أحدث الأخبار مع #لوكالةشفقنيوز


شفق نيوز
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- شفق نيوز
مشروع شبابي طموح.. افتتاح "أصغر كافيه" بالسليمانية (صور)
شفق نيوز/ في أحدى أزقة أسواق السليمانية، وبين الجدران القديمة لمخزن كان يومًا تابعًا لمطعم، يقدّم شاب كوردي نموذجًا ملهمًا للتحدي والعمل الحر. بكثير من الإصرار وقليل من الإمكانات، افتتح أصغر كافيه في المدينة بمقعد واحد فقط، ليحوّل فكرته البسيطة إلى محطة يومية لعدد كبير من الزبائن، ودعوة مفتوحة للشباب مفادها : "لا تنتظروا التعيين.. اصنعوا طريقكم بأنفسكم". ميربكر عزيز، شاب يبلغ من العمر 25 عامًا، خريج كلية علوم الحاسوب في جامعة السليمانية، لم يكن طريقه بعد التخرج مفروشًا بالفرص، يقول لوكالة شفق نيوز، انه "بعد التخرج، تقدمت للكثير من الوظائف، لكن دون جدوى وبدأت أعمل كعامل في مطعم، ثم كعامل خدمة في كوفي شوب آخر، لأتمكن من إعالة نفسي لكنني كنت أؤمن دائمًا أن الاعتماد على النفس أفضل من الانتظار، و ذات يوم لاحظت وجود مخزن صغير قديم تابع لمطعم، مهمل ولا يُستخدم، وفكرت: لماذا لا أحوله إلى شيء مختلف؟". ويضيف:"رغم صغر المساحة، بدأت أعمل بيدي، قمت بطلاء الجدران بنفسي، وضعت لمساتي في الديكور مستخدمًا صورًا بسيطة وتحف قديمة، وركبت طاولة صغيرة وكرسيًا واحدًا فقط، لأن المكان لا يتسع لأكثر من ذلك، لكن هذا الكرسي الوحيد هو ما جعل الفكرة مميزة، الناس أحبوا البساطة والجو الحميم، وأصبح الكافيه مقصداً يومياً". بدوره يقول سردار أحمد، وهو أحد الزبائن المنتظمين للمقهى في حديثه لوكالة شفق نيوز: "ما يميز كافيه ميربكر ليست القهوة فقط، بل الروح الموجودة فيه المكان، فهو بسيط جداً، لكنه مريح ويشعرك بأنك ضيف في بيت". ميربكر لا يكتفي بما وصل إليه، بل لديه رؤية مستقبلية لتطوير فكرته، قائلا : "أطمح أن أفتتح فروعاً صغيرة أخرى بنفس الفكرة، لأن الناس يحبون الأشياء المميزة والمختلفة، المشروع لا يحتاج رأس مال ضخم، بل يحتاج فكرة وشغف". ويتابع بدعوة موجهة إلى الشباب: "أنصح كل شاب بأن لا ينتظر التعيين الحكومي، التغيير يبدأ بخطوة بسيطة حتى لو كانت الإمكانات قليلة، يمكنكم أن تخلقوا فرصًا بأنفسكم، كما فعلت أنا". و في السنوات الأخيرة، ازدادت المبادرات الفردية بين شباب السليمانية نتيجة تراجع فرص التوظيف، خاصة في القطاع العام.


