logo
#

أحدث الأخبار مع #موسوليني

حدث وتاريخ.. 22 مايو
حدث وتاريخ.. 22 مايو

البيان

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • البيان

حدث وتاريخ.. 22 مايو

1939 هتلر وموسوليني يوقعان اتفاق الحلف الحديدي بين ألمانيا وإيطاليا. 1972 توقيع أول اتفاقية بين موسكو وواشنطن للحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية «سالت 1». 2020 تحطم طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الباكستانية بالقرب من كراتشي ومقتل أكثر من 100 شخص. 2003 - مجلس الأمن يصوت على إلغاء حصار العراق.

دبلوماسية التهور!
دبلوماسية التهور!

العربية

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العربية

دبلوماسية التهور!

من المؤكد أن أي دولة في العالم ليست بمعزل عن محيطها سواء على مستوى جيرانها أو حتى عن الدول البعيدة عنها جغرافيًا، وترتكز علاقات الدول بعضها ببعض على العديد من الأسس، لعل أهمها الروابط السياسية كأن تكون كلتاهما عضوًا في تحالفات دولية بعينها، أو تجمعهما علاقات اقتصادية أو تعاون عسكري، غير أن هذه الروابط ليست ثوابت؛ بل هي مصالح تطفو على السطح حينًا وتختفي أحيانًا أخرى بانعدام المصالح المشتركة أو لاختلاف السياسات بين البلدين. سياسة الدولة وعلاقاتها مع الدول الأخرى ليست بالأمر الهيّن والبسيط، فبعض الدول تربطها علاقات فاترة جداً ببعض الدول الأخرى، تكاد لا تتجاوز عضويتهما المشتركة ببعض المنظمات الدولية وتبادل السفراء، أما العلاقات القوية التي تربط الدول بعضها ببعض فعادة ما تعتمد على الشراكات الاقتصادية أو التعليمية أو العلاقات العسكرية وغيرها مما يصب في مصلحة البلدين، وغالباً ما تهتم الدول بمكانتها وسمعتها الدولية، فالدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي لا تحبذ تكوين علاقة مع دول يغلب على نظام الحكم فيها العدائية والتهور السياسي. تميل بعض النظم السياسية في بعض الدول للانغلاق وتتّسم غالبية علاقاتها مع الدول الأخرى بالفتور، في الوقت الذي تسبّبت فيه علاقة بعض الدول بدول أخرى في انهيارها؛ كالعلاقة التي جمعت بين إيطاليا موسوليني وألمانيا هتلر، غير أن ويلات الحرب المريعة أثّرت على الشعبين الألماني والإيطالي أكثر مما أثّرت على سقوط نظامي الحكم في كلتا الدولتين. في خضم الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليًا نجد الكثير من التناقضات السياسية التي تعم المنطقة مع تصاعد الأحداث، فالصراع في غزة -الناتج عن أحداث السابع من أكتوبر- تسبّب