أحدث الأخبار مع #مانبوكر


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- ترفيه
- العربي الجديد
بلال الأرفه لي.. خصائص النشر الأكاديمي في لبنان
لطالما اعتُبر النشر الأكاديمي، في السياق العربي، حالةً خاصة موجَّهة إلى المتخصّصين فقط، تحكمه مسافة ما مع الجمهور، كذلك فإنه يختلف في آليّته وموضوعاته عن صناعة النشر العامة، سواء الأدبية أو الفكرية. هذه الصورة هي ما يُحاول مدير " منشورات الجامعة الأميركية" في بيروت، الباحث اللبناني بلال الأرفه لي، عدم تكريسها والخروج من "أسوارها". يوضّح صاحب "فنّ الاختيار: أبو منصور الثعالبي وكتابه يتيمة الدهر" (منشورات بريل، 2016)، لـ"العربي الجديد"، التي التقته على هامش معرض بيروت للكتاب ، آلية اختيار الأعمال بأنها "تقوم على أُسس أكاديمية صارمة وموضوعيّة. نحن نحرص على اختيار المؤلَّفات بناءً على جودتها وأهميتها البحثيّة، بغضّ النظر عن اسم المؤلّف أو شهرته. ليس لدينا توجّه محدّد يقيّدنا بموضوع أو مجال واحد، بل ننشر في مختلف الحقول المعرفيّة. الهدف الأسمى لمنشورات الجامعة هو الإسهام في إنتاج معرفة رصينة وتوفيرها للقارئ، سواء أكان متخصّصًا أم مهتمًّا عامًّا بالقضايا الفكرية". وعن الموازنة في النشر بين العربية والإنكليزية، يُضيف: "نولي أهميّة متساوية للنشر بكلتا اللغتين. لكلٍّ منهما دورٌ مُكمّل للآخر: فالنشر بالعربية يُسهم في تأصيل المعرفة في سياقها الثقافي المحلي، أما النشر بالإنكليزية فيوسّع آفاق التفاعل مع العالم. من حيث معايير النشر، فلا فرق؛ في الحالتين نعتمد منهجيّة التحكيم العلمي المجهول نفسها، والمعايير نفسها للجودة والدقّة الأكاديمية". إصدارات بالعربية والإنكليزية لتأصيل المعرفة والانفتاح على العالم وبالوصول إلى النقطة الفارقة بين صنفَي النشر ـ إن جاز التعبير ـ الأكاديمي والعام أو الإبداعي، يقول الأرفه لي: "نصدر الكتب العلمية والبحوث المحكّمة والدراسات النقدية والتحقيقات التراثية وما شابهها، ولا نتولّى عادةً نشر الروايات أو الدواوين الشعريّة كدور نشر متخصصة بالأدب. لكن هذا لا يعني أن عالم الإبداع الأدبي بعيدٌ عنّا؛ على العكس، هناك تفاعل وثيق بين الأكاديميا والإبداع من خلال مقاربتنا العلمية للأدب، ومن خلال المبادرات التي تجمع بين الباحثين والمبدعين. على سبيل المثال، تشمل مشاركتنا في معرض بيروت للكتاب هذا العام تنظيم سلسلة ندوات وجلسات حوارية تعكس اهتمامنا بالتلاقي بين الدراسة الأكاديمية والإنتاج الأدبي. هذه الندوات تغطي مجالات الرواية التاريخية واللغة والتصوّف وتأويل الأحلام والتاريخ وغيرها. وحرصنا في هذه الفعاليات على دعوة ومشاركة نخبة من الكتّاب اللبنانيين والعرب إلى جانب أساتذة الجامعة، مثل الباحثة في التاريخ نادية الشيخ، والباحث في علوم اللغة العربية رمزي بعلبكي، إلى جانب روائيين من العالم العربي، منهم العُمانية الحائزة جائزة مان بوكر الدولية جوخة الحارثي ، والمصرية الحائزة جائزة الشيخ زايد في الكتاب (فئة الأدب) ريم بسيوني". ظاهريًّا، يبدو النشر الأكاديمي في مأمنٍ مادّي ممّا تواجهه صناعة النشر في لبنان من تحديات، لكن في العمق للأرفه لي وجهة نظر في هذه المقولة، يوضح لـ"العربي الجديد"، قائلًا إنّ "أول التحديات التي نواجهها هو التمويل. منشورات الجامعة مؤسسة غير ربحية تهدف إلى نشر المعرفة أكثر من تحقيق العوائد التجارية، وإصداراتنا غالبًا ما تكون متخصصة وتستهدف شريحة محدودة من الأكاديميين والباحثين، ما يعني أن مردود بيعها محدود ولا يغطّي دائمًا تكاليف الإنتاج. لذلك نعتمد كثيرًا على دعم الجامعة نفسه، وعلى المنح والمساهمات لضمان استمرار النشر. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في لبنان حاليًا، تتضاعف صعوبة تأمين الموارد المالية للطباعة والتوزيع؛ فتكلفة الورق والطباعة والشحن باتت عبئًا ثقيلًا. هذا الواقع يختلف عن دور النشر الأخرى التي يمكن لبعضها أن يعوّل على كتب رائجة ومبيعات واسعة لتحريك عجلة التمويل". بلال الأرفه لي محاوراً لينا الجمّال في ندوة، عُقدت أول من أمس، بمعرض بيروت للكتاب (العربي الجديد) ويتابع: "التحدّي الثاني يتعلق بالتوزيع. إيصال الكتاب الأكاديمي إلى القرّاء المهتمّين ليس أمرًا يسيرًا دائمًا. لذا علينا ابتكار قنوات للوصول إلى هذا الجمهور المتخصص، سواء عبر المعارض (مثل معرض بيروت نفسه)، أو من خلال التواصل مع الجامعات والمؤتمرات الأكاديمية، أو بواسطة المنصات الإلكترونية. أما التحدّي الثالث، فهو الحفاظ على مستوى عالمي في جودة المحتوى وصرامة التحكيم العلمي المجهول". أمام هذا المشهد، يُحاول مُحقّق كتاب "البشارة والنذارة في تأويل الرؤيا" (بالاشتراك مع لينا الجمّال) لأبي سعد الخركوشيّ ـ وهو كتاب "تفسير الأحلام" الشهير المنسوب إلى ابن سيرين ـ أن يختم بنظرة متفائلة تستشرف المستقبل، فيقول: "أنا متفائل بمستقبل النشر الأكاديمي والثقافي في منطقتنا، لكن تحقيق هذا المستقبل الواعد يستدعي تضافر جهود عديدة. برأيي، ينبغي أن يصبح النشر الأكاديمي جزءًا راسخًا من المشهد الثقافي، وأن يحظى بالدعم المؤسّسي والمجتمعي اللازم. نحن بحاجة إلى ترسيخ ثقافة تُقدّر البحث العلمي والتأليف الرصين؛ ثقافة تشجّع الأكاديميين على نشر أعمالهم بالعربية وكذلك بالإنكليزية. كذلك أرى أن علينا مواكبة التطوّر التكنولوجي في عالم النشر. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري الاستثمار في تأهيل الجيل الجديد من الباحثين في مجال الكتابة الأكاديمية والنشر. باختصار، إن استمرار النشر الأكاديمي والثقافي وتطوّره في منطقتنا يتطلّبان منظومة متكاملة العناصر: دعمًا ماليًا ومؤسّسيًا مستمرًّا، وقنوات نشر وتوزيع فعّالة تشمل النشر الورقي والإلكتروني معًا، والتزامًا بثنائية اللغة لضمان تعظيم الفائدة محليًّا وعالميًّا، فضلًا عن الحفاظ على الرصانة العلمية في المحتوى مع إبقاء المعرفة في متناول المجتمع". فنون التحديثات الحية المسرح اللبناني.. أسئلة الترميم واللامركزية ودور المؤسسة الوطنية


الدستور
منذ 5 أيام
- ترفيه
- الدستور
الجامعة الأمريكية بقائمة أهم الروايات العربية للقرن 21
