#أحدث الأخبار مع #مركزتريندز،صوت لبنانمنذ 3 أياممنوعاتصوت لبنانالمواءمة الاستراتيجية للمناهج.. رؤية كريمة المزروعي في ضوء تقرير مركز "تريندز"د. سارة ضاهر - رئيسة مجمع اللغة العربية في لبنان في زخم معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، وبين عشرات الجلسات والنقاشات، حضرتُ ندوة تركت في ذهني أثرًا مختلفًا. كانت جلسة نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشراف بعنوان: 'المواءمة الاستراتيجية للمناهج نحو تعليم يعزز التنافسية العالمية ويحترم الهوية المحلية'، وقد شكّلت لحظة فكرية عميقة بالنسبة لي، لا بسبب عنوانها فقط، بل لما حملته من طروحات جريئة ومستنيرة قدمتها الدكتورة كريمة مطر المزروعي. ما لفتني في حديث الدكتورة المزروعي لم يكن فقط عمق معرفتها، بل شغفها بما تطرح، وصدقها في الدفاع عن التعليم كأداة استراتيجية لتشكيل المجتمعات. لقد كانت تتحدث لا من برج أكاديمي، بل من موقع الإنسان المؤمن بأن التعليم هو رافعة النهوض الوطني، وأن المناهج ليست فقط صفحات مطبوعة، بل منظومات قيمية وثقافية تسهم في صناعة الإنسان. بين العالمية والمحلية… أين نقف؟ في مداخلتها، طرحت الدكتورة المزروعي إشكالية مركزية في التعليم العربي اليوم: كيف نعدّ طلابنا للعالم دون أن نخسر ذاكرتنا الجمعية؟ كيف نُطوّر المناهج لتخدم الطموح العالمي وتحمي في الوقت ذاته الجذور الثقافية؟ الإجابة، كما بيّنت، تكمن في مفهوم 'المواءمة الاستراتيجية للمناهج'، وهو العنوان الذي اختاره مركز تريندز لتقريره الجديد، والذي تم إطلاقه رسميًا خلال الجلسة. وتقوم هذه المقاربة على خلق توازن مدروس بين أهداف التعليم المرتبطة بالتنافسية العالمية، وبين متطلبات تعزيز الهوية الوطنية والخصوصية الثقافية. الحديث هنا لا يدور عن حل وسط سطحي، بل عن بناء استراتيجي عميق، تُصمم فيه المناهج لتكون: • متماشية مع المهارات العالمية مثل الابتكار، التحليل، التعاون، والمرونة. • وفي الوقت نفسه، راعية للقيم الثقافية والاجتماعية والدينية التي تشكل نسيج المجتمع المحلي. مقاربة علمية لتحديث التعليم عكست مداخلة الدكتورة المزروعي خلفيتها العلمية وتجربتها العملية في تطوير المناهج داخل الدولة. فقد اعتمدت على أحدث النظريات التربوية، مثل التعلم القائم على الكفاءات (Competency-Based Learning)، ومبادئ التصميم العكسي للمناهج (Backward Design)، والتعلم المتعدد الأبعاد، مشيرة إلى ضرورة بناء المناهج من منطلق تحليل الاحتياجات المجتمعية وسوق العمل، وليس من مجرد تراكم المحتوى. وأكدت أن أي تطوير ناجح للمناهج يجب أن يمر بعدة مراحل أساسية: 1. تشخيص الواقع التعليمي وسلوك المتعلمين. 2. إعادة تعريف نواتج التعلم بما يتماشى مع متطلبات المستقبل. 3. دمج المهارات الناعمة والقيم السلوكية في المحتوى. 4. تمكين المعلم ليكون شريكًا فاعلًا في عملية التغيير، لا مجرد منفذ. عندما تتحول المناهج إلى أداة انتماء من أكثر النقاط التي أثّرت بي شخصيًا، حديث الدكتورة كريمة عن أن المناهج ليست فقط لنقل المعرفة، بل لبناء الانتماء. قالت:'الطالب الذي يفتقد فهمًا عميقًا لتاريخه، لا يستطيع أن يكون واثقًا في حاضره، ولا طموحًا في مستقبله.' وشددت على أن المواد مثل الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية، يجب ألا تُدرّس بشكل تقليدي، بل أن تتحول إلى مساحة حية للربط بين الطالب ووطنه، بين التاريخ والواقع، بين المسؤولية والفخر. حين غادرت الجلسة، كنت مشحونة بأسئلة أكثر من الأجوبة، لكن أيضًا محمّلة بأمل. ما طرحته الدكتورة المزروعي، مدعومًا بتقرير مركز تريندز، شكّل رؤية جادة لنموذج تعليمي عربي معاصر، قادر على إنتاج مواطن عالمي برؤية محلية، ومُتعلم محترف لا يفقد هويته في زحمة التنافس. لقد أكدت لي هذه الندوة أن الحديث عن تطوير التعليم يجب أن ينتقل من عموميات الشعارات إلى عمق التحليل والتخطيط الاستراتيجي. وأن من يملكون الشغف والخبرة، مثل الدكتورة كريمة، هم من نحتاج إليهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، لصياغة مستقبل تعليمي عربي واقعي، متوازن، وشجاع.
