاكمة في صنعاء وبين الولايات المتحدة، ما يعني سحب البساط من الحكومة العميلة التي تقبع في فنادق الرياض'. اليمن منقذ شرف الأمة يقول الكاتب والسياسي اللبناني سعد الله مزرعاني: 'اليمن انتقل بقراراته الجريئة والنجاحات المدهشة لجبهته من معركة الإسناد إلى المعركة الشاملة والمباشرة الأكثر إثارة التي أربكت المواقف والعلاقات بين أميركا و(إسرائيل)'. ويضيف: 'صنعاء تمثّل، في هذه المرحلة، ضمير البشرية الذي لم يمت، فقد باتت منقذ شرف الأمة المهدور في حرب إبادة غزة، بالتضحيات العظيمة التي لم يفعلها إلا قلائل في التاريخ، من أجل العدالة والحرّية'. هكذا انتصر! وهكذا قال الكاتب اللبناني معن بشور: 'من يعرف اليمنيين جيداً، يدرك أن هذا الشعب الغني بالإيمان الديني والحس الوطني، وبشجاعته التاريخية، وبصلابة قياداته، وبوعورة جباله، استطاع أن يتحمّل عبر تاريخه غطرسة قوى عظمى ويرسم معادلات جديدة على المستوى الإقليمي والعالمي'. وأضاف: 'كما كنا على ثقة من شجاعة اليمنيين كشعب، ومن الحكمة اليمانية المعروفة تاريخياً، كنا على ثقة أن اليمن سينتصر لذاته في ملحمة البحر الأحمر، وسينتصر لفلسطين في ملحمته التاريخية (طوفان الأقصى)'. وهكذا أيضاً أنهى بشور حديثه متسائلاً: 'ألا يستحق موقف اليمن من النظام العربي الرسمي وكل المتحاملين على سلطة صنعاء في اليمن، مراجعة جريئة وفتح صفحة جديدة لاسيّما أنه البلد العربي الوحيد المساند عسكرياً لغزة وفلسطين.. المجد لأبطال اليمن، والنصر لليمن وفلسطين، والخزي والعار للغزاة وأدواتهم'. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تقرير | صادق سريع


المشهد اليمني الأول
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- المشهد اليمني الأول
كيف منعتنا صنعاء من الكُفر بالعروبة؟
أعادت صنعاء تعريف ما يمكن للعربي أن يكونه؛ لا تابعاً ولا مفرّطاً، بل فاعلاً وصلباً؛ وحين اختنق البعض تحت ثقل الهزيمة، فتحت صنعاء نافذة للأمل. في زمنٍ طغى فيه الصمت الرسمي والخذلان العربي، ارتفعت من صنعاء صرخة الكرامة، لا بالشعارات وحدها، بل بالمواقف الفعلية والتحركات الميدانية. منذ انطلاق عملية 'طوفان الأقصى' التي دشّنتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر/تشرين 2023، وما تلاها من عدوان إسرائيلي غاشم، سجّلت صنعاء حضوراً عربياً نادراً، كسر قاعدة الصمت، ورسّخ معادلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي، عنوانها: 'من اليمن يأتي الرد'. في لحظةٍ كاد فيها اليأس أن يبتلع الوعي العربي، ويكفُر الناس بجدوى الكرامة والنضال، وينحني الجميع لـ'السيد الأميركي'، برزت حركة أنصار الله من اليمن، كضوءٍ في آخر النفق، تثبت أن العرب لم يُخلقوا للاستسلام، وأن في الأمة نبضاً لم يمت. لم تكن صواريخها الموجهة نحو الكيان المحتل مجرد أدوات حرب، بل رسائل إيمان: أن المقاومة ممكنة، وأن العدو ليس أسطورة عصية على الهزيمة، وأن الدم العربي لا يزال قادراً على أن يُفاجئ العالم. لقد أعادت صنعاء تعريف ما يمكن للعربي أن