أحدث الأخبار مع #لمنظمةشنغهاي


العرب القطرية
منذ 3 أيام
- سياسة
- العرب القطرية
«منتدى الإعلامي» ينطلق بمشاركة 300 خبير من 26 دولة.. الدبلوماسية الإعلامية تعزز قيم «شنغهاي للتعاون»
أورومتشي- هشام يس دعا منتدى التعاون الإعلامي لدول منظمة شنغهاي للتعاون 2025 إلى وضع آليات فعالة للحد من التضليل الإعلامي واستخدام وسائل الإعلام لأغراض غير مشروعة. وأكد المشاركون أهمية احترام التنوع الحضاري والثقافي والديني، وضرورة إنتاج تقارير إعلامية صادقة وموضوعية وعادلة، تسهم في بناء بيئة إعلامية عالمية تدعم التنمية المستدامة. كما شدد المنتدى على أهمية تعزيز «روح شنغهاي»، التي تجسد قيم التعاون والتعددية واحترام السيادة الوطنية، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين شعوب الدول الأعضاء، والمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي. وانطلق المنتدى في مدينة أورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم، تحت شعار «معاً من أجل بناء عالم أجمل ومستقبل مزدهر». وشهد المنتدى مشاركة واسعة من أكثر من 300 إعلامي وخبير وممثل عن مؤسسات إعلامية من 26 دولة، بما في ذلك الدول الأعضاء في المنظمة، والدول المراقبة، وشركاء الحوار، إلى جانب حضور بارز لممثلين عن وسائل إعلام عربية، من بينها صحيفة «العرب». كما حضر المنتدى نائب الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون، سهيل خان، مما أضفى طابعاً رسمياً على الفعالية. وتأتي فعالياته في إطار جهود الصين، التي تتولى الرئاسة الدورية لمنظمة شنغهاي للتعاون، لتعزيز التعاون الإعلامي وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء، بهدف بناء نظام إعلامي دولي أكثر عدالة وتوازناً، يعكس تنوع الثقافات ويتصدى لهيمنة الخطاب الإعلامي الغربي. وخلال الجلسة الافتتاحية، أُكد المشاركون على أهمية الدبلوماسية الإعلامية في تعزيز القيم المشتركة لمنظمة شنغهاي، مثل احترام السيادة، التعددية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. هذه المبادئ شكلت إطاراً للنقاشات التي تناولت سبل بناء شبكات إعلامية مشتركة قادرة على نقل صوت الدول النامية بصدق وتوازن. إطلاق مبادرات تعاونية شهد المنتدى إطلاق مبادرات مهمة، منها معسكر التبادل الثقافي للشباب الذي يهدف إلى تعزيز التفاهم الثقافي بين الشباب في الدول الأعضاء، من خلال برامج تبادل تعليمية وثقافية. وتقرير «البيت المشترك»: وهو استطلاع رأي عام حول الرؤية التنموية للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، يهدف إلى توثيق التوجهات والطموحات المشتركة. وخطة لتقاسم مقاطع الفيديو القصيرة، تم اقتراحها خلال اجتماع الحوار الإعلامي، بهدف تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام في إنتاج محتوى رقمي يعكس تنوع الدول الأعضاء. الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة تناولت الحلقات النقاشية في المنتدى عدة محاور رئيسية منها، توظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وركزت النقاشات على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة المحتوى الإعلامي، سواء من خلال تحليل