أحدث الأخبار مع #محمدالضوينى،


الدستور
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
تفاصيل موافقة «النواب» نهائيًا على قانون تنظيم الفتوى الشرعية
رئيس مجلس النواب مع وزير شئون المجالس النيابية ووكيل الأزهر ووزير الأوقاف ورئيس لجنة الشئون الدينية وافق مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس المجلس، فى جلسته العامة، بشكل نهائى على مشروع قانون تنظيم الفتوى الشرعية. وألقى رئيس مجلس النواب كلمة فى ختام مناقشات مشروع القانون المقدم من الحكومة بشأن تنظيم إصدار الفتوى الشرعية، أكد، خلالها، أن هذا القانون ليس مجرد تشريع، بل هو بداية فصل جديد فى مسار الفتوى فى مصر، وخطوة نابعة من ضرورة ملحة لمواكبة التحديات الراهنة. وقال: «نحن اليوم أمام فرصة تاريخية لنؤكد أن الدولة المصرية لها مرجعية دينية راسخة تمثل الوسطية والاعتدال، وتحرص على نشر الفكر المستنير»، موضحًا أن هذا القانون سيأخذ الفتوى إلى آفاق أرحب، ليكون أداة فاعلة فى نشر نور الدين الصحيح والتوجيه السليم للأمة». ووافق مجلس النواب على المقترحات التى تقدم بها الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف بإدخال عدد من التعديلات على مشروع قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية، أبرزها تعديل تعريف الفتوى الشرعية، لتصبح: «إبداء الحكم الشرعى فى فتوى شرعية عامة أو خاصة»، بدلًا من «إبداء الحكم الشرعى فى فعل يتعلق بالشأن العام أو الخاص». كما وافق المجلس على مقترح وكيل الأزهر على نص المادة «٣» من مشروع القانون، بحيث يختص بالفتوى الشرعية الخاصة كل من: هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أو مجمع البحوث الإسلامية أو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أو دار الإفتاء المصرية أو اللجان المشتركة، بموجب أحكام المادة «٤» من هذا القانون، أو أئمة وزارة الأوقاف الذين تتوافر بشأنهم الشروط المنصوص عليها بنفس المادة. ووافق، أيضًا، على مقترح إدخال عدد من التعديلات على المادة «٤» من مشروع القانون، أهمها: أن تضع هيئة كبار العلماء شروط منح التراخيص وحالات تقييدها وإلغائها ونوع الترخيص ومدته، بحيث لا يعد الحصول على الترخيص تصريحًا بالفتوى عبر الوسائل الصحفية والإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعى إلا إذا ذكر ذلك صراحة بالترخيص، وفى حالة مخالفة أى من شروط الترخيص يحق لهيئة كبار العلماء إصدار مذكرة لإلغاء الترخيص. ووافق، كذلك، على مقترح أن يكون إصدار اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية بقرار من رئيس مجلس الوزراء بناءً على عرض من الأزهر الشريف، على أن تعد هذه اللائحة لجنة تشكلها هيئة كبار العلماء بالأزهر خلال شهر من تاريخ العمل بهذا القانون، وتضم اللجنة فى عضويتها كلًا من: وزير الأوقاف ووكيل الأزهر ومفتى الجمهورية. وأعلن الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، موافقته على المقترحات، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف ستظل ابنة بارة للأزهر الشريف، وأن الأزهر هو القبلة العلمية الأولى التى يهتدى بها، وأنه خير من يمثل المؤسسات الدينية. وأضاف: «إن مشروع قانون تنظيم إصدار الفتاوى الدينية تنصهر فيه إرادتنا جمعيًا، ونقول للعالم: إن مصر عظيمة ومؤسستها الدينية الإسلامية تقف على قلب رجل واحد، وعلى قمتها الأزهر الشريف، حيث تصطف وزارة الأوقاف والطرق الصوفية خلف الدكتور أحمد الطيب، إمام الأزهر». وتابع: «أقول بعد هذا الجهد المشكور إن هذا يوم مجيد وخالد فى تاريخ الوطن، نرى فيه أبناء مصر فى رحاب البرلمان العظيم وقد اتفقت كلماتهم على إبراز هذا القانون للتصدى لفوضى الفتاوى والخطر على الوطن، ونتفق على الحفاظ على الوطن والتصدى لكل الفتاوى التى تريق الدماء وتخرب الأوطان». واختتم حديثه بالقول: «سنظل على قلب رجل واحد، نصون ونحمى بلادنا، ونحمى ونتصدى معًا لكل صور الخطر، حفظ الله الوطن، الأرض والحمى والسكن، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأقول للمؤسسات الإسلامية إن وزارة الأوقاف تعلن الاحترام والإجلال والمحبة الكاملة للأزهر الشريف وإمامه الأكبر.. تحيا مصر». وفى الإطار نفسه، أكد الدكتور على جمعة، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، موافقته على المقترحات التى تقدم بها وكيل الأزهر الشريف، مشددًا على أن المؤسسات الدينية فى مصر تضرب النموذج للعالم كله فى وحدة الكلمة وفى التنسيق بينها، لمصلحة البلاد والعباد. من جانبه، وصف الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، مشروع القانون- فى ضوء التعديلات التى تمت الموافقة عليها- بأنه «طفرة غير مسبوقة فى مجال الفتوى الشرعية». وقال: «مشروع قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية يُعد قانونًا تاريخيًا طال انتظاره، ويهدف إلى تحقيق الانضباط فى الكلمة والفتوى داخل الشارع المصرى، بما يحقق آمال الناس ويشفى جراحهم». وأوضح أن الأزهر جاء إلى البرلمان وهو يحمل أملًا كبيرًا فى أن ينظر النواب إلى مطالب الشعب بشأن قضية الفتوى، مشيدًا بالتعاون الذى أبداه النواب مع المقترحات. وأضاف: «هذا القانون يضع حدًا للتسيب فى الفتوى، الذى قد يهدم الآمال ويشتت الأسر والمجتمعات؛ لذا لا بد من الحسم فى هذا الأمر، حتى تكون الكلمة التى نبلغها عن الله إلى الناس صادرة بأمانة وصدق ومسئولية شرعية كاملة».


