أحدث الأخبار مع #ماكنزي

القناة الثالثة والعشرون
منذ 9 ساعات
- سياسة
- القناة الثالثة والعشرون
زراعة "البترول الأخضر" تعود شرعية ... هاني: الهيئة الناظمة للقنّب على السكة
يعود مشروع التحول نحو الزراعات البديلة، وتحديدا زراعة نبتة القنّب الصناعي والطبّي، الى الضوء من جديد، بعد سبات طويل غير مفهوم، وبعدما علق اللبنانيون وخصوصاً مزارعو البقاع وسهل عكار عليه آمالاً كبيرة. يمكن وضع القنّب أو "الحشيش"، الذي يُعدّ لبنان ثالث أكبر مصدّر له في العالم، بعد المغرب وأفغانستان (وفق تقارير للأمم المتحدة)، في خانة أعرق المزروعات اللبنانية، التي بقدر ما أصابت لبنان في سمعته وتوازنه الاجتماعي والزراعي، شكل على مدى عقود أحد الموارد الأساسية غير الشرعية، لشريحة كبيرة من سكان محافظتي بعلبك الهرمل، وبعض مناطق عكار. وبعدما أنتجت المحاولات الحزبية والنيابية "قانون تشريع زراعة نبتة القنّب الطبّي في لبنان"، في نيسان عام 2020، بقي القانون دون تنفيذ، بالرغم من العائدات المغرية المتوقعة على الاقتصاد الوطني، التي قدّرتها شركة "ماكنزي" بـ4 مليارات دولار من المبيعات السنوية. الجدوى الاقتصادية لزراعة القنّب؟ تشير دراسات حديثة الى أن تربة لبنان ومناخه يوائمان جداً زراعة "البترول الأخضر" كما يسمّيها البعض، بالإضافة إلى أن القنّب لا يحتاج الى مياه الري بكثرة، أسوة بالمزروعات الأخرى. وتلفت الدراسات عينها إلى تطور التصنيع الطبّي لنبتة القنّب، حيث باتت تُستعمل في إنتاج الزيوت والمستحضرات الطبية على اختلافها، إضافة الى تـصنيع الأدوية والمسكنات. وتحولت، لكثرة وتنوّع استخداماتها، إلى إنتاج صفر نفايات، وهو ما دفع البعض إلى اعتبارها من النباتات الصديقة للبيئة، فيما تلفت الدراسات إلى أن زراعتها في الخيم البلاستيكية، تؤدي إلى إنتاجية أعلى، ونسبة أكبر من الزيوت، بما يزيد من ربحيتها وعائداتها الاقتصادية. العبرة والربح الأكبر يبقى في صدق الدولة، وفي قدرتها على ضبط زراعة القنّب، وعدم تحول لبنان مجدداً، مرتعاً للزراعات الممنوعة، ومعبراً لتصدير "الحشيش" إلى الخارج، والأهم هو التحدي في منع المتاجرة محلياً بها "للكيف" والترف الشخصي، والسماح للعصابات و"المدعومين" بتحقيق الثروات من نشر آفة الإدمان بين الشباب اللبناني. وتقود وزارة الزراعة مبادرة استراتيجية لدمج نبتة القنّب الصناعي والطبّي (Cannabis sativa) ضمن رؤية وطنية شاملة ترتكز على الاقتصاد الحيوي والعدالة البيئية والاجتماعية. المبادرة تلقى دعماً ومتابعة مباشرة من رئيس الحكومة نواف سلام الذي أعلن خلال زيارته محافظة البقاع الأوسط عن إطلاق مسار تشكيل الهيئة الوطنية للقنّب، بهدف تحويل هذه الزراعة من اقتصاد قاتل إلى مورد طبي. وعزا وزير الزراعة الدكتور نزار هاني التأخير في المباشرة في مشروع زراعة "القنّب" إلى تأخر تشكيل الهيئة الناظمة المسؤولة عن تنظيم كامل العملية، بدءاً من آلية تقديم الطلبات، مروراً بإجراءات الزراعة، وصولاً إلى المراقبة والتقييم. أما التأخير في تشكيلها فيعود جزئياً وفق ما قال لـ"النهار" إلى "غياب الأولوية السياسية لهذا الملف خلال الحكومات المتعاقبة منذ عام 2020 حتى اليوم"، لافتاً إلى أن