يكونه؛ لا تابعاً ولا مفرّطاً، بل فاعلاً وصلباً؛ وحين اختنق البعض تحت ثقل الهزيمة، فتحت صنعاء نافذة للأمل، ومنعت أمةً بأكملها من الكفر بذاتها وقدرها. صنعاء تُطلق الصواريخ… والخليج يستقبل ترامب في مشهد يكشف حالة الانقسام العربي، كانت صنعاء تطلق صواريخها على 'إسرائيل'، بينما كانت دول الخليج تفتح أبوابها للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال جولته التي بدأها من الرياض بتاريخ 13/5/2025، إذ بدا المشهد وكأن هناك فُسطاطين عربيين: أحدهما يوقّع على الاستثمارات، وآخر يقاتل بالصواريخ. خلال 24 ساعة، كانت المقاومة اليمنية قد أطلقت ثلاثة صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، مُستهدفة مواقع عسكرية بطائرات مسيّرة وصواريخ بالستية طويلة المدى، وقد أسفرت الهجمات عن تعليق لعمليات الهبوط والإقلاع في 'مطار بن غوريون'، في أجواء مشحونة بالقلق والتأهب، خاصة بعدما تكررت العمليات العسكرية اليمنيّة خلال فترة زمنية قصيرة. جرى ذلك في الوقت الذي كان يزهو فيه دونالد ترامب داخل قاعدة العديد، متباهياً بنجاحه في توقيع صفقات اقتصادية وعسكرية بمئات المليارات مع المسؤولين في السعودية والإمارات وقطر، وسط تجاهل واضح للعدوان على غزة. في خطابه الأخير، لمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية، قال قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، أن القوات المسلحة اليمنية نفّذت تسع عمليات خلال أسبوعٍ واحد، تزامن بعضها مع كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد استهدفت العمليات فرض حظرٍ جوي على العدو الإسرائيلي، إذ لا تزال عشرات شركات الطيران تُعَلِّق رحلاتها إلى مطار اللد (مطار بن غوريون). اليمنيون لم يكتفوا بتعطيل الملاحة الإسرائيلية، وحظر أي سفينة يثبُت تعاونها مع دولة الاحتلال من المرور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، بل استطاعوا فرض حظر جوي أيضاً على الإسرائيليين، عبر صواريخهم ومسيّراتهم التي تطير بشكل دوري لأكثر من 2000 كم، وتسقط في أهم المدن الإسرائيلية، بالشكل الذي أثّر سلباً على الاقتصاد الإسرائيلي، وأبكى عيون قادة أحزاب اليمين المتطرف، وهم يرصدون ملايين الإسرائيليين يفرّون إلى الملاجئ. لماذا تختلف صنعاء عن العواصم العربية الأخرى؟ من البداية، نظرت صنعاء إلى قضية فلسطين باعتبارها معركة وجود، وليست مجرد قضية تضامن، لذا شرعت بتنفيذ عمليات عسكرية فعليّة ضد الكيان الصهيوني، في مشهد غير مسبوق على مستوى الوطن العربي منذ عقود؛ وفي مقابل الصواريخ اليمنية، أقصى ما قدّمه كثير من العواصم العربية لم يكن أكثر من عبارات عاطفية جوفاء، تُظهر الشفقة على أهالي غزة، وتلمز في الوقت ذاته من جهة المقاومة الفلسطينية، مُحمّلة إياها –ضمنيًا أو صراحةً– مسؤولية ما آلت إليه الأمور. لقد بدا المشهد كأن هناك من يخجل من قوة الفلسطينيين، أكثر مما يغضب من بطش المحتل!