logo
#

أحدث الأخبار مع #ليوطي

من باريس إلى محكمة عين السبع: نهاية مأساوية لعلاقة غرامية بين طالبين مغربيين
من باريس إلى محكمة عين السبع: نهاية مأساوية لعلاقة غرامية بين طالبين مغربيين

صوت العدالة

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • صوت العدالة

من باريس إلى محكمة عين السبع: نهاية مأساوية لعلاقة غرامية بين طالبين مغربيين

صوت العدالة- عبد الكبير الحراب في واحدة من القضايا التي أثارت جدلاً واسعاً، أصدرت المحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع في الدار البيضاء، مساء أمس، حكمها الابتدائي في ملف قانوني غير تقليدي، أبطاله شاب مغربي يُدعى معاذ، وفتاة مغربية جمعته بها علاقة حب في أوروبا، قبل أن تتحول هذه العلاقة إلى صراع قضائي طغت عليه تهم التهديد والابتزاز وتبادل الاتهامات. قضت المحكمة بشهرين حبسا نافذا في حق معاذ، وغرامة مالية قدرها 30 ألف درهم، بعد متابعته بتهم الابتزاز والتهديد عبر وسائل إلكترونية. كما أُدينت والدته بشهرين حبسا موقوف التنفيذ، مع نفس مبلغ الغرامة. أما المشتكية، فلم تُبرّأ من المسؤولية، حيث أُدينت هي الأخرى بشهرين حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 30 ألف درهم، بناءً على شكاية مباشرة تقدم بها دفاع معاذ، تتضمن اتهامات مضادة بالابتزاز والتهديد ونشر صور خاصة. في جلسة مرافعة مثيرة، اعتبر النقيب عبد اللطيف حيسي، محامي معاذ، أن موكله هو الضحية في هذه القضية، مؤكداً أن الملف حاد عن مساره الحقيقي، وتجاهل معطيات جوهرية تُثبت براءة موكله. وأضاف أن التحقيقات التمهيدية لم تمنح معاذ فرصة تقديم أدلة مهمة، مشيراً إلى وجود 'حلقات مفقودة' حالت دون تكوين قناعة قضائية راسخة بالإدانة. بحسب معطيات الدفاع، بدأت العلاقة بين الطرفين في العاصمة الفرنسية باريس خلال فترة الدراسة، ثم انتقلت إلى جزيرة مايوركا الإسبانية، حيث بدأت الخلافات بالظهور. ووصف المحامي العلاقة بأنها كانت طبيعية، يسودها تبادل المشاعر والدعم المادي، نافياً وجود أي ابتزاز. قدم الدفاع رسائل ومكالمات هاتفية موثقة بخبرة تقنية، تتضمن تهديدات مباشرة من المشتكية لمعاذ، من بينها: 'سأمزقك'، 'لن تجتاز الامتحانات الشفوية'، 'ستعود إلى المغرب إلى السجن'. كما شملت التهديدات إهانات موجهة لوالدة معاذ. واعتبر الدفاع أن هذا السلوك يؤكد وجود نية انتقامية لدى المشتكية، وليست دوافع قانونية. بخصوص الاتهامات المالية، أوضح المحامي أن معاذ أنفق ما يناهز 40 ألف درهم خلال إقامتهما معاً في مايوركا، متسائلاً: 'هل من المنطقي أن يبتز رجل امرأة أنفق عليها هذا المبلغ؟' واعتبر أن تلك النفقات تندرج في إطار علاقة عاطفية لا أكثر، وليست وسيلة ضغط أو ابتزاز. كشف الدفاع أن المشتكية سبق أن اتهمت معاذ بالاغتصاب عندما كانا يدرسان بثانوية ليوطي في الدار البيضاء، لكنها سرعان ما تراجعت عن أقوالها وقدمت له اعتذاراً. هذه الواقعة، وفق الدفاع، تؤكد وجود نوايا كيدية متكررة. بالحكم الابتدائي الصادر، تكون المحكمة قد أنهت فصلاً أولياً من هذه القضية الشائكة التي عرّت الجانب المظلم للعلاقات العابرة للحدود، حين تختلط فيها العواطف بالتهديد، والحب بالانتقام. في انتظار ما ستسفر عنه مراحل الاستئناف، تبقى هذه القصة نموذجاً معبّراً عن هشاشة الروابط العاطفية حين يُزج بها داخل أروقة القضاء، وتتحوّل الخصوصيات إلى أدلة جنائية.

