أحدث الأخبار مع #مصطفىأرشيد


ساحة التحرير
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
أمة واحدة في مواجهة حلف الأقليات!سعادة مصطفى أرشيد
أمة واحدة في مواجهة حلف الأقليات! سعادة مصطفى أرشيد* انطلق مشروع التجزئة في بلادنا وفي جسد أمتنا بإرادة أجنبية، لكن كثيراً من أبناء أمتنا انخرطوا في خدمة هذا المشروع بعضهم بوعي وإدراك لمصالحهم الضيّقة فهم في هذه الحالة قادرون على الحصول على امتيازات ومواقع قيادية في الحياة الصغيرة، وذلك أفضل لمصالحهم وأنانيتهم من وجودهم مواطنين في الأمة الواحدة الموحّدة، فيما انخرط بذلك آخرون بجهالة وسطحية عندما صنع لهم الاستعمار هويات فرعية على حساب الهوية القومية الجامعة فأصبحوا يعتبرونها أوطاناً نهائيّة وأضفوا عليها القداسة والفرادة بحدودها وشخصيتها وفنونها وأزيائها وموائد طعامها، وهي وإن تصارعت مع المشروع المعادي في مرحلة من المراحل إلا أنها ستتصارع في ما بعد بين بعضها البعض في حين تتميّز علاقاتها بالمشروع المعادي بالجيدة إذ تضع نفسها في خدمته وأمام أعيننا شواهد عديدة على ذلك. هذا المشروع المعادي الغربي الصهيو – يهودي جعل من مهمة أول مندوب سامي انجليزي في فلسطين فصلها عن محيطها القوميّ وخلق هوية خاصة بها، ثم صناعة شرعيّة سياسيّة تتساوق مع التجزئة وإنْ ادّعت العكس، كذلك فعل الجنرال غورو حين صنع لبنان الكبير. فالمشروع المعادي جميعه يرفض التعامل معنا أمة واحدة ولا يريد أن يرانا إلا عشائر وقبائل وطوائف ومذاهب ومناطق واثنيات تجعل من اليهود في فلسطين الأقليّة الأكبر والقاطرة التي ستقود مقطورات حلف الأقليات. حلف الأقليات هذا مسألة ثابتة في العقل السياسي المعادي منذ قرن وربع وهي تخضع على الدوام للتحديث والتطوير. وتعكف على عملية التطوير هذه بشكل دائم مراكز الأبحاث والجامعات والمؤتمرات، فمراكز الأبحاث والجامعات قاد عملية التحديث فيها المفكر الغربي الصهيوني برنارد لويس الذي اعتبر بلادنا وأمتنا منحطتي الثقافة بسبب الدين وأن من الواجب على الغرب تفتيتها وإشعال الحروب بين مكوّناتها العرقية والمذهبية. وهو بذلك أعاد صياغة حلف الأقليات من جديد، الأمر الذي تلتزم به الإدارات الأميركية في العقدين الأخيرين. ومن الجدير أن يُذكر وأن يختزن بالذاكرة أن لويس هذا من رعاة التحالف التركي (الإسرائيلي) الذي يراه ضرورياً لتنفيذ رؤاه ومشاريعه. أما على صعيد المؤتمرات فنرى أنّ قضية الإمعان في تفتيت مجتمعاتنا مطروحة دائماً في كل المؤتمرات الغربية والإسرائيلية والتي أصبح أشهرها وأهمّها مؤتمر هارتيسيليا السنوي الذي يهدف الى تعزيز مناعة (إسرائيل) وإطالة عمرها وحجر زاوية في هذا التفكير هو تمزيقنا والتعامل معنا على أننا لسنا أمة وإنما فتات متناثر لا تجمعه أمة وإنما مذهب أو عرق. تنشط هذه الأفكار الشيطانية عندما تتوفر لها الأجواء المناسبة، كما حصل في لبنان أثناء الحرب الأهلية والمشروع الذي أعلن عن نفسه بصفاقة مع الاجتياح (الإسرائيلي) عام 1982. وهذا ما نراه اليوم في أرض الشام بعد سقوط النظام، الذي حافظ في سورية على فكرة المواطن، بغض النظر عن بعض الملاحظات، وذلك ما لم يكن يجرؤ على الإطلال برأسه في السابق. يمثل المشروع المعادي موفق طريف، ولكن هل كان من الممكن أن يجد من يشترى بضاعته الفاسدة