أحدث الأخبار مع #محمود_درويش


LBCI
منذ 7 أيام
- سياسة
- LBCI
سلام: بيروت تضيء وتجدد عهدها لكل قلب أحبها
افتتح رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، مشروع إنارة كورنيش الروشة وشارع أستراليا والشوارع المتفرعة بينهما. وقال: "ليس كثيرًا أن نضيء شارعا في مدينة أنارت الشرق، إنما نحن نستلهم بيروت ونهتدي بمنارتها، ليس فريدا أن نشرع نوافذها على العالم وندعوه إليها، هي التي كان سعيها الانفتاح على المختلف والمضطهد، وميثاقها احتضان التنوع والابتكار". ورأى أنّه "ليس عادلًا أن نترك بيروت تنام على حزن وتستيقظ على وحشة، هي التي جمعت الشرق والغرب، صالحت الجبل والبحر، جمعت العراقة والمعاصرة، وكانت في مقدم من تلقف الحداثة والمدنية، كواحدة من أولى بؤر الحداثة في أرض العرب منذ القرن التاسع عشر، كما وصفها الشهيد سمير قصير في كتابه "تاريخ بيروت". وقال: "حين فكّرت في كلمة لهذه المناسبة، قفزت القصائد إلى ذهني، فبيروت "تفاحة للبحر" عند محمود درويش، و"خلاصات الأعمار" و"أحلى الملكات" عند نزار قباني". وأضاف: "نضيء اليوم شارع الروشة لنحتفل بهزيمة الظلمة، بعودة النبض إلى وريد بيروت البحري، فهذا الشارع الذي برز وتألّق في ستينيات بيروت الذهبيّة، وعانى وكابد في سنوات الحرب، يتحول جسرا بين ماضينا ومستقبلنا، ويعود أرصفة مضيئة رحيبة لأهل المدينة ومحبيها ومتنفسا لهم".


صحيفة الخليج
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- صحيفة الخليج
كيف تتخلص من 500 كتاب؟
القاهرة: «الخليج» كتب خيسوس مارتشامالو غارثيا مقدمة للترجمة العربية من كتابه «أن تلمس الكتب» (ترجمة مارك جمال) أشار فيها إلى أن لبعض الكتب أساطير، وبعضها بلا أساطير، معترفاً بأن هذا الكتاب هو الأكثر شخصية بين كتبه كلها، والأقرب إلى سيرته الذاتية، والأوثق صلة به وبعالمه، الذي ينطوي على قليل من الشطط ويحفل بالقراءات والأهواء الأدبية، فهو يتعرف إلى نفسه في كثير من الصفحات، حيث يصور علاقته بالكتب، التي يصفها بأنها «تلك العلاقة الشغوف المتحمسة المرضية قليلاً في بعض الأحيان». في هذه الطبعة أضاف المؤلف عدداً من القصص المذهلة عن كتاب باللغة العربية، عن شغف نجيب محفوظ بالروايات البوليسية، ومكتبة الصاحب بن عباد الجوالة وفوضى مكتبة الجاحظ الذي راح ضحية الكتب، كما وجد نفسه في شخص الشاعر محمود درويش الذي روي أنه في طفولته الحافلة بأسفار الهروب والمنافي، قد وجد في الكتب أبواباً