تحيا مصر
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- تحيا مصر
بعد رفض الأزهر.. تحيا مصر ينشر نص مشروع قانون إصدار الفتوى المعروض علي البرلمان..صور
حصل بعد رفض الأزهر.. تحيا مصر ينشر نص مشروع قانون إصدار الفتوى المعروض علي البرلمان وقال وكيل الأزهر د. محمد الضوينى، إنه مسؤول شرعا أمام الله عن كل فتوى تخرج على مستوى الجمهورية.وتسائل علي جمعة رئيس اللجنة: ما هي مقترحاتك؟.ليواصل حديثه الضوينى بأن هيئة كبار العلماء بسبب هذا الأمر انتهت إلى رفض مشروع قانون إصدار الفتوى.وعقب علي جمعة: هل نترك الفوضى كما هي؟ ورد أن يكون الوضع كما هو عليه وتكون الفتوى مخصصة للأزهر ودار الإفتاء فقط والأزهر يرفض وجود لجان من وزارة الأوقاف للفتوى. وشهدت اللجنة الدينية بمجلس النواب، برئاسة الدكتور على جمعة، إعتراض الأزهر الشريف، على منح لجنة بوزارة الأوقاف الحق في الفتوى، الوارد في المادة الثالثة من مشروع قانون تنظيم إصدار الفتوى. وقال د. محمد سعد الضويني، وكيل الأزهر، إن الأزهر به قطاعات منها قطاع المعاهد الأزهرية، وبه ١٧٠ ألف مدرس من أبناء الأزهر ومنهم ٥٠ ألف على الأقل من خريجي كلية الشريعة والقانون، مشيرا إلى أنه رغم ذلك لا تستند لهم الفتوى رغم أنهم من أبناء الأزهر. الأزهر الشريف يرفض مشروع قانون الحكومة لإصدار الفتوى أمام البرلمان «هيئة كبار العلماء أجمعت على عدم قبوله» جاء ذلك ردا على أسامة الأزهري وزير الأوقاف الذي طالب ببقاء المادة بحجة أن أبناء الأوقاف هم أبناء الأزهر. وتابع "الأزهري" نحن لا نقول إن كل من يعمل في وزارة الأوقاف يجوز له الفتوى وإنما يجب أن يجتاز برامج التدريب والتأهيل الذي تضعه دار الإفتاء المصرية بشروط الأزهر الشريف.

مصرس
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- مصرس
انطلاق المؤتمر الدولي الخامس بالأزهر حول «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»
انطلقت أمس السبت فعاليات المؤتمر الدولى الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، برعاية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تحت عنوان «بناء الإنسان فى ضوء التحديات المعاصرة»، وذلك بحضور الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، والدكتور نظير عياد، مفتى الجمهورية، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وبمشاركة لفيف من علماء وقيادات الأزهر وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة. وأكد الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر، أن بناء الإنسان والنهوض به وسط عالم متلاطم الأمواج، مضطرب الغايات والأهداف، يعد قضية أمن قومى لوطننا، وهدفًا استراتيجيًّا يتطلب تضافر جهود كل مؤسساتنا لتحقيقه، وهذا البناء ليس كلمات أو شعارات، وإنما صناعة ثقيلة فى ظل ما يموج به العالم المعاصر من تغيرات وتقلبات فى مجالات العلوم النظرية والتطبيقية على السواء.وأوضح، خلال كلمته بالمؤتمر الذى يُعقد بمركز الأزهر للمؤتمرات، أن التغيرات من حولنا تحاول أن تقتحم أفكارنا وعقائدنا واتجاهاتنا، ومن ثم فإن الواجب أن نتمسك بالثوابت والأصول والأسس، وأن يُبنى إنسان هذه الأمة على أرض صلبة من العقيدة والتاريخ واللغة والقيم ومكونات الهوية. خاصة أننا نعيش زمانًا مشحونًا باشتباكات فكرية، وتدافع سياسى، واستقطابات حادة، ومحاولات مستميتة لتدمير دول وشعوب باستخدام أساليب متنوعة، تسعى إلى قطع الإنسان عن عقيدته وهويته، وسلخه من تاريخه وحضارته. مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يأتى تحقيقا لمبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، والتى تهدف إلى الاستثمار فى رأس المال البشرى المصرى، من خلال تنمية شاملة ومتكاملة للإنسان فى مختلف الجوانب الحياتية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030.وبيَّن وكيل الأزهر أن الحضارة الحديثة استخدمت كل أدواتها وتقنياتها للوصول إلى ما تريد، واستحلت فى سبيل ذلك كل شىء، حتى زَيَّفَت المفاهيم الشريفة الراقية، وباسم الحريات والحقوق تحاول منظمات ودول أن تعبث بأفكارنا، وأن يجعلوا القبيح حسنًا، والحسن قبيحًا، وبالغوا فى ذلك جدًّا حتى أرادوا أن يجعلوا الأرض لغير أهلها، وأن يستهدفوا عقول شبابنا بأفكار تأباها قواعد المنطق، ويرفضها التاريخ، فأبناء الأمة إما مستهدَفة أجسامهم بالقتل والموت كما فى فلسطين، وإما مستهدَفة قلوبهم بالشهوات والفتن، وعقولهم بالتزييف والتحريف كما فى كثير من بلادنا.