من قبل، ولولا ميليشيات الإدارة الجديدة المنفلتة المتوحّشة، وما رآه العالم من أفاعيلهم في الساحل، وما يخططون لفعله على كل الأرض السورية، لا بد أن الأزمة التي تعرّض لها أهل جرمانا وصحنايا كانت صعبة لا على طائفة بعينها وإنما على كل من يعيش هناك، ولا أستبعد أن مَن وراء موفق طريف سعيدٌ بما حصل، وغير آسف على الضحايا، فالمخطّط (الإسرائيلي) يريد تهجيرهم إلى سفوح جبل الشيخ وإلى جنوب السويداء في سعيه لإقامة حزام طائفي. في فهمنا لا نرى دروزاً أو شيعة أو سنة أو أرثوذكس وموارنة، ولا نرى إلا المواطن بغضّ النظر عن طائفته، وإن كان بعض منا قد عضته أنياب التطرف ورأى في العدو مَن يحميه، فهو ليس إلا الإبن الضال الذي سنعمل على عودته إلى أحضان الأمة فهي ملاذه الوحيد. *سياسي فلسطيني مقيم في الكفير ـ جنين – فلسطين المحتلة 2025-05-07 The post أمة واحدة في مواجهة حلف الأقليات!سعادة مصطفى أرشيد first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
مفاوضات أم تزجية للوقت؟ سعادة مصطفى أرشيد
مفاوضات أم تزجية للوقت؟ سعادة مصطفى أرشيد* لم تتوقف الحرب في غزة ووقودها الدم والأرواح وأجساد المدنيين، فيما تدور مفاوضات غير مباشرة بين المقاومة ودولة الاحتلال في الدوحة أحياناً وفي القاهرة أحياناً أخرى. هذه المفاوضات تبدو وكأنها تزجية للوقت، وفي آخر ما حُرّر يقول قيادي في المقاومة مساء أمس الاثنين، أن المقترح الذي قدّمه المصريّون يتضمن نصاً صريحاً بشأن نزع سلاح المقاومة. وعلى ما يبدو أن ذلك مقابله لا شيء. الأمر الذي يعني الاستسلام. لم يكن موضوع الحرب على غزة موضوعاً محورياً في لقاء ترامب نتنياهو الأسبوع الماضي، فقد كان جلّ اهتمام الرئيس الأميركي نزع فتيل الاشتعال في سورية ما بين حليفه «الإسرائيلي» وحليفه التركي الذي قال إنه يحبّه والوصول إلى تقاسم مصالح بينهما. والمسألة الثانية كانت من أجل ضبط السلوك «الإسرائيلي» والحيلولة دون قيام نتنياهو بعمل قد يعطل مشروع التفاوض الأميركي الإيراني الذي قد يكون من المبكر اعتباره واعداً إذ لا زالت طريقه محفوفة بالمخاطر، والذي قد يحتاج من الرئيس الإيراني وفريقه من الإصلاحيين المعتدلين حسم بعض المسائل مع المرشد وفريقه الأكثر أصولية وحذراً. أما في الملف الفلسطيني، فالرئيس الأميركي ترامب لم يغيّر من رؤيته لغزة ومن مشروعه الذي ستكون مقدمته فقط التهجير والسيطرة على غزة، باعتبارها مشروعاً عقارياً سياحياً، ثم تتالى المسائل بشطب حق العودة والتعويض وحكاية حل الدولتين المملّة إلا إن كانت الدولة الفلسطينية ستُقام خارج فلسطين. إنها باختصار شطب المسألة الفلسطينية برمّتها فيما ترد أنباء عن مشاريع نقل أهل غزة إلى مناطق عديدة في العالم منها شمال سورية ومنها إلى القرن الأفريقي في دولة أرض الصومال غير المعترف بها مقابل حصول هذه الدولة على الاعتراف الأميركي وبالتالي العالمي. كان الرئيس الأميركي قد قال في لقائه مع الصحافيين الذي أعقب زيارة نتنياهو للبيت الأبيض أن الحرب في غزة ستنتهي قريباً وأنّه طلب من نتنياهو الإسراع في إنهائها، أي أنه طلب منه تكثيف قتله وقصفه لغزة وحسم الأمور فيها خلال فترة محددة، وذلك في سبيل إنجاح زيارته المقررة للسعودية. فهو يريد منه أن يسحق غزة قبل ذلك التاريخ وبما يجعل