logo
#

أحدث الأخبار مع #منظمةالمؤتمرالإسلامي

دور ليبي ومسجد "مغربي".. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغابون؟
دور ليبي ومسجد "مغربي".. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغابون؟

الجزيرة

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

دور ليبي ومسجد "مغربي".. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغابون؟

في خضم تغطية المشهد العام في العاصمة الغابونية بعد الإطاحة بالرئيس علي بونغو أودينمبا في صيف 2023، رصدت كاميرات وسائل الإعلام الدولية في خلفية المشهد القريب من القصر الرئاسي مسجدًا ضخمًا ذا طابع عمارة مغربي، اسمه "مسجد الحسن الثاني". ويعدّ ذلك المسجد الذي افتتح عام 1983 بمشاركة وفد مغربي رفيع المستوى، بعد 5 سنوات من الأشغال، على مساحة تقدر بنحو 1.5 هكتار، شاهدًا بارزًا على قصة انتشار الإسلام في هذا البلد الأفريقي ذي الغالبية المسيحية والغني بالموارد الطبيعية، وخاصة النفط. تحول حقيقي بدأ العمل في بناء المسجد بعد سنوات قليلة على اللحظة الفارقة في انتشار الإسلام في هذا البلد الواقع في غرب وسط أفريقيا، عندما فاجأ رئيس البلاد آنذاك ألبرت برنارد بونغو الرأي العام المحلي والدولي بإعلان اعتناقه الإسلام. ففي عام 1973، وعلى إثر زيارة إلى ليبيا ولقائه العقيد معمر القذافي ، عاد الرئيس بونغو إلى بلاده وأشهر إسلامه يوم 29 سبتمبر/أيلول 1973 أمام جمع من الصحفيين المحليين والعرب، ليفتح صفحة جديدة في التاريخ الديني لبلاد كان المسلمون يشكلون فيها آنذاك حوالي 1% فقط من عدد السكان. وبينما يقول بونغو (1935-2009) إنه اعتنق الإسلام بناء على قناعة دينية شخصية، تروج منذ تلك السنوات البعيدة روايات أخرى مفادها أنه قام بذلك استجابة لطلب من القذافي وعينه على انضمام بلاده إلى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي تضم بلدانًا مهمة من العالم الإسلامي. وفي بقية القصة، أن ألبرت برنارد بونغو شدّ الرحال إلى السعودية لأداء مناسك الحج، فأصبح لاحقًا يحمل صفة الحاج التي أصبحت جزءًا من مسماه الرسمي واختار له اسم "عمر". وفي السنة نفسها، اعتنق ابنه آلان-برناد بونغو الإسلام وكان عمره آنذاك 15 عامًا، وأصبح اسمه "علي". وبعد أقل من 3 أسابيع على إعلان ذلك التحول الروحي في حياة الرئيس بونغو، بدأت البلاد في جني أول المكاسب الاقتصادية والسياسية، إذ انضمت إلى "أوبك" في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1973، وفي السنة التالية التحقت بمنظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي) ووطدت علاقاتها مع بلدان العالم العربي والإسلامي، خاصة المصدرة للنفط. وعلى الصعيد الديني، شكل ذلك التحول بداية جديدة في انتشار الإسلام هناك، حيث جاءت الدفعة الأولى من قلب الطبقة السياسية والإدارية ممن يُشار إليهم محليا باسم "مامادو"، والمقصود بهم المحيطون بالرئيس والمقربون منه (وزراء، مسؤولون كبار، ضباط كبار في الجيش، وغيرهم) الذين أشهروا إسلامهم أسوة بقائد البلاد. إضافة إلى طبقة "مامادو"، امتدت موجة اعتناق الإسلام إلى عموم المواطنين البسطاء، ويُشار إليهم محليا باسم "ماكايا"، وذلك في خضم المزاج العام والإشارات الصادرة من حكام البلاد وفي إطار التفاعل الاجتماعي