logo
#

أحدث الأخبار مع #معاويةبنأبيسفيان،

حسين حلمي يكتب: الأيديولوجيات المتطرفة و زعزعة الاستقرار
حسين حلمي يكتب: الأيديولوجيات المتطرفة و زعزعة الاستقرار

نون الإخبارية

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • نون الإخبارية

حسين حلمي يكتب: الأيديولوجيات المتطرفة و زعزعة الاستقرار

المقصود بعبارة «حق أريد به باطل» ينطبق على تلك الجماعات الأصولية المنتشرة في كافة أنحاء أخبار ذات صلة 1:23 صباحًا - 21 أبريل, 2025 10:08 صباحًا - 25 أبريل, 2025 9:33 مساءً - 21 أبريل, 2025 8:14 مساءً - 26 أبريل, 2025 هذه المنظمات التي تتخذ العقيدة الدينية شعارًا ظاهريًا تسعى باستمرار إلى زعزعة الأنظمة لتحقق هدفها في الاستحواذ على السلطة وما تحمله من مغريات ومكاسب. غالبًا ما ينطق هؤلاء بالحق عبر ألسنتهم، لكنهم يتبنون مسلك الغلو في الدين ويعتقدون أن تفسيرهم الوحيد للنصوص هو الحقيقة المطلقة. هذه الفئة لا تقبل الرأي الآخر وتفرض آراءها بشكل صارم، مستغلين فقه المغالاة الذي يؤدي بدوره إلى اختراع بدع وإصدار أحكام تكفير بحق من يخالفهم أو يعارضهم. التاريخ يحمل عنهم مثالًا واضحًا حين وصفهم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بحكمته البليغة «حق أريد به باطل»، في إشارة إلى موقفهم من رفض التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان، الذي كان حينها يشترط القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه قبل المبايعة. انتهى الأمر بهؤلاء إلى أن قتلوا الإمام علي أثناء صلاة الفجر بخنجر غادر، وفي ذلك تحققت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال عن هؤلاء القوم: «يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم». هؤلاء هم أهل الغلو والتشدد الذين يتبعون منهج البدع والتكفير، ويروجون لدولة قائمة على المكاسب والغنائم، وينشرون صورة دموية ويزعمون زورًا أنها تمثل الدين. واجهتهم لا تقتصر على رجال دين فقط، بل من بينهم أيضًا رموز سياسية تحمل أفكارًا أيديولوجية تهدف لإخضاع الناس، ومن يرفض الخضوع يتهمونه بالجهل أو الخيانة. وبين هذا وذاك، يعيش الناس في حالة من الحيرة والخوف، وسط اتهامات متبادلة بالتكفير والتخوين دون أن يجدوا من يمنحهم الطمأنينة ويزيل عنهم هذا الرعب. للمزيد من مقالات الكاتب

معركة القسطنطينية تحسم الحلقة الأخيرة في «معاوية».. وظهور خاص لأشرف عبد الغفور
معركة القسطنطينية تحسم الحلقة الأخيرة في «معاوية».. وظهور خاص لأشرف عبد الغفور