ونوافذ وشبابيك تحمله إلى عوالم الأدب، الحقيقية بقدر الواقع، مع أنها تبدو أكثر ترحاباً وتزخر بتلك الدهشة العصية على النسيان التي تحملنا إليها المخيلة دائماً. يميل المؤلف إلى الحديث عن تنظيم الكتب فيرى أنها عملية تعرقلها الكتب نفسها، لأنها تقاوم التشكيل مقاومة هائلة، فبطريق ما تحتفظ الكتب بغريزة قديمة تليق بالأدغال وبنزعة إلى التفرق تعترض سبيل النظام وفي كتابه «تاريخ القراءة» يحكي ألبرتو مانغويل عن حالة استثنائية للصاحب بن عباد المولع بالكتب والقراءة، لدرجة أنه اعتذر عن تولي الوزارة لأنه لا يستطيع أن يبتعد عن كتبه، وكان يملك –تبعاً للمستشرق جاك ريسلر– كتباً أكثر مما يمكن إحصاؤه في كل مكتبات أوروبا مجتمعة آنذاك. أما الكاتبة الأمريكية سوزان سونتاج التي نذرت وقتاً طويلاً لإعادة تنظيم كتبها الخاصة وترتيبها، فلم تحتمل فكرة أن يتقاسم أفلاطون وبينشون رفاً واحداً لمجرد أن اسميهما يبدآن بالحرف نفسه وكما يقول فإن الترتيب الزمني للمؤلفين لا يحل المشكلة على الإطلاق، فهو يتطلب علماً كافياً بتاريخ الأدب ومن الضروري أن يمتلك المرء القدرة على تحديد موقع الكاتب زمنياً ولو بالتقريب، حتى يعرف مكانه. من العناوين المثيرة في الكتاب هذا العنوان: كيف تتخلص من 500 كتاب؟ وتيسيراً لذلك الإجراء تفتق ذهن هرمان هيسه عن أربعة أسئلة تمكنه من البت في الأمر وتحديد الكتب التي يمكن الاستغناء عنها وتلك التي لا غنى عنها، بلا ندم وبطريقة علمية: أتحتاج إلى الكتاب؟ أتريد الكتاب؟ هل أنت على يقين من أنك سوف تقرؤه مرة أخرى؟ أتشعر بالأسف لفقدانه؟ كانت إجابة واحد ب«نعم» تكفي للاحتفاظ بالكتاب في البيت، وإلا فيحكم عليه بالطرد إلى غير رجعة، لكن هيرمان هيسه –حسب المؤلف– ينقصه سؤال محوري حاسم: ألديك مكان؟ ألديك متسع للكتاب؟ فعادة ما تأتي مشكلة تراكم الكتب مقترنة بغياب المكان على نحو قاتل. الشاعر الألماني هانس ماغنوس إنتزنسبيرغر فرض على مكتبته حداً أقصى ولم يصرح بدخول كتاب واحد جديد ما لم يستغن عن آخر وكانت مكتبة ميجيل دي أونامونو تزدحم بالكتب المكدسة، كيفما اتفق تقريباً، و«أنها متجر لبيع الكتب المستعملة» والحقيقة التي لا يرقى إليها جدال أن الكتب توحي بشيء من السلطة الثقافية وتسبغ على أصحابها وجاهة وتُعد علامة على الطموح الفكري بوجه العموم.


روسيا اليوم
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- روسيا اليوم
رسالة إلى العالم واثنتان إلى جنديين إسرائيليين!