اليومي مع أوائل المسلمين الأجانب الذين توافدوا على البلاد، وخاصة منذ استقلالها عام 1960 وظهور الحاجة إلى عمال وموظفين وفنيين وحرفيين، مع إرهاصات الفورة النفطية هناك. مظاهر الإسلام وفي السبعينيات، زادت وتيرة جلب الوافدين واتخذت شكلا أكثر مؤسسية، عندما بدأت الحكومة تستقدم العمالة المتخصصة من بلدان غرب أفريقيا لتنفيذ "الأشغال العامة الكبرى"، وخاصة بناء السكك الحديد. وهكذا تم توقيع اتفاقيات لاستقدام عمال، جلّهم مسلمون، من السنغال ومالي وغينيا كوناكري وفولتا العليا (بوركينا فاسو حاليا). إضافة إلى المسلمين الوافدين من الخارج، تزايدت على مر السنين أعداد المسلمين المحليين سواء ممن يعتنقون الإسلام بفضل أنشطة الجاليات المسلمة في مجالات الدعوة والتدريس والتأطير، أو بفعل البعثات الدراسية إلى بلدان العالم الإسلامي. وبهذه الوتيرة، وصلت نسبة المسلمين في الغابون إلى حوالي 10% من عدد السكان، وتعززت مظاهر الإسلام في البلاد من خلال ارتفاع عدد المساجد ومدارس تحفيظ القرآن والمؤسسات التعليمية الدينية ومنظمات المجتمع المدني. وأصبحت وسائل الإعلام الحكومية (تلفزيون، إذاعة…) تولي اهتمامًا خاصا بحياة المسلمين، وتم اعتماد عطل رسمية للاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى. وعلى الصعيد المؤسساتي، أُسس "المجلس الإسلامي الأعلى للغابون" بهدف الإشراف على الأنشطة الدينية والدعوية في أوساط الجاليات المسلمة الوافدة، وبشكل خاص أبناء البلد الذين اعتنقوا الإسلام. وظل ذلك المجلس تحت إشراف رئاسة الجمهورية سواء في عهد الرئيس عمر بونغو الذي حكم البلاد 42 عامًا (1967-2009) أو ابنه علي بونغو الذي تولى مقاليد الحكم منذ 2009 إلى حين الإطاحة به في انقلاب عسكري في 30 أغسطس/آب 2023. وبتلك المكانة الاعتبارية، اكتسبت مؤسسة رئاسة الجمهورية صبغة دينية تعززت من خلال كثير من المظاهر الرسمية والبروتوكولية في المناسبات الدينية، وهو ما كان يعزز حضور الإسلام في بلد يشكل المسيحيون قرابة 80% من سكانه البالغ عددهم حوالي 2.5 مليون نسمة. والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو: كيف ستكون أحوال المسلمين في الغابون بعد أن طويت صفحة حكم آل بونغو، وآلت مقاليد السلطة إلى الجنرال بريس أوليغي نغيما الذي كان جزءًا من منظومة الحكم في عهد بونغو الأب والابن؟ أوائل المسلمين وقبل التكهن بشأن المستقبل، لا بد من النبش في تاريخ البلاد للوقوف على أولى صفحات الوجود الإسلامي فيها. تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن أوائل المسلمين وصلوا إلى الغابون في نهاية القرن التاسع عشر وتزايد عددهم نسبيا خلال النصف الأول من القرن العشرين، أي خلال فترة الاستعمار الفرنسي ، وهم تجار قدموا من الكاميرون وتشاد وبعض المستعمرات في غرب أفريقيا ، بحثا عن منافذ تجارية. كذلك فإن المستعمر الفرنسي آنذاك كان في حاجة إلى عمالة لتحريك عجلة الاقتصاد. وبالنظر إلى قلة عدد السكان المحليين، اضطر إلى استقدام عمال من غرب أفريقيا، وكان العديد منهم من المسلمين. وجلبت فرنسا آنذاك إلى الغابون مهاجرين من بلدان الساحل الأفريقي لتكليفهم بمهام أخرى خدمة للمشروع الاستعماري سواء كموظفين في دواليب الإدارة أو عناصر في الأمن والجيش والمؤسسات شبه العسكرية.