العين الإخبارية

time٢٤-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • العين الإخبارية

معركة القسطنطينية تحسم الحلقة الأخيرة في «معاوية».. وظهور خاص لأشرف عبد الغفور

تم تحديثه الإثنين 2025/3/24 10:47 م بتوقيت أبوظبي اختُتمت الحلقة الحادية والعشرون من مسلسل "معاوية" بمشهد درامي مؤثر، جسّد إحدى المحطات الفارقة في التاريخ الإسلامي. في الحلقة الحادية والعشرون من مسلسل " مسلسل "معاوية" الحلقة الأخيرة أحد أبرز مفاجآت الحلقة كان الظهور الخاص للفنان الراحل أشرف عبد الغفور، الذي قدم دور الصحابي أبو أيوب الأنصاري في أداء مؤثر جسّد رحلته الجهادية. جاء ظهوره بمثابة تكريم لمسيرته الفنية الطويلة، حيث أبدع في تجسيد شخصية الصحابي خلال لحظاته الأخيرة في المعركة، عندما أوصى بأن يُدفن بالقرب من أسوار القسطنطينية، وهي وصية نفذها يزيد بن معاوية بعد استشهاده. ركزت الحلقة الأخيرة على الحصار الذي قاده يزيد بن معاوية ضمن حملته لفتح القسطنطينية، حيث دارت معركة شرسة استبسل فيها المسلمون في القتال، وعلى رأسهم أبو أيوب الأنصاري، الذي استشهد أثناء المواجهة. جسدت الحلقة صمود المسلمين رغم التحديات، وعكست أجواء المعركة بحرفية عالية من خلال مشاهد مليئة بالإثارة والتشويق. مسلسل "معاوية حلقة 21 شهدت الحلقة أيضًا مشاهد تعكس أواخر أيام معاوية بن أبي سفيان، حيث وجّه وصاياه إلى ابنه يزيد، مؤكدًا أهمية التعقل في إدارة شؤون الدولة، واتخاذ القرارات الحاسمة بحكمة وحزم. كما أظهر المسلسل الأبعاد السياسية لهذه الفترة، وتسلسل الأحداث التي أدت إلى تثبيت أركان الدولة الأموية. بهذه الحلقة، يُسدل الستار على مسلسل "معاوية"، الذي استطاع المزج بين السرد التاريخي والرؤية الدرامية، مقدمًا للجمهور صورة متكاملة عن فترة حاسمة في تاريخ الإسلام، بداية من نشأة معاوية بن أبي سفيان ودوره في كتابة الوحي، مرورًا بتوليه الخلافة بعد تنازل الإمام الحسن بن علي، ووصولًا إلى تسليم الحكم لابنه يزيد. أبطال مسلسل "معاوية" جسد الفنان لجين إسماعيل دور معاوية بن أبي سفيان، وشاركه البطولة مجموعة من النجوم، من بينهم إياد نصار بدور الإمام علي بن أبي طالب، سامر المصري في دور عمر بن الخطاب، أيمن زيدان في دور عثمان بن عفان، غانم الزرلي بدور يزيد بن أبي سفيان، سهير بن عمارة في دور هند بنت عتبة، وائل شرف في دور عمرو بن العاص، وأسماء جلال بدور زوجة معاوية، إلى جانب نخبة من الممثلين الذين ساهموا في تقديم العمل بصورة متكاملة. تم تصوير المسلسل في تونس باستخدام أحدث التقنيات البصرية، ما منح العمل أجواءً بصرية غنية تعكس الحقبة التاريخية بدقة. تولى كتابة السيناريو خالد صلاح، بينما أخرج العمل أحمد مدحت، ليكون أحد أضخم الإنتاجات الدرامية التي تناولت هذه المرحلة التاريخية في رمضان 2025. aXA6IDkzLjExMy4xNDYuMTA2IA== جزيرة ام اند امز IT

"معاوية"
"معاوية"

الغد

time١٠-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الغد

"معاوية"

