logo
#

أحدث الأخبار مع #نداءالوطن،

'داعش' يتحرّك مجدّداً… تهديد لسوريا وقلق متصاعد في لبنان
'داعش' يتحرّك مجدّداً… تهديد لسوريا وقلق متصاعد في لبنان

سيدر نيوز

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • سيدر نيوز

'داعش' يتحرّك مجدّداً… تهديد لسوريا وقلق متصاعد في لبنان

في تطوّر لافت يظهر محاولات تنظيم 'داعش' الإرهابي لاستعادة قوته وإعادة تموضعه، أصدر التنظيم بياناً مصوّراً توعّد فيه الرئيس السوري أحمد الشرع، محذراً إيّاه من مغبّة الانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. وقد جاء هذا البيان بعد تقارير أشارت إلى طلب الولايات المتحدة من الحكومة السورية الجديدة الانضمام إلى جهود التحالف لمواجهة التنظيمات المتطرّفة. هذا التهديد العلني أثار تساؤلات حول قدرة 'داعش' على تنفيذ وعوده، خصوصاً في ظلّ التغيّرات الجذرية التي شهدها المشهد السياسي والعسكري بعد سقوط نظام بشار الأسد. وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية الجديدة إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، يحاول التنظيم الإرهابي استغلال الفوضى لإعادة بعث خلاياه في مناطق استراتيجية، أبرزها البادية السورية. في خطابه، استخدم 'داعش' لهجة تهديدية غير مألوفة تجاه رئيس دولة، مخاطباً الشرع بالقول: 'إمّا الإنضمام إلى صفوفنا وإمّا الاستعداد للحرب'، ما يعكس حجم المأزق الذي يعيشه التنظيم في ظلّ التحوّلات التي تشهدها سوريا والمنطقة ككلّ. منذ انهيار النظام السابق وفرار بشار الأسد إلى موسكو في كانون الأوّل 2024، وانشغال الأجهزة الأمنية السورية بملاحقة فلول النظام والميليشيات الإيرانية، أعاد 'داعش' تفعيل خلاياه في البادية السورية، مستفيداً من الفراغ الأمني في مناطق تمتدّ من حمص إلى الرقة ودير الزور. ووفقاً لـ 'المرصد السوري لحقوق الإنسان'، فقد نفّذ التنظيم 61 عملية في مناطق سيطرة 'قوات سوريا الديمقراطية' (قسد) خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أسفرت عن مقتل 23 شخصاً، بينهم مدنيون وعناصر من 'قسد'. إلّا أن هذا النشاط المتجدّد اصطدم بسلسلة من الإجراءات الأمنية والعسكرية. فقد شنت القيادة المركزية الأميركية أكثر من 75 غارة جوّية استهدفت معسكرات تدريب ومخازن أسلحة، في حين كثّفت الحكومة السورية الجديدة ملاحقة الخلايا، معلنة إحباط هجمات خطرة، أبرزها محاولة تفجير مقام السيدة زينب في دمشق. ضربات استباقية وتنسيق غير مسبوق كشف مصدر مطّلع على دوائر القرار في دمشق لصحيفة 'نداء الوطن'، تحوّلاً أمنياً لافتاً تمثّل في فتح خطوط تواصل مباشرة بين الحكومة السورية الجديدة والتحالف الدولي، ما أسفر عن توقيف القيادي البارز في تنظيم 