ويتكوف وعراقجي... القادة وراء المحادثات الأميركية الإيرانية
ويتكوف وعراقجي... القادة وراء المحادثات الأميركية الإيرانية

ليبانون ديبايت

time١١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ليبانون ديبايت

ويتكوف وعراقجي... القادة وراء المحادثات الأميركية الإيرانية

وسط الغموض والإرباك الذي لف مسألة المحادثات الإيرانية الأميركية المرتقبة غداً السبت في سلطنة عمان، حول ما إذا كانت مباشرة أو غير مباشرة، بات معلوماً أن الموفد الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيترأس وفد بلاده. بينما سيشرف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على المباحثات. فيما أكد علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، أن "عراقجي يتمتع بصلاحيات كاملة خلال المفاوضات غير المباشرة مع أميركا". كما أبدى موقفاً إيجابياً بقوله إن بلاده تسعى لاتفاق عادل وحقيقي مع واشنطن. وفيما يرتقب أن تكون لقاءات الغد لجس النبض واستشفاف النوايا بين الجانبين، وفق ما ألمحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أمس والإيرانية اليوم، تنصب الأنظار على المفاوضين ويتكوف وعراقجي. لاسيما أن تاريخ الرجلين مختلف تماماً، إذ يأتي عراقجي من مسيرة طويلة في السلك الدبلوماسي، بينما ويتكوف يحمل تاريخاً في التجارة والعقارات. إذ لا يملك المبعوث الأميركي خبرة سابقة في مجال السياسة الخارجية. لكنه رغم ذلك، تولى أحد أهم المناصب في العالم كمبعوث خاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ومذاك قاد محادثات بالغة الأهمية بشأن غزة وأوكرانيا. حيث برز قطب العقارات لأول مرة عندما أشاد به صديقه المقرب ترامب لدوره في إبرام هدنة بين إسرائيل وحماس في غزة في كانون الثاني الماضي، على الرغم من انهيارها لاحقاً. كما أصبح ويتكوف، وهو ملياردير يبلغ 68 عاماً وشريك ترامب الدائم في لعب الغولف، أول مسؤول أميركي يزور غزة منذ بدء الحرب، بل أول زيارة يقوم بها مسؤول أميركي للقطاع منذ 15 عاماً. كذلك رعى جولات المحادثات التي عقدت مع المسؤولين الروس سواء تلك التي عقدت في السعودية أو موسكو، ولا يزال، سعياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ شباط 2022. يشار إلى أن ويتكوف وُلد في 15 آذار 1957، بحي برونكس في نيويورك، وجمع ثروته من مجال العقارات، بداية كمحامٍ للشركات، ثم على رأس شركات عقارية كبرى. ثم أسس عام 1997، مجموعة ويتكوف التي تقدّم نفسها على أنها "مزيج من مطوِّر ومستثمر ومُغير للواقع"، وتعمل فيها زوجته وابنه. أما عراقجي فعلى نقيض ويتكوف، إذ يُعدّ دبلوماسياً محترفاً ومهندساً رئيسياً للاتفاق النووي لعام 2015. إذ شغل حينها منصب نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية في عهد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وفق فرانس برس. كما اشتهر عندما تولى قيادة فريق المفاوضين النوويين خلال المفاوضات من 2013 إلى 2021، ولعب دوراً محورياً في المفاوضات التي انتهت بالاتفاق النووي عام 2015، وكذلك المفاوضات التي جرت في نهاية حكومة حسن روحاني، بهدف إحياء الاتفاق النووي. فللرجل البالغ من العمر 62 عاماً، مسيرة مهنية طويلة حملته على تأدية أدوار متعددة في وزارة الخارجية الإيرانية. وسبق أن شغل منصب سفير إيران لدى كل من اليابان وفنلندا، ونائب وزير الخارجية لشؤون آسيا والمحيط الهادئ لعامين، قبل أن يصبح المتحدث باسم الوزارة في 2013 لفترة قصيرة. كما شغل لفترة قصيرة أيضاً منصب رئيس بعثة بلاده إلى منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة. ووُلد عراقجي عام 1962 في طهران، في كنف عائلة ثرية من كبار التجار، لكنه اختار مساراً مختلفاً عن أفراد عائلته. فانضم الرجل الذي يُعرف بهدوئه، إلى كلية العلاقات الدولية في وزارة الخارجية، كغيره من أبناء الأسر المتنفِّذة، وحصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة آزاد الإسلامية، قبل أن ينتقل للمملكة المتحدة؛ حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفكر السياسي من جامعة "كنت" منتصف التسعينيات. وقبل ذلك انضم إلى الحرس الثوري مع تأسيسه في 1979 بعد الثورة التي أطاحت بنظام الشاه. ثم خدم في المكتب السياسي للحرس خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي. إلا أنه عاد وانضم لاحقاً إلى وزارة الخارجية خبيراً في الشؤون الدولية.