في سقوط نظام بشار الأسد الهش منذ العام 2011، كما تسبّب في انهيار كل من حزب الله وحماس، لكن المؤلم في الأمر أن شعوب سوريا ولبنان والفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية هي من دفعت ثمن هذه الحروب. يرى البعض أن الصراعات السياسية تستحق أحيانًا المجازفة حتى لو انتهت بالخسارة، غير أن الخسارة ليست في البنى التحتية فحسب، بل في قتل وتشريد أبناء الشعب ناهيك عن نشر الأمراض والأوبئة، فحجم الذخائر الحية التي تم إلقاؤها على قطاع غزة وتسبّبت في تدمير الأراضي الزراعية وتلويث المياه، كانت كافية لنشر أمراض خطيرة، فعلى سبيل المثال استنشاق الهواء الملوث بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة أدى لنشر الكثير من الأمراض الصدرية، وهو ما أعلن عنه صراحة أطباء قطاع غزة. يجب أن يرتكز مفهوم مقاومة الاحتلال على إستراتيجية مهمة وهي تجنّب الإضرار بالشعب، فالقائد التاريخي الليبي عمر المختار كان يقود المقاومة في بلاده ضد الاحتلال الإيطالي، وكان يعلم تمامًا أن الآلة العسكرية الإيطالية تتفوق عما يمتلكه، لكنه رحمه الله كان يتجنّب الحرب مع إيطاليا داخل المدن ويلجأ للمقاومة بعيدًا عنها، وكان لديه إستراتيجية عسكرية في حروب الكر والفر تتلخص في أن المعارك يجب ألا تتسبّب في إبادة جيشه بالكامل، فالمعارك غير المتكافئة قد تتسبب في ضياع جيش التحرير. لقد تفتت قوى حماس وحزب الله وتدمرت الآلة العسكرية اللبنانية والسورية على حد سواء، ومع ذلك يستمر الحوثيون المنشقون عن الحكومة الشرعية اليمنية في خوض صراعات مع الدول الغربية، مما تسبّب في شن المزيد من الهجمات الغربية -بقيادة الولايات المتحدة- على قطاعات مختلفة في اليمن، واليمن (وقبل انخراطه في أي حرب) دولة محدودة الموارد، وقد لا تتمكن حكومته من الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب والدولة والبنى التحتية، ورغم ذلك يمارس الحوثيون المزيد والمزيد من الاستفزازات والتي لن تنعكس نتائجها إلا على الشعب اليمني نفسه. إن الصراع مع إسرائيل يعني ضمنًا الصراع مع الولايات المتحدة بسبب دعمها المنقطع النظير لها، والمجازفة في الصراعات العسكرية قد تكون وبالاً وتتسبب في قتل وتشريد الشعوب، فما هي المقدرات الاقتصادية والعسكرية التي يمتلكها الحوثيون لمواجهة الدول العظمى؟! فمقابل كل صاروخ يُطلق على إسرائيل تنطلق عشرات الهجمات القاسية الموجهة لتدمير ما تبقى من البنى التحتية اليمنية، وهو ما ينتج عنه قتل العشرات من أبناء الشعب اليمني كل يوم.