من مقاعد الدراسة بفرنسا إلى القضاء.. علاقة حب طلابية تنتهي بتهم الابتزاز والتهديد (فيديو)
من مقاعد الدراسة بفرنسا إلى القضاء.. علاقة حب طلابية تنتهي بتهم الابتزاز والتهديد (فيديو)

الأيام

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الأيام

من مقاعد الدراسة بفرنسا إلى القضاء.. علاقة حب طلابية تنتهي بتهم الابتزاز والتهديد (فيديو)

في جلسة محاكمة مثيرة بمحكمة عين السبع الابتدائية الزجرية، دافع النقيب حيسي، محامي الشاب معاذ المتابع بتهم الابتزاز والتهديد، عن براءة موكله، معتبرا أن القضية اتخذت مسارا مغايرا لحقيقتها، وأن معاذ ليس الجاني بل 'الضحية الأم' لعلاقة عاطفية انتهت نهاية مأساوية. وأبرز نقيب هيئة المحامين بالدار البيضاء، في مرافعة قوية، أن التحقيقات الأولية شهدت تغييبا لوثائق ومعطيات أساسية، مؤكدا أن موكله لم يُمنح فرصة تقديمها، رغم أهميتها في توضيح حقيقة الوقائع وتغيير مسار الملف. وقال المحامي إن 'معطيات الملف لا ترقى إلى مستوى الإثبات القطعي للتهم الموجهة لمعاد، وهناك حلقات مفقودة تحول دون تكوين قناعة قضائية راسخة بالإدانة'. وتعود تفاصيل القضية، بحسب الدفاع، إلى علاقة عاطفية جمعت بين الطرفين في العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن تنتقل إلى جزيرة مايوركا الإسبانية، حيث بدأت الخلافات في الظهور، موضحا أن العلاقة تميزت بتبادل المشاعر والدعم المادي، في إطار طبيعي بين شريكين، نافيا وجود أي ابتزاز كما تدعي المشتكية. وقدم النقيب حيسي مجموعة من الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية الموثقة التي قال إن موكله احتفظ بها، والتي تتضمن، حسب قوله، تهديدات واضحة من المشتكية، منها: 'سأمزقك، لن تجتاز الامتحانات الشفوية، حياتك ستكون كابوسا، ستعود إلى المغرب إلى السجن'، فضلا عن إهانات وتهديدات طالت والدته، مؤكدا أن الخبرة التقنية أثبتت صحة هذه المعطيات. كما أشار الدفاع إلى أن معاذ طالب المشتكية بعدم نشر صورهما الخاصة، ليواجه بتهديدات جديدة، معتبرا ذلك دليلا على وجود دافع انتقامي في تحركها وليس بعدا قانونيا. وفي ما يخص التحويلات المالية، أوضح المحامي أنها تدخل في إطار نفقات مشتركة خلال علاقة حب، مؤكدا أن موكله أنفق حوالي 40 ألف درهم خلال رحلتهما إلى مايوركا، متسائلا: 'هل من المنطقي أن يبتز رجل امرأة أنفق عليها هذا المبلغ؟'. كما كشف الدفاع أن المشتكية سبق أن اتهمت معاذ بالاغتصاب خلال دراستهما بثانوية ليوطي في الدار البيضاء، لكنها سرعان ما تراجعت عن أقوالها وقدمت له اعتذاراً، وهو ما اعتبره دليلاً إضافياً على وجود نوايا كيدية مسبقة. واختتم النقيب مرافعته بالتشكيك في دوافع الشكاية، مؤكدا أن الملف قائم على خلاف شخصي نابع من نهاية علاقة عاطفية وليس على أفعال جنائية. وطالب الدفاع المحكمة بإصدار حكم بالبراءة التامة في حق موكله، دون التماس ظروف التخفيف، مؤكدا أن 'الملف يخلو من عناصر الإدانة الواضحة ولا يستند إلا إلى رغبة في الانتقام'.

