أحدث الأخبار مع #محمودعبّاس،


عمان نت
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- عمان نت
معضلة القيادة الفلسطينية... التمويل أم وحدة الصفّ؟
جاء تعيين نائب للرئيس ولرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمّة التحرير الفلسطينية استجابة لضغوط مالية، وليس ضمن رؤية إصلاحية وطنية، في وقتٍ تتصاعد فيه الاعتداءات على غزّة، وتزداد الفجوة بين القيادة والشعب. هل تصبح الشرعية مرهونةً بالدعم المالي أم بإرادة الشارع الفلسطيني ووحدة صفّه؟ منذ بدء حرب الإبادة على غزّة، بدت القيادة الفلسطينية غائبةً من المشهد، لا تتحرّك إلا تحت ضغوط سياسية ومالية. لم يكن الحراك أخيراً لتعيين نائب للرئيس نابعاً من رؤية استراتيجية أو حرص على ترتيب البيت الفلسطيني، بل جاء استجابة لشرط سعودي لاستئناف الدعم المالي الشهري البالغ عشرة ملايين دولار، وتوقّف قبل ثلاثة أشهر. ولم يكن الشرط السعودي علنياً، ولكنه بات واضحاً من تصريحات الرئيس محمود عبّاس، سيّما خلال القمة العربية أخيراً في القاهرة، أن تعيين نائب بات ضرورة سياسية لاستئناف الدعم المالي. ولكن مراجعة تاريخ منظمّة التحرير تظهر أن وجود نائب للرئيس ليس أمراً جديداً، ففي أعقاب استقالة أحمد الشقيري بعد نكسة 1967، تولّى يحيى حمودة رئاسة اللجنة التنفيذية، وجرى اختيار المحامي إبراهيم بكر نائباً له، وبقيا في منصبيهما حتى عام 1969 حين تولى ياسر عرفات قيادة المنظمّة. ومنذ ذلك الحين، لم يُعيّن نائب جديد. من الناحية القانونية، يشير القانون الأساسي الفلسطيني إلى أن رئيس المجلس التشريعي يتولى الرئاسة مؤقتاً في حال شغور المنصب، إلى حين إجراء انتخاباتٍ خلال 60 يوماً. وهنا المعضلة: فتغيير النظام الأساسي ليس سهلاً في الوقت الذي حلّ فيه المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي له الحقّ في تغيير النظام الأساسي، الذي شكلّ شرعية السلطة الوطنية الفلسطينية، التي لا تزال معترفاً بها دولياً، وأحياناً إسرائيلياً. وهذا ما يزيد تعقيد أيّ محاولة لترتيب انتقال السلطة بطريقة دستورية واضحة. وبات واضحاً أن تعيين نائب لرئيس اللجنة التنفيذية لا يحلّ معضلة خلافة الرئيس عبّاس، سواء في رئاسة السلطة الوطنية أو حركة فتح. وحدة الصف الفلسطيني لم تعد ترفاً سياسياً، بل ضرورة وجودية في مواجهة تصاعد القتل والاستيطان الإسرائيلي بعد يومين من اجتماعات المجلس المركزي، التي سبقتها مداولات اللجنة المركزية لحركة فتح، أُقرّ إنشاء منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية. للأسف! وشكّل انعقاد المجلس المركزي فرصة ضائعة لبناء وحدة وطنية حقيقية بناءً على اتفاقات موسكو في مارس/ آذار من العام الماضي. وكان غياب حركتي حماس والجهاد الإسلامي متوقعاً، لأنهما لا تزالان خارج عضوية المنظمّة، ولكن غياب فصائل من داخل منظمة التحرير، مثل الجبهتَين الشعبية والديمقراطية، وحركة المبادرة الوطنية، شكّل صفعة قاسية لآمال إعادة اللحمة الوطنية، خاصة في ظلّ استمرار الجرائم اليومية للاحتلال. بدلاً من توحيد الصفوف، فضّلت القيادة التركيز على تحصيل التمويل المالي، وأهملت متطلبات إعادة بناء الوحدة الوطنية. كما أن تصريحات الرئيس عبّاس الهجومية تجاه "حماس" لم تساهم في تهدئة الأجواء، رغم مسؤولية "حماس" أيضاً بإصرارها على الانفراد بقرارات الحرب والسلم. قد تتدفق المساعدات السعودية مجدّداً، لكن السؤال الأهم: بأيّ ثمن؟ هل ستواصل القيادة تفضيل استرضاء الممولين على حساب استعادة ثقة الشارع الفلسطيني؟ وهل تدرك أن شرعيّتها الحقيقية لا تأتي من المال، بل من قدرتها على تمثيل تطلّعات شعبها؟ الرهان على المال بدل الوحدة الوطنية خاسر. لم تعُد وحدة الصف الفلسطيني ترفاً سياسياً، بل ضرورة وجودية في مواجهة تصاعد القتل والاستيطان الإسرائيلي. لقد حان الوقت للقيادة الفلسطينية أن تعيد ترتيب أولوياتها قبل فوات الأوان.