شفق نيوز
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- شفق نيوز
ليل بغداد بلا عطره.. غبار الإسمنت يخطف "النبتة المقدسة"
شفق نيوز/ حين تُلامس نسمات المساء أزقّة بغداد القديمة، كانت رائحة الآس (أو "الياس" بلهجة العراقيين) تعبق في الحدائق المنزلية، فتُضفي على ليالي الصيف وضوحًا عطريًا يليق بمدينة عُرفت يومًا بحدائقها الغنّاء. لكن تلك الشجيرات الدائمة الخُضرة، التي نبتت في تربة العراق منذ آلاف السنين وتباركت بها الأساطير والديانات تكافح اليوم للبقاء في مدينة تمدد الإسمنت فيها على حساب الخضرة وضاق فيها الماء على النباتات العطشى. ورغم غياب نصوص قرآنية أو إنجيلية تلزم المؤمنين برعايتها فإن أوراقها ما زالت تذرّ فوق الجنائز والمجالس الحسينية وتُنسج منها أكاليل أعراس الكنائس وتلتف حول شعارات المندائيين في طقوس التعميد والوداع الأخير. يقول الشيخ مرتضى حسين الأُزيرجاوي لوكالة شفق نيوز إن "حضور الياس في الثقافة الشعبية أعمق من أي تشريع مكتوب فهو رمز يجمع الحنّاء بالشهادة وطيفاً من رائحة الجنة في الذاكرة العراقية". ويضيف أن أوراق الآس تُستخدم في الطب الشعبي لعلاج الصداع وأوجاع المعدة، استنادًا إلى اجتهادات ابن القيّم الجوزي. وضمن الموروث الشعبي الإسلامي، استخدمت أوراق الياس في طقوس الرقية الشرعية كجزء من الماء المقروء عليه، لطرد الحسد أو السحر وغير ذلك، دون أن يكون لهذا الموروث أصل شرعي. كما تعتمد بعض الطقوس الكنسية مثل القداس أو العمودية، على استخدام أوراق الياس ضمن التقاليد الثقافية أكثر مما هو مقرر في العقيدة نفسها، اذ لا يُعد ورق الياس جزءاً رسمياً في المسيحية، كما هو الحال في الديانة اليهودية أو الصابئة المندائية. الراهبة ريتا ببيكا ترى في خُضرته الدائمة "إشارة إلى السلام والنقاء، ولذلك نعلّق أغصانه على الكنائس في أعياد الميلاد والفصح"، تقول خلال حديثها لوكالة شفق نيوز. وتعد نبتة الآس مباركة ومقدسة وأساسية في العديد من طقوس الدينية التي تمارس في الديانة المندائية. ووفق الباحث المندائي جبار منير مكلف، تعد هذه النبتة ضرورة دينية تدخل في جميع الطقوس وترافق الإنسان في جميع مراحل حياته، من الولادة مروراً بالزواج وحتى الوفاة. وتوضح المندائية أطياف نهر، في حديث لشفق نيوز، أن "الآس يوضع على (سرة) المولود الجديد ويختم بـ(السكندولة)، ويعتبر ذلك أول تعميد للطفل حتى يبلغ عمره ثلاثين يوما". وتضيف، أنه "يجب بعد ان يصل عمر الطفل الى ثلاثين يوما، عندها يجب ان يعمد بالماء الجاري". افروديت تلوذ بنبات الآس يدخل نبات الآس في الميثولوجيا، ويرمز الى النقاء والجمال والطهارة، ووفق الأسطورة الإغريقية، فأن أفروديت آلهة الحبّ والجمال،عندما كانت تستحم ذات مرة عند نبع ماء، شاهدها "الساطير" وهي مخلوقات خرافية نصفها الأعلى على شكل إنسان والنصف السفلي على شكل حيوان. ولم تستطع افروديت التخلص من مراقبتهم وفضولهم إلا بالإختباء بين أغصان نبات الآس، وبذلك أصبح الآس نبات أفروديت المفضل. وكان الإغريق القدماء قد زرعوا نبات الآس حول معابدهم، واعتبروه رمزاً للرقة والإخلاص والعفة، ولذلك كانت قلادة العروس تصنع من أغصان الآس. الحجر بمحل عبق الياس لكن هذا الإرث الروحي يقف اليوم أمام معادلة قاسية؛ فأسعار الأراضي المرتفعة تحوّل الحدائق المنزلية إلى غرف وملاحق خرسانية وتفرض على أصحابها اقتلاع