'داعش' أبو الحارث العراقي في منتصف شباط 2025. وكان المعتقل الإرهابي يشغل مواقع قيادية ضمن ما يُعرف بـ 'ولاية العراق'، وتولّى مسؤوليات تتعلّق بملف الوافدين والتخطيط لعمليات إرهابية، وهو العقل المدبّر لعدد من الهجمات الدامية. وأشار المصدر إلى أن أجهزة الأمن السورية أحبطت تفجيراً وشيكاً كان يستهدف مقام السيدة زينب جنوب دمشق، بعد تفكيك خلية تابعة للتنظيم ضمّت أربعة عناصر، من بينهم لبناني وفلسطيني كانا منخرطَين في الإعداد للعملية. وقد نشرت وزارة الداخلية صوراً للموقوفين داخل وكر في ريف دمشق، إلى جانب وثائق ثبوتية، منها هوية لبنانية وإخراج قيد وبطاقة لاجئ فلسطيني في لبنان، إضافة إلى مبالغ مالية بالدولار والعملتين اللبنانية والسورية. تفاهمات لمحاربة 'داعش' في خطوة غير مسبوقة، كشف مصدر كردي مطّلع أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دفعت بقائد 'قسد' الجنرال مظلوم عبدي إلى إبرام اتفاق سياسي وعسكري مع الرئيس السوري أحمد الشرع، تم الإعلان عنه في 10 آذار 2025. وينصّ الاتفاق على دمج 'قسد' في الدولة السورية الجديدة، بهدف تفادي أي صراع داخلي قد يستغلّه تنظيم 'داعش' الإرهابي، في ظلّ الانسحاب الأميركي الجزئي من الساحة السورية. إلى جانب ذلك، تمّ إرساء آلية تعاون رباعية بين سوريا والعراق والأردن وتركيا، برعاية أميركية، لضبط الحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تتجه فيه واشنطن إلى تقليص وجودها العسكري، ما يفرض على الدول المجاورة تحمّل العبء الأكبر في مواجهة خطر التنظيم. وقد اعتبر مراقبون أن الفراغ الذي يتركه الانسحاب الأميركي لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يشمل أيضاً الأبعاد الأمنية. لكن يبدو أن واشنطن قد رتبت 'خروجاً ناعماً'، ما يطرح تساؤلات حول قدرة الأطراف الإقليمية على ملء هذا الفراغ، ومدى قدرة الحكومة السورية على ضبط الإيقاع ومنع تمدّد تنظيم 'داعش' في الداخل وعلى الحدود. وفي ضوء هذه المعطيات، تتزايد الحاجة الملحّة لتعزيز التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا، بما يقطع الطريق أمام محاولات تسلّل الخلايا الإرهابية ويحصّن الساحة اللبنانية والسورية من المخاطر المتعاظمة. فاستمرار غياب التحالفات الميدانية الفعّالة، وعدم ترسيم الحدود، يفتحان المجال لاستغلال الفراغات الأمنية من قبل تنظيم 'داعش' وسواه، ما يُهدّد استقرار لبنان والمنطقة برمّتها. وعليه، فإن رفع مستوى التعاون الثنائي، إلى جانب استمرار الشراكة مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، بات ضرورة وطنية لحماية الأمن القومي اللبناني ومنع الانزلاق نحو مزيد من الفوضى. طارق أبو زينب – نداء الوطن