سيدر نيوز
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
تفاعل واسع بعد استخدام محمود عباس تعبيراً 'نابياً' في مخاطبته حماس
Reuters طالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس، حركة حماس بإطلاق سراح الرهائن لـ 'سد الذرائع' أمام إسرائيل التي تواصل قصفها وعملياتها العسكرية في قطاع غزة. واستخدم عبّاس في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الـ 32 للمجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، الأربعاء، تعبيراً وصف بالجارح غداة مخاطبته حركة حماس. وطالب عبّاس، حماس بتسليم الرهينة الأمريكي، عيدان ألكسندر، المحتجز في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأثار استخدام التعبير، الذي اعتبر جارحا، جدلاً واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصّة وأنه تعبير عامّي قلّما يخرج من شخصيات سياسية، أو خلال خطابات رسمية. وقال أحد المستخدمين على منصة إكس، إن تسمية محمود عبّاس لـ 'شركائه في الوطن' بهذه التسمية، تعني أنه قد آن أوان تنحيه عن السلطة. و رأى مستخدم آخر أن انتقاد 'تشبث حماس بالسلطة' في غزة أمر ضروري. وأبدى المستخدم استغرابه من استنفار حسابات من وصفهم بـ 'الإخوان' على منصات التواصل الاجتماعي، يقصد الإخوان المسلمين، عقب كلمات أبو مازن 'الجارحة' بحق حماس، فالحركة برأيه ليست رمزاً دينياً، بل 'منظمة سياسية ارتكبت خطأ فادحاً'. ووصف عبّاس ما يتعرض له 'الشعب الفلسطيني بالنكبة الجديدة التي تهدد وجوده'، متهماً حماس بمنح إسرائيل ذريعة 'لارتكاب جرائم في قطاع غزة'. وأضاف: 'أنا من يدفع الثمن، وشعبنا هو من يدفع الثمن'. وشدد في خطابه على ضرورة أن تتحاور حماس مع السلطة الفلسطينية بدلاً من الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاً إن 'العالم ظالم وأمريكا ظالمة'. وأشار مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما وصفوها بـ 'ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية'، وتساءلوا عن 'الذرائع' التي لدى إسرائيل في الضفة الغربية، حيث 'لا أنفاق، ولا رهائن، ولا صواريخ'. وطرح عبّاس في كلمته أربع أولويات للقيادة الفلسطينية في هذه المرحلة؛ وهي 'وقف الحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، ورفع الحصار عن القطاع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ومنع تهجير السكان وتثبيتهم في أرضهم، وحماية القضية الفلسطينية على المستوى الدولي والعمل وفق الشرعية الدولية'. وأكد على أن الفلسطينيين يسعون إلى السلام العادل، ويطالبون بحقوقهم المعترف بها دولياً، مشيراً إلى أن أهالي غزة 'باقون ويرفضون هجرة أبنائهم عن الوطن'. واتهم عبّاس حركة حماس بارتكاب 'نكبة الانقلاب'، في إشارة إلى سيطرة الحركة على غزة في العام 2007 بعد الإطاحة بحكم السلطة الفلسطينية في القطاع. وأضاف أن حماس 'ألحقت أضراراً بالغة بالقضية الفلسطينية ووفرت للاحتلال ذرائع مجانية لمؤامراته وجرائمه في الضفة وغزة'، على حدّ تعبيره. واتهم عبّاس كذلك الولايات المتحدة وإسرائيل بـ 'محاولات محمومة لتصفية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر الترويج للتهجير القسري أو الطوعي'. وبدأ المجلس المركزي الفلسطيني، وهو هيئة تشريعية عليا في النظام السياسي الفلسطيني، اجتماعاً الأربعاء، يستمر ليومين، ومن المتوقع أن يتم خلاله استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. ولم تردّ حركة حماس بشكل رسمي على انعقاد المجلس، أو على تصريحات عبّاس، لكن القيادي في الحركة، باسم نعيم، شنّ هجوماً لاذعاً عبر صفحته على فيسبوك، واصفاً الاجتماع بـ ' المغتصب لشرعية قيادة الشعب الفلسطيني'. وانتقد نعيم وصف عبّاس 'جزءاً كبيراً من الشعب الفلسطيني بألفاظ نابية'، متهماً إياه 'بتحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر'، على حدّ تعبيره. ولطالما شهدت العلاقات بين حركة فتح برئاسة عبّاس وحركة حماس توتراً في ظل وجود انقسامات سياسية عميقة. ويتّهم عبّاس حركة حماس بتقويض الوحدة الفلسطينية، بينما تنتقد حماس عبّاس وتتهمه بالتعاون مع إسرائيل وقمع المعارضة في الضفة الغربية المحتلة.