اجتماع جس نبض بين أميركا وإيران.. ويتكوف وعراقجي يشرفان
اجتماع جس نبض بين أميركا وإيران.. ويتكوف وعراقجي يشرفان

العربية

time١١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العربية

اجتماع جس نبض بين أميركا وإيران.. ويتكوف وعراقجي يشرفان

وسط الغموض والإرباك الذي لف مسألة المحادثات الإيرانية الأميركية المرتقبة غدا السبت في سلطنة عمان، حول ما إذا كانت مباشرة أو غير مباشرة، بات معلوماً أن الموفد الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيترأس وفد بلاده. بينما سيشرف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على المباحثات. فيما أكد علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي ، أن "عراقجي يتمتع بصلاحيات كاملة خلال المفاوضات غير المباشرة مع أميركا". كما أبدى موقفاً إيجابيا بقوله إن بلاده تسعى لاتفاق عادل وحقيقي مع واشنطن. وفيما يرتقب أن تكون لقاءات الغد لجس النبض واستشفاف النوايا بين الجانبين، وفق ما ألمحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أمس والإيرانية اليوم، تنصب الأنظار على المفاوضين ويتكوف وعراقجي. لاسيما أن تاريخ الرجلين مختلف تماما، إذ يأتي عراقجي من مسيرة طويلة في السلك الدبلوماسي، بينما ويتكوف يحمل تاريخا في التجارة والعقارات. من العقارات إلى السياسة العالمية إذ لا يملك المبعوث الأميركي خبرة سابقة في مجال السياسة الخارجية. لكنه رغم ذلك، تولى أحد أهم المناصب في العالم كمبعوث خاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، ومذاك قاد محادثات بالغة الأهمية بشأن غزة وأوكرانيا. حيث برز قطب العقارات لأول مرة عندما أشاد به صديقه المقرب ترامب لدوره في إبرام هدنة بين إسرائيل وحماس في غزة في يناير الماضي، على الرغم من انهيارها لاحقا. كما أصبح يتكوف، وهو ملياردير يبلغ 68 عاماً وشريك ترامب الدائم في لعب الغولف، أول مسؤول أميركي يزور غزة منذ بدء الحرب، بل أول زيارة يقوم بها مسؤول أميركي للقطاع منذ 15 عاماً. كذلك رعى جولات المحادثات التي عقدت مع المسؤولين الروس سواء تلك التي عقدت في السعودية أو موسكو، ولا يزال، سعياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ فبراير 2022. يشار إلى أن ويتكوف ولد في 15 مارس1957، بحي برونكس في نيويورك، وجمع ثروته من مجال العقارات، بداية كمحام للشركات، ثم على رأس شركات عقارية كبرى. ثم أسس عام 1997، مجموعة ويتكوف التي تقدّم نفسها على أنها "مزيج من مطوِّر ومستثمر ومُغير للواقع"، وتعمل فيها زوجته وابنه. مفاوض نووي دائم أما عراقجي فعلى نقيض ويتكوف، إذ يُعدّ دبلوماسياً محترفاً ومهندساً رئيسياً للاتفاق النووي لعام 2015. إذ شغل حينها منصب نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية في عهد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وفق فرانس برس. كما اشتهر عندما تولى قيادة فريق المفاوضين النوويين خلال المفاوضات من 2013 إلى 2021، ولعب دوراً محورياً في المفاوضات التي انتهت بالاتفاق النووي عام 2015، وكذلك المفاوضات التي جرت في نهاية حكومة حسن روحاني، بهدف إحياء الاتفاق النووي. فللرجل البالغ من العمر 62 عاما، مسيرة مهنية طويلة حملته على تأدية أدوار متعددة في وزارة الخارجية الإيرانية. وسبق أن شغل منصب سفير إيران لدى كل من اليابان وفنلندا، ونائب وزير الخارجية لشؤون آسيا والمحيط الهادئ لعامين، قبل أن يصبح المتحدث باسم الوزارة في 2013 لفترة قصيرة. كما شغل لفترة قصيرة أيضا منصب رئيس بعثة بلاده إلى منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة. ووُلد عراقجي عام 1962 في طهران، في كنف عائلة ثرية من كبار التجار، لكنه اختار مساراً مختلفاً عن أفراد عائلته. فانضم الرجل الذي يُعرف بهدوئه، إلى كلية العلاقات الدولية في وزارة الخارجية، كغيره من أبناء الأسر المتنفِّذة، وحصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة آزاد الإسلامية، قبل أن ينتقل للمملكة المتحدة؛ حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفكر السياسي من جامعة "كنت" منتصف التسعينيات. وقبل ذلك انضم إلى الحرس الثوري مع تأسيسه في 1979 بعد الثورة التي أطاحت بنظام الشاه. ثم خدم في المكتب السياسي للحرس خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي. إلا أنه عاد وانضم لاحقا إلى وزارة الخارجية خبيراً في الشؤون الدولية.