صوت لبنانمنذ 3 أياممنوعاتصوت لبنانالمواءمة الاستراتيجية للمناهج.. رؤية كريمة المزروعي في ضوء تقرير مركز "تريندز"د. سارة ضاهر - رئيسة مجمع اللغة العربية في لبنان في زخم معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، وبين عشرات الجلسات والنقاشات، حضرتُ ندوة تركت في ذهني أثرًا مختلفًا. كانت جلسة نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشراف بعنوان: 'المواءمة الاستراتيجية للمناهج نحو تعليم يعزز التنافسية العالمية ويحترم الهوية المحلية'، وقد شكّلت لحظة فكرية عميقة بالنسبة لي، لا بسبب عنوانها فقط، بل لما حملته من طروحات جريئة ومستنيرة قدمتها الدكتورة كريمة مطر المزروعي. ما لفتني في حديث الدكتورة المزروعي لم يكن فقط عمق معرفتها، بل شغفها بما تطرح، وصدقها في الدفاع عن التعليم كأداة استراتيجية لتشكيل المجتمعات. لقد كانت تتحدث لا من برج أكاديمي، بل من موقع الإنسان المؤمن بأن التعليم هو رافعة النهوض الوطني، وأن المناهج ليست فقط صفحات مطبوعة، بل منظومات قيمية وثقافية تسهم في صناعة الإنسان. بين العالمية والمحلية… أين نقف؟ في مداخلتها، طرحت الدكتورة المزروعي إشكالية مركزية في التعليم العربي اليوم: كيف نعدّ طلابنا للعالم دون أن نخسر ذاكرتنا الجمعية؟ كيف نُطوّر المناهج لتخدم الطموح العالمي وتحمي في الوقت ذاته الجذور الثقافية؟ الإجابة، كما بيّنت، تكمن في مفهوم 'المواءمة الاستراتيجية للمناهج'، وهو العنوان الذي اختاره مركز تريندز لتقريره الجديد، والذي تم إطلاقه رسميًا خلال الجلسة. وتقوم هذه المقاربة على خلق توازن مدروس بين أهداف التعليم المرتبطة بالتنافسية العالمية، وبين متطلبات تعزيز الهوية الوطنية والخصوصية الثقافية. الحديث هنا لا يدور عن حل وسط سطحي، بل عن بناء استراتيجي عميق، تُصمم فيه المناهج لتكون: • متماشية مع المهارات العالمية مثل الابتكار، التحليل، التعاون، والمرونة. • وفي الوقت نفسه، راعية للقيم الثقافية والاجتماعية والدينية التي تشكل نسيج المجتمع المحلي. مقاربة علمية لتحديث التعليم عكست مداخلة الدكتورة المزروعي خلفيتها العلمية وتجربتها العملية في تطوير المناهج داخل الدولة. فقد اعتمدت على أحدث النظريات التربوية، مثل التعلم القائم على الكفاءات (Competency-Based Learning)، ومبادئ التصميم العكسي للمناهج (Backward Design)، والتعلم المتعدد الأبعاد، مشيرة إلى ضرورة بناء المناهج من منطلق تحليل الاحتياجات المجتمعية وسوق العمل، وليس من مجرد تراكم المحتوى. وأكدت أن أي تطوير ناجح للمناهج يجب أن يمر بعدة مراحل أساسية: 1. تشخيص الواقع التعليمي وسلوك المتعلمين. 2. إعادة تعريف نواتج التعلم بما يتماشى مع متطلبات المستقبل. 3. دمج المهارات الناعمة والقيم السلوكية في المحتوى. 4. تمكين المعلم ليكون شريكًا فاعلًا في عملية التغيير، لا مجرد منفذ. عندما تتحول المناهج إلى أداة انتماء من أكثر النقاط التي أثّرت بي شخصيًا، حديث الدكتورة كريمة عن أن المناهج ليست فقط لنقل المعرفة، بل لبناء الانتماء. قالت:'الطالب الذي يفتقد فهمًا عميقًا لتاريخه، لا يستطيع أن يكون واثقًا في حاضره، ولا طموحًا في مستقبله.' وشددت على أن المواد مثل الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية، يجب ألا تُدرّس بشكل تقليدي، بل أن تتحول إلى مساحة حية للربط بين الطالب ووطنه، بين التاريخ والواقع، بين المسؤولية والفخر. حين غادرت الجلسة، كنت مشحونة بأسئلة أكثر من الأجوبة، لكن أيضًا محمّلة بأمل. ما طرحته الدكتورة المزروعي، مدعومًا بتقرير مركز تريندز، شكّل رؤية جادة لنموذج تعليمي عربي معاصر، قادر على إنتاج مواطن عالمي برؤية محلية، ومُتعلم محترف لا يفقد هويته في زحمة التنافس. لقد أكدت لي هذه الندوة أن الحديث عن تطوير التعليم يجب أن ينتقل من عموميات الشعارات إلى عمق التحليل والتخطيط الاستراتيجي. وأن من يملكون الشغف والخبرة، مثل الدكتورة كريمة، هم من نحتاج إليهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، لصياغة مستقبل تعليمي عربي واقعي، متوازن، وشجاع.