logo
#

أحدث الأخبار مع #معهدلينوسبولينغ

هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟
هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟

سرايا الإخبارية

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • سرايا الإخبارية

هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟

سرايا - إذا سبق أن حذّرك أحد من شرب القهوة أثناء تناول الطعام أو فور الانتهاء منه، فقد يكون في هذا التحذير شيء من الصحة. فالقهوة تحتوي على أكثر من ألف مركّب كيميائي، وبعضها—مثل الكافيين، والبوليفينولات، والعفص—يمكن أن يتداخل مع قدرة الجسم على امتصاص بعض العناصر الغذائية من الطعام. لكن الخبر الجيد هو أن هذه التأثيرات تكون طفيفة لدى معظم الناس — ولا تصل إلى حدّ التسبب في نقص العناصر الغذائية المهمة للجسد البشري. والعناصر الغذائية هي مواد موجودة في طعامنا وشرابنا تؤدي وظائف حيوية في الجسم. ونحن بحاجة إلى أنواع مختلفة منها للحفاظ على صحتنا. وتقول أليكس رواني، الباحثة في مجال تعليم علوم التغذية بجامعة كوليدج لندن وكبيرة مدربي العلوم في أكاديمية العلوم الصحية: "شرب القهوة لا يؤدي إلى منع امتصاص المواد الغذائية بشكل تام تمامًا – قد يحدث فقط بعض الانخفاض". وأوضحت رواني أن التأثير يعتمد على قوة القهوة، وكمية العناصر الغذائية المستهلكة، وعوامل الخطر الفردية مثل العمر، والتمثيل الغذائي، والحالة الصحية، والعوامل الوراثية. والعناصر الغذائية التي يمكن أن يؤثر شرب القهوة عليها تشمل الكالسيوم والحديد وفيتامينات ب. وقالت إميلي هو، مديرة معهد لينوس بولينغ وأستاذة في كلية الصحة بجامعة ولاية أوريغون: "إذا كانت مستويات العناصر الغذائية في جسمك كافية، فلا داعي للقلق. لكن من يعانون من انخفاض في هذه المستويات أو يقتربون من حدّ النقص، قد يؤدي الإفراط في شرب القهوة إلى تفاقم الحالة." منذ ثمانينيات القرن الماضي، ربطت الدراسات بين شرب القهوة وانخفاض قدرة الجسم على امتصاص الحديد. وتقول إميلي هو: "عند تناول القهوة مع الطعام، يمكن أن ترتبط البوليفينولات الموجودة فيها ببعض المعادن في الجهاز الهضمي". وتشرح أن هذا الارتباط يُصعّب على الجسم امتصاص الحديد، لأن دخول المعادن إلى مجرى الدم يتطلب مرورها عبر خلايا الأمعاء. "أما إذا بقيت مرتبطة بالبوليفينولات، فإنها تمر عبر الجهاز الهضمي وتُطرح على شكل فضلات". ويُعد هذا الأمر مهمًا بشكل خاص عندما يتعلق بالحديد، وخاصةً النوع الموجود في الأطعمة النباتية، والذي يُعرف باسم "الحديد غير الهيمي". فالحديد غير الهيمي، الموجود في الأطعمة مثل الفواكه والخضروات، يصعب على الجسم امتصاصه مقارنة بالحديد الموجود في اللحوم. يمكن للبوليفينولات في القهوة – وخاصة حمض الكلوروجينيك – أن ترتبط بهذا النوع من الحديد، مما يمنع امتصاصه بشكل صحيح إلى مجرى الدم. ونتيجة لذلك، يبقى الحديد عالقاً بهذه المركبات أثناء مروره في الجهاز الهضمي، ليتم التخلص في النهاية دون أن يستفيد منه الجسم. وتقول أليكس رواني إن كل هذا يعني أن الأشخاص المصابين بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد يجب أن يكونوا حذرين من شرب القهوة قبل الوجبات الغنية بالحديد بساعة على الأقل أو بعد ساعتين من تناول الأطعمة الغنية بالحديد حتى لا تختلط مع المعدة. وغالباً ما تندرج النساء الحوامل والنساء في فترة الحيض ضمن الفئة من الناس الذين يحتاجون إلى مراقبة مستويات الحديد لديهم، وعادةً ما يحتجن إلى المزيد من الحديد وهن أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، لذلك يجب عليهن مراقبة كمية القهوة التي يتناولنها. الكالسيوم يُعد الكالسيوم ضرورياً لصحة العظام، ومع ذلك، فإن 9 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و49 عاماً في المملكة المتحدة يستهلكون كمية أقل من الكالسيوم من خلال طعامهم، وهو ما يُعرّضهم لخطر ضعف العظام في مراحل لاحقة من حياتهم. وتلعب الكلى دوراً هاماً فيما يتعلق باستهلاك الكالسيوم، فبجانب دورها في التخلص من الفضلات والماء الزائد من الدم (على شكل بول) وإنتاج الهرمونات، فإنها تساعد في الحفاظ على توازن المواد الكيميائية (مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم). وتشير الدراسات إلى أن الكافيين قد يُصعّب على الجسم الاحتفاظ بالكالسيوم من خلال تدخله في كيفية معالجة الكالسيوم في الكلى وامتصاصه في الأمعاء. ومرة أخرى، تكون هذه التأثيرات ضئيلة ولكنها أكثر أهمية لدى الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الكالسيوم أو الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل صحية متعلقة بالعظام. وتقول رواني: "تشير دراسة شائعة نُشرت في مجلة أوستيوبوروسيس إنترناشيونال إلى أن الكافيين قد يُساهم في تآكل العظام من خلال التدخل في عملية التمثيل الغذائي للعظم، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد التأثير الحقيقي للكافيين على خطر الإصابة بهشاشة العظام". ويمكن للجسم تخزين الكالسيوم، لذلك لا داعي لتناول الكمية الموصي بها يومياً، ولكن على مدار أشهر، ينبغي أن يتناول البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و64 عاماً حوالي 700 ملغ من الكالسيوم يومياً. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الكافيين مُدرّ للبول، أي أنه يزيد من عدد مرات التبول. وتقول هو: "قد يؤدي ذلك إلى فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء (مثل بعض فيتامينات ب) والمعادن (مثل الحديد والكالسيوم)، حيث يلعب الإخراج دوراً في تنظيم مستوياتها في الجسم". فيتامينات ب وتوضح رواني أنه بسبب تأثير القهوة على وظائف الكلى وامتصاص العناصر الغذائية، فإنشرب كميات كبيرة من القهوة – مثل أربعة أكواب أو أكثر يومياً – قد يؤدي إلى زيادة طرح السوائل من الجسم، مما يسهم في فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، بما في ذلك فيتامينات ب. وتذوب فيتامينات ب في الماء، فلا تُخزن في الجسم بل يتم التخلص من الفائض منها مع البول. البروبيوتيك البروبيوتيك هي بكتيريا وخمائر حية يُعتقد أن لها فوائد صحية متنوعة. وقد تُساعد في استعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء في بعض الحالات، وفقاً لموقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (إن إتش إس)، ولكن لا توجد أدلة كافية تدعم العديد من الادعاءات الصحية المُتداولة عنها. ومع ذلك، إذا كنت ترغب في تجربة مكملات البروبيوتيك أو الأطعمة الغنية بها، مثل الزبادي والكيمتشي، فمن الأفضل تجنب تناولها مع المشروبات الساخنة كالقهوة. وتقول رواني إن "البكتيريا الحية في البروبيوتيك حساسة للغاية للحرارة، والتعرض لدرجات حرارة عالية، مثل حرارة القهوة، قد يُقلل من معدل بقائها في الجهاز الهضمي، وبالتالي تقليل فعاليتها". ويصف الأطباء البروبيوتيك أحياناً لتخفيف الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية. للحصول على أقصى فائدة، انتظر من 30 إلى 60 دقيقة بعد تناول فنجان من القهوة، لتناول البروبيوتيك.

هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟
هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟

خبرني

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • خبرني

هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟

خبرني - إذا سبق أن حذّرك أحد من شرب القهوة أثناء تناول الطعام أو فور الانتهاء منه، فقد يكون في هذا التحذير شيء من الصحة. فالقهوة تحتوي على أكثر من ألف مركّب كيميائي، وبعضها—مثل الكافيين، والبوليفينولات، والعفص—يمكن أن يتداخل مع قدرة الجسم على امتصاص بعض العناصر الغذائية من الطعام. لكن الخبر الجيد هو أن هذه التأثيرات تكون طفيفة لدى معظم الناس — ولا تصل إلى حدّ التسبب في نقص العناصر الغذائية المهمة للجسد البشري. والعناصر الغذائية هي مواد موجودة في طعامنا وشرابنا تؤدي وظائف حيوية في الجسم. ونحن بحاجة إلى أنواع مختلفة منها للحفاظ على صحتنا. وتقول أليكس رواني، الباحثة في مجال تعليم علوم التغذية بجامعة كوليدج لندن وكبيرة مدربي العلوم في أكاديمية العلوم الصحية: "شرب القهوة لا يؤدي إلى منع امتصاص المواد الغذائية بشكل تام تمامًا – قد يحدث فقط بعض الانخفاض". وأوضحت رواني أن التأثير يعتمد على قوة القهوة، وكمية العناصر الغذائية المستهلكة، وعوامل الخطر الفردية مثل العمر، والتمثيل الغذائي، والحالة الصحية، والعوامل الوراثية. والعناصر الغذائية التي يمكن أن يؤثر شرب القهوة عليها تشمل الكالسيوم والحديد وفيتامينات ب. وقالت إميلي هو، مديرة معهد لينوس بولينغ وأستاذة في كلية الصحة بجامعة ولاية أوريغون: "إذا كانت مستويات العناصر الغذائية في جسمك كافية، فلا داعي للقلق. لكن من يعانون من انخفاض في هذه المستويات أو يقتربون من حدّ النقص، قد يؤدي الإفراط في شرب القهوة إلى تفاقم الحالة." منذ ثمانينيات القرن الماضي، ربطت الدراسات بين شرب القهوة وانخفاض قدرة الجسم على امتصاص الحديد. وتقول إميلي هو: "عند تناول القهوة مع الطعام، يمكن أن ترتبط البوليفينولات الموجودة فيها ببعض المعادن في الجهاز الهضمي". وتشرح أن هذا الارتباط يُصعّب على الجسم امتصاص الحديد، لأن دخول المعادن إلى مجرى الدم يتطلب مرورها عبر خلايا الأمعاء. "أما إذا بقيت مرتبطة بالبوليفينولات، فإنها تمر عبر الجهاز الهضمي وتُطرح على شكل فضلات". ويُعد هذا الأمر مهمًا بشكل خاص عندما يتعلق بالحديد، وخاصةً النوع الموجود في الأطعمة النباتية، والذي يُعرف باسم "الحديد غير الهيمي". فالحديد غير الهيمي، الموجود في الأطعمة مثل الفواكه والخضروات، يصعب على الجسم امتصاصه مقارنة بالحديد الموجود في اللحوم. يمكن للبوليفينولات في القهوة – وخاصة حمض الكلوروجينيك – أن ترتبط بهذا النوع من الحديد، مما يمنع امتصاصه بشكل صحيح إلى مجرى الدم. ونتيجة لذلك، يبقى الحديد عالقاً بهذه المركبات أثناء مروره في الجهاز الهضمي، ليتم التخلص في النهاية دون أن يستفيد منه الجسم. وتقول أليكس رواني إن كل هذا يعني أن الأشخاص المصابين بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد يجب أن يكونوا حذرين من شرب القهوة قبل الوجبات الغنية بالحديد بساعة على الأقل أو بعد ساعتين من تناول الأطعمة الغنية بالحديد حتى لا تختلط مع المعدة. وغالباً ما تندرج النساء الحوامل والنساء في فترة الحيض ضمن الفئة من الناس الذين يحتاجون إلى مراقبة مستويات الحديد لديهم، وعادةً ما يحتجن إلى المزيد من الحديد وهن أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، لذلك يجب عليهن مراقبة كمية القهوة التي يتناولنها. الكالسيوم يُعد الكالسيوم ضرورياً لصحة العظام، ومع ذلك، فإن 9 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و49 عاماً في المملكة المتحدة يستهلكون كمية أقل من الكالسيوم من خلال طعامهم، وهو ما يُعرّضهم لخطر ضعف العظام في مراحل لاحقة من حياتهم. وتلعب الكلى دوراً هاماً فيما يتعلق باستهلاك الكالسيوم، فبجانب دورها في التخلص من الفضلات والماء الزائد من الدم (على شكل بول) وإنتاج الهرمونات، فإنها تساعد في الحفاظ على توازن المواد الكيميائية (مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم). وتشير الدراسات إلى أن الكافيين قد يُصعّب على الجسم الاحتفاظ بالكالسيوم من خلال تدخله في كيفية معالجة الكالسيوم في الكلى وامتصاصه في الأمعاء. ومرة أخرى، تكون هذه التأثيرات ضئيلة ولكنها أكثر أهمية لدى الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الكالسيوم أو الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل صحية متعلقة بالعظام. وتقول رواني: "تشير دراسة شائعة نُشرت في مجلة أوستيوبوروسيس إنترناشيونال إلى أن الكافيين قد يُساهم في تآكل العظام من خلال التدخل في عملية التمثيل الغذائي للعظم، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد التأثير الحقيقي للكافيين على خطر الإصابة بهشاشة العظام". ويمكن للجسم تخزين الكالسيوم، لذلك لا داعي لتناول الكمية الموصي بها يومياً، ولكن على مدار أشهر، ينبغي أن يتناول البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و64 عاماً حوالي 700 ملغ من الكالسيوم يومياً. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الكافيين مُدرّ للبول، أي أنه يزيد من عدد مرات التبول. وتقول هو: "قد يؤدي ذلك إلى فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء (مثل بعض فيتامينات ب) والمعادن (مثل الحديد والكالسيوم)، حيث يلعب الإخراج دوراً في تنظيم مستوياتها في الجسم". فيتامينات ب وتوضح رواني أنه بسبب تأثير القهوة على وظائف الكلى وامتصاص العناصر الغذائية، فإنشرب كميات كبيرة من القهوة – مثل أربعة أكواب أو أكثر يومياً – قد يؤدي إلى زيادة طرح السوائل من الجسم، مما يسهم في فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، بما في ذلك فيتامينات ب. وتذوب فيتامينات ب في الماء، فلا تُخزن في الجسم بل يتم التخلص من الفائض منها مع البول. البروبيوتيك البروبيوتيك هي بكتيريا وخمائر حية يُعتقد أن لها فوائد صحية متنوعة. وقد تُساعد في استعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء في بعض الحالات، وفقاً لموقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (إن إتش إس)، ولكن لا توجد أدلة كافية تدعم العديد من الادعاءات الصحية المُتداولة عنها. ومع ذلك، إذا كنت ترغب في تجربة مكملات البروبيوتيك أو الأطعمة الغنية بها، مثل الزبادي والكيمتشي، فمن الأفضل تجنب تناولها مع المشروبات الساخنة كالقهوة. وتقول رواني إن "البكتيريا الحية في البروبيوتيك حساسة للغاية للحرارة، والتعرض لدرجات حرارة عالية، مثل حرارة القهوة، قد يُقلل من معدل بقائها في الجهاز الهضمي، وبالتالي تقليل فعاليتها". ويصف الأطباء البروبيوتيك أحياناً لتخفيف الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية. للحصول على أقصى فائدة، انتظر من 30 إلى 60 دقيقة بعد تناول فنجان من القهوة، لتناول البروبيوتيك.

هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟
هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟

شفق نيوز

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • شفق نيوز

هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟

إذا سبق أن حذرك أحد من مخاطر شرب القهوة أثناء تناول الطعام أو بعده بشكل مباشر، فقد يكون في هذا الحديث شيء من الحقيقة. إذ تحتوي القهوة على أكثر من 1000 مركّب كيميائي. ويتداخل بعض تلك المركبات– مثل الكافيين، والبوليفينولات، والعفص- مع عملية امتصاص الجسم للعناصر الغذائية من الطعام. لكن الخبر الجيد هو أن هذه التأثيرات تكون طفيفة لدى معظم الناس — ولا تصل إلى حدّ التسبب في نقص العناصر الغذائية المهمة للجسد البشري. والعناصر الغذائية هي مواد موجودة في طعامنا وشرابنا تؤدي وظائف حيوية في الجسم. ونحن بحاجة إلى أنواع مختلفة منها للحفاظ على صحتنا. وتقول أليكس روايني، الباحثة في مجال تعليم علوم التغذية بجامعة كوليدج لندن وكبيرة مدربي العلوم في أكاديمية العلوم الصحية: "شرب القهوة لا يؤدي إلى منع امتصاص المواد الغذائية بشكل تام تمامًا – قد يحدث فقط بعض الانخفاض". وأوضحت روايني أن التأثير يعتمد على قوة القهوة، وكمية العناصر الغذائية المستهلكة، وعوامل الخطر الفردية مثل العمر، والتمثيل الغذائي، والحالة الصحية، والعوامل الوراثية. والعناصر الغذائية التي يمكن أن يؤثر شرب القهوة عليها تشمل الكالسيوم والحديد وفيتامينات ب. وقالت إميلي هو، مديرة معهد لينوس بولينغ وأستاذة في كلية الصحة بجامعة ولاية أوريغون: "لا داعي للقلق إذا كانت مستوياتك من العناصر الغذائية كافية بالفعل، ولكن بالنسبة لأولئك المعرضين لخطر النقص أو الذين لديهم مستويات منخفضة أصلًا، فإن الإفراط في شرب القهوة قد يساهم في المزيد من النقص". القهوة والحديد منذ ثمانينيات القرن الماضي، ربطت الدراسات بين القهوة وانخفاض امتصاص الحديد. تقول إميلي هو: "عندما تشرب القهوة مع وجبة طعام، يمكن أن تتفاعل البوليفينولات الموجودة مع بعض المعادن في جهازك الهضمي". وتوضح أن هذه العملية – أي ارتباط المعادن بالبوليفينولات – يمكن أن تجعل من الصعب على الجسم امتصاص الحديد، لأن المعادن تحتاج إلى المرور عبر خلايا الأمعاء لدخول مجرى الدم. "إذا بقيت هذه المعادن ملتصقة بالبوليفينولات، فإنها ببساطة تعبر بسرعة عبر الجسم قبل أن يتم التخلص منها على شكل فضلات". ويُعد هذا الأمر مهمًا بشكل خاص عندما يتعلق بالحديد، وخاصةً النوع الموجود في الأطعمة النباتية، والذي يُعرف باسم "الحديد غير الهيمي". فالحديد غير الهيمي، الموجود في الأطعمة مثل الفواكه والخضروات، يصعب على الجسم امتصاصه مقارنة بالحديد الموجود في اللحوم. وتستطيع البوليفينولات في القهوة – وخاصة حمض الكلوروجينيك – أن تلتصق بهذا النوع من الحديد، مما يمنع امتصاصه بشكل صحيح إلى مجرى الدم. ونتيجة لذلك، يبقى الحديد عالقًا بهذه المركبات أثناء مروره في الجهاز الهضمي، ليتم التخلص في النهاية دون أن يستفيد منه الجسم. وتقول أليكس رواني إن كل هذا يعني أن الأشخاص المصابين بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد يجب أن يكونوا حذرين من شرب القهوة قبل الوجبات الغنية بالحديد بساعة على الأقل أو بعد ساعتين من تناول الأطعمة الغنية بالحديد حتى لا تختلط مع المعدة. وغالباً ما تندرج النساء في فترة الحيض والحوامل ضمن هذه الفئة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مراقبة مستويات الحديد لديهم، وعادةً ما يحتجن إلى المزيد من الحديد وهن أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، لذلك يجب عليهن مراقبة كمية القهوة التي يتناولنها. الكالسيوم يُعد الكالسيوم