الشجيرات التي تحتاج مساحة ورياً منتظماً في مدينة ترتفع فيها الحرارة إلى خمسين درجة مئوية صيفاً وتتناقص حصص دجلة والفرات عاماً بعد عام. البلديات بدورها توصي بغرس الأكاسيا الأسرع نمواً والأشد مقاومة للعطش ما يسرّع تراجع "الياس" الذي يتطلب عناية لا يقدر عليها كثير من السكان. المهندس الزراعي نجاح محمد يصف لوكالة شفق نيوز، المشهد قائلاً إن الأصوات التي كانت تملأ الأحياء بوقع المقصّ حول أسوار الآس خفتت لتحل محلها مطرقة البناء، فيما يحذّر زميله إحسان عبد علي من أن استمرار هذا الإهمال سيحرم بغداد من "شجرة السلام" ويقطع صلتها بجزء حيّ من تراثها النباتي. في حي الأعظمية تقف الحاجة حسيبة عقيل السبعينية على عتبة بيتها القديم فتغمض عينيها بحثاً عن الرائحة التي كانت تملأ ليالي الصيف عندما كانت الأسرة تتناول العشاء تحت شجيرات "الياس" وتلوّح أغصانها في الضوء الخافت. تفتح عينيها الآن فلا ترى سوى أسوار إسمنتية جرداء وتقول لوكالة شفق نيوز، إن اختفاء الشجرة يشبه اختفاء جرس المدرسة القديم أو صوت بائع الباقلاء عند الفجر؛ تفاصيل صغيرة إذا غابت تفرغ المدينة من روحها. صوت الاختصاصيين يعلو مطالباً بحملة إنقاذ تستعيد "الياس" إلى المتنزهات والساحات العامة وتقدم حوافز لأصحاب البيوت كي يعيدوه إلى حدائقهم عبر شبكات ري بالتنقيط وبرامج توعية تُعرّف الأجيال الجديدة بفضائل هذه الشجيرة العطرة. فبينما تحارب بغداد لتخفيض حرارة هوائها الخانق ربما يكون زرع أمتار من الخضرة الموروثة خطوة أولى لاستعادة ما خسرته من ظلٍّ وذاكرة. وفي السباق مع الزمن يبقى السؤال معلقاً في هواء المدينة: هل يستطيع البغداديون إنقاذ شجيرة كانت شاهداً صامتاً على أفراحهم وأتراحهم قبل أن يُسدل العمران ستاراً من الأسمنت على عبيرها الأخير؟


شفق نيوز
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- شفق نيوز
خلف أبواب مسقط المغلقة.. إيران وأمريكا صوب تسوية نووية بتكتيك "رابح-رابح"
شفق نيوز/ اختتمت العاصمة العُمانية مسقط، السبت، جولة من المباحثات غير المباشرة بين وفدين من إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي لطهران، وسط جهود دبلوماسية تركز على تخفيف التوتر الإقليمي وإحياء المسار التفاوضي، بحسب ما أفاد به مسؤولون عمانيون وخبراء لوكالة شفق نيوز. وقاد وفد طهران في المباحثات وزير الخارجية عباس عراقجي، فيما رأس ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، الوفد الأميركي. وعُقد الإجتماع في غرفتين منفصلتين، بينما تولّى وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي نقل الرسائل المكتوبة بين الجانبين، مشيرًا إلى أنّ الأجواء اتسمت بـ"الودية" والسعي نحو اتفاق "عادل وملزم". وفي منشور عبر منصة 'إكس' (تويتر سابقًا)، أكد البوسعيدي أنّ بلاده تسعى لتقريب وجهات النظر، فيما قال مصدر دبلوماسي إن أجندة الحوار شملت ثلاثة محاور رئيسة: مناقشة خطوات تهدئة التوتر الإقليمي، وتبادل السجناء بين واشنطن وطهران، فضلاً عن بلورة اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات الأميركية مقابل كبح تقدّم البرنامج النووي الإيراني. وبهذا الخصوص يقول الكاتب الصحفي رافد جبوري من واشنطن إن "محادثات أميركا وإيران في عمان كانت مباشرة + غير مباشرة لإرضاء الطرفين". ويضيف أن "الجانب الاميركي أوصل رسالة مباشرة