أحدث الأخبار مع #محمدكريشان


إيطاليا تلغراف
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
سمعة تونس في الخارج!
محمد كريشان نشر في 13 مايو 2025 الساعة 22 و 41 دقيقة إيطاليا تلغراف محمد كريشان كاتب وإعلامي تونسي «ما الذي يجري عندكم في تونس ؟!».. في نوع من البهتة، يسارع كثر إلى هذا السؤال ظنا منهم أنك قد تكون من بين من يُفترض أنهم على اطلاع أوسع من غيرهم بحقائق الأمور هناك، بل وقد يطرح السؤال نفسه بلهفة أكبر بين التونسيين أنفسهم في محاولة للفهم غالبا ما تنتهي بمزيج قاس من المرارة والفشل: مرارة استعراض العبث الجاري هناك، وفشل العثور على بصيص نور في نهاية هذا النفق. الصحافة العربية والدولية وشبكات التلفزيون العالمية لم تقف عند هذا الحد، فقد استقرت لديها، تدريجيا وبشكل متصاعد، صورة سلبية للغاية عن تونس وحاكمها، تسندها في كل مرة ما تقوله المنظمات الدولية عن واقع الحريات وحقوق الانسان، وما تورده التقارير الاقتصادية عن حال البلاد والعباد، وما تعبّر عنه نخبة البلاد السياسية والاجتماعية بخصوص حالة اختناق لا أحد يدري متى تنتهي. في كل ما يكتب ويقال اليوم عن تونس في مختلف المنابر العالمية، لا شيء إيجابيا على الاطلاق!! ما من صحيفة أو مجلة أو إذاعة أو تلفزيون تطرّق إلى الشأن التونسي إلا ووجد من المعطيات الصارخة ما يؤثث به صورة سلبية للغاية عن الكيفية التي تدار بها البلاد حاليا على أكثر من صعيد.. فهل كل ذلك افتراء وتجن؟! بالتأكيد لا. لا شيء يرفع صورة أي دولة في الخارج ويجمّلها إلا ما يفعله القائمون على شؤونها في الداخل في المقام الأول، ولا شيء يشينها ويشوّهها سواه، ولا فائدة هنا في اجترار حديث سمج مفاده أن الدوائر الأجنبية لا تضمر لنا خيرا ومغتاظة من سياستنا المرتكزة على السيادة الوطنية واستقلال القرار، أو أن لوسائل الاعلام الدولية أجندة غير عادلة في تقييم ما يجري في هذا العالم ففي هذا الكلام بعض الحق الذي يراد به كل الباطل. لقد مرت سمعة تونس العالمية بمراحل مد وجزر طوال العقود الماضية كانت أبهاها في السنوات الأولى بعد استقلالها عن الاستعمار الفرنسي عام 1956 وبروز اسم الحبيب بورقيبة زعيما كبيرا تكاد البلاد لا تُعرف إلا به، وكذلك في السنوات الأولى بعد ثورتها على نظام زين العابدين بن علي عام 2011. من الصعب، على سبيل المثال لا غير، أن ننسى تلك الزيارة التاريخية التي أدّاها بورقيبة إلى الولايات المتحدة في مايو/ أيار 1961 وفيها حظي باستقبال حار للغاية سواء من الرئيس جون كينيدي أو من عشرات الآلاف الذين خرجوا لاستقباله في شوارع وشرفات مدينة نيويورك. من الصعب كذلك أن ننسى ما حظيت به تونس من صيت عالمي حين خاطب الرئيس محمد منصف المرزوقي البرلمان الأوروبي في فبراير/ شباط 2013، أو حصول 4 منظمات تونسية على جائزة نوبل للسلام عام 2015، أو حين حضر الرئيس الباجي قايد السبسي قمة الدول السبع في