ودعا وكيل الأزهر إلى التيقُّظ لعدوِّنا الذى لا يكلُّ ولا يملُّ، وأن ندركَ هذه التحدياتَ ببصيرتنا وأبصارنا، وأن نفقهَ بقلوبنا وعقولنا، وأما الأمةُ فمنصورةٌ بإذن الله، غيرَ أنَّ اللهَ يربِّيها بهذه السنن الكونية. وفى هذا السياق، هنَّأ فضيلتَه مصرَ والأمةَ العربيةَ والإسلاميةَ بذكرى تحريرِ سيناء، التى استطاعت فيها الأمةُ أن تنتصرَ، وأن تقومَ بالدفاعِ عن الأرضِ والعرضِ، يومَ فهمت عن ربِّ العالمين مرادهُ منها، ويومَ عرفت قدرَها وقدرتها، ومكانتها وأمانتها، يومَ كانت الأمةُ كالجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمى. وفى ظلِّ ما تعانيه بلادُنا الفلسطينيةُ من جرائمِ حربٍ ممنهجةٍ لم تعرفها الإنسانيةُ عبرَ تاريخِها ولا فى زمنِ الغاب، تأتى هذه الذكرى فتحيى فينا آمالَ النصر، وتؤكدُ أن الأمةَ قادرةٌ على كسرِ القيودِ والأوهامِ، وإنَّ اللهَ على نصرِ الأمةِ لقديرٌ.وشدد على أنه فى ظلِّ ما يشهده العالم من تفككٍ قيمي وأخلاقى، وتبدُّلاتٍ ثقافية، وثورةٍ معلوماتية جارفة، بات لزامًا على البشرية أن تتمسك بهدى السماء؛ إذ لا ضمان لبناء إنسانٍ متوازنٍ إلا بالثبات على القيم الربانية التى تصونه من الذوبان فى غيره، وتُكسبه هويةً راسخةً لا تبهتُ مع الأيام، بل تزداد رسوخًا وأصالة. ومن هذا المنطلق، فإن إعادة بناء الإنسان وفق مقاصد الشريعة الإسلامية يُعدُّ المدخلَ الحقيقى لمواجهة هذه التحديات؛ إذ تعنى الشريعة ببناء الإنسان روحًا وعقلًا، جسدًا ونفسًا، سلوكًا ومبدأ، وترسم أطرًا متماسكة لحياته الفردية والجماعية. وفى ضوء ذلك، يضطلع الأزهر الشريف بمسؤوليته التاريخية فى مواجهة حملات التمييع وتزييف المفاهيم التى تستهدف الأذهان، من خلال إنتاج علمى وفكرى متين، ومؤتمرات دولية مؤثرة، وجهود ميدانية واعظة، تعمل جميعها على تفكيك الاتجاهات المنحرفة، وردِّها إلى أصولها، حمايةً للشباب وصيانةً للفكر.وأكّد أنّ بناء الإنسان مسؤولية جسيمة تتطلّب إعداد الأجيال، وتنمية العقول، وتهذيب الأخلاق، واكتشاف الطاقات الكامنة فى الشباب وتوجيهها التوجيه الأمثل، على أساس من العقيدة الراسخة، والفهم السديد، والاطلاع على تجارب العالم وخبراته. وإذا كانت الأسرة تضع اللبنة الأولى فى هذا البناء، فإن مؤسسات التعليم تُشكّل عقل الإنسان وضميره، وتتحمل اليوم مسؤوليات مضاعفة فى ظلّ عالم متسارع يموج بالتقنيات والتحوّلات. ولم يعد كافيًا –كما شدّد فضيلته– أن نقدّم المعرفة فى حدود الحفظ والاستظهار، بل لابدّ من بناء الإنسان بناءً متكاملًا يملك التفكير النقدى، والتحصين القيمى، والاتزان الوجدانى، مما يقتضى مراجعة جادّة للمناهج والسياسات والخطابات، لنعرف: هل نُخرج إنسانًا صالحًا حرًّا مسؤولًا، أم مجرد نسخ مكررة لا تملك الاستقلال فى الرأى ولا فى المأكل والملبس؟.وأشار وكيل الأزهر إلى أنّ أهمية هذا المؤتمر تكمن فى عنوانه الذى يسلّط الضوء على العلاقة بين الآمال والطموحات فى بناء الإنسان، وبين المخاطر والتحديات التى تواجهه. كما أنّه سيضع لبنة جديدة فى هذا البناء المنشود، وفق رؤية شاملة تستهدف بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمثل العليا فى المجتمع. وهذه رؤية تقف على جذور الماضى، وتحسن قراءة الواقع واستثمار معطياته. كما تتأكد أهمية المؤتمر فى قدرته على رسم السياسات، واتخاذ القرارات المناسبة تجاه التحديات المعاصرة التى تواجه بناء الإنسان، والتعامل معها بإيجابية وواقعية لمواجهتها.وفى ختام كلمته، أكّد وكيل الأزهر على ثلاث إشارات مهمة: الأولى، أنّ بناء الإنسان ليس مجرد فكرة مثالية أو أمنية شاعرة أو خطبة عصماء أو حبرًا على ورق، بل هو ركن دينى وواقع تطبيقى وثمرات نافعة، ومن ثم يجب أن يكون المؤتمر بمثابة رؤية نقدية لواقع بناء الإنسان، ويقترح برامج عملية لتدارك ما يجب تداركه. الثانية، أنّ بناء الإنسان ينبغى ألا يتوقف عند حدود جغرافية خاصة، بل يجب أن يتعامل مع العالم بما فيه من تغييرات وقيم متقلبة، مع ضرورة التمسك بالهوية الوطنية والتاريخية. أمّا الثالثة، فقد شدّد على ضرورة إيجاد توازن بين متطلبات الروح والعقل والجسد فى بناء الإنسان، مع أهمية الاستفادة من عطاء العصر من غير تهديد لخصوصية أو عبث بمكونات هوية، وتبنى مهارات التفكير النقدى وحلّ المشكلات والتعلّم المستمر. مختتمًا بالدعاء أن ينصر الأمة على أعدائها، وأن ينشر فى ربوعها العلم الذى يعصم من الجهالة، والهدى الذى يحفظ من الضلالة، والنور الذى يبدّد الظلمات.وأكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتى الجمهورية، أهمية توظيف الفقه الإسلامى وأصوله فى مواجهة التحديات المعاصرة التى تعيق بناء الإنسان، مثل العولمة الثقافية والغزو الفكرى وفقدان الهوية.وأشار عياد، خلال كلمته إلى أن التحديات الراهنة التى تعيق مهمة بناء الإنسان تشمل أيضًا «فوضى الفتاوى» والتغيرات الجيوسياسية، مؤكدًا أن المؤسسات الدينية كالأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف تبذل جهودًا كبيرة فى نشر الوسطية ومواجهة الأفكار المنحرفة، قائلا «لا بد من تعاون مؤسسى شامل لتكثيف الجهود فى حماية الإنسان وتحصينه بالإيمان والمعرفة والانتماء».