الجاسوس البريطاني الذي هاجم الخطابي: فضح أخطر أسرار حرب الريف؟
الجاسوس البريطاني الذي هاجم الخطابي: فضح أخطر أسرار حرب الريف؟

أريفينو.نت

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • أريفينو.نت

الجاسوس البريطاني الذي هاجم الخطابي: فضح أخطر أسرار حرب الريف؟

أريفينو.نت/خاص صدر حديثاً عن منشورات 'مركز جسور للدراسات التاريخية والاجتماعية' عمل تاريخي بالغ الأهمية، يتمثل في الترجمة العربية لكتاب 'فرنسا وإسبانيا وحرب الريف' للكاتب والصحافي الإنجليزي الشهير والتر هاريس. تأتي هذه الترجمة، التي أنجزها الباحث والمترجم القدير حسن الزكري، بعد قرابة قرن كامل على صدور الطبعة الأصلية للكتاب باللغة الإنجليزية، لتتيح للقارئ العربي فرصة نادرة للغوص في تفاصيل حقبة مفصلية من تاريخ المغرب. شهادة أجنبي من قلب المعارك: هاريس يفكك ألغاز حرب الريف يُعتبر هذا الكتاب، المكون من ثلاثة عشر فصلاً، شهادة حية ومباشرة من عين مراقب أجنبي كان خبيراً بدهاليز السياسة المغربية وأوضاعها الداخلية. يستعرض هاريس في فصوله الأولى بذور الصراع الأوروبي حول المغرب قبيل فرض الحماية، مركزاً بشكل خاص على 'الاتفاق الودي' بين فرنسا وإنجلترا عام 1904، الذي يراه المؤلف أساس كل الترتيبات اللاحقة المتعلقة بمناطق النفوذ في المملكة. ينتقل بعدها لتقديم صورة بانورامية لمنطقة الريف، بجغرافيتها وتاريخها وخصائص سكانها وتقاليدهم وعلاقتهم بالسلطة. من أنوال إلى إنزال الحسيمة: فصول المواجهة الدامية يتعمق الكتاب في تفاصيل التدخل الإسباني في شمال المغرب، وتحديداً في الريف، مسلطاً الضوء على المصاعب الجمة التي واجهها الإسبان، والتي تُوجت بكارثة أنوال على يد القائد محمد بن عبد الكريم الخطابي وتداعياتها المدوية. كما يتناول هاريس منطقة جبالة، وطبائع أهلها، والعلاقة الملتبسة التي جمعتهم بالإسبان وبزعيمهم الشهير أحمد الريسوني، والتي تأرجحت بين المواجهة والمهادنة. ولا يغفل الكتاب حصار شفشاون من قِبل الريفيين، والجهود الإسبانية المضنية لفك الحصار والانسحاب منها، وما تكبدوه من خسائر فادحة، وصولاً إلى عملية إنزال القوات الإسبانية، بقيادة الجنرالين بريمو دي ريبيرا وخوسي سانخورخو وبدعم فرنسي، بساحل الحسيمة في 8 شتنبر 1925، والتي اعتُبرت أول عملية إنزال بحري من نوعها في التاريخ العسكري، بهدف حسم الحرب. ليوطي والفرنسيون: وجه آخر للاستعمار والمواجهة يخصص هاريس جزءاً من كتابه لبدايات التدخل الفرنسي، وتوقيع معاهدة الحماية عام 1912، والدور المحوري للمارشال ليوطي كأول مقيم عام في تنفيذ السياسة الاستعمارية الفرنسية وتحديث هياكل الدولة