أحدث الأخبار مع #ليتشانغ،


البوابة
منذ 13 ساعات
- سياسة
- البوابة
"فورين بوليسي": حرب ترامب التجارية تخدم سياسات بكين لإعادة التوحيد مع تايوان
وضع رئيس الوزراء الصيني "لي تشانغ"، خلال منتدى التنمية الصيني المنعقد في 23 مارس الماضي، خارطة طريق طموحة للتعافي الاقتصادي للبلاد، مركزا على الإنفاق الاستهلاكي والابتكار والاستثمار الأجنبي. وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن رسالة رئيس الوزراء الصيني كانت واضحة، وهي أن أولوية بكين في هذه المرحلة هي الاستقرار الاقتصادي، لا الصراع الجيوسياسي.. كما أن هذه الرسالة عكست اصطفافا مع أولويات العديد من النخب الصينية الشابة؛ ففي الوقت الذي تصارع فيه الصين تباطؤ النمو وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في ظل إعادة التقييم الاقتصادي التي أعقبت جائحة كوفيد-19، فإن إلحاح الوحدة مع جزيرة تايوان بدا وكأنه يتضاءل بين النخب الشابة. وفي هذا الصدد، أشارت نتائج استبيان أجري عام 2023 وشمل مجموعة من طلبة الجامعات الصينية في بكين، إلى أن النخب الشابة - التي يُفترض عادة أنها تميل إلى القومية بشكل متزايد بسبب آرائها المؤيدة للحزب الحاكم- أصبحت في الواقع أكثر براجماتية، وانطوائية، وتشككا في الحرب والصراع. وتتناقض هذه النتائج مع الآراء القومية، التي يتبناها سائقو سيارات الأجرة الصينيون من الطبقة العاملة، في منتصف العمر، الذين أجريت معهم مقابلات في مدينتي بكين وشيامن، حيث تنظر هذه الفئة إلى إعادة التوحيد مع تايوان باعتبارها تجسيدا لهيبة الدولة الصينية. وأوضحت المجلة أنه في ربيع عام 2023، تم إجراء استبيان بين طلبة جامعتي تسينغهوا وبكين النخبويتين في العاصمة بكين، حول القضايا الأكثر إلحاحا، ومن بينها: إعادة التوحيد مع تايوان، واستخدام القوة إذا لزم الأمر كما هو مستخدم في خطاب الدولة، لافتة إلى أن النتائج كانت صادمة وملفتة، حيث نادرا ما تطرق الطلاب إلى قضية تايوان. وأظهرت النتائج أنه من بين ثماني قضايا "داخلية" مهمة، جاءت تايوان في المرتبة السابعة وقبل الأخيرة من حيث الأهمية، حيث سبقت تغير المناخ بمرتبة واحدة فقط.. وكانت القضايا الأخرى المدرجة، مرتبة من الأكثر إلى الأقل إلحاحا، هي: التعافي الاقتصادي بعد جائحة كوفيد، وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، والاستقرار الاجتماعي، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، ومكافحة الفساد، وتحسين التعليم. وخلال أقل من عامين، وبسبب السياسات الأمريكية الجديدة مثل الرسوم الجمركية المتغيرة باستمرار التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زادت حالة الاستياء تجاه الولايات المتحدة، وساهمت في تدعيم الشباب الصيني لإعادة التوحيد مع تايوان كرد فعل دفاعي. وشددت "فورين بوليسي" على أن مشاعر اللا مبالاة السابقة لدى الشباب الصيني تجاه القومية وإعادة التوحيد مع تايوان، اختفت تماما، عندما نُظر إلى التوحيد على أنه عمل دفاعي ردا على السياسات الأمريكية.. فعلى سبيل المثال، في سيناريو افتراضي لإعلان تايوان الاستقلال، كان الطلاب الصينيون أكثر دعما للتوحيد باستخدام القوة، حيث رأوا أن تايوان مجرد "ورقة رابحة" أخرى تستخدمها الولايات المتحدة في مسعاها لقمع صعود الصين، وأن قضية تايوان لا تختلف، في نظرهم، عن هونج كونج أو التبت أو التعريفات الجمركية. ورأت المجلة الأمريكية أن تركيز الحكومة الصينية على الانتعاش الاقتصادي، ربما يتماشى مع مواقف النخب الشابة التي أبدت في السابق اهتماما أكبر لملفات البطالة والنمو الاقتصادي، إلا أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين اليوم تختلف عن تلك التي واجهتها في عام 2023، وأهمها تهديد ترامب بالرسوم الجمركية وضوابط التصدير، وهي التهديدات التي تُلهم النزعة القومية لدى الشباب الصيني، وتدعم بشكل أكبر الإجراءات التي تقودها الدولة الصينية للتعامل مع ملف تايوان. وأكدت المجلة أنه إذا بدأ الرأي العام الصيني ينظر إلى رسوم ترامب الجمركية على أنها مرتبطة بدعم واشنطن لاستقلال تايوان، فإن الولايات المتحدة تُخاطر بذلك بتعزيز الدعم الشعبي للتوحيد، دون قصد، بما في ذلك بين النخب الشابة التي وصفتها بـ "العقلانية والحذرة" من الحرب، والتي كانت ستعارض هذا الإجراء في ظروف مغايرة، معتبرة أن هذا الدعم - الذي توفره الولايات المتحدة للصين بسبب سياساتها - سيوفر للقيادة الصينية غطاء محليا لزيادة الضغط على جزيرة تايوان، أو ربما يُغري بكين للسعي نحو تعزيز وتوحيد الصف الداخلي لأي إجراء محتمل لإعادة التوحيد (سواء سلميا أو بالقوة). ونبهت "فورين بوليسي" إلى أنه مع احتمال المزيد من التقلبات في العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين خلال السنوات الأربع المقبلة (فترة ولاية ترامب)، ومع تصاعد التوترات (والرسوم الجمركية)، سيميل المسئولون الأمريكيون إلى استخدام لهجة حازمة فيما يتعلق بالصراع عبر المضيق ودعم تايوان، إلا أنه يجب على هؤلاء المسؤولين الفصل بين خطابهم التجاري وخطابهم المتعلق بتايوان لضمان عدم تفاقم الصراع هناك وتطوره بشكل غير محسوب. وأخيرا، وفي عصر التوترات المتصاعدة، لم يعد السؤال المطروح حاليا: "هل يهتم الشباب الصيني بتايوان؟"، بل: "ما هي السياسات الأمريكية - مثل رسوم ترامب الجمركية - التي يمكن أن تُغير عقليتهم من اللامبالاة إلى دعم سياسات حكومتهم في ملف تايوان ردا على هذه السياسات؟".


الدستور
منذ 14 ساعات
- سياسة
- الدستور
"فورين بوليسي": حرب ترامب التجارية تخدم سياسات بكين لإعادة التوحيد مع تايوان
وضع رئيس وزراء الصين "لي تشانغ"، خلال منتدى التنمية الصيني المنعقد في 23 مارس الماضي، خارطة طريق طموحة للتعافي الاقتصادي للبلاد، مركزًا على الانفاق الاستهلاكي والابتكار والاستثمار الأجنبي. وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن رسالة رئيس الوزراء الصيني كانت واضحة، وهى أن أولوية بكين في هذه المرحلة هى الاستقرار الاقتصادي، لا الصراع الجيوسياسي، كما أن هذه الرسالة عكست اصطفافا مع أولويات العديد من النخب الصينية الشابة؛ ففي الوقت الذي تصارع فيه الصين تباطؤ النمو وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في ظل إعادة التقييم الاقتصادي التي أعقبت جائحة كوفيد-19، فإن إلحاح الوحدة مع جزيرة تايوان بدا وكأنه يتضاءل بين النخب الشابة. وفي هذا الصدد، أشارت نتائج استبيان أجري عام 2023 وشمل مجموعة من طلبة الجامعات الصينية في بكين، إلى أن النخب الشابة - التي يُفترض عادة أنها تميل إلى القومية بشكل متزايد بسبب آرائها المؤيدة للحزب الحاكم- أصبحت في الواقع أكثر براجماتية، وانطوائية، وتشككا في الحرب والصراع. وتتناقض هذه النتائج مع الآراء القومية، التي يتبناها سائقو سيارات الأجرة الصينيون من الطبقة العاملة، في منتصف العمر، الذين أجريت معهم مقابلات في مدينتي بكين وشيامن، حيث تنظر هذه الفئة إلى إعادة التوحيد مع تايوان باعتبارها تجسيدا لهيبة الدولة الصينية. وأوضحت المجلة أنه في ربيع عام 2023، تم إجراء استبيان بين طلبة جامعتي تسينغهوا وبكين النخبويتين في العاصمة بكين، حول القضايا الأكثر إلحاحا، ومن بينها: إعادة التوحيد مع تايوان، واستخدام القوة