إيطاليا في مايو/ أيار 2017. من أوجز وأوجع ما كتب عن تونس مؤخرا ما جاء في مقال بصحيفة «الشرق الأوسط» للكاتب اللبناني المعروف سمير عطاء الله في عموده اليومي المواظب عليه منذ 1987 حين كتب في 12 مايو/ أيار الحالي تحت عنوان «التونسية في السجن» أن « تونس كانت بعيدة عنا جغرافياً، وصلاتنا معها قليلة، وليس بيننا، على سبيل المثال، طيران مباشر. لكن بورقيبة أتقن كيف يجعل كل الدنيا قريبة من تونس. وفي الداخل أقام حكماً راقياً وعادلاً، وجعل التعليم إلزامياً. ولم تكن تونس دولة غنية، لكنها كانت دولة محترمة (…) وجاء من بعده زين العابدين بن علي، فلم يكن ممكناً أن يكون بورقيبة آخر، كما أنه أُحيط بحاشية أفسدت عليه الحكم. لكن بناء الدولة بقي قائماً (…) ثم مضى وقت وتونس لم تعد تونس. وفي كرسي بورقيبة، بعد 60 عاماً، حلّت أمزجة متوترة، وقلوب غاضبة، وتسامح قليل، وإدارات لا تعرف كيف تستقر على سكة الحكمة». وأضاف الكاتب، وكأنه يعتذر عن أنه اضطر للكتابة عن تونس، خاصة بعد ما تم الزج بنساء تونسيات في السجون، لأنشطتهن الاجتماعية السلمية أو لآرائهن السياسية، بعد أن كانت البلاد نفسها تفخر بمكاسبها المختلفة في مجال المرأة، بأنه «منذ سنوات وأنا أمنع نفسي عن الكتابة في الشأن التونسي، لأن معرفتي به لا تؤهلني، ولذلك، وفي الآونة الأخيرة، تكاثرت وتراكمت وتفاقمت السياسات المسيئة لسمعة الدولة، التي كانت نموذجاً ذات يوم». موجعة للغاية تلك الإشارة بأن تونس زمن بورقيبة «لم تكن غنية لكنها كانت دولة محترمة»، وبأن في زمن بن علي «بناء الدولة بقي قائما»، مع ما يعنيه ذلك للأسف بأنها اليوم لم تعد لا هذه ولا تلك. كلام يبقى مع ذلك أقل بكثير مما يقال اليوم في كبريات الصحف والمجلات العالمية مما رسّخ صورة قاتمة عن هذا البلد في محنته الحالية. ومع ذلك، ما من شيء يدل على أن القوم هناك مستعدّون لمراجعات تفرضهما المصلحة والحس السليم معا، قبل أن تقتضيها أصول السياسة في حدّها الأدنى. السابق اليوم العالمي للممرض التالي دجوكوفيتش ينفصل عن موراي بعد فترة قصيرة من تعاونهما


إيطاليا تلغراف
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
رسائل تاريخية من السجون التونسية
محمد كريشان نشر في 6 مايو 2025 الساعة 22 و 57 دقيقة إيطاليا تلغراف محمد كريشان كاتب وإعلامي تونسي سلسلة من الرسائل خرجت الأسابيع الأخيرة من السجون التونسية، ونشرتها عديد المواقع والمنابر، فكانت شهادات تاريخية على مرحلة من أقسى مراحل الحياة السياسية المعاصرة في البلاد. أصحاب هذه الرسائل، التي تسلّلت بكبرياء من وراء القضبان، رموز بارزة في الساحة السياسية بعد نجاح الثورة التونسية مطلع 2011 أثروا سجالاتها وأحداثها، لكنهم اليوم جميعا في السجن بعد ما تم الانقلاب على مجمل التجربة فجاءت رسائلهم تشخيصا ناضجا لحال تونس اليوم. في رسالته، يقول راشد الغنوشي زعيم حركة «النهضة» ورئيس