أحدث الأخبار مع #نبيلسنونو


فلسطين أون لاين
منذ 19 ساعات
- صحة
- فلسطين أون لاين
تقرير القاتل الخفيِّ في غزَّة: (إسرائيل) تلوُّث الهواء أيضًا!
غزة/ نبيل سنونو: تتصاعد التحذيرات الصحية في غزة، من خطر يبدو أقل وضوحًا من تهديد الحياة بالقصف المباشر، لكنه لا يقل فتكا: تلوث الهواء. ومع استمرار حرب الإبادة الجماعية، وتوالي غارات الاحتلال الإسرائيلي على البنية التحتية والمواطنين، يتسلل "القاتل الخفي" إلى الغزيين، مسجلا "ارتفاعا ملحوظا" بالإصابة بأمراض متفاقمة، وفق مؤسسات صحية وأطباء. وبحسب استشاري الأمراض الصدرية والباطنية د. أحمد الربيعي، ينجم تلوث الهواء عن حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستخدام الاحتلال الإسرائيلي مختلف أنواع الأسلحة، ودفعه المواطنين إلى حرق الحطب والبلاستيك بديلا عن الغاز. ويقول د.الربيعي لصحيفة "فلسطين": "يؤدي ذلك إلى ازدياد مطرد في أعداد مرضى الجهاز التنفسي، سواء الحالات الجديدة أو تفاقم حالات قائمة مثل الربو والتليف الرئوي". ويوضح أن التلوث يؤثر على الجهاز التنفسي مسببا التهابات تحسسية، وانسداد الجيوب الأنفية، والزكام، والربو الشعبي المزمن. لكن الأخطر، أن تأثيره يمتد إلى أجهزة الجسم الأخرى مثل القلب عبر مشاكل الشرايين، وأن التعرض الطويل للتلوث قد يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بالأورام، وفق الربيعي. وهذا ما يؤكده أيضا استشاري علاج الأورام د. خالد ثابت، قائلا في تصريحات سابقة لصحيفة "فلسطين": إن مخلفات الحروب العدوانية الاحتلالية على القطاع، تمثل أحد الأسباب المؤدية إلى زيادة مطردة في عدد حالات السرطان في قطاع غزة. ومن الأسباب أيضا، التغير الديموغرافي السريع، حيث إن هناك زيادة في عدد سكان قطاع غزة في بقعة محصورة جدا، وفق ثابت. سلاح إضافي يدفع هذا الخطر الداهم لصحة المواطنين في غزة، المنظمات الدولية إلى التحذير منه وتسليط الضوء على جوانبه المختلفة. منظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي لشرق المتوسط (EMRO) تشير في تقريرها الصادر في يناير/كانون الثاني 2025، إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الربو، والسرطان، وحتى التشوهات الخلقية المرتبطة بالتعرض المستمر للملوثات المحمولة جوا. كذلك تؤكد منظمة السلام الأخضر (Greenpeace)، في تقريرها المعنون "الأرض المحروقة" (مايو 2024)، أن استخدام الفوسفور الأبيض في الهجمات الإسرائيلية تسبب بانبعاثات كيميائية سامة في الجو، ما أدى إلى تفاقم المشكلات التنفسية الحادة، خصوصا في أوساط الأطفال والمصابين بأمراض مزمنة. فيما يذكر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) في تقرير تقييم بيئي أولي لغزة، أنه مع نقص إمدادات الغاز، اضطر أهالي غزة إلى حرق الخشب والبلاستيك كمصدر بديل للطاقة، ما تسبب في تلوث كثيف للهواء. وفي السياق ذاته، أشار التقرير الصادر خلال حرب الإبادة، إلى أن القصف الجوي المكثف خلّف حوالي 39 مليون طن من الأنقاض المحملة بمواد سامة، منها الأسبستوس والمعادن الثقيلة، وهي ملوثات خطيرة تنتقل عبر الهواء وتُشكل خطرا صحيا مباشرا على الغزيين. ورغم