احتفت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، باختيار مجلة ذا ناشونال عددًا من الروايات العربية المترجمة ضمن قائمتها لأهم 50 رواية عربية في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي ترجمتها دار نشر الجامعة إلى الإنجليزية. روايات الجامعة في قائمة "ذا ناشونال" شوق الدرويش – حمور زيادة حازت جائزة نجيب محفوظ للأدب من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2014، وبلغت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2015، ترجمها جوناثان رايت إلى الإنجليزية عام 2016 لصالح الجامعة. تدور الرواية حول ما بعد انهيار الدولة المهدية في السودان، عبر قصة حب تتشابك مع قضايا الحرية والدين والاستعمار، تميزت بأسلوب شعري ولغة راقية وتكنيك سردي متقدم، واستحقت أن توصف بأنها "رواية سودانية كاملة الدسم" ترسخ اسم حمور زيادة كروائي بارز في السرد العربي الحديث. صائد اليرقات – أمير تاج السر رواية ناقدة تتناول انحراف الفن الروائي عن رسالته، من خلال قصة عميل مخابرات سابق يحاول أن يصبح كاتبًا، في حبكة فريدة وسرد جذاب، ينتقد أمير تاج السر ظاهرة "التربح من الرواية"، مسلطًا الضوء على أشكال الزيف الأدبي في العالم العربي. واحة الغروب – بهاء طاهر يعود بنا الروائي الكبير إلى نهايات القرن التاسع عشر، حيث يرسل الضابط المصري محمود عبد الظاهر إلى واحة سيوة بسبب شكوك في تعاطفه مع الثورة. رواية تتشابك فيها السياسة بالتاريخ، والحب بالمنفى، وتعد من كلاسيكيات الرواية العربية الحديثة. موت صغير – محمد حسن علوان سيرة روحية متخيلة لابن عربي، تمتد من الأندلس إلى الشرق، وتغوص في التجربة الصوفية والتأملات الفلسفية العميقة، فازت بجائزة البوكر العربية 2017، وتعد من أكثر الروايات العربية تأثيرًا في العقد الأخير. لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة – خالد خليفة تحكي سيرة عائلة مدمرة في ظل نظام شمولي قاتم، بلغة جمالية وألم حاد، يرسم خليفة ملامح مجتمع مفكك تسكنه الأشباح أكثر من البشر. سيدات القمر – جوخة الحارثي فازت بجائزة مان بوكر الدولية عام 2019، تحكي تاريخ سلطنة عمان عبر نساء ثلاث، في سرد يلامس تحولات المجتمع من التقليدية إلى الحداثة، وسط تحديات الاستعمار وتقاليد المجتمع المحافظ. نداء ما كان بعيدًا – إبراهيم الكوني نص ميتافيزيقي غارق في التأمل الصحراوي، يسرد رحلة البطل في مواجهة المصير والندم والنجاة، الكوني هنا يجسد الفلسفة الصوفية في سرد شعري مفتوح على الرمزية والدهشة. حارس سطح العالم – بثينة العيسى رواية ديستوبية تدور في مكان وزمان غير محددين، ترمز إلى قمع الفكر والرقابة على الثقافة، بأسلوب ساخر وحزين، تحكي عن حارس مكلف بمراقبة الأدب وحذف "ما لا يليق" من الكتب، في إشارة إلى الأنظمة التي تحارب العقل والحرية. ساق البامبو – سعود السنعوسي فازت بجائزة البوكر 2013، وتحكي قصة "جوزيه" ابن الخادمة الفلبينية والأب الكويتي، الذي يعود إلى الكويت في رحلة بحث عن الهوية والانتماء، بأسلوب سردي جذاب، يناقش السنعوسي الهوية والطبقية والعنصرية، من خلال منظور حميمي وشخصي. طشاري – إنعام كجه جي بطلتها طبيبة عراقية تغادر بغداد بعد الاحتلال الأمريكي، وتجد نفسها في مواجهة الشتات والفقد، وفي مبادرة رمزية، ينشئ حفيدها مقبرة إلكترونية للعائلة المتناثرة في القارات، رواية عن الذاكرة والمنفى والحنين، بأسلوب إنساني رقيق.