أي حديث له مع وليّ العهد السعوديّ لا يتجاوز المشاعر الإنسانية الكاذبة وشيء من الإغاثة والبحث عن مأوى لمن بقي حياً ولم تقتله الأسلحة الأميركية التي يضرب بها «الإسرائيلي». تدرك المقاومة في غزة أن هذا الفصل الدامي من القتال هدفه التهجير، وبالتالي فإن هدفها من الصمود في القتال هو منع التهجير، بخاصة أن الدمار الشامل قد حصل والقتل العشوائيّ الذي يستهدف البشر والحجر يتواصل. فالمسألة أصبحت أشبه بمسألة العضّ على الأصابع فمن يصرخ أولاً هو مَن يخسر. صحيح أن نتنياهو وفريقه الحكومي يريدون الحرب ويقطعون الطريق على أي مبادرة لوقفها، وهم قادرون على احتمال احتجاج الشارع «الإسرائيلي» الذي يريد الإفراج عن الرهائن، فيما لا يبالي نتنياهو بأرواحهم كما لا يبالي ببكائيّات ذويهم الذين يدعمهم معارضوه، ولكن المؤسسات الأمنية المحترفة في دولة الاحتلال أصبحت تميل إلى وقف الحرب ولو على طريقة استراحة محارب واستئناف الحرب لاحقاً. يطرح التساؤل المشروع هل سيكون ولي العهد السعودي محرجاً إذا استقبل ضيفه الرئيس الأميركي والحرب في غزة لا زالت مشتعلة؟ وهل سيبادر إلى إعلان التطبيع الرسميّ والعلنيّ مع دولة الاحتلال في مثل هذا الوضع؟ ربّما، ولكن للتذكير ففي نيسان 2002 حاصر جيش الاحتلال كنيسة المهد في بيت لحم مدعياً أن مجموعة من المقاومين المطلوبين للاعتقال قد احتلوها وأنهم قد أخذوا رهبانها رهائن، الأمر الذي نفاه الرهبان، فأطلق الجيش «الإسرائيلي» على الكنيسة قنابله ورصاصه وقتل قارع أجراسها ولم تفلح الوساطات الدينية الكنسية في وقف العدوان على الكنيسة. في ذلك الوقت كان رئيس الوزراء الاحتلال أرئيل شارون يهمّ بزيارة واشنطن، فاتصل بابا الفاتيكان بالرئيس الأميركي معاتباً إذ كيف يستقبل شارون وكنيسة المهد محاصرة؟ حينها أبلغت واشنطن تل أبيب أن على شارون إنهاء الحصار قبل مجيئه، الأمر الذي حصل خلال 24 ساعة. فهل لمن يريد أن يكون زعيماً للعالم العربي والإسلامي (محمد بن سلمان) أن يفعل مثل ما فعل زعيم العالم المسيحي؟! *سياسي فلسطيني مقيم في الكفير ـ جنين – فلسطين المحتلة 2025-04-20 The post مفاوضات أم تزجية للوقت؟ سعادة مصطفى أرشيد first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
١١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
غزة لا تزال تحت النار وتقاوم!سعادة مصطفى أرشيد
غزة لا تزال تحت النار وتقاوم! سعادة مصطفى أرشيد* وصل بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحسب ما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن هدف الزيارة مناقشة مسائل استراتيجية وسياسية وأمنية واقتصادية ثم مسألة الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة. هذا في الوقت الذي وسّع فيه 'الإسرائيلي' نطاق عملياته في رفح التي هدم بها 55,000 وحدة سكنية تمثل 95% من مجموع مساكنها، وفي الوقت ذاته تتواصل المقتلة مستهدفة أهل غزة الذين لم يعُد في بنك الأهداف 'الإسرائيلي' من هدف سواهم. في غمرة ذلك تقدّمت مصر بمبادرة جديدة لوقف إطلاق النار. وكان هذا النشاط المصري أهم أسبابه طول زمن عمليّات القتل التي كان النظام العربيّ يتمنّى على 'الإسرائيلي' أن ينجزها بوقت أقل، وهو أيضاً الأمر الذي أشعر مصر بخطورة الوضع من ناحية تحرّك محتمل