مجلس النواب الذي حلّه الرئيس التونسي إن الديمقراطية كانت دائما «مشكلنا مع كل الأنظمة التي مرت على البلاد منذ الاستقلال ولا نزال حيث كنا، ننشد اللقاء مع الجميع على قاعدة تلك المبادئ، نلتقي لقاء الفكرة ولا نلتقي كلقائنا الآن: إسلامي، ليبرالي، يساري وغيره في السجون والمعتقلات، أو مشردون في دول العالم، تيارات اختلفت في رؤاها والتقت في سجون الدكتاتورية ومنافيها». ويضيف «هنا في سجن المرناقية (أناس) مختلفون لكن تجمعهم معارضة الدكتاتورية، فرقتهم السياسة وباعدتهم الإيديولوجيا وجمعهم سجن الدكتاتورية وقيود الاستبداد (…) يمينا ويسارا معتقلون بأمر من الدكتاتورية والحاكم المستبد على أنهم «إرهابيون» فمن يصدق أن هؤلاء إرهابيون؟!». هنا يقول في رسالته، القاضي الإداري السابق والمحامي الحالي أحمد صواب الذي أثار اعتقاله موجة غضب واسعة عن اتهامه بالإرهاب «هل لها (أي السلطة) أن تختار إرهابيّيها على مزاجها… من لا يريد الفهم فلن تفحمه البداهة ومن يريد الإقصاء فلن يعدم التّعلاّت ومن يعجز عن مواجهة الحجّة فلا يبقى له غير استهداف صاحبها». وفي نبرة تفاؤل وأمل يقول عصام الشابي زعيم الحزب الجمهوري في رسالته «سنواصل طرق أبواب الحرية إلى أن نفتح أبوابها وترفرف رايتها عاليًا فوق ربوع هذا الوطن، ولن ترهبنا محاكماتهم الصُوريّة ولا معتقلاتهم، فالاستبداد قوس لا بدّ أن يُغلق، وهو حتمًا إلى زوال»، مضيفًا أن «تونس تستدعي منا توحيد جهودنا جميعًا دون تأخير، حتى تشرق فيها شمس الحرية مجددًا». أما ما يحزن فعلا جوهر بن مبارك الأستاذ الجامعي في القانون الدستوري فهو، كما جاء في رسالته، «الفرصة الضائعة على الشعب التونسي ليكتشف الحقيقة الصادمة ويعرف، بعد أن تيقّن من فشل هذه المنظومة الغاصبة، في أيّ هاوية أخلاقيّة سقطت ليعرف حجم الكذب والنفاق والتزوير والخيانة والافتراء والمراوغة والتلاعب بذكاء التونسيين والمصالح العليا للوطن». وفي رسالته من المعتقل يقول عبد الحميد الجلاصي القيادي السابق في حركة النهضة بلهجة لا تخلو من التحدي إنه «للتذكير فقط، حاكمنا بورقيبة وذهب وبقينا صامدين، وطلبت لي النيابة العمومية لدى المحكمة العسكرية بتونس في يوليو /تموز سنة 1992 الحكم بالإعدام وأمضيت 17 سنة، وما زلت حيّا أرزق. حاكمنا (اليوم) غريب الأطوار الذي جاء من العدم وسيعود إلى العدم وسنحافظ على البوصلة ونبقى واقفين». نفس التحدي جاء كذلك على لسان جوهر بن مبارك حين قال إنه لا يشعر حيال الأحكام الثقيلة التي صدرت ضده وضد الآخرين في ما يعرف بقضية «التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي إلا بلامبالاة وعدم الاكتراث (…) كيف أكترث لأحكام أصدرتها هراوة خشبيّة أكلها السوس، ملقاة في ركن من أركان البناية الهاوية للعدالة الواهية، لا تنتظر سوى أن يرفعها مستبد غاصب ليضرب بها الأحرار». خلت الرسائل من شكاوى تتعلق بظروف السجن القاسية