في كل عام، يشهد شهر رمضان المبارك إنتاجات درامية ضخمة تتناول قضايا اجتماعية وتاريخية ودينية، ومن بين هذه الأعمال، يبرز هذا العام مسلسل 'معاوية' كواحد من أكثر المسلسلات إثارة للجدل، ليس فقط بسبب تناوله لشخصية تاريخية محورية في التاريخ الإسلامي؛ بل أيضًا بسبب الإسقاطات السياسية التي يعكسها في ظل حالة الاستقطاب الطائفي التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم. اضافة اعلان يتناول المسلسل شخصية معاوية بن أبي سفيان، أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، ومؤسّس الفرع السفياني من الدولة الأموية. وتبدأ أحداث المسلسل مع الفتنة الكبرى التي أعقبت مقتل الخليفة عثمان بن عفان، والصراع الذي نشأ بين علي ومعاوية، والذي انتهت جولته بتنازل الحسن وقيام دولة بني أُميّة. هذه الفترة التاريخية تُعد من أكثر الفترات حساسية في التاريخ الإسلامي؛ حيث انقسم المسلمون إلى فرق ومذاهب، وبدأت بذور الانقسام الطائفي الذي ما زال يلقي بظلاله على العالم الإسلامي حتى اليوم. فبينما يُنظَر إلى معاوية في بعض الأوساط السنية كرمز للدهاء السياسي، والحكمة، فإنه يُنتقد بشدة في أوساط أخرى بسبب خروجه على خليفة عصره علي بن أبي طالب؛ وبالتالي فإن تقديم شخصية معاوية في المسلسل قد يُفسَّر على أنه محاولة لتبني وجهة نظر مُعيَّنة، أو الانحياز إلى رواية تاريخية محددة. لا يمكن فصل أي عمل درامي يتناول التاريخ الإسلامي عن الواقع السياسي والاجتماعي الذي يُعرَض فيه، فمسلسل 'معاوية' يأتي في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي انقسامات طائفية حادة بين طوائف المسلمين من سنة وشيعة وإباضية، وتمثل شخصيات القرن الهجري الأول والموقف منها أهم ملامح الخلاف الطائفي وبالتالي السياسي. ومنذ الإعلان عن إنتاج المسلسل؛ ثار جدل محموم على منصات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الثقافية والدينية، فهناك من يرى أن العمل يساهم في تسليط الضوء على فترة تاريخية مُهمّة، ويمثل مقاربة لفهم جذور الانقسام الإسلامي؛ بينما يعتبره آخرون محاولة لإعادة إنتاج رواية تاريخية مدفوعة بأجندة لتذكي من الخلافات في بعض المجتمعات العربية والإسلامية، وتخدم أجندات سياسية حاضرة. فالأوساط الشيعية، ترى في المسلسل أنه يُروِّج لرؤية مُنحازة للتَّاريخ الإسلامي، ويتجاهل الروايات الأخرى- في المصادر السُّنِّية والشيعيَّة- التي تنتقد شخص معاوية ودوره في الفتنة الكبرى. في المقابل، يرى البعض في الأوساط السُّنية أن المسلسل يُعيد الاعتبار لشخصية مُعاوية، ويبرز دوره في تأسيس دولة عربية إسلامية قوية بعد فترة من الفوضى، ويرى آخرون أنَّ العمل لا يستحق هذا الاهتمام والجدل. وتبرُز هنا تساؤلات حول دور الفن في تناول القضايا التاريخية الحسّاسة، وهل يمكن للفن أن يكون مُحايِدًا في تقديم رواية تاريخية، أم أنه دائِمًا ما يعكس وجهة نظر مُعيَّنة؟ وهل يُمكن للأعمال الدرامية أن تُسهم في تقريب وجهات النظر بين الطوائف الإسلامية، أم أنها في العادة تزيد من حِدة الخِلاف والانقسام؟ ويبقى هذا المسلسل عملًا دراميًّا يثير نِقاشًا طوال الشهر الفضيل- تغلب عليه العاطفة والانحياز المُسبق- حول قضايا تاريخية وسياسية معقدة وبعيدة في الزمان، وقلّ أن خلت الدراما التاريخية من تَحيُّزٍ وانتقائية، فأحداث التاريخ لم تصل في معظمها بروايات قطعية، بل اختلف الناس في أسانيدها وفي تأويل مُتونها وفي المقابلة بين مختلفها. ولربما تمنَّيت أن يَكتب النَّص الدرامي لهذا العمل الضخم شُيوخ المؤرخين من أهل العلم والتحقيق ليستند المسلسل على أصح الرِّوايات، ويقدِّم مُساهمة في التّخفيف من غُلواء الانقسامات الطائفية والسياسية وأثقال التاريخ، ويكتب الرِّواية الأكثر إنصافا لتلك الأحداث، مِمّا يُعزّز الوحدة ويُخفِّف الانقسام؛ ولكنني أخشى أن هذا لن يقدِّم ولن يؤخِّر كثيرًا في حالة الاستقطاب الحاد، وطُغيان العاطفة.

