#أحدث الأخبار مع #ماروتاسيتيلبنان اليوممنذ 14 ساعاتسياسةلبنان اليوم'حُرّاس العائلة ومليارات الظل'… كيف صنعت عائلة شاليش إمبراطورية فساد الأسد؟طوال أكثر من خمسين عامًا، شكّلت عائلة شاليش واحدة من أبرز العائلات التي نسجت خيوط قوتها داخل نسيج السلطة في سوريا، مستفيدة من روابط الدم والمصاهرة مع آل الأسد. فعبر زواج سلمان شاليش من حسيبة الأسد، شقيقة الرئيس الراحل حافظ الأسد، تحوّلت العائلة إلى أحد أركان الدولة الأمنية والاقتصادية. تنحدر أصول العائلة من مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية، مسقط رأس الأسد، ومنها بزغ نجما ذو الهمة شاليش وشقيقه رياض شاليش، اللذان لعبا أدوارًا محورية في مفاصل السلطة، قبل أن تنتقل راية النفوذ تدريجيًا إلى أبناء الجيل الجديد مثل عيسى وحكمت. صعد نجم ذو الهمة شاليش، المولود عام 1956، بعد وفاة باسل الأسد عام 1994، حين تم تعيينه مسؤولًا عن الحماية الشخصية للرئيس حافظ الأسد. ومع انتقال الحكم إلى بشار الأسد، حافظ على موقعه إلى أن أُقيل فجأة عام 2019، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها مؤشر على بداية أفول نفوذ العائلة. لم يقتصر دور ذو الهمة على الأمن، بل تمدّد إلى الاقتصاد. فقد أسس شركة 'سيس إنترناشونال' التي حصلت على عقود ضخمة في قطاعات الطرق والنفط، خاصة في شمال وشرق سوريا، وكانت بمثابة واجهة اقتصادية للنفوذ العائلي. وامتلك شبكة واسعة من معارض السيارات، تركزت حول طريق دمشق–حمص، عمل فيها موظفون معظمهم من الطائفة العلوية، بحسب تقارير حقوقية. مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تحوّل ذو الهمة إلى أحد أبرز رموز القمع، مما جعله عرضة لعقوبات أوروبية وأميركية، بتهم تمويل 'الشبيحة' والمشاركة في عمليات القمع. وفي 2019، تدهورت أوضاعه بشكل لافت مع بدء روسيا تحقيقات حول شبهات فساد تتعلق بتهريب الأموال والآثار وبيع الأسلحة لفصائل مسلحة، في ظل تصاعد التنافس بين موسكو وطهران داخل بنية النظام. وتشير مصادر إلى أنه ساعد في تهريب عميل استخبارات بالتعاون مع مسؤولين إيرانيين، مما أدى إلى ملاحقة مساعديه وتفكيك شبكته المالية. كما طالت التحقيقات مشروع 'ماروتا سيتي' العقاري، الذي أدار تنفيذه شقيقه رياض من خلال 'مؤسسة الإسكان العسكري'، في واحدة من كبرى عمليات الاستحواذ العقاري داخل العاصمة دمشق. أُقيل ذو الهمة لاحقًا من جميع مناصبه ووُضع تحت الإقامة الجبرية، حتى وفاته الغامضة في 14 أيار 2022، وسط شكوك بتصفيته من أجل الاستيلاء على ثروة قُدرت بمليار دولار. أما رياض شاليش، فكان رجل الظل الذي هيمن على مشاريع ضخمة في دمشق منذ السبعينات، بإيعاز من رفعت الأسد. تولّى إدارة مؤسسات إسكان استراتيجية، واحتكر مع شقيقه المناقصات الكبرى، بما في ذلك شركات الاتصالات الخاصة. وبعد وفاة ذو الهمة، أصبح الشخصية الأبرز في العائلة، إلى أن تواترت أنباء عن فراره إلى لبنان مع أسرته عقب سقوط النظام في كانون الأول 2024. أما الجيل الجديد، فواصل طريق النفوذ الاقتصادي. برز فراس عيسى شاليش الذي شارك في تأسيس شركة اتصالات في حمص، قبل أن يخسر الدعم الرسمي إثر خلافات مع رامي مخلوف ويهرب إلى قبرص لاستثمار أمواله هناك. في حين تم إدراج آصف عيسى شاليش في قائمة العقوبات الأميركية عام 2005 بسبب صفقات غير شرعية مرتبطة بنظام صدام حسين، عبر شركة 'سيس إنترناشونال' نفسها، ما كشف جانبًا آخر من الأنشطة الملتبسة للعائلة. وفي عام 2019، لقي علي معلا شاليش مصرعه في معارك ريف حماة، وهو أحد مؤسسي مجموعات الشبيحة بإشراف مباشر من ذو الهمة. أما صخر حكمت شاليش، فخدم في الجيش السوري قبل أن يُعلن عن مقتله عام 2015، في ظروف بقيت طي الكتمان، واختفت عائلته لاحقًا عن المشهد العام.