لكن شريفة الرياحي الناشطة في المجال الإنساني، والتي تقبع وراء القضبان بسبب عملها في أوساط اللاجئين الأفارقة في تونس، اعترفت بالقول إن «سجني في حد ذاته لم يكن أسوأ التجارب، بل كان أسوأها حرماني من زيارة مباشرة مع طفليّ، اللذين أحدهما يبلغ من العمر عاماً والآخر ثلاثة أعوام (…) كما تم حرماني من إرضاع طفلتي التي كانت لا تتجاوز ثلاثة أشهر وقت اعتقالي. وظل ارتباطي بابنتي وإرضاعها مشروطًا بوجودها معي في السجن، في حين أنني طلبت حلاً بسيطًا للغاية، يتمثل في إرضاع ابنتي يوميًا في غرفة مخصصة، ثم إعادة تسليمها إلى أمي». أما رضا بلحاج المحامي ومدير مكتب الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي فيقول في رسالته إن «الحكم الفردي المطلق لا يمكن له إلا أن ينتج الدمار والمعاناة ولا حل له سوى تعليق فشله المفضوح على شماعة تسمى «الآخر»، دون حتى تحديد هوية هذا «الآخر»، حتى يبقي لنفسه دائما مساحة للمناورة وتعبئة هذا الوعاء الفارغ المسمى «الآخر» بمن يريد الانتقام منهم، فيتغير هذا «الآخر» بتغير احتياجات هذا النظام». وفي رسالته توجه الطبيب لطفي المرايحي الأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية إلى التونسيين بالقول»هل أنتم تاركون بلادنا تمضي بلا هدى تتلاقفها أكفّ أثبتت عدم أهليتها للقيادة تصر على إنكار عجزها وفشلها وتخبطها وأعمت بصيرتها مكابرتها ونهمها للسلطة وقدمت مصلحتها الذاتية الضيقة على المصلحة الوطنيّة؟»، فيما يلخّص القيادي المعارض غازي الشواشي المشهد كلّه بالقول إن «ما يمر بنا من محن ليس إلا مرحلة في مسيرتنا السياسية والإنسانية نحو العدالة والحرية. لطالما ذكرت أن اليأس ليس صديقنا، بل هو عدوّنا الذي يحاول أن يثنينا عن المضي قدمًا في سبيل الحق». رسائل تاريخية من السجون التونسية


إيطاليا تلغراف
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
بين عبد الناصر وبورقيبة قبل 60 عاما…
إيطاليا تلغراف محمد كريشان كاتب وإعلامي تونسي بما أن التسجيل الصوتي لجلسة جمعت في أغسطس/ آب 1970 بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والعقيد الليبي معمر القذافي قد حاز عند بثه مؤخرا كل هذا الاهتمام، وأعاد إلى حلبة النقاش الجدل القديم المتجدد بين «العقلاء» و«المزايدين» حول خياري الحرب والتسوية مع إسرائيل… وبما أننا بتنا اليوم نحاول إقناع «الأحياء» بما سبق أن قاله «الأموات» رحمهم الله جميعا… فلا ضير أن نستحضر بدورنا ما كان قاله في هذا الشأن الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة قبل 60 عاما بالضبط في خطاب له في تونس في اجتماع «المجلس القومي» للحزب الحاكم «الحزب الاشتراكي الدستوري». أهمية هذ الخطاب الذي ألقاه بورقيبة في 21 مايو/أيار 1965، والذي أحتفظ بنصه كاملا ضمن الوثائق الذي كان والدي حريصا على جمعها، أنه جاء في أعقاب جولة شرق أوسطية له ألقى