المغربية. كما يوثق الكتاب توغل الفرنسيين داخل البلاد واصطدامهم بالقبائل الريفية، مما أدى إلى مواجهة عسكرية طاحنة عند نهر ورغة بين ربيع وصيف 1925، انتهت بانسحاب الفرنسيين من المنطقة. ويتطرق الكتاب أيضاً إلى المفاوضات الشاقة بين الإسبان والفرنسيين من جهة والحكومة الريفية من جهة أخرى، وفشل مؤتمر وجدة بسبب رفض الريفيين للشروط المجحفة، وما تلا ذلك من تحالف استعماري أفضى إلى الهجوم الكاسح على معاقل المقاومة في الريف، والاستيلاء على تاركيست، معقل الخطابي، واستسلام الأخير ونفيه. نظرة معاصرة وتحيزات مؤرخ: لماذا 'شرير' الكتاب هو الخطابي؟ نُشر كتاب 'فرنسا وإسبانيا وحرب الريف' عام 1927، أي بعد عام واحد فقط من انتهاء الحرب، مما يمنحه قيمة وثائقية فريدة كونه يقدم رؤية معاصرة للأحداث. وتكمن أهميته الإضافية في العلاقات الشخصية التي ربطت هاريس بأطراف النزاع، ولقاءاته ومراسلاته معهم، وخاصة مع الزعيم الخطابي، والتي ضمن صوراً لبعضها في طبعته الأصلية. إلا أن هذا الكتاب، الذي يُعد آخر ما كتبه هاريس عن المغرب، يختلف في طبيعته عن أعماله السابقة مثل 'المغرب الذي كان' و'أرض سلطان إفريقي'. فقد اختفى فيه الأسلوب الهزلي ليحل محله سرد تاريخي وتحليلي جاد. المثير للجدل أن هاريس، في هذا الكتاب، يصور محمد بن عبد الكريم الخطابي كـ'شرير' القصة، مدفوعاً، حسب زعمه، برغبة شخصية بحتة في الانتقام من إسبانيا بعد سجنه في مليلية. ويجادل بأن مستقبل الريف كان أفضل مع 'القوة التقدمية والحديثة' للحماية الفرنسية أو الإسبانية، متجاهلاً، كما يبدو، الإصلاحات التحديثية التي أدخلها الخطابي في الريف والتي مهدت للحركة الوطنية. ورغم جدية الكتاب، تظل تحيزات هاريس وافتراضاته حول تفوق الحضارة الأوروبية واضحة. والتر هاريس: الصحفي، الرحالة، وشاهد العصر ولد والتر هاريس في لندن عام 1866، وبدأ رحلاته في سن مبكرة قبل أن يستقر في المغرب عام 1887، حيث عمل مراسلاً لصحيفة 'التايمز' لعقود. قضى هاريس معظم حياته في طنجة، وحظي بمكانة مؤثرة في الأوساط الغربية كشاهد عيان على مغرب ما قبل الاستعمار وفي أثنائه. كان مقرباً من آخر سلاطين المغرب المستقل، وفي الوقت ذاته على علاقة وطيدة بالريسوني، كما شارك في الاتصالات خلال المراحل الأخيرة من حرب الريف، وارتبط بعلاقات ودية مع المارشال ليوطي ومسؤولين بريطانيين. توفي هاريس عام 1933 ودُفن في طنجة، تاركاً وراءه إرثاً من الكتابات التي لا تزال تثير النقاش والبحث. وتُعد هذه الترجمة الجديدة لحسن الزكري، وهي رابع عمل له يترجمه لهاريس، إضافة قيمة للمكتبة العربية وللباحثين والمهتمين بتاريخ المغرب المعاصر.