دبلوماسية التهور!
دبلوماسية التهور!

عكاظ

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • عكاظ

دبلوماسية التهور!

من المؤكد أن أي دولة في العالم ليست بمعزل عن محيطها سواء على مستوى جيرانها أو حتى عن الدول البعيدة عنها جغرافيًا، وترتكز علاقات الدول بعضها ببعض على العديد من الأسس، لعل أهمها الروابط السياسية كأن تكون كلتاهما عضوًا في تحالفات دولية بعينها، أو تجمعهما علاقات اقتصادية أو تعاون عسكري، غير أن هذه الروابط ليست ثوابت؛ بل هي مصالح تطفو على السطح حينًا وتختفي أحيانًا أخرى بانعدام المصالح المشتركة أو لاختلاف السياسات بين البلدين. سياسة الدولة وعلاقاتها مع الدول الأخرى ليست بالأمر الهيّن والبسيط، فبعض الدول تربطها علاقات فاترة جداً ببعض الدول الأخرى، تكاد لا تتجاوز عضويتهما المشتركة ببعض المنظمات الدولية وتبادل السفراء، أما العلاقات القوية التي تربط الدول بعضها ببعض فعادة ما تعتمد على الشراكات الاقتصادية أو التعليمية أو العلاقات العسكرية وغيرها مما يصب في مصلحة البلدين، وغالباً ما تهتم الدول بمكانتها وسمعتها الدولية، فالدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي لا تحبذ تكوين علاقة مع دول يغلب على نظام الحكم فيها العدائية والتهور السياسي. تميل بعض النظم السياسية في بعض الدول للانغلاق وتتّسم غالبية علاقاتها مع الدول الأخرى بالفتور، في الوقت الذي تسبّبت فيه علاقة بعض الدول بدول أخرى في انهيارها؛ كالعلاقة التي جمعت بين إيطاليا موسوليني وألمانيا هتلر، غير أن ويلات الحرب المريعة أثّرت على الشعبين الألماني والإيطالي أكثر مما أثّرت على سقوط نظامي الحكم في كلتا الدولتين. في خضم الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليًا نجد الكثير من التناقضات السياسية التي تعم المنطقة مع تصاعد الأحداث، فالصراع في غزة -الناتج عن أحداث السابع من أكتوبر- تسبّب في سقوط نظام بشار الأسد الهش منذ العام 2011، كما تسبّب في انهيار كل من حزب الله وحماس، لكن المؤلم في الأمر أن شعوب سوريا ولبنان والفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية هي من دفعت ثمن هذه الحروب. يرى البعض أن الصراعات السياسية تستحق أحيانًا المجازفة حتى لو انتهت بالخسارة، غير أن الخسارة ليست في البنى التحتية فحسب، بل في قتل وتشريد أبناء الشعب ناهيك عن نشر الأمراض والأوبئة، فحجم الذخائر الحية التي تم إلقاؤها على قطاع غزة وتسبّبت في تدمير الأراضي الزراعية وتلويث المياه، كانت كافية لنشر أمراض خطيرة، فعلى سبيل المثال استنشاق الهواء الملوث بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة أدى لنشر الكثير من الأمراض الصدرية، وهو ما أعلن عنه صراحة أطباء قطاع غزة. يجب أن يرتكز مفهوم مقاومة الاحتلال على إستراتيجية مهمة وهي تجنّب الإضرار بالشعب، فالقائد التاريخي الليبي عمر المختار كان يقود المقاومة في بلاده ضد الاحتلال الإيطالي، وكان يعلم تمامًا أن الآلة العسكرية الإيطالية تتفوق عما يمتلكه، لكنه رحمه الله كان يتجنّب الحرب مع إيطاليا داخل المدن ويلجأ للمقاومة بعيدًا عنها، وكان لديه إستراتيجية عسكرية في حروب الكر والفر تتلخص في أن المعارك يجب ألا تتسبّب في إبادة جيشه بالكامل، فالمعارك غير المتكافئة قد تتسبب في ضياع جيش التحرير. لقد تفتت قوى حماس وحزب الله وتدمرت الآلة العسكرية اللبنانية والسورية على حد سواء، ومع ذلك يستمر الحوثيون المنشقون عن الحكومة الشرعية اليمنية في خوض صراعات مع الدول الغربية، مما تسبّب في شن المزيد من الهجمات الغربية -بقيادة الولايات المتحدة- على قطاعات مختلفة في اليمن، واليمن (وقبل انخراطه في أي حرب) دولة محدودة الموارد، وقد لا تتمكن حكومته من الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب والدولة والبنى التحتية، ورغم ذلك يمارس الحوثيون المزيد والمزيد من الاستفزازات والتي لن تنعكس نتائجها إلا على الشعب اليمني نفسه. إن الصراع مع إسرائيل يعني ضمنًا الصراع مع الولايات المتحدة بسبب دعمها المنقطع النظير لها، والمجازفة في الصراعات العسكرية قد تكون وبالاً وتتسبب في قتل وتشريد الشعوب، فما هي المقدرات الاقتصادية والعسكرية التي يمتلكها الحوثيون لمواجهة الدول العظمى؟! فمقابل كل صاروخ يُطلق على إسرائيل تنطلق عشرات الهجمات القاسية الموجهة لتدمير ما تبقى من البنى التحتية اليمنية، وهو ما ينتج عنه قتل العشرات من أبناء الشعب اليمني كل يوم. أخبار ذات صلة

بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟
بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟

الجزيرة

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟

وافقت الأيام القليلة الماضية مرور 80 عامًا على مقتل الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني في قرية إيطالية قُبيل نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945. واليوم التالي، تم التمثيل بجثته علنًا في ميلانو. وبالنظر إلى حجم فظائع أدولف هتلر ، فإن صورتنا عن الفاشية اليوم قد تشكلت إلى حد كبير بفعل النازية. ومع ذلك، سبق موسوليني هتلر. وكان "إل دوتشي" (Il Duce) -اللقب الذي عُرف به موسوليني ويعني "الزعيم")- هو ملهم هتلر، كما يقول ماثيو شارب الأستاذ المشارك في الفلسفة بالجامعة الكاثوليكية الأسترالية. وفي مقاله بموقع ذا كونفيرذيشن، كتب شارب قائلا إنه بينما يناقش المعلقون والمدونون والعلماء ما إذا كانت حكومات اليمين الأميركي والأوروبي يمكن أن توصف بالاستبدادية، يمكننا أن نتعلم من مسيرة إل دوتشي كيف تفشل الديمقراطيات وكيف يرسخ الطغاة الحكم الاستبدادي. سنوات موسوليني الأولى نشأ مصطلح "فاشي" نفسه في وقت قريب من تأسيس موسوليني عام 1914 لـ"فاشي داكسيون ريفولوتسيوناريا" (Fasci d'Azione Rivoluzionaria – حِزَم العمل الثوري) وهي جماعة عسكرية تروج لدخول إيطاليا في الحرب العالمية الأولى (1914-1918). ونشأ موسوليني في عائلة يسارية. وقبل الحرب العالمية الأولى، قام بتحرير الصحف الاشتراكية والكتابة فيها. ومع ذلك، ومنذ وقت مبكر، انجذب هذا الشاب المتمرد أيضًا إلى مفكرين مناهضين للديمقراطية بشكل جذري مثل فريدريش نيتشه، وجورج سوريل، وفيلفريدو باريتو. وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى ، انفصل موسوليني عن الاشتراكيين الذين عارضوا تورط إيطاليا في الصراع. ومثل هتلر، قاتل في الحرب. واعتبر موسوليني تجربته في الخطوط الأمامية أساسية لأفكاره المستقبلية حول الفاشية. وقادته تجربته الحربية إلى تصور جعل إيطاليا عظيمة مرة أخرى، وقوة إمبراطورية جديرة بتراث روما القديمة. وفي مارس/آذار 1919، شكل موسوليني "فاشي إيتالياني دي كومباتيمنتو" (Fasci Italiani di Combattimento – الحِزَم الإيطالية للقتال) في ميلانو. وجمعت هذه المجموعة تشكيلة متنوعة من قدامى المحاربين المهتمين في المقام الأول بمحاربة الاشتراكيين والشيوعيين. وتم تنظيمهم في "سكوادريستي" (Squadristi – فرق) -التي ستُعرف لاحقًا بقمصانهم السوداء وعنفهم- وقد أجبروا العديد من أهدافهم على شرب زيت الخروع. ولكن النجاح السياسي لمُثُل موسوليني الفاشية لم يكن فوريًا ولا حتميًا. ففي الانتخابات الإيطالية عام 1919، حصل موسوليني على عدد قليل جدًا من الأصوات، حتى أن الشيوعيين نظموا مسيرة جنازة وهمية خارج منزله احتفالًا بموته السياسي. الصعود إلى السلطة والزحف على روما أصبحت الفاشية جزءًا من الحياة السياسية الوطنية عام 1920-1921، في أعقاب موجات من الإضرابات الصناعية والزراعية واحتلال العمال للأراضي والمصانع. ونتيجة لذلك، لجأت النخب الريفية والصناعية إلى الـ"سكوادريستي" الفاشية لكسر الإضرابات ومحاربة منظمات العمال. كما قلبت الفرق الفاشية نتائج الانتخابات الديمقراطية في بولونيا وكريمونا، ومنعت المرشحين اليساريين من تولي مناصبهم. وزاد رصيد موسوليني السياسي، بشكل ملحوظ، بفعل هذا العنف. ودُعي