موقع كتابات
منذ 5 أيام
- ترفيه
- موقع كتابات
هانغ كانغ.. تتحدى القوالب الفنية في رواية النباتية
تُعد رواية النباتية للكاتبة هانغ كانغ Han Kang)) واحدة من العمال الأدبيىة الآسيوية البارزة في القرن الواحد والعشرين، التي عبّرت عن التمرد الصامت ضد السلطة الاجتماعية والجسدية، نُشرت الرواية لأول مرة عام 2007، باللغة الكورية، وقد نالت شهرة عالمية بعد فوزها بجائزة مان بوكر الدولية عام 2016، وتُرجمت لاحقاً الى عدة لغات، بفضل المترجمة الإنجيليزية التي قامت بها (Deborah Smith)، تدور الرواية حول تحول بطلتها (يونغ هاي) من إمرأة عادية في المجتمع الكوري المحافظ الى شخصية ترفض تناول اللحوم، بعد ترى في منامها حلماً دموياً، ومن ثم تتجه الى نوع من الانفصال التام عن الجسد والعالم، في رحلة وجودية عميقة وصادمة. ومن خلال هذه القصة الفريدة، تفتح هانغ كانغ الباب أمام قراءات متعددة تتوزع بين الابعاد الفنية والدلالات الرمزية والأدبية. الأبعاد الفنية في الرواية الرواية مؤلفة من ثلاثة أجزاء، كل منها يروي من منظور مختلف. فالرواية، تروي من منظور زوج (يونغ هاي) الذي يرى في قرارها نوعاً من الإزعاج والعارالاجتماعي. ثم شخصية الرسام، الذي يروي من وجهة نظر صهرها، وهو فنان يستغلها كمادة لمشروع فني يتجاوز الحدود الخلاقية. والجزء الثالث، هي أشجار اللهب وتُعد تورية عن شقيقتها الكبرى (إن هاي) التي تحاول إنقاذها من إنهيارها العقلي. من الناحية الفنية، تعتمد رواية النباتية على تقنية السرد المجزّء واللغة الشعرية، حيث تروي من خلال ثلاث وجهات نظر مختلفة؛ زوج البطلة، وصهرها، وأختها الكبرى. هذا التعدد في الأصوات السردية لا يضيء فقط على تطور شخصية (يونغ هاي) ، بل يعكس أيضاً كيفية رؤية المجتمع لها، ويكشف عن الأنانية واللامبالات التي تحيط بها. (هذا التعدد السردي يُضفي بعداً درامياً ويعكس تحوّل وجهات النظر تجاه (يونغ هاي)، من اللامبالاة الى التشيء ثم الى الشفقة). كما يقول الناقد الأدبي البريطاني(بودي ماكس). اللغة التي تستخدمها الكاتبة كانغ تتسم بالإقتضاب والشاعرية في آنِ معاً، حيث تُعبر بسلاسة عن العنف الكامن في الحياة اليومية، والمشاعر المعقدة التي تنشأ في العلاقات الإنسانية. أما الصورة الفنية، خاصة تلك المرتبطة بالطبيعة والجسد، تُستخدم بكثافة لتشكل عالم روحي موازِ لعالم الواقع. الرواية لا تُروى من صوت المرأة نفسها، بل من أصوات من حولها كأن العالم لا يسمع صوتها، بل يراقب سقوطها في صمت، فاللغة التي تستخدمها هانغ كانغ، مفعمة بالتوتر والنعومة في آنِ واحد، فالكتابة عندها دقيقة كالشفرة، جافة أحياناً، لكنها قادرة على إختراق النفس. الأبعاد النفسية: الجنون كتحرر الرواية تتعمق في البنية النفسية لشخصية (يونغ هاي) ، التي تبدأ رحلتها مع قرار التوقف عن أكل اللحوم إثر حلم دموي مرعب، لكن هذا القرار يتحول الى رفض شامل للسلطة الجسدية والاجتماعية. ثم تتدرج حالتها النفسية من العزلة والقلق الى الإنفصال التام عن الذات والواقع، في عملية يمكن قراءتها كتعبير عن إكتئاب حاد أو آضطراب ذهني، لكنها في الوقت ذاته تمثل ثورة صامتة ضد السجن المجتمعي. من خلال