ضروريا لصحة العظام، ومع ذلك، فإن 9 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و49 عاماً في المملكة المتحدة يستهلكون كمية أقل من الكالسيوم من خلال طعامهم، وهو ما يُعرّضهم لخطر ضعف العظام في مراحل لاحقة من حياتهم. وتلعب الكلى دورا هاما فيما يتعلق باستهلاك الكالسيوم، فبجانب دورها في التخلص من الفضلات والماء الزائد من الدم (على شكل بول) وإنتاج الهرمونات، فإنها تساعد في الحفاظ على توازن المواد الكيميائية (مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم). وتشير الدراسات إلى أن الكافيين قد يُصعّب على الجسم الاحتفاظ بالكالسيوم من خلال تدخله في كيفية معالجة الكالسيوم في الكلى وامتصاصه في الأمعاء. ومرة أخرى، تكون هذه التأثيرات ضئيلة ولكنها أكثر أهمية لدى الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الكالسيوم أو الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل صحية متعلقة بالعظام. وتقول رواني: "تشير دراسة شائعة نُشرت في مجلة أوستيوبوروسيس إنترناشيونال إلى أن الكافيين قد يُساهم في تآكل العظام من خلال التدخل في عملية التمثيل الغذائي للعظم، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد التأثير الحقيقي للكافيين على خطر الإصابة بهشاشة العظام". ويمكن للجسم تخزين الكالسيوم، لذلك لا داعي لتناول الكمية الموصي بها يومياً، ولكن على مدار أشهر، ينبغي أن يتناول البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و64 عاماً حوالي 700 ملغ من الكالسيوم يومياً. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الكافيين مُدرّ للبول، أي أنه يزيد من عدد مرات التبول. وتقول هو: "قد يؤدي ذلك إلى فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء (مثل بعض فيتامينات ب) والمعادن (مثل الحديد والكالسيوم)، حيث يلعب الإخراج دوراً في تنظيم مستوياتها في الجسم". فيتامينات ب وتوضح رواني أنه بسبب تأثير القهوة على وظائف الكلى وامتصاص العناصر الغذائية، فإن شرب كميات كبيرة من القهوة (مثل 4 فناجين يومياً أو أكثر) قد يؤدي إلى زيادة إفرازها، وبالتالي فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، بما في ذلك فيتامينات ب. وتذوب فيتامينات ب في الماء، فلا تُخزن في الجسم بل يتم التخلص من الفائض منها مع البول. البروبيوتيك البروبيوتيك هي بكتيريا وخمائر حية يُعتقد أن لها فوائد صحية متنوعة. وقد تُساعد في استعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء في بعض الحالات، وفقاً لموقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (إن إتش إس)، ولكن لا توجد أدلة كافية تدعم العديد من الادعاءات الصحية المُتداولة عنها. ومع ذلك، إذا كنت ترغب في تجربة مكملات البروبيوتيك أو الأطعمة الغنية بها، مثل الزبادي والكيمتشي، فمن الأفضل تجنب تناولها مع المشروبات الساخنة كالقهوة. وتقول رواني إن "البكتيريا الحية في البروبيوتيك حساسة للغاية للحرارة، والتعرض لدرجات حرارة عالية، مثل حرارة القهوة، ما قد يُقلل من معدل بقائها في الجهاز الهضمي، وبالتالي تقليل فعاليتها". ويصف الأطباء البروبيوتيك أحياناً لتخفيف الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية، للحصول على أقصى فائدة، انتظر من 30 إلى 60 دقيقة بعد تناول فنجان من القهوة، لتناول البروبيوتيك . هل يستحق الأمر إحلال الشاي محل القهوة؟ إذا كنت تفكر في التحول إلى الشاي، فمن المهم أن تعلم أن بعض المخاوف نفسها تنطبق على الشاي أيضا. وتحذر هو: "في الواقع، يُمكن أن يكون للبوليفينولات الموجودة في الشاي تأثير مماثل على امتصاص العناصر الغذائية، لذلك من المهم الانتباه إلى توقيت تناول الشاي إذا كنت قلقاً من ذلك".

هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟
هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟

سيدر نيوز

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • سيدر نيوز

هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟

إذا سبق أن حذرك أحد من مخاطر شرب القهوة أثناء تناول الطعام أو بعده بشكل مباشر، فقد يكون في هذا الحديث شيء من الحقيقة. إذ تحتوي القهوة على أكثر من 1000 مركّب كيميائي. ويتداخل بعض تلك المركبات– مثل الكافيين، والبوليفينولات، والعفص- مع عملية امتصاص الجسم للعناصر الغذائية من الطعام. لكن الخبر الجيد هو أن هذه التأثيرات تكون طفيفة لدى معظم الناس — ولا تصل إلى حدّ التسبب في نقص العناصر الغذائية المهمة للجسد البشري. والعناصر الغذائية هي مواد موجودة في طعامنا وشرابنا تؤدي وظائف حيوية في الجسم. ونحن بحاجة إلى أنواع مختلفة منها للحفاظ على صحتنا. وتقول أليكس روايني، الباحثة في مجال تعليم علوم التغذية بجامعة كوليدج لندن وكبيرة مدربي العلوم في أكاديمية العلوم الصحية: 'شرب القهوة لا يؤدي إلى منع امتصاص المواد الغذائية بشكل تام تمامًا – قد يحدث فقط بعض الانخفاض'. وأوضحت روايني أن التأثير يعتمد على قوة القهوة، وكمية العناصر الغذائية المستهلكة، وعوامل الخطر الفردية مثل العمر، والتمثيل الغذائي، والحالة الصحية، والعوامل الوراثية. والعناصر الغذائية التي يمكن أن يؤثر شرب القهوة عليها تشمل الكالسيوم والحديد وفيتامينات ب. وقالت إميلي هو، مديرة معهد لينوس بولينغ وأستاذة في كلية الصحة بجامعة ولاية أوريغون: 'لا داعي للقلق إذا كانت مستوياتك من العناصر الغذائية كافية بالفعل، ولكن بالنسبة لأولئك المعرضين لخطر النقص أو الذين لديهم مستويات منخفضة أصلًا، فإن الإفراط في شرب القهوة قد يساهم في المزيد من النقص'. القهوة والحديد منذ ثمانينيات القرن الماضي، ربطت الدراسات بين القهوة وانخفاض امتصاص الحديد. تقول إميلي هو: 'عندما تشرب القهوة مع وجبة طعام، يمكن أن تتفاعل البوليفينولات الموجودة مع بعض المعادن في جهازك الهضمي'. وتوضح أن هذه العملية – أي ارتباط المعادن بالبوليفينولات – يمكن أن تجعل من الصعب على الجسم امتصاص الحديد، لأن المعادن تحتاج إلى المرور عبر خلايا الأمعاء لدخول مجرى الدم. 'إذا بقيت هذه المعادن ملتصقة بالبوليفينولات، فإنها ببساطة تعبر بسرعة عبر الجسم قبل أن يتم التخلص منها على شكل فضلات'. ويُعد هذا الأمر مهمًا بشكل خاص عندما يتعلق بالحديد، وخاصةً النوع الموجود في الأطعمة النباتية، والذي يُعرف باسم 'الحديد غير الهيمي'. فالحديد غير الهيمي، الموجود في الأطعمة مثل الفواكه والخضروات، يصعب على الجسم امتصاصه مقارنة بالحديد الموجود في اللحوم. وتستطيع البوليفينولات في القهوة – وخاصة حمض الكلوروجينيك – أن تلتصق بهذا النوع من الحديد، مما يمنع امتصاصه بشكل صحيح إلى مجرى الدم. ونتيجة لذلك، يبقى الحديد عالقًا بهذه المركبات أثناء مروره في الجهاز الهضمي، ليتم التخلص في النهاية دون أن يستفيد منه الجسم. وتقول أليكس رواني إن كل هذا يعني أن الأشخاص المصابين بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد يجب أن يكونوا حذرين من شرب القهوة قبل الوجبات الغنية بالحديد بساعة على الأقل أو بعد ساعتين من تناول الأطعمة الغنية بالحديد حتى لا تختلط مع المعدة. وغالباً ما تندرج النساء في فترة الحيض والحوامل ضمن هذه الفئة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مراقبة مستويات الحديد لديهم، وعادةً ما يحتجن إلى المزيد من الحديد وهن أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، لذلك يجب عليهن مراقبة كمية القهوة التي يتناولنها. الكالسيوم يُعد