واستعرض مفتى الجمهورية جهود الفقهاء التاريخية فى مراعاة مصالح الإنسان عبر قواعد مثل «سد الذرائع» و«فقه الأولويات»، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة مكّنت الفقه الإسلامى من التكيف مع متغيرات العصر، مؤكدا أن خصائص المرونة والسعة فى الفقه جعلته قادرًا على استيعاب النوازل وضمان استقرار المجتمعات.وطرح عياد خلال مشاركته بالمؤتمر عدة مبادرات علمية ومجتمعية، منها: إعداد »معلمة بناء الإنسان فى ضوء الفقه الإسلامى« وذلك بالتعاون بين دار الإفتاء وكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وإطلاق جائزة سنوية لأفضل بحث علمى يسهم فى تأصيل مفاهيم بناء الإنسان، وتطوير مناهج جامعية متخصصة فى فقه بناء الإنسان تجمع بين الأبعاد التشريعية والمقاصدية، اضاف إلى إصدار سلسلة كتب مبسطة تستهدف الشباب لتوضيح دور الفقه فى مواجهة التحديات المعاصرة، داعيا إلى تعزيز مشاركة كليات الشريعة فى الفعاليات التوعوية، قائلًا: التحديات تتطلب تضافر الجهود الأكاديمية والمجتمعية لترسيخ القيم الدينية والإنسانية.وقال الدكتور محمد الجندى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال كلمته، إن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء أركان البنيان، وهو الإنسان، وذلك عبر تعزيز الجوانب العقدية والأخلاقية والعقلية، محذرًا من مخاطر الانسياق وراء المادية المُفرطة وتجاهل القيم الروحية.وحدد الجندى ثلاثة مسارات رئيسية لتحقيق هدف بناء الإنسان، أولها «المسار العقدى والإيمانى»، مشيرا إلى دور الأزهر التاريخى فى ترسيخ العقيدة الصحيحة، مستشهدًا بجهود علماء كبار مثل السنوسى والحفنى والغزالى، مؤكدًا أن منهج الأزهر العقدى يحصن الفرد من محاولات الهدم الفكرى، واصفًا تلك المحاولات بأنها أوهن من بيت العنكبوت.وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن ثانى مسارات بناء الإنسان هو «المسار الروحى والأخلاقى»، محذرًا من التحديات المعاصرة التى تستهدف القيم، مثل الترويج للشذوذ وهدم كيان الأسرة، قائلا «لا أعرف زمانًا واجهت فيه الأخلاق والقيم تحديات كهذا الزمان الذى لا تخجل فيه بعض الفئات من التصريح بالشذوذ والعوج، وغير ذلك من الدعوات الهدامة التى تستهدف القيم والأخلاق والأسرة واللغة والعادات والتقاليد»، مشيدًا بمنهج الأزهر فى الربط بين العقيدة والسلوك عبر تراث علمائه، ومنهم العز بن عبد السلام وابن حجر العسقلانى، الذين رسخوا مفهوم تهذيب النفس.وأضاف الجندى أن «المسار العقلى والمعرفى» هو ثالث مسارات بناء الإنسان، مشددًا على أهمية بناء العقل كأداة لفهم الدين ومواجهة التحديات الفكرية، مستندًا إلى أقوال أئمة الأشاعرة مثل الجوينى والفخر الرازى، الذين أكدوا أن العقل «نور يُهتدى به إلى الحقائق»، داعيًا إلى ضرورة تعزيز الابتكار العلمى، مستذكرًا إسهامات علماء مسلمين مثل ابن الهيثم والخوارزمى.وربط الجندى بين تفكك المجتمعات وإهمال بناء الإنسان، قائلًا: «هدم الإنسان نتيجة حتمية لإهمال الأخلاق والروح»، مستشهدًا بقصة قوم لوط وعقابهم الإلهى، مشيدًا بدور الأزهر بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ووكيله الدكتور محمد الضوينى، فى دعم مشاريع بناء الإنسان عبر برامج تعزز الوعى الدينى والأخلاقى والتكنولوجى، داعيًا إلى تعاون عالمى لإرساء السلام ومواجهة محاولات زعزعة الاستقرار الإقليمى.واختتم الجندى كلمته بتأكيد أن حماية الأوطان مرتبطة بصناعة أجيال تحفظ القيم وتتمسك بالعلم، قائلًا: «أجيال تجسّد عطاء ابن حيان والخوارزمى، وتواجه تحديات العصر بعقل واعٍ وإيمان راسخ».وأكد الدكتور عطا عبد العاطى السنباطى، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، على أن «بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان»، مشيراً إلى أن هذه المهمة «شاقة وصناعة ثقيلة» تتطلب تضافر كافة الجهود الفكرية والعاطفية والاجتماعية والروحية والجسدية.وأوضح السنباطى أن المؤتمر يأتى انطلاقًا من «واجبنا فى دعم القيادة السياسية والاتساق مع توجه الدولة المصرية نحو تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى الفرد والمجتمع».وأضاف عميد كلية الشريعة والقانون أن المؤتمر يهدف إلى «الوقوف جنبًا إلى جنب مع دولتنا وقيادتنا السياسية من أجل واقع أفضل ومستقبل مشرق»، مؤكدًا أن «الإنسان هو محور البناء ومرتكز الوجود الحضارى»، مبينا أن بناء الإنسان يتحقق عبر ثلاثة عناصر أساسية هى: «الرؤية الواضحة والقيم الثابتة، والأداة الفاعلة».