خرجت كلمات قصيدة درويش " فكّر بغيرك"، المليئة بمعاني الألم والأمل بصوت هادئ، رُغم الخلفية العنيفة والوحشية، مع تواصل الحرب الهوجاء على قطاع غزة وأعمال القتل والتدمير والتهجير منذ 7 أكتوبر 2023 بحصيلتها الدموية التي فاقت 52 ألف قتيل. الممثل الأمريكي الشهير ريتشارد غير كان أبدى دعمه للفلسطينيين في محنهم المتواصلة في عدة مناسبات في السابق، وأثناء زيارته إلى مدينة الخليل بالضفة الغربية عام 2017، قارن الوضع هناك بما جرى من فصل عنصري في جنوب الولايات المتحدة على خلفية قوانين جيم كرو، التي نصت على الفصل بين الأعراق في معظم الأماكن العامة خمسينيات وستينيات القرن الماضي. تقول قصيدة محمود درويش "فكّر بغيرك": وأَنتَ تُعِدُّ فطورك فكِّرْ بغيركَ لا تَنْسَ قُوتَ الحمامْ وأَنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ لا تَنْسَ مَنْ يطلبون السلامْ وأَنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ مَنْ يرضَعُون الغمامْ وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ لا تنس شعب الخيامْ وأَنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّرْ بغيركَ ثَمَّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام وأَنتَ تحرِّرُ نفسك بالاستعارات، فكِّرْ بغيركَ مَنْ فَقَدُوا حَقَّهم في الكلامْ وأَنتَ تفكِّر بالآخرين البعيدين، فكِّرْ بنفسك قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ محمود درويش الذي توفى في عام 2008، يعد من أبرز الشعراء الفلسطينيين وكان نشر أكثر من 30 مجموعة شعرية ونثرية، وترجمت عدد من اعماله إلى 35 لغة. موهبته الكبيرة وقدرته الهائلة على التعبير عن الذات الفلسطينية والتحدث بلسان الجموع ونقل التفاصيل الحميمة وسط أوجاع الموت والدمار، أغنت قصائد درويش وجعلتها مؤثرة وقادرة على مخاطبة الجميع بخصائصها الصوتية الغنائية المنظومة بإحكام. اكتشف البعض قدرة قصائد محمود درويش" على الحديث من القلب إلى القلب بصدق ومحبة، ما دفع على سبيل المثال، المغنية الشعبية والشاعرة الروسية روسالينا سيلينتي في عام 2021 إلى ترجمة قصيدته "سأصير يوما ما أُريد" إلى الروسية والتغني بها. مطلع هذه القصيدة يقول: سأَصيرُ يوماً فكرةً. لا سَيْفَ يحملُها إلى الأرضِ اليبابِ، ولا كتابَ … كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من تَفَتُّح عُشْبَةٍ، لا القُوَّةُ انتصرتْ ولا العَدْلُ الشريدُ. عكس محمود درويش الروح الفلسطينية المقاومة والعنيدة ووجه قصائده إلى الجميع، حتى أنه خاطب في عام 2002 "جنديين إسرائيليين" في قصيدة بعنوان "حــــالة حصـــار" قائلا: إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً، إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ: قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار، فيكبر طفلاً معافي، ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ تارِيخَ آسيا القديمَ. وقد يقعان معاً في شِباك الغرام. وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ). ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟ صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً، والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟ فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ؟ وجد الممثل الأمريكي ريتشارد غير في قصائد محمود درويش الطافحة بالعنفوان والأصالة والصدق، العبارات المناسبة لمخاطبة الضمير العالمي على خلفية مأساة غزة الرهيبة. لم يطلب الكثير من القريب والبعيد. قال على لسان درويش: وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ لا تنس شعب الخيامْ. المصدر: RT