ذلك، تطرح الرواية أسئلة كبرى عن الحرية الفردية والهويات المتمردة، وعن حدود ما يُعتبر (طبيعياً) أو (مقبولاً) في السياق الثقافي الكوري، الذي يميل الى المحافظة والأمتثال. الحلم الدموي الذي تراه (يونغ هاي)، حيث تصف أشلاء الحيوانات والدم ينزف من فمها، هو نقطة التحوّل التي تدفعها الى رفض تناول اللحوم. كما في نص الرواية: ( لقد رأيت دماً، رأيت لحوماً تتفكك، شعرت بأنني كنت آكل نفسي). لكن الأمر لا يتوقف عند هذا القرار الغذائي، بل يتطور الى رغبة في التحول الى نبات. هذا الرفض للجسد البشري ولرغباته يُفسر على أنه نوع من التمرد النفسي ضد القيود الاجتماعية، ولكن أيضاً كتعبير عن ألم عميق دفين. إن الرواية تستدعي في طياتها قراءات فرويدية، حيث يتماهى الكبت الجنسي مع الرفض الغذائي، ويتحول اللاوعي الى أداة مقاومة، وفي النهاية ، تنغلق (يونغ هاي) على عالمها، وتغدو كائناً غير إنساني، نباتياً بالمعنى الوجودي. تقول وهي في المصحة: (لا أريد جسداً. لا أحتاج الى لحم. الأشجار لا تُقل دعوها لتعيش). الدلالات الأدبية والرمزية، الجسد والسلطة والمجتمع تحمل الرواية رمزية عالية جداً، (فالنباتية هنا ليست فقط موقفاً غذائياُ) بل هي صرخة رمزية ضد العنف، لا سيما العنف الذكوري والإجتماعي، بدءاً من العنف الغذائي وإنتهاءاً بالعنف الأسري والمجتمعي، والى الرغبة في التحول الى كائن غير مؤذِ، نقي، بل وحتى نباتي، (بالمعنى الحرفي المجاز). تحاول البطلة أن تتحرر من جسدها، من شهوتها، من كونها كائناً أنثوياً يُستهلك. فالجسد الأنثوي يتحول الى ساحة صراع، حيث يُستغل ويُعاد تشكيله بحسب هوى الآخرين. تُمثل الرواية أيضاً صراع الفرد مع السلطة الأبوية والبطريركية، فشخصية الزوج، على سبيل المثال، ترى (يونغ هاي) مجرأداة للراحة الشخصية، لا ككائن مستقل. أما الصهر فيحولها الى مشروع فني مشوّه، في النهاية تنفلت (يونغ هاي) من هذه الشبكة عبر إنهيارها العقلي، وكأن الجنون هو السبيل الوحيد للحرية. في إسقاط عصري على قضايا المناخ والحقوق الحيوانية، كذلك، تفتح أيضاً تأويلات بيئية، حيث يمكن إعتبار رفض أكل اللحوم إعتراضاً على العنف البيئي والإستهلاكي، في إسقاط عصري على قضايا المناخ والحقوق الحيوانية. الزوج على سبيل المثال، يعبر عن إحباطه قائلاً: (كل ما أردته منها أن تكون زوجة عادية. إمرأة تطهو لي وتخدمني. ما الذي حصل لها فجأة؟) أما الصهر، فيستخدم جسدها كلوحة جنسية من دون وعيها الكامل، في إسقاط واضح على العنف الجنسي الرمزي والفعلي. وكأن الكاتبة تقول، إن الجسد الأنثوي في الثقافة الذكورية يُستثمر كموضوع لا كذات. تأثير الرواية وأهميتها الأدبية من خلال روايتها، تُعيد هانغ كانغ تعريف حدود الرواية الكورية المعاصرة، حيث تدمج بين الحس الفلسفي والطرح النسوي والقلق الوجودي، وتُعد روايتها النباتية من أبرز الامثلة على الرواية التي تتحدى القارئ فكرياً وعاطفياً، فهي تجربة جمالية ونفسية غير مريحة، ولكنها ضرورية لكل من يؤمن بقوة الدب. كما ألهمت الرواية العديد من الدراسات الأكاديمية التي تناولتها من زوايا ما بعد الإستعمار، النسوية ، البيئية، والتحليل النفسي، لتغدو واحدة من أكثر الروايات