، لكن الخطاب القادم من صنعاء، دوماً ما قلب الموازين، فلم يتردد في إعلان الدعم للمقاومة الفلسطينية، والدفاع عنها، وحثّ الشعب العربي على الالتفاف حولها، منذ اندلاع الحرب، وحتى الجمعة الماضية، التي شهدت خروج ألف وسبعٍ وستين مَسِيرةً يمنيّة حاشدة ومصغَّرة، بحسب المحافظات، بدءاً من ميدان السبعين، وصولاً إلى المديريات والأرياف. رفضت صنعاء التطبيع، مؤكدة أن كرامة الأمة لا تُباع مقابل صفقات أو تحالفات سياسية، وأن الاعتراف بـ'إسرائيل'، هو خيانة كبرى، وارتداد كامل عن نصرة القضية الفلسطينية العادلة، كما فضحت الدور الأميركي، عبر التأكيد أن علاقة واشنطن بالأنظمة العربية قائمة على الابتزاز، وأن الإسرائيلي هو شريكٌ في كل المكاسب الأميركية سواء كانت مالية أم سياسية. في المحصّلة، يمكن اختصار رسالة صنعاء التي حملتها طوال العامين الماضيين، بما يلي: 1. تعريف جديد للدعم العربي لفلسطين لم تكتفِ صنعاء بالبيانات والتعاطف الإعلامي، بل انتقلت إلى فعلٍ ميداني مباشر، فأطلقت الصواريخ، وهددت مصالح العدو، مؤكدة أن الدعم الحقيقي يُقاس بالأفعال لا بالكلمات. 2. ترسيخ معادلة ردع إقليمية أظهرت أن الاعتداء على الفلسطينيين لن يمر من دون تكلفة، وأن أي استهداف لفلسطين يعني اضطراباً افي الممرات الدولية ومواجهة مفتوحة مع مناصري المقاومة. 3. كشف ازدواجية المواقف العربية أظهرت المفارقة الحادة بين من يطبّع ويهادن، وبين من يقاوم ويدفع الثمن، ما جعل مواقف الخضوع والتطبيع تبدو عارية من أي مبرر أخلاقي أو استراتيجي. 4. إسقاط أسطورة التفوق الإسرائيلي من خلال الصواريخ والطائرات المسيّرة، والقدرة على تعطيل الملاحة، أثبتت صنعاء أن الردّ العربي ممكن، وأنّ الردع لا يزال في متناول اليد بشرط توافر الإرادة. 5. القدرة على تحدي الولايات المتحدة صمدت صنعاء في وجه الجيش الأميركي الذي أبحرت حاملات طائراته حتى مضيق باب المندب لقصف أبناء اليمن، ولم تنجح القوات الأميركية في إجبار القيادة اليمنية على التخلي عن واجبها في معركة إسناد فلسطين، وما كان من دونالد ترمب إلا أن أعلن، في نهاية المطاف، وقف عدوانه، منسحباً من المنطقة… لكن قبل ذلك، كان مجبراً على وصف أبناء حركة أنصار الله بالمقاتلين الأشداء. 6. تجسيد العروبة كهوية نضالية قدّمت صنعاء النموذج الصحيح للعروبة: عروبة تُقاوم لا تساوم، تقف مع فلسطين لا ضدها، وتنحاز للمظلوم لا للمحتل. هذا النموذج أعاد إحياء شعور الانتماء في أمة كادت أن تفقد الثقة بنفسها. صنعاء.. حين أيقظت أمة نائمة اليوم تتجسد الكرامة العربية من صنعاء، لا من عواصم الرفاه. وبينما فُرِش السجّاد الأحمر منذ أيامٍ لرئيسٍ زوّد الاحتلال كل أسباب القتل والبطش، كانت صنعاء تردّ بالصواريخ والمواقف الصلبة. هناك، وُقّعت الصفقات، وهنا، كُتبت الرسالة بمداد النار: أن العروبة ليست زينةً للخطاب، بل مسؤولية تُحمَل حين تشتدّ المحنة. في هذا السياق، يبرز قادة حركة أنصار الله كشموسٍ في سماء محور المقاومة، يخاطبون الأمة من صنعاء، بلغة العزيمة والبصيرة، تماماً كما كان يفعل السيد حسن نصر الله من بيروت، قبل ارتقائه شهيداً. جميعهم يُشكّلون أصواتاً