العربي الجديد
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- العربي الجديد
فلسطين.. جدلية البناء والهدم وتمظهراتها الثقافية
في السنوات التي أعقبت "اتفاق أوسلو"، شهدت الثقافة الفلسطينية واحدة من أكثر التحوّلات جذرية في تاريخها الحديث. بعد أن كانت مرآة للصراع السياسي والاجتماعي، أُعيد تشكيل دورها تحت وطأة التغيّرات المتتالية التي مسّت البنية الوطنية نفسها. في محاولة لإعادة تنشيط الأسئلة الكبرى والضرورية، تطلق اليوم مؤسسة القطان مشروعها البحثي " فلسطين : هدم وبناء"، بالتعاون مع الباحث خالد عودة الله. يتضمن المشروع سبعة لقاءات تستكشف جدلية البناء والهدم كمقاربة لفهم تاريخ وواقع فلسطين، من خلال مساءلة تمظهراتها المادية، الثقافية، الاجتماعية، السياسية، بهدف خلق مغامرة فكرية جماعية تتأمل في معنى الكينونة الفلسطينية كحالة دائمة من الهدم والبناء. تسعى هذه اللقاءات إلى إنتاج ورقة مفاهيمية جماعية يحررها خالد عودة الله، وتعكس نتائج النقاشات والأفكار المطروحة. منذ توقيع الاتفاق وحتى اليوم، خضعت الثقافة الفلسطينية لعملية إعادة تعريف مؤلمة؛ فمن كونها تجسّد حلم التحرر والاستقلال، تحولت شيئاً فشيئاً إلى مساحة هلامية وغير واضحة تطرح فيها أسئلة وجودية حول الذات والعلاقة مع المشروع السياسي الثقافي. لم تعد الثقافة تسير ضمن اتجاه موحد نحو "الدولة" أو "التحرر"، بل انفلتت من عباءة القداسة السياسية، لتصبح ساحة لتفكيك الروايات المؤسسة وإعادة التفكير بما يعنيه أن تكون فلسطينياً في واقع استعماري دائم ومستمر. من التمجيد إلى التفكيك شكّلت العقود الثلاثة الأخيرة انتقالاً حاداً من ثقافة المقاومة التقليدية إلى محاولات التفكيك والتحليل. ففي الفترة التي سبقت أوسلو، كان النقد الثقافي جزءاً لا يتجزأ من خطاب المقاومة، الذي يتمحور حول تمجيد الفدائي وتثبيت الرواية الوطنية، كما تجلّى في شعر محمود درويش وروايات غسان كنفاني. لكن بعد تأسيس السلطة الوطنية عام 1994، بدأت تظهر أصوات نقدية جديدة تتحدّى هذا الخطاب من داخله، وتطرح أسئلة عن معنى الدولة، وهوية المثقف، ودور الثقافة في مرحلة ما بعد الثورة. تحوّلت الثقافة من ساحة للصراع الرمزي إلى مساحة آمنة شهدت تلك المرحلة صدور كتب ومقالات ودراسات نقدية مهمة مثل: "تأملات حول المنفى ومقالات أخرى" (2000) ومنشورات "السلطة والثقافة والسياسة" (2001) لإدوارد سعيد، وكتاب "في قضايا الثقافة الفلسطينية" (2002) لزكريا محمد، التي مثّلت نقلة نوعية في النقد الذاتي. دعا فيها إلى تفكيك أوهام الثقافة الوطنية، واعتبارها نقطة فاصلة في إعادة التفكير بالنموذج الثقافي الوطني، والدعوة لتفكيك أوهامه، إذ لم تكن هذه الكتابات معزولة عن السياق، بل مثّلت ردة فعل نقدية على انفصال المؤسسات الثقافية عن الواقع السياسي المتغير. بعد اندلاع انتفاضة الأقصى (2000-2005)، فقد الخطاب النقدي الكثير من زخمه، ولم تعد الأصوات الناقدة قادرة على التأثير كما في السابق. ظهرت أعمال فنية صادمة مثل فيلم "الجنة الآن" (2005)، الذي واجه أسئلة صعبة حول العمليات الاستشهادية، لكنه في الوقت نفسه كشف عن حدود التلقي العام للنقد داخل المجتمع الفلسطيني. اصطدم الفيلم بموجة من الاستهجان الشعبي، بينما عجز النقاش النقدي المتخصص عن تأطير الموقف بجدية متماسكة. هذا