تشكيلها وضع على السكة حالياً "الخطوة الأولى هي تعيين أعضاء الهيئة الناظمة، واختيار مديرها العام، الذي سيرفع اسمه إلى مجلس الوزراء للموافقة عليه، وفق آلية يرجّح أن تمر بسلاسة". في ما يخص التحضير لمشروع زراعة القنّب من أراضٍ، ومعدات، ولوازم، فهي من مسؤولية الهيئة الناظمة، توقع هاني أنه "إذا سارت الأمور كما هو مخطط له، فستباشر عملها خلال شهر. وبذلك، سيكون الموسم الزراعي المقبل منظماً وفق الآلية التي ستضعها الهيئة". وكشف عن "استراتيجية شاملة عن أنواع المزروعات المناسبة وآلية تنفيذ المشروع، كما ثمة تواصل مع شركات دوائية مصنعة (pharmaceutical companies) مهتمة بتصنيع الزيوت والمستحضرات الطبية المستخرجة من نبتة القنّب". وعلى الرغم من أن المشروع المتكامل قد يتطلب بين عامين إلى ثلاثة أعوام، يعتبر هاني أنه "سيمثل محركاً اقتصادياً واعداً، خصوصاً أن نبتة القنّب ملائمة جداً للظروف المناخية المتغيرة التي نشهدها حالياً، إذ إنها لا تحتاج إلى كمّيات كبيرة من المياه، وتتناسب مع طبيعة الأراضي في مختلف المناطق اللبنانية، لا فقط في البقاع الشمالي كما يشاع". وفي السياق، تجري الوزارة سلسلة مشاورات مع الجهات العلمية والبيئية لتنظيم الأطر القانونية، وتحديد المناطق النموذجية للتجربة، مع الأخذ في الاعتبار المعايير الصحية والبيئية الدولية. وفي هذا الإطار، أعد الخبير البيئي الدكتور داني فاضل، دراسة عن نبتة القنّب الطبّي التي تُعدّ من الحلول الزراعية المتكاملة، لكونها تحقق فوائد متعددة في آن واحد. فالقنّب وفق ما يقول فاضل يعزز خصوبة التربة عبر جذوره العميقة، ويسهم في إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، كما يشكل حاجزاً طبيعياً ضد الأعشاب الضارة، ويقلل الحاجة إلى المبيدات، بما يدعم نهج الإدارة المتكاملة للآفات (IPM). وبحسب معطيات الدكتور فاضل العلمية، يظهر القنّب قدرة عالية على التكيّف المناخي، إذ ينمو في بيئات متنوّعة ويحتاج إلى كميات قليلة من المياه، ما يجعله خياراً مثالياً للمناطق الهشة بيئياً. كما يتمتع القنّب بقدرة ملحوظة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون تصل إلى 15 طناً للهكتار سنوياً، ما يجعله أداة مهمّة في التخفيف من آثار التغيّر المناخي. سلوى بعلبكي - "النهار" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المشهد
منذ 2 أيام
- المشهد
فيديو - حادث مؤسف.. إصابة لاعب بعد إلقاء مقعد عليه من جانب مُشجع
حادث عنيف في إحدى مباريات الدوري الاسكتلندي (إكس) تابع أخبارنا على غوغل تابع قناتنا على واتساب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع صفحتنا على انستغرام هايلايت مشجع لأبردين ألقى مقعدًا أصاب به لاعب فريقه جاك ماكنزي. ماكنزي نُقل للمستشفى إثر نزيف بالوجه وتلقى غرزًا وعلاجًا عاجلًا. النادي والشرطة والرابطة أدانوا الواقعة وتوعدوا بعقوبات صارمة. في مشهد صادم، تعرض جاك ماكنزي، مدافع فريق أبردين، لإصابة في الرأس بعد أن ألقى أحد مشجعي فريقه جزءًا من مقعد عليه عقب الهزيمة أمام دندي يونايتد بنتيجة 2-1، ضمن الجولة الختامية للدوري الإسكتلندي الممتاز، ما أدى إلى فقدان أبردين المركز الرابع