تعرفها إيران جيدا، ولكن اميركا ايضا قدمت أسلوبا لطيفا مثل الأسلوب الإيراني الذي راعى اللباقة. سيعود الوفد الايراني بالرسالة الآن لتستأنف المحادثات السبت المقبل. قد يتسامح ترامب في مدة الشهرين لكن المحادثات لن تطول"، بحسب منشور له على منصة إكس. "مفاوضات رابح-رابح" من الجانب الإيراني، شددت طهران على أنّ الجولة تقتصر على القضايا النووية دون التطرق لملفات أخرى، لافتة عبر إعلامها الرسمي إلى رفض أي تهديد خلال التفاوض، مع تمسّكها بما وصفته بـ"مفاوضات رابح-رابح". وبحسب مصادر إيرانية مطلعة، فإن منهجية التفاوض الحالية تشبه تلك التي قادت إلى اتفاق 2015، أي "بناء الثقة مقابل رفع العقوبات"، وهو ما يعني استعداد طهران لتقييد بعض أنشطتها النووية مقابل تخفيف الضغوط الاقتصادية المفروضة عليها. وتُعزى استضافة المباحثات في مسقط إلى سجلّ سلطنة عُمان الحافل في الوساطة بين طهران وواشنطن، حيث استضافت الدولة الخليجية الصغيرة لقاءات سرية مهدت لإبرام الاتفاق النووي في 2015. وأفاد الباحث السياسي العُماني حبيب الهادي، في تصريح لوكالة شفق نيوز، بأنّ بلاده "مقبولة من مختلف الأطراف نظراً لسياستها المتوازنة وعلاقاتها الودية"، مشيرًا إلى أنّ تحقيق اختراق يتطلّب "تنازلات متبادلة" من إيران والولايات المتحدة على حدّ سواء. في المقابل، رحّبت عواصم أوروبية بحذر بخطوة استئناف التواصل الأميركي-الإيراني، رغم تواتر تقارير تفيد بأن واشنطن لم تطلع حلفاءها الأوروبيين مسبقًا على مباحثات مسقط. وأكدت دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) استعدادها لدعم أي جهد دبلوماسي يحدّ من مخاطر التصعيد، لكنها لوّحت أيضًا باللجوء إلى آليات دولية مثل "سنابّاك" لإعادة فرض عقوبات أممية على طهران إذا تجاوزت حدودها النووية. مطالب متضاربة وبحسب الدكتور علي أغوان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل، فإن واشنطن تطلب خفض مستوى تخصيب اليورانيوم من 60% إلى 3.67%، وإيقاف تطوير الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى من طراز 'قيام-1' و'سِجّيل' و'خورمشهر'، إضافة إلى السماح بمراقبة دولية للمنشآت النووية الإيرانية. كما تحضّ الولايات المتحدة على إطلاق سراح محتجزين أميركيين لدى إيران ووقف دعم الجماعات المسلحة إقليميًا. في المقابل، لفت أغوان خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أنّ طهران قدمت حزمة مطالب مضادة تتضمن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على قطاعات النفط والبنوك والتجارة، وضمانات قانونية تحول دون انسحاب واشنطن مستقبلاً من أي اتفاق، فضلًا عن وقف تزويد إسرائيل بأسلحة يمكن استخدامها ضد إيران، وإنهاء الهجمات السيبرانية على منشآتها الحيوية. ويذهب الجو العام إلى أن جولة مسقط تمثل محاولة جديدة لإعادة الزخم الدبلوماسي بعد شهور من الجمود. ويرجّح خبراء أنّ أي اتفاق محتمل قد يكون مرحليًا، مع قابلية للتطوير لاحقًا إذا نجحت وساطة عُمان في تجاوز الخلافات الأساسية. لكنّهم يحذرون في الوقت ذاته من أنّ تحقيق تسوية مستدامة يظل مرهونًا بتنازلات صعبة وتوافقات سياسية معقدة بين الطرفين. ويشير المحلل السياسي والأكاديمي فراس إلياس، في تصريح لوكالة شفق نيوز، إلى أنّ هذه الجولة أظهرت "تبايناً جوهرياً في التكتيك التفاوضي" بين الطرفين، حيث تدفع واشنطن نحو