إذا لزم الأمر كما هو مستخدم في خطاب الدولة، لافتة إلى أن النتائج كانت صادمة وملفتة، حيث نادرا ما تطرق الطلاب إلى قضية تايوان. وأظهرت النتائج أنه من بين ثماني قضايا "داخلية" مهمة، جاءت تايوان في المرتبة السابعة وقبل الأخيرة من حيث الأهمية، حيث سبقت تغير المناخ بمرتبة واحدة فقط.. وكانت القضايا الأخرى المدرجة، مرتبة من الأكثر إلى الأقل إلحاحا، هي: التعافي الاقتصادي بعد جائحة كوفيد، وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، والاستقرار الاجتماعي، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، ومكافحة الفساد، وتحسين التعليم. وخلال أقل من عامين، وبسبب السياسات الأمريكية الجديدة مثل الرسوم الجمركية المتغيرة باستمرار التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زادت حالة الاستياء تجاه الولايات المتحدة، وساهمت في تدعيم الشباب الصيني لإعادة التوحيد مع تايوان كرد فعل دفاعي. وشددت "فورين بوليسي" على أن مشاعر اللا مبالاة السابقة لدى الشباب الصيني تجاه القومية وإعادة التوحيد مع تايوان، اختفت تماما، عندما نُظر إلى التوحيد على أنه عمل دفاعي ردا على السياسات الأمريكية.. فعلى سبيل المثال، في سيناريو افتراضي لإعلان تايوان الاستقلال، كان الطلاب الصينيون أكثر دعما للتوحيد باستخدام القوة، حيث رأوا أن تايوان مجرد "ورقة رابحة" أخرى تستخدمها الولايات المتحدة في مسعاها لقمع صعود الصين، وأن قضية تايوان لا تختلف، في نظرهم، عن هونج كونج أو التبت أو التعريفات الجمركية. ورأت المجلة الأمريكية أن تركيز الحكومة الصينية على الانتعاش الاقتصادي، ربما يتماشى مع مواقف النخب الشابة التي أبدت في السابق اهتماما أكبر لملفات البطالة والنمو الاقتصادي، إلا أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين اليوم تختلف عن تلك التي واجهتها في عام 2023، وأهمها تهديد ترامب بالرسوم الجمركية وضوابط التصدير، وهي التهديدات التي تُلهم النزعة القومية لدى الشباب الصيني، وتدعم بشكل أكبر الإجراءات التي تقودها الدولة الصينية للتعامل مع ملف تايوان. وأكدت المجلة أنه إذا بدأ الرأي العام الصيني ينظر إلى رسوم ترامب الجمركية على أنها مرتبطة بدعم واشنطن لاستقلال تايوان، فإن الولايات المتحدة تُخاطر بذلك بتعزيز الدعم الشعبي للتوحيد، دون قصد، بما في ذلك بين النخب الشابة التي وصفتها بـ "العقلانية والحذرة" من الحرب، والتي كانت ستعارض هذا الإجراء في ظروف مغايرة، معتبرة أن هذا الدعم - الذي توفره الولايات المتحدة للصين بسبب سياساتها - سيوفر للقيادة الصينية غطاء محليا لزيادة الضغط على جزيرة تايوان، أو ربما يُغري بكين للسعي نحو تعزيز وتوحيد الصف الداخلي لأي إجراء محتمل لإعادة التوحيد (سواء سلميا أو بالقوة). ونبهت "فورين بوليسي" إلى أنه مع احتمال المزيد من التقلبات في العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين خلال السنوات الأربع المقبلة (فترة ولاية ترامب)، ومع تصاعد التوترات (والرسوم الجمركية)، سيميل المسؤولون الأمريكيون إلى استخدام لهجة حازمة فيما يتعلق بالصراع عبر المضيق ودعم تايوان، إلا أنه يجب على هؤلاء المسؤولين الفصل بين خطابهم التجاري وخطابهم المتعلق بتايوان لضمان عدم تفاقم الصراع هناك وتطوره بشكل غير محسوب. وأخيرا، وفي عصر التوترات المتصاعدة، لم يعد السؤال المطروح حاليا: "هل يهتم الشباب الصيني بتايوان؟"، بل: "ما هي السياسات الأمريكية - مثل رسوم ترامب الجمركية - التي يمكن أن تُغير عقليتهم من اللامبالاة إلى دعم سياسات حكومتهم في ملف تايوان ردا على هذه السياسات؟".