'معاوية' يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العراق
'معاوية' يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العراق

موقع كتابات

time٠٨-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • موقع كتابات

'معاوية' يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العراق

أن تجعل نفسك أسيرًا بإرادتك في سجن الحماقة الطائفية، وتغرق في أوهامك المصطنعة التي لا وجود لها إلا في مخيلتك المريضة، فهذا شأنك. لكن أن تسعى لإغراق المجتمع كله فيها وتوسيع دائرة الأسر هذه عليه، فذلك أمر يستوجب الوقوف عنده، فضح الأجندات التي تقف وراءه، وتحطيم تلك الدائرة المغلقة. مسلسل 'معاوية'، الذي يُعرض حاليًا على قنوات MBC باستثناء MBC العراق، كشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للسلطة الميليشياوية الحاكمة في بغداد. فقد أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات قرارًا بمنع عرض المسلسل على قناة MBC العراق، بحجة أو بذريعة أنه 'يثير سجالات طائفية'. للوهلة الأولى، وقبل الخوض في تحليل هذا القرار، يبدو أن سلطة الأحزاب الإسلامية في العراق تعيش خارج الزمن، أو في أفضل الأحوال، تعيش في حقبة ما قبل اكتشاف النار! فهل يعتقدون أن منع عرض المسلسل على MBC العراق يمنع الناس من مشاهدته على القنوات الأخرى أو على يوتيوب؟! ولنكن منصفين، هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الروايات التاريخية، والحريات، وحق التعبير، لا يعيشون على قمة جبل الجهل إلى هذا الحد. فهم يدركون مجريات الأمور، وعلى الأقل لديهم معرفة بالتطور التكنولوجي، بل إنهم بارعون في توظيف الجيوش الإلكترونية المدفوعة الثمن من اجل اسقاط معارضيهم سياسيين وأخلاقيا. لكن الأمر الأهم بالنسبة لهؤلاء الطائفيين في الإسلام السياسي الشيعي الحاكم هو تسجيل موقف أخلاقي وسياسي على الأقل تجاه التاريخ، ذلك التاريخ الذي استثمروا فيه أكثر مما استثمروا في التعليم، الصحة، الخدمات، والضمان الاجتماعي. إذ لا يملكون شيئًا سوى روايتهم الخاصة للتاريخ، وحتى هويتهم السياسية والفكرية الطائفية، المنبعثة من هذه الرواية، باتت متهالكة، ولم تعد قادرة على تمرير مشروعهم السياسي أمام وعي المجتمع، الذي لم يعد يحتمل ترهاتهم الطائفية. عرض هذا المسلسل، وهو من إنتاج عام 2023، في هذا التوقيت تحديدًا يستفز أصحاب الهوية الطائفية، لا سيما أنه يأتي بعد سقوط نظام بشار الأسد وسقوط الأوهام حول محور المقاومة والممانعة، الذي لم يكن موجودًا إلا في مخيلتهم الطائفية. والأدهى من ذلك، أن الإسلام السياسي السني اعتلى السلطة في دمشق، ويحاول الآن – سواء بصدق أو من باب التقية – نزع عباءته الأيديولوجية الإسلامية، وقطع الصلة بها، والاندماج في المحيط العربي، وهو ما يؤرق أنصار رواية ولاية الفقيه للتاريخ. لكن القصة لا تقف عند هذا الحد، فعرّابو الإسلام السياسي الشيعي في العراق، والمدعومون من نظام ولاية الفقيه، حريصون جدًا على حماية روايتهم للتاريخ، لأنها تخدم بقاءهم في السلطة، وتبرر سرقاتهم ونهبهم وقمعهم للاحتجاجات التي تطالب بالعمل والخدمات والحرية والعيش الكريم. وهم لن يقبلوا، تحت أي ظرف، بالتشكيك في هذه الرواية أو بإبراز شخصية مثل معاوية بن أبي سفيان، الذي بنوا على شيطنته أحد أركان أيديولوجيتهم الطائفية. فمعاوية، وفق الروايات التاريخية، حارب علي بن أبي طالب في معركة صفين عام 37 هـ (657 م)، والأسوأ من ذلك، أن ابنه يزيد بن معاوية حرم الحسين بن علي من الخلافة وقتله، بل وسبى زينب بنت علي، وهي الحادثة التي صارت شعارًا بارزًا رفعته الميليشيات العراقية تحت مقولة 'لا تُسبى زينب مرتين'، لتبرير تدخلها في الدفاع عن نظام بشار الأسد الإجرامي. إذن، قرار منع عرض مسلسل 'معاوية' لا يثير 'سجالات طائفية' كما زعموا، بل يضع علامة استفهام كبيرة على روايتهم للتاريخ، تلك الرواية التي استخدموها طويلًا لدق إسفين في صفوف الطبقة العاملة والمجتمع ككل وأشعلوا حرب أهلية في شباط ٢٠٢٦ تحت مظلة الغزو والاحتلال الامريكي، من أجل الامتيازات والنفوذ السياسي والسيطرة على السلطة السياسية. فبدون الاستثمار في الهوية الطائفية، والغرق في المستنقع الطائفي، هل يمكن لهذه الجماعات الإسلامية السياسية أن تستمر في الوجود أصلاً؟ وأخيرًا، فإن الاستثمار في التاريخ وتحضير الأرواح منه هو سمة فاقدي الهوية، وتعبير صارخ عن الإفلاس الفكري والسياسي. كما ان سيطرة هيئة تحرير الشام احدى اجنحة الإسلام السياسي السني على السلطة في دمشق تعيد إلى أذهانهم شبح الدولة الأموية، التي أسسها معاوية بن أبي سفيان واتخذ من دمشق عاصمةً لها. وإذا كان التاريخ حسب روايتهم قد حرم هؤلاء من السلطة بشكل تراجيدي، فإن حاضر اليوم ليس اقل تراجيدية، أذ ما يسمى 'الشرق الأوسط الجديد' الذي يسعى إليه النازي الجديد بنيامين نتنياهو بدعم الإدارة الأمريكية بزعامة دونالد ترامب، يقزم من مكانتهم في المعادلة السياسية التي تتشكل اليوم. وهذا الواقع الجديد لم يزدهم إلا محنةً واضطرابًا سياسيًا والغوص في المستنقع الطائفي عسى ولعل العثور على هوية ما.