"داعش" يتحرّك مجدّداً… تهديد لسوريا وقلق متصاعد في لبنان
"داعش" يتحرّك مجدّداً… تهديد لسوريا وقلق متصاعد في لبنان

المركزية

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المركزية

"داعش" يتحرّك مجدّداً… تهديد لسوريا وقلق متصاعد في لبنان

في تطوّر لافت يظهر محاولات تنظيم 'داعش' الإرهابي لاستعادة قوته وإعادة تموضعه، أصدر التنظيم بياناً مصوّراً توعّد فيه الرئيس السوري أحمد الشرع، محذراً إيّاه من مغبّة الانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. وقد جاء هذا البيان بعد تقارير أشارت إلى طلب الولايات المتحدة من الحكومة السورية الجديدة الانضمام إلى جهود التحالف لمواجهة التنظيمات المتطرّفة. هذا التهديد العلني أثار تساؤلات حول قدرة 'داعش' على تنفيذ وعوده، خصوصاً في ظلّ التغيّرات الجذرية التي شهدها المشهد السياسي والعسكري بعد سقوط نظام بشار الأسد. وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية الجديدة إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، يحاول التنظيم الإرهابي استغلال الفوضى لإعادة بعث خلاياه في مناطق استراتيجية، أبرزها البادية السورية. في خطابه، استخدم 'داعش' لهجة تهديدية غير مألوفة تجاه رئيس دولة، مخاطباً الشرع بالقول: 'إمّا الإنضمام إلى صفوفنا وإمّا الاستعداد للحرب'، ما يعكس حجم المأزق الذي يعيشه التنظيم في ظلّ التحوّلات التي تشهدها سوريا والمنطقة ككلّ. فراغ أمني ونشاط متجدّد منذ انهيار النظام السابق وفرار بشار الأسد إلى موسكو في كانون الأوّل 2024، وانشغال الأجهزة الأمنية السورية بملاحقة فلول النظام والميليشيات الإيرانية، أعاد 'داعش' تفعيل خلاياه في البادية السورية، مستفيداً من الفراغ الأمني في مناطق تمتدّ من حمص إلى الرقة ودير الزور. ووفقاً لـ 'المرصد السوري لحقوق الإنسان'، فقد نفّذ التنظيم 61 عملية في مناطق سيطرة 'قوات سوريا الديمقراطية' (قسد) خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أسفرت عن مقتل 23 شخصاً، بينهم مدنيون وعناصر من 'قسد'. إلّا أن هذا النشاط المتجدّد اصطدم بسلسلة من الإجراءات الأمنية والعسكرية. فقد شنت القيادة المركزية الأميركية أكثر من 75 غارة جوّية استهدفت معسكرات تدريب ومخازن أسلحة، في حين كثّفت الحكومة السورية الجديدة ملاحقة الخلايا، معلنة إحباط هجمات خطرة، أبرزها محاولة تفجير مقام السيدة زينب في دمشق. ضربات استباقية وتنسيق غير مسبوق كشف مصدر مطّلع على دوائر القرار في دمشق لصحيفة 'نداء الوطن'، تحوّلاً أمنياً لافتاً تمثّل في فتح خطوط تواصل مباشرة بين الحكومة السورية الجديدة والتحالف الدولي، ما أسفر عن توقيف القيادي البارز في تنظيم 'داعش' أبو الحارث العراقي في منتصف شباط 2025. وكان المعتقل الإرهابي يشغل مواقع قيادية ضمن ما يُعرف بـ 'ولاية العراق'، وتولّى مسؤوليات تتعلّق بملف الوافدين والتخطيط لعمليات إرهابية، وهو العقل المدبّر لعدد من الهجمات الدامية. وأشار المصدر إلى أن أجهزة الأمن السورية أحبطت تفجيراً وشيكاً كان يستهدف مقام السيدة زينب جنوب دمشق، بعد تفكيك خلية تابعة للتنظيم ضمّت أربعة عناصر، من بينهم لبناني وفلسطيني كانا منخرطَين في الإعداد للعملية. وقد نشرت وزارة الداخلية صوراً للموقوفين داخل وكر في ريف دمشق، إلى جانب وثائق ثبوتية، منها هوية لبنانية وإخراج قيد وبطاقة لاجئ فلسطيني في لبنان، إضافة إلى مبالغ مالية بالدولار والعملتين اللبنانية والسورية. تفاهمات لمحاربة 'داعش' في خطوة غير مسبوقة، كشف مصدر كردي مطّلع أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دفعت بقائد 'قسد' الجنرال مظلوم عبدي إلى إبرام اتفاق سياسي وعسكري مع الرئيس السوري أحمد الشرع، تم الإعلان عنه في 10 آذار 2025. وينصّ الاتفاق على دمج 'قسد' في الدولة السورية الجديدة، بهدف تفادي أي صراع داخلي قد يستغلّه تنظيم 'داعش' الإرهابي، في ظلّ الانسحاب الأميركي الجزئي من الساحة السورية. إلى جانب ذلك، تمّ إرساء آلية تعاون رباعية بين سوريا والعراق والأردن وتركيا، برعاية أميركية، لضبط الحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تتجه فيه واشنطن إلى تقليص وجودها العسكري، ما يفرض على الدول المجاورة تحمّل العبء الأكبر في مواجهة خطر التنظيم. وقد اعتبر مراقبون أن الفراغ الذي يتركه الانسحاب الأميركي لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يشمل أيضاً الأبعاد الأمنية. لكن يبدو أن واشنطن قد رتبت 'خروجاً ناعماً'، ما يطرح تساؤلات حول قدرة الأطراف الإقليمية على ملء هذا الفراغ، ومدى قدرة الحكومة السورية على ضبط الإيقاع ومنع تمدّد تنظيم 'داعش' في الداخل وعلى الحدود. وفي ضوء هذه المعطيات، تتزايد الحاجة الملحّة لتعزيز التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا، بما يقطع الطريق أمام محاولات تسلّل الخلايا الإرهابية ويحصّن الساحة اللبنانية والسورية من المخاطر المتعاظمة. فاستمرار غياب التحالفات الميدانية الفعّالة، وعدم ترسيم الحدود، يفتحان المجال لاستغلال الفراغات الأمنية من قبل تنظيم 'داعش' وسواه، ما يُهدّد استقرار لبنان والمنطقة برمّتها. وعليه، فإن رفع مستوى التعاون الثنائي، إلى جانب استمرار الشراكة مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، بات ضرورة وطنية لحماية الأمن القومي اللبناني ومنع الانزلاق نحو مزيد من الفوضى.

