logo
#

أحدث الأخبار مع #محمدحمداندقلوحميدتي

هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟
هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟

سودارس

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • سودارس

هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟

وتُعد هذه القوات، التي نشأت عام 2013، امتدادا لمليشيات في دارفور منذ ثمانينات القرن الماضي، أساسها مجموعات قبلية يتم تشكيلها لمساعدة القوات النظامية لمجابهة تحديات تتطلب طبيعتها قتالا أقرب إلى حرب العصابات، كما نشأت "قوات المراحيل" في عهد رئيس الوزراء الراحل الصادق المهدي. وكانت قوات الدعم السريع تابعة لجهاز الأمن والمخابرات يقودها ضابط من الجيش، ثم أصبحت تابعة لرئيس الجمهورية، قبل أن يصدر قانون من البرلمان في 2017 وتصبح قوة مستقلة تحت إشراف الجيش ويُنصّب محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائدا لها. صبغة قبلية ويغلب على تركيبتها الصبغة القبلية، حيث ينحدر معظم مقاتليها من قبائل الرزيقات والمسيرية والحوازمة، الذين يجمعهم رباط إثني واحد وهو "العطاوة"، بجانب مجموعات قبلية أخرى. كما تسيطر عائلة دقلو على المواقع القيادية النافذة فيها حيث ينوب عن "حميدتي" في قيادتها أخوه عبد الرحيم دقلو، ومسؤول المال شقيقه القوني دقلو، ومسؤول الإمداد ابن أخيه عادل دقلو. بدأت الدعم السريع بنحو 6 آلاف مقاتل قبل أكثر من 12 عاما، وشهدت توسعا عقب قرار الرئيس السابق عمر البشير مشاركة القوات المسلحة السودانية في حرب اليمن ضمن ما يُعرف ب"تحالف عاصفة الحزم" في العام 2015. وشاركت مع الجيش السوداني في حرب اليمن، ودربت عشرات الآلاف من المقاتلين غالبيتهم من إقليمي دارفور وكردفان، كما استقطبت مقاتلين من ولايات أخرى، حسب ضابط في الجيش كان منتدبا للعمل مع الدعم العسكري تحدث للجزيرة نت. وحسب الضابط، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، فإن قيادات قبلية كانت تطلب من قيادة الدعم السريع تدريب أبنائها وضمهم للقوات في حرب اليمن لأن ذلك يعود عليهم بمبالغ مالية كبيرة تحدث تغييرا في حياتهم وحياة أسرهم. تراجع الدعم وبعد أسابيع من اندلاع الحرب، أعلنت الإثنيات العربية في ولاية جنوب دارفور دعمها وتأييدها لهذه القوات في حربها ضد الجيش السوداني. ودعت قيادات تلك القبائل -في بيان- أبناءها في الجيش إلى الانضمام للدعم السريع والوقوف معها، وقادت بعد ذلك حملات للاستنفار والتدريب للمشاركة في الحرب. ووقّع على البيان نظار قبائل البني هلبة والترجم والهبانية والفلاتة، والمسيرية والتعايشة والرزيقات بجنوب دارفور. وكشف قيادي قبلي في دارفور للجزيرة نت أن عبد الرحيم دقلو نائب قائد الدعم السريع كان يطوف على مناطق بدارفور ويستدعي قيادات قبلية إلى لقاءات، ويطلب من زعمائها أعدادا محددة من الشباب للتدريب والقتال لأنهم مستهدفون من الجيش السوداني وقيادات النظام السابق. ويوضح القيادي القبلي -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- أن الاستنفار القبلي