المسلمون في أوغندا.. أحفاد تجار وجنود عانوا الاضطهاد والتهميش السياسي
المسلمون في أوغندا.. أحفاد تجار وجنود عانوا الاضطهاد والتهميش السياسي

الجزيرة

time٢٥-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

المسلمون في أوغندا.. أحفاد تجار وجنود عانوا الاضطهاد والتهميش السياسي

المسلمون مكون شعبي أساسي في أوغندا ، بدأ يتشكل مع طلائع المسلمين الأوائل في البلاد ببداية القرن 19، قبل أن تتزايد وتيرة انتشار الإسلام في الفترات اللاحقة بفعل عوامل سياسية واجتماعية عدة. ورغم أن الإسلام سبق المسيحية إلى أوغندا، فإن الاستعمار البريطاني أعطى الحظوة في التعليم والقرب من مراكز صنع القرار للمسيحيين، مقابل إبعاد المسلمين وتهميشهم، فلم يكن لهم وزن سياسي مؤثر إبان الاستقلال عام 1962. ومع تولّي قائد الجيش عيدي أمين الحكم عام 1971 رئاسة البلاد -وهو أول مسلم يرأس أوغندا- أصبحت عضوا في منظمة المؤتمر الإسلامي التي غيرت فيما بعد اسمها إلى منظمة التعاون الإسلامي. ورغم أن المسلمين لم يسلموا من الاضطهاد في ظل حكم عيدي أمين، فقد تعرضوا لمجازر انتقامية بعد الإطاحة به. طلائع المسلمين يعود تاريخ الإسلام في أوغندا إلى أوائل القرن 19، فقد سبق المسيحية التي وصلت مع الاستعمار البريطاني لتصبح هذه البلاد واحدة من مراكزها الكبرى بشرق أفريقيا. وحسب ما تذكره المصادر التاريخية، فإن ثلاث محطات بارزة أسهمت في انتشار الإسلام بشكل واسع بين الأوغنديين. المحطة الأولى دخل الإسلام إلى أوغندا عن طريق السودان ، وانتشر بفضل العلاقات التي ربطها التجار السودانيون بالسكان ابتداء من المناطق الشمالية بالبلاد. وابتداء من عام 1844 سمح الكاباكا سونا الثاني بتدريس الإسلام رسميا في مملكته بوغندا، وهي إحدى الممالك الرئيسية التي كانت قائمة في أرض جمهورية أوغندا الحالية، وأصبح ملكها الكاباكا موتيسا الثاني رئيسا فخريا لدولة أوغندا عقب استقلالها عام 1962. ورغم أن سونا الثاني لم يعتنق الإسلام فإنه شجع الوعاظ العرب والسواحليين على تدريسه في بلاطه، كما تعلم بعض تعاليمه وحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وفق بعض الروايات التاريخية. ومع تولي نجله وخليفته الكاباكا موتيسا الأول الحكم، اعتنق الإسلام وتعلم القرآن و اللغة العربية وأصبح قصره الواقع على مشارف كمبالا مركزا للتعليم الإسلامي. وهي فترة الحكم المصري لأوغندا عقب الحملة التي ابتعثها الخديوي إسماعيل لتأمين منابع النيل ، فابتداء من مطلع السبعينيات من القرن 19 أصبحت أراض واسعة بمنطقة البحيرات العظمى الأفريقية، بما فيها أجزاء من أرض أوغندا الحالية تابعة لحكمدارية السودان، ثم سميت بمديرية خط الاستواء المصرية. ويشير باحثون إلى أن عهد الحكم المصري لأوغندا كان محطة مهمة في تعزيز انتشار الإسلام من خلال العلماء الذين أوفدوا إلى هناك، ويرجعون انتشار المذهب الشافعي إلى تأثير الحكم المصري. استقرار جنود أمين باشا المسلمين في أوغندا، فبعد قيام الثورة المهدية عام 1884 وانتهاء الحكم المصري لأرض