للانضمام إلى حكومة رئيس الوزراء إيفانو بونومي الأولى في يوليو/تموز 1921. وفي أكتوبر/تشرين الأول التالي، احتل الفاشيون مدينتي بولسانو وترينتو. وكان الليبراليون والاشتراكيون والملكية الإيطالية مترددين في مواجهة هذه الاستفزازات، مما سمح لموسوليني باغتنام اللحظة. وبحشد الفرق الفاشية، أمر بـ"الزحف الشهير على روما" أواخر أكتوبر/تشرين الأول 1922 للمطالبة بتعيينه رئيسًا للوزراء. وتشير جميع الأدلة إلى أنه لو تدخلت الحكومة، لكان الزحف على روما قد تفرق. لقد كان عملاً مسرحيًا سياسيًا جريئًا. ومع ذلك، خوفًا من الحرب الأهلية -ومن الشيوعيين أكثر من أصحاب القمصان السوداء- رضخ الملك فيكتور إيمانويل الثالث دون إطلاق رصاصة واحدة. وتم تعيين موسوليني زعيمًا لحكومة جديدة في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1922. ترسيخ الدكتاتورية مثل هتلر (عام 1933) بدأ حكم موسوليني رئيسا لحكومة ائتلافية تضم أحزابًا غير فاشية. ولكن، مع وجود قوى الدولة القمعية الآن تحت تصرفه، استغل موسوليني الانقسام بين خصومه وعزز سلطته تدريجيًا. وعام 1923، تم استهداف الحزب الشيوعي باعتقالات جماعية، وتم وضع الفرق الفاشية تحت سيطرة الدولة الرسمية كقوة شبه عسكرية. وبدأ موسوليني استخدام سلطات الدولة لمراقبة جميع الأحزاب السياسية غير الفاشية. وفي الانتخابات العامة عام 1924، ومع وجود المليشيات الفاشية التي تهدد مراكز الاقتراع، فاز إل دوتشي بنسبة 65% من الأصوات. وفي يونيو/حزيران، تم اختطاف الزعيم الاشتراكي جياكومو ماتيوتي وقتله على يد أصحاب القمصان السوداء. وعندما أشارت التحقيقات إلى مسؤولية موسوليني، نفى في البداية أي علم بالقتل. ولكن بعد أشهر، اعترف موسوليني بفخر بمسؤوليته عن الفعل، محتفلاً بوحشية الفاشيين. ولم يواجه أي عواقب قانونية أو سياسية. وجاء المسمار الأخير في نعش ديمقراطية إيطاليا الواهنة أواخر عام 1926. وفي أعقاب محاولة اغتيال خدشت أنف موسوليني (ارتدى ضمادة لبعض الوقت بعد ذلك) حظر موسوليني بشكل قاطع كل المعارضة السياسية. "الشر الأهون" بعد وفاته في أبريل/نيسان 1945، غالبًا ما تم تصوير دكتاتورية موسوليني على أنها "دكتاتورية مخففة" أي "شر أهون" مقارنة بالنازية أو روسيا الستالينية. وهذه السردية، التي عززتها الجرائم الألمانية ضد الإيطاليين الأشهر الأخيرة من الحرب، تم تبنيها بشكل مفهوم من قبل العديد من الإيطاليين. ومع ذلك، كان نظام موسوليني هو أول من يروج لنفسه على أنه شمولي (توتاليتاري). ومن خلال تنصيب نفسه "رجل القدر" ادعى موسوليني أن الفاشية تجسد "التجديد الروحي" للشعب الإيطالي. وتطلب هدفه في جعل إيطاليا قوة مرة أخرى سيطرة كاملة على الدولة. وتصف "عقيدة الفاشية" التي وضعها عام 1932 الحاجة إلى "ممارسة السلطة والقيادة" لجميع المؤسسات الإدارية والشرطية والقضائية. وشمل ذلك رقابة الصحافة والمؤسسات التعليمية. وبينما صور الفاشية على أنها حركة "شعبوية" قام موسوليني أيضًا بإغلاق النقابات العمالية المستقلة، وأنقذ البنوك الكبرى، ومنع الحق في الإضراب. ونتيجة لذلك، اتسع التفاوت الاقتصادي بين الإيطاليين بالفعل تحت حكمه. كما سعى موسوليني وراء حلم إمبريالي بغزو إثيوبيا. ومتحديًا الاتفاقيات الدولية، استخدمت قوات إل دوتشي الأسلحة الكيميائية