28 أبريل 1912..عندما تم تعيين ليوطي مقيما عاما بالمغرب
28 أبريل 1912..عندما تم تعيين ليوطي مقيما عاما بالمغرب

يا بلادي

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • يا بلادي

28 أبريل 1912..عندما تم تعيين ليوطي مقيما عاما بالمغرب

مدة القراءة: 5' في مثل هذا اليوم من سنة 1912، باشر الجنرال ليوطي (ازداد في 17 نونبر 1854 وتوفي يوم 27 يوليوز 1934) مهامه كأول مقيم عام فرنسي في المغرب. وجاء ليوطي إلى المغرب بعد سنوات قضاها في مدغشقر ثم وهران بالجزائر، ليمارس مهام المقيم العام لـ 14 سنة كاملة. وهي أطول فترة قضاها مقيم عام فرنسي بالمغرب. وعندما وصل ليوطي إلى عاصمة المغرب آنذاك فاس، اصطدم فورا بثورات القبائل التي حاصرت المدينة احتجاجا ضد توقيع معاهدة الحماية. وبعد يومه الأول في المدينة كتب إلى شقيقته بحسب ما أوردت مجلة " زمان" قائلا "وصلت إلى هنا (فاس) أمس، ثم التقيت بالسلطان. في المساء، تعرضت المدينة لهجوم هائل من شرقها وشمالها. صددنا المهاجمين بحلول ظهر اليوم الموالي، بعد أكثر من 12 ساعة من المقاومة الشرسة، تسللوا خلالها إلى داخل المدينة، فاضطررنا إلى حرب الشوارع، ومطاردتهم خطوة خطوة، دارا بدار. كانت خسائرنا كبيرة جدا". وبعد أشهر من تواجده في المغرب كتب رسالة أخرى إلى الكونت ألبير دومان عضو البرلمان الفرنسي، يشرح فيها خطته لاحتلال المغرب قائلا "لو أمدتني فرنسا بمائة ألف جندي لن يجدي الأمر شيئا، ستجمد حركتهم. هذه البلاد لا يمكن معالجتها بالقوة فقط. الطريقة المعقولة، والوحيدة، والأنسب، والتي أرسلتني فرنسا من أجلها، أنا وليس شخصا آخر غيري، هي اللعب الدائم على حبلي السياسة والقوة". بعد تحليله للوضع المغربي قرر ليوطي اعتماد "سياسة إسلامية" من أجل إحكام قبضته على البلاد، واعتمدت سياسة المقيم العام الفرنسي بحسب ما يورد المؤرخ المغربي جامع بيضا في مقال له على مبدأ التوقير والاحترام، تجاه كل ما يتعلق بـ"الأهالي": ديانتهم، عاداتهم المحلية، مؤسسات حكمهم، ومؤسساتهم الاجتماعية التقليدية٬ من قضاء وأحباس وتعليم. وكان الهدف من ذلك أن "لا يشعروا بأنهم يعيشون٬ مع الوجود الفرنسي". وهكذا فقد منع ليوطي المغاربة من ولوج الحانات، و أمر بتجريم "السكر العلني"، ومنع غير المسلمين من دخول المساجد، وحظر التبشير... وفي تعليق منه على "السياسة الإسلامية" التي انتهجها في المغرب قال الجنرال ليوطي بحسب ما أورده الباحث دانيال ريفي Daniel Rivet صاحب كتاب "ليوطي ومؤسسة الحماية الفرنسية بالمغرب"، (قال) "لم أتمكن حتى الآن من إحكام القبضة على المغرب، إلا بفضل سياستي الإسلامية. إني متأكد من جدواها، وأطلب بإلحاح ألا يفسد علي أحد لعبتي". أتت سياسة ليوطي أكلها، ويتحدث بعض المؤرخين بحسب مقال منشور في مجلة الآن عدد 6 إلى 12 أبريل 2012، كيف ارتفعت الدعوات من على منابر المساجد بالشفاء لليوطي بعد إصابته بالتهاب كبدي سنة 1923، بل شاع بين المغاربة حينها أن المقيم العام اعتنق الاسلام. لم يتوقف ليوطي عند هذا الحد، فقد نجح بفضل سياسته الإسلامية في تجنيد العلماء، الكبار منهم خصوصا، أمثال أحمد بن المواز وأبي شعيب الدكالي وعلماء من مراكش، واستصدر منهم فتاوى تبيح اصطفاف المغاربة مع فرنسا في الحرب العالمية الأولى، علما أنهم سيقاتلون خلال هذه