'داعش' يتحرّك مجدّداً… تهديد لسوريا وقلق متصاعد في لبنان
'داعش' يتحرّك مجدّداً… تهديد لسوريا وقلق متصاعد في لبنان

IM Lebanon

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • IM Lebanon

'داعش' يتحرّك مجدّداً… تهديد لسوريا وقلق متصاعد في لبنان

كتب طارق أبو زينب في 'نداء الوطن': في تطوّر لافت يظهر محاولات تنظيم 'داعش' الإرهابي لاستعادة قوته وإعادة تموضعه، أصدر التنظيم بياناً مصوّراً توعّد فيه الرئيس السوري أحمد الشرع، محذراً إيّاه من مغبّة الانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. وقد جاء هذا البيان بعد تقارير أشارت إلى طلب الولايات المتحدة من الحكومة السورية الجديدة الانضمام إلى جهود التحالف لمواجهة التنظيمات المتطرّفة. هذا التهديد العلني أثار تساؤلات حول قدرة 'داعش' على تنفيذ وعوده، خصوصاً في ظلّ التغيّرات الجذرية التي شهدها المشهد السياسي والعسكري بعد سقوط نظام بشار الأسد. وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية الجديدة إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، يحاول التنظيم الإرهابي استغلال الفوضى لإعادة بعث خلاياه في مناطق استراتيجية، أبرزها البادية السورية. في خطابه، استخدم 'داعش' لهجة تهديدية غير مألوفة تجاه رئيس دولة، مخاطباً الشرع بالقول: 'إمّا الإنضمام إلى صفوفنا وإمّا الاستعداد للحرب'، ما يعكس حجم المأزق الذي يعيشه التنظيم في ظلّ التحوّلات التي تشهدها سوريا والمنطقة ككلّ. فراغ أمني ونشاط متجدّد منذ انهيار النظام السابق وفرار بشار الأسد إلى موسكو في كانون الأوّل 2024، وانشغال الأجهزة الأمنية السورية بملاحقة فلول النظام والميليشيات الإيرانية، أعاد 'داعش' تفعيل خلاياه في البادية السورية، مستفيداً من الفراغ الأمني في مناطق تمتدّ من حمص إلى الرقة ودير الزور. ووفقاً لـ 'المرصد السوري لحقوق الإنسان'، فقد نفّذ التنظيم 61 عملية في مناطق سيطرة 'قوات سوريا الديمقراطية' (قسد) خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أسفرت عن مقتل 23 شخصاً، بينهم مدنيون وعناصر من 'قسد'. إلّا أن هذا النشاط المتجدّد اصطدم بسلسلة من الإجراءات الأمنية والعسكرية. فقد شنت القيادة المركزية الأميركية أكثر من 75 غارة جوّية استهدفت معسكرات تدريب ومخازن أسلحة، في حين كثّفت الحكومة السورية الجديدة ملاحقة الخلايا، معلنة إحباط هجمات خطرة، أبرزها محاولة تفجير مقام السيدة زينب في دمشق. ضربات استباقية وتنسيق غير مسبوق كشف مصدر مطّلع على دوائر القرار في دمشق لصحيفة 'نداء الوطن'، تحوّلاً أمنياً لافتاً تمثّل في فتح خطوط تواصل مباشرة بين الحكومة السورية الجديدة والتحالف الدولي، ما أسفر عن