الكورية دراسةً وتفكيكاً في الغرب. رواية النباتية ليست فقط قصة عن الجنون أو الإنعزال، بل هي عمل أدبي يتحدى القوالب الثقافية والجنسية والاجتماعية، عبر لغة حسية وعميقة، وتصوير نفسي معقّد، تقدم هانغ يانغ نقداً مريراً للمجتمع الحديث، وتطرح تساؤلات وجودية حول معنى الإنسان والحرية والجسد والهوية. في النهاية، تبقى النباتية رواية مفتوحة على التأويل، تلامس القارئ من زوايا متعددة، وتبقى محفورة في الذاكرة كصرخة ناعمة ولكنها مزلزلة ضد كل أنواع القهر الممنهج.


اذاعة طهران العربية
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- اذاعة طهران العربية
جذور مشتركة في الأدب الإيراني والعماني
وأوضحت الحارثي، خريجة قسم الأدب العربي من جامعة السلطان قابوس وجامعة إدنبرة، خلال معرض مسقط الدولي للكتاب، أن الأدب العماني لم يحظَ بالاهتمام الكافي في الأوساط الغربية قبل ترجمة أعمالها إلى الإنجليزية. وأشارت إلى أن عدد المترجمين الذين يعملون على ترجمة الأدب العماني إلى الإنجليزية في تزايد، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بالأدب العماني المعاصر. كما تناولت الحارثي الفروق بين سوق الكتاب والنشر في الغرب وعمان، مشيرة إلى أن القضايا المستمرة في الشرق الأوسط، مثل الحروب والصراعات، تؤثر على اهتمامات القراء الغربيين، الذين يميلون إلى متابعة الأعمال الأدبية من البلدان التي تعاني من هذه القضايا. وأكدت أن الأدب في عمان وغيرها من البلدان التي لا تواجه مثل هذه التحديات غالبًا ما يُهمل. تجدر الإشارة إلى أن الحارثي، التي فازت بجائزة مان بوكر الدولية عن روايتها "الأجرام السماوية"، ستشارك قريبًا كضيفة في معرض طهران الدولي للكتاب، مما يعكس اهتمامها بالتواصل مع الأدب العربي والإيراني. كما تحدثت الحارثي عن تأثير تجربتها في العيش والدراسة في اسكتلندا على مسيرتها الأدبية، مشيرة إلى أن كتابها الذي حصل على جائزة مان بوكر كُتب باللغة العربية، رغم عدم وجود صلة مباشرة بين الكتابة والعيش في ذلك البلد. وأكدت أن العيش في الخارج يمثل تجربة مهمة للكاتب، حيث يمكن أن تعزز من فهمه لثقافته الخاصة. وعند سؤالها عن إمكانية وجود جائزة أدبية بين الدول الإسلامية لتشجيع الكتاب، أعربت الحارثي عن عدم اعتقادها بجدوى ذلك، مؤكدة أن الأدب لا ينتمي إلى دين معين. وأوضحت أنها ككاتبة مسلمة، تفضل أن يتم تشجيع جميع الكتاب في العالم الإسلامي والدول العربية دون تصنيف أعمالهم تحت فئات محددة. كما تحدثت عن معرفتها بالأدب الإيراني، مشيرة إلى أن كتابها قد تُرجم إلى الفارسية عشر مرات من قبل مترجمين مختلفين، رغم عدم حصولها على حقوق الطبع والنشر، لكنها لا تشعر بالانزعاج من ذلك لأنها تعلم أن كتابها يُقرأ. وأكدت الحارثي أنها تقرأ الأدب الفارسي المترجم، وقد بدأت رحلتها الأدبية من خلال الأعمال الكلاسيكية الإيرانية مثل شعر حافظ الشيرازي والجامي، بالإضافة إلى قراءتها لقصص سيمين دانشور وقصائد فروغ فرخزاد، معبرة عن إعجابها بعمق وعاطفية قصائدها. وفي ختام حديثها، أشارت الحارثي إلى العلاقة العميقة بين إيران وسلطنة عمان، والتي تنعكس في الأدبيات الخاصة بالبلدين.