تراجع بعد تزايد خسائر قوات الدعم السريع ومقتل آلاف الشباب خاصة في معارك ولاية الخرطوم ، إلى جانب عدم وفائها بالتزاماتها المالية تجاه أُسر المقاتلين ورعاية الجرحى والذين فقدوا أطرافهم في الحرب. من جانبه، يقول الباحث في الشؤون الأمنية إسماعيل عمران إن عمليات الحشد القبلي والتحالفات العشائرية وفرت للدعم السريع رصيدا بشريا من المقاتلين، لكن تركيبة القوات يجعلها قابلة للانهيار السريع في حال غياب قادة الأفواج العسكرية (المجموعات) والحافز المالي ، مما يهدد بفقدان المكاسب الميدانية. وفي حديث للجزيرة نت، يوضح الباحث أن الولاءات القبلية والجغرافية أضعفت روح الالتزام والانضباط العسكري لقوات الدعم السريع، وفي حال خسرت الحرب فستتفكك إلى كيانات صغيرة وعصابات على أساس عرقي ومناطقي وظهور أمراء حرب، وأفضل صيغة -برأيه- هي التوصل إلى اتفاق سلام وترتيبات أمنية تدمج كافة الفصائل والمليشيات في القوات الحكومية. وذكرت تقارير لجنة خبراء الأمم المتحدة أن هذه القوات استعانت بمرتزقة من دول أفريقية مجاورة للسودان، غير أن صحيفة "لا سيلا فاسيا" الكولومبية تحدثت عن سرّيتين تضمان أكثر من 300 من الجنود الكولومبيين المتقاعدين شاركوا في الحرب السودانية مع الدعم السريع "بحثا عن المال والثراء". وقالت القوة المشتركة في دارفور إن بعض المرتزقة الكولمبيين قُتلوا في صحراء دارفور عندما كانوا في طريقهم من ليبيا إلى الفاشر. مقاتلون أجانب كما كشف عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش ياسر العطا، في وقت سابق، أن قوات الدعم السريع تتألف من مرتزقة أجانب، غالبيتهم من أبناء جنوب السودان إضافة إلى مقاتلين من ليبيا وتشاد والنيجر وإثيوبيا وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى ، وبقايا مجموعة فاغنر الروسية ومن سوريا. أما الكاتب المتخصص في شؤون دارفور علي منصور حسب الله فيقول إن قوات الدعم السريع استوعبت منتسبين إلى مجموعات عسكرية سابقة، منها حرس الحدود ومسلحو القبائل وقيادات عصابات مسلحة تم تسميتهم "التائبون" وصار بعضهم قيادات بارزة في القوات. ووفقا لتصريح حسب الله للجزيرة نت، فإن الدعم السريع استعانت بمقاتلين من حركات معارضة في بلدانهم أبرزهم من حركة "سيلكا" في أفريقيا الوسطى و"تحرير أزواد" في مالي و"فاكت" في تشاد وغيرها، وقُتلت قيادات كبيرة منهم بمعارك في الخرطوم ودارفور آخرهم الجنرال صالح الزبدي التشادي الذي لقي مصرعه في معركة الخوي غرب كردفان قبل أيام. ويرجح الكاتب تشظي الدعم السريع لوجود تناقضات في تركيبتها القبلية وتنامي نزاعات قديمة بين المكونات الاجتماعية التي تستند عليها، مما يدفع المجموعات المختلفة للعودة إلى مناطقها لحماية مجتمعاتها، و"سيعود الأجانب إلى دولهم بأسلحتهم مما يؤدي لتفشي العنف والفوضى". غير أن قوات الدعم السريع تنفي اتهامها بجلب مرتزقة من خارج البلاد، وتصفها بأنها "دعاية سوداء"، ويقول مسؤول في إعلام القوات للجزيرة نت إن قائدهم "حميدتي" أكد أن قواته قومية وتضم طيفا من 102 مكون اجتماعي في السودان.