السودان، ثم هزيمة الجيش المصري بقيادة أمين باشا، الذي كان يتمركز في شمال أوغندا، استقر معظم جنوده المسلمين هناك واختلطوا بالسكان الأصليين حتى أصبحوا يوصفون بأنهم سلالة المسلمين في معظم المناطق الواقعة غرب النيل. ويشير مؤرخون إلى أن جنودا سودانيين مسلمين استقدموا إلى أوغندا في عهد الاحتلال البريطاني، ثم استقروا في منطقة بومبو شمال غرب كمبالا، التي تعد اليوم من أكثر المناطق الإسلامية في أوغندا، وذلك بعد أن رفضوا القتال حينما اكتشفوا أنهم استدعوا للمشاركة في حرب ضد المسلمين. مكون شعبي أساسي مع منتصف القرن 19 أصبح المسلمون يشكلون مكونا أساسيا من مكونات الشعب الأوغندي، كما استمرت وتيرة انتشار الإسلام في الفترات اللاحقة رغم السياسات الاستعمارية البريطانية التي كانت تهدف إلى نشر الديانة المسيحية بين الأوغنديين. وتتضارب التقديرات بشأن عدد المسلمين في أوغندا ونسبتهم من مجموع الشعب، وتذهب بعض التقديرات إلى أنهم يشكلون 40%، وتشير أخرى إلى أن العدد تقلص تحت تأثير الاستهداف أثناء عقود الاحتلال البريطاني إلى نحو 20% فقط، بينما تشير المعطيات الرسمية إلى أنهم يشكلون حوالي 14% من السكان ويقدر عددهم بنحو 6.5 ملايين مسلم. ويمثل السنّة معظم مسلمي أوغندا، وهم على المذهب الفقهي الشافعي الذي يعود انتشاره إلى تأثير الحكم المصري، وفق بعض المؤرخين، إضافة إلى بعثات وزارة الأوقاف والبعثات الأزهرية والمنح التي يفتحها الأزهر سنويا أمام الطلاب الأوغنديين. وللشيعة حضور في أوغندا، وخصوصا مذهب الإمامية الاثني عشرية وجماعة الآغاخان وهي فرقة من المذهب الإسماعيلي ، إضافة إلى المذهب الإباضي الذي ظهر مع التجار العمانيين القادمين عن طريق جزيرة زنجبار مع بداية القرن العشرين. كذلك يوجد حضور لمذهب الأحمدية القاديانية لدى ذوي الأصول الباكستانية والهندية، رغم الطرد والتضييق اللذين تعرض لهما معظم الآسيويين في عهد حكم الرئيس الراحل عيدي أمين. ويقدر عدد المساجد في أوغندا بنحو 15 ألف مسجد، يتصدرها من حيث المساحة مسجد أوغندا الوطني الذي اكتملت أشغال بنائه بتمويل ليبي عام 2006م وأطلق عليه اسم "مسجد معمر القذافي". ابتداء من أربعينات القرن 19 احتضن الكاباكا سونا الثاني ونجله موتيسا الأول الإسلام وشجعا نشره وتدريسه في بلاطهما رغم أن الأول لم يعتنقه. وفي عقد السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن نفسه، وتزامنا مع عهد الحكم المصري تعاظمت مكانة الإسلام في أوغندا، خصوصا مع وفود العلماء الذين زاروا البلاد مبتعثين من الأزهر. لكن علاقة المسلمين بالسلطة في هذا البلد تغيرت جذريا مع سيطرة الجيش البريطاني عام 1889 وبدء الحقبة الاستعمارية التي واكبتها حملات تبشيرية لنشر المسيحية، ثم احتكار المسيحيين للتعليم والإعلام والوظائف العليا ومراكز صنع القرار. وتحت تأثير سياسات حقبة الاستعمار أصبح مسلمو أوغندا، الذين تشير بعض التقديرات إلى أنهم كانوا أغلبية حتى ذلك الحين، من دون وزن سياسي مؤثر بسبب ضعف التعليم والبعد عن دوائر صنع القرار في واحدة من أهم