مجلة سيدتي
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- مجلة سيدتي
روايات قصيرة ذات أفكار عميقة
القراءة هي غذاء العقل والفكر بل والنفس أيضاً، وهي تُعزز من فكرة التعاطف وشعور الإنسان بمشاعر غيره، ولقراءة الروايات فائدة من ناحية تعميق المشاعر وفهم نفسيات البشر وتقلباتهم الفكرية والداخلية، والرواية أحد أروع ألوان وصنوف الأدب، فالفن القصصي الجميل فن مدهش يأخذك لعالم سحري سرمدي يخرجك من واقع الحياة الصعب لحيوات أخرى تدهشك وتعلمك وتسليك وترقيك، بالسياق الآتي "سيدتي" اختارت لكِ بعض من الروايات القصيرة ذات الأفكار العميقة ، والتي تتمتع بأسلوب فني رائع وصياغة ممتعة وسرد مشوق. رواية حُمَّى الأحلام .. سامانتا شوابلين سامنتا شوابلين هي كاتبة أرجنتينيَّة بلغتْ حكايتها "حمَّى الأحلام" جائزة مان بوكر الدولية Man Booker الإنجليزيَّة، تحكي عن آماندا، السيِّدة الشابَّة، التي جاءت مع ابنتها "نينا" إلى ذلك المكان الريفيّ الجميل لقضاء إجازة ممتعة، لكنَّها تشعر بالرعب حين ترى كلباً فَقَدَ إحدى قائمتيه الخلفيَّتين، وفي المستشفى، تتحاور آماندا مع دافيد، يحاورها ويحاول معرفة ما الذي أوصلها إلى هنا بينما تحدثه عن ما حدث لها هي وطفلتها "نينا"، يحاول الوصول إلى إجابة تُهِمّه بينما تحاول آماندا عبر التذكر الوصول إلى إجابتها الخاصة، تراقب بقلق مسافة الإنقاذ بينها وبين طفلتها نينا، فتتحدَّث عن اليأس الذي أصاب والدتَه كلارا، التي لم تعد تتعرَّف إلى ابنها، إذ تحوَّل إلى شخص آخر غريب، وتخاف آماندا أكثر على ابنتها من الشقاء الذي ستلقاه في عالمٍ يحوِّل البشرَ إلى آخرين بسبب قدرات العلم ، أو التلوُّث البيئيّ، أو الخرافة. رواية النباتية.. هان كانغ رواية "النباتية" للكاتبة هان كانغ تُعتبر عملاً أدبياً كورياً، صدرت الرواية للمرة الأولى في عام 2007، وحازت جائزة مان بوكر الدولية في عام 2016 بعد أن تُرْجِمَت إلى الإنجليزية، وفي عام 2024، حصلت هان كانغ على جائزة نوبل للأدب ، مما زاد شهرة الرواية وأعمالها الأخرى، وتدور أحداث الرواية حول امرأة تُدعى يونغ هاي، التي بعد أن غزت كوابيسها المزعجة لياليها، تتخذ قراراً جريئاً بالتخلي عن أكل اللحوم والانتقال إلى نظام غذائي نباتي متطرف، هذا الخيار يمثِّل أكثر من مجرد رفض للوحشية الإنسانية، إنه يمثل سعياً حثيثاً نحو تغيير الذات بعمق، حيث ترغب في أن تتناغم مع طبيعة النباتات، فتعيش ببساطة وتتغذى على الماء والضوء، يثير هذا القرار صراعات داخل أسرتها، مما يؤدي إلى تحولات عاطفية وجسدية غريبة في مسار حياتها وعلاقاتها. رواية الخيميائي.. باولو كويلو تتحدث هذه الرواية عن القصة السحرية لسانتياغو، وهي أحد أجمل الروايات ذات