خلالها خطابا شهيرا أمام اللاجئين الفلسطينيين في مدينة أريحا في 11 مارس/ آذار 1965 دعاهم فيه إلى قبول قرار الأمم المتحدة الصادر في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1947 لتقسيم فلسطين بين دولة يهودية وأخرى فلسطينية، في انتظار تغير موازين القوى لصالحهم لاحقا ضمن شعاره الشهير «خذ وطالب». أثار خطاب أريحا عاصفة هوجاء ضد بورقيبة فاتهم بالخيانة وخرجت المظاهرات الساخطة ضده، ولهذا فقد كان خطاب تونس بعد أقل من شهرين من خطاب أريحا بمثابة الرد على تلك الحملة التي تعرّض لها شارحا بإسهاب رؤيته في موضوع الحرب والسلم مع إسرائيل. يعترف بورقيبة في خطابه المطوّل أنه «يفهم تماما أن اقتراح مثل هذا الحل القاضي بقبول قرار التقسيم فيه ما يجرح العاطفة العربية والشعور الوطني، لأن قبول هذا الحل يعني وجود شيء اسمه إسرائيل (…) لكنني عرضته باعتبار أننا إذا تحمّلنا هذه المضايقة فترة من الزمن، وكان في مقابلها دخول اللاجئين (الذين كانوا غادروا عند قيام إسرائيل عام 1948) فسرعان ما تتغيّر المعطيات ونستطيع إذ ذاك أن نبرم اتفاقا أو نحقق تعايشا تزول معه نزعة الغلبة والقهر والاستعمار، وإلا – وهذا هو المرجّح- ندخل المعركة لكن في ظروف أحسن بكثير من الملابسات الموجودة الآن». وبنظرة ثاقبة من زعيم حقيقي، قال بورقيبة: «أتمنى أن أكون مخطئا في تقديراتي ولكن الأيام بيننا فبعد عام أو اثنين أو ثلاثة عشر أو عشرين أو مائة سيحكم التاريخ» مضيفا أن ما يضايقه فعلا «ليس عجز العرب في المشرق على محق إسرائيل، لكن ما أغتاظ له والله، هو فقدان نية صادقة لخوض الحرب ولتحرير فلسطين». ومما قاله بورقيبة في خطابه أيضا أن «الأيام بيننا والدهر كفيل بأن يظهر المحق من المبطل والمخطئ من المصيب. وسيثبت التاريخ أن زعيما عربيا أراد أن يبعث القضية من مرقدها وأن ينقذها من التعفّن ويدفعها في طريق النجاح وأن يلعب اللعبة الكفيلة بإرجاع اللاجئين وتوريط إسرائيل على أساس متين وفي ظروف سياسية تضمن للعرب تأييد دول العالم كلها (…) لكن غباوة وغطرسة بعض المسؤولين أغلقت هذا الباب (…) وسيقول الفلسطينيون ذات يوم لو اتبعنا هذه الطريقة لكان من الممكن أن تحقّق لنا ما حققت لغيرنا» في إشارة منه إلى التدرّج الذي تبنّاه في كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي ضمن ما كان يسميه «سياسة المراحل». وأشار بورقيبة كذلك إلى أن ما يؤلمه هو «مصير الفلسطينيين الواثقين بعبد الناصر باعتباره مسؤولا عن أكبر دولة عربية تملك الطائرات والدبابات وتتحدى الأمريكان، وباعتباره انتصر على بريطانيا وفرنسا وعلى الدنيا كلها، لكن ما باله لم ينتصر حتى الآن على إسرائيل؟ لا ريب أنه سيقول لولا بورقيبة لانتهى الأمر»، ليخلص في النهاية إلى ما نرى اليوم حقيقته ماثلة أمام أعيننا وذلك حين قال «إذا ما استمر هذا التدجيل فلن يحاربوا إسرائيل ولن يتركوا الفلسطينيين يحاربونها خوفا من رد الفعل، ومما يجلبه لهم الفلسطينيون من بلاء إذا أقدموا على ذلك». وفي نهاية خطابه قال «أتمنى من كل قلبي أن تنجح الخطة التي يريد أن يتّبعها المشرق، وأن تكلّل الحرب التي يلوّحون بها بالنصر، وإن كنت لا أؤمن بها لأنني أعرفهم، ولأنني جرّبتهم، وخبرت نفسيتهم». استنتاج مؤلم دفعني ذات جلسة مع الأستاذ محمد حسنين هيكل في بيته في برقاش إلى سؤاله عما قيل وقتها من أن بورقيبة قبل أن يلقي خطابه في أريحا التقى بعبد الناصر ووضعه في صورة ما يعتزم قوله، وأن الرئيس المصري لم يكن له من اعتراض عليه، ولكن بعد أن هاج الشارع العربي ضد بورقيبة بسبب الخطاب لم يجد بورقيبة سنداً من عبد الناصر ذي النفوذ القوي على ذلك الشارع فتركه وحده يتلقى التنديد والشتائم. لم ينكر هيكل هذه الواقعة لكنه حرص على توضيح أن استماع عبد الناصر وقتها لما كان ينوي بورقيبة طرحه لا يعني بالضرورة القبول به. لم يبدُ لي كلام هيكل مقنعاً بصراحة، وأحسست أن عبد الناصر إنما تخلى في الحقيقة عن دعم بورقيبة لاعتبارات تتعلق بزعامته العربية وقتها وشعاراتها الثورية وشعبيته الجارفة التي فضّلها جميعاً على واقعية بورقيبة، حتى وإن كان الفلسطينيون هم من دفعوا الثمن في النهاية… وما زالوا يدفعونه إلى اليوم.


الشاهين
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الشاهين
من أجل فلسطين… حافظوا على الأردن
د. محمد كريشان بينما تتعرض غزة لأبشع أنواع العدوان، حيث تُقصف الأحياء السكنية وتُزهق الأرواح البريئة، يقف الأردنيون كما كانوا دومًا، في خندق واحد مع الشعب الفلسطيني، يحملون الهم ذاته، ويشعرون بالألم نفسه. إن ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل هو استهداف لكرامة أمة بأسرها. وموقف الأردنيين من هذا العدوان لا يحتاج إلى تبرير، فقد كانت فلسطين دومًا حاضرة في ضمير كل أردني، وموقفنا منها راسخ لا يتغير. لكن في الوقت الذي يتوحد فيه الموقف الشعبي ضد العدوان، تبرز دعوات مشبوهة للإضراب العام والعصيان المدني في الأردن. دعوات نرفضها، لأنها لا تصب في خدمة فلسطين، بل تفتح الباب أمام الفوضى وتضعف مناعة الوطن. كيف نخدم فلسطين ونحن نضرب استقرار الأردن؟ كيف نناصر غزة ونحن نعرض أمننا الداخلي للخطر؟ إن الدعم الحقيقي لفلسطين يبدأ من هنا، من أردنٍ قويٍ وآمن، يمتلك قراره ويستند إلى وحدة شعبه وتماسكه الداخلي. فلتكن أصواتنا لأجل غزة عالية، ولكن فلنحذر أن نسمح لمتسللين بتشويه النوايا أو توظيف القضية في مسارات تضر بها أكثر مما تنفعها. الأردن، بقيادته وشعبه، سيبقى السند الأقوى لفلسطين، ولكن هذا يتطلب وعيًا وطنيًا ومسؤولية جماعية تضع مصلحة الوطن في المرتبة الأولى، لأن لا فلسطين دون أردن قوي، ولا نصر دون وحدة ، حفظ الله الوطن وقائد الوطن والشعب الاردني وجيشنا العربي واجهزتنا الامنيه وسنبقا على عهد الاباء والاجداد خلف الرايه الهاشمية الخفاقه .