تحول المجال السوداني لحيز إختبار لتفوق المسيرات !
تحول المجال السوداني لحيز إختبار لتفوق المسيرات !

التغيير

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • التغيير

تحول المجال السوداني لحيز إختبار لتفوق المسيرات !

تحول المجال السوداني لحيز إختبار لتفوق المسيرات ! الأحداث التي شهدها السودان في مطلع الشهر الاول من مايو ٢٠٢٥ والذي يصادف بداية السنة الثالثة للحرب في السودان بين الأطراف الرئيسية الجيش والدعم السريع وتحالفاتها المقاتلة والتي برزت مع إستمرار الحرب، والتي تمثلت في قصف الجيش لطائرة شحن من طراز بوينق بمطار نيالا بولاية جنوب دارفور والتي راح على اثرها ما يقارب ال٧٩ من جرحي مقاتلي الدعم السريع بما يشمل طاقم الطائرة الكابتن الذي وفقا لوسائل الاعلام تنحدر أصوله من دولة جنوب السودان، بالإضافة إلي ثلاثة آخرين من مساعديه الكينيين، بالمقابل إستهداف الدعم السريع عبر المسيرات مطارات كسلا وبورتسودان ومواعين الوقود وأعيان مدنية اخري ببورتسودان، إمتد الامر الي قصف لسد مروي بالولاية الشمالية، والدمازين بالنيل الازرق، خزانات نفطية بكوستي ، ومواقع بكنانة بولاية النيل الابيض، مثلت نقلة نوعية شرسة ومتسارعة في سياق القتال، حيث برزت أهداف الدعم السريع في قصف المطارات، المقار العسكرية ومخازن السلاح، محطات تخزين الوقود . الجدير بالذكر أن دخول المسيرات في حرب السودان بدء بالتقريب في أغسطس ٢٠٢٤ من طرف الدعم السريع، بينما تأخر الجيش حتي مارس ٢٠٢٤، وفقا للمصادر المفتوحة وليست معلومات موثوقة فقد يكون أمتلاك الأطراف للمسيرات قبل ذلك لكن جاء الإستخدام في التواريخ المشار اليها . بالعودة إلي سياق الحرب فقد أعلن الدعم السريع على لسان قائده الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي في خطابه الذي جاء عقب بدء الخروج/ إنسحاب قواته من ولاية الخرطوم وبررت الخطوة باعادة التموضوع العسكري، ليظل الامر مختلفا حول أسبابه كما يتضح ذلك من تصريحات دالجيش التي ذهبت الي العكس بان السيطرة تمت عسكريا أي الإجبار على الخروج مع الإشارة إلي تواجد قوات للدعم السريع غربي أمدرمان . عقب ذلك كشف الدعم السريع عن إسقاط طائرات عسكرية بكل من الفاشر ونيالا والخرطوم الامر الذي إسند بامتلاك أسلحة متطورة تشمل المسيرات وأجهزة الرادارات التشويش، في ظل هذه السردية جاء قصف الجيش لطائرة الشحن بمطار نيالا، ليكشف القصف عن ثقوب في سردية تامين الفضاء الجوي من قبل الدعم السريع نسبيا، ويشير في ذات الوقت الي إمتلاك الجيش أسلحة يرجح أن منها مسيرات حديثة وتقنية تمكن من إختراق رادارات الدعم السريع . لعل هذا التطور يكشف التحرك السريع للدعم السريع سلسلة الإستهدافات لعدة مناطق أدخلت الاقليم الشرقي إلي دائرة الحرب بعد استقرار دام عامين، بينما إستدعت السلطات السودانية قبل وقت قصير السفير الصيني بالخرطوم لاستفساره عن امتلاك الدعم السريع لمسيرات صينية الصنع، ربما يكشف هذا التوجيه الذي وجهته الحكومة الصينية لاحقا لرعاياها المتواجدين بالسودان للمغادرة فورا. بالمقابل في ٤ مايو ٢٠٢٥أي اليوم التالي للاستهداف الأول لمطار بورتسودان الدولي وقاعدة فلامنقو العسكرية، كشفت مصادر صحفية عن هبوط وإقلاع طائرة اسعاف تركية، عملت على إجلاء طاقم تركي فني على صلة إشرافية على مسيرات تركية إمتلكها الجيش والتي يرجح أنها وراء قصف مطار نيالا في الاول من مايو٢٠٢٥. المعلومات غير الرسمية التي رشحت من الجيش أو الدعم السريع أو وسائل الاعلام المحلية يمكن تلخيصها لتتبع أسباب هذا التطور العسكري العنيف، في امتلاك الاطراف الرئيسية للحرب لمسيرات تركية وصينية الصنع، مع تفوق الجيش في اختراق رادارات الجيش بمطار نيالا، وتدمير مخزون من الأسلحة، الأمر الذي قاد إلي سباق من قبل الدعم السريع للقضاء على مخزون الجيش من المسيرات التركية وغيرها من الاسلحة المتطورة المتواجدة بمطارلي ببورتسودان، وإستهداف المستودعات النفطية للتأثير على الحركة اللوجستية للجيش، وإدخال نشاط الحرب إلي إلي قرب ساحل