حجم الكارثة، ما زالت غزة تفتقر إلى أنظمة فعالة لرصد جودة الهواء، بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ما يعوق القدرة على قياس مستويات التلوث بدقة. إلا أن المؤشرات الميدانية، مثل كثافة الدخان المستمر وانبعاث الروائح السامة، تؤكد أن الهواء أصبح مشبعًا بملوثات خطرة على الصحة العامة. ومع استهداف الاحتلال المنظومة الطبية في غزة منهجيا، وتغييبه بنية صحية قادرة على الاستجابة، يصبح تلوث الهواء سلاحا إضافيا في حرب إبادة لا ترحم. المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين أون لاين
منذ 20 ساعات
- سياسة
- فلسطين أون لاين
تقرير الدفن "ممنوع" أيضًا.. "العالول" يفجع بابنته بلا وداع
غزة/ نبيل سنونو: "وين نهى؟" بهذا السؤال، الذي سقط كالصاعقة، بدأ الغزي شحدة العالول يدرك حجم الفقد. نزح الرجل مع عائلته قسرا على دفعات تحت نيران القصف الإسرائيلي المكثف على بيت لاهيا، الجمعة، وتمكن معظمهم من الوصول إلى محيط المستشفى الإندونيسي، لكن ثلاثة من أبنائه كانوا يهمون باللحاق بهم، بينهم نهى، الطالبة في كلية الهندسة. رد إخوتها عليه: "أُصيبت... بدها إسعاف". سقطت قنبلة إسرائيلية عليها بينما كانت تمر في أرض زراعية تعرف بـ"أرض مسعود". صرخت، ثم خفت صوتها، ولم تتحرك. ومنذ تلك اللحظة، بدأت حكاية أب لا يستطيع حتى أن يودع ابنته، ولا أن يضع يده على جبينها. "ليل الجمعة الماضي، كان ثقيلا على غزة، وخاصة على تقاطع شارع السكة مع المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا حيث نقطن"، يقول العالول لصحيفة "فلسطين" بكلمات مدفوعة بالأسى. كانت المنطقة تتعرض لقصف عنيف من الطائرات والمدفعية الإسرائيلية، ازدادت حدته مع بزوغ الصباح. بين البيوت المتساقطة والطرقات المهجورة، وجد العالول نفسه مجبرا على النزوح مع أسرته. كأن وجعًا واحدًا لا يكفيه. وسط طريق محفوفة بالمخاطر، تلقى العالول "الضربة" مرتين: نزوح قسري تحت النيران، وخبر جاءه من حيث لا يعلم عن استشهاد ابنته بالقنبلة. حاول الإخوة الالتفاف والعودة إليها، لكن كل محاولة كانت تقابل بقصف إسرائيلي أعنف. السماء كانت تغصّ بمسيّرات "كواد كابتر"، والطائرات الحربية لا تفارق الأجواء. المكان تحول إلى منطقة موت مفتوح. "سألنا الإسعاف عن إمكانية التحرك... قالوا الوضع مستحيل". حتى طواقم الإنقاذ لم يتح لها الاقتراب. القذائف صارت تصل المستشفى ذاته، ففر الناس إلى داخله، يطلبون الحياة أو ما يشبهها. فقد العالول أي حيلة وغادر المنطقة مع 14 فردا من العائلة: "أجبرنا على أن نتركها هناك... شيء ما بيوصف، أنك تترك بنتك على الأرض، ولا تقدر حتى تحط يدك عليها". ظن العالول أن الأيام القادمة قد تحمل له فرصة دفن ابنته، أو حتى إشعار إنساني من أحد. لكن مع استمرار الكثافة النارية، لا يزال يصطدم بالعجز عن الوصول إليها. "كلمنا الهلال الأحمر... قالوا: لو كانت جريحة نحاول، أما شهيدة لا. لا تفكروا حتى تقتربوا"، يتابع سرد وجعه. في اليوم الثاني، عرف من اثنين لم ينزحا من المنطقة بعد، أنهما رأيا جثمانها، غطياه برداء بسيط، ثم فرا مجددا تحت وابل النار. في غمرة الحيرة والحزن، سألهما: "في طريقة نجيبها؟ فأجابا: مستحيل. الطائرات ترصد كل حركة، تقذف أي شيء يتحرك". ثلاثة أيام، وجسد ابنته يعلوه الغبار والقهر، وهو لا يملك إلا أن يراها في خياله، تتوسد الأرض وحدها دون أن يمكنه الاحتلال حتى من دفنها لئلا تنهش جثمانها الكلاب. لم يودعها، أو يلمس جبينها، ولم يهمس لها كما كان يفعل في صغرها. حالها في ذلك، كبقية الشهداء الغزيين الذين مارس الاحتلال الجرائم ضدهم في حياتهم وبعد ارتقائهم، وقد تجاوز عددهم الـ50 ألف شهيد منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. "التميز بالشهادة" يطرق حديث نهى، الشاعرة الحنونة، قلب أبيها، ولا يزال يتردد في أذنيه. ولطالما أبدت تأثرها بنجاحه فهو شاعر يحمل في قلبه 23 ديوانا، ومؤلف لـ20 كتاب، ومحاضر وخطيب في المساجد. كانت تقول له: "أريد أن أكون متميزة بين أقراني" لكنها استشهدت دون أن تحتضن أحلامها، وها هو القدر يمنحها التميز بالشهادة، كما يقول والدها مواسيا نفسه. ولم تكن أول فقيدة في أسرة العالول. قبلها، في نوفمبر 2023 وضمن حرب الإبادة الجماعية، استشهدت ابنته مؤتة، نازحة أيضا، حين قصف الاحتلال المبنى الذي لجأت إليه في منطقة الصحابة بغزة. استشهد معها ثلاثة من أبنائها، بينما نجا اثنان وابنة واحدة كانوا قد خرجوا لشحن هواتفهم حينها. وإن لم يكن الحزن كافيا، فإن العالول يعيش وجعا آخر، إذ أسر الاحتلال أحد أبنائه خلال اقتحامه مستشفى كمال عدوان: "كان متزوجا ولديه أربعة أولاد... أخذوه من بيننا". أما بيته في منطقة "المشروع" ببيت لاهيا، فقد دمره الاحتلال بالكامل، كما استهدف منزله الآخر الذي كان يقطن مع أبنائه وأحفاده طابقا شبه مدمر فيه بمنطقة تقاطع السكة مع "الإندونيسي". حتى محلاته التي كان يعمل فيها خبيرا في الأعشاب، أُبيدت، تماما ككل ما كان يبنيه. وبات العالول الآن أسيرا للحزن، يئن من جرحين: أحدهما في الذاكرة، والآخر على التراب، لم يُدفن بعد. المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين أون لاين
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- فلسطين أون لاين
حوار مؤرِّخ تونسيّ لـ "فلسطين": الأمَّة العربيَّة تمزَّقت... وغزَّة تدفع الثَّمن
تونس-غزة/ نبيل سنونو: انتقد مؤرخ تونسي موقف الأنظمة العربية من إبادة غزة، عادًا عجزها عن إدخال ولو شربة ماء إلى القطاع المحاصر تجليًا مؤلمًا لحالة التفكك التي تمر بها الأمة. وقال المؤرخ د. مراد اليعقوبي، لصحيفة "فلسطين": إن ما نعيشه اليوم لم يعد يعبر عن "أمة"، بل هو "شتات من الناس" تسيطر عليهم القبضة الأمنية، ويخنقهم الخوف، في حين أن البعض لا يملك إلا الدعم الخفي، لأن السلطة تمنعه من المجاهرة بمواقفه. ولا يعتقد اليعقوبي، وهو أستاذ في التاريخ بجامعة تونس، أن صمت أو تردد الدول أمام إبادة غزة مرده إلى غموض الرؤية أو الحسابات السياسية المعقدة، بل هو ببساطة نتيجة تبعيتهم المطلقة، قائلا إن الحكام "ليسوا أحرارا، بل محكومون بمنظومات دولية تكبّلهم بالقروض والإعانات... خائفون من فقدان سند الخارج فتأكلهم شعوبهم". ويمتد هذا التوصيف إلى الكيانات الرسمية الجامعة، مثل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إذ عد أن هذه الكيانات "أُنشئت للإيهام بوجود كتلة لها جدوى"، بينما هي في حقيقتها "مجموعة من التناقضات والمصالح الضيقة". ولا يرى اليعقوبي، جدوى في البحث عن مواقف معظم الزعماء العرب والمسلمين، بل عد مجرد التساؤل عنهم نوعا من المخاتلة وتضليل الذات، ويضفي عليهم "أهمية لا يستحقونها"، واصفا إياهم بأنهم "ليسوا سوى وكلاء، لا يمثلون شعوبهم ولا يعبرون عنها". وانتقد بشدة ما سماه "الوهم المتكرر" في تحليل المواقف الرسمية، عادا إياه تعبيرا عن طمع عاطفي في صلاح من لا صلاح فيه. جعجعة بلا طحين وعند الحديث عن طبيعة الأنظمة، فرّق المؤرخ التونسي بين صنفين أساسيين من الحكام. الأول، هم من يعادون الحركات الإسلامية من منطلق وجودي، وبعض هؤلاء الحكام ـ بحسب تعبيره ـ له علاقة باليهود تاريخا أو نسبا، ما يجعله يرغب في سحق تجربة المقاومة الفلسطينية خوفا من أن تتحول إلى "نموذج وطني ناجح". أما الثاني، فهم من لا قدرة لهم أصلاً، لأنهم فشلوا في إدارة بلدانهم، ويعيشون على الدعم الخارجي، ويحكمون بفضل السلاح أو الوراثة، لا بثقة الناس. ويضيف أن تونس لا تختلف عن هذا المشهد، فالحكام هناك "يصدرون الجعجعة بلا طحين"، لكن المواقف التي ظهرت من بعضهم كانت كافية لتكشف "حقيقة خيانة فلسطين وغزة". في المقابل، يحتفظ الشعب التونسي بميول طبيعية نحو نصرة الحق الفلسطيني، وهي ميول "يتفق عليها الجميع، وإن بدرجات متفاوتة"، وفق اليعقوبي. وأكد أن الشعوب وحدها هي من تملك زمام الفعل الأخلاقي. وتابع بأن أهل فلسطين يواجهون "الصهيونية" وحدهم، مستدعيا مشاهد من غزة تختصر كل المعنى، مثل دعاء تلك المرأة التي قالت: "يا رسول الله لا تشفع لهم"، في إشارة إلى من خذلوا المقاومة. مطالب بعيدة المنال أما عن أدوات الضغط التي تطالب بها الشعوب، مثل سحب السفراء أو وقف التطبيع، فعدها بعيدة المنال في ظل أنظمة "خاضعة في وجودها أو في غذائها ودوائها"، بل إن "الكيان الصهيوني" نفسه ـ كما أوضح ـ هو من يهدد هذه الأنظمة بقطع العلاقات، لأنها تعتمد عليه في الاستمرار. وعلق اليعقوبي الأمل على المبادرات الشعبية، خارج الأطر الرسمية، قائلا: "ثبت أن السبيل الوحيد إلى إعانة حقيقية لغزة هو الطرق الشعبية"، مؤكدا أن هذه الوسائل ـ وإن كانت هامشية في ظاهرها ـ هي التي تحقق الدعم الفعلي. ورأى أن اللحظة الراهنة يجب أن تدفع إلى مراجعة جذرية للدور العربي الرسمي في القضية الفلسطينية. بل ذهب أبعد من ذلك، مؤكدا أن من لم يطرح هذه المراجعة حتى الآن "لم يفهم شيئا" من طبيعة الأنظمة الحاكمة، التي "لا تملك إرادة سوى إرادة ضرب المقاومة". ووضع الشعوب أمام خيار واضح: إما أن تدرك أن لا منقذ لها إلا ذاتها، أو تبقى رهينة لوكلاء مهزومين. وبدعم أمريكي ترتكب دولة الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود. وتشمل حرب الإبادة استخدام التجويع والتعطيش سلاحا. ورغم العجز العربي والإسلامي الجلي، يبرز دور الشعب اليمني وقواته المسلحة في نصرة غزة من خلال فرض حصار بحري وجوي على (إسرائيل)، رغم الهجمات الواسعة التي تشنها الأخيرة والولايات المتحدة على اليمن. المصدر / فلسطين أون لاين