وحرمانه من فرصة التأهل الأوروبي. إصابة خطيرة تثير الذهول ماكنزي، الذي كان جالسًا على مقاعد البدلاء ولم يشارك في المباراة، كان على أرضية الملعب بعد صافرة النهاية حين تلقى ضربة مباشرة من قطعة بلاستيكية نُزعت من مقعد في مدرجات جماهير فريقه وسُددت نحوه، ما أدى إلى إصابته بنزيف في الوجه ونقله لتلقي العلاج في المستشفى بعد تدخل الطاقم الطبي وربط ضمادة حول رأسه. وأكد نادي أبردين في بيان رسمي أن ماكنزي "تعرض لإصابة خطيرة في الوجه"، معربًا عن "غضبه الشديد واستيائه" من الحادث، مضيفًا أنه تأكد "بشكل قاطع" أن المقعد أُلقي من القسم المخصص لجماهير الفريق. كما دعا أي شخص يملك معلومات عن الحادث للتواصل الفوري مع النادي، متوعدًا باتخاذ "أقسى الإجراءات الممكنة" فور تحديد هوية الجاني. إدانات رسمية المدير الفني لأبردين، جيمي ثيلين، أعرب عن صدمته قائلاً: "كل ما نعرفه أن جاك تعرض لإصابة بالغة وهو يؤدي عمله كلاعب محترف، لا يمكن أن يحدث أمر كهذا". وأضاف في تصريحاته لشبكة "بي بي سي إسكتلندا": "هذا سلوك غير مقبول على الإطلاق ويجب ألا يتكرر". من جهته، وصف مدرب دندي يونايتد، جيم غودوين، الحادث بأنه "عار"، مؤكدًا أنه غادر أرض الملعب بسرعة تجنبًا لأي تصعيد بعد حوادث مشابهة تعرض لها سابقًا من جمهور أبردين، وقال: "أنا حزين لسماع أن لاعبًا شابًا مثل جاك أُصيب بشيء ألقاه أحد جماهير فريقه. إنه الآن يتلقى غرزًا في الداخل. هذا أمر مشين". بدورها، أكدت شرطة اسكتلندا أن ماكنزي خضع للعلاج في مكان الحادث، وسيخضع لمزيد من التقييم الطبي. ودعا قائد الشرطة، راي بيرني، الشهود إلى التعاون الكامل قائلاً: "هذا تصرف طائش أدى إلى إصابة خطيرة. لن يتم التساهل مع هذا السلوك. أطلب من كل من كان في مدرج (فير بلاي) وتابع ما حدث أن يُقدم بشهادته، كما أطالب من لديه لقطات فيديو بمشاركتها مع السلطات". الرابطة الاسكتلندية لكرة القدم، من جانبها أصدرت بيانًا شديد اللهجة دانت فيه ما وصفته بـ"السلوك الأهوج"، وأكدت أنها بانتظار تقرير مراقب المباراة، مشيرة إلى أنها ستعمل بالتنسيق مع ناديي أبردين ودندي يونايتد، وكذلك مع الشرطة، للتوصل إلى الفاعل، متعهدة بتوقيع "عقوبات كروية وقضائية رادعة" على المتسبب. (ترجمات)


الاتحاد
منذ 3 أيام
- رياضة
- الاتحاد
جماهير أبردين تصيب لاعب فريقها!
جلاسكور (أ ب) تعرض مدافع أبردين جاك ماكنزي لإصابة في رأسه بجزء من مقعد، يبدو أن أحد مشجعي فريقه ألقاه عليه. وجلس ماكنزي على مقاعد البدلاء، ولم يشارك خلال الخسارة أمام مضيفه دندي يونايتد 1-2 في الدوري الاسكتلندي الممتاز، وهي النتيجة التي أدت إلى تراجع أبردين إلى المركز الخامس، وخروجه من دائرة التأهل الأوروبية المحتملة في اليوم الأخير من الموسم. وأصيب ماكنزي بقطعة بلاستيكية من المقعد ألقيت من مدرجات جماهير أبردين، حيث سقط على أرض الملعب، وتلقى العلاج الطبي قبل نقله إلى المستشفى مع ربط ضمادة حول رأسه. وقال مدرب أبردين، جيمي ثيلين، لشبكة (بي.بي.سي اسكتلندا) «كل ما نعرفه هو أن جاك تعرض لإصابة بالغة لاعباً يؤدي عمله، لا يمكن حدوث مثل هذا الأمر». ويلتقي أبردين مع سيلتيك في نهائي كأس أسكتلندا مطلع الأسبوع.