البحر الأحمر، قبل أن تقف الغارات الأمريكية على الحوثي باليمن على خلفية أستهداف السفن التجارية من قبل الحوثي، ولعل تاثير تلك العمليات الحوثية على السفن، أثر في عائدات قناة السويس بنسبة كبيرة خلال ٢٠٢٤. عطفا على ما سبق مع بداية العام الثالث للحرب في السودان، صار هناك سباق لإمتلاك الاسلحة المتطورة من قبل الأطراف، بالمقابل تمثل الحالة إحالة إلي ضعية تفوق للمسيرات لصالح الدول المصنعة، يمكننا تقصي ذلك في تفوق المسيرات التركية في اختراق مطار نيالا، وفشل الدفاعات الارضية في بورتسودان من صد المسيرات الصينية. من ناحية ثالثة ووفقا لتقرير حقوقي من منظمة هيومان رايتس ووتش ان دولة الامارات أعادت تصدير أسلحة صينية الصنع للدعم السريع، الأمر الذي يعيد الربط بين الامارات ومحاولاتها السابقة خلال الفترة الانتقالية للسيطرة الايجارية على ميناء بورتسودان، ثم التحول الي التفكير في ميناء آخر بمنطقة أبوعمامة، بالمقابل فقد ظل وجود تركيا بميناء سواكن في فترة سيطرة النظام السابق وبعض الوقت خلال الفترة الانتقالية، فيما ظلت إسرائيل تسعى لحيز أمني أيضا على ساحل البحر الاحمر في تلك الفترة والتي نشطت فيها جهود محاولات حمل السلطة الانتقالية آنذاك للتطبيع معها. جميع هذه النقاط يمكن تلخيصها في سياقين داخلي وخارجي، فالداخلي أن الحرب التي بدأت في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ في السودان وصلت مرحلة التنافس في امتلاك التقنيات العسكرية الحديثة، وما حدث في مطاري نيالا وبورتسودان رهين بما ستكشف عنه الأيام القادمة ومن سيتمكن من الحصول على تقنيات عسكرية تفوق الآخر بما يشكل المسيرات والرادارات. أما في السياق الخارجي فإن الحرب صارت أكثر ارتباطا بمصالح الحلفاء الاقليميين، والخريطة الجديدة للموارد، حيث لابد من الوقوف على أن ٢٠٢٥ شهد قصف لمدن بورتسودان والحديدة اليمنية الساحليتان !! إضافة إلي الأحداث الموازية التي لا تنفك عن مشهد التنافس حول تقنيات التسليح حيث التفوق الصيني علي مقاتلات الرافال الفرنسية في الصراع الذي بدأ بين الهند وباكستان، الحالة التي اثبتت أن وقف القتال ممكنا بالوعي والإرادة السياسية . تحول سماء السودان إلي ساحة إختبار لتقنيات الاسلحة الحديثة لصالح لدول المصنعة يشير إلي أن إتساع نطاق الاطراف الدولية في حرب السودان، الأمر الذي ينعكس مباشرة طول أمد الحرب في السودان عبر تحول الحيز والمجال السوداني لساحة إختبار لتفوق الأسلحة لصالح الدول المصنعة! وأن القادم هو من الحليف الدولي الذي سيظهر في مشهد السيطرة على مواني بورتسودان والحديدة والساحل ! الخلاصة: ما يجري في السودان لابد من النظر إليه في سياقه التاريخي بدء من الأزمة المالية العالمية في ٢٠١٣، صراعات حزب المؤتمر الوطني المحلول حول إنتخابات الرئاسة ل٢٠١٥، إقتناص أطراف بالوطني المحلول للصراع وإعادة تنظيم حرس الحدود إلي الدعم السريع في ٢٠١٤، حصول القوات الرديفة بدارفور على ٥٤ مليون دولار في ٢٠١٤ من عائدات الذهب بأسواق دبي، وأن السبب الرئيسي لبدء إنسحاب بعثة اليونامد في ٢٠١٧ عقب التلويح بالقرار في ٢٠١٥ إلي إكتماله في ٢٠١٩ مرتبط بتاثير الازمة المالية العالمية وتغير سياسات بعض الدول الممولة للبعثة مثل الإدارة الامريكية، تعاقد الأمارات على ميناء بربرا بارض الصومال في ٢٠١٥ وإستئجار مهبط بميناء عصب الاريتري في ٢٠١٧، ليمر العالم بازمة مالية آخري نتيجة لجائحة الكوفيد، مع العلم أن السودان وصل ذروة الأزمة الاقتصادية بدء من٢٠١٦ حتي سقوط نظام الحركة الإسلامية في ٢٠١٩، ليتم زعزعة الفترة الإنتقالية في السودان بعدة طرق من النظام السابق للعودة للسلطة، ثم جاء إنقلاب ٢٠٢١ الذي مثل مرحلة ما قبل حرب ٢٠٢٣ الراهنة، لنختم القول بأن التنافس الداخلي والخارجي حول السلطة والموارد هما دافعا الحرب، ليمثل التاخير في وقف الحرب من الاطراف الداخلية قد يقود إلي ضم الحالة إلي المشهد الدولي الذي ترتبط فيه التسويات مقابل الموارد، أو إحتمال الإخضاع للإشراف الأجنبي ايضا كطريق للسيطرة.