الشاهين
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الشاهين
نصائح صحية للمرأة الحامل في شهر رمضان
الشاهين الاخباري – دكتور محمد كريشان الصيام خلال شهر رمضان قد يكون تحديًا للمرأة الحامل، خاصة إذا كان الحمل في مراحله الأولى أو الأخيرة. من المهم أن تستشير الحامل طبيبها قبل اتخاذ قرار الصيام، حيث تختلف قدرة الحامل على الصيام بناءً على حالتها الصحية وحالة الجنين. إذا سمح الطبيب بالصيام، فيجب اتباع بعض النصائح الصحية للحفاظ على صحة الأم والجنين. استشارة الطبيب قبل الصيام قبل بدء الصيام، يجب على المرأة الحامل مراجعة طبيبها للتأكد من أن الصيام لن يؤثر سلبًا على صحتها أو صحة الجنين. إذا كانت تعاني من مشكلات صحية مثل السكري، أو فقر الدم، أو ضغط الدم المرتفع، فقد يُنصح بعدم الصيام. الحرص على التغذية المتوازنة يجب أن تتناول الحامل وجبات غنية بالعناصر الغذائية خلال فترتي الإفطار والسحور، مع التركيز على: البروتينات: مثل اللحوم، والدجاج، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان. الكربوهيدرات المعقدة: مثل الخبز الأسمر، والشوفان، والأرز البني، لتعزيز الطاقة. الفواكه والخضروات: للحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية. الدهون الصحية: مثل المكسرات، وزيت الزيتون، والأفوكادو. شرب كمية كافية من الماء يجب أن تشرب الحامل ما لا يقل عن 8-10 أكواب من الماء بين الإفطار والسحور لمنع الجفاف، خاصة إذا كان الطقس حارًا. يُفضل تجنب المشروبات الغازية والمشروبات الغنية بالكافيين مثل القهوة والشاي لأنها قد تسبب الجفاف. تناول وجبة سحور متكاملة وجبة السحور تساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة خلال ساعات الصيام. يُفضل أن تحتوي على مصادر بطيئة الهضم مثل الحبوب الكاملة، والبروتينات، والألياف، مع تجنب الأطعمة المالحة التي قد تسبب العطش. تجنب المجهود البدني الزائد يُفضل أن تقلل الحامل من النشاط البدني المرهق خلال ساعات الصيام، خاصة في الأجواء الحارة، للحفاظ على طاقتها ومنع الإرهاق أو الدوخة. يمكن ممارسة بعض التمارين الخفيفة مثل المشي بعد الإفطار. الاستماع إلى إشارات الجسم إذا شعرت الحامل بأي أعراض مثل الدوخة، أو التعب الشديد، أو الصداع، أو تقلصات الرحم، يجب أن تفطر فورًا وتشرب الماء وتأكل شيئًا خفيفًا. تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية الأطعمة الدهنية والمقلية قد تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي وحرقة المعدة. يُفضل استبدالها بالمأكولات المشوية أو المسلوقة. تقسيم وجبة الإفطار من الأفضل أن تبدأ الحامل الإفطار بتناول التمر مع كوب من الماء أو اللبن، ثم الانتظار قليلاً قبل تناول الوجبة الرئيسية لتجنب اضطرابات الهضم. متى يجب على الحامل الإفطار فورًا؟ يجب على الحامل التوقف عن الصيام والإفطار فورًا إذا شعرت بـ: انخفاض في حركة الجنين. دوخة شديدة أو فقدان التوازن. أعراض الجفاف مثل قلة التبول أو تغير لونه إلى الداكن. تقلصات مبكرة أو آلام شديدة في البطن. الخلاصة صيام الحامل في رمضان يعتمد على حالتها الصحية ورأي الطبيب. إذا قررت الصيام، فعليها اتباع نظام غذائي متوازن، وشرب الماء بكثرة، وتجنب المجهود الزائد، والاستماع إلى جسدها. وفي حال شعرت بأي تعب شديد، فمن الأفضل أن تفطر حفاظًا على صحتها وصحة الجنين.