البيانات أو إنتاج الأخبار بشكل أسرع وأكثر دقة. كما تناولت احتياجات كل منطقة من حيث إنتاج المحتوى الإعلامي، مع التركيز على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأخبار بفعالية. وشددت على ضرورة احترام الخصوصيات الوطنية والثقافية في صياغة المحتوى الإعلامي، مع استعراض قصص نجاح توضح كيفية تحقيق ذلك. ومن جانبه أشار عبدالعزيز درويش، الإعلامي الكويتي، إلى الأهمية الكبيرة للمنتدى في تعزيز تبادل الخبرات الإعلامية بين الشعوب، مشيداً بمشاركة واسعة من 26 دولة وحضور أكثر من 200 شخص. وأضاف أن النقاشات ركزت على التقنيات الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي، ودوره في تحسين جودة المحتوى وتطوير الإنتاج الإخباري، مع استعراض تطبيقات عملية لوسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار. وتميزت الجلسة الافتتاحية بأجواء احتفالية عكست التراث الثقافي الصيني، وتضمنت عروضاً فنية تقليدية استخدمت فيها الآلات الموسيقية الصينية والألوان الزاهية، لتقديم تجربة ترحيبية مبهرة. وصفت هذه العروض بأنها «لوحة فنية» تهدف إلى إبراز الفن كجسر للتواصل بين الشعوب، مما يعكس التزام الصين بتعزيز الحوار الحضاري والثقافي. شينجيانغ: نموذج للتنمية المستدامة تُعد منطقة شينجيانغ، التي استضافت المنتدى، نموذجاً بارزاً للتنمية المستدامة التي تدعمها الصين. فقد تجاوز إجمالي الناتج المحلي للمنطقة 2 تريليون يوان صيني في عام 2024، مع تحسن ملحوظ في متوسط دخل الأفراد وتنفيذ مشاريع تنموية كبرى في قطاعات الطاقة، الصناعة، التعليم، والبنية التحتية. يأتي هذا الإنجاز بدعم مالي ولوجستي من الحكومة المركزية الصينية عبر أكثر من 19 مقاطعة شقيقة، مما عزز قدرة شينجيانغ على تحقيق تنمية شاملة. وأضفت أورومتشي، بموقعها الاستراتيجي على طريق الحرير، طابعاً خاصاً على اختيارها كمكان للمنتدى، حيث تُعد مركزاً ثقافياً واقتصادياً يجسد التواصل الحضاري بين الشرق والغرب. يُعد المنتدى خطوة محورية نحو تعزيز التعاون الإعلامي بين الدول الأعضاء والشركاء. ومع اقتراب استضافة الصين لقمة منظمة شنغهاي في تيانجين في خريف 2025، من المتوقع أن تستمر هذه الجهود في تعزيز التواصل الإعلامي والثقافي. ويهدف المنتدى إلى وضع أسس نظام إعلامي دولي جديد يقوم على التعددية والاحترام المتبادل، مما يساهم في بناء عالم أكثر عدالة في تدفق المعلومات. وأكد المشاركون أن الصين، بفضل قدراتها المالية والتجارية، في موقع قوي لقيادة هذا التحول الإعلامي، بما يتماشى مع أهدافها خلال رئاستها الدورية للمنظمة. الهدف الأساسي هو كسر احتكار الخطاب الإعلامي الغربي الذي هيمن على السرديات العالمية لعقود. منظمة شنغهاي: إطار للتعاون تأسست منظمة شنغهاي للتعاون عام 2001، وتضم دولاً مثل الصين، روسيا، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، أوزبكستان، الهند، باكستان، إيران، وبيلاروسيا، إلى جانب شركاء الحوار مثل السعودية وقطر. ويُنظم المنتدى بشكل مشترك بين صحيفة «الشعب اليومية» وحكومة منطقة شينجيانغ، مما يعكس التزام الصين بتعزيز دورها كقوة إعلامية عالمية تقدم رؤية بديلة للنظام الإعلامي الحالي.