لبنان اليوممنذ 14 ساعاتسياسةلبنان اليوم'حُرّاس العائلة ومليارات الظل'… كيف صنعت عائلة شاليش إمبراطورية فساد الأسد؟طوال أكثر من خمسين عامًا، شكّلت عائلة شاليش واحدة من أبرز العائلات التي نسجت خيوط قوتها داخل نسيج السلطة في سوريا، مستفيدة من روابط الدم والمصاهرة مع آل الأسد. فعبر زواج سلمان شاليش من حسيبة الأسد، شقيقة الرئيس الراحل حافظ الأسد، تحوّلت العائلة إلى أحد أركان الدولة الأمنية والاقتصادية. تنحدر أصول العائلة من مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية، مسقط رأس الأسد، ومنها بزغ نجما ذو الهمة شاليش وشقيقه رياض شاليش، اللذان لعبا أدوارًا محورية في مفاصل السلطة، قبل أن تنتقل راية النفوذ تدريجيًا إلى أبناء الجيل الجديد مثل عيسى وحكمت. صعد نجم ذو الهمة شاليش، المولود عام 1956، بعد وفاة باسل الأسد عام 1994، حين تم تعيينه مسؤولًا عن الحماية الشخصية للرئيس حافظ الأسد. ومع انتقال الحكم إلى بشار الأسد، حافظ على موقعه إلى أن أُقيل فجأة عام 2019، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها مؤشر على بداية أفول نفوذ العائلة. لم يقتصر دور ذو الهمة على الأمن، بل تمدّد إلى الاقتصاد. فقد أسس شركة 'سيس إنترناشونال' التي حصلت على عقود ضخمة في قطاعات الطرق والنفط، خاصة في شمال وشرق سوريا، وكانت بمثابة واجهة اقتصادية للنفوذ العائلي. وامتلك شبكة واسعة من معارض السيارات، تركزت حول طريق دمشق–حمص، عمل فيها موظفون معظمهم من الطائفة العلوية، بحسب تقارير حقوقية. مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تحوّل ذو الهمة إلى أحد أبرز رموز القمع، مما جعله عرضة لعقوبات أوروبية وأميركية، بتهم تمويل 'الشبيحة' والمشاركة في عمليات القمع. وفي 2019، تدهورت أوضاعه بشكل لافت مع بدء روسيا تحقيقات حول شبهات فساد تتعلق بتهريب الأموال والآثار وبيع الأسلحة لفصائل مسلحة، في ظل تصاعد التنافس بين موسكو وطهران داخل بنية النظام. وتشير مصادر إلى أنه ساعد في تهريب عميل استخبارات بالتعاون مع مسؤولين إيرانيين، مما أدى إلى ملاحقة مساعديه وتفكيك شبكته المالية. كما طالت التحقيقات مشروع 'ماروتا سيتي' العقاري، الذي أدار تنفيذه شقيقه رياض من خلال 'مؤسسة الإسكان العسكري'، في واحدة من كبرى عمليات الاستحواذ العقاري داخل العاصمة دمشق. أُقيل ذو الهمة لاحقًا من جميع مناصبه ووُضع تحت الإقامة الجبرية، حتى وفاته الغامضة في 14 أيار 2022، وسط شكوك بتصفيته من أجل الاستيلاء على ثروة قُدرت بمليار دولار. أما رياض شاليش، فكان رجل الظل الذي هيمن على مشاريع ضخمة في دمشق منذ السبعينات، بإيعاز من رفعت الأسد. تولّى إدارة مؤسسات إسكان استراتيجية، واحتكر مع شقيقه المناقصات الكبرى، بما في ذلك شركات الاتصالات الخاصة. وبعد وفاة ذو الهمة، أصبح الشخصية الأبرز في العائلة، إلى أن تواترت أنباء عن فراره إلى لبنان مع أسرته عقب سقوط النظام في كانون الأول 2024. أما الجيل الجديد، فواصل طريق النفوذ الاقتصادي. برز فراس عيسى شاليش الذي شارك في تأسيس شركة اتصالات في حمص، قبل أن يخسر الدعم الرسمي إثر خلافات مع رامي مخلوف ويهرب إلى قبرص لاستثمار أمواله هناك. في حين تم إدراج آصف عيسى شاليش في قائمة العقوبات الأميركية عام 2005 بسبب صفقات غير شرعية مرتبطة بنظام صدام حسين، عبر شركة 'سيس إنترناشونال' نفسها، ما كشف جانبًا آخر من الأنشطة الملتبسة للعائلة. وفي عام 2019، لقي علي معلا شاليش مصرعه في معارك ريف حماة، وهو أحد مؤسسي مجموعات الشبيحة بإشراف مباشر من ذو الهمة. أما صخر حكمت شاليش، فخدم في الجيش السوري قبل أن يُعلن عن مقتله عام 2015، في ظروف بقيت طي الكتمان، واختفت عائلته لاحقًا عن المشهد العام.