الجزيرة
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الجزيرة
مثل البشر.. الفئران تقدم "الإسعافات الأولية" لرفاقها الفاقدي الوعي
إذا صادفتَ شخصًا فاقدًا للوعي وغير مستجيب، فمن المرجح أن تدفعك غريزتك إلى محاولة إنعاشه، لكن اتضح أن هذا النوع من السلوك الاجتماعي قد لا يقتصر على البشر. ففي دراسة جديدة نُشرت في مجلة " ساينس"، أظهرت فئران التجارب مجموعة من السلوكيات النمطية والاستجابات التي تشبه الطوارئ عند مواجهتها رفاقًا فاقدي الوعي في القفص، وذلك يشير إلى أن ميلنا الطبيعي إلى المساعدة وتقديم الرعاية متأصل في الثدييات الأخرى. إنعاش بين الفئران خلال مسيرته العلمية، قام البروفيسور لي تشانغ، أستاذ علم وظائف الأعضاء بمعهد زيلكا لعلم الأعصاب الوراثي ومدرسة كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، بتخدير العديد من الفئران لأغراض بحثه، لكنه يقول في حديثه للجزيرة نت "تعد هذه المرة الأولى التي نوثق فيها هذا النوع من الأفعال الشبيهة للجوانب الأساسية لجهود الاستجابة للطوارئ البشرية". قبل بضع سنوات، بدأ تشانغ يلاحظ أنه في بعض الأحيان عند إعادة الفئران المخدرّة إلى أقفاصها، تبدأ الفئران المحيطة بها بالتصرف بشكل غريب، وتظهر تفاعلا اجتماعيا قويا للغاية تجاه رفقاها الفاقدي الوعي. في البداية، كان الفأر يشم رفيقه في القفص فحسب، ولكن مع عدم استجابته تصاعدت السلوكيات، وبدا الأمر كما لو أنه كان يحاول إنعاش شريكه المغمى عليه بطريقة تشبه الإسعافات الأولية التي يقوم بها البشر. أتاح قيام فئران التجارب بهذه السلوكيات على ما يبدو فرصة نادرة لدراسة هذا الأمر البالغ الأهمية بمزيد من التفصيل. أولًا، قام تشانغ وزملاؤه بتصوير ما حدث عندما عرضوا على الفئران المحبوسة في قفص رفقاء ميتين أو فاقدي الوعي أو غير قادرين على الحركة، بعضهم كان مألوفًا للفأر الذي يُحتمل أن يكون مقدمًا للرعاية، وبعضهم غرباء تمامًا. خلال سلسلة من الاختبارات، وجد الباحثون أن الفئران موضوع الدراسة قضت وقتًا أطول بكثير في التفاعل مع الفأر الفاقد الوعي، إذ خصصت في المتوسط حوالي 47% من فترة المراقبة التي استمرت 13 دقيقة للتفاعل مع هذا الفأر بالتحديد. يقول تشانغ الذي قاد الدراسة إن "الفئران المقدِّمة للرعاية أظهرت مجموعة متسقة من السلوكيات التي تصاعدت مع مرور الوقت، وبدت من خلالها أنها قادرة على أدائها عمدًا". ويضيف "تشبه ممارسات الإسعافات الأولية البشرية التي تهدف إلى إنعاش الأفراد الفاقدي الوعي من خلال التحفيز البدني والحفاظ على مجرى الهواء". أولًا، كان الفأر يشم وينظف رفيقه المصاب، مرورًا بتفاعل جسدي مكثف للغاية، وصولًا إلى أفعال أكثر قوة مثل الخدش وعض الفم واللسان بل حتى سحب اللسان، وتسبب هذه الأفعال ألمًا، مما يُساعد على إيقاظ الأفراد الفاقدي الوعي. وتضمنت هذه التفاعلات الجسدية أيضًا لعق العينين وعض منطقة الفم، فقد ركزت الفئران جهودها المكثفة على رؤوس أقرانها الفاقدي الوعي، بينما تلقت الفئران المجهدة تنظيفًا أكثر تركيزًا على الجسم. يقول تشانغ "اتضح أن هذه السلوكيات