عقائدية مقاومة، تنطلق من أرض مُحاصرة لتخاطب أمة محاصَرة بالتخاذل. وبينما يُفتقد حضور كثير من الزعماء العرب على منابر الكرامة، يرى أنصار المقاومة في أبناء صنعاء عزاءً وتوازناً، وامتدادًا لخطّ السيد نصر الله في الصدق والبصيرة والارتباط العضوي بفلسطين، وفي وجه الردّة الجماعية، بات هذا الصوت مرجعًا للمقهورين، ولمن لم ينسَ بعدُ أن العروبة الحقّة لا تصافح اليد التي تلطّخت بدماء أطفال غزة. ــــــــــــــــــــــــــ السيد شبل


الجريدة
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- رياضة
- الجريدة
العربي بـ 3 فرص يواجه أركاداغ التركماني اليوم
بثلاث فرص، يحل العربي ضيفاً على أركاداغ التركماني الساعة 1:30 من بعد ظهر اليوم الأربعاء بتوقيت الكويت، في إياب الدور نصف النهائي لبطولة دوري التحدي الآسيوي لكرة القدم. وكان العربي قد حقق الفوز في لقاء الذهاب، الذي أقيم الأربعاء الماضي، على استاد صباح السالم بهدفين من دون رد، أحرزهما النيجيري كريستوفر جون، وسلمان العوضي. ويدخل العربي اللقاء بثلاث فرص من أجل التأهل للقاء النهائي، وهي الخسارة بهدف نظيف أو بفارق هدف، أو التعادل أو الفوز. بينما يدخل أركاداغ اللقاء بفرصة وحيدة، تتمثل بالفوز بثلاثة أهداف نظيفة أو بفارق ثلاثة أهداف إذا تمكن العربي من هز شباكهم. وثمة نتيجتان ستذهبان بالفريقين إلى الأشواط الإضافية، وهي فوز أركاداغ 2 - 0، أو بفارق هدفين مثل 3 - 1، أو 4 - 2 أو 5 - 3، نظراً لإلغاء قاعدة احتساب الهدف بهدفين في حال التعادل في الأهداف. ومن المؤكد، أن نتيجة لقاء الذهاب بفوز العربي بهدفين دون رد تبدو جيدة وفقاً، لكنها قد تكون خادعة للفريق في حال اللعب على التعادل، لا سيما أنه يواجه منافساً جيداً. ويطمح الجهاز الفني للعربي بقيادة المدرب ناصر الشطي إلى التأهل للمباراة النهائية، كخطوة أولى نحو الفوز باللقب القاري، والذي سيؤهل الأخضر للمشاركة بشكل مباشر في بطولة دوري الأبطال 2. ويدرك ناصر أن التأهل للنهائي سيتحقق ببذل المزيد من الجهد، وتتجه النية لدى المدرب بمباغتة المنافس بالهجوم، لإحراز هدف أو أكثر يقربه من حسم المواجهة. ويفتقد العربي في لقاء اليوم جهود لاعبيه بدر طارق وخالد المرشد بداعي الإصابة، وهما من اللاعبين المؤثرين، لكن الفريق لديه العديد من الأوراق الرابحة منها النيجيريان ايوالا الذي نال جائزة افضل لاعب في لقاء الذهاب، وكريستوفر جون، وبندر السلامة وسلمان العوضي وجمعة عبود وحسن حمدان، ومن خلفهم الحارس سليمان عبدالغفور. التمسك بالأمل في المقابل، يتمسك الجهاز الفني لأركاداغ بقيادة المدرب أحمد علاء بالأمل في بلوغ الدور النهائي، خصوصا علاء الذي يؤكد مرارا وتكرارا ثقته بلاعبيه. كما يدخل اركاداغ اللقاء بأسلوب هجومي، من أجل هز الشباك. وتجمع المواجهة الثانية في الدور قبل النهائي بين برياه خان ريتش سفاي رينج الكمبودي ومادورا يونايتد الإندونيسي، واللذين يتقابلان إيابا الخميس في جريسيك، علما بأن مباراة الذهاب انتهت بفوز برياه خان 3 - صفر في فنوم بينه.