الخرطوم تقطع شعرة معاوية: الإمارات دولة عدوان
الخرطوم تقطع شعرة معاوية: الإمارات دولة عدوان

الدولة الاخبارية

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدولة الاخبارية

الخرطوم تقطع شعرة معاوية: الإمارات دولة عدوان

الثلاثاء، 6 مايو 2025 06:47 مـ بتوقيت القاهرة في تصعيد غير مسبوق، أعلنت الحكومة السودانية عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة واعتبارها "دولة عدوان"، متهمةً أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والمرتزقة في حرب دامية أحرقت السودان منذ أبريل 2023. خلفيات الأزمة تراكمت الشكوك والاتهامات على مدى شهور، حيث كشف مسؤولون سودانيون عن وجود دعم لوجستي وعسكري قدمته الإمارات لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وأشارت تقارير رسمية إلى أن أكثر من 400 طائرة إماراتية هبطت في مطارات داخل تشاد لنقل أسلحة ومعدات إلى قوات حميدتي، إلى جانب معالجة جرحى هذه القوات في مستشفيات داخل الأراضي الإماراتية. من الطرد إلى القطيعة كانت البداية بطرد الخرطوم 15 دبلوماسيًا إماراتيًا في ديسمبر 2023، لترد الإمارات بالمثل، وتتوتر الأجواء تدريجيًا حتى قررت السودان إلغاء اتفاق اقتصادي ضخم مع أبوظبي لتطوير ميناء 'أبو عمامة'، الذي كان يُتوقع أن يجلب استثمارات إماراتية بنحو 6 مليارات دولار. تصريح ناري وزير الخارجية السوداني، علي صادق، صرح بلهجة غاضبة قائلاً: "الإمارات اختارت أن تكون عدوًا للشعب السوداني، وشريكة في الخراب وسفك الدماء عبر دعمها المفضوح لقوات التمرد." ارتدادات محتملة هذا القرار قد يلقي بظلاله الثقيلة على الجالية السودانية في الإمارات، التي تتجاوز 200 ألف شخص، ويهدد بتبخر المصالح الاقتصادية المشتركة، خصوصًا أن الإمارات كانت شريكًا تجاريًا مهمًا للسودان في ملفات الذهب والموانئ والاستثمارات. بوادر وساطة ورغم نبرة التصعيد، لم تُغلق الخرطوم الباب تمامًا، إذ أعلنت ترحيبها بالوساطة التركية شريطة توقف الإمارات عن تسليح قوات الدعم السريع وسحب المرتزقة، تمهيدًا لأي تهدئة محتملة. ختامًا هكذا قررت الخرطوم أن تقطع "شعرة معاوية"، وتضع حدًا لتراكمات ما وصفته بـ"التدخل الوقح"، فهل تتوقف أبوظبي عن اللعب بالنار السودانية؟ أم أن القادم أعنف في صراع بات علنيًا؟ الأيام وحدها ستجيب.