أدت إلى تعجيل تعافي الفئران التي قُدمت لها الرعاية، فقد أدى تنظيف رؤوس الفئران الفاقدة للوعي مباشرة إلى زيادة الاستجابات الحركية لديها، بما في ذلك ارتعاش الذيل". بعد التركيز على الفم، ومع بقاء الفئران غير مُستجيبة، سحبت الفئران المقدمة للرعاية لسان رفاقها غير المستجيبين في أكثر من 50% من الحالات. استمر هذا السلوك حتى في الظلام الدامس، مما يشير إلى أن الفئران تعتمد على إشارات حسية متعددة تتجاوز الرؤية لاكتشاف رفيق فاقد الوعي والاستجابة له. سلوكيات الإسعافات الأولية في اختبار منفصل، وضع الباحثون برفق كرة بلاستيكية غير سامة في فم فأر فاقد للوعي. في 80% من الحالات، نجحت الفئران المقدمة للمساعدة في إزالة هذا الجسم، ومع ذلك تم تجاهل الأجسام الموضوعة في مستقيم الفأر أو أعضائه التناسلية. يقول تشانغ "في الإسعافات الأولية البشرية، يُعد ضمان فتح مجرى الهواء أمرًا بالغ الأهمية، لأن استرخاء العضلات -بما في ذلك عضلات اللسان- قد يُؤدي إلى انسداد". أما في الفئران -كما يقول- يؤدي سحب لسان فأر آخر إلى توسيع فتحة مجرى الهواء. في هذه الأثناء، تتم إزالة الأجسام الغريبة التي وُضعت بشكل مُصطنع في فم الفرد الفاقد الوعي (مما قد يُسبب انسدادًا محتملًا في مجرى الهواء) من خلال إجراءات المُنقذ. الأمر الأكثر إثارة للدهشة أن جهود الاستجابة الطارئة أثمرت مع الفئران الفاقدة الوعي، فقد تمكنت هذه الفئران من التعافي والبدء في المشي مرة أخرى قبل تلك التي تُركت بمفردها بوقت طويل، وبمجرد أن استجابت تباطأت الفئران المساعدِة ثم توقفت عن سلوكها في تقديم الرعاية. وتشير نتائج الدراسة إلى أن الفئران لا تتفاعل عشوائيا مع رفاقها الفاقدي الوعي فحسب، بل تُركز انتباهها عمدًا على مناطق الوجه والفم، على غرار الطريقة التي قد يفحص بها المسعفون البشريون مجرى الهواء لشخص فاقد الوعي. ووفقًا لتشانغ، فإن "سلوك التعافي لا يشبه الإنعاش القلبي الرئوي الذي يتطلب تدريبًا متخصصًا، بل أشبه باستخدام أملاح نفاذة الرائحة أو صفعة لإيقاظ شخص ما أو إجراء إسعافات أولية أساسية لضمان قدرة الشخص الفاقد الوعي على التنفس". الألفة أم الفضول؟ الأكثر من ذلك، وجد الباحثون أن هذه السلوكيات تتأثر بشدة بالألفة، فقد أظهر كل من الفئران الذكور والإناث مستوى أعلى بكثير من السلوكيات الشبيهة بالإنعاش عند مواجهة رفيق مألوف غير مستجيب مقارنة برفيق غريب غير مستجيب، وهو ما يتوافق مع أنواع أخرى من السلوكيات الاجتماعية الإيجابية التي تنطوي أيضًا على تحيز الألفة. دفعت هذه النتائج تشانغ وفريقه إلى تفسير بديل يتمثل في الاعتقاد بأن الفئران المُقدِّمة للرعاية ربما تحاول بالفعل مساعدة أصدقائها بوعي، ولكن قد يكون فضولها تجاه فأر غير مستجيب موضوع في قفصها أيضًا هو السبب. لاختبار هذا الاحتمال، كرر الباحثون تجربتهم (تعرض فأر واحد بشكل متكرر للرفيق نفسه الفاقد للوعي) على مدار 5 أيام. اتضح أن الفئران أصبحت في الواقع أكثر اهتماما بإنقاذ رفاقها الفاقدين للوعي خلال تلك الفترة، مما يُشير إلى أن عمليات الإنعاش ليست مجرد أثر جانبي