الكالسيوم ضروريا لصحة العظام، ومع ذلك، فإن 9 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و49 عاماً في المملكة المتحدة يستهلكون كمية أقل من الكالسيوم من خلال طعامهم، وهو ما يُعرّضهم لخطر ضعف العظام في مراحل لاحقة من حياتهم. وتلعب الكلى دورا هاما فيما يتعلق باستهلاك الكالسيوم، فبجانب دورها في التخلص من الفضلات والماء الزائد من الدم (على شكل بول) وإنتاج الهرمونات، فإنها تساعد في الحفاظ على توازن المواد الكيميائية (مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم). وتشير الدراسات إلى أن الكافيين قد يُصعّب على الجسم الاحتفاظ بالكالسيوم من خلال تدخله في كيفية معالجة الكالسيوم في الكلى وامتصاصه في الأمعاء. ومرة أخرى، تكون هذه التأثيرات ضئيلة ولكنها أكثر أهمية لدى الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الكالسيوم أو الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل صحية متعلقة بالعظام. وتقول رواني: 'تشير دراسة شائعة نُشرت في مجلة أوستيوبوروسيس إنترناشيونال إلى أن الكافيين قد يُساهم في تآكل العظام من خلال التدخل في عملية التمثيل الغذائي للعظم، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد التأثير الحقيقي للكافيين على خطر الإصابة بهشاشة العظام'. ويمكن للجسم تخزين الكالسيوم، لذلك لا داعي لتناول الكمية الموصي بها يومياً، ولكن على مدار أشهر، ينبغي أن يتناول البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و64 عاماً حوالي 700 ملغ من الكالسيوم يومياً. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الكافيين مُدرّ للبول، أي أنه يزيد من عدد مرات التبول. وتقول هو: 'قد يؤدي ذلك إلى فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء (مثل بعض فيتامينات ب) والمعادن (مثل الحديد والكالسيوم)، حيث يلعب الإخراج دوراً في تنظيم مستوياتها في الجسم'. فيتامينات ب وتوضح رواني أنه بسبب تأثير القهوة على وظائف الكلى وامتصاص العناصر الغذائية، فإن شرب كميات كبيرة من القهوة (مثل 4 فناجين يومياً أو أكثر) قد يؤدي إلى زيادة إفرازها، وبالتالي فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، بما في ذلك فيتامينات ب. وتذوب فيتامينات ب في الماء، فلا تُخزن في الجسم بل يتم التخلص من الفائض منها مع البول. البروبيوتيك البروبيوتيك هي بكتيريا وخمائر حية يُعتقد أن لها فوائد صحية متنوعة. وقد تُساعد في استعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء في بعض الحالات، وفقاً لموقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (إن إتش إس)، ولكن لا توجد أدلة كافية تدعم العديد من الادعاءات الصحية المُتداولة عنها. ومع ذلك، إذا كنت ترغب في تجربة مكملات البروبيوتيك أو الأطعمة الغنية بها، مثل الزبادي والكيمتشي، فمن الأفضل تجنب تناولها مع المشروبات الساخنة كالقهوة. وتقول رواني إن 'البكتيريا الحية في البروبيوتيك حساسة للغاية للحرارة، والتعرض لدرجات حرارة عالية، مثل حرارة القهوة، ما قد يُقلل من معدل بقائها في الجهاز الهضمي، وبالتالي تقليل فعاليتها'. ويصف الأطباء البروبيوتيك أحياناً لتخفيف الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية، للحصول على أقصى فائدة، انتظر من 30 إلى 60 دقيقة بعد تناول فنجان من القهوة، لتناول البروبيوتيك . هل يستحق الأمر إحلال الشاي محل القهوة؟ إذا كنت تفكر في التحول إلى الشاي، فمن المهم أن تعلم أن بعض المخاوف نفسها تنطبق على الشاي أيضا. وتحذر هو: 'في الواقع، يُمكن أن يكون للبوليفينولات الموجودة في الشاي تأثير مماثل على امتصاص العناصر الغذائية، لذلك من المهم الانتباه إلى توقيت تناول الشاي إذا كنت قلقاً من ذلك'.

هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟
هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟

الوسط

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • الوسط

هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟

Getty Images إذا سبق وأن حُذّرت من أن شرب القهوة خلال وجبة الطعام أو بعدها مباشرةً، قد يكون فكرة سيئة، فربما يكون في ذلك شيء من الحقيقة. إذ تحتوي القهوة على أكثر من ألف مركب كيميائي، وبعضها، مثل الكافيين والبوليفينول والعفص، قد يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام. ومع ذلك، فإن الخبر السار هو أن هذه التأثيرات ضئيلة بالنسبة لمعظم الناس، وليست كبيرة بما يكفي لتسبب نقصاً في العناصر الغذائية. العناصر الغذائية هي مواد موجودة في طعامنا وشرابنا وتؤدي وظائف حيوية معينة في الجسم، ونحن نحتاج إلى عناصر غذائية مختلفة للحفاظ على صحتنا. وتقول أليكس رواني، باحثة دكتوراة في علوم التغذية بكلية لندن الجامعية وكبيرة معلمي العلوم في أكاديمية العلوم الصحية إن شرب القهوة خلال وجبات الطعام "لا يُمنع امتصاص جميع العناصر الغذائية تماماً، وقد يكون هناك انخفاض طفيف فقط". وتوضح رواني أن التأثير يعتمد على قوة القهوة، وكمية العناصر الغذائية المستهلكة، وعوامل الخطر الفردية مثل العمر، والتمثيل الغذائي، والحالة الصحية، والجينات. وتشمل العناصر الغذائية التي نتحدث عنها: الكالسيوم والحديد وفيتامينات ب. وتقول إميلي هو، مديرة معهد لينوس بولينغ وأستاذة في كلية الصحة بجامعة ولاية أوريغون، إنه لا داعي للقلق إذا كانت مستويات العناصر الغذائية كافية، ولكن بالنسبة لمن يعانون نقصاً في هذه العناصر أو لديهم مستويات منخفضة بالفعل، فإن الإفراط في تناول القهوة قد يُسهم في استنزافها بشكل أكبر. Getty Images غالبًا ما تحتاج الحوامل إلى مراقبة مستويات الحديد لديهن والتي يمكن أن تتأثر أيضًا بتناول القهوة من يجب أن يكون حذراً بشأن شرب الكابتشينو؟ ربطت الدراسات بين القهوة وانخفاض امتصاص الحديد منذ ثمانينيات القرن الماضي. وتقول هو إنه "عند شرب القهوة مع وجبة، يمكن للبوليفينولات الموجودة فيها أن ترتبط ببعض المعادن في الجهاز الهضمي"، موضحة أن هذا الارتباط قد يصعّب على الجسم امتصاص الحديد، إذ يتعين على المعادن المرور عبر الخلايا المعوية للوصول إلى مجرى الدم، و"إذا بقيت ملتصقة بالبوليفينولات، فإنها تمر عبر الجسم وتخرج في البراز". وهذا الأمر مهم بشكل خاص للحديد، وخاصةً النوع الموجود في الأطعمة النباتية، والذي يُسمى "الحديد غير الهيمي"، فالحديد غير الهيمي الموجود في أطعمة مثل الفواكه والخضراوات يصعب على الجسم امتصاصه. ويمكن للبوليفينولات الموجودة في القهوة، وخاصة حمض الكلوروجينيك، أن ترتبط بهذا النوع من الحديد، مما يمنع امتصاصه في مجرى الدم بشكل صحيح، ونتيجة لذلك، يبقى الحديد ملتصقاً بهذه المركبات أثناء مروره عبر الجهاز الهضمي، فيتم إفرازه في النهاية بدلاً من أن يستخدمه الجسم. وتقول أليكس رواني إن كل هذا يعني أن الأشخاص المصابين بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد يجب أن يكونوا حذرين من شرب القهوة قبل الوجبات الغنية بالحديد بساعة على الأقل أو بعد ساعتين من تناول الأطعمة الغنية بالحديد حتى لا تختلط مع المعدة. وغالباً ما تندرج النساء في فترة الحيض والحوامل ضمن هذه الفئة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مراقبة مستويات الحديد لديهم، وعادةً ما يحتجن إلى المزيد من الحديد وهن أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، لذلك يجب عليهن مراقبة كمية القهوة التي يتناولنها. Getty Images تشير الدراسات إلى أن الكافيين قد يجعل من الصعب على جسمك الاحتفاظ بالكالسيوم الكالسيوم يُعد الكالسيوم ضروريًا لصحة العظام، ومع ذلك، فإن 9 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و49 عاماً في المملكة المتحدة