قتلى بمخيم عطبرة والحرب تجبر 13 مليون سوداني على الفرار
قتلى بمخيم عطبرة والحرب تجبر 13 مليون سوداني على الفرار

الجزيرة

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

قتلى بمخيم عطبرة والحرب تجبر 13 مليون سوداني على الفرار

قالت شبكة أطباء السودان إن 11 شخصا قتلوا وأصيب 22 في قصف مسيرة تابعة لـ قوات الدعم السريع مخيم نازحين في عطبرة شمال السودان ، يأتي ذلك إذ قالت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إن نحو 13 مليون شخص في السودان أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب الحرب. كذلك قالت مصادر سودانية محلية للجزيرة إن طائرات مسيرة هاجمت مواقع في مدينة عطبرة شمال البلاد، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بالمدينة. وقالت شركة كهرباء السودان -في بيان- إن محطة عطبرة التحويلية تعرضت -اليوم الجمعة- لاعتداء بطائرات مسيّرة، مما تسبب في قطع الإمداد الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر. وأوضحت الشركة أن قوات الدفاع المدني تبذل جهودا لإخماد الحريق، و"سيتم التقييم الفني لآثار الاعتداء ومن ثم اتخاذ المعالجات المطلوبة". ويعد هذا الهجوم جزءًا من سلسلة هجمات متكررة بطائرات مسيرة، استهدفت في الآونة الأخيرة محطات الكهرباء في مدن شمال السودان، من بينها مروي ودنقلا والدبة وعطبرة. وتتهم السلطات السودانية عادة قوات الدعم السريع بتنفيذ هجمات بالطائرات المسيرة على محطات الكهرباء والبنية التحتية، دون تعليق من الأخيرة. وفي الخرطوم ، قال مصدر عسكري للجزيرة إن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية مقر قيادة الجيش وسط الخرطوم وذلك من مناطقها ب أم درمان ، مما أدى لتصاعد أعمدة الدخان داخل المقر. من جانبه، أفاد إعلام الجيش السوداني في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ، بمقتل 5 مدنيين وإصابة 17 في قصف مدفعي كثيف لقوات الدعم السريع على أحياء متفرقة بالمدينة. وأضاف إعلام الجيش في البيان أن "القوات المسلحة تعاملت مع الهجوم وكبدت العدو خسائر فادحة". تحذيرات وأخطار إنسانيا، حذر برنامج الأغذية العالمي من أنه يواجه نقصا في التمويل قد يؤثر على قدرته على تقديم الدعم لمن يواجهون نقصا حادا في الغذاء في السودان خلال أسابيع. وقال البرنامج التابع ل لأمم المتحدة إنه قد يضطر إلى تقليص عدد الأشخاص الذين يمكنه مساعدتهم في البلاد اعتبارا من مايو/أيار، إذا لم يتلق المزيد من التمويل من الجهات المانحة. ويسعى البرنامج إلى جمع 698 مليون دولار لمساعدة 7 ملايين من مايو/أيار إلى سبتمبر/أيلول. ويشهد السودان حربا دامية بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان ، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ منتصف أبريل/نيسان 2023. وأدت الحرب في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف وتسببت بأزمة إنسانية تعد من الأسوأ في التاريخ الحديث، حسب الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي. ويُتهم طرفا الحرب بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على كلا الجانبين.