في الشارع المصري والعربي للضغط على الحكومات بضرورة فعل شيء من أجل غزة، ولشعورها بجدية مشروع التهجير الذي قد أصبح هدف هذه الجولة من الحرب. وهي بالطبع تدرك مقدار عجزها عن التصدّي لهذا المشروع واقعياً وإن منحها الأميركان و'الإسرائيليون' حق الشجب والرفض والمعارضة اللفظيّة وبإصدار بيانات التنديد والاستنكار. لم تتحدّث القاهرة عن تفاصيل المبادرة، وإنما اكتفت بالحديث عن نقطة واحدة من نقاطها وأنها تهدف إلى جسر الهوة بين طرح المقاومة بالإفراج عن خمسة أسرى أحياء والطرح 'الإسرائيلي' الذي جاء بلسان أميركي (ويتكوف) الذي طالب بـ 11 أسيراً حياً فيما تكتّمت عن باقي بنود المبادرة تاركة إياها للغرف المغلقة. المصادر الإخباريّة 'الإسرائيلية' نشرت تفاصيل المبادرة وعلى أنها من ست مراحل تتحدّث المرحلة الأولى عن هدنة لشهرين وإطلاق سراح عدد من الأسرى يتمّ الاتفاق حولهم ويبدو أنه أكثر من خمسة وأقل من 11. والمرحلة الثانية دخول قوة أمنية مصرية إلى رفح لضبط الأمن لخمس سنوات وتقديم المساعدات الإنسانيّة فقط. أما المرحلة الثالثة انتقال قيادة المقاومة إلى رفح (لا نعرف لماذا)، والمرحلة الرابعة ضمان أمن الجهاز العسكري لحركة حماس (يبدو أن القصد سلامة أفراده الشخصية) وعلى أن تلتزم 'إسرائيل' بوقف الاغتيالات. والمرحلة الخامسة أن تقوم مصر خلال عام من وقف إطلاق النار بتمويل (يبدو أن المقصود استضافة) حوار بين الفصائل الفلسطينية من أجل تشكيل حكومة مدنية فلسطينية تتولى إدارة شؤون القطاع في المرحلة الانتقالية، والمرحلة السادسة تلتزم مصر بإعادة إعمار غزة وتوطين أهلها بالتعاون مع المموّلين الإقليميّين. وإذا أردنا ترجمة المبادرة المصرية والكلام الوارد إلى عمل وواقع على الأرض، فيمكن القول إن مصر تفرض نفسها بديلاً للاحتلال وتنوي إدارة معبر رفح أمنياً باعتباره مخيماً للاجئين تخشى هجرتهم إليها برغبة منهم أو اضطراراً وفراراً من الموت جوعاً أو قتلاً، وغزة بذلك ليست وطناً لأهلها وإنما أرض يعيش بها مجاميع سكانه. فالفكرة إلغاء الطرف الفلسطينيّ ومن الجدير تذكّره أن الإمارات كانت قد أعلنت انسحابها من المشاركة في إعادة إعمار غزة بناء على الخطة التي سبق لمصر أن قدّمتها للقمة العربية الأخيرة. ولعل ما ينطبق على الإمارات ينطبق على السعودية. نتنياهو المسافر إلى واشنطن يُستقبل بها بحفاوة لم يعُد يخشى من انهيار ائتلافه الحاكم ويرى أنه سيبقى طوال فترة الأربع سنوات من دورة المجلس التشريعي الكنيست وهو يدرك مقدار الدعم الذي يوفره له العجز والتواضع العربي مقروناً بالدعم الذي تلقاه أو الذي سيعود به من واشنطن. ولعل الملفات الإقليمية هي التي ستنال الحصة الأكبر من النقاشات في البيت الأبيض مثل الملف الإيراني والبحر الأحمر واليمن والتمدّد 'الإسرائيلي' شرق الجولان. فهل تملك المبادرة المصرية فرص النجاح؟ هناك افتراض يقول إن الرئيس الأميركي سيدفع باتجاه قبول المبادرة المصرية، وذلك بسبب رغبته في إنجاز وإعلان التطبيع السعودي مع 'إسرائيل'. ويذهب افتراض آخر للقول إن نتنياهو سيوافق على هذه المبادرة لاقتراب عيد الفصح اليهوديّ ولأخذ فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة تجهيز الجيش الذي أنهكته الحرب. ولكن هل تخلى ترامب عن مشروع تهجير أهل غزة وتحويلها إلى مشروع عقاريّ سياحيّ، لا أظنّ ذلك برغم ورود إشارات عابرة عليه، فمشروع التهجير وابتلاع الأرض لا زال قائماً ويمثل تحدّياً جدياً لا لغزة فقط وإنما للضفة الغربية أيضاً، وهو يتفوّق في أهميته على التطبيع السعوديّ مع 'إسرائيل' فهذا التطبيع هو قائم على أرض الواقع ولا ينتظر إلا الإعلان عنه. هكذا فما تهدف إليه المقتلة في غزة اليوم هو الوصول إلى تحقيق الرؤية الترامبية، في حين أن هدف المقاومة قد أصبح التصدّي لها، وسواء قبلت 'إسرائيل' بالمبادرة أم رفضتها فإن عملية القتل ستبقى مستمرة. وهو ما عاد وأكده كلّ من ترامب ونتنياهو في لقائهما مع الصحافيين إثر اجتماعهم أول أمس. ترامب يريد غزة حرة ولكن لا يريد أهلها ونتنياهو يؤكد أن دولاً مستعدة لاستقبالهم. كان الأمل في محور المقاومة الذي انكفأ وفي جبهات الإسناد والمشاغلة التي لم يبقَ منها إلا اليمن العظيم ولم يعُد من الممكن عمل شيء أكثر من استنهاض الشارع النائم والمحبط ليأخذ بمبادرة تُجبِر هؤلاء الحكام على اتخاذ مواقف قادرة على إنهاء هذه المقتلة وإبقاء أهل غزة على أرضهم. *سياسي فلسطيني مقيم في الكفير ـ جنين – فلسطين المحتلة 2025-04-11 The post غزة لا تزال تحت النار وتقاوم!سعادة مصطفى أرشيد first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
٢١-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
القمة العربية والدرس الأوكراني! سعادة مصطفى أرشيد
القمة العربية والدرس الأوكراني! سعادة مصطفى أرشيد* لطالما مثّل الأمن القومي في بلادنا مسألة بحثية وسياسية مركزية، وكانت نقطة ضعفها الأخطر أن لا وجود للدولة القومية، وإنما حالة تجزئة أفرزت الدويلات التي فرضها علينا الأجنبيّ وجعلت من مصالح الأمن القومي مصالح أمن وطني أصغر لأجزاء من الأمة، وهي تلك المصالح التي طالما تعارضت بين الأجزاء، ولم تكن تصمد أمام مصالح الحاكم في هذا الجزء أو ذاك من جسد الأمة الممزق، وقد تطلب السعي لتحقيق الأمن الوطني الدخول في تحالفات ومحاور متغيرة، حيث يستبدل حليف بآخر أو في الدخول في توازنات، ولكن الثابت أنه وبرغم حالة التجزئة هذه إلا أن دولة قوية نسبياً قد وجدت أنها تملك الوعي في الحفاظ على أمنها وتطوير قدراتها العسكرية والاقتصادية وفي إيمان مواطنيها بمشروعيتها من خلال اختراع الهويات الفرعية، سواء كان المواطن موالياً للحاكم أو معارضاً له. ارتبطت حالة التجزئة وترافقت بالارتباط مع مَن أجرى العملية الجراحية التي عرفت باسم سايكس – بيكو وهو الغرب الاستعماريّ بتطوراته، وكان لا بدّ لهذا الواقع من أن يدفعنا نحو انحدار الدائم ينتهي بوصولنا إلى ما نحن فيه من ضعف وهوان. وهذه المسائل قد لا تكون حكراً علينا فقد سادت في كثير من دول الجنوب أو العالم الثالث وفق التصنيفات التي سادت في عصر القطبية الثنائية، ولكن وضعنا ووضع العالم العربي امتاز بحالة أكثر سوءاً وأسرع بالتدهور ففقدنا فيها حتى الأمن الوطني الجزئي وانتهى عصر الدفاع عن الدولة المنفصلة عن المجموع القومي ومصالحها واستبدل ذلك بأمن الحاكم وبقائه ووضع كل مقدرات الدولة والمجتمع في جيبه وجيوب أسرته وما يفيض عن ذلك في جيوب حاشيته المقرّبة. هكذا تحلل المجتمع وانهار الاقتصاد وأصبح لا يعتمد على موارده الوطنية ودخل في عصر الاعتماد شبه