ملاعب
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- رياضة
- ملاعب
يزن النعيمات: موسمي الأول مع العربي كان صعبًا
اضافة اعلان أعرب نجم المنتخب الوطني الأردني يزن النعيمات عن عدم رضاه عن موسمه الأول مع النادي العربي القطري، واصفًا إياه بأنه كان "صعبًا جدًا" بسبب الإصابات المتكررة التي تعرض لها، بالإضافة إلى التغييرات الفنية داخل الفريق والتي أثرت على استقراره.وفي مقابلة مع قنوات الكأس، قال النعيمات إن الأداء العام للفريق، بما في ذلك مستواه الشخصي، لم يكن بالمستوى الذي تطمح إليه جماهير النادي، مضيفًا: "جماهير العربي تستحق الأفضل، ونحن كلاعبين نحب المنافسة على البطولات، لكن الموسم كان مليئًا بالتحديات، من إصابات وتغييرات في الطاقم التدريبي."وأكد النعيمات على أهمية الاستقرار الفني، مشيرًا إلى أن تغيير المدربين المتكرر يضر بأداء الفريق، داعيًا إلى الصبر والثقة بالجهاز الفني حتى في ظل بعض النتائج السلبية، مشيرًا إلى أن الجمهور "عاطفي بطبعه" ويتوقع تغييرات سريعة.كما أبدى اللاعب رغبة قوية بتحقيق بطولة كأس الأمير، والتي تمثل الأمل الأخير للعربي هذا الموسم لمصالحة جماهيره، مؤكدًا أن اللاعبين سيبذلون أقصى ما لديهم من أجل التتويج.وحول مستقبله مع النادي، أوضح النعيمات أن عقده يمتد لموسم واحد مع خيار التمديد لسنة إضافية، إلا أن التمديد يبقى مرهونًا بقرار إدارة النادي، مؤكدًا أنه في انتظار اجتماع معها لتحديد مصيره.واختتم النعيمات حديثه برسالة إلى جماهير العربي، قائلاً: "أعتذر من أعماق قلبي، فالإصابات ليست بيدي، وكل لاعب يدخل أرض الملعب يريد أن يقدم كل ما عنده. أنا أحترم رزقي، وأتمنى دائمًا أن أُسعد الجماهير، وأفرح من حولي، وهذه رسالتي لكل من يحب يزن النعيمات."