الأفكار العميقة، وتحكي عن راعٍ أندلسي يحلم بالسفر من أجل البحث عن كنز عظيم، ونتعلم من رحلة سانتياغو في البحث عن الكنز ما لا يمكن أن نتعلمه في قصص أخرى، إذ نتعلم منها أن الحكمة الأساسية هي الاستماع إلى قلوبنا، وأن متابعة الأحلام لتحقيقها هو أول الأشياء التي يجب الاهتمام بها. قد ترغبين في التعرف إلى: قصص قصيرة جداً عالمية رواية العجوز والبحر.. إرنست هيمنجواي إرنست هيمنجواي المولود سنة 1898والحائز على جائزة نوبل للأدب عام 1954، وفى هذه الرواية نحن أمام عجوز يخرج بقاربه ويتوغل في البحر لكي يصطاد ويتمكن من صيد سمكة كبيرة ويبدأ في رحلة العودة إلى الشاطئ وهو قرير العين بها لأن رحلته أتت بثمارها، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فسرعان ما تخرج أسماك القرش المتوحشة من مكامنها البحرية لكي تنهال على السمكة التي ربطها العجوز إلى قاربه الصغير وبالرغم من كل محاولات العجوز المستميتة لكي ينقذ سمكته إلا أن جهوده ذهبت أدراج الرياح، ونجحت القروش في التهام السمكة ولم يتبقَ منها سوى جمجمتها وسلسلتها الفقرية. رواية النورس جوناثان ليفنجستون.. ريتشارد باخ ريتشارد باخ هو كاتب أمريكي من مواليد 1936، عرف شهرة عالمية عند نشر روايته النورس جوناثان ليفنجستون، الذي باع ملايين النسخ في عشرات اللغات وأُدرج في قائمة أفضل 50 كتاباً كلاسيكياً روحانياً، هذه حكاية الذين يتبعون قلوبهم، ويصنعون قوانينهم الخاصة، الذين يستمتعون بعمل الأشياء بدقة وأمانة، حتى لو كانت لأنفسهم فقط، الذين يعرفون أن في هذه الحياة ما هو أغلى مما تراه أعيننا، هؤلاء سيطيرون مع "جوناثان" أعلى وأسرع وأبعد مما كانوا يحلمون، وقصة جوناثان ليفنجستون هي قصة نورس تغلَّب على حدود طبيعته، وعلى مجتمعه، ليصل إلى المراتب العليا من المعرفة ، وليعود بها إلى أقرانه فينشر ما عرفه. رواية حلم رجل مضحك.. ديستوفيسكي تبدو هذه الرواية القصيرة من أجمل الروايات القصيرة ذات الأفكار العميقة، حيث يبرز لنا ديستوفيسكي جانبه الإنسانيّ أكثر مما يظهر أدبه، وقراءتك لرجلٍ بعقل ديستوفيسكي تجعلك تشعر أنكَ تنتقل من عالمكَ إلى عالمٍ آخر بعيد، وربما بلغ اندماجك فيما كتبَ حدّاً لم تبلغه قط. وهذه هي الميزة الكبرى لكتابات ديستوفيسكي عموماً وفي قصته "حلم رجل مضحك" خصوصاً، فالرواية تحكي عن أحدِ أولئك البائسين الذين لا يرون لحياتهم فائدة ولا نفعاً، فقرر أن يحلَّ المشكلة بالانتحار! ورغم أنَّه قرر قراراً بدا وكأنه لا رجعة فيه إلا أن موقفاً عابراً في الليلةِ الموعودة جعلته يغيّر رأيه ويذهب إلى شقته لينامَ حيث حلم حلماً غيّر من تفكيره تماماً. ونحو المزيد من الروايات فقد اخترنا لك أ فضل روايات أسطورة أدب الرعب ستيفن كينغ