للفضول. يقول تشانغ "لو كان الفضول هو الدافع، لتوقعنا أن ينخفض مستوى الفضول تدريجيا، لأن حالة الرفيق الفاقد الوعي لم تعد جديدة على الفأر بعد التعرض الأول. ومع ذلك، لاحظنا العكس". ويضيف "بناء على نتائج تجربة التعرض المتكرر، أمضى الفأر وقتًا أطول في التفاعل مع الشريك الفاقد الوعي في اليوم الخامس. هذا الدليل يدحض احتمال أن تكون تصرفات الفأر موضوع الدراسة مدفوعة بالبحث عن الجديد فحسب". ويعتقد تشانغ أن هذه السلوكيات فطرية وليست مكتسبة، ويعود ذلك إلى أن فئران التجارب كانت بالغة شابة رُبّيت في المختبرات من دون أي تدريب أو خبرة سابقة، أي دون أي اتصال سابق برفيق فاقد للوعي". ويوضح أن "إظهار كل من الفئران الذكور والإناث سلوكيات تجاه فرد مألوف فاقد للوعي من النوع نفسه يشير إلى أن هذه السلوكيات غريزية وليست مكتسبة بعد الولادة". ويشير تكرار حدوث مثل هذه الأفعال التي تُوازي الجوانب الأساسية لجهود الاستجابة للطوارئ البشرية إلى أنها متجذرة بعمق في الحمض النووي للثدييات. وثِّقت دراسات سابقة مثل هذه السلوكيات لدى الثدييات ذات الأدمغة الأكبر التي تحاول الاعتناء بأقرانها المنكوبين ومساعدة أفراد عاجزين من نوعها، مثل الشمبانزي الذي يلمس ويلعق أقرانه الجرحى، و الدلافين التي تحاول دفع رفيقها المنكوب إلى السطح ليتمكن من التنفس، و الفيلة التي تقدم المساعدة لرفاقها المرضى. ومن المعروف أن الفئران تساعد غيرها من أقرانها عند وقوعها في الفخ، ولكن لم تُدرّس سلوكيات "الإسعافات الأولية" لدى الثدييات الأصغر من كثب من قبل. لذلك، تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن "سلوكيات الرعاية في مملكة الحيوان تلعب دورًا في تعزيز تماسك المجموعة، وقد تكون أكثر شيوعًا بين الحيوانات الاجتماعية مما كنا نعتقد نظرًا لفوائدها المحتملة". هرمون المساعدة والرعاية أخيرًا، درس الباحثون باستخدام تقنيات تصوير متقدمة أدمغة الفئران، ووجدوا أن الخلايا العصبية التي تفرز الأوكسيتوسين تنشط في النواة المجاورة للبطين تحت المهاد، وهي منطقة تُساعد على توجيه السلوك الاجتماعي لدى الفئران المساعدة أثناء تفاعلها مع رفاقها الفاقدي الوعي في القفص. يشكل هرمون الأوكسيتوسين أساس المساعدة والترابط وسلوكيات الرعاية الاجتماعية الأخرى لدى مجموعة من الأنواع، ونظرًا لانتشاره ودوره في إنتاج هذا السلوك الفطري الشبيه بالإسعافات الأولية، يبدو أنه يلعب دورًا في تنشيط سلوكيات الإفاقة لدى الفئران أثناء تفاعلها مع رفاقها الفاقدي الوعي في القفص. ولاحظ باحثون آخرون سلوكيات مماثلة لدى فئران التجارب في دراسة مصاحبة أجراها فريق آخر من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في فبراير/شباط الماضي، و وصفها أيضًا فريق بحثي ثالث في يناير/كانون الثاني الماضي. ووجد الباحثون أنه عند عرض الفئران على أقران غير مستجيبين تنشط اللوزة الدماغية الوسطى، وكان هذا مختلفًا عن المنطقة الدماغية التي لاحظها تشانغ وزملاؤه، وهي تنشط عندما يتفاعل الفأر مع رفيق متوتر، مما يشير إلى اختلاف سلوكيات "الإسعافات الأولية".