الدستور
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
محمد الضوينى وكيل المشيخة: الأزهر منحة ربانية.. ومستعدون لإعادة فتح معاهدنا فى غزة
قال الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، إن الأزهر هو منحة ربانية للأمة ومنارة للعلم ونشر الإسلام الوسطى دون إفراط أو تفريط، مشيرًا إلى ما حدث من تطور ملحوظ خلال السنوات الأخيرة فى عدة قطاعات، على رأسها قطاع المعاهد الأزهرية، بالإضافة إلى إنشاء مركز عالمى للتصدى للفتاوى غير المنضبطة، مع تبنى خطة دعوية شاملة ومنهجًا متكاملًا، يجمع بين المعارف الدينية والدنيوية ويلبى مطالب الروح والجسد. وأكد «الضوينى»، خلال حديثه لـ«الدستور»، أن موقف الأزهر تجاه القضية الفلسطينية ثابت ولا ينفصل عن موقف الدولة المصرية، ويتضمن التأكيد على حقوق الشعب الفلسطينى والمشاركة فى جهود إعادة إعمار قطاع غزة، وفق خطة الدولة، مع إعادة فتح معاهده فى القطاع، بالتوازى مع تشكيل لجنة لاستقبال طلبات الفلسطينيين الراغبين فى التعلم بالأزهر، داعيًا الشعب المصرى للوقوف خلف دولته، وتجنب الشائعات، ومشيدًا بالقيادة السياسية وما تحققه على أرض الواقع من إنجازات، بما يسهم فى تحقيق مستقبل أفضل لمصر. ■ بداية.. ما تقييمك لدور الأزهر الشريف خلال السنوات القليلة الماضية؟ - شهدت السنوات الأربع الماضية العديد من النجاحات والإنجازات الكبيرة، وقد استطعنا- بفضل الله- تذليل الكثير من الصعوبات، وأحمد الله، سبحانه وتعالى، على التقدم الذى تحقق، سواء فى المجال التعليمى أو الدعوى، مع الالتزام المستمر بتنفيذ توجيهات وتعليمات فضيلة الإمام الأكبر. وشهد الجامع الأزهر، خلال السنوات الماضية، نشاطًا غير مسبوق، كما شهدت المعاهد الأزهرية تطورًا ملحوظًا، مما أعاد الحيوية والحياة الحقيقية إلى هذه المؤسسات العريقة، فضلًا عن أن الجميع يشهد النهوض الكبير على مستوى الدعوة والوعظ، وكذلك فى مجال النشر الدعوى. وبفضل الله، فإن مجمع البحوث الإسلامية يقدم العديد من المخرجات والموضوعات المهمة ويتطرق للقضايا المعاصرة، التى تخدم رسالة الأزهر وتحقق أهدافه فى نشر الوسطية والاعتدال، فالأزهر منحة ربانية من الله للأمة؛ ليكون منارة للعلم ومعبرًا عن روح الإسلام، وحاملًا أنوار الوحى إلى العالم كله، كما أنه يقدم للبشرية نموذجًا حقيقيًا للوسطية التى ترفض الإفراط والتفريط، وتسعى لنشر السلام والأمن. وقد نشأ الأزهر ليكون منارة للعلم وقبلة للطلاب من شتى بقاع العالم، حيث تعلم فى أروقته الملوك والسلاطين، وتخرج من معاهده الرؤساء والوزراء والسفراء، كما لعب دورًا محوريًا فى مواجهة الطغيان والاحتلال، وكان منبرًا للثورات والمقاومة. كما يحمل الأزهر رسالة عالمية لنشر نور الإسلام القائم على التسامح والتعايش السلمى؛ مع دعم وحدة الأمة الإسلامية، والعمل على تعزيز التعاون بين المسلمين ونبذ التفرقة، خصوصًا فى ظل التحديات التى تواجه العالم الإسلامى، فهو الحصن المنيع الذى يحمى هوية الأمة الإسلامية، وينشر الإسلام الوسطى الذى يدعو إلى الخير والصلاح والاستقرار. ■ ما منهج الأزهر فى التعامل مع التحديات المعاصرة؟ - التحديات الراهنة تفرض علينا جميعًا البحث عن حلول جذرية ومبتكرة تعيد للأمة مكانتها وقوتها، ولا يمكن تحقيق ذلك دون وضع آلية حوار مستدامة، تكون قادرة على التعامل مع المتغيرات وتقديم رؤية موحدة لمستقبل الأمة الإسلامية. والحوار هو السبيل الأوحد والأمثل لتوحيد الصف الإسلامى، وأنه لا يمكن للأمة أن تواجه تحدياتها الداخلية والخارجية دون استراتيجية واضحة يتبناها جميع مكوناتها. والأزهر الشريف يتبع منهجًا متكاملًا ومتوازنًا، حيث يجمع بين المعارف الدينية والدنيوية، ويلبى مطالب الجسد والروح، كما أنه مسئول عن نشر رسالة الإسلام القائمة على السلام والعدالة، وهو ما يعكسه وجود كليات فى مختلف المجالات العلمية والدينية داخل جامعة الأزهر. والأزهر يتبنى خطة دعوية شاملة، تشمل أيضًا الوعظ المباشر والإلكترونى؛ وقد أنشأنا مركزًا عالميًا للفتوى الإلكترونية يختص برصد حالات الإلحاد والتطرف فور ظهورها، والتعامل معها من خلال استشارات فورية، إضافة إلى ذلك، تعمل الحملات التوعوية على تسليط الضوء على مخاطر الشذوذ وتداعياته، وتُعنى بتوجيه الشباب وأطفال الأسر منذ الصغر حتى لا ينغمسوا فى هذه الأفكار المتطرفة، كما يتم تنسيق الجهود مع الجهات التعليمية لتوصيل الرسالة الوقائية فى المدارس والمعاهد. ■ تأخذ قضية الإلحاد حيزًا من النقاش على صفحات التواصل الاجتماعى.. فما رؤية الأزهر للتعامل مع هذا الأمر؟ - الأزهر الشريف ينظر إلى قضية الإلحاد باعتبارها ظاهرة فكرية تحتاج إلى معالجة علمية متأنية، بعيدًا عن التصادم، ويرى أن وجودها فى بعض الأوساط الشبابية يعود إلى عدة أسباب، منها ضعف الوعى الدينى الصحيح بسبب غياب التربية الإيمانية العميقة، وانتشار الشبهات الفكرية من أدعياء العلم والفكر، فضلًا عن التأثير السلبى لمواقع التواصل الاجتماعى وبعض البرامج الفضائية التى تفتح الباب لغير المتخصصين والمشككين فى علوم الأمة وتراثها، بالإضافة إلى الانبهار ببعض المقولات الفلسفية الغربية التى تقدم رؤية مادية للكون بعيدة عن تعاليم الدين. والأزهر يعمل على التصدى لهذه الظاهرة من خلال تفنيد الشبهات، وفتح حوارات فكرية مع الشباب، وتقديم إجابات عقلية ومنطقية تجمع بين مقتضيات الإيمان وثوابت العلم، لإعادة بناء الثقة فى العقيدة الإسلامية، وترسيخ اليقين القائم على المعرفة والفكر والدليل. وقد أنشأنا فى الأزهر وحدة «بيان» لمواجهة الإلحاد والتشكيك فى الثوابت الدينية، حيث تعمل على رصد الشبهات المثارة والرد عليها بطريقة علمية رصينة، تجمع بين الطرح العقلى والمنهج الشرعى، بما يناسب الفئات المستهدفة، وخاصة الشباب. كما تسعى الوحدة إلى فتح قنوات حوار مباشر مع الشباب عبر الندوات واللقاءات الفكرية، بالإضافة إلى الاستفادة من المنصات الرقمية ووسائل الإعلام فى نشر محتوى علمى موثوق، يعزز الوعى الدينى الصحيح، ويفند الادعاءات الباطلة، فى إطار منهج الأزهر القائم على الوسطية والاعتدال، بما يحفظ هويتنا الدينية والفكرية، ويعزز قيم الإيمان والعقلانية فى المجتمع. ■ كيف ينظر الأزهر إلى القضايا المتعلقة بالهوية الثقافية والدينية؟ - الأزهر هو صمام الأمان للأمة الإسلامية والهوية الثقافية والدينية، وهو جدار الصد الأول أمام محاولات الغزو الثقافى التى تسعى لطمس معالم الشخصية الإسلامية وإذابتها فى أنماط فكرية غريبة عنها. ودورنا هو تعزيز الانتماء إلى تراثنا الإسلامى العريق، وتجديد الفكر الإسلامى فى ضوء الجمع بين الأصالة والتجديد، دون تفريط أو غلو، وليس شرطًا أن تكون المواجهة بالانغلاق، وإنما ببناء وعى علمى وثقافى وفكرى متين، يُمكّن الإنسان من التمييز بين ما يُفيد الحضارة الإسلامية وما يُراد به إضعافها. ومن خلال مناهجه التعليمية، ومؤتمراته الفكرية، وجهوده الميدانية، يسهم الأزهر فى ترسيخ قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية، مع الانفتاح الواعى على الحضارات الأخرى، فى إطار احترام الخصوصية الثقافية والدينية للأمة. ■ ماذا عن التصدى للفتاوى غير المنضبطة؟ - يدرك الأزهر خطورة الفوضى الفقهية والفتاوى العبثية التى تضلل الناس، لذلك أنشأ مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية، للتصدى لهذه الظاهرة، وتقديم الفتاوى الصحيحة المبنية على أسس علمية رصينة. ■ شاركتم مؤخرًا فى مؤتمر «الحوار الإسلامى»، الذى انعقد فى دولة البحرين.. فما الهدف من هذا المؤتمر؟ - انعقاد المؤتمر جاء استجابةً لدعوة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، حيث احتضن المؤتمر رموزًا دينية ورجال دين من أكثر من ٦٠ دولة، إضافةً إلى أكثر من ٤٠٠ عالم وشخصية دينية. والهدف كان تحقيق التقارب بين المذاهب الإسلامية، وإبراز الوحدة القائمة على الكتاب والسنة، مع التركيز على القضايا الأساسية كالقضية الفلسطينية. كما خرج المؤتمر بوثيقة للأخوة الإسلامية حظيت بإجماع الحاضرين، وتم وضعها موضع التنفيذ لتعزيز الوحدة ومواجهة المتربصين. والمرحلة الراهنة تتطلب الوحدة لإعادة بناء الثقة بين مكونات الأمة، ونبذ خطاب العنف والكراهية، والعمل على تأسيس بيئة حوارية تضمن مستقبلًا آمنًا للأجيال القادمة، لترسخ قيم العيش المشترك دون إقصاء أو تمييز، لأن غياب مفهوم المواطنة العادلة كان السبب الأبرز فى انتشار التعصب الطائفى، لذا فإن تحقيق التقارب بين المذاهب الإسلامية هو الهدف الذى انطلق منه الأزهر الشريف. ■ بالحديث عن القضية الفلسطينية.. ما أهم الخطوات العملية التى اتخذها الأزهر الشريف لدعم الفلسطينيين؟ - القضية الفلسطينية تُعدُّ من أهم القضايا التى تعكس وحدة الأمة، وموقف الأزهر ثابت تجاه القضية الفلسطينية، وقد تم تشكيل لجنة خاصة باسم «لجنة فلسطين»، تتولى استقبال طلبات الطلاب الفلسطينيين الراغبين فى الالتحاق بالمعاهد وجامعة الأزهر، وتقديم المنح والمساعدات المالية لهم. بالإضافة إلى ذلك، يقدم الأزهر دعمًا ملموسًا للقضية عبر تنظيم امتحانات خاصة بالطلاب الغزاويين، وتوفير القوافل الإنسانية التى تصل إلى غزة، ما يبرز الدور العملى للأزهر فى دعم القضية الفلسطينية ومساندة أبناء فلسطين. ونؤكد دائمًا أنه لا حق لأحد فى إجبار الشعب الفلسطينى وإرغامه على قبول مقترحات غير قابلة للتطبيق، وعلى العالم كله احترام حق الفلسطينيين فى العيش على أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وجهود فضيلة الإمام الأكبر