"معاوية" يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العراق
"معاوية" يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العراق

اليوم الثامن

time٠٧-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • اليوم الثامن

"معاوية" يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العراق

أن تجعل نفسك أسيرًا بإرادتك في سجن الحماقة الطائفية، وتغرق في أوهامك المصطنعة التي لا وجود لها إلا في مخيلتك المريضة، فهذا شأنك. لكن أن تسعى لإغراق المجتمع كله فيها وتوسيع دائرة الأسر هذه عليه، فذلك أمر يستوجب الوقوف عنده، فضح الأجندات التي تقف وراءه، وتحطيم تلك الدائرة المغلقة. مسلسل 'معاوية'، الذي يُعرض حاليًا على قنوات MBC باستثناء MBC العراق، كشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للسلطة الميليشياوية الحاكمة في بغداد. فقد أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات قرارًا بمنع عرض المسلسل على قناة MBC العراق، بحجة أو بذريعة أنه "يثير سجالات طائفية". للوهلة الأولى، وقبل الخوض في تحليل هذا القرار، يبدو أن سلطة الأحزاب الإسلامية في العراق تعيش خارج الزمن، أو في أفضل الأحوال، تعيش في حقبة ما قبل اكتشاف النار! فهل يعتقدون أن منع عرض المسلسل على MBC العراق يمنع الناس من مشاهدته على القنوات الأخرى أو على يوتيوب؟! ولنكن منصفين، هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الروايات التاريخية، والحريات، وحق التعبير، لا يعيشون على قمة جبل الجهل إلى هذا الحد. فهم يدركون مجريات الأمور، وعلى الأقل لديهم معرفة بالتطور التكنولوجي، بل إنهم بارعون في توظيف الجيوش الإلكترونية المدفوعة الثمن من اجل اسقاط معارضيهم سياسيين وأخلاقيا. لكن الأمر الأهم بالنسبة لهؤلاء الطائفيين في الإسلام السياسي الشيعي الحاكم هو تسجيل موقف أخلاقي وسياسي على الأقل تجاه التاريخ، ذلك التاريخ الذي استثمروا فيه أكثر مما استثمروا في التعليم، الصحة، الخدمات، والضمان الاجتماعي. إذ لا يملكون شيئًا سوى روايتهم الخاصة للتاريخ، وحتى هويتهم السياسية والفكرية الطائفية، المنبعثة من هذه الرواية، باتت متهالكة، ولم تعد قادرة على تمرير مشروعهم السياسي أمام وعي المجتمع، الذي لم يعد يحتمل ترهاتهم الطائفية. عرض هذا المسلسل، وهو من إنتاج عام 2023، في هذا التوقيت تحديدًا يستفز أصحاب الهوية الطائفية، لا سيما أنه يأتي بعد سقوط نظام بشار الأسد وسقوط الأوهام حول محور المقاومة والممانعة، الذي لم يكن موجودًا إلا في مخيلتهم الطائفية. والأدهى من