مراحل تاريخ البلاد، وهي سنوات ما قبل الاستقلال عام 1962. وحين تولى قائد الجيش عيدي أمين الحكم في انقلاب عسكري عام 1971، وهو أول مسلم يرأس البلاد، اتخذ سلسلة إجراءات جديدة لتعزيز مكانة مسلمي أوغندا، كان من ضمنها الانضمام لمنظمة المؤتمر الإسلامي. لكنه طرد مجموعة من المسلمين ذوي الأصول الآسيوية، وهو ما تسبب في انخفاض عدد المسلمين في البلاد، إضافة إلى الاستبداد وارتكاب مجازر عديدة بحق مواطنيه، ومع الإطاحة به من قبل متمردين تدعمهم تنزانيا عام 1979 أصبح المسلمون ضحايا مجازر انتقامية. ومع وصول يوري موسيفيني إلى السلطة في يناير/كانون الثاني عام 1986 بدأت حدة العداء للمسلمين تخف، خصوصا مع تحذيراته من أي تمييز ضدهم، كما حصلوا في عهده على مناصب وزارية، وسمح بأنشطة الهيئات الإسلامية التي تعترف بها الحكومة. أولوية التعليم المجلس الأعلى للمسلمين في أوغندا الذي أسس عام 1972 هو الهيئة العليا المكلفة بشؤون المسلمين، وتعنى بالتعليم والإفتاء، إضافة إلى الحوار وبناء العلاقة مع الطوائف الدينية الأخرى. ويتصدر المجلس هيئات المسلمين التي تتعدد أنشطتها مع إعطاء الأولوية للتعليم، إذ تنتشر المؤسسات التعليمية الأساسية والثانوية والجامعية التابعة لها، وتنامت هذه المؤسسات التعليمية مع عودة خريجي الجامعات الإسلامية السعودية والمصرية والليبية والسودانية وغيرها إلى أوغندا. كما أنشئت مؤسسات تعليمية بتمويل من دول إسلامية، من بينها معهد النور التابع للأزهر بمدينة ماساكا، والجامعة الإسلامية التي أنشئت عام 1988 ضمن تعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، ويقع مقرها الرئيسي في امبالي، ولها فروع في العاصمة كمبالا ومدينة أروى، فضلا عن مدارس أخرى أنشئت بتمويل سعودي وكويتي. ويوفد الأزهر دوريا بعثات تعليمية إلى أوغندا ويقدم سنويا منحا للطلاب، كما توجد مؤسسات تعليمية تتبع لمركز أتباع آل البيت الذي أنشئ عام 1989 لنشر المذهب الشيعي، إضافة إلى مدارس عديدة تتبع للجماعة الأحمدية القاديانية وتمنح طلابها لاستكمال دراستهم في باكستان والهند وبعض الدول الأوروبية. نشر اللغة العربية بفضل إقبال مسلمي أوغندا على تعلم القرآن الكريم وأحكام الإسلام وعقائده وتاريخه إذ تجعل الهيئات الإسلامية الأوغندية ذلك أولوية، أصبح للغة العربية حضور واسع في البلاد، خصوصا بين أجيال الطلاب. وتعود جذور هذا الإقبال إلى عهد الكاباكا سونا الثاني ونجله موتيسا الأول الذي شجع التعليم الإسلامي، ثم تزايد مع نشأة المدارس والمعاهد والجامعات الإسلامية التي موّلتها منظمة التعاون الإسلامي ودول إسلامية عديدة. ويوجد في مختلف مناطق أوغندا أكثر من 30 معهدا متخصصا في التعليم الإسلامي باللغة العربية، إضافة إلى الجامعة الإسلامية وكلية الدعوة الإسلامية الليبية، ومعهد بلال الثانوي في العاصمة كمبالا، ومؤسسات جامعية أخرى عديدة. وفضلا عن دروسها النظامية، تقدم هذه المؤسسات التعليمية دورات خاصة بتعليم العربية للناطقين بغيرها من المسلمين الراغبين في تعزيز فهمهم للإسلام والقرآن.