توقيف القيادي البارز في تنظيم 'داعش' أبو الحارث العراقي في منتصف شباط 2025. وكان المعتقل الإرهابي يشغل مواقع قيادية ضمن ما يُعرف بـ 'ولاية العراق'، وتولّى مسؤوليات تتعلّق بملف الوافدين والتخطيط لعمليات إرهابية، وهو العقل المدبّر لعدد من الهجمات الدامية. وأشار المصدر إلى أن أجهزة الأمن السورية أحبطت تفجيراً وشيكاً كان يستهدف مقام السيدة زينب جنوب دمشق، بعد تفكيك خلية تابعة للتنظيم ضمّت أربعة عناصر، من بينهم لبناني وفلسطيني كانا منخرطَين في الإعداد للعملية. وقد نشرت وزارة الداخلية صوراً للموقوفين داخل وكر في ريف دمشق، إلى جانب وثائق ثبوتية، منها هوية لبنانية وإخراج قيد وبطاقة لاجئ فلسطيني في لبنان، إضافة إلى مبالغ مالية بالدولار والعملتين اللبنانية والسورية. تفاهمات لمحاربة 'داعش' في خطوة غير مسبوقة، كشف مصدر كردي مطّلع أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دفعت بقائد 'قسد' الجنرال مظلوم عبدي إلى إبرام اتفاق سياسي وعسكري مع الرئيس السوري أحمد الشرع، تم الإعلان عنه في 10 آذار 2025. وينصّ الاتفاق على دمج 'قسد' في الدولة السورية الجديدة، بهدف تفادي أي صراع داخلي قد يستغلّه تنظيم 'داعش' الإرهابي، في ظلّ الانسحاب الأميركي الجزئي من الساحة السورية. إلى جانب ذلك، تمّ إرساء آلية تعاون رباعية بين سوريا والعراق والأردن وتركيا، برعاية أميركية، لضبط الحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تتجه فيه واشنطن إلى تقليص وجودها العسكري، ما يفرض على الدول المجاورة تحمّل العبء الأكبر في مواجهة خطر التنظيم. وقد اعتبر مراقبون أن الفراغ الذي يتركه الانسحاب الأميركي لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يشمل أيضاً الأبعاد الأمنية. لكن يبدو أن واشنطن قد رتبت 'خروجاً ناعماً'، ما يطرح تساؤلات حول قدرة الأطراف الإقليمية على ملء هذا الفراغ، ومدى قدرة الحكومة السورية على ضبط الإيقاع ومنع تمدّد تنظيم 'داعش' في الداخل وعلى الحدود. وفي ضوء هذه المعطيات، تتزايد الحاجة الملحّة لتعزيز التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا، بما يقطع الطريق أمام محاولات تسلّل الخلايا الإرهابية ويحصّن الساحة اللبنانية والسورية من المخاطر المتعاظمة. فاستمرار غياب التحالفات الميدانية الفعّالة، وعدم ترسيم الحدود، يفتحان المجال لاستغلال الفراغات الأمنية من قبل تنظيم 'داعش' وسواه، ما يُهدّد استقرار لبنان والمنطقة برمّتها. وعليه، فإن رفع مستوى التعاون الثنائي، إلى جانب استمرار الشراكة مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، بات ضرورة وطنية لحماية الأمن القومي اللبناني ومنع الانزلاق نحو مزيد من الفوضى.