يستهلكون كمية أقل من الكالسيوم من خلال طعامهم، وهو ما يُعرّضهم لخطر ضعف العظام في مراحل لاحقة من حياتهم. وتزيل الكلى الفضلات والماء الزائد من الدم (على شكل بول)، وتساعد في الحفاظ على توازن المواد الكيميائية (مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم) في الجسم، كما أنها تُنتج الهرمونات. وتشير الدراسات إلى أن الكافيين قد يُصعّب على الجسم الاحتفاظ بالكالسيوم من خلال التدخل في كيفية معالجته في الكلى وامتصاصه في الأمعاء. ومرة أخرى، تكون هذه التأثيرات ضئيلة ولكنها أكثر أهمية لدى الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الكالسيوم أو الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل صحية متعلقة بالعظام. وتقول رواني: "تشير دراسة شائعة نُشرت في مجلة أوستيوبوروسيس إنترناشيونال إلى أن الكافيين قد يُساهم في تآكل العظام من خلال التدخل في عملية التمثيل الغذائي للعظم، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد التأثير الحقيقي للكافيين على خطر الإصابة بهشاشة العظام". ويمكن للجسم تخزين الكالسيوم، لذلك لا داعي لتناول الكمية الموصى بها يومياً، ولكن على مدار أشهر، ينبغي أن يتناول البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و64 عاماً حوالي 700 ملغ من الكالسيوم يومياً. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الكافيين مُدرّ للبول، أي أنه يزيد من عدد مرات التبول. وتقول هو: "قد يؤدي ذلك إلى فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء (مثل بعض فيتامينات ب) والمعادن (مثل الحديد والكالسيوم)، حيث يلعب الإخراج دوراً في تنظيم مستوياتها في الجسم". فيتامينات ب وتوضح رواني أنه بسبب تأثير القهوة على وظائف الكلى وامتصاص العناصر الغذائية، فإن شرب كميات كبيرة من القهوة (مثل 4 فناجين يومياً أو أكثر) قد يؤدي إلى زيادة إفرازها، وبالتالي فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، بما في ذلك فيتامينات ب. وتذوب فيتامينات ب في الماء، فلا تُخزن في الجسم بل يتم التخلص من الفائض منها مع البول. Getty Images ينصح خبراء الصحة بعدم تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل الكيمتشي، مع القهوة البروبيوتيك البروبيوتيك هي بكتيريا وخمائر حية يُروّج لها، لفوائدها الصحية المتنوعة. وقد تُساعد في استعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء في بعض الحالات، وفقاً لموقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (إن إتش إس)، ولكن لا توجد أدلة كافية تدعم العديد من الادعاءات الصحية المُتداولة عنها. ومع ذلك، إذا كنت ترغب في تجربة مكملات البروبيوتيك أو الأطعمة الغنية بها، مثل الزبادي والكيمتشي، فمن الأفضل تجنب تناولها مع المشروبات الساخنة كالقهوة. وتقول رواني إن "البكتيريا الحية في البروبيوتيك حساسة للغاية للحرارة، والتعرض لدرجات حرارة عالية، مثل حرارة القهوة، ما قد يُقلل من معدل بقائها في الجهاز الهضمي، وبالتالي تقليل فعاليتها". ويصف الأطباء البروبيوتيك أحياناً لتخفيف الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية، للحصول على أقصى فائدة، انتظر من 30 إلى 60 دقيقة بعد تناول فنجان من القهوة، لتناول البروبيوتيك . Getty Images لا يقتصر الأمر على القهوة فقط فبعض المشروبات الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين يمكن أن تمنع امتصاص العناصر الغذائية أيضًا إذا تناولتها مع الوجبات هل يستحق الأمر استبدال القهوة بالشاي؟ إذا كنت تفكر في التحول إلى الشاي، فمن المهم أن تعلم أن بعض المخاوف نفسها تنطبق على الشاي أيضا. وتحذر هو: "في الواقع، يُمكن أن يكون للبوليفينولات الموجودة في الشاي تأثير مماثل على امتصاص العناصر الغذائية، لذلك من المهم الانتباه إلى توقيت تناول الشاي إذا كنت قلقاً من ذلك".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store