البيان
منذ 6 أيام
- أعمال
- البيان
رواتب خيالية ومناصب مرموقة... فلماذا يرفضها الجميع؟
تشهد مكاتب العائلات الخاصة حول العالم نمواً ملحوظاً، مع توجه الأثرياء نحو خدمات مالية مخصصة لإدارة ثرواتهم المتزايدة، إلا أن هذا التوسع يصطدم بعقبة كبيرة تتمثل صعوبة العثور على مديري أموال موثوقين ومؤهلين. وبحسب توبياس بريستل، المدير الإداري لمؤتمرات Prestel and Partner، فإن التوظيف في هذا القطاع لا يخضع دائما لمعايير الكفاءة فقط، بل تلعب الثقة دورا حاسما في اختيار المرشحين. ويقول: "في كثير من الأحيان، يحصل على الوظيفة الشخص الجدير بالثقة، لا الأفضل من الناحية المهنية. فإذا كنت تملك 500 مليون دولار، فلمن تسلّم المفاتيح؟". ووفقا لموقع cnbc، يُنظر إلى مكاتب العائلات من قبل العديد من المرشحين المحتملين على أنها بيئة عمل "غير آمنة"، نتيجة لبنيتها التنظيمية غير الرسمية، وغموض خطوط الإدارة، وغياب آفاق الترقّي المهني، كما توضح إيريس شو، مؤسسة شركة "جينغا" للخدمات المحاسبية في سنغافورة. وبحسب تقرير صادر عن "ديلويت"، بلغ عدد مكاتب العائلات عالميًا 8,030 مكتبا حتى سبتمبر الماضي، تدير أصولا بقيمة 3.1 تريليونات دولار، ويتوقع أن يتجاوز العدد 10,700 مكتب بحلول عام 2030، مع أصول مدارة تُقدّر بـ5.4 تريليونات دولار. لكن هذا النمو لا يواكبه توافر في الكفاءات، ففي دراسة لـ"ماكنزي"، حذّرت الشركة من أن قطاع إدارة الثروات قد يواجه نقصا يصل إلى 100 ألف مستشار مالي بحلول 2034، إذا لم تتغير معدلات إنتاجية العاملين فيه. ويواجه التوظيف تحديات كبيرة، لا سيما في مكاتب العائلات بأمريكا الشمالية وأوروبا، حيث يشير تقرير مشترك بين "كامبدن ويلث" و"RBC" إلى أن التوظيف والاحتفاظ بالموظفين يمثلان عقبة رئيسية. وفي آسيا، وخصوصا في مراكز الثروة مثل سنغافورة، تلجأ العديد من المكاتب إلى الأتمتة والتعاقد الخارجي لمواجهة نقص الكفاءات. الثقة الشخصية تظل عاملا حاسما في التوظيف داخل هذه المكاتب، وقد تطغى أحيانا على اعتبارات الكفاءة المهنية، وفقا لريتو ياوخ، شريك في شركة SZ&J. ويقول: "بعض العائلات تعطي الأولوية للثقة المطلقة، حتى لو أتى ذلك على حساب جودة الأداء". وتواجه مكاتب العائلات صعوبة في إيجاد موظفين قادرين على دمج مهام متعددة، مثل المدير المالي ومدير الاستثمار في شخص واحد، وهو ما تعتبره إيريس شو مطلبا يصعب تلبيته، مضيفة "قلة من المحترفين يمتلكون الاستعداد والقدرة لتولي هذا الكم من المسؤوليات". في المقابل، بدأت بعض مكاتب العائلات في رفع عروضها المالية لجذب المواهب، بما في ذلك دفع رواتب مرتفعة قد تصل إلى 190 ألف دولار سنويا للمساعدين التنفيذيين، إلى جانب تقديم حوافز مثل حصص من الأرباح وفرص استثمار مشترك، كما أورد تقرير آخر لـ"كامبدن ويلث" و"HSBC". ورغم هذه الحوافز، يبدي العديد من الشباب ترددا في الالتحاق بمكاتب العائلات، معتبرين أنها تفتقر إلى الهياكل المؤسسية الواضحة، وأنها تصلح كوظائف في نهاية المسار المهني فقط. ويُعد غياب مسار وظيفي واضح أحد أبرز الأسباب وراء هذا العزوف، إضافة إلى ارتفاع معدل دوران الموظفين، الذي يتراوح عادة بين سنة وسنتين في المناصب الاستثمارية. ويشير ياوخ إلى أن النجاح في بيئة مكتب العائلة يتطلب شخصية متزنة، تجمع بين الثقة بالنفس والتواضع المهني. "عليك أن تعرف متى تعبّر عن رأيك، ومتى تتراجع لأن القرار النهائي سيكون للعائلة دائما". هذا التوازن الدقيق هو ما دفع "جون"، وهو محامٍ في الأربعينات من عمره، إلى رفض عرض عمل كمسؤول قانوني في مكتب عائلي بسنغافورة. "الأمر أشبه بوضع كل البيض في سلة واحدة. شخص واحد قد يقرر فجأة الاستغناء عنك"، قال جون، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه الحقيقي. وأعرب عن قلقه من نقص الشفافية في آليات الترقية والمكافآت، إضافة إلى صعوبة العودة إلى المسار المهني التقليدي بعد العمل في بيئة غير مؤسسية كهذه. ويخلص ياوخ إلى أن العمل في مكاتب العائلات قد يكون مجزيا لمن يبحث عن محتوى مهني غني، أكثر من سعيه وراء ترقيات وظيفية تقليدية، مؤكدا "إذا كنت مستعدا لأن تكون جزءا من شيء خاص، فهذا المسار قد يناسبك".