الحرب دولة إسلامية، هي الدولة العثمانية. وتم تحت إمرته إخضاع السهول الأطلسية وجبال الأطلس المتوسط وتمت المواجهة ضد قبائل الريف. كما أنه كان يروج أفكار فرنسا التي ترى أن هذه الأعمال العسكرية تدخل في إطار سياسة التهدئة أي أنها ليست عملية غزو بل إخضاع لقبائل متمردة على السلطان. وبذلك يكون قد نجح في اعتماد سياسة جنبت فرنسا كثيرا من الخسائر البشرية والمادية عن طريق استمالته لكبار رجال الدين والقواد الذين أطلق أيديهم في مناطق شاسعة وسمح لهم باستغلالها حسب أهوائهم شريطة ضمان الأمن داخلها. وبعد انتهاء مهتمه على رأس الإقامة العامة، عاد ليوطي إلى فرنسا، لكن الحنين ظل يشده إلى المملكة الشريفة. عندها، رسم ليوطي مخططا لضريحه وأوصى بدفنه في المغرب، وأن تكتب على قبره بحسب ما أوردت مجلة "الآن" في مقالها العبارة التالية: "هنا يرقد لويس هوبير ليوطي، أول مقيم عام لفرنسا في المغرب، المتوفى في رحم الديانة الكاثوليكية التي حصل، في إطار إيمانه العميق بها، على آخر الأسرار المسيحية، والذي كان يحترم بعمق تقاليد الأسلاف والدين الإسلامي الذي حافظ عليه ومارسه سكان المغرب، حيث أراد أن يرقد، بين رحابهم، في هذه الأرض التي أحبها بشدة". ليوطي والعاصمة والعلم بعد نجاح الجنرال ليوطي في دفع السلطان مولاي حفيظ إلى الاستقالة (1908-1912) وتعويضه بأخيه مولاي يوسف (1912-1927) دفع هذا الأخير بحسب ما يشير بعض المؤرخين إلى توقيع ظهير متعلق بالعلم المغربي في 17 نونبر من سنة 1915، وجاء في الظهير "بسبب النماء الذي تعرفه المملكة الشريفة وبإشعاعها ومن أجل إعطائها رمزا يميزها بين الأمم الأخرى ولكي لا يكون خلط بينه وبين الأعلام التي أبدعها أسلافنا والتي تعتمدها البحرية قررنا تمييز علمنا بتزيينه في الوسط بخاتم سليمان ذو خمس فروع باللون الأخضر". ومن ذلك التاريخ تم اعتماد علم للمغرب وهو العلم المكون من لواء أحمر تتوسطه نجمة خماسية متشابكة خضراء. وإضافة إلى العلم المغربي كان للجنرال ليوطي دور أساسي في نقل عاصمة المغرب من فاس إلى الرباط. فبعدما كانت مدينة الرباط مهملة وشبه مهجورة، قرر المقيم العام الفرنسي انتشالها من براثن النسيان، واختارها عاصمة للبلاد. ولم يكن اختيار الرباط عاصمة جديدة للدولة المغربية اعتباطيا، فقد أراد ليوطي من وراء ذلك تهميش مدينة فاس التي تحمل رصيدا تاريخيا وشرعية رمزية، وهي المدينة التي كانت تشهد احتجاجات تتخذ في عدة أحايين طابعا عنيفا ضد المستعمر الفرنسي. كما أراد ليوطي من وراء قراره إبعاد السلطان المغربي عن تإثيرات رفض سكان فاس لسلطات الحماية. وهكذا فقد تم استقدام السلطان مولاي يوسف إلى العاصمة الرباط، حيث تم اختيار منطقة تواركة لبناء القصر الملكي، كما أمر ليوطي معمارييه ببناء مختلف الإدارات المركزية المدنية والعسكرية والقضائية... ورغم نهاية عهد الحماية ورحيل ليوطي عن البلاد، إلا أن قراراته واختياراته بقيت صامدة في وجه الزمن، وكتب لها الاستمرار إلى اليوم، فقوانينه "الإسلامية" مثل تلك التي تنص على تجريم الإفطار العلني خلال شهر رمضان، أو منع بيع الخمور لغير المسلمين، مازالت معتمدة إلى اليوم، كما أن العلم المغربي لا يزال هو نفسه، فضلا أن الرباط شهدت بعد الاستقلال بناء العديد من المرافق التي حولتها إلى عاصمة عصرية للبلاد.