الجريدة
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- رياضة
- الجريدة
العربي في مواجهة أركاداج «البطل الحامي» اليوم
يلتقي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي العربي مع أركاداج التركماني الساعة السابعة من مساء اليوم (الأربعاء) على استاد جابر المبارك بنادي الصليبيخات، في ذهاب الدور نصف النهائي لبطولة دوري التحدي الآسيوي. وكان العربي تأهل لهذا الدور بعد فوزه على السيب العماني بالكويت في لقاء الذهاب، بهدف من دون رد، في حين تعادل في «الإياب» على أرض المنافس بهدفين لكل منهما. في المقابل، تأهل أركاداج التركماني بعد فوزه على فريق ايست بنغال الهندي، في «الذهاب» بهدف من دون رد، ثم كرر فوزه في لقاء «الإياب» بهدفين مقابل هدف. والتقى الفريقان في مرحلة المجموعات في الأول من نوفمبر ونجح العربي في تحقيق الفوز بنتيجة 3 - 2، الأمر الذي يزيد من صعوبة مواجهتي الذهاب والإياب، خصوصا أن الفريقين بمنزلة الكتاب المفتوح لبعضهما. يذكر أن البطولات الآسيوية ألغت قاعدة احتساب الهدف بهدفين خارج الأرض في حال التعادل، على أن يتم ترجيح كفة فريق على الآخر بعدد الأهداف في حال تبادل الفوز. بينما التعادل «ذهاباً وإياباً» سيذهب بالفريقين إلى وقت إضافي على شوطين مدة كل شوط 15 دقيقة، أياً كان عدد الأهداف. فوز كبير ويطمح الجهاز الفني للعربي بقيادة المدرب ناصر الشطي إلى تحقيق الفوز بأكبر عدد من الأهداف، من أجل تسهيل مهمته في لقاء «الإياب» الذي سيقام يوم 16 الجاري. ومن المؤكد، أن أي نتيجة غير الفوز ستضع الشطي على «المحك»، وذلك بعد أن تعادل العربي مع السالمية ثم مع الفحيحيل في الدوري الممتاز، ليتراجع أكثر من خطوة إلى الخلف في صراعه على القمة مع الكويت. وتقع على كاهل الشطي ومعاونه مسؤولية مضاعفة قبل مباراة اليوم تتمثل في ضرورة تحقيق الفوز، إلى جانب استعادة اللاعبين لتوازنهم، وتهيئتهم نفسيا وذهنيا للقاء. وسيلعب العربي بأسلوب هجومي، بالاعتماد على النيجيريين إيوالا وكريستوفر جون على الجناحين، ورأس الحربة المغربي حمزة خابا، والذي يسعى لمصالحة الجماهير من خلال العودة لهز شباك المنافسين مجددا. ويستعيد العربي في لقاء اليوم أحد اوراقه الرابحة، حيث يشارك بندر السلامة، الذي غاب عن لقاء السيب العماني في الإياب، بعد طرده في الذهاب إثر حصوله على بطاقتين صفراوين. أسلوب متوازن في المقابل، يطمح اركاداج، الذي يعني وفقا للغة التركمانية «البطل الحامي» إلى تحقيق الفوز أيضا، من أجل وضع قدم في الدور النهائي للبطولة. ويعلم الجهاز الفني للفريق مدى صعوبة لقاء اليوم، خصوصا أن العربي مدعوم بقوة من جماهيره التي تُساند فريقها بقوة، فضلاً عن تمتع الأخضر بعامل الخبرة التي يتفوق بها على فريقه. أكد مدرب العربي ناصر الشطي أن الفريق جاهز لمواجهة اركاداج، مضيفا أن بطولة دوري التحدي الآسيوي هي أحد أهداف النادي. وقال الشطي في المؤتمر الصحافي الذي عُقد ظهر أمس: «لابد أن نظهر شخصيتنا في اللقاء، ونحن قادرون وبقوة على تجاوز مرحلة التعادل مع السالمية ثم الفحيحيل في الدوري الممتاز، والتي لن تنال من الفريق». وشدد على أن سليمان عبدالغفور حارس عملاق وظهوره بعيداً عن مستواه في مباراة لا يقلل مما يقدمه للعربي ومعه جميع اللاعبين للفريق في الموسم الجاري. وكان عبدالغفور أكد في المؤتمر ذاته، أن تراجع مستواه يعود لأسباب شخصية خاصة به. من جانبه، قال مدرب اركاداج أحمد علاء إن فريقه جاء إلى الكويت من أجل تحقيق فوز كبير، مشددا على احترامه وتقديره للعربي. وأشار إلى أن مباراة دوري المجموعات التي جمعت الفريقين وحقق العربي فيها الفوز 3 - 2، تختلف تماما عن الدور نصف النهائي الذي يقام من مباراتين ذهابا وإيابا، مؤكدا أن فريقه شهد تغييرا في بعض الأسماء في القائمة.