اتفاق شامل وسريع، بينما ترغب طهران في إطار تدريجي يركّز على الملف النووي فحسب. وقال إلياس إنّ إيران قد تستفيد من رغبة الإدارة الأميركية في تحقيق إنجاز دبلوماسي عاجل، عبر التحرك بخطوات تفاوضية معقدة تشترط تنازلات أميركية أوسع. فيما يرى الباحث الإيراني الدكتور سعيد شاوردي، أنّ الطرفين اتفقا على مواصلة النقاشات الأسبوع المقبل في مسقط، ربما مع إضافة تفاصيل تتعلق بتخفيف العقوبات وضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي. وذكر شاوردي لوكالة شفق نيوز، أن "أجواء التفاؤل الحذر" هي السمة الرئيسة للمفاوضات حالياً، وسط اعتراف مشترك بأنّ المسار قد يتطلب مزيدًا من الوقت. وتأتي المحادثات بين الجانبين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ عقود، عقب تهديدات متكررة بشن عمل عسكري من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على الجمهورية الإسلامية. ومنذ عودة ترامب إلى السلطة في كانون الثاني/يناير، أجرى الأمريكيون محادثات لوقف إطلاق النار في غزة وأوكرانيا في قطر والسعودية تواليا، من دون تحقيق تقدم كبير حتى الآن. لكن رغم ذلك، تأتي المباحثات في ظل متغيرات في الشرق الأوسط، بعد ما أضعفت حربان خاضتهما إسرائيل في قطاع غزة ولبنان حليفين رئيسيين لطهران هما حركة حماس وحزب الله، بينما يتعرض الحوثيون المدعومون منها لضربات أميركية. وتعاني إيران كذلك عقوبات مفروضة عليها منذ سنوات طويلة. من ناحيتها، تريد واشنطن منع إيران من الاقتراب من تطوير قنبلة نووية من خلال إجبارها على إنهاء برنامجها النووي، فيما تؤكد طهران أن البرنامج مخصص للأغراض المدنية فقط. وبعد انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق المبرم في 2015، تراجعت إيران عن التزاماتها تدريجا. ومطلع كانون الأول/ديسمبر، أعلنت طهران أنها بدأت تغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو "ما من شأنه على المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60%"، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وببلوغها عتبة تخصيب عند مستوى 60%، تقترب إيران من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.


شفق نيوز
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- شفق نيوز
نهر المشرح في ميسان.. مأساة جفاف متكررة تضر بـ50 قرية والأهالي يناشدون
شفق نيوز/ ما زال أهالي ناحية المشرح في محافظة ميسان، يطلقون مناشداتهم بسبب استمرار أزمة الجفاف في نهر المشرح، حيث دعا الأهالي، شخصيات سياسية ومسؤولي المحافظة للإطلاع على أوضاعهم عبر تظاهرات وتجمعات لتوثيق جفاف النهر وحجم المأساة. ويعاني سكان هذه الناحية والقرى التابعة لها من آثار الجفاف المستمر الذي يضرب المنطقة سنوياً، وينعكس على حياة الإنسان والمكونات الأخرى. يؤكد الناشط البيئي مصطفى هاشم، من ناحية المشرح أن "جفاف نهر المشرح يتكرر منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، شأنه شأن جميع أنهار أقضية محافظة ميسان". ويضيف في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "مئات العائلات تعتمد على الأنهار في الزراعة وتربية المواشي، وأن هذا النهر هو الأمل الوحيد الذي دفع الأهالي للصمود بعد موجة الجفاف التي ضربت هور الحويزة". ويتابع: "بعد جفاف نهر المشرح لم يتبقَ سوى مياه الصرف الصحي التي أدت إلى