التام على الهبات والقروض المشروطة لصالح الواهب والدائن وافترض الحاكم أنه بهذا الرهان يستطيع أن يحصل على الدعم الخارجي وأن هذا الدعم هو مصدر بقائه. لكن هؤلاء الذين ضحّوا بالكرامة القومية والمصالح العليا في خدمة الأجندات المعادية سرعان ما كان يتمّ التخلي عنهم لصالح من أنتجوه من طفيليين أسوأ وأكثر خضوعاً منهم، فهؤلاء ليسوا حتى بمستوى مَن صنعتهم سايكس – بيكو الذين جعلوا من بلادنا قواعد عسكرية مفتوحة للعمل ضد مصالحنا. وهكذا تتواصل الحلقات من سيّئ إلى بشع إلى أبشع، ومن غريب أمرهم أنهم لا يقرأون التاريخ القديم، ولا يتابعون الأحداث المعاصرة، فلم يقرأ هؤلاء تجربة الخديوي إسماعيل الذي رهن مصر وباع قناة السويس تحت ضغط الديون وعلى أمل أن يخسر مصر ويربح العرش، أو الديكتاتوريات في أميركا اللاتينية كذلك لا تتابع المثل الحي الذي يتفاعل اليوم في مشاريع الرئيس الأميركي الجديد سواء في المكسيك أو بنما وكندا أو في غزة وفلسطين والهادفة إلى شطب مسألة فلسطين ودفنها، بحيث لا يتبقى منها لا أرض ولا شعب، مصادرة وتهجيراً، وبالأسلوب الذي عبّر عنه دونالد ترامب عندما سئل عن سبب استئناف إرسال القنابل إلى (إسرائيل) بالقول إنه على قناعة تامة بأن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال القوة أي أنه يقول بشكل غير مباشر إنّ السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بدعم (إسرائيل) لاستكمال مجازرها في غزة التي لم يبقَ فيها من أهداف سوى المدنيين، الأمر الذي سيحصل في محاولة لإنجاز مشروع التهجير، ولكن بعد أن يستكمل العرب خضوعهم وإنْ ببيانات قوية اللهجة غير مترافقة مع أي فعل جدّي، وبعد أن تستكمل (إسرائيل) عملية استرداد أسراها أو في حال وصلت طريق المفاوضات لاسترداد الأسرى إلى طريق مسدود. الشاهد الحي الذي لا تلاحظه الفئات الحاكمة هو ما يجري مع أوكرانيا ورئيسها زيلينسكي الذي نفذ الأجندة الأميركية ضد روسيا بحذافيرها غير مبالٍ بمصير شعبه ومصالحه التي لا يمكن لها أن تستقيم دون العلاقة مع الجار الروسي الذي فرضته عليه لعنة الجغرافيا، فقبل حوالي عام كان هو الرجل هو البطل الذي يتمّ تكريمه في الكونغرس الأميركي ويستقبل أفضل استقبال في البيت الأبيض، أما اليوم فقد تمّ التخلي عنه. فالرئيس الأميركي يقول إن على زيلينسكي أن يدفع نصف تريليون دولار تعويضات للإدارة الأميركية، وأنه قد أصبح رئيساً غير شرعيّ بعد استنفاد فترة حكمه الدستوريّة، وبالتالي لا بدّ من انتخابات يتحدّد بوجبها مَن هو الرئيس الشرعيّ لأوكرانيا، فيما يصف الرجل الأقوى في واشنطن إيلون ماسك زيلينسكي بأنه قائد فاسد وتافه لا يهمه سوى سرقة الأموال والبقاء في السلطة،. وفي غالب الأمر إن قمّة الرياض بين بوتين وترامب في نهاية الشهر ستكون إعلاناً عن شطب هذا الرجل التافه حقاً. وهنا الدرس الذي يجب على من يهمّه الأمر أن يتعلمه ويأخذ منه الموعظة. في عمليّة حسابيّة سهلة يستطيع حتى العقل العادي إجراءها يمكن إدراك أنّ الدفاع عن المصالح العليا للشعب والدولة يوفر إمكانية الصمود والبقاء أكثر من الاعتماد على الخارج الذي لا تحكم علاقته بالحاكم الضعيف معايير الوفاء والصداقة الشخصية أو قيَم حفظ الجميل. *سياسي فلسطيني مقيم في الكفير ـ جنين – فلسطين المحتلة 2025-02-21