الشرق الأوسط
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الشرق الأوسط
بطاقات ائتمان مدعومة بالذكاء الاصطناعي من «فيزا»... تدفع بديلاً عنك!
تخيَّل أن تدخل إلى متجرك المفضل، تأخذ ما تريد، وتغادر... دون أن تفتح محفظتك، أو تخرج هاتفك، أو تقف في طابور. الآن، تخيَّل أن يحدث ذلك أيضاً عبر الإنترنت؛ حيث تكون عملية الشراء بسهولة التمرير نفسها. هذا المستقبل الخالي من الاحتكاك المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي لم يعد خيالاً علمياً بل يحدث الآن. في إعلان كبير بعنوان: «إطلاق منتج جديد» (The Product Drop)، كشفت شركة «فيزا» عن رؤيتها للمرحلة التالية من التجارة. إنها عبارة عن تجارة ذكية ومؤتمتة يقودها الذكاء الاصطناعي، من خلال بطاقات ائتمانية محسّنة بالذكاء الاصطناعي، وأجهزة ذكية، وخوارزميات تعلم آلي، تهدف «فيزا» إلى إعادة تشكيل الطريقة التي نشتري بها، ونشترك بها، ونتفاعل بها مع العلامات التجارية. في قلب رؤية «فيزا» للتجارة الذكية، يكمن تحول كبير من المعاملات السلبية إلى التوقعات النشطة، فبدلاً من أن تكون بيانات الدفع مجرد أدوات تُستخدم عند الطلب، تعمل «فيزا» على مستقبل تكون فيه هذه البيانات مثل «وكلاء رقميين»، يفهمون تفضيلاتك، ويتوقعون احتياجاتك، ويكملون عمليات الشراء نيابة عنك. قال أحد مسؤولي الشركة: «تخيل عالماً تشتري فيه بطاقتك فنجان قهوتك الصباحي قبل أن تطلبه»، وهذا ليس خيالاً؛ بل خطوة منطقية في عالم أصبح فيه 75 في المائة من المستهلكين يتوقعون تجارب مخصصة، وفقاً لدراسة من «ماكنزي». تسعى «فيزا» إلى تجاوز مفاهيم مثل «الدفع التلقائي» أو «الشراء بنقرة واحدة»، وتقديم تجربة تعتمد على لحظات دفع ذكية؛ حيث تلعب البيانات السياقية مثل الموقع، والجدول الزمني، وحتى المقاييس الحيوية، دوراً في اتخاذ القرار. «فيزا» تطلق رؤية جديدة للتجارة الذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي حيث تقوم الأجهزة والبطاقات باتخاذ قرارات الشراء وتنفيذها تلقائياً (غيتي) واحدة من المبادرات العملية التي تعمل عليها «فيزا» هي تطوير بطاقات ائتمان مدعومة بالذكاء الاصطناعي، قادرة على التفاعل مع واجهات برمجة التطبيقات الخاصة بالمتاجر وأجهزة الاستشعار لإتمام عمليات الشراء دون تدخل بشري. على سبيل المثال، تتخيل الشركة سيناريو يقترح فيه نظام السيارة أنك بحاجة إلى الوقود، فيقوم بالبحث عن الأسعار، ويختار الأرخص ويدفع تلقائياً بمجرد وصولك إلى المحطة، وكل ذلك باستخدام بيانات بطاقة «فيزا»، فلا حاجة للسحب أو النقر. وفي المنازل الذكية، يمكن لثلاجتك أن ترصد نقص الحليب، وتقوم بطلبه تلقائياً من المتجر الإلكتروني، وتؤكد الدفع باستخدام بطاقتك الذكية، وهذه ليست مجرد راحة؛ بل نظام دفع ذكي يتفاعل بسرعة الأجهزة وليس بسرعة البشر. لتحقيق هذا التصور، تستثمر «فيزا» في البنية