التراجع في الحضور النقدي لم يكن مجرد ضعف عابر، بل كشف عن هشاشة في آليات تفكيك المعنى لدى المؤسسة الثقافية، وغياب استراتيجيات فاعلة تواكب التحولات الاجتماعية والسياسية المتسارعة. أدى ذلك إلى اتساع الفجوة بين النقد والمجتمع، مما أعاق قدرة الخطاب الثقافي على المساهمة في بلورة مواقف جديدة، أو دعم المشروع الثقافي الوطني الذي أخذ بالتآكل تدريجياً. مثّل هذا التراجع نقطة تحول خطيرة، خاصة بعد عقود من الصمود الذي أبداه المثقفون الفلسطينيون في مواجهة سياسات الإلغاء والإبادة الثقافية التي انتهجها الاستعمار الإسرائيلي بحق الهوية الفلسطينية. في ظل غياب مشروع نقدي متماسك يعيد تعريف العلاقة بين الإبداع والمجتمع، بات المشهد الثقافي مهدداً بفقدان بوصلته التاريخية. تآكل الدور النقدي في العقدين التاليين، شهدت الساحة الثقافية حضوراً فاعلاً لمثقفين وكتّاب شكلوا ضميراً نقدياً للفلسطينيين، من بينهم إدوارد سعيد، الذي جسّد صوتاً نقدياً عالمياً للقضية، وإميل حبيبي، الذي فضح تناقضات الحياة الفلسطينية داخل حدود 1948 بنزعة سردية لاذعة. إلى جانبهم، برز كتاّب مثل سحر خليفة، ومريد البرغوثي، اللذين دمجا بين الأدب والنقد السياسي، مؤسسين لما يمكن وصفه بـ"الوعي الجمالي الملتزم"؛ وهو وعي يرى في الفن وسيلة لتفكيك السلطة لا تمجيدها. لكن هذه المرحلة الحيوية أخذت بالانحسار خلال السنوات الأخيرة، إذ تراجع حضور الأصوات النقدية الجديدة، وغابت تقريباً التيارات النقدية الفاعلة في الصحافة الثقافية أو المنتديات الفكرية. يعود هذا التراجع إلى عوامل متداخلة عدة: رحيل الجيل المؤسس، انهيار البنية التحتية للمؤسسات الثقافية، الانقسام السياسي الفلسطيني، ظهور مشاريع ثقافية "توافقية" تتجنب الأسئلة الحادة وتكتفي بالاحتفاء الشكلي. هشاشة في آليات تفكيك المعنى وغياب استراتيجيات فاعلة تحولت الثقافة من ساحة للصراع الرمزي إلى مساحة آمنة، تنتج فيها مشاريع فنية تسوق كمبادرات "مجتمعية" أو "تمكينية"، لكنها تفتقر للعمق المفاهيمي، أو الرؤية، أو التخصص، وغالباً ما تعيد إنتاج الموضوعات نفسها دون مساءلة حقيقية. هذا لا يعني غياب الإنتاج الفني أو الأدبي، بل يشير إلى غياب المساحة التي تمكن من قراءته وتقييمه ضمن سياقاته الأوسع. تلاشى الدور الوسيط للناقد بين العمل والجمهور، وهو دور كان سابقاً محورياً وجدياً في تشكيل الذائقة العامة وتعريف القيمة الفنية، وارتباطها بالسياق السياسي العام. في المقابل، ساهمت المنصات الرقمية منذ مطلع الألفية في فتح آفاق جديدة، مكّنت بعض التجارب الفردية من التحرر من المؤسسة، بحرية التعبير وتوزيع الإنتاج الثقافي. لكنها أيضاً ساهمت في تفكيك المشهد، وتجييش حالة الاستقطاب، وفرض منطق السوق، أو التسليع على الثقافة. وبالرغم من بعض المحاولات الجادة لإعادة إحياء النقد بصفته ممارسة فاعلة، فإنها غالباً ما تعاني من غياب الاستمرارية والتخطيط الاستراتيجي. قد يكون من نافلة القول إن الثقافة الفلسطينية، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على "اتفاق أوسلو"، تقف اليوم على مفترق طرق. لم تعد تعكس بالضرورة أحلام التحرّر، أو تصوغ مشروعاً وطنياً متماسكاً، بل تحوّلت إلى ساحة للصراع حول المعنى، تتنازعها الذوات الفردية، والشروط السياسية، وتقلّص الفضاء النقدي. أي إنّها ثقافة لم تتوقف عن إنتاج الأسئلة، لكنها فقدت جزءاً من قدرتها على إنتاج الأجوبة. * فنان تشكيلي فلسطيني فنون التحديثات الحية شادي الحرّيم.. الفن الفلسطيني خلف القضبان