تجاه القضية الفلسطينية لا تنقطع، حيث طالب قادة العرب والمسلمين وشرفاء العالم وحكماءه بأن يرفضوا مخططات التهجير التى تستهدف طمس القضية الفلسطينية ومحوها للأبد بإجبار الفلسطينيين على ترك وطنهم، والتخلى عن أرضهم التى عاشوا فيها لآلاف السنين، دون مراعاة لحرمة الوطن وأمومة الأرض. وكل الأديان ترفض طرد الفلسطينيين من أرضهم، وإجبارهم على تركها للآخرين، ونحن فى عالم من المفترض أن تحكمه القوانين والأعراف الدولية، والأزهر جزء من الدولة المصرية، وموقفنا لا ينفصل عن موقف الدولة المصرية، وبلا شك ستكون لنا مشاركًات فى جهود إعادة الإعمار، فى إطار خطة الدولة. ونحن على استعداد لإعادة فتح معاهدنا فى غزة وإجراء الامتحانات تحت إشراف الأزهر، كما نسهم فى المساعدات الإنسانية عبر بيت الزكاة، إلى جانب القوافل الطبية التى تسيرها جامعة الأزهر لدعم أهلنا فى القطاع. ■ كيف يقيِّم الأزهر دوره التعليمى فى ظل التحديات التى تواجه المنظومة التعليمية فى مصر؟ - وفق توجيهات فضيلة الإمام الأكبر، يعمل قطاع المعاهد الأزهرية على تطوير مناهج التعليم الأزهرى، وإصلاح مقوماتها العلمية والتربوية، إلى جانب تدريب الكوادر التعليمية على أحدث المستجدات فى مجال التعليم المدرسى. كما أطلق الأزهر العديد من المبادرات والندوات التوعوية لتحصين الطلاب الأزهريين بوجه خاص، وطلاب وشباب مصر بوجه عام، ضد أى تيارات أو أفكار مغلوطة أو متشددة تتنافى مع سماحة الإسلام. وفى إطار هذا التطوير، أدخل الأزهر التحول الرقمى فى منظومته التعليمية، ونجح فى حصول نحو خُمس معاهده على شهادة الجودة لمطابقتها المعايير الدولية خلال سنوات قليلة، مع استمرار الجهود لتحقيق المزيد من التقدم والتميز، لأنه من الضرورى وضع رؤية متكاملة لبناء الوعى بالتحديات والقضايا المعاصرة، تسير جنبًا إلى جنب مع الأنشطة الطلابية التى تعزز التفكير والإبداع لدى الطلاب. ■ ما أهم الخطط المستقبلية لتطوير التعليم الأزهرى فى مراحله المختلفة؟ - التطوير والتجديد من السمات المميزة للتعليم الأزهرى، لذا نحرص دائمًا على وضع خطط متكاملة لضمان استمرارية تطويره، ليظل فى صدارة المؤسسات التعليمية. وقد اتخذ قطاع المعاهد الأزهرية العديد من الخطوات الفاعلة، التى من شأنها الارتقاء بالعملية التعليمية فى المراحل قبل الجامعية والجامعية، وشمل ذلك إنتاج وتصميم الحقائب التدريبية فى مختلف التخصصات، ووضع برامج تدريبية تلبى الاحتياجات الفعلية للعاملين فى جميع المناطق الأزهرية، إلى جانب التوسع فى افتتاح المعاهد العادية والنموذجية «عربى- لغات»، فضلًا عن إنشاء المزيد من الكليات الأزهرية على مستوى الجمهورية. وفى إطار تحقيق التطور التكنولوجى وتنفيذ خطة التحول الرقمى، استمر التعاون بين قطاع المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر لتعزيز استخدام التكنولوجيا فى العملية التعليمية، عن طريق رقمنة المناهج الدراسية، وإطلاق المنصات التعليمية التفاعلية، وتطوير البنية التحتية الرقمية للمعاهد، بما يواكب أحدث المعايير العالمية، ويؤهل الطلاب لمتطلبات العصر الحديث. ■ ماذا عن الجهود المبذولة للتعامل مع أزمة تعيين أوائل الخريجين؟ - يولى الأزهر اهتمامًا بالغًا بأزمة أوائل الخريجين؛ وقد تم تنظيم لقاءات مع أوائل الخريجين ومناقشة مطالبهم، خاصةً فيما يتعلق بالهاشتاجات التى تستهدف قيادات الأزهر، كما يتم التعاون مع الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة لاستقطاب الدرجات والكليات المناسبة، مع متابعة دورية على جميع المستويات المؤسسية. وفضيلة الإمام الأكبر ورؤساء الجامعة يعملون جاهدين لتذليل العقبات وضمان حصول الطلاب على العناية والرعاية اللازمتين لتحقيق التفوق العلمى والعملى، فضلًا عن أن الجامعة خاطبت الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة لتوفير درجات مالية لتعيين معيدين بالكليات، على أن يتم الإعلان عنها بمجرد توفيرها، فلا يوجد تعنت من مسئولى الجامعة فى تعيين أوائل الدفعات مثلما يروج البعض، فالجامعة لا تدَّخر وسعًا فى حفظ حقوق أبنائها. ويجب توضيح أنه لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن فى تكليف دفعات محددة، والمنشورات التى ترسل للكليات هى لاستيفاء البيانات لكل الأوائل، بحيث تكون جاهزة حين يتم طلبها. وأيضا يجب توضيح أن المشكلة ليست فى قرارات الجامعة أو جهود المسئولين، بل إن العقبة الأساسية تكمن فى القانون نفسه، لأن الأزهر لا يملك تعيين وظيفة واحدة إلا وفقًا لما تسمح به القوانين والتشريعات. ■ ما أبرز الأنشطة والمبادرات الأزهرية خلال شهر رمضان المبارك؟ - المبادرات الرمضانية كانت متعددة الأبعاد؛ فقد شملت جمع البحوث الإسلامية فى خطة دعوية شاملة، وتوجيه الوعاظ والواعظات على المستويين المباشر والرقمى، ومن خلال دروس حية وعبر الإنترنت تم الوصول إلى آلاف المتابعين، ما أسهم فى مواجهة الإلحاد والتطرف، وتحفيز التكافل الاجتماعى. كما شمل النشاط الدعوى إعداد فيلم توجيهى تعليمى للحجاج بالتعاون مع الجهات المختصة، ليضمن وصول رسالة الأزهر إلى جميع الفئات وتوعية الحجاج بإجراءات الحج الرسمية. ■ ما رسالتكم للأمة الإسلامية والقيادة السياسية بمناسبة الشهر الكريم؟ - أدعو الأمة الإسلامية إلى التوحد والعمل معًا، فالقوة فى الوحدة وليست فى الفرقة. كما أوجه رسالة للشعب المصرى بأن يقف إلى جانب دولته ويتجنب الشائعات، فمستقبل مصر فى أيدى أبنائها. وأخيرًا، أدعو أبناء الأزهر الشريف إلى مواصلة رسالتهم الدعوية بصدق وإخلاص، لأن الدعوة ليست مجرد وظيفة، بل هى رسالة سامية. وأؤكد أننا نشد على أيدى القيادة السياسية وندعوها إلى مواصلة جهودها فى الاهتمام بمشاكل الشعب المصرى، خاصة فى ظل التحديات الراهنة، ونحن نرى إنجازات كبيرة تم تحقيقها فى السنوات الأخيرة بفضل رؤية القيادة السياسية، ما يسهم فى تحقيق مستقبل أفضل لمصر.

مصرس
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- مصرس
توزيع 3000 وجبة إفطار يوميًا التراويح بالجامع الأزهر.. 20 ركعة بقراءات مختلفة.. وملتقى فكرى عقب الصلاة
يشهد الجامع الأزهر من اليوم الأول فى شهر رمضان المبارك أجواء روحانية رمضانية، حيث تمتلئ ساحته بآلاف المصلين والطلاب الوافدين من عدة دول لأداء صلاتى العشاء والتراويح، والتضرع إلى الله، والاستماع إلى آيات الذكر الحكيم بقراءات مختلفة. يحرص الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، على الحضور يوميًا لمتابعة إفطار الصائمين عقب صلاة المغرب، حيث يتم توزيع آلاف الوجبات على المترددين على الجامع الأزهر. وبتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات، يقدِّم بيت الزكاة والصدقات 3000 وجبة لإفطار الصَّائمين من مرتادى الجامع الأزهر من الطلاب الوافدين والمصريين المغتربين المستحقين، سائلين المولى عز وجل أن يعيد الشهر الكريم على الجميع بالخير واليُمن والبركات.وتأتى المبادرة ضمن برنامجى «إفطار صائم» و«إطعام»، التى خصص لهما البيت حسابات تبرعات منفصلة، استجابة للمتبرعين الرَّاغبين فى توجيه صدقاتهم لإفطار الصائمين، امتثالًا لقول النبى صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، كَانَ لَهُ، أَوْ كُتِبَ لَهُ، مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا». وأكَّد د. محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، حِرصَ فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على متابعة الإفطار السنوى بالجامع الأزهر على مدار السَّاعة، وتوجيهات فضيلته بتذليل كافة العقبات وتقديم أفضل خدمة لروَّاد الجامع، مؤكدًا أن مشهد الإفطار الجماعى فى الجامع الأزهر من المشاهد التى تُسر القلب، وتدل على عالمية رسالة الأزهر؛ حيث يجتمع فى هذا الإفطار طلاب أكثر من 120 دولة حول العالم، يتلون كتاب الله، ويتناولون الطعام ويتبادلون النقاشات.وأوضح فضيلته أن إفطار الجامع الأزهر يُعد تقليدًا سنويًّا يجسد الدور الإنسانى والدعوى للأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ويُبرز رسالته فى خدمة المجتمع وتلبية احتياجات الناس، لاسيما فى الأوقات التى تجمع المسلمين على طاعة الله.فيما يعقد الجامع الأزهر يوميًا دروسًا فكرية خلال صلاة التراويح يحضرها كبار علماء الأزهر الشريف حيث تم عقد لقاء للدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء عن شهر رمضان وأنه من فضل الله على عباده، حيث نزل فيه القرآن الكريم، وأكد أن شهر رمضان لم يكن شهر صيام وعبادة فقط، بل كان شهر نصر وعزة للإسلام والمسلمين قديمًا وحديثًا.وفى درسه فى الليلة الرابعة من شهر رمضان أكد د. عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن من أفضل الأعمال فى شهر رمضان التصدق والإنفاق، لاسيما وكثير من الناس فى حاجة شديدة إلى المال وظروفهم الاقتصادية صعبة، موضحًا أن التصدق فى شهر رمضان عمل لا ينبغى أن نغفل عليه، وكذلك فى غير رمضان، وليعلم الإنسان أن المال الذى أكرمه الله به ليس لشطارته ولا لمهارته، وليس المال مملوكًا له فى الحقيقة، بل هو مملوك لله عز وجل. وينقل المركز الإعلامى للأزهر الشريف صلاتى العشاء والتراويح طوال أيام الشهر الفضيل عبر منصات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى، وكذلك صفحة الجامع الأزهر، كما تُبث على عدد من القنوات الفضائية.كما يُحيى الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان المبارك بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.