التحتية اللازمة عبر شبكة متنامية من واجهات برمجة التطبيقات وخدمات «التوكن» (Tokenization)، ما يمكّن التجار ومطوري التكنولوجيا من دمج خيارات الدفع بعمق في منصاتهم. وبفضل ذلك، ستتمكن تطبيقات وخدمات متنوعة -من تطبيقات اللياقة البدنية إلى الساعات الذكية- من الوصول إلى شبكة «فيزا»، ما يجعل كل جهاز متصل نقطة بيع محتملة، وكل لحظة للمستخدم فرصة للشراء. وبلغة «فيزا» نفسها، لم تعد المسألة مجرد أن تكون «في كل مكان تريد أن تكون فيه»، بل أن تكون «في كل مكان توجد فيه أجهزتك بالفعل». رؤية «فيزا» تُعيد تعريف الدفع من كونه خطوة نهائية إلى كونه عملية مدمجة تبدأ من لحظة نية الشراء تتم بشكل تلقائي وفقاً للسياق والبيانات (غيتي) لكن الدفع المؤتمت بهذا المستوى يأتي مع تحديات، خصوصاً فيما يتعلّق بالخصوصية والموافقة ومنع الاحتيال. أكدت «فيزا» أن التحكم بيد المستخدم أولاً، مع خيارات للإعداد، وتنبيهات لحظية، وإمكانية ضبط حدود الإنفاق. كما تعتمد الشركة على أنظمة ذكاء اصطناعي لرصد الاحتيال، تُساعد بالفعل في مراقبة أكثر من 500 مليون معاملة يومياً. باستخدام خوارزميات متطورة، تهدف إلى حماية التجارة الذكية بقوة تمكينها نفسها. لكن يبقى السؤال: «على ماذا تراهن (فيزا) بهذا الحجم في مجال الأتمتة والذكاء الاصطناعي؟». وفقاً لـ«ستاتستا» (Statista)، من المتوقع أن يتجاوز حجم التجارة الإلكترونية العالمي 8 تريليونات دولار بحلول عام 2027، في حين تعالج «فيزا» أكثر من 14 تريليون دولار سنوياً في حجم المدفوعات. الأمر لا يتعلّق بالحجم فقط بل أيضاً بالتوقعات، فقد كشف استطلاع رأي أجرته «فيزا» أن 64 في المائة من المستهلكين يشعرون بالراحة تجاه السماح للذكاء الاصطناعي بمساعدتهم على اتخاذ قرارات الشراء، خاصة فيما يخص المشتريات المتكررة أو الروتينية، وتزداد هذه النسبة بين جيل «زد» (Z). هذا يُشير إلى تغيُّر في نظرة الناس للمال والتسوق والثقة الرقمية، فالذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة توصية، بل أصبح مساعداً مالياً، وأداة للتخطيط، وحتى منفّذاً للشراء. رؤية «فيزا» للتجارة الذكية ليست مجرد إطلاق منتج جديد، بل هي إعادة تعريف للعلاقة بين المستهلك والبائع. ولم تعد عملية الدفع الخطوة الأخيرة في الشراء؛ بل أصبحت مدمجة منذ البداية مدفوعة بالنية، والسياق، والأتمتة. ورغم أن تطبيق هذه الرؤية بالكامل سيستغرق وقتاً، وأن الخصوصية والتنظيم سيلعبان دوراً في تشكيل مسارها، فإن شيئاً واحداً بات واضحاً، طوابير الدفع في طريقها للاختفاء، وبدلاً منها، سيظهر عالم تتولّى فيه أجهزتنا الذكية عمليات الشراء نيابة عنا، في الوقت والمكان المناسبين. وإذا كانت «فيزا» ترسم اليوم ملامح هذا المستقبل، فهي لا تسأل فقط عن شكل الدفع التالي، بل عن شيء أعمق: ماذا لو لم تعد بحاجة إلى الدفع بنفسك، لأن عالمك أصبح يدفع عنك؟