حرب السودان تدمّر مركز أبحاث المايستوما الوحيد في العالم
حرب السودان تدمّر مركز أبحاث المايستوما الوحيد في العالم

صقر الجديان

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • صقر الجديان

حرب السودان تدمّر مركز أبحاث المايستوما الوحيد في العالم

الخرطوم – صقر الجديان أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ المركز الوحيد في العالم لأبحاث المايستوما (الورم الفطري)، مرض مداري مُعدٍ يصيب خصوصاً الفئات المحرومة، قد دُمّر في الخرطوم وسط الحرب المتواصلة في السودان منذ أكثر من عامَين. وصرّح مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان لوكالة فرانس برس، في وقت متأخّر من مساء أمس الخميس، بأنّ 'مركز أبحاث المايستوما في الخرطوم تضرّر بشدّة جرّاء الحرب'، شارحةً أنّه 'تعرّض لدمار كبير'. وأفادت وكالة فرانس برس بأنّ مركز أبحاث المايستوما يظهر متضرّراً بصورة كبيرة، في تسجيل فيديو تلقّته أوّل من أمس الأربعاء، مضيفةً أنّ من الممكن خصوصاً رؤية أسقف منهارة ورفوف مقلوبة ووثائق متناثرة. يأتي ذلك فيما تتواصل الحرب القائمة في السودان منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، ما بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد خلّفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت نحو 13 مليون شخص ما بين نازح ولاجئ، متسبّبةً وفقاً للأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث من دون أن تلوح لها نهاية في الأفق. وفي سياق الأزمة إنسانية غير المسبوقة والتي توصَف بأنّها بلا حدود، سُجّل انهيار المنظومة الصحية في البلاد. وأوضح مؤسس المركز أحمد فحل: 'فقدنا كلّ المحتوى الموجود في بنوكنا البيولوجية'، علماً أنّها كانت 'تحوي بيانات منذ أكثر من 40 عاماً'، ورأى أنّ هذا وضع 'يصعب تحمّله'. وحتى كتابة التقرير، ما زال يتعذّراً على السلطات الصحية الوصول إلى موقع المركز، الأمر الذي يحول دون 'إجراء أيّ تقييم للأضرار'، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وأكدت منظمة الصحة العالمية لوكالة فرانس برس أنّ مركز المايستوما الذي تأسّس في عام 1991 برعاية جامعة الخرطوم هو 'الوحيد في العالم المخصّص لدراسة الورم الفطري'. وكان المركز يستقبل في كلّ عام 12 ألف مريض، وفقاً لمؤسّسه فحل. وفي عام 2019، أجرى المركز التجربة السريرية الأولى في العالم على هذا الورم، بدعم من منظمة الصحة العالمية والحكومة السودانية. تجدر الإشارة إلى أنّ مركز أبحاث المايستوما في الخرطوم ظلّ ينشط طوال العامَين الماضيَين، على الرغم من العنف الدائر في الأرجاء وعلى الرغم من التحديات الأخرى التي واجهها في ظلّ الحرب المتواصلة في السودان المنكوب. ووسط الحرب القائمة في السودان، قُدّم العلاج الخاص بمرض المايستوما في عيادة مؤقتة في ولاية كسلا شرقي البلاد، استفاد منه 240 مريضاً مصاباً بالورم الفطري، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية. كذلك أُعيد افتتاح مركز طبي آخر لتوفير العلاج الخاص بهذا المرض في قرية ود أونسة بولاية سنار جنوب شرقي السودان. ويتلقّى المرفقان المذكوران دعماً من وزارة الصحة السودانية، لكنّهما يواجهان تحديات تمويلية كبيرة، بحسب منظمة الصحة العالمية. ومرض المايستوما الذي تسبّبه بكتيريا أو فطريات موجودة في التربة أو المياه من الممكن أن يؤدّي إلى تآكل عظام المصاب به. وفي عام 2016، صنّفت منظمة الصحة العالمية مرض المايستوما، الذي يؤثّر خصوصا في الفئات السكانية المحرومة وكذلك المزارعين والعمّال والرعاة في البلدان النامية، أنّه من بين 'الأمراض المدارية المُهمَلة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store