وجدة: مدرسة سيدي زيان.. قصة صرح تجاوز حدود التدريس
وجدة: مدرسة سيدي زيان.. قصة صرح تجاوز حدود التدريس

بيان اليوم

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • بيان اليوم

وجدة: مدرسة سيدي زيان.. قصة صرح تجاوز حدود التدريس

وجدة: مدرسة سيدي زيان.. قصة صرح تجاوز حدود التدريس على الرغم من مرور عقود طويلة والتغيرات التي طرأت على مدينة وجدة، لا تزال مدرسة سيدي زيان تحتفظ بمكانتها كصرح تعليمي عريق. هذا النص يستعرض تاريخ هذه المؤسسة التي تجاوزت دورها التقليدي في التعليم لتصبح جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية للمدينة، وشاهدًا على تطورها التعليمي والثقافي. بين أزقة وجدة العتيقة، حيث تتشابك حكايات الماضي بالحاضر، تقف مدرسة سيدي زيان، الواقعة بالقرب من الباب الغربي الأثري، كأحد المعالم التربوية والتاريخية التي حافظت على إشعاعها لأزيد من قرن من الزمن. وتعتبر هذه المدرسة، التي أطلق عليها في بداياتها الأولى اسم 'المدرسة الفرنسية العربية'، أول مؤسسة تعليمية ذات طابع رسمي شهدتها المدينة بداية القرن العشرين، وإحدى أقدم المدارس على الصعيد الوطني، لتتحول مع مرور الوقت إلى معلمة تاريخية، ونبراس يشع بالعلم والثقافة. لم يكن بناء هذه المؤسسة، التي انطلقت الدراسة بها في أول أيام شهر أكتوبر من سنة 1907، مجرد عملية إنشاء هندسي، بل كان محاولة مدروسة لكسب ود الأهالي، وذلك عبر مراعاة الضوابط المعمارية المغربية التقليدية، وإضافة قبتين في صحن المدرسة، حيث حرصت الإدارة الاستعمارية آنذاك على أن تضفي على المكان طابعا مألوفا ومريحا، وكأنها تحاكي أضرحة الأولياء الصالحين. وأكد الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، والباحث في تاريخ المنطقة، بدر المقري، أن بناء هذه المدرسة بحي أولاد الگاضي، جاء في سياق تميز بوصول الجنرال الفرنسي ليوطي إلى وجدة، حيث كان الهدف المعلن هو تأسيس صرح تعليمي يجمع بين الثقافتين العربية والفرنسية. وأوضح المقري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن رؤوس الأموال الفرنسية الخاصة، قد بادرت إلى تشييد المدرسة وتجهيزها رغم تباطؤ الإجراءات الرسمية المتعلقة بتخصيص ميزانية للبناء؛ ما يعكس الأهمية التي أولتها السلطات الاستعمارية لهذه المؤسسة، حيث أرادت لها أن تكون جسرا للتواصل ومركز إشعاع تربوي وثقافي. ومع مرور الوقت، يضيف الباحث، اقترن اسم المدرسة بما هو شائع ومتداول بين سكان المدينة، حيث بات ي طلق عليها اسم 'مدرسة سيدي زيان'، نسبة إلى الضريح القريب منها، والواقع على مشارف الباب الغربي، قبل أن تكتسب سنة 1948 اسم 'المدرسة البالية'، عقب بناء 'المدرسة الجديدة' في المدينة الجديدة، سميت لاحقا بـ 'ثانوية عبد المومن' سنة 1956. وأشار إلى أن المدرسة لم تقتصر على استقبال التلاميذ المغاربة فقط، بل احتضنت منذ نشأتها تلاميذ من جنسيات عربية وغربية، ما أضفى عليها طابعا دوليا، مبرزا أنها تخصصت في بداياتها، بين عامي 1907 و1925، في التعليم الفلاحي التطبيقي، والتعليم المهني في ورشتي النجارة والكهرباء، لتصبح مع مرور الوقت، صرحا تعليميا عاما يستقبل الطلاب من مختلف المستويات. وأبرز الأستاذ الباحث، أن الزيارة التي خص بها ملك بلجيكا ألبير الأول وزوجته سنة 1921 هذه المدرسة، كانت محطة بارزة في مسارها، حيث اعتبرت حينها تكريسا لمكانتها وأهميتها، مشيرا إلى أن الفقيه العلامة محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي كان رئيسا لجمعية الآباء والأولياء بها من عام 1910 إلى عام 1938. وإلى جانب دورها التربوي، ساهمت مدرسة سيدي زيان في الحراك الثقافي والفني الذي عرفته وجدة، حيث شهدت ميلاد أول جمعية موسيقية بالمغرب تحت اسم 'الجمعية الأندلسية الوجدية' سنة 1921، التي مثلت المملكة لاحقا في معرض باريس الدولي لسنة 1931؛ ما يعكس أدوار المدرسة كمنارة متعددة الأبعاد. وأشار المقري إلى أن مدرسة سيدي زيان، شكلت مشتلا للنخب السياسية والثقافية المغربية والعربية، حيث تخرجت منها شخصيات مختلفة وطنية ومغاربية وأجنبية. وبالرغم من التحولات العمرانية والديموغرافية التي شهدتها مدينة الألفية، إلا أن مدرسة سيدي زيان لازالت تحتفظ بمكانتها، إذ واصلت أداء مهامها التعليمية، محافظة على عمقها التاريخي وطابعها الأصيل، باعتبارها أحد المعالم التي تجسد تطور التعليم بالمدينة منذ بدايات القرن العشرين. واليوم، وبعد مرور أزيد من مائة سنة على تأسيسها، تظل مدرسة سيدي زيان شاهدة على مرحلة مفصلية من تاريخ المدينة، ومعلمة راسخة في الذاكرة الجماعية للوجديين، تجسد تلاحم الماضي بالحاضر، وتؤكد قدرة المؤسسات التعليمية على لعب أدوار استراتيجية تتجاوز حدود التعلم نحو التأثير المجتمعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store