الدول الإسلامية ، الزعماء الأوروبيون يعودون الاقتراح العربي لـ Gaza
الدول الإسلامية ، الزعماء الأوروبيون يعودون الاقتراح العربي لـ Gaza

وكالة نيوز

time٠٨-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة نيوز

الدول الإسلامية ، الزعماء الأوروبيون يعودون الاقتراح العربي لـ Gaza

تقول فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا إن خطة 53 مليار دولار تُظهر مسار 'واقعي' لإعادة بناء غزة المدمرة بعد 15 شهرًا من الحرب. دعمت منظمة التعاون الإسلامي (OIC) والعديد من الدول الأوروبية التي تم الكشف عنها مؤخرًا الخطة العربية في غزة بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة لإسرائيل على الجيب المحاصر. وقال وزراء الخارجية في فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة في بيان مشترك يوم السبت إنهم أيدوا خطة ل إعادة بناء غزة بتكلفة 53 مليار دولار. وقال البيان: 'تُظهر الخطة طريقًا واقعيًا لإعادة بناء غزة والوعود – إذا تم تنفيذها – تحسن سريع ومستدام للظروف المعيشية الكارثية للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة'. وأضاف أن حماس 'يجب ألا تحكم غزة ولا تهديد لإسرائيل بعد الآن' وأن البلدان الأربعة 'تدعم الدور الرئيسي للسلطة الفلسطينية وتنفيذ أجندتها الإصلاحية'. وضعت مصر الخطة وتبناها الزعماء العرب في قمة الدوري العربي في القاهرة هذا الشهر. في وقت سابق من يوم السبت ، اعتمدت منظمة المؤتمر الإسلامي المكون من 57 عضوًا أيضًا الخطة في اجتماع الطوارئ في جدة ، المملكة العربية السعودية. حث الهيئة ، التي تمثل العالم الإسلامي ، على 'المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولي والإقليمي لتقديم الدعم اللازم للخطة'. يُنظر إلى الخطة المدعومة من العرب على أنها موازنة ل اقتراح رئيس الولايات المتحدة ترامب يتم استخلاص قطاع غزة 'لتطوير' الجيب ، تحت سيطرة الولايات المتحدة ، فيما كان يطلق عليه التطهير العرقي. تتكون الخطة العربية من ثلاث مراحل رئيسية: التدابير المؤقتة وإعادة الإعمار والحكم. ستستمر المرحلة الأولى حوالي ستة أشهر ، في حين ستتم المرحلتين التاليتين على مدار أربع إلى خمس سنوات مجتمعة. والهدف من ذلك هو إعادة بناء غزة – التي دمرتها إسرائيل تقريبًا – الحفاظ على السلام والأمن وإعادة تأكيد حوكمة السلطة الفلسطينية (PA) في الإقليم. 'لا تفي بالتوقعات' ومع ذلك ، فقد تم بالفعل انتقاد الخطة العربية ورفضها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس للصحفيين يوم الخميس إن الخطة 'لا تفي بتوقعات' واشنطن. ومع ذلك ، أعطى مبعوث ترامب في الشرق الأوسط ، ستيف ويتكوف رد فعل أكثر إيجابية ، وصفها بأنها 'خطوة أولية جيدة من المصريين'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store