الكاهن المُدان منصور لبكي...ما زال يجد مَن يُلمِّعه!
الكاهن المُدان منصور لبكي...ما زال يجد مَن يُلمِّعه!

المدن

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المدن

الكاهن المُدان منصور لبكي...ما زال يجد مَن يُلمِّعه!

نشرت صحيفة "نداء الوطن"، في عددها الصادر الجمعة 18 نيسان 2025، مقالة بعنوان "تحت مجهر"، أعدّتها الكاتبة نوال نصر بمناسبة الجمعة العظيمة، وخصصتها للكاهن اللبناني منصور لبكي الذي سبق أن ورغم هذا السجل القضائي الثقيل، أتاحت المقالة للبكي منبراً لتلميع صورته، وأعطته صوتاً كما لو أنه بريء تماماً، بل أكثر من ذلك، كما لو أنه صاحب يد بيضاء في المجتمع اللبناني والكنسي. وبذلك، لم تضع الصحيفة والكاتبة، في الاعتبار، المسؤولية الحقوقية والإنسانية والقانونية عن إعطاء مساحة "نظيفة" لمجرم مُدان بالأدلة الدامغة وتحميه الكنيسة في لبنان رغم تبرؤ الفاتيكان نفسه منه. كما لم يؤخذ في الحسبان، الأذى النفسي والمعنوي الذي قد تسببه هذه المقابلة لضحايا لبكي، لا سيما مع وصفه بـ"الكاهن الذي نشر الحب"، و"ترانيمه كبرت عليها أجيال"، بالإضافة إلى إبراز ما وصف بـ"رصيده الإنساني والروحي". في مقالتها، كتبت نوال نصر: "في هذا النهار، في الجمعة العظيمة، نفتح باب "محبسة" كاهن مُدان، يعيش منذ عقد في صومعته بعد أن عاش لأعوامٍ مديدة، بألحانه وتراتيله وصوته وأعماله، في القلوب... الأب منصور لبكي "تحت مجهر" هذا الأسبوع". المقال أثار غضباً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي وبين الحقوقيين والصحافيين والناشطين، وأعاد إلى الواجهة النقاش حول حدود العمل الصحافي ومسؤوليته الأخلاقية، خصوصاً في قضايا تتعلق بانتهاكات جنسية ضد القاصرين. فقد اعتبر كثيرون أن الصحيفة ارتكبت خطأً مهنياً فادحاً بالسماح بنشر مادة تبريرية لشخصية مدانة، حتى ولو كانت تحمل صفة رجل دين. وفي مواجهة الغضب الشعبي والانتقادات الواسعة، أصدرت "نداء الوطن" بياناً توضيحياً أكدت فيه احترامها للأحكام القضائية، مشيرة إلى أن نيتها من المقال كانت "إعلامية فقط"، واعتذرت من الضحايا ومن شعر بالأذى، معتبرة أن المقال لا يعكس نواياها التحريرية. — Nidaa Al Watan نداء الوطن (@NidaaWatan) لكن التصعيد الأكبر جاء من داخل الصحيفة نفسها. فقد نشر رجل الأعمال عمر حرفوش، شريك ميشال المر في ملكية الصحيفة، بياناً شديد اللهجة قال فيه: "لم تسمح لي إنسانيتي أن ألتزم الصمت بعد ما قرأت، ولا يمكن أن أقبل أن تكون قضايا التحرش والاعتداء مادة للسبق الصحافي... صدرت أحكام بحق الأب لبكي، وكان يجب عدم السماح بأي مقال ترويجي له". وأضاف حرفوش أنه لم يكن على علم بالمقال قبل نشره، وأنه اتفق مع الشركاء على اتخاذ إجراءات عقابية بحق المسؤولين عن نشر المقال، بدءاً من الكاتبة التي تم فصلها من العمل، متعهداً بعدم تكرار هذا النوع من "الانحراف المهني"، بحسب تعبيره. وفي خضم هذا الجدل، خرجت نوال نصر عن صمتها، ناشرة في صفحتها الشخصية في فايسبوك رسالة مقتضبة جاء فيها: "كلهم اليوم يريدون بناء بطولات على حسابي! لا يهم. أنا خارج نداء الوطن وفخورة… أما التفاصيل -الصحيحة- فلن أدخل فيها حرصاً على الزملاء. أنا حرّة، وحرّة، وحرّة… شكراً وإلى اللقاء في مكان أفضل". خطأ مهني جسيم ما لا يمكن تجاهله وسط هذا الجدل، هو الخلل المهني والأخلاقي في تقديم صحيفة مساحة لرجل دين مدان بجرائم تحرش واعتداء جنسي على الأطفال. فالمقابلة، مهما بدت روحية أو وجدانية، شكّلت تبييضاً لصورته وتشويهاً لحقيقة أحكام نهائية ودامغة بحقه. إن مجرد إجراء مقابلة معه، في مناسبة دينية بالغة الرمزية مثل "الجمعة العظيمة"، من دون الوقوف بوضوح مع الضحايا، لا يُبرَّر بأي منطق صحافي أو ديني. الخطأ هنا واقع لا محالة، لكن هل يصحّ أن تتحمله نوال نصر وحدها دوناً عن رؤسائها؟ هل أجرت المقابلة وأجازت نشرها وحدها ومن دون علم أحد سواها من إدارة التحرير؟ والخطأ هنا مزدوج: تجاهُل السياق القضائي الثابت ضد الكاهن، والمساهمة في إعادة تلميعه إنسانياً وروحياً، في وقت لا تزال جراح ضحاياه مفتوحة. وقد تكون هذه الحادثة درساً للوسط الإعلامي اللبناني في ضرورة وضع قواعد صارمة في تناول قضايا العنف والاعتداء، لا سيما حين يتعلق الأمر بفئات ضعيفة كالأطفال والنساء، وخصوصاً أن النمط السياسي والقضائي السائد في لبنان هو لصق المُعرِّفات الطائفية على الجرائم والمجرمين والتعامل معها

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store