والإعدامات بإجراءات موجزة لقمع أعمال المقاومة. ويقدر العلماء أن أكثر من 700 ألف إثيوبي قتلوا على يد الغزاة، مع إجبار حوالي 35 ألفًا على دخول معسكرات الاعتقال. وأدار فاشيو موسوليني أكثر من 30 معسكر اعتقال من 1926 إلى 1945، كلها تقريبًا خارج البلاد. ومات ما بين 50 و70 ألف ليبي وحدهم في المعسكرات التي أقيمت تحت نظام إيطاليا الاستعماري الوحشي من 1929 إلى 1934. ومات عدد أكبر بكثير من خلال الإعدامات والمجاعة والتطهير العرقي. وعندما زار ليبيا زعيمُ "إس إس" (SS) -وهي منظمة شبه عسكرية نازية- سيئ السمعة هاينريش هيملر عام 1939، اعتبر المستعمرة الإيطالية نموذجًا ناجحًا يحتذى به. وبعد أن ساعدت قوات موسوليني في غزوات المحور (دول المحور في الحرب العالمية الثانية) ليوغسلافيا وألبانيا وروسيا في الحرب العالمية الثانية ، تم اعتقال أكثر من 80 ألف سجين آخر بالمعسكرات. وفي معسكر جزيرة راب الكرواتية، توفي أكثر من 3 آلاف سجين في ظروف غير إنسانية بشكل صارخ عام 1942-1943، بمعدل وفيات أعلى من معسكر بوخنفالد النازي. ومنذ أواخر عام 1943، شارك الفاشيون الإيطاليون أيضًا في اعتقال أكثر من 7 آلاف يهودي إيطالي لنقلهم إلى أوشفيتز (معسكر إبادة نازي). وقُتلوا جميعًا تقريبًا. وبعد الحرب، حتى مع موت إل دوتشي، لم يواجه سوى عدد قليل من الجناة العدالة على هذه الفظائع. دروس للديمقراطيات بعد 80 عامًا إن وصمة العار للجرائم المرتبطة بكلمة "فاشية" عنت أن قلة قليلة من الناس اليوم يتبنون هذا الشعار، حتى أولئك المنجذبين إلى نفس أنواع السياسات الاستبدادية والقومية العرقية. وقد يبدو موسوليني، أكثر حتى من هتلر، أحمق منفوخًا، بزيه العسكري، وإيماءاته المسرحية، وذكوريته المفرطة المصطنعة، وفكه الفولاذي المسجل كعلامة تجارية. ومع ذلك، فإن أحد دروس مسيرة موسوليني أن مثل هؤلاء المغامرين السياسيين ليسوا أقوياء إلا بقدر ما تسمح به المعارضة الديمقراطية، وإن الفشل في أخذهم على محمل الجد هو تمكين لنجاحهم. ودفع موسوليني حظه مرارًا وتكرارًا بين عامي 1920 و1926. كما يُظهر المسلسل التلفزيوني الرائع الأخير عن صعوده "موسوليني ابن القرن" (Mussolini, Figlio del Seculo) -مرارًا وتكرارًا- فشل المعارضة في معارضة هجمات الفاشيين على الأعراف والمؤسسات الديمقراطية بشكل متضافر، ثم كان الأوان قد فات. وتسقط الديمقراطيات في الغالب بمرور الوقت، بألف جرح وتحول في معايير ما يعتبر "طبيعيًا". وعلاوة على ذلك، تعتمد الفاشية، بدرجة ليست بالقليلة، على الخداع السياسي الوقح، بما في ذلك الاستعداد لإخفاء نواياها الأكثر راديكالية. ويتراكم "الرجال الأقوياء" الفاشيون مثل موسوليني السلطة بفضل عدم قدرة الناس على تصديق أن توحش الحياة السياسية، بما في ذلك العنف المفتوح ضد المعارضين، يمكن أن يحدث في مجتمعاتهم. وهناك درس أخير ومقلق لمسيرة موسوليني. فقد كان إل دوتشي داعية ماهرًا صور نفسه على أنه يقود ثورة شعبية لاستعادة القيم المحترمة. وتمكن من كسب دعم شعبي واسع النطاق، بما في ذلك بين النخب، حتى وهو يدمر الديمقراطية الإيطالية. ومع ذلك، لو حاولت الملكية والجيش والأحزاب السياسية الأخرى والكنيسة معارضة الفاشية بشكل مبدئي وموحد في وقت مبكر بما فيه الكفاية، لكان من المحتمل تجنب معظم ج رائم موسوليني.