ذلك، أن الإسلام السياسي السني اعتلى السلطة في دمشق، ويحاول الآن - سواء بصدق أو من باب التقية - نزع عباءته الأيديولوجية الإسلامية، وقطع الصلة بها، والاندماج في المحيط العربي، وهو ما يؤرق أنصار رواية ولاية الفقيه للتاريخ. لكن القصة لا تقف عند هذا الحد، فعرّابو الإسلام السياسي الشيعي في العراق، والمدعومون من نظام ولاية الفقيه، حريصون جدًا على حماية روايتهم للتاريخ، لأنها تخدم بقاءهم في السلطة، وتبرر سرقاتهم ونهبهم وقمعهم للاحتجاجات التي تطالب بالعمل والخدمات والحرية والعيش الكريم. وهم لن يقبلوا، تحت أي ظرف، بالتشكيك في هذه الرواية أو بإبراز شخصية مثل معاوية بن أبي سفيان، الذي بنوا على شيطنته أحد أركان أيديولوجيتهم الطائفية. فمعاوية، وفق الروايات التاريخية، حارب علي بن أبي طالب في معركة صفين عام 37 هـ (657 م)، والأسوأ من ذلك، أن ابنه يزيد بن معاوية حرم الحسين بن علي من الخلافة وقتله، بل وسبى زينب بنت علي، وهي الحادثة التي صارت شعارًا بارزًا رفعته الميليشيات العراقية تحت مقولة 'لا تُسبى زينب مرتين'، لتبرير تدخلها في الدفاع عن نظام بشار الأسد الإجرامي. إذن، قرار منع عرض مسلسل 'معاوية' لا يثير 'سجالات طائفية' كما زعموا، بل يضع علامة استفهام كبيرة على روايتهم للتاريخ، تلك الرواية التي استخدموها طويلًا لدق إسفين في صفوف الطبقة العاملة والمجتمع ككل وأشعلوا حرب أهلية في شباط ٢٠٢٦ تحت مظلة الغزو والاحتلال الامريكي، من أجل الامتيازات والنفوذ السياسي والسيطرة على السلطة السياسية. فبدون الاستثمار في الهوية الطائفية، والغرق في المستنقع الطائفي، هل يمكن لهذه الجماعات الإسلامية السياسية أن تستمر في الوجود أصلاً؟ وأخيرًا، فإن الاستثمار في التاريخ وتحضير الأرواح منه هو سمة فاقدي الهوية، وتعبير صارخ عن الإفلاس الفكري والسياسي. كما ان سيطرة هيئة تحرير الشام احدى اجنحة الإسلام السياسي السني على السلطة في دمشق تعيد إلى أذهانهم شبح الدولة الأموية، التي أسسها معاوية بن أبي سفيان واتخذ من دمشق عاصمةً لها. وإذا كان التاريخ حسب روايتهم قد حرم هؤلاء من السلطة بشكل تراجيدي، فإن حاضر اليوم ليس اقل تراجيدية، أذ ما يسمى 'الشرق الأوسط الجديد' الذي يسعى إليه النازي الجديد بنيامين نتنياهو بدعم الإدارة الأمريكية بزعامة دونالد ترامب، يقزم من مكانتهم في المعادلة السياسية التي تتشكل اليوم. وهذا الواقع الجديد لم يزدهم إلا محنةً واضطرابًا سياسيًا والغوص في المستنقع الطائفي عسى ولعل العثور على هوية ما.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store