الجريدة
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الجريدة
ماذا ينتظر العالم من الصين؟
من أين تأتي أهمية منظمة شنغهاي؟ وماذا تشكل للصين وللعالم من مكانة وقوة يحسب لها حسابها في التحالفات الدولية؟ هذا العام ستعود المنظمة إلى «الوطن الأم» بعدما انطلقت منها عام 2001، لذلك تستعد لدفع «روح شنغهاي» قدماً لترسيخ وتعزيز التعاون ورسم آفاق جديدة من شأنها أن تحدد معالم هذا التكتل الذي يمثل أكبر تحالف سياسي إقليمي في العالم. «عام الصين» لمنظمة شنغهاي كما قال وزير الخارجية، وانغ يي، وفي رحلة جديدة ستكتبها هذه السنة بكون الصين صاحبة الرئاسة الدورية، وستشهد أكثر من 100 حدث في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية. نتحدث عن منظمة تضم ستة أعضاء كبار مؤسسين، بينهم الصين وروسيا وباكستان والهند، وأصبحت الآن تتشكل من عشرة أعضاء كاملي العضوية و3 دول مراقبة و14 شريك حوار، تغطي 60 بالمئة من مساحة الكرة الأرضية وأكثر من 44 بالمئة من سكان العالم. عمرها يقترب من ربع قرن (24 سنة) يتم النظر إليها من المحللين السياسيين بأنها وُلدت لتشكل أحد البدائل الدولية بعد سلسلة إخفاقات كانت وراءها واشنطن، لذلك يكمن دورها في إعادة بناء التوازن في العلاقات الدولية. بالطبع هناك مصالح للدول الكبار فيها، وعلى رأسها الصين، لكنها مصالح مشروعة وواضحة وتسير بخطين متوازيين، تقوم على قاعدة المنفعة المشتركة وبواسطة منظومة من المشاريع والمبادرات التي تخدم جميع الدول المنضوية تحتها ومعها. وحتى الآن، هناك خمس دول من بلدان مجلس التعاون الخليجي تحمل صفة «شريك حوار» بما فيها الكويت، حيث ساهمت بمجموعة أنشطة ولقاءات، ورفعت وتيرة التعاون باعتبار أن الكويت تتولى رئاسة مجلس التعاون الخليجي الدورية هذا العام، في الوقت الذي تقوم الصين بنفس المهمة مع منظمة شنغهاي للتعاون الدولي. في الغرب يطلقون عليها اسم «التحالف الشرقي» أو «ناتو الشرق» فهي اليوم حاضرة و«بالقوة الناعمة» على خريطة التحالفات الدولية، جاءت كمنتدى يعمل وفق معايير واضحة منها: 1 - لا للتدخلات الخارجية بشأن الدول. 2 - لا لعالم يتحكم به «قطب واحد» بل عالم متعدد الأقطاب. 3 - لا لهيمنة مطلقة لأميركا يمارس عليها الغرب وصايته مثل الأمم المتحدة. صحيح أنها أنشئت بالأساس كتجمع من الصين وروسيا لبناء الثقة وضبط الأمن الحدودي بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، لكن الصين دفعت بها إلى نموذج جديد للتحالفات السياسية يستوحي أهدافه من مصالح الدول المشتركة كالأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والتطرف الديني ويضع التنمية الاقتصادية على قائمة الأولويات. على المستوى الدولي هي أكبر كتلة مناهضة لأميركا، جعلت منها الصين قوة اقتصادية بالدرجة الأولى، فقد وحّدت خمس دول تملك إمكانات نووية وموارد اقتصادية جبارة، استثمرت فيها نحو 124 مليار دولار في مشروع «الحزام والطريق» على سبيل المثال، بعدما أطلقت صندوقاً للتنمية وأنشأت مناطق تجارة حرة وسوق طاقة موحداً وبنكاً يلبي احتياجات المشاريع. في لغة «الاقتصاد الناعم» والتي برعت فيها الصين، تضم المنظمة أكبر منتجين للطاقة في العالم، إيران وروسيا، وأكبر مستهلكين لموارد الطاقة وهما الصين والهند... وباتت اليوم مصدر قلق وخطر لأميركا. دخلت الساحة الدولية بقوة الاقتصاد والتعاون المشترك والمصالح ذات المنقعة المشتركة، وها هي تستكمل عمليات النهوض والثبات وتتوحد بقدراتها مجتمعة، وتعمل لصياغة مجالها الحيوي والإقليمي والجيواستراتيجي فيما يتعلق بقضايا التعاون الأمني والاقتصادي، وفي منطقة تعتبر قاعدة للموارد والممرات التجارية.