من هو اليوم مثلي تجاه غزة؟
من هو اليوم مثلي تجاه غزة؟

صحيفة الشرق

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • صحيفة الشرق

من هو اليوم مثلي تجاه غزة؟

اليوم يتجاوز العدوان الإسرائيلي الآثم على القطاع عاما ونصف العام، وعدد الشهداء يفوق 50 ألف شهيد بكثير وما يزيد عن 100 ألف جريج ومصاب بينما من لا يزال تحت الأنقاض الثقيلة والتي لم يستطع الدفاع المدني أن يرفعها لانتشال الأجساد التي باتت متحللة ولم تُكرّم بالدفن ما يتجاوز عشرات الآلاف، حيث عمد الكثير من الأهالي والجيران إلى الكتابة على الردم هنا يُدفن أطفال وعائلات وتذكر أسماؤهم في حين هناك الآلاف من مجهولي الهوية من الأطفال والرجال والنساء ممن دُفنوا وكانوا معلومين لدى الله وحده. وكل هذه الحصيلة لم تحرك العالم الذي أزعجنا بأممه المتحدة ومجلس أمنه المرتهن بيد القوى السياسية الكبرى التي تتحكم بالعالم وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية ومنظماته الإنسانية التي تضخ تقارير لا تنتهي عن حجم المأساة الإنسانية في القطاع ليوقف كل هذا العدوان الذي لا يمكن أن ترتقي له نازية هتلر أو فاشية موسوليني في التاريخ رغم تأكده أن ما يحدث من مجازر ومذابح وعقوبات دامية جماعية جريمة لا يختلف عليها اثنان حتى بين الإسرائيليين أنفسهم الذين نراهم منقسمين في الاعتراف بمشروعية العدوان وبين تجريمه لذا كان من الأفضل أن نعمق هذا الانقسام بين الإسرائيليين عوضا عن جر الأنظار من ضحايا غزة إلى إرهاب إيران بل وإنقاذ نتنياهو نفسه من مغبة السقوط والخروج بفضيحة من منصبه للمحاكمات الطويلة التي تنتظره واعتباره البطل الذي يمكن أن يبقى لإنقاذ هذا الكيان الكرتوني المحتل والمختل طبعا من السقوط لمواجهة خطر طهران الذي كان النتن قد حذر منه مرارا وتكرارا للإعلام الإسرائيلي والغربي، لهذا لا يمكن مباركة الضربات الاستعراضية الإيرانية التي مارستها طهران منذ فترة تقارب العام على تل أبيب فلا يوجد ما يستحق الإشادة به ما دامت كل الأمور تتغير على الطاولة ما عدا تغيير الوضع الدامي على أرض غزة وسقوط شهداء أطفال ورجال من المدنيين الذين اعترف العالم ببراءتهم من السابع من أكتوبر عام 2023 من العام المنصرم، ومع هذا فإن قتلهم يعد ضريبة محسوبة لرد الفعل الإسرائيلي الذي حصد أرواحا نحسبها في الجنة بإذن الله. ولكن نظل نحن نتلوى وجعا كشعوب عربية بات معظمنا ينسى ما مضى وانقضى من هذه الأحداث المستمرة التي لو عادت عين الإعلام العربي والغربي عليها كما كانت لبقينا شعوبا لا نتغاضى ولا نتناسى ولكنا فعلا أسقط إعلامنا العربي بوصلته من النظر على غزة، وانشغلت الحكومات العربية لخفض التصعيد في المنطقة دون ذكر غزة، ووحدها إسرائيل من تذكر غزة تحديدا ما دامت فوهاتها وصواريخها تعرف إنما تقتل من هم في غزة وحدها فلك الله يا غزة العزة والله.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store