انتشار الأمراض الجلدية بشكل واسع، وهجرة العديد من العائلات من القرى التي كانت تعتمد على نهر المشرح، مثل قرية مويلحة والعوينية ووسط العمى وغيرها". وتعود أسباب الجفاف في أنهر واهوار محافظة ميسان إلى قلة الاطلاقات المائية الواردة إلى المحافظة. ووفق معنيين، ينخفض معدل الإطلاقات المائية الواصلة إلى منطقة التماس بين محافظتي واسط وميسان عند مدخل نهر دجلة في قضاء علي الغربي، إذ يبلغ المعدل 140 م³/ ثانية، في حين أن المفترض تصريفه باتجاه البصرة هو 70 م³/ ثانية، يشاركه في هذا التصريف قضاء المجر الكبير وقلعة صالح وناحية العزير وجميعها تقع في محافظة ميسان. رئيس منظمة أبناء الأهوار علي محسن، أشار في حديث لشفق نيوز إلى أن "مجموع الإطلاقات لنهري الكحلاء والمشرح لا يتجاوز 21 م³/ ثانية، موزعة بواقع 14 م³/ ثانية لنهر الكحلاء و7 م³/ ثانية لنهر المشرح، ما يؤدي الى شحة مياه حادة في قرى ذنائب نهر المشرح". "مع الانفاس الاخيرة التي يلفظها حالياً نهر المشرح الذي طالما تغنى به شعراء، لا توجد سوى حلول ترقيعية ووقتية"، يقول عضو لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية ثائر الجبوري في تصريح لوكالة شفق نيوز. ويضيف الجبوري، أن "شحة المياه لا يتعلق بنهر المشرح وحده، بل هي شحة عامة تشمل جميع انهار واهوار العراق ولا يمكن معالجة حالة دون أخرى"، مؤكداً على "أهمية معالجة شح المياه معالجة جذرية عبر التفاهم مع الدولتين المتشاطئتين مع العراق، وهما تركيا وإيران". ويضيف، أن ملف المياه سيكون ضمن الأولويات التي سيضعها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في جدول أعماله خلال زيارته المرتقبة إلى تركيا". وينوه، الجبوري إلى أن "مياه الأنهار تعتمد على السيول، وأن هناك 42 من مجاري الأنهار التي تصل إلى العراق من الجارة إيران، وأن بعض هذه الانهار دائمة وأخرى موسمية الجريان". ويلفت إلى أن "إيران وضعت سدوداً اروائية على هذه الانهر، وحولت مجاري المياه إلى مناطق غير مروية سابقاً، ما أدى إلى قطع المياه عن الأراضي العراقية". و لمعالجة أزمة جفاف نهر المشرح وما رافقها من مأساة للأهالي، اتخذت وزارة الموارد المائية بالتعاون مع دائرة الموارد بمحافظة ميسان عدة إجراءات لتجاوز أزمة شحة المياه بهذا النهر. ويقول مدير الموارد المائية بمحافظة ميسان كاظم الساعدي، في تصريح خاص لوكالة شفق نيوز إن "ثمة أسباب وراء جفاف نهر المشرح الذي يتجدد سنوياً بسبب قلة الاطلاقات المائية ونمو نبات الشمبلان الذي يمنع النهر من الجيران". ويضيف، أن "شبكة المياه العريضة بمدينة العمارة تساعد على نمو هذا النبات بسرعة في العديد من أنهر المحافظة، ومنها نهر المشرح". ويؤكد الساعدي، أنه "تم خلال تفاقم الأزمة المائية في أنهر ميسان، التواصل مع الوكيل الفني في وزارة الموارد المائية الذي أوعز بدوره إلى دوائر الصيانة والدوائر الساندة لدعم مديرية الموارد المائية في ميسان". ويشير إلى "تشكيل خلية ازمة في مناطق المجر والعدل والسلام لتشغيل محطات الضخ والمجمعات المائية، وأن كوادر المديرية والجهات الساندة لها بذلت جهوداً كبيرة من أجل تجاوز جفاف نهر المشرح على وجه الخصوص". ويلفت إلى استخدام برمائيات وحفارات لإزالة نبات الشمبلان وفتح مجرى الأنهر"، معرباً عن أمله في أن "تنتهي أزمة الجفاف في هذا النهر خلال الأيام المقبلة". ويعزو معنيون أزمة الجفاف المتكررة في نهر المشرح والأنهار الأخرى في المحافظة، إلى التجاوز على الحصص المائية، وإنشاء بحيرات صناعية بشكل غير قانوني، فضلاً عن استخدام أنظمة ري غير ملائمة. ويؤدي جفاف الأنهار في ميسان إلى أزمات اقتصادية وصحية، إضافة إلى التسبب بهجرة واسعة لأهالي النواحي والقرى التي تعتمد في حياتها بشكل مباشر على الأنهار. ويقول النائب عن محافظة ميسان جاسم العلوي، في تصريح لوكالة شفق نيوز، إنه "بعد ورود الشكاوى والمناشدات الكثيرة المتعلقة بمعاناة المواطنين جراء جفاف نهر المشرح، تم تحديد موعد مع وزير الموارد المائية خلال الأيام المقبلة للبحث عن حلول جادة لتجاوز مشكلة الجفاف". ويضيف، أن "المرحلة الحالية هي مرحلة الرية الأخيرة بالنسبة للموسم الزراعي، وهي تتطلب كميات كبيرة من المياه وأدى ذلك إلى قلة مياه الأنهر. ويوضح، أنه "في حال تم التفاهم مع وزير الموارد على اطلاقات مائية دائمة خلال الصيف لمحافظة ميسان، فذلك سيساعد كثيراً على تجاوز أزمة الجفاف". وينوه العلوي، إلى أن "جفاف الأهواء والأنهار والوضع البيئي المتردي في محافظة ميسان، انعكس على الوضع الصحي للمواطنين وتسبب بالعديد من المشاكل الاقتصادية أيضاً، إضافةً إلى هجرة السكان، خاصة مع وجود تلوث فيما تبقى من المياه، ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري، كما أثر تلوث المياه على التربة والنبات، بينما ترتفع نسبة الأملاح والمياه الآسنة في نهايات الأنهار". وللجفاف مأساة لا يمكن تصورها بالنسبة لمئات العائلات التي ترتوي من الأنهر وتسقي منه المواشي وتعيش على الزراعة والثروة الحيوانية. ويقول المواطن ليث عباس (46 عاماً) من ناحية المشرحة، إن "جفاف النهر أدى إلى ظهور أمراض متعددة بين الأهالي وساعد على تدهور وانهيار الثروة السمكية". ويشير عباس، في حديثه لشفق نيوز، إلى "تعرض القرى الواقعة على ضفاف نهر المشرح والبالغ عددها أكثر من 50 قرية إلى أضرار صحية، فضلا عن الأضرار الكبيرة في الثروة الحيوانية" . من ناحيته يقول المواطن إحسان محمد علي (32 عاماً)، أحد سكان الناحية، إن "نسبة جفاف نهر المشرح كبيرة للغاية، ولم يعد يسمح جفاف النهر بسقي المواشي والغسيل، وهو ما دفعنا لشراء المياه من السيارات الحوضية من أجل الشرب وسقي المواشي". ويوضح أن "الزراعة في القرى المحيطة بناحية المشرح لم يعد لها وجود بسبب الجفاف، وانعكس ذلك بشكل سافر على الأوضاع الاقتصادية للأهالي في جميع القرى المجاورة لناحية المشرح".


شفق نيوز
٣١-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- شفق نيوز
"العيدية".. فرحة الصغار وحنين الكبار في العراق
شفق نيوز/ تلمع عينا مهدي صالح (43 عاماً) وترتسم فيها ألوان متعددة هي مزيج من الفرح والحزن العميق وهو يتذكر أول عيدية استلمها من عمه الذي قدم إليهم لتقديم التهنئة بالعيد وتناول الغداء بأجواء عائلية ودودة. يقول مهدي وهو يعصر ذاكرته لتعود به إلى السنوات الخوالي يوم كان طفلاً لا يدرك من العالم سوى اللعب: "كان ابي وامي يشترون لي الثياب الجديدة في الأعياد ويعطونني صبيحة العيد مبلغا مالياً، لا أنسى ان والدي كان يضعه في جيبي ويقول لي (هاي عيديتك)، اذهب مع اخوتك إلى المراجيح". ويضيف في حديثه لوكالة شفق نيوز: "لا أعرف لماذا تركت العيدية التي تسلمتها من عمي هذا الأثر الكبير الذي مازال عالقا بذاكرتي حتى الان، ربما لأنها أول عيدية استلمها من غير أبي وأمي، أو لأن المبلغ كان أكثر مما يعطيني والدي رغم أنه لم يكن بوسعي التمييز بين المبالغ إلا بقدر بسيط للغاية لصغر سني". يؤكد صالح، أن "فرحته التي لا تنسى بتلك العيدية تدفعه إلى إعطاء العيدية إلى أطفاله وإلى الأطفال الذين يزورنه في عطلة العيد مع ذويهم ليترك الفرحة في قلوبهم كما تركتها في نفسه عيدية العم". والعيدية هي مبلغ مالي يُقدم عادةً للأطفال في العيد، ويعتبر من التقاليد الشعبية في العديد من البلدان العربية. وتشكل العيدية بالنسبة للصغار والكبار أحد الطقوس المبهجة لدى العراقيين في الأعياد. واعتاد أسامة أحمد (9 سنوات) أخذ عيدياته من أهله وشراء ألعاب (بلاي ستيشن) أو الذهاب معهم إلى المولات والمتنزهات لركوب الألعاب. ويبين أسامة الذي تحدث للوكالة أن "أعلى عيدية حصلت عليها من جدي وجدتي وهي 25 الفاً أما والدي فيعطوني 10 آلاف مثل أخوتي الآخرين". ولكن أسامة يدخر كثيراً من العيديات عند والدته لشراء لعبة أو دراجة جديدة عند انتهاء العام الدراسي. يتم تسليم العيديات قبل ليلة أو ليلتين من العيد، ويبدأ التسليم حين يقرع أصحاب الطبل طبولهم ويطرقون الأبواب لإستلام مكافآتهم "العيدية"، على إيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور طول شهر رمضان المبارك. وعادة ما ترافق مجموعات أصحاب الطبول أجواء مرحة وضحكات بريئة وابتهالات بأن يعود الشهر الفضيل على الناس بالخير واليمن والبركات. ويخرج أصحاب الدور إلى الشارع مبتسمين ويوزعون مبالغ بسيطة على أصحاب الطبول ويشكرونهم على ما قدموه من خدمة خلال شهر رمضان، فيما تسود أجواء المرح على هذه الطقوس. ويشعر الآباء بالفرح حين يعطون العيدية لأولادهم الصغار، ويجعلونهم فرحين بهذه المناسبة، لأن العطاء بمثل هذه المناسبة يكتسب أهمية كبيرة كونه لا يقتصر على الأفراد بل ظاهرة اجتماعية وتقليد متعارف عليه. يقول حسن الساعدي 30 عاماً من بغداد الجديدة احلى شيء في صباح العيد حين اوزع العيديات لأولادي والفرحة مرسومة على وجوههم وعيونهم. ويذكر الساعدي، خلال حديثه للوكالة، أنه يقوم بتحضير مبالغ معقولة أسلمها للإطفال صبيحة العيد بعد تبادل التهنئة والقبلات. ولم تعد تقتصر "العيدية" على الصغار فقط، فالكبار ايضاً يطالبون بها، واولهم الزوجات وبعض الامهات. تقول ربى حميد، إنها منذ صغرها حتى زواجها لم يمر عيد إلا وقد حصلت على عيدية من والدها واخوانها والآن من زوجها، وتضيف أن "المرأة بطبيعتها تحب أن تهدى لها الهدايا والعيديات مهما كبرت". وثمة عيدية اخرى يفرح بها الايتام والفقراء ليلة العيد وصبيحتها، وهي زكاة الفطرة التي تنص عليها السنة النبوية. يقول إمام جامع وحسينية أهل البيت الشيخ علي راضي الشمري، إن زكاة الفطرة تجب على الصائمين والمفطرين على حد سواء. ويوضح في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن "مقدار مبلغ زكاة الفطرة لا يتجاوز ثمن كيلو الطحين في الأسواق، ويتم احتساب مبلغ الزكاة على أساس ثمن كيلوغرام الطحين على عدد أفراد عائلة الشخص المتصدق". ويؤكد، أن "مبلغ زكاة الفطرة يسير للغاية وبالمقدور دفعه للمحتاجين، وله أثر كبير في إدخال السرور على الايتام والفقراء، خاصة وأن المتصدق هو من يذهب للعائلة التي